17

1794 Words
  الفصل الثالث عشر     كان بيتمان قد طلب إلى المستر " جمبرت " أن يجلس في الردهة المظلمة . . ويطلق النار على أي شبح يراه منطلقا ركضا , فقبل الكهل هذه المهمة عن طيب خاطر . . ولكنه ما لبث بعد نصف الساعة أن شعر بوطاة البرد نعول على الذهاب إلى غرفته لإحضار معطفه . . ولكنه ما كاد يبلغ الغرفة حتى رأی بیتمان يتامل خاتمه الماسي الثمين . . فاستحوذ عليه الغضب والدهشة معا ، وقبل أن يفيق مما ألم به ، كان بیتمان قد انقض عليه ، وجذبه من ساقيه ، فسقط الرجل وارتطم رأسه بالدولاب ففقد وعيه وعندما أفاق من إغمائه وجد نفسه مشدود الوثاق . . ومكمما . فحاول أن يتخلص من القيد ، ولما لم يلقح ، أخذ يحرك شرقيه حتی تخلص من الكمامة ومن ثم بدا يملا الجو صراخا حتى أيقظ النائمين وجعلهم يهرعون إليه في فزع واكتشف رب الدار أن أسلاك التليفون الموصل إلى جناح الخدم قد قطعت . . واستولى الفزع بغتة على زوجته فمنعته من مغادرة غرفته . ولكن ما كاد باب الغرفة بطرق حتى صباح رب الدار - ليس في استطاعتي أن أبقى هنا بينما يذ*ح بعض ضيوفي ذ*ح الشاة . وانقض على الباب وفتحه ، فإذا بالقادم مستر " ستروس "  . . وراح القادم يخبر الزوجين بفقدان الجواهر . وحدثهم عن الصرخات التي كانت تنبعث من غرفة أجبرت . . وإن هي إلا لحظات حتى عرفت مسن " جرانت أن جواهر اغلب ضيوفها قد سرقت ولما بحلت عن جواهرها لم تجد لها أثرا أيضا ومضى بعض الرجال إلى غرفة جمبرت وفكوا قيوده . . فطفق يحدثهم عن نذالة بيتمان . . ثم انطلق راكضا إلى غرف الخدم ، ولكنه وجدها جمعا شاغرة وبينما كان الجميع واقفين في الدهليز وقد عقدت الدهشة ألسنتهم إذ حملت الريح إليهم صوت ارتطام اللنش بالشاطئ ، وأعقب ذلك وميض عدد من الأضواء ودمدمة وركض جمبرت إلى الدرج وهيطه . . بينما صاح مستر بروستر من أسفل يقول إنه اتصل بالبوليس وأبلغه النبأ . . فهرع الجميع إلى الطابق الأرضي ، وأقبل ثورب في تلك اللحظة ، والدم يسيل من جرح في وجهه . ويقود أمامه رولیش وقد تورم اتفه وإحدى عينيه وصاح جرانت - يا للسماء وهذا بيتمان وجاء بقية الخدم ، وكل منهم يقود أسيره أمامه . وفي الم***ة دخل ما**يم إلى الردهة ، وهو بالزي الغريب وكان يحمل في يده حقيبة ثياب ، ما إن فتحها حتى رأی المدعوون جواهرهم في جوفها ، وكمية أخرى من الجواهر المشهورة التي كانت قد سرقت حديثا . . وأقبلت مسز ستروس على ما**يم وقبلته . . وصاحت  : - يا بني العزيز . . إنك مبتل من قمة رأسك إلى أخمص قدميك . يجب أن تبادر بأخذ حمام ساخن ، والا اصبت ببرد شديد وتأمل " جرانت جميع الأسرى ، فلما لم يجد مانون بينهم تنفس الصعداء , وشعر بالارتياح الشديد ، ثم صاح دعونا نسمع القصة أولا ولكن ما**يم قال معتذرا - إن رجال البوليس يوشكون أن يجيئوا ، ومن ثم فإنني أفضل أن أسرد القصة مرة واحدة - وصعد إلى غرفته حيث استبدل ثيابه . ولما هبط إلى الطابق الأرضي كان رجال البوليس قد جاءوا وشرعوا في التحقيق . . وادلى " ما**يم " بأقواله إلى المحققين . ولكنه حرص على ألا يأتي إلى ذكر " الكونتيس " أو إلى ما قد يكشف عن أن لها ضلعا في الحادث . وعلى اثر انصراف البوليس والع***ة . راح المدعوون يمطرونه وابلا من أسئلتهم فقال يلخص لهم القصة  :  - كان أول عامل دفعني إلى الربية في أمر " بيتمان " هو حادث الغلاف المستعار وقد لاحظت بعد ذلك أن الرجل يكثر من الذهاب إلى حمام السباحة وياتي باشارات غريبة مربية من مصباح الكهربائي ، وكان يتلقى جوابا عنها ، إشارات من نوعها صادرة من لنش قريب ، فرحت اراقب هذا اللنش عن كثب . . . ولما رايت بيتمان " ينظر اليوم إلى البارومتر يقلق أيقنت أن الرجل يعتزم القيام بعمل ما لأن الملد سيكون عاليا الليلة وقد تأثرته فعلا إلى الشاطئ ، ورايته يحرك مصباحه بطريقة فهمت منها أنه يطلب إلى بحارة اللنش أن يكونوا على استعداد ، ، ومن ثم عولت على العمل . . ورسمت خطتي . وشرح لهم كيف عهد إلى " ثورب بجمع رجاله ، وترقب وصول اللنش إلى البر للقبض على بحارته . وفي الساعة السادسة صباحا ، اوي جميع المدعوين إلى فراشهم ۰۰ وكان " بایسون جرانت أشدهم مرحا . . إذ كان يعتقد أن بيتمان صنيعة " مانون " وانه المسؤول عن الرسالتين اللتين وصلنا إليه . *** الفصل الرابع عشر   بعد يومين استانن ما**يم من مضيقه واستقل سيارته إلى قصر فان بودن . . فاستقبله خارم ياباني انباه أن مستر سویثن ويلد سال عند تليفونيا مرتين ، فانطلق ما**يم إلى التليفون واتصل به في ناديه . وض*ب الله موعدا ليتناول طعام الغداء معا ظهر اليوم التالي . ثم اتصل بمنزله في سنترال بارك ، وأنبا فسز كيني " أنه حاضر إليهم في الساعة التاسعة مساء وفي طريقه إلى منزله ابتاع نسخة من إحدى صحف المساء ، وشد ما راعه أن رأى صورته منشورة في ص*ر الصحيفة . . وقصة السرقة التي وقعت في قصر ال " جرانت . مع تعليق مسهب من المحرر يشید فيه ببسالته وجرأته وكانت مسن كيني قد ابتاعت لضيفيها نسخة من صحف المساء . . طالعا فيها نبا الحادث فلما حضر ما**يم راحا يمطرانه باسئلتهما . ولاحظ ما**يم أن " دوبين " قد استردت أناقتها وجمالها الساحر بفضل الثياب التي ابتاعتها لها فسز کیني وأقنعتها بارتدائها ........ . وقضى ما**يم زهاء الساعة وهو يجيب عن أسئلة الضيفين وأخيرا سألته الفتاة . - وماذا قالوا بشأن اختفائي؟ - لم اسمع أحدا يذكر شيئا عنك . . فقد كان للرسائل الغامضة التي تلقاها " جرانت " أسوأ الأثر في نفوسهم . فهتف مانون  : - إذن فقد أحدثت الأثر المنشود ؟ . - لقد كاد عقل " جرانت بذهب بسببها . . وقد اقصت على مراقبته عن كثب . . فلاحظت أنه يخشى الانفراد بنفسه . يفرط في الشراب بالنهار وتعاطي المنومات بالليل . وقد كاد يصارحني ذات يوم بمتاعبه لولا ان جاءت زوجته فقطعت علينا الحديث . . ولكني واثق من أنه سيفعل ذلك عن قريب لأنني جاد في تحطيم أعصابه رويدا رويدا ، ويومئذ يضطر تحت وطأة الفزع إلى كتابة اعتراف شامل . فقال مانون  : - ليس في استطاعتي أن أتصور كيف ستوفق إلى إرغامه . - دع ذلك لي ، فإنني مطمئن إلى النتيجة . وتصادف أن غادر " مانون الغرفة لبعض شانه . . . فسال " ما**يم " الفتاة - إن دواعي الحذر توجب علي أن أسألك هل يبحث عنك بوليس هذه البلاد ؟ فابتسمت الفتاة ابتسامة حزينة . وقالت  : - نعم لقد أص*رت حكومة الولايات المتحدة أمرا بالقبض علي . . ولكن البوليس هنا يعتقد أنني عدت إلى أوروبا منذ عدة سنوات ، وانني لا ازال هناك . . ويوم ص*ر هذا الأمر كنت في واشنطن ، أنتحل شخصية اخرى واتسمي باسم أخر وعاد مانون " بعد قليل وانضم إليهما وراح يحدثهما عن الايام القلائل التي قضاها في الاستوديو ، وكيف تعلم فن التنكر ؟ وأخيرا نهض " ما**يم "  . واستاذنهما في الانصراف اجتمع ما**يم بصديقه ويلد " حول مائدة الغداء في اليوم التالي وكان ما**يم يعرف أن جليسه شاب مغامر جريء ، ومن ثم عول على مصارحته ببعض أطراف مغامرته الحالية . وهو واثق أن الشاب لن يتردد في بذل كل معاونة مستطاعه . ومن ثم ظل يدير دفة الحديث بلياقته المعهودة حتى طرح حادث سرقة قصر آل جرانت . . فقال  " ويلد " - يبدو لي من مطالعة التفاصيل أن هذا الحادث بالذات هو الذي جعلك تقبل دعوة مسز جرائت فمال ما**يم إلى الأمام في مقعده وقال  : - لا . . إن آل " جرانت لا يزالون يجهلون زيارتي لقصرهما . فقال ويلد بعد قليل من التردد  : : - إن كلامك عن الزوجين بوحي إلي بانك لا تميل إليهما ، - بل إنني أبغضهما . . على الرغم من ترحبيهما العميق وحسن ضيافتهما . والواقع أنني ما قبلت دعوتهما إلا لأنني أقسمت أن السوق الزوج إلى السجن . فصاح ويلد " في اهتياج - ولماذا ؟ - ليس الآن بالوقت المناسب لإطلاعك على السبب . وعندما يحين سألجأ إليك وإلى بعض صفوتك في طلب المساعدة وقد تضطر إلى التخلي لي مؤقتا عن منزلك الريفي . - إني وما أملك تحت تصرفك . . وفقط سأغيب أسبوعين في زيارة امي . فإذا أرجات المغامرة حتي عودتي ، فسأشترك فيها بكل سرور . - هذا يلائمتي . . إذ أكون في خلال تلك الفترة قد اعددت كل شيء . . أما الآن فأصغ إلى اول طرف من خطتي . عليك أن تنتقل إلى منزلي الريفي وان تبعث إلي ببرقية على قصر ال " جرانت فساعود إليه بعد أسبوع . . واطلب إلي ان ازورك البضعة ايام وعندئذ سابرق إليك اسالك أن كان في استطاعتي أن أصحب معي بايسون جرانت لانه مريض وفي حاجة إلى الراحة والاستجمام . . وليكن ذلك في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر . ومع أن وبلد " حاول أن يستدرج " ما**يم للإفصاح . إلا أن هذا أصرعلى ال**ت . وافترق الصديقان على ذلك . وانطلق " ما**يم لمقابلة صديق له مخرج افلام يدعی هوراسي ويمز وكان " ويمز " يدين لما**يم بخمسة عشر ألف ريال . . وظن انه جاء يساله الوفاء . . فلما انباه ما**يم بانه لا يريد مالا سري عنه . ونادي الممثلات اللائي كن يعملن في الفيلم الذي كان يخرجه وقتتذ . . وقدم ما**يم إليهن . وقضى ما**يم بعض الوقت يتحدث إلى ويمز والممثلات في الشؤون السينمائية ثم اعرب عن رغبته في مشاهدة العمل في الاستوديو . . وركب الجميع سيارة ما**يم وانطلقوا بها إلى فورت لي حيث توجد بعض الاستوديوهات . . ومن بينها ذلك الذي يشرف عليهويمز وقد ظن ويمز " أن ما**يم يريد الاندماج في عالم السينما ، وخطر له ان يتخذ منه بطلا لفيلم جديد بعد أن ذاع صيته في حادث قصر أل جرانت ولكن شد ما كانت خيبة أمله عندما رأى " ما**يم " ينفرد بمدير الاستوديو . . ويقضي معه حوالي نصف الساعة في حديث مستفيض عن العمل السينمائي . . والأدوات المستعملة في الاستوديو ثم يقوم بجولة في أرجاء المكان للدرس والاستطلاع وكان ويمز " مدينا لصاحب الاستوديو بأجر أسبوعين فدفعها " ما**يم عنه . . كثمن للمعلومات المهمة التي حصل عليها . . ثم انصرف بعد قليل . . وذهب لمقابلة دافيد مور لتلقاه الرجل مرحبا  قال ما**يم  : - إليك مهمة جديدة اذهب غدا إلى تاريتون . . واستاجر سيارة طول النهار ، وابحث عن منزل بشرف على نهر هدسون . . له حديقة فسيحة الأرجاء . . واستأجره لاقصر مدة مستطاعة . . أنا لا أبالي بالنفقات التي يتطلبها إصلاح مثل هذا المنزل . . على أني اذكر ان هناك منزلا شمال " أوستنج " كان خاليا عندما مررت بالقرية في الشهر المنصرم . . وهو منزل معقول لا يلائم أصحاب الملايين ولايستطيع افراد الطبقة المتوسطة أن يستأجروه . . لكن لاتبحث أبعد من " بي**كيل " شمالا ولا إيرفنجتون " جنوبا . وإليك بعض المال للإنفاق منه إذا دعت الضرورة وسأوافيك إلى تاريتون لتوقيع عقد المنزل الذي يقع عليه الإختيار . . لكن تذكر أنني أريد منزلا بشرف على النهر مباشرة ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD