الفصل العاشر 1️⃣0️⃣

1563 Words
و باشرت في الركض بأسرع ما لديها وجوزيف ورائها يحاول مجارتها ، و ما إن وصلا الغابة و توقفا قالت كلارا و هي تحاول التقاط أنفاسها : " الركض رااائع ! لم أكن أعلم ما افوت . " جوزيف : " حزين لأنني لا اشاركك نفس الفرحة تلك ! ثم قال بملل : " و الآن نحن بالغابة على المخطوطة أن تكتب شيئا اذا كان المكان صحيحا ! " اسكت كلارا جوزيف و كانت تسترق النظر وراء الشجيرات قائلة : " أنظر سندريلا هناك مع الأمير بالإضافة إذا كتب شيء على المخطوطة فسأعرف لأنها في جيبي " لكن المفاجأة أنها لم تجدها في جيبها ما كادت تكمل كلامها حتى التفتت لتجد أن المخطوطة لم تكن إلا في يد قرد صغير يحاول اللعب بها لم تدري ما تفعل بداية فنظرت لجوزيف ليجيبها هو كالعادة و كأن الأمر لا يعنيه : " لا تنظري لي إنه خطئك ستسترجعينها وحدك . " ظن انها ستجادله لكنها تقدمت بخطوات مترددة نحو القرد و هي تمني نفسها بأنهم مازالوا يفضلون الموز و أخذت تجذب الورقة من يده متفادية اغضابه كلارا : " اعدها أيها القرد اللطيف ! " و بقي جوزيف ينظر لهما يتجاذبان دون أن يتحرك له ساكن فهو لا يشعر أنه ملزم بمساعدة هذه الفتاة المتباهية التي تتصرف و كأنها البطلة دائما . و بينما هم كذلك حتى جذبت كلارا المخطوطة بقوة فانتزعتها لكنها و لسوء حظها تعثرت في غصن مما أد الى تراجعها بضع خطوات الى الوراء و سقوطها قرب الأميرين الذين كانا سيباشران بالغناء . كلارا بضحكة متوترة : " أهلا ! " اقترب منها الأمير الذي كان متفاجأ و ساعدها على النهوض قائلا : " ما الذي أتى بك هنا أيتها الشابة الصغيرة ملابسك غريبة أيضا ؟!؟! " فابتسمت و أجابت و هي تشير الى جوزيف الذي تقدم من بين الشجيرات : " أنا كلارا و هذا جوزيف و نحن ... " و لم تدر بماذا تكمل هل تخبرهما بالحقيقة و تصدمهما أم تخترع كذبة ما ، لكن أنقذتها في تلك اللحظة صرخة الأميرة المقاطعة " أنت ..... أنت ! " كلارا بتردد و بعض من التعجّب : " أنت تعرفينني ؟ " أجابتها الأميرة بانفعال : " هذا ليس مهما الآن ماذا تفعلان هنا ؟ ألم تخبركما الساحرة أن لا تعودا إذا عرف أحد بسركما الحراس السحريون يبحثون عنكما في كل مكان سيقتلانكما ! " تفاجأت كلارا و نظرت مباشرة لجوزيف و هي لا تستوعب أي شيء ، لكن من عرف بأمرهما ؟ هما لم يخبرا أحدا ، و على الأقل هذا ما ظنت ، و قطعت دوامة أفكارها صوت سندريلا و هي تدفعهما بعيدا : " أنتما تعرفان بيتي اختبئا فيه و عودا لعالمكما و أنصحكما أن لا تعودا هنا مجددا ! " لكن كلارا توقفت و نظرت لها ثم قالت في جديه : " لا لا نستطيع العودة فقط ، صدقيني إننا لسنا هنا لإضاعة الوقت ليس لمصلحتنا الخاصة ، حياة شخص ما على المحك ! " بدأت الأميرة تفكر قليلا ثم أجابتها باستسلام : " حسنا من سيقف في طريق مراهقة ع**دة لكن أؤكد لك أن هذه المغامرة ليست ممتعة إضافة الى أنها محفوفة بالمخاطر . " كلارا بنوع من الفكاهة : " لا تقلقي ! المخاطر هي إسمي الثاني ، كما أنني أجد المتعة في كل شيء . " بقيت سندريلا تحرك رأسها ضاحكة من أمر هذه الفتاة المجازفة الغريبة . أما جوزيف فظل صامتا طوال فترة إقناع كلارا للأميرة هل أصبح يا ترى يعتمد عليها الآن لحل المشاكل ، هل صار هو أيضا يراها بطلة ؟ كان يحاول إقناع نفسه أنه لم يرد سوى إتعاب نفسه لكن الشيء الوحيد الذي يعترف به منذ أن عرفها هي أن هذه الفتاة تحب الفوضى كثيرا ... بشكل جنوني ! هكذا ما بدت له مجازفاتها أو حتى تصرفاتها الغ*ية منذ لقائه و بينما هم كذلك حتى قالت كلارا و كأنها تذكرت شيئا : " اوه صحيح ذكرت المخطوطة أنه علينا أن نحل لغزا و ذكرت أيضا أن نذهب للغابة ... أين اللغز أنا بدأت أجن من هذه المهمة المعقدة . جوزيف بتمتمة : " و كأنك لستِ مجنونة بالفعل . " و في هذه اللحظات بدأ كلام جديد يكتب على المخطوطة " تهانينا لقد وصلتم للمكان المناسب الآن اللغز : " انا تدمرنا لكن نحن تسعدنا " تمتمت كلارا : " انا تدمرنا لكن نحن تسعدنا ، بصراحة هذا غريب كنت أتوقع شيئا كأحجية . " جوزيف بغضب : " ما هذا اللغز الغ*ي ! في العادة تعطي المخطوطة شيئا منطقيا لكن هذا سخافة ! و عندما لاحظ أعين الجميع المشككة تراجع عن كلامه قائلا : " لقد قرأت عن هذا أيضا . " كانت كلارا لا تصدق احجيه الضعيفة و كانت شبه متأكدة أنه بشكل ما يخبئ شيئا ، غير أنها لم تعر هذا اهتماما كبيرا بالإضافة إلى أنها كانت تنوي سؤاله لاحقا . و بينما الجميع يفكر في هذا اللغز قالت سندريلا : " قلت أن المخطوطة أحضرتك إلا هنا لكن ألم تتساءلي لماذا فقط عندما أكون أنا و الأمير هنا لأنها تعلم أن لدي الإجابة المناسبة ثم سكتت قليلا لترى تجاوبهم معها و أكملت : " حسنا زوجة أبي تعيش في ذلك القصر البعيد بعد وفاة أبي أصبحت لا تعير اهتماما لي إنها تفكر في نفسها فقط و بناتها " انا " و لا تعلم أضرار هذا عليكما أن ترشداها أن تبصراها أن " نحن " هي الحل نعم هذه هي ! " قالت الأميرة الشابة هذا بفرح و حماس لتجيبها كلارا باقتناع : " هذا هذا منطقي جدا ! " جوزيف بتعابيره المعتادة : " أجل صحيح . " ثم أكملت كلارا بثقة : " لهذا اخترتك سندريلا أنت ذكية و رائعه ! " فابتسمت لها الأميرة و ض*بت كفها في كفها لكن هذه الأجواء اللطيفة لم تكتمل ... فبينما هم كذلك حتى بدت أصوات خطوات الأحصنة تزلزل المكان . سندريلا : " اوه لا ! الفرسان لقد اقتربوا ! بسرعة ابتعدا من هنا و اجريا بكامل سرعتيكما نحو القصر أسلكا الغابة الأشجار الكثيرة ستصدهم عن البحث بسهولة " لكن قاطعها الأمير قائلا : " انتظروا ! طريق الغابة طويل جدا ستتوهان فيه و يجدكما الفرسان توجها للنهر هناك ستجدان زورقا صغيرا لي ، اتجها للضفة الأخرى لن يتمكن الفرسان من قطع النهر لذا سيضطرون للسير حوله سيأخذ هذا من وقتهم قليلا و أتمنى أن تصلا لليابسة قبل أن يصلوا توخوا الحذر . " كلارا : " أشكركم ! " هي تستعد للذهاب صرخت و هي تجري مبتعدة قالت : " بالمناسبة , سندريلا حاولي أن تعاودي مبكرا هناك شيء اسمه ساعه اذا سمحت الفرصه أن نلتقي سوف تجلب لكي منبه " سنو وايت : " ماذا ؟ من ماذا هل هذا نوع طعام جديد " لكن الأمير كان باله مشغول في شيء آخر فقد قال بعد أن لاحظ أن جوزيف لم يشكره حتى : " هذا الطفل مدلل و سيء للغاية ! ." لكن ما قاطعهم صوت فارس يتص*ر مجموعة كبيرة من الفرسان : " أنتما ! هل رأيتما فتاة و فتى بملابس غريبة يمران من هنا ؟ " سندريلا : " اوه نعم ! لقد سلكا الطريق متجهين للقرية " وقف جوزيف و كلارا يحدقان بصدمة بهذا النهر الذي كان بلا شك أضخم نهر رأياه في حياتهما . كلارا :" ظننت أنه قال نهرا ! " لكنهما كان يران سوى المياه حتى اخفت ما وراها من مشاهد لكن لم يجدا وقتا للتعجب اذا تفطن بعض أولئك الفرسان لهيئتهما فما هي ألا ثواني حتى غيروا هدفهم تجاههما ، فصعدا مباشرة على متن الزورق و بدا التجديف بعيدا فعلى الأقل نهر بهذا الطول كافي لتأخير الجنود لأطول وقت ممكن . مرت بضع دقائق و هم على متن الزورق عندما بدأ جوزيف الصراخ بغضب : " جدفي أكثر أعلي أن اقوم بكل المجهود وحدي و انت ترتاحين !؟ " فتحت كلارا فمها عاجزة عن الكلام من وقاحة هذا الفتى المدلل و كأنها لم تتوقع مثل هذا التصرف منه . " ارتاح ؟ انا اجدف معك ! " و هذا كان كل ما تمكنت من قوله فقد علمت أن الجدال لن ينفع معه بشي خصوصا في هذا الموقف الغ*ي . كان صوت خرير الماء هادئا ، هادئا لدرجة انه أنساهما عشرات الفرسان الذين يريدون حصد ارواحهم ، هادئا كنبض قلب مطمئن ، حتى كاد كل واحد منهما يغطس في بحر أفكاره و أحلامه ، غير ان صوتا ما قاطع ترانيم النهر الخجولة جوزيف في نفسه : " هذا الصوت مزعج ، انه ليس خرير المياه " لكن ما كاد يخرج من أفكاره حتى فقأ هذا الصوت طبلتا أذناه كلارا : " جوزيف !! " التفت الفتى الأشقر إلى موضع الصوت ، تعلوه نظرات من اللامبالاة بالطبع و من عساها تكون غير رفيقته المزعجة بالتفكير بالأمر لم كان عليها أن تكون رفيقته حتى ؟ هل أراد القدر أن يعاقبه على أفعاله التي فعلها ؟ لكنه كان لا يهتم فقد يفعل أي شيء حرفيا الوصول إلى هدفه . جوزيف : " ماذا ؟؟ " **تت كلارا قليلا كأنها تحاول جمع أشتات شجاعتها ثم قالت بسرعة بلا ترجع : " جوزيف من أخبرت ؟ " كان قولها كصعقة بالنسبة لجوزيف ، صعقة قوية كفاية لتجعله ينتفض من مكانه و يفتح اعينه الخضراء بكل ما أوتي من قوة . لقد **تا فقط لبضع دقائق و انظر للشيء المجنون الذي جعلها تفكر فيه جديا هذه الفتاة تحتاج لمن يبقيها مشغولة لكي لا تنجرف بأفكارها التي تجر الي الهاوية كثيرا . جوزيف : " ماذا تقولين ؟ أنا لم أخبر أحد " لم تغير إجابته شيء من ملامحها الواثقة فقد توقعت هذه الإجابة منه فقالت : " اذا كيف تفسر اولئك الحراس الذين يحاولون اقتلاع رؤوسنا . " حول جوزيف بسرعة قلب الموضوع لصالحه :" ماذا ان كنت انت من اخبرت احد و تحاولين اخفاء هذا بتهامي انا . " كلارا بغضب واضح للغاية : " انت تعلم جيدا انني لم اخبر احدا . "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD