حول جوزيف بسرعة قلب الموضوع لصالحه : " ماذا ان كنت انت من اخبرت احد و تحاولين اخفاء هذا بإتهامي . "
كلارا : " انت تعلم جيدا انني لم اخبر احدا . "
لكن جوزيف تجاهلها وقال و هو يوجه نظره في الأفق بكل ثقة : " أصلا قد تكون قطتك هي السبب تتذكرين لقد قالت الملكة أحد و ليس بالضرورة شخص و قطتك رأتني انا و انت عندما دخلنا لذا .... هي السبب ليس انا "
سكتت كلارا و هي لا تصدق كيف اقتنعت بهذه الإجابة الغ*ية لكنها أكملت قائله بشك : " و لماذا تعرف الكثير عن هذا العالم الخيالي ؟ تريدني ان اصدق ان هذا عرفته من القراءة و هذا يفترض ان يكون سرا لا يعلم به احد كيف عثرت على اسورتك على اي حال ؟ انا لا استطيع الوثوق بك بعد الان إن لم تخبرني ، فكيف في انطلاق بمغامرة مجهولة قد أموت بسببها معك ؟! "
تن*د جوزيف بهدوء ثم قال بثقة و بكل إقناع :" هل تظنين انني اكذب الآن عليك ؟ .. لا يهمني رايك او ثقتك لأنه ليس ذنبي ان أبي اشترى كتاب اساطير توجد منه نسخة واحدة فقط في المزاد عالمي و انني قرأته ، و ان الأسورة وجدتها مع الكتاب و نسيتها في جيبي و عندما سقطنا على بعضنا البعض ذلك اليوم حدث ما حدث هل سألتك من اين احضرت قلادتك انت ايضا . "
ثم أضاف قائلا وقد تردد بعض الشيء : " اذا أردت التخلي عن المهمة فاذهبي الآن لن أمنعك أنا فقط أحتاج قلادتك ... لقد ظننت فقط للحظة أنك مهتمة في إنقاذ الفتاة المسكينة و أن ذكائك و فطنتك و تجربتك مع الكتب ستفيد تعلمين ماذا لا يهتم فقط اذهبي اذا أردت . "
سكتت كلارا مرة اخرى و قد أحست انها بدأت تهدأ قليلا و قد شعرت أيضا انها ضايقته و على قدر ما تحب جعله متضايقا الا انها احست بالذنب هذه المرة لأنها اخطأت فهمه فإعتذرت بهمس " آسفة " و هي تتمنى ألا يكون قد سمعها .
~•°• ✾ •°•~
أما عند الفتى ذو العينين الفيروزيتين و الشعر الأ**د الفوضوي و هو يضع يديه في جيبه و يسير دون هدف بعد أن خرج من المطعم .
" أعني لما علي أن أكون جزءا من كل أفكاره الغ*ية التي قد تنتهي بمصيبة دائماً "
تن*د بصعوبة ثم رفع بصره للقمر ، إنه يبدو جميلا الليلة تماما مثلها هي كان يمكن أن يقول لها هذا الليلة و هما يتمشيان تحت ضوئه فتضحك هي بخجل و تحمر وجنتاها . تلك كانت دائما ما تحاول إخفاء خجلها عندما تكون بجواره ، تحاول أن تظهر كعادتها بهيئتها الفوضوية المشا**ة لكن ذلك لم يجدي معه فهو قد حفظ تفاصيلها .
ثم سكن تفكيره فجأة و انفتحت عيناه بقوة " أحقا اهتم لها لهذه الدرجة ، لكن على هذا المعدل سانتهي بجثه هامده بجانب جوزيف إذا بقي علي تلك الحالة .. "
ثم سكن قليلا و بدون سابق إنذار أخذ يركل حجر مسكين بقوة مفرغ فيه غضبه " سحقا أنا حقا غ*ي ! جوزيف معي كل يوم ام كلارا لا يمكنني أن اكون معها إلا في المدرسة ، ماذا افعل مع جوزيف أنه ..... إنه لا يشعر بي اهم شيء بالنسبة له هو نفسه
~ •°• ✾ •°• ~
كان الحوار شيء ثقيل عليهما من البداية و الآن مع تلك المناقشة الحادة أصبح معدوما الآن
فكلارا من جهة تود لو تمسك رأسه بكل نعومة و رقه ...
ثم تغرقه في هذه المياه لقد مازالت حافة النهر بعيدة و اختفى صوت الجنود الآن و كأن كل الكون يشير لها بأن تقتله هنا و حالا حيث لن يدري أحد ليتخلص العالم من هذا الكائن الشرير
أما جوزيف فما كان عليك أن تسأل ، لا عجب إنه يفكر ماذا سيأكل الليلة عندما يعود للمنزل متسللا فقد أصابه تغير الزمان من ليل إلى نهار و تغير المكان و كذلك التجديف جوعا لا تسده سوى وجبة دسمة شهية و لذيذه .
على بعد قليل من مجال رويتهما بدا لهما شيء في الظهور اترهما وصلا لحافة النهر ، لكن يبدو ان الفرسان لم يصلوا بعد
لكن لا هذه ليست باليابسة .
انه زورق آخر أكبر بقليل من خاصتهما لكن هناك شيء مريب لما هو متوقف في وسط هذا النهر .. أه ! هناك على متنه هناك رجل مستلقي .... غريب .... و امرأة تصرخ بصوت عالي للغاية ؟ حسنا ربما مشاجرة عادية بين زوجين .
لكن رغم هذا صراخ المرأة لم يبدو نابعا عن غضب أو غيض .. لكن انها تشير لشيء في النهر .
كلارا بخوف بعد أن رأت الي ماذا تشير : " هناك شخص يغرق ! جوزيف علينا القيام بشي "
لكن ع** ما توقعت لم يقم بأي ردة فعل ، ألهذه الدرجة يستطيع أن يكون متحجر القلب أمام هذه المواقف و اكتفى بقوله بسخرية : " أليس الأفضل أن تناديهم هم لمساعدتنا انهم مجرد شخصيات في قصة أطفال ، استرخي لن يموتوا انهم غير حقيقيين ! "
قاطعته كلارا بانفعال : " غير حقيقيين ! أتعرف هذا أم أذكرك ان عشرات من هذه الشخصيات الغير الحقيقية قادرون على قتلنا !! مما يعني اننا قادرون على قتلهم دفاعا عن نفسنا يعني انهم مخلوقون من مادة مثلانا ، فلا تستطيع قتل أو لمس شيء لم يولد أصلا هذا يعني انهم موجودون ، فقط لأنهم خلقوا في عالم غير عالمك لا يعني انهم غير موجودين ! فلتكفي فلسفة هل ستساعدنى أم لا الوقت يداهمنا ! "
جوزيف :" لماذا لا يساعده ذلك الرجل المستلقي يبدو انه مرتاح كثيرا ليقوم بانقاذه ، اذا لم ينقذه هو فلم نتكبد نحن عناء انقاذه . "
و أضاف بسخريته التي تخلو من الشفقة : " بل لربما هو من اغرقه لأنه مزعج و أظنني سأفعل نفس الشيء معك ! و الآن يا آنسة رقيقة القلب لا تنسي انه علينا الوصول للقصر قبل ان يصل الحراس هنا ! و ان أردت مساعدته لهذه الدرجة فإذهبي اذن لكن لن انتظرك و أتمنى ان تغرقي معه لتتعلمي ألا تتدخلي في غير شؤونك . "
و بينما هو يستعد ليبدأ التجديف مجددا فاجائته كلارا و هي تصرخ و قد كادت ان تنزل دموع من عينيها ، تلك الدموع التي تنزل عندما تشعر بالشفقه عليه و لا تستطيع فعل شيء تجاه ذلك سوى المراقبة المؤلمة .
كلارا :" انت متكبر حقير لا تفكر الا في نفسك . " ثم رمت عليه مجدافها لتعبر عن غضبها .
جوزيف :" و في من سأفكر اذ لم افكر في نفسي ، هل سوف أفكر فيكي انت . " صرخ هو الآخر مصدا المجداف عن ايذاء وجهه
كلارا : " الاشخاص امثالك ، لن يدركوا ضرورة مساعدة الاخرين . "
جوزيف : " الأشخاص أمثالي ، الأشخاص أمثالي دائما ما تقولين هذا و كأنك أفضل مني ربما هنا تكونين عادية ، لكن في العالم الواقعي انت نكرة امامي ، و ابي يستطيع ان يزيلك من العالم بحركة اصبع واحدة . "
لكنها لم ترد عليه ، الوقت سينتهي و الطفل سيغرق ، حياة شخص ما تفقد الآن و هي مشغولة في شجار تافه .
لكنها لا تدري حقا ماذا عليها أن تفعل ! بمفردها !
و بسرعة أخذت في ربط شعرها بمتانة ثم خلعت سترتها و حذائها و لم تنس أن تصفع جوزيف صفعة أقسمت أنه سيتذكر ألمها كلما نظر إلى خده .
ثم قفزت في الماء
جوزيف و هو ينظر للمياه و لم يعطي اي اهتمام للوجهه بل كان خائف عليها بدون سبب : " لقد فعلتها حقا ! "
أما صاحبة الشعر الأ**د الذي أصبح داكنا أكثر بسبب الماء فقد كانت تتقدم في ببطيء و لكن بثبات وسط المياه الباردة كل عيناها موجهة للغريق ، يبدو أنه طفل صغير لكن يبدو انه كلما تقدمت كلما كان الأمر أصعب ، كلما استهلك الطفل نفس آخر و أخير في هذه الحياة
كل شيء كان عاديا أصبح مزعجا الآن ، صراخ المرأة المياه التي تجمد جلدها ، أصوات الطيور كلها تسبب لها ضغطا الآن ، لكنها لم تستسلم و ظلت تتقدم و عندما استسلم الطفل و تخلى عن الحياة و بدأ جسمه يغرق في مياه الموت بدت كأن الحياة لم تستغني عنه كأنها تمسك يده فقد وصلت في اللحظة الأخيرة ضغطت يديه بقوة ، كأنها تخ*فه من الموت وضعته بين يديها و اليد الأخرى تسبح للأعلي و عندما أخذت اول أنفسها اهم شيء كانت تفكر به هو الطفل رفعته سريعا فأخذته أمه سريعا و وضعته على الارض و لم تعرف ماذا تفعل و عندما صعدت كلارا الي السفينة ذهبت إليه مسرعا و ضغطت علي ص*ره برفق فلم يعطي اي رده فعل ولا تنفس حتي فعرفت أنه يجب عليها أن تفعل له قبله الحياه بخروج آخر قطرة ماء من ص*ره رحل الموت نهائيا .
بقي الجميع ينظر لها لا هم مستوعبون لما يقع أمامهم و لا هي تدرك ما فعلته للتو و لكنها أحست بالروح تتدفق مع دمها في أنحاء جسدها من جديد لما حضنها الطفل الصغير ، لم يقل شيء و لكن فهمت كل ما يريد قوله من عينيه و كل ما تريد قوله هي من عينيها و العجيب في الأمر ان عينيه لونها ازرق مثل عيناها و تماما مثل البحر حيث تقابل الموت و الحياة و انتصرت الحياة
المرأة بسرور : " شكرا جزيلا لانقاذك طفلي يا آنسة لقد كنت نبحر لنذهب لطبيب في المملكة فكما ترين زوجي مشلول و لا يقدر على الحركة ، لكن هذا المشاغب الصغير لم يقاوم رغبة النظر الى أسماك النهر ثم سقط و لم أكن أستطيع مساعدته لأني لا أعرف السباحة و زوجي مريض و يجب أن يذهب للطبيب لقد فقدت عقلي لم أعرف ماذا أفعل ، شكرا لك أنت ملاك حقا . "
ثم نظرت إلى زوجها و استأذنت للذهاب للحظة ثم عادة تحمل قطعة مجوهرات " أرجوك خذي هذه كتعبير على شكرنا لإنقاذ ابننا الوحيدة ، أنا أصر . "
لكن كلارا تراجعت و هي تدفع هذه الهدية " آسفة لا أستطيع أن اقبلها ! أنا فقط فعلت ما ظننت أنه الصواب ، أظن انكما تحتجان إليها باعتبار انكما تحتاجان المال للطبيب . "
و كلما اصرت الزوجة أكثر كانت كلارا أكثر عنادا و في النهاية ابتسمت المرأة لزوجها و نظرت له و الذي قال بمدح : " أنت لطيفة جدا تستحقين زوجا من النبلاء . "
ثم لاحظ نظرات كلارا الغريبة فأكمل : " تبدين في الخامسة عشر أو السادسة عشر صحيح ؟ عمرك مثالي لتكوين عائلة اتمنى ان تكون كلها لطيفة مثلك
ضحكت كلارا بتوتر لتخفي شعورها بالخوف من هذه الفكرة حتى و قبل ان تجيب بأي شيء قاطع حوارهما الطفل الصغير بشيء من الإحراج : " خذي هذه الهديه . "
قهقهت عاليا ثم هبطت لمستواه و قالت بنعومة و هي تربت رأسه : " شكرا لك لكن اولا عدني أيها الوسيم الصغير لن تجازف هكذا مرة أخرى "
لكن الطفل أصر أن تأخذ هديته فقالت المرأة : " خذي هذه علي الاقل "
تن*دت كلارا ثم أخذت الصندوق الصغير من الطفل و قبلته قبله علي خده ثم قالت " حان وقت العودة "
لكن تذكرت بشكل ما أن جوزيف ذهب و هذه الفكرة ا**بتها شيء من الرعب باعتبار أن القلادة معه و ممكن أن يتركها في هذا العالم .
لكن قبل أن تتمكن من الاستدارة علقت السيدة على قولها : " على الأغلب ، يبدو أن رفيقك ملل من طول الانتظار . "
كلارا و هي متفاجئه قليلا و يوجد بعض علامات استفهام واضحه في وجهها : " رفيق ؟ رائع أنه لم يتركني وحدي . " لتستدير ورائها حيث وجدت جوزيف ينتظر في سأم حقا و نظراته .. اوه لو كانت النظرات تقتل لكانت ميتة الآن .
قفزت مرة أخرى وسط النهر بعد أن ودعت العائلة اللطيفه ثم نزلت للمياة مره اخري و صعدت زورقها و لم تدر ما تقل بعد الشجار و الصفعة خاصة لقد استحق هذا لكنها بعد ما حدث شعرت أنها نسيت غضبها نوعا ما ، لكن يبدو أنه لن يتكلم هو أيضا لذا قررت ان تكون هي الطرف الحكيم و تبدأ في خلق حديث ، لكنها ما إن رأت جوزيف يحدق فيها عرفت أنه سيقول شيء لذا تراجعت لتتعطي له المجال للتحدث اولا لكن ع** ما ظنت بقي على هذه الحال و تحول وجهه للون الوردي و أصبح ينظر بتوتر في كل مكان : " كيف يخبرها يا ترى ؟ "
ثم انفجرت بوجهه " لماذا تحدق بي هكذا "
لكن لم تحصل سوى على المزيد من النظرات الحرجة و الوجه المحمر مثل الطماطم .
فقررت ان تكتشف الأمر بنفسها " ما خطب ، ماذا حدث لك ؟؟؟ " و عندما وجدته لا يتكلم قالت له :" هل انت بخير ؟؟ "
لقد ابتلت جميع ملابسها من الماء حتى أصبحت ملاصقة لجسمها و أصبحت ملابسها الداخلية تكاد تكون مرئية ، لهذا كان يتصرف بغرابة .