#عودة_العشق
الفصل الأول
= السيدات و السادة ركاب الطائرة ، برجاء ربط الأحزمة و الاستعداد للإقلاع ..
حسن : ياااااااااه ، من تانى يا مصر ، بعد غربة 3 سنين كان اليوم فيهم بسنة ، اخيرا راجعلك يا بلدى ، 3 سنين ما قدرتش انسى فيهم كل الذكريات بحلوها و مرها ، آآآآه من الدنيا لما تكشر و تظهر وشها الوحش ، يا ترى الناس فى مصر بقا شكلهم ايه ؟ الاهل و الاصحاب و الـ... آآآه ، يا ترى فيه حاجات كتير اتغيرت زى ما قلبى اتعلم يتغير ! مستعجل اوووى على الوصول كده ليه يا ابو على ! خلاص دقايق و هانوصل ، المشكلة مش فى الطريق ، المشكلة الحقيقية بعد الوصول للاماكن اللى هربت منها زمان ، للوشوش اللى كانت دايما بتفكرنى بكل مرار دوقته لحد ما قطع قلبى و نسانى طعم اى شئ ، ماقداميش الا النوم او الاعتكاف فى بيتنا لحد ما الاجازة تخلص ، شهرين بحالهم هاقضيهم فى مصر ، كان مفروض انى افرح بيهم بس يا خسارة .. لا مفيش خسارة و لا حاجة ، على رأى ماما ، لسه العمر فيه كتير قدامنا ، نقابل ناس تانيين هايكون فيهم برضه الحلو و فيهم الوحش ، و نمر بتجارب تانية كتير منها اللى هايكون سعيد و منها اللى منه هانتعلم حاجه جديدة حتى لو كان الدرس قاسى .
وصل حسن لبيته خلاص ، بعد السلامات و التحيات و الجلوس مع أسرته ، باباه و مامته و اخواته ، دخل ينام ، لكنه قبل ما يحط دماغه على المخدة ماقدرش يمنع نفسه يمد إيده فى شنطته و يطلع صورة يبص فيها ، زى ما اتعود من سنين انه لازم يبص فيها و يتأمل ملامحها ، لكن عيونه كانت بتوجه ألف سؤال ، و ألف كلمة حيرانة مش لاقية طريقة تخرج بيها ، ينام و الصورة تحت مخدته ، يقوم من النوم على صوت مامته :-
_ حسن ! حسن ! قوم يا حبيبى علشان أصحابك برة و جايين يسلموا عليك ،
حسن : أصحابى ! هو انا نمت كتير يا ماما ؟
_ ههههههه انت بقالك 18 ساعة نايم يا حسن ، حبيبى انت للدرجة دى كنت تعبان !
حسن : مش تعبان و لا حاجه بس مش عارف كنت زى اللى مشتاق للنوم هنا اوى
- طب قوم خد حمام و تعالى اتغدى مع اصحابك
يقوم حسن من النوم و هو بيمد ايده تحت مخدته يطلع نفس الصورة يبص فيها و يرجعها تانى لشنطته ، ياخد حمام و يخرج لأصحابه
نبيل : أبو على الغالى ازيك يا واااااد
احمد : منور مصر يا قمر انت يا اللى واحشنى
تامر : ايه يا ابنى انت كنت ناوى تقعد هناك على طول و لا ايه ؟ انت ما صدقت 3 سنين لا حس و لا خبر ، ايه ماليكش احلى اصحاب فى الدنيا يا واد !
حسن : ههههههه اصحاب ! ده انا ما صدقت سبت لكم البلد كلها عشان خنقتونى يا اخى ، ازيك يا نبيل ، ازيك يا أحمد ، ازيك يا تامر ؟ عاملين ايه يا ولاد الــ.......
نبيل : ششششش بس احنا فى بيت محترم ما تطلعش فيه القباحة بتاعتك يا ابو ل**ن زفر انت
حسن : ههههههههه وش **وف اوى انت و هو
ام حسن * : حسن ! تعالى يا حبيبى خد الغدا
حسن : حاضر يا ماما ، اقعد ياض مكانك انت و هو و اوعا حد يمد ايده الا لما اخلص رص الاطباق كلها ، اللى هايمد ايده هاقطعهاله انا باحذركم
احمد : لا يا عم اطمن احنا فاهمين انك ماكلتش من ايد الحاجه بقالك كتير هانسيبلك الطلعة دى كلها
حسن : ههههههه قديمة هو انا مش عارفكم يا مفاجيع
تامر : شوف الواد ! اهو انت كده بتجرح شعورنا قوم ياض انت و هو من هنا ده واد طول عمره قليل الأدب
حسن : اه قليل الأدب قوم بقا انت و هو بره
نبيل : هههههههه بره قال ! انت اتهبلت يا ابنى ، مفيش خروج من هنا الا بعد الأكل ، قل أدبك زى ما تحب ، كله يهون عشان خاطر نفس الحاجة فى الأكل الجامد ده ، دى ريحته جايبة وسط البلد
حسن : يا ساتر خمسة و خميسة يا اخى ، ايه الحقد ده
تامر : حسن هو احنا ممكن نقعد هنا لحد العشا !
حسن : ما تخرس بقا انت و هو انتو مطرودين و جايين تعيشوا هنا
احمد : لا مش طرد الحقيقة بس كل ما نشوف مامتك و هى مهتمه بيك بنحس اننا مشردين
حسن : طب كل يا اخويه انت و هو و انا اوعدكم مش هاتشوفوا اى اكل هنا تانى بعد النهارده
نبيل : لا ما انت لما تعرف اللى احنا مجهزينهولك بعد بكره هاتعزمنا كل يوم 3 مرات قبل الأكل
احمد : ايوة بقا دى هاتبقا ليلة فل باذن الله
حسن : بعد بكرة يعنى الجمعة ! ايه فرح ده و لا ايه ؟
حسن : لا مش فرح بس احنا لما عرفنا من مامتك انك نازل الاسبوع ده قلنا فرصة بقا فقررنا نعمل حفلة للدفعة بتاعتنا فى نادى .......... و بعتنالهم كلهم دعوات ، عاوزين نعرف بقا بعد اربع سنين تخرج الناس عملت ايه و حققت ايه و بصراحة كده نشوف لو ممكن اللى اشتغل يلاقى فرصة لاخوه الغلبان اللى ما اشتغلش
حسن : آه دى مصلحة يعنى ! و ماله يا اخويا ، اللى خدته القرعة تاخده ام الشعور ، هاتبقا الساعه كام بقا الحفلة دى ؟
احمد : الجمعة الساعة 8 مساء
حسن : و مين الفنجرى اللى منظم الحفلة دى و صارف عليها ؟
تامر : ههههههههه صارف عليها مين ؟ احنا استلفنا من الناس لما وشوشنا اسودت عشان نحجز القاعة و ندفعلكم تمن المشاريب ، بس عشمنا بقا فى اننا هانطلع منكم بسداد ديوننا ، يعنى كل واحد من المدعويين يدفع قرشين كده و انت بالذات هاتدفع اكبر مبلغ بقا الحقيقة
حسن : هيهيهيهيهي ، و اشمعنا انا ؟ هو انا اللى طلبت الحفلة تتعمل ! دى افكاركم السودة المهببة
نبيل : لا هو قصده يقولك ان انت غنى يعنى و كده ههههههههههههه
حسن : قوم ياض انت و هو من هنا و مفيش مليم واحد هايخرج من جيبى ! إلا إذا ............
احمد : ايوة
نبيل : ها
تامر : الا اذا ايه يا ابو على يا كبير يا ابن الكرام ؟
حسن : لا دى هابقا اعرفهالكم هناك بقا فى الحفلة
و انتهت زيارة الاصدقاء و مر يوم الاربعاء ، و الخميس قضاه حسن فى استقبال الضيوف من الاهل و الجيران و وصلنا ليوم الحفلة ، بعد العصر عدى نبيل عليه :
نبيل : انا جاى افكرك بحفلة الليلة دى يا ابو على
حسن : هو انا نسيت يا عم ؟ ما تقول انك جاى تتغدى معايه و خليك صرييييح
نبيل : ههههههه لا ده بجد ، عارف انك ممكن تنسى او تطنش بصراحة
حسن : لا يا راجل معقول ، حفلة هاشوف فيها كل الاصحاب اللى بقالى اربع سنين ما اعرفش عنهم حاجة عاوزنى انساها ! دول بجد واحشيننى اوى
نبيل : خلاص يا عم هانستناك
حسن : اوك يا بلبل هتلاقينى فى المعاد معاكم
نبيل : تسلم يا حب هاتنور كل الدنيا
و فى الموعد يروح حسن و فى دماغه افكار كتيرة ، زحام من الافكار بيظهر على ملامحه و هو ماشى ، لكن لا زال مع الافكار عنده احساس بالتشوق بيبان مع ابتسامة سريعة ممكن تظهر على ملامحه ، يقرا الاعلان عن الحفلة على باب القاعة ، حفل اصدقاء دفعة2015 تجارة القاهرة ، يدخل القاعة فى خطوات بطيئة و عيونه اول ما يدخل يطالع كل الوجوه من يمين القاعة لليسار ، و فى لحظة دخول كل مدعو ينطلق ميكروفون الحفلة باعلان وصوله و طلب صعوده للمنصة لتحية الضيوف ، و جه دور حسن فى اعلان اسمه و طلب صعوده للمنصة ، ينطلق حسن زى السهم تجاه المنصة ، يصعد و هو شايف انها فرصة يبص فى كل الوجوه ، و كأنه كان بيدور فيهم على حد معين ، يحيى كل الناس و ينزل فى هدوء ، يروح عليه بعض الاصدقاء يسلموا عليه و يروح هو كمان للباقيين يسلم عليهم و يقعد مع بعضهم على ترابيزة فى يمين القاعة ..
و بعد مرور حوالى نص ساعة ينطلق الميكروفون مرة اخرى بجمل تنزل زى النار على قلب حسن :
== وصل وصل وصل ، جميلات حفلتنا الليلة دى ، مروة و لينداااااااااا
يحس حسن برجفة فى جسمه و دقات قلبه تتسارع و هو بيبص ناحية الباب بكل لهفة و يتابع خطواتهم و هما داخلين لدرجة انه بيقوم يقف و هما طالعين على المنصة ، تتكلم مروة و تحيى الاصدقاء ، و تاخد ليندا الميكروفون و تقول :
ليندا : اسمحولى اهنى نفسى بلقائكم و اعبر عن فرحتى الكبيرة بانى معاكم الليلة دى و باشكر كل اللى نظموا الحفلة الجميلة دى و اتمنى ........... و ما ان تلمح حسن وسط الجالسين حتى ترتبك و تبدو عليها علامات التوتر ثم تكمل : و اتمنى تكرار الفرصة السعيدة دى تانى و تالت و رابع ، باشكركم و اسمحولى انزل اسلم على الناس اللى وحشونى بجد ..
تنزل ليندا من على المنصة و تروح تسلم على كل الناس و لا زال حسن واقف فى مكانه ، تروح ليندا للجانب اللى فيه حسن و تسلم على الموجودين بما فيهم حسن :
ليندا : ازيك يا حسن ، حمد اللـــه على السلامة
حسن : اهلا ازيك
ليندا : اخبارك ايه يا حسن ؟
حسن : مروة .. ازيك يا مروة
مروة : اهلا ازيك يا حسن انت عامل ايه ؟
حسن : انا تمام كويس ، انما انتى احلويتى اوى !
مروة : هههههههههه و انت كمان اسمريت
تشعر ليندا بالغضب من اقتضاب ردود حسن ليها ، و تجاهله لبعض الكلمات و عدم الرد عليها لكنه فى نفس الوقت بيطول فى الكلام مع مروة بروح من الود ، بتمشى و ترجع لترابيزتها من جديد ، يطول الحوار بين مروة و حسن و لا تزال ليندا مركزة معاهم بنظرها فتختنق و تخرج بره القاعة للحظات عشان تلتقط بعض الانفاس و عينها مليانة بالدموع ، فى نفس الوقت اللى حسن خارج يدخن سيجارته فى الهوا ، يشوفها و هى واقفة و ظهرها ناحيته ، يتأملها و يفتكر بعض التفاصيل بينهم و قدامهم سور بيطل على جنينة النادى ، تتحرك ليندا و تنزل بعض درجات السلم اللى بيودى على الجنينة، و تلتفت فجأة و تثبت عينها اول ما تشوف حسن فبتقف مكانها و تسأله :
ليندا : حسن !! انت هنا بقالك كتير
حسن : و هو بيولع سيجارته و يقول لها ، اه من اول ما ابتديتى تفتكرى اخطائك و تعيطى عليها
ليندا تنزل راسها قليلا و تقول :-
_ دموعى مش على اخطاء لانى عمرى ما غلطت فى حق اى حد خصوصا انت
حسن : عموما مش مهم دموعك نازلة ليه ، ربنا يوفقك فى حياتك
* تصعد ليندا من جديد للسلم و تقف جنبه و هى بتحط إيدها على السور و تبص فى عينيه و هو بيخرج الدخان بعنف و بنفخة اشبه بنفخة الكير ، ثم تقع عينه على ايدها و كانه بيبحث عن دليل خيانتها المتجسد فى دبلة ، مش شايف فى ايدك دبلة يعنى لافى اليمين و لا فى الشمال ،*
حسن : ايه ما ارتبطتيش لحد دلوقتى ؟
ليندا : لا أنا لا اتجوزت و لا اتخطبت و لا هايحصل ، انا وعدت زمان و مش هاخلف وعدى .
كلماتها بتصدمه بشدة و بييجى على باله الف سؤال لكنه بيسكت لحظات و بعدين بيقول بلهجة مستنكرة:
_ انا عاوز افهم انتى بتتكلمى عن نفسك و لا عن حد تانى ، منين جايبة الثقة دى و انتى بتكلمى الانسان اللى شاف منك اكبر جرح فى عمره ؟
ليندا : حسن ! انت عندك استعداد تسمعنى
حسن : لا ما عنديش استعداد اسمع منك اى شئ ، و أيا كان كلامك فربنا يوفقك ، بعد إذنك
* ثم يدخن اخر نفس فى سيجارته و يرميها بلامبالاة و هو يقول : سيجارتى خلصت ، مش هاقدر اقف معاكى اكتر من كده .. و هنا بتدخل ليندا فى نوبة من البكاء و تنطلق خارج النادى تماما ، انما حسن بيرجع للحفلة من جديد لاستكمال سهرته مع الاصدقاء .*
****************