وخزة الندم..

3005 Words
الدوامة السادسة وخزة الندم *تفجرت مشاعر الغيرة بداخل ريان لسماعه كلمات ثيو لسهى أعماه غضبه وأحس بنيران تفور بداخله، فكاد يهاجمه ليبطش به لجرأته، فأوقفته كلمات سهى التي أقرظت بها ثيو حين توقفت عن سيرها فجأة وقد أكفهر وجهها وعقدت حاجبيها: -أنا بعتذر لحضرتك أنا أسفة مش هقدر أكمل مشي معاك لإني مقبلش لا على نفسي ولا على ريان أني أقف أسمع الكلام اللي حضرتك قولته حتى ولو على سبيل الهزار عن أذنك. *تخطت سهى ثيو ليوقفها بيده التي نفضتها عنها سريعا بوجه غاضب لتجفل حين تقابلت عيناها بعين ريان الذي وقف عاقدا لساعديه أمامهما فسمعته يقول: -عارف يا ثيو أول مرة أحس أني غلطان علشان علمتكم العربي وغلطان إني بلغتكم بخطوبتي وغلطان إني أفتكرتك غير جاك ومايكل علشان للأسف أنت طلعت زيهم بالظبط بس يا ثيو فى حاجة مهمة فاتت عليك وأنت بتحاول تعا** خطيبتي أن سهى عمرها ما هتتساوى مع ميلسيا ولا أنا هقف أتف*ج عليك وأسكت وأنت بتسرقها مني زى ما عملت مع مايكل. *تبدلت ملامح ثيو بالكامل وشعر بالحرج ولكن سرعان ما تبدل بغضب لتشبيه ريان له بمايكل ابن عمهم ، فزم شفتيه وقال: -على فكرة أنت وخطيبتك فهمتوني غلط ولو الأنسة كانت أدتني الفرصة علشان أكمل باقي كلامي كانت هتعرف إني مش بعا**ها وزي ما أنت بتقول إنها مش زي ميلسيا فلازم تعرف أن أنا كمان عمري ما هكون زي مايكل لأني مش خاين أبدا وعموما أنا هلغي باقي الأجازة وهرجع جورجيا تاني عن إنكم. *تابعت أيليسون الحوار من مكانها وأغمضت عيناها بأسف بعدما لاحظت حزن ثيو وغضب ريان فأسرعت بخطاها تتبع ثيو حين ألتفت مغادرا ونادته ليقف وهو ينظر إليها ويقول: -هل ستضيفي شيئا أخر أنتي الأخرى ، أم ستسمري بنظراتك الصامتة تلك تحدقين بي ، أرجوكي دعيني وشأني فأنا لم أعد أتحمل كل ما يدور حولي. *تجهم وجه إيلي وهزت رأسها بالنفي وقالت: -لا، لم أكن سأقول شيئاً ، بل كنت سأطلب منك أن تصطحبني معك إلى الفندق لأرتاح قليلا فأنا أشعر ببعض التعب. *قطب ثيو حاجبيه وحدق بها وزفر بضيق وهو يخرج هاتفه من جيبه لتسمعه إيلي يخبر شقيقها بكلمات مقطبة بأنه سيعود إلى الفندق برفقتها. *حاول ريان أن يسيطر على أعصابه حتي لا ينفلت عقالها منه ويبث غضبه لسهى التي تساهلت بسيرها برفقة ثيو وأهمل وجودها رغم ملاحظته محاولاتها لبدء الحديث معه فزاد من تجهم وجهه ليتفاجىء بها تعترض طريقه وتقول: -ممكن توقف وتتكلم معايا وترد عليا، لو سمحت فهمني أنا عملت إيه علشان تتغير بالشكل دا، وتاخد الموقف الغريب دا مني وبعدين مش كل ما يحصل موقف ما بينا تبعد وتسكت وتسيبني معرفش في إيه، ريان لو سمحت بطلي تبص لي بالطريقة دي زي ما تكون بتتهمني. *زاد سؤالها من غضبه وغيرته فأ**دت عيناه ليصبح وجهه لوحه غاضبة بإنتفاخ أودجه وأحتقان وجهه فأشار إليها بإصبعه وقال بغضب مكتوم: -وأنتي مش شايفة إن من حقي إني أزعل لما ألاقيكي ماشية لوحدك مع راجل غريب وعماله تتسامري وبتضحكي معاه وإنتي ولا على بالك. *رفعت سهى حاجبها بتعجب فذلك الرجل هو ابن عمه وهي لم ترافقه إلا حين أختفي ريان عن ناظريها فزفرت بضيق لإحساسها أنه يحملها الذنب بمفردها وقالت: -على فكرة أنا مشيت معاه لما دورت عليك وملقتكش جانبي وبعدين هو عرض عليا إني أمشي معاه لحد ما نوصل لإسلام ، أما لو قصدك على كلامه معايا فأظنك سمعتني أنا مسكتش ومقبلتش أي كلام منه عارف ليه لإني قبل ما أكون خطيبتك وبحترم غيبتك فأنا عارفة ديني وبحترمه كويس. *زادت لهجة سهى المتحدية من إنفعال ريان فقبض على ساعدها بقوة وقال: - وأنا هنا مش بتكلم عن الدين يا سهى أنا بتكلم إن في إختراع اسمه موبايل لو دورتي عليا زي ما بتقولي كنتي اتصلتي بيا أو كنتي إتصلتي بإسلام وخلتيها ترجع لك مش تقبلي وتمشي مع واحد متعرفيش عنه أي حاجة ولا دي كمان فاتت عليكي ونسيتيها زي ما نسيتي موضوع الرحلة اللي كان مفروض إنك إنتي اللي تبلغيني بيه بصي يا سهى دي تاني غلطة منك وأنا للأسف مبعرفش أسامح فالغلط وزي ما بحترم مشاعرك وإحساسك مفروض إنك تحترميني . *أغضبتها كلماته فجذبت ساعدها بقوة من قبضته وحدقت به بعصبية فخرج صوتها حادا وهي تقول: -على فكرة أنا مغلطتش يا ريان والواحد الغريب اللي بتتكلم عنه يبقي ابن عمك ولو هو أخلاقه مش كويسة وخايف عليا منه مكنتش أخدتني معاك من الأول أحسن ولازم تعرف إنه حتى لو أخلاقه زفت فمفروض يكون عندك ثقة فأخلاقي أنا ، أما بقى لو إنت معندكش ثقة فدا يبقى حوار تاني خالص، ويبقى كلامك وقتها مع ماما مش معايا. *غامت عينا ريان وهو يحدق بسهى التي تلقي عن كاهلها خطأها في حقه فزفر ليتمالك غضبه منها, سيطر القلق على سهى التي وقفت تحدق بريان بخوف فهي تدرك أنها تمادت معه في العناد, أنتبه ريان لأقتراب الجميع منهما وسمع صوت مايكل يقول بضيق: - يكفي هذا ريان فصوتكما وصل للجميع أم لم تلاحظ عيون المتابعين لشجاركما، والأن أنا أعتذر منك سأعود إلى الفندق لأكون برفقة إيلي التي غادرت برفقة ثيو رغم أعتراضي. *تطلع ريان حوله ليجد بعض العيون تتابع ما يدور بينه وبين سهى، فزفر بحنق ليدير بصره ويومأ لمايكل وألتف برأسه إلى جاك وقال: -هتيجي معايا نوصل إسلام وسهى ولا هتروح مع مايكل. *هز جاك رأسه بالنفي فلا رغبة لديه برؤيه سالي بعد ما حدث بينهما وقال: -هروح مع مايكل علشان ميبقاش لوحده مع ثيو أنت عارف العلاقة بينهم متوترة ازاي وبصراحة الموقف مش محتاج لتوتر زيادة. *رافق ريان شقيقته وسهى إلى المنزل وهو ملتزم ب**ته وأحست إسلام بالحزن من أجلهما فعينا سهى سكنهما الحزن وملامح شقيقها تنذر بإنفجار غاضب. *بينما أتسعت إبتسامة سهير حين لاحظت عينا ريان الغاضبة وأهماله النظر لسهى عند مغادرته لتسرع سهى إلى غرفتها فتبعتها والدتها, بينما سئلت سهير إسلام وقالت: -رجعتم بدري يعني يا إسلام ، هو مش إنتم قولتم هتقضوا اليوم برا ، وبعدين هو أخوكي ماله دخل مكشر وشكله مدخن ، هو في حاجة حصلت بينه وبين سهى يا سولي. *فغرت إسلام فاها وهى تحملق بوجه سهير بدهشة وأشارت إلى ص*رها وقالت: -هي مين اللي سولي يا سهير هو إنتي تقصديني أنا. *أتسعت إبتسامة سهير وأجابتها وهي تدنيها منها: -أيوة طبعا مش أنتي أختي وحقك عليا إني أدلعك, المهم مقولتليش رجعتم بدري ليه وسهى أتخانقت مع ريان ولا إيه. *مطت إسلام شفتيها وقالت لتثير حنق سهير: -مش عارفة والله يا سهير أصل أنا كنت طول الوقت ماشية مع ولاد عمي عموما لما يبقى ريان يكلمني هبقي أسئله عن إذنك هروح أخد شاور سريع. *وأختفت إسلام في لحظات من أمام سهير التي قطبت جبينها وسبتها وهي تستدير إلى غرفة سناء وأندفعت إليها بوجهها الساخط وصاحت: -أما البت إسلام دي طلعت سوسة قوي بسئلها سهى وريان متخانقين لفت عليا بالكلام وسابتني ومشيت. *عقدت سناء حاجبيها ورمت شقيقتها بنظرات حانقة وقالت: -لو تطلعيه من دماغك وتفهمي إنه حتى لو ساب سهى مش هيفكر فيكي هترتاحي وتريحيني وهتخليني أعرف أركز, أنا حقيقي مش عارفة هلاقيها منك ومن غيرتك من سهى ولا من المجنونة اللي رمت كل حاجة وجريت على جاك قال مش قادرة تسيبه زعلان منها وراحت تصالحه لا وماما شجعتها وقالت لها إنها غلطت ولازم تعتذر له بسبب اللي حصل له هنا. *لوت سهير فمها ورمت سناء بنظرات حاقدة وقالت بسخرية: -وماله أنا هطلع ريان من دماغي وأنتي شيلي إسلام من دماغك وسيبي سهى لريان وسالي لجاك ومتتعبيش نفسك بالتخطيط. *قذفت سناء هاتفها أرضا وهبت واقفة لتتقدم بغضب من سهير وتقبض على خصلاتها بقوة وهدرت بفحيح هامس: - على فكرة أنا مش هتحمل سخافتك دي أكتر من كدا وصدقيني أنا لو لاغيت كل حاجة أنتي أول واحدة هتخسر عارفة ليه لأن وقتها عمك صبحي هيعيد كلامه اللي كلنا حفظينه ويقولك إنك موعودة لأبنه من يوم ولادتك فخليكي فاكرة إن لولا إني أنا اللي وقفاله كان زمانك عايشة فالحواري بتغسلي هدومك بالدور وبتتخانقي على جردل المية وإنتي متجوزة حسان. *أزدردت سهير ل**بها برعب وهى تهز رأسها بالموافقة فدفعت سناء برأسها بعيدا عنها وأولتها ظهرها وأضافت: -شكلك نسيتي يا سهير إحنا كنا عايشين فين وإزاي قبل ما أبو إسلام يتجوز الست الوالدة ويمن علينا بالعيشة المرتاحة والعز اللي بقينا فيها. *مسحت سهير وجهها تطرد إحساس المهانة التي طالها على يد سناء وأغمضت عيناها وقالت: -نسيت ومش عاوزة أفتكر يا سناء ولو سمحتي بلاش تفتحي كلام فالسيرة دي. *ألتفتت سناء بوجه بدت به أمام عينا سهير كوجه الشيطان فتملكها الخوف وهي تنكمش فوق فراش سالي لتسمع صوت سناء الذي بدى كفحيح الأفعي: - لو نسيتي يبقى لازم تفتكري يا سهير علشان لو نسيتي مش هتعرفي تنتقمي منهم وخلي بالك إنتي لو متعدليش إنتي والهانم التانية وكملتوا معايا للأخر صدقيني أنا بنفسي اللي هود*كي لعمك صحبي وأجوزك ابنه وأظنك عارفة ابنه طالع نسخة لمين. *شحب وجه سهير أمام نظرات سناء فأبتسمت بشر وأومأت برأسها وقالت: -إياكي تنسي يا سهير علشان نقدر ننفذ اللي إحنا عاوزينه وبعدين مش بعد ما رتبت كل حاجة هتبوظوا لي الدنيا علشان الحب لحس دماغكم. *أومأت سهير بالموافقة وغادرت الغرفة بعدما أمرتها سناء لترتمي الأخيرة فوق فراشها تشعر بإن جدران غرفتها تختفي من أمامها فأعتدلت وهى تحدق بصدمة حولها فرأت تلك الجدران المتهدمة المشبعة بالرطوبة والعفن تحيط تكاد تطبق عليها فأنكمش جسدها وأغمضت عيناها هربا من تلك الأصابع الخشنة التي تسللت أسفل ثيابها البالية وتحسست جسدها, أرتعدت سناء وأحست بأنفاسها تختنق فشهقت ويدها تضغط على عنقها تدفع عنها شبح تلك الأصابع الخشنة التي كممت فمها لينطلق أنينها المختنق والذي وصل إلى سمع إسلام أثناء مرورها من أمام غرفة شقيقتها فولجت بقلق لترى سناء تنازع الحياة فأسرعت إليها وبحثت بعيناها عن عبوة دوائها لتختطفها من فوق الطاولة الصغيرة وهي تجلس بجانبها لترفع رأس شقيقتها وتدفع بدوائها داخل فمها وهي تربت على وجنتنها برفق وتقول: -اتنفسي الدواء يا سناء ومتخافيش أنا جانبك ومش هسيبك سناء سمعانى فوقي يا حبيبتي أحسن ماما لو شافتك بالحالة دي هتروح فيها أنتي عارفة هي بتقلق عليكي قد إيه. *أخذ صوت إسلام يتسلل إلى عقل سناء يحثها على العودة إليها ففتحت عيناها على مضض لترى وسط سحائب ذكرياتها التي فرت منها عينا إسلام المذعورة فحاولت الأبتعاد عنها ولكن تشبث إسلام بها باغتها لتهبط على وجنتها دموع إسلام وهي تميل بوجهها تقبل جبينها وتهمس بخوف: -متقعديش لوحدك تاني يا سناء طالما الأزمة رجعت لك تاني وحياتي يا سناء بلاش تقعدي لوحدك أحسن أنا خوفت عليكي أوي لما شوفتك بالحالة دي. *أغمضت سناء عيناها هربا من إسلام فهي لم تتحمل أيا من قربها أو لهفتا عليها وقالت لتبعدها عنها: -أنا بقيت كويسة أطلعي أنتي أقعدي برا علشان ماما متقلقش وأنا هحاول أنام شوية. *وفي لوبي الفندق جلست سالي تشعر بالضيق لتأخر جاك عليها فوقفت لتغادر ولكنها تجمدت حين رأته يتجه إليها وهو يضم جسد فتاة شقراء فشمخت برأسها حين توقف أمامها ومد يده مصافحآ لها وقال: -أسف أتاخرت عليكي شوية بس كنت مستني إيلي تلبس. *عقدت سالي حاجبيها وأهملت يد جاك الممدودة ورمقت إيلي بنظرات نارية جعلت الأخيرة تلتصق بجسد جاك بخوف فزفرت سالي بغضب وأنحنت فجأة فوق مقعدها وألتقطت حقيبتها وأعتدلت وقالت: - وأسف ليه عادي خد راحتك مع الحلوة اللي فإيدك ، وعموما أنا مش هعطلكم كتير أنا بس جيت أعمل الواجب اللي ماما فرضته عليا فقلت إني أجي وأعتذر لك. *وجحظت عينا سالي حين وقعت عيناها على خاتمها يزين إصبع الفتاة فنظرت إلى جاك بصدمة وقالت: -بس واضح إن أعتذاري مالوش أي لزوم يعني من اللي شيفاه فأنت مضيعتش وقتك وبسرعة لاقيت اللي تلبسها الخاتم. *إنسحبت سالي من أمامهما فألتفتت إيلي إليه وقالت: -جاك هي هي مين البنت دي أساساً أوعي تكون دي اللي كان بيتكلم عنها ريان معقول هي دي حبيبتك. *أبتعدت إيلي عنه ونظرت له بحزن وأردفت: -ليه تستغلني يا جاك علشان تجرحها بالشكل دا ليه وانا اللي كنت فاكرة إنك أديتي الخاتم علشان.. *أسرعت إيلي إلى أعلى لترتطم بثيو التي ما أن رأته حتى أرتمت بين ذراعيه تنتحب وأخذت تهمس بما فعله جاك فأمتلاءت نفس ثيو بالسقم والاشمئزاز من نفسه وسيطر عليه الندم حينما أدرك أنه لم يختلف كثيرا عن جاك فكلاهما قرارا إستغلالها لمصلحتهما الخاصة. *سيطر على جاك إحساس بالندم لأستغلاله أعجاب إيلي به ليثأر لكرامته التي تلاعبت بها سالي فأرتمي فوق المقعد الذي علق به شذا عطر سالي فأحني رأسه ودفن وجهه بين راحتيه فهو خسر أحترام إيلي له وتسبب بجرحها وخسر قلب سالي الذي تمني لو يمتلكه. *إنتبه جاك ليد تربت فوق كتفه فرفع رأسه ورأى ريان فخفض برأسه مرة أخرى ليشعر به يجلس إلى جواره ولم تمض دقائق حتى صدح صوت ثيو يعنف جاك على فعلته وقال: هي الندالة بقت طبع فالعيلة دي، معقول قلبك طاوعك إنك تستغلها بالشكل دا وإنت عارف كويس إنها بتحبك ، مش كفايا أتحملت كلامك عن البنت اللي بتحبها وسكتت رايح تغيظ بإيلي حبيبتك ، لأ وعاملي فيها الكبير الواعي واللي قعد يوبخني علشان إتصرفت غلط مع ريان، ياريت بعد كدا تنصح نفسك الأول يا جاك ، علشان إنت فعلا اللي محتاج النصيحة. جلس ريان يتابع الموقف ب**ت , وكما ثار ثيو هدأ أنفعاله حين لزم جاك ال**ت، وجلس بمواجهة ريان وجاك وتهرب من عينا ريان المحدقة به فأزدرد ل**به وقال: -على فكرة أنا بجد أسف على موقف الصبح يعني كان المفروض أفتكر تحذيرك لينا إن هنا مختلف عن جورجيا. *حين أستمر **ت ريان كرر ثيو أعتذاره وقال: -ريان أرجوك أنا مقدرش أسافر وأنت زعلان وواخد مني الموقف دا صدقني أنا مكنتش بعا**ها وكنت هسئلها لو ليها أخوات غير إسلام فأنا أكيد هبقي محظوظ زيك لو أتعرفت عليها بس خطيبتك مسبتليش الفرصة وأنت سمعت كلامها بنفسك دي كان ناقص تاخدني قلمين. *أبتسم ريان فجأة فجاك حدثه سابقاً وعاتبه لإنفعاله المبالغ فيه ، ونظر إلى جاك الذي أستمر على تنكيس رأسه وعاد بعيناه إلى ثيو وغمزه وقال: -طالما دا كان قصدك فأنا هسامحك ، وهنسى بس إياك تقرب منها تاني وطالما حابب تتعرف على أخت سهى أحضر الخطوبة وأنا أعرفك على سالــ . *رفع جاك رأسه بحدة وحدق بريان بغضب وهب واقفا فلزم ريان ال**ت وأبتسم أمام ردة فعل جاك وهو يلوح بإبهامه أمامهما: -أنا بحذركم أنكم تلعبوها معايا فاهمين سالي خط أحمر يا ريان خط اللي هيحاول يعديه هيواجه جاك العميل مش ابن عمكم. *تابع ريان وثيو مغادرة جاك للفندق فأنفجرا بالضحك ليترك ثيو مقعده ويجلس بجوار ريان وقال: -بتضحك بس عيونك مطفية واضح إني كنت سبب خصامكم مش كدا. *لوي ريان فمه وقال: -لازم يبقى في خصام يا ثيو لإن دا أول مرة نقرب من بعض بالشكل دا فطبيعي أنها تعند معايا وأنا أحتد عليها وعلى تصرفتها لحد ما تفهم طبيعة شخصيتي وتتقبلها وتعرف تتعامل معايا بالشكل الصح. *أراح ثيو ظهره إلى ظهر المقعد وهو يمعن النظر إلى ريان وقال: -وأنت على كدا فهمت شخصيتها وأتقبلتها زي ما عاوزها تتقبلك ولا كلامك دا يخصها هي وبس وإنت لأ. *باغت سؤال ثيو ريان فحدق به مطولا ليشيح ببصره عنه في نهاية الأمر حين أدرك أنه لم يحاول فهم شخصية سهى بقدر أهتمامه بجعلها تتفهم شخصيته وطباعه لتنصاع له. *حاولت سهير أحتواء بكاء سالي فأستيقظت سناء وأعتدلت فوق فراشها وسئلتهما عما حدث فقصت سهير ما أخبرتها به سالي فتركت سناء فراشها وأتجهت إلى فراش سالي وجذبتها لتجلس ومدت يدها ومسحت عن وجنتيها الدموع وقالت: -مافيش أي راجل فالدنيا دي يستحق إنك تعيطي علشانه كلهم فالنهاية بيجروا ورا شهوتهم ومزاجهم علشان كدا إنتي كمان لازم تدوري على نفسك ومتضعيفش وأتعلمي من اللي حصل لك النهاردة على إيد جاك إنك تدوسي على أي حد قبل ما يدوس هو عليكي. *توقفت شهقات سالي وعقلها يؤيد كلمات شقيقتها ولكن قلبها ذلك اللعين يقف أمامها بالمرصاد ويطالبها بإعطاء جاك فرصة أخرى. *إنتبهت الفتيات إلى صوت طرقات فأذنت سناء للطارق فولجت إسلام وهى تبتسم بحرج وقالت: -سالي جاك برا قاعد مع ماما وعاوزينك . *أنتفضت سالي فقبضت سناء على ساعدها وأشارت إليها لتزم مكانها والتفتت إلى إسلام وقالت: -تمام يا إسلام أطلعي أنتي وسالي هتغير لبسها وتخرج لماما . *أومأت إسلام ولكنها فاجأتهم بتقدمها نحو سناء وسؤالها : -طمنيني عليكي أنتي دلوقتي كويسة. *تابعت العيون ما يدور بفضول وتساؤل لتزداد دهشتهم حين أحتضنت إسلام سناء وقبلت وجنتها وقالت: -أنا هحضر لك حاجة دافية تشربيها عن إذنكم. *إنسحبت إسلام فحاصرت العيون سناء فوقفت وهى تزفر بضيق وقالت: -إيه مالكم بتبصوا لي كدا ليه عادي يعني ، اللي بيحصل ما إنتو عارفين إني غيرتي طريقتي معاها دا غير أنها وقت ما أزمة الربو جاتلي هي اللي لحقتني وفضلت قاعدة لحد ما فوقت. *غصة تحركت ووقفت في حلق سالي فنظرت إلى سهير ثم سناء ووجدت نفسها تقول: -يعني رغم كل اللي عملاناه فيها وبنعمله إلا أني كل يوم بكتشف حاجة جديدة وجميلة فإسلام وبحس إنها غير. *أبتلعت سالي كلماتها حينما حدجتها سناء بنظرات قاتمة ف*نهدت سالي بأسف ووقفت متجه إلى خزانتها وقالت: -أنا هطلع أشوف الأستاذ اللي برا دا جاي ليه. *أدارت سناء رأسها لسالي وقالت: -أوعي تضعفي يا سالي وأفتكري أنتي اللي تدوسي مش يتداس عليكي. *زفرت سالي بضيق فقلبها يخبرها بأن ت** أذنيها عن كلمات سناء وتتبعه فقط وعقلها يحذرها من مخالفة سناء فعواقب مخالفتها وخيمة ومميتة. *أحست سهير بصراع سالي فوكزت سناء لتنتبه إليها فأشارت سناء لها بترك الأمر لها ووقفت وأتجهت إلى شقيقتها ومدت يدها إلى داخل الخزانة وأشارت إلى أحد الأثواب وأخرجته ونظرت إلى سالي وقالت: -بتبقي ملكة فالفستان دا إلبسيه يا سالي علشان تحسريه على اللي خسره. *مدت سالي يدها وتناولت الثوب من يد سناء وحدقت بها لبرهة وقالت بصوت مهزوز: -هو هو مينفعش نلغي الترتيب ونفكر تاني يا سناء. *ربتت سناء على كتف سالي وقالت: -أنا عارفة إنك أرتبطتي بإسلام الأيام اللي فاتت بسبب خروجك معاها ومع أخوها وابن عمها ومش إنتي لوحدك اللي قرب من إسلام بس كل دا ميهمش يا سالي علشان موت إسلام هو الخطوة الأولي اللي هننتقم بيها من الكل. *وبغرفة ثيو جلست إيلي أمامه تبكي فزفر بضيق كونها تسببت بالحزن لنفسها حين أختارت أن تحب الشخص الخطأ، ليشرد هو الأخر في حبيبته السابقة التي تلاعبت به لتصل إلى مايكل وتوقع به ، أدرك ثيو أن ميلسيا لم تكن له الحب يوماً بل أعتبرته خطوة في سبيل حصولها على ابن عمه الذي سقط في فخ حبها سريعاً ، فأقنعته بأن يتقدم لخطبتها وهو الأمر الذي راق لمايكل كي تلازمه ميلسيا كظله ، هز رأسه ليطردهما من تفكيره وترك مقعده وجلس أمام إيلي وألتقط كفيها وقبلهما قائلاً: -لا تبكي صغيرتي على من لم يراكي ، ولا تحزني كونه أختار غيرك ، فكما أحببته إنتي أحبته هي وبادلها الحب تذكري إيلي أن لا أحد منا يملك سلطانا على الحب، وأن الحب وحده يختار شركائه ، لذا حاولي نسيانه فجاك حتى وإن خسر حبها لن يستطيع أن يبادلكي الحب فالفرق بينكما كبير، ومن يراكما جانبا إلى جنب سيظنه والدك أو شقيقك ، ترفقي بقلبك إيلي وكفي عن البكاء فهو لن يفيد أبدا ، وسامحي جاك على فعلته فهو لم يقصد جرحك صدقيني. *أجابته إيلي بصوتها الباكي ودموعها المنهمرة : -أنت الأخر ثيو ظننت أن بإمكانك إستغلالي لتثأر من أخي ، لا تنكر فأنا أعلم جيداً وقد قرأتها بعيناك التي لمعت بالوعيد يوم وافق والدي على سفري برفقتكم، والأن أرى أنك عدت إلى رشدك خاصة بعدما رأيت ما فعله جاك معي . *خفض رأسه بخجل وقال: -أعتذر منكي حقاً إيلي فأنا لم أتقصد فعل ذلك ، لذا أريدك ان تسامحيني أنا الأخر. *اومأت وهي تكفكف دموعها وقالت: -أنت تعلم أني لا أملك إلا مسامحتك فأنت صديقي ثيو ولا أستطيع بأي حال خسارتك.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD