للغيرة ظنون..

3364 Words
الدوامة الخامسة للغيرة ظنون *أستيقظت وهي تشعر بالراحة والهدوء، نظرت إلى ملامح والدتها الغافية وأبتسمت بحب وقبلت جبينها، أسيقظت هدى وبادلت إسلام الأبتسامة وقالت: -صباح الخير يا قلب ماما، ها نمتي كويس. *اومأت إسلام وهي تتمطى وقالت: -أول مرة أحس إني نايمة مرتاحة بالشكل دا، بصراحة حضنك بيفرق كتير معايا يا ماما، ربنا ميرحمنيش منك يا أغلى أم فالدنيا كلها. *غادرت هدى غرفة إبنتها لتتصادم عيناها مع عينا ابنتها سناء التي حدقت بها بدهشة وتساؤل وقالت: -هو حضرتك كنتي نايمة مع إسلام ولا إيه يا ماما. *اومأت وهي تنظر إلى إسلام برسالتها وقالت: -أصلي قلقت بالليل ومكنتش عارفة أنام ولاقيت إسلام صاحية قعدنا شوية وسهيت ونمت. *تداركت سناء غيرتها وابتسمت بود وقالت: -تمام على ما تفوقوا هروح اصحي البنات ونجهز الفطار. *أستيقظ ريان وقد عزم على تنفيذ قراره الذي بات ليله يفكر به فألتقط هاتفه وأجرى أتصاله مع هدى وأبلغها بمجيئه إليها. *تفاجأت إسلام بوجود ريان يجلس بأريحيه فحدقت به وأبتسمت قفذت نحوه ومازحته وهي تتعلق بعنقه قائلة: -رياني حبيب قلبي أكيد جاي يشوف أخته حبيبته وهيخرجها يعزمها على عصير برا مش كدا! *رفع حاجبه مستنكراً لفظ التحبب ذاك ، فهو أبلغها مراراً ألا تدعوه برياني هذا ، كاد يصفعها ليرد مازحها بأخر ولكنها فرت منه قبل أن يفعلها فوقف يحدق بها بوعيد مرح وقال: -وإنتي فكرك لما تهربي مني مش هعرف أجيبك، على فكرة أنا سيبك بمزاجي يا إسلام، وعموما مش هزعلك بعد ما أخلص كلامي مع ماما هدى هأخدك وأخرج أنا وأنتي ها مبسوطة يا حبي. *غمزته إسلام وهي تشير إلي غرفة سهى وشا**ته بقولها: -طيب وحبيب القلب اللي جوا دا، مالوش نصيب فالخروج معانا خصوصاً إنك مشيت إمبارح من غير ما تسلم عليها وكنت مبوز. *إبتسم ريان وهو ينظر بإتجاه غرفة سهى وقال: -حبيب القلب أتصل بيا إمبارح بالليل وسهرنا سوا وأتصالحنا وكمان أنا محضر له مفاجأة تانية، هتعرفيها فوقتها، ودلوقتي بطلي تحقيقاتك دي وروحي قولي لماما هدى إني جيت. *أسرعت إسلام إلى غرفة والدتها وأبلغتها بوجود شقيقها فاستندت هدى إليها ورافقتها إلى الخارج لترحب بريان الذي طلب منها الإنفراد للحديث معها فأصطحبته هدى إلى غرفتها وطلبت من إسلام عدم إزعاجهما ، جلس ريان بجوار هدى وهو يشعر بأن كل كلماته التي أخذ يرتبها بعقله تبخرت منه، ابتسم بحرج وزفر بقوة وقال: -بصي أنا بصراحة كنت مرتب كلام كتير علشان أقوله ، بس مش عارف هو راح مني فين، وعلشان كدا أنا هرمي كل الكلام ورا ضهري وهدخل فالموضوع على طول، أنا جيت علشان أتكلم فموضوع إرتباطي بسهى بشكل أوضح من كلامنا إمبارح. *ربتت فوق ساقه وهي تبتسم واجابته بصوت هاديء ليطمئن: -قبل أي حاجة أنا مش عوزاك تعمل أي فرق ما بينا، علشان إنت أبني قبل ما تتقدم لسهى، فخد راحتك وقول كل اللي جواك وأكيد هيبقى خير يا ريان. *ازدرد ريان ل**به وحمحم ليجلي صوته وخفض رأسه بحرج وقال: -أنا عارف إني لسه طالب إيد سهى إمبارح وحضرتك قولتي لي إنك هتبلغي عمها صبحي علشان يحضر إتفاقنا بما إنه فمنزلة والدها وأكيد طبعاً فيما بعد هيبقى وكيلها . *حدقت هدى بوجه ريان بحيرة وقالت: -أكيد يا ريان ما أنت عارف صبحي عمهم الوحيد بغض النظر عن أي خلافات فاتت بيني وبينه ، وحق سهى عليا إنه يكون موجود وأنت ابن أصول وعارف. *أومأ ريان وسحب نفسا عميقا وقال: -ما علشان كدا أنا جيت لحضرتك علشان تبلغيه إني حابب أكتب كتابي على سهى يعني أنا شايف إن بكتب الكتاب هأقدر أجي براحتي من غير ما أتسبب في أي حرج ليكم يعني حضرتك فاهمة إن وضعي كزوج هيبقى غير وضعي كخطيب وغير مكاني الأساسي كأخ لإسلام. *إتسعت ابتسامة هدى بسعادة وقالت: -أكيد طبعا يا ريان وكلامك عين العقل يا ابني عموما أنا هتكلم مع صبحي دلوقتي وأبلغه وشوف أنت عاوز تتمم كتب الكتاب أمته وأنا هقوله. *زفر ريان بارتياح لتفهمها وجه نظره وقال: -لا أنا هسيب لحضرتك ولسهى تحديد الميعاد، أما الترتيبات فدي أنا بستسمحك إن حضرتك تسيبيها عليا أنا ، يعني متشغليش بالك خالص بأي حاجة والمكان اللى تشاور عليه سهى أنا هحجزه وهتكفل بكل حاجة لإن دي أقل حاجة أقدمها لسهى. *ربتت هدى فوق ساقه بمحبه وقالت: -مش بقولك أنت ابن أصول ، عارف يا ريان أنا لما بشوفك بحس إني شايفة عبد الله أدامي ، صحيح اللي خلف ممتش ربنا يرحمه ويبارك فعمرك يا ريان. *مد ريان يده والتقط يد هدى وقبلها وقال: -ربنا يقدرني يا ماما وأقدر أسعد سهى وأحقق لها كل حاجة بتتمنها، انا مش هخبي عن حضرتك إنا بحب سهى قد إيه، وكنت فعلاً خايف لتكون شيفاني أخو إسلام وبس، عموما أنا بوعدك إني هشيل سهى فعنيا وقلبي، ودلوقتي أنا هستسمحك أخد إسلام أخرج معاها على ما حضرتك تكلمي عمي صبحي وتاخدى رأى سهى فموضوع كتب الكتاب. *غادرت إسلام برفقة شقيقها وسط إعتراض سناء لرغبتها بقضاءه اليوم معهم بالمنزل ، ولكنه أصر موضحاً أنه يريد أن يشتري لشقيقته بعد المسلزمات ، جلس أمامها بأحد الأماكن المطلة على البحر وهو يشعر بريبة وبشيء يثير خوفه، لا يدري لما لا يتقبل أن تتبدل كراهية سنوات إلى محبة وود بلحظات، لفتت إسلام إنتباه ريان حين لاحظت شروده وقالت: -إيه يا عم ريان هو إنت مخرجني علشان تسرح مني ولا علشان تقعد وتحكي لي على الأسرار اللي بقيت بينك وبين ماما ومش عاوزني أعرفها. *ابتسم لها بقلق وربت فوق يدها التي وضعتها فوق الطاولة وقال: -مسرحتش ولا حاجة أنا معاكي. *غمزته وهي تضحك وتقول: -طيب أيه ما تحكي وتقولي كنت واخد ماما على جنب ليه. *رفض ريان في باديء الأمر أن يخبرها شيئاً ولكن بعد إلحاح شديد منها إنتقل إلى جوارها وقص عليها حواره مع هدى لتصيح بسعادة وهي تقفذ كالأطفال: -الله يا ريان دا أحلى خبر سمعته إيوة بقى هو دا الكلام ، عارف أن أنا هطير من السعادة إنك هتتجوز أختي علشان وقتها مش هيبقى عندك أي حجج أو أعذار تتحجج بيهم وتقول أنا مش هقدر أجي ومينفعش وتهرب ومتجيش. *إبتسم ريان لطفولة شقيقته وقال: -يابنتي أعقلي شوية اللي يشوفك بمنظرك دا ميقولش أبدا إن عندك 18 سنة وهيفتكر إنك مزوغة من المدرسة معايا. *ضحكت إسلام لحديثه وقالت: -وأنت عاوزني أكبر ليه بس ، يا ريان صدقني مافيش حاجة أجمل من أنك تعيش على طبيعتك، تعيش سنك زي ماهو بكل ما فيه ، يا عزيزي الإنسان مش بيعيش فالدنيا دي إلا مرة واحدة وبس، فليه يضيع المرة الواحدة فتعقيدات ملهاش أي لزوم أو حوارات هو فغنى عنها. *حدق ريان بشقيقته وأومأ لها وقال: -تخيلي إن معاكي حق يا إسلام فعلا الواحد مش هعيش عمره مرتين علشان كدا لازم يختار صح علشان ميندمش طول عمره. *وكزته إسلام بمزاح وقالت: -طيب بما أننا اتفقنا إن الواحد يعيش عمره ويعمل اللي نفسه فيه وإن الفرصة مش بتيجي إلا مرة واحدة ، لو ضاعت ممكن يندم ويزعل ، ها مش ناوي بقى تقنع ماما وتخليها توافق علشان نسافر تركيا . *رفع ريان حاجبه بسخرية وقال وهو يجذبها إليه مبعثرا شعرها بمزاح: -أيوة قولي كدا بقى حضرتك غرضك الأساسي من الخروجة والكلام دا إنك تفتحي موضوع تركيا وأنا اللي فاكرك عاوزانى أعيش حياتي مع سهى براحتي . *صدحت ضحكة إسلام وقالت بمشا**ة ومرح: -حيلك حيلك هتعيش مع سهى إزاي دا يادوب كتب كتاب وهيبقى عندك بدل الحما أربعة يا حبيبي، تصدق إنك صعبان عليا بس عموما أنا مش عوزاك تفهمي صح فموضوع تركيا. *وفي منزل هدى جلست سهى بجانب والدتها لا تصدق طلب ريان فهي ظنت أنه سيؤخر عقد قرانهما لمدة أطول , شعرت هدى بسعادة إبنتها فضمتها إليها وقبلت وجنتها وقالت: -مب**ك يا سهى ربنا ابن اصول وبيحبك ، والحمد لله إن ربنا إستجاب لدعايا وهطمن على واحدة من بناتي قبل ما أموت و. *منع ظهور سناء هدى من أكمال حديثها لابنتها التي نظرت إليهما وقال: -إيه شيفاكم قاعدين وبتتكلموا مع بعض، خير ما تشاركوني معاكم ولا هي حاجة سر. *نفت هدى وقالت وهي تربت فوق يد سهى: -ولا سر ولا حاجة يا سناء دا أنا كنت ببارك لسهى علشان ريان طلب إن تبقى الفرحة أتنين خطوبة وكتب كتاب. *بهتت ملامح سناء وأكفهر وجهها فجلست تحدق بوالدتها بغموض وأخذ عقلها يفكر في طلب ريان وفي أوانه الذي أستبق خطتها ولاحظت سهى شرود سناء فنظرت إلى والدتها بدهشة فسئلتها هدى: -مالك يا سناء هو أنتي مش فرحانة لأختك ولا أيه. *إنتبهت سناء فأسرعت برسم إبتسامتها وتركت مقعدها ووقفت أمام سهى وجذبتها لتقف واحتضنتها وقالت: -مب**ك يا سهى ولو أن مفروض أن الكبيرة تتجوز الأول بس مش مهم سعادتك عندى الأهم . *أبتعدت سناء عن سهى والتفتت إلى والدتها وقالت: -على كدا بقى ناوين تعملوا الخطوبة وكتب الكتاب فين، أنا بقول نحجز ففندق كبير ونعزم كل حبايبنا ولا إيه يا ماما ، دي سهى أول فرحة لينا وكمان ريان مش أي حد. *أسرعت سناء وصاحت بصوت لونته بسعادة مصطنعة ونادت لشقيقتيها سهير وسالي فغادرت سهير على مضض وتبعتها سالي فالتفتت سناء إليهما وقالت: -ريان طلب من ماما إنه يكتب كتابه على سهى يوم الخطوبة وعاوزين بقى نقعد مع بعض يا بنات ونرتب لخطوبة وكتب كتاب أختنا. *حاولت سهير كتم غيرتها وحقدها فأتجهت صوب سهى وقالت: -مب**ك يا سهى ماشاء الله عليكي طلعتي واعية ووقعتي واقفة وعرفتي تجيبي رجل ريان ويتجوزك. *صدمت كلمات سهير سهى ووالدتها فبهتت ملامحهما لتعقد هدي حاجبيه ونهرتها بصوت غاضب حين لمعت عيون سهى بالدموع: -إيه الكلام اللي بتقوليه دا يا سهير في واحدة تقول لأختها وقعتي واقفة والكلام الفارغ دا، وبعدين أفرضي ريان يكون جاي وسمعك يقول علينا إيه ، مربياكم علشان توقعوا الرجالة ، أنا مش عارفة لما أنتي أختها وبتقولي كدا الغريب يقول عننا إيه. *حدجتها سناء بنظرات نارية وأسرعت إلى والدتها وقالت: -سهير متقصدش يا ماما هي بس بتهزر مع سهى بس هزارها طلع سخيف شوية. *وأدارت سناء عيناها إلى سهير وقالت: -مش كدا يا سهير و لا إيه. *ازدردت سهير ل**بها وتهربت بعيناها من عينا سناء التى توعدت لها وقالت: -أنا مقصدتش يا ماما أنا عادى بهزر زى ما سناء قالت وعموما حقكم عليا. *أما سالي فأقتربت من سهى وقبلتها وقالت: -مب**ك يا سوهو هتبقي أجمل عروسة بس مش أجمل مني اتفقنا. *حاولت سهى إخفاء إحساسها بالألم بسبب كلمات سهير فرسمت ابتسامة واهية على شفتيها وهزت رأسها وقالت: -الله يبارك فيكم . *وقفت هدى ونظرت إلى بناتها بحزن وربتت فوق ظهر إبنتها سهى وقالت: -أنا هدخل أكلم عمك صبحي علشان يجي ويحدد ميعاد مع ريان وأنتي روحي أوضتك ريحي شوية على ما ريان يوصل هو قال إنه هيرجع مع إسلام علشان عاوز يقعد معاكي شوية. *أومأت سهى ونظرت إلى شقيقاتها وأنسحبت إلى غرفتها وهى تسيطر على دموعها وحينما تأكدت سناء من أغلاق والدتها وسهى لأبواب الغرف أدارت وجهها بغضب إلى سهير وقبضت على ساعدها بقوة وقالت: -هو دا اللي أنا قولت عليه عاوزة تبوظي كل حاجة علشان غيرانة عاوزة ماما لما ريان يكلمها ترفض إننا نسافر بسببك ما لما أنتي وأدامها بتتكلمي كدا أومال لما نبقى لوحدنا هتعملي إيه ، بصي يا سهير دي تاني مرة تسيبي غيرتك من سهى تعميكي عن اللي بنرتب له فخلي بالك أنا مش هسمح لك أبدا بالمرة التالتة فاهمة ودلوقتي أتفضلي روحى صالحي سهى قبل روميو ما يوصل ويشوفها بالحال دا ويضيع لنا الدنيا. *هزت سهير رأسها وسحبت ساعدها من قبضة سناء واستدارت إلى غرفتها لتعتذر من سهى أما سناء فالتفتت إلى سالي وقالت: -وأنتي عاوزاكي تدوري على أغلي مكان فأسكندرية علشان نعمل فيه حفلة الخطوبة عاوزة ريان يدفع دم قلبه وكمان عاوزاكي تدخلي على مواقع الأزياء وتختاري لنا أغلي حاجة ماهو مش معقول جوز أختنا يبقى مليونير ونلبس أي حاجة وبعدين دي لازم تبقى أجمل حفلة علشان هتبقى حفلة كتب كتاب ووداع. *وفي أمريكا تحديدا في ولاية جورجيا وقف ثيو يتلقف أنفاسه الغاضبة وهو يحدق بذلك السمج مايكل الذي سلبه حبيبته ميلسيا يود لو يرد إليه الصفعة لينتبه إلى صغيرة عمه أيليسون تهرول وخلفها عمه فيكتور يتوعدها بالعقاب إن لم تعيد إليه أوراق عمله وتفاجأ ثيو بأيليسون تختبيء خلفه وتصيح: -لا تدعه ينال مني ثيو فعمك خسر رهانة معي والأن يريد أن يتراجع عن إتفاقه معي لذا أختطفت أوراق عمله لأساومه عليها. *بادل ثيو نظراته بين مايكل الذي جلس يحتضن ميلسيا إليه بتملك وبين عمه الذي وقف أمامه يطالبه بتسليم ابنته إليه لتلمع عيناه فجأة ويمد يده ويجذب أيليسون ليحتضنها ويقول: -لا أستطيع تلبية طلبك فهى لجأت لي أنا عمي وأنا سأتخذ جانبها. *أطلقت أيليسون ضحكتها وقالت وهى تندس أكثر بين ذراعي ثيو: -أبي عليك بتنفيذ وعدك لي ، دعني أسافر إلى مصر لأحضر حفل ريان وإلا لن تنال أوراقك أبداً. *أبعد ثيو أيليسون عنه وحدق بوجهها وقال: -حفل ريان عن أي حفل تتحدثين أخبريني أيليسون. *تن*دت أيليسون وأخبرت ثيو عن حفل خطبة ريان فالتفتت ثيو إلى عمه وقال: - أنا أيضاً سأسافر إلى مصر وسأخذ معي أيليسون لحضور الحفل عمي لذا لا تخشى عليها من شيء فهي ستكون تحت حمايتي. *أتى صوت مايكل كالصفعة وهو يترك ميلسيا ويقف قائلا: -ومن سيحمي شقيقتي منك أنت ثيو. *أكفهر وجه ثيو وأشتعل غضبه من جديد وهم بمهاجمة مايكل لتحول أيليسون بينهما برقتها ونظرت إلى ثيو وقالت: -أهدأ يا ابن العم فشقيقي ثمل من العشق . *والتفتت أيليسون إلى والدها وقالت: -نفذ وعدك معي أبي فأنا سأسافر لحضور الحفل شئت أم أبيت. *خضع فيكتور تحت إصرار إبنته ووافق على سفرها برفقة شقيقها وابن عمها ثيو لحضور حفل خطوبة ريان . *وفي الإسكندرية بمنزل هدى جلست سهى تشعر بغبطة مفرطة بعدما وافق عمها صبحي على زواجها من ريان الذي فاجئها وفاجيء الجميع بركوعه أمامها فحبست سهى أنفاسها ترقبا ، لتراه يخرج من جيبه علبة مخملية فتحها فأتسعت العيون تحدق بغيرة لرؤيتهم ذلك العقد الماسي الذي توسط العلبة ورافقه خاتم بماسة زرقاء , شهقت سهى وهزت رأسها بصدمة وقالت بصوت مهزوز: -رريان أنا مش مصدقة معقول أنت جايبلي أنا كل دا. *أتسعت إبتسامة ريان وأحس بسعادة سهى تتسلل إليه فقال: -دا مجرد هدية لقراية الفاتحة يا قلب ريان إنما شبكتك هاخدك إن شاء الله إنتي وماما هدى وننزل سوا وتختاريها بنفسك . *أشتعلت غيرة سهير وأدارت وجهها وحدقت بوجه سناء لتقبض سناء على ساعد شقيقتها ومالت عليها وقالت بصوت حرصت على ألا يسمعه غيرها: -أمسكي نفسك لإنك بتدخني وشوية والكل هيعرف ويحس باللي جواكي أهدي وصدقيني زي ما أخدته هخليه يسيبها ويترمي تحت رجليكي وإنتي عارفة أختك عمرها ما قالت حاجة ورجعت فيها. *حاولت سهير إخفاء غيرتها فأشاحت بعيناها عن ريان لتتفاجىء بجاك يضع خاتما فى إصبع شقيقتها سالي فوكزت سهير سناء بحدة وقالت: -بصي اللي مش بتضيع وقتها نابها من الحب جانب ، شايفة يا سناء الهانم سالي أهي هى كمان وقعت واقفة وشكلنا أحنا اللي هنطلع من المولد بلا حمص. *ربتت سناء فوق وجنتة سهير وقالت: -طيب أستني بقى لما نتسلي شوية معقول يعني هنعدي حاجة زي دي من غير ما نعلق. *ابتعدت سناء عن سهير التي كورت يداها وعيناها تتباع حركات ريان الذي جلس بجوار سهى يحادثها بسعادة وتجلس على مقربة منه إسلام لتنتبه لصوت سناء يقول: -إحنا أسفين يا أستاذ جاك سالي مش هتقدر تقبل هديتك وبعدين مش معنى إنها خرجت معاك أنت وريان وإسلام مرة يبقى عادي كدا تهاديها ومافيش أي صلة بينا وبينك. *لوت سالي شفتيها ولكنها أخفت تذمرها لرفض سناء خاتم جاك وخفضت رأسها حين إتجه إليهم ريان بعدما لاحظ ملامح الضيق التى ظهرت على وجه سناء والحرج على وجه جاك لتقص عليه سناء ما حدث فأعتذر منهم ريان وسحب جاك إلى الشرفة وعاتبه قائلا: -قولت لك يا جاك مينفعش هنا تعمل أي تصرف من تصرفاتك اللي بتعمله هناك البنات فمصر مختلفين عن أمريكا وبعدين أنا مش قولت لك أصبر وأنا هرتب لك كل حاجة طالما أنت عاوز الموضوع ياخد شكل رسمي. *عقد جاك حاجبيه وزفر بحدة وقال: -ريان أنت عارف كويس إني إستحالة أحطك فموقف محرج مع أي حد بس اللي حصل جوا دا أنا مش فاهمة لإني متكلم مع سالي وهي عارفة إني هجيب لها الخاتم هدية وكنت متوقع إنها تكون بلغت والدتها لكن اللي حصل من أختها الغريبة دي وموقف سالي نفسه اللي أتغير تماما خلاني حاسس إني مش فاهم حاجة منين وافقتني أجيب الخاتم ومنين وافقت أختها ورفضته وخلتني أبان بالصورة الوحشة دي أدام الكل ، عموما أنا هضطر أستأذن بعد الموقف المحرج اللي أتحطيت فيه وأه على فكرة عمك فيكتور كلمني وقالي إن أيليسون ومايكل وثيو هيوصولوا على بكرة بالليل علشان عاوزين يحضروا حفلة الخطوبة ويقضوا يومين فمصر. *ربت ريان على كتف جاك وقد زادت كلمات جاك من شك وريبة ريان فالتفت الى مجلس الفتيات فرأى الشقيقات الثلاث يجلسن سويا ويتهامسن فيما بينهن بينما جلست شقيقته كعادتها بعيدا عنهن لينتبه إلى سهى تتجه إليه وهي تبتسم فنحى شكه بعيدا وبادلها الإبتسام وأحتضن يدها وقال: -مأخدتيش إسلام تقعد جانبكم ليه يا سهى. *أرتبكت سهى وتهربت من عين ريان وقالت وهي تلتفت إلى مكان إسلام : -أنا قولت لها بس هي كانت مشغولة بتتكلم مع حد تقريبا على النت, ومسمعتنيش *أزداد أرتباك وحرج سهى ونظرت إلى جاك معتذرة وقالت: -أنا بعتذر لحضرتك نيابة عن سالي هى بجد مكنش قصدها أبدا تحطك فالموقف البايخ دا بصراحة سالي نسيت خالص تتكلم مع ماما علشان سناء كانت مكلفاها بحاجات كتيرة طول النهار عموما أنا بنفسي هتكلم مع ماما وهقولها و. *قاطعها ريان حين ضغط على يدها فأدارت وجهها إليه تحدق به بتسائل لتسمعه يجيب سؤالها الصامت بقوله: -سيبي موضوع جاك عليا أنا يا سهى وياريت متتدخليش فيه ماشـــ . *اوقفت صيحات الفتيات بالداخل ريان عن اكمال كلمته ليتجه بصحبة سهى وجاك إليهم وشاهدت سالي تقفز بسعادة بينما وقفت إسلام بجوار سناء التى أحاطت كتف شقيقته بساعدها وأكتفت سهير بالنظر تجاهه بغموض فسئلت سهى عن سبب تلك القفذات والصياح لتجيبها إسلام وهي تستند برأسها على كتف سناء وقالت: -ماما وافقت أننا نسافر رحلة تركيا بعد حفلة الخطوبة يا سهى. *مال ريان على أذن سهى وقال: -دي المفاجأة التانية اللي حبيت أعملها علشانك علشان تعرفي إني محبش أبدا أن يكون فنفسك حاجة ومعملهاش بس للأسف أنا مش هقدر أكون معاكي فالرحلة دي لأني هرجع جورجيا على طول علشان أخلص شوية شغل كدا وأرجعلك تاني نرتب للفرح . *أحمر وجه سهى ونظرت إلى ريان بحب لترى عيناه تحدق بإسلام التي إنشغلت مرة أخرى بهاتفها فتجهم وجه ريان وأشار لجاك وقال: -أنا بقول نستأذن إحنا علشان نسيبكم ترتاحوا وكمان علشان أرتب للي هيوصلوا بكرة من السفر. *أنهى ريان كلماته وهو يتجه إلى شقيقته ليقف إلى جانبها يقول: -أول مرة أشوفك مشغولة عني يا إسلام بموبايلك ممكن أعرف إنتي بتكلمي مين . *إبتسمت له إسلام وقالت وهي تنظر له بسعادة: -دي واحدة صاحبتي لما عرفت إننا هنحجز فالرحلة قالت إنها أحتمال كبير تسافر معانا فكنت برتب معاها شوية حاجات. *أومأ ريان وربت على كتفها وقال بغيرة طفيفة: -طيب ابقي عرفيني بيها زي ما عودتيني. *رفعت إسلام قامتها وقبلت ذقن شقيقها وقالت: -أكيد طبعا يا رينو هعرفك عليها دي بنت كويسة أوي وأخلاقها كويسة هتعجبك وبعدين أنت عارف أختك مش بتصاحب أي حد. *تن*د ريان بإرتياح وأشار لجاك لينصرفا سويا . *ولجت سناء إلى غرفتها وأسرعت سالي خلفها وهى تشعر بالحنق لتصرف سناء الذي جعلها تفقد ذلك الخاتم الثمين ووقفت أمامها عاقدة الساعدين مهتزة الجسد بعصبية وقالت: -ممكن أفهم بقي كان لزمته إيه الشو اللي عملتيه مع جاك وإنتي فاهمة وعارفة كل حاجة ومرتباها معايا طيب كنتي نبهتيني علشان أقوله ومحرجهوش بالشكل البايخ دا. *جلست سناء على فراشها شاردة الذهن فأزدادت عصبية سالي لتض*ب الأرض بقدمها بسخط و تغادر، بينما كان عقل سناء يفكر بأمر ضيوف ريان الوافدين من بلاده لحضور حفل الخطوبة تخشى أن يفرض أياً منهم نفسه عليهم في رحلتهم الخاصة, زفرت سناء بضيق لتنتبه لمغادرة سالي غرفتها ف*نهدت وأرتمت بجسدها فوق فراشها تعيد التفكير في خطوات الخطة التي وضعتها لرحلتهم بتركيا. *في اليوم التالي استيقظت سهى على رنين هاتفها يبلغونها بحاجتهم إليها بالمشفى، فأسرعت لمغادرة فراشها وبدلت ثيابها مسرعة لتوقفها سهير بصوت متعجب: -إنتي رايحة فين بدري كدا يا سهى. *إلتفتت إليها وقالت وهي تبحث داخل حقيبتها عن مفتاح مكتبها: -أتصلوا عاوزيني فالمستشفى يا سهير فهروح أشوف فيه إيه وأرجع على طول. *اومأت سهير وما أن غادرت سهى حتى ولجت إلى غرفة سناء وقالت: -أختك راحت المستشفى عاوزينها ضروري هناك. *حكت سناء ذقنها وقالت: -خليها تدلع لها يومين قبل ما تحصد اللي زرعته بطيبة قلبها. *ابتسمت سهير بتشفي وقالت: -ناوية تنفذي معاها اللي قولتي لي عليه. *اومأت وهمست: -طبعاً اومال يعني هسيبها كدا من غير ما ينوبها من الحب جانب، دي بردوا سهى اللي واخدة صف إسلام وأخوها على طول، واللي فالنهاية كل مال عبد الله هيبقى ليها هي وولادها ، علشان كدا لازم نبارك لها على العيشة الجديدة باللي يليق ليها ويخلي ريان يموتها من كتر حبه. *جلست سهير بمفردها بعدما غادرتها سناء لتخرج هاتفها وترسل رسالتها التي دونتها سريعاً وهي تفكر: -أبقي وريني يا سهى سي ريان هيعمل إيه معاكي ، لو الترتيب مشي مظبوط زي ما رسماه. *أنقضت الأيام التالية في إعداد حفل الخطوبة الذي أصرت سناء على إقامته في إحدي القاعات الشهيرة وتابعت عن كثب كافة التجهيزات التي سحبت صلاحية مباشرتها من ريان لتقوم هي بتولي كل شيء . *ليتفرغ ريان تماماً لابناء أعمامه وبترحيبه بهم فأعد لهم برنامج ترفيهي ضم سهى وإسلام إليه ولكن رغم هدوء الأوضاع أمام ريان وسلاسة جريانها إلا أنه لم يتخل عن ريبته وشكه في شقيقات إسلام . *إنتبه ريان أنه أبتعد عن الجميع بسبب أفكاره فدار بعيناه في المكان ليرى إسلام تسير برفقة جاك ومايكل وبعيدا عنهم ببضع خطوات رأى أيليسون بشرود ووجه متجهم فعقد حاجبيه وهو يبحث بعيناه عن سهى ليراها تسير برفقة ثيو بعيدا عن الجميع فأشتعلت غيرته حين لمحها تبادل ثيو الإبتسام فأسرع بخطواته إليهم ليتوقف خلفهما في نفس التوقيت الذي قال ثيو لها : -حقيقي مكنتش أعرف إنك رقيقة أوي كدا ياريتني شوفتك قبل ريان
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD