إعتراف متبادل بالحب.

3052 Words
الدوامة الرابعة إعتراف متبادل بالحب. *أتمت سالي مهمتها بنجاح مع شقيقتها إسلام وأقنعتها تماما برحلة تركيا حتى أن إسلام طلبت تولي مهمة إقناع والدتهم فطلبت سالي منها إرجاء الأمر لحين عودتهم من رحلة الغد وكذلك تحدثت سالي مع سهى عن طبيعة عملها مع ريان وعلاقتها مع إسلام وأن عليها مساعدتها لإصلاح ذات البين بين الأخوات, كانت سهى تستمع لها بريبة لعلمها موقفهن من والد إسلام عبد الله الذى أسلم بعد رؤيته لوالدتهم بشهر، كرهته سناء منذ اليوم الأول لتزرع كراهيته فى قلب شقيقتيها سهير وسالي ولكنها لم تستطع أن تقابل حبه وحنانه عليها بالكراهية فهو لم يبخل عليهم بأي شيء أغمضت سهى عيناها وهي تستمع لسالي التي أخذت تحدثها بندم فتغاضت سهى عن ريبتها وشكها وأستمعت لسالي لتوافقها في النهاية على طلبها فهي فالنهاية تريد لأخواتها أن ينعمن بالحب ويدركا أن إسلام هى منهم وليست أبدا ضدهم فرحبت بالحديث مع ريان ليقبل يدهم الممدودة له بالسلام. *أستيقظت الفتيات بنشاط وحاولت سهى أخفاء لهفتها وسعادتها لقضاء يومها برفقته وغادرت بصحبه إسلام التى بدت كطفلة حظت بيوم أحلامها وسالي التى تأنقت بطريقة أثارت غيرتها ليقا**هم ريان الذى وقف أمام سهى بوسامة سلبت قلبها إحدى دقاته ، بإبتسامته ونظراته التي أخبرتها بالكثير. *كان اليوم منذ بدايته مشرق بإبتسامات الجميع, إسلام وسعادتها لأنها بصحبه شقيقها، وإبن عمها الذي أفرط في مديح سالي وأولاها أهتماما شديدا وبدا أمامهم كالمسحور تماما بعدما سلبته سالي رشده، وسهى التي أخفت عيناها عن الجميع بنظارتها الشمسية حتى لا يرى أحد نظراتها التي لاحقت ريان بحب, أصطحبهم ريان الى المنتزة ووزع أهتمامه بين إسلام وسهى بعدما فر جاك برفقة سالي حتى أنهما أعتذرا عن تناول الغذاء معهم لينفجر ريان ضاحكا فتعجبت سهى من موقفه وحدقت به بدهشة وسئلته بفضول وقالت: -هو أنا ممكن أعرف أنت بتضحك ليه. *هدأت ضحكة ريان وتبقت إبتسامته التي سحرتها تماما وأجابها قائلا: -أصل أنا بصراحة خايف. *زادت حيرة سهى فسئلته بفضول أكبر وقالت: -معقول أنت خايف على سالي من أبن عمك، مش غريبة دي منك. *تعالت ضحكات ريان من جديد فأستأذنتهم إسلام لتذهب إلى المرحاض وأنتظرت سهى أن يجيبها ريان فأتى صوته المرح يقول: -لا أنا بصراحة مش خايف على سالي يا سهى، أنا خايف على جاك من أختك سالي علشان هو مش هياخد فإيديها وقت وهيبقا زي الخاتم فصوبعها، أصل بصراحة أختك سالي يتخاف منها بجد، وأنا نفسي خوفت منها أمبارح من طريقتها فالكلام معايا، وحركاتها اللي أول مرة تعاملني بيهم. *ارتبكت سهى وشعرت بالغيرة من كلمات ريان وزاد أرتباكها حين ترك ريان مقعده المقابل لها ووقف فسئلته بقلق وقالت: -أنت رايح فين وسايبني. *أجابها ريان وهو يمد يده إليها وقال: -تعالي معايا يا سهى وإنتي تعرفي أنا رايح فين. *حدقت سهى بيده بحرج وتحت نظراته المحدقة بها لم تستطع الرفض فرضخت ومدت يدها التي أحتضنتها يد ريان فشعرت برجفة تسري بجسدها ليخفق قلبها بعنف وتبعت خطوات ريان الذي توجه برفقتها إلى أحد المبان وولج بها إلى إحدى القاعات ليزداد خفقان قلب سهى حين لاحظت خلو القاعة من الناس فتلفتت حولها بقلق وقالت: -هو هو أنت جايبنا هنا ليه وبعدين إسلام مش مش هتعرف مكانا وهتقلق علينا لما ترجع المكان اللي كنا فيه و. *رفع ريان إصبعه ووضعه على شفتيها ليوقف كلماتها التي أحستها توقفت بغته بمنتصف حلقها فكتمت انفاسها وهي تلاحقه بعيناها ليميل نحوها قائلاً: -ممكن تنسي الدنيا كلها ومتفكريش فأي حد وتسيبك من أى قلق وتركزى معايا أنا وبس وملكيش دعوة بإسلام علشان هى عارفة إحنا فين. *أدناها ريان منه وهمس وهو يحدق بعيناها: -ولا أنتى خايفة مني يا سهى ومعندكيش ثقة فيا. *هزت سهى رأسها بالنفى وهي تشعر بأحمرار وجهها فأبتسم ريان بسعادة وهو يحتضن يدها ويضعها فوق قلبه وبيده الأخرى رفع وجهها لتواجهه فبدت أمامه كملاك بريء , وجهها ريان لتجلس بجانبه على إحدى الأرائك وهو يحتضن يدها المرتعشة فمال عليها بوجهه وهمس قائلا: -عارفة أنا بتمني ادخلك جوايا علشان تحسي بنفسك وتعرفي قد إيه أنتي وحشتيني يا سهى. *أرتبكت سهى فهبت واقفة بحرج فصدمت رأسها برأس ريان دون قصد منها وشعرت بدوار فوقف ريان بدوره وأسندها وقال موبخاً إياها: -واضح أوي إنك مش خايفة دا أنتي مرعوبة يا سهى من وجودك معايا بقى معقول تكوني مش واثقة فيا للدرجة دي. *حاولت سهى أن تبتعد عن جسد ريان الذي أحتوى جسدها بين ذراعيه فهزت رأسها بالنفي من جديد وقالت بصوت متلعثم: -أنا أنا واثـــقة فيك بس يعني أصل أصل دي يعني أول مرة نبقى لوحدنا و. *أجلسها ريان بجانبه لتتوقف عن الحديث فقال: -طيب وفيها أيه لما نبقى لوحدنا على فكرة إحنا كان لازم نبقى لوحدنا من زمان أوي من أول مرة قولت لك فيها خلي بالك من نفسك علشاني وإنتي عملتي نفسك مش واخدة بالك من كلامي وكان لازم تعرفي لما قولت لك إنك وحشاني إمبارح ولما قولتها دلوقتى إن وحشاني دي معناها إنك وحشتيني علشان بحبك يا سهى. *أطاح أعتراف ريان بكيان سهى التي لم تتخيل أبدا أن تنال ما تمنته يوما ولم تدري لما شعرت بدموعها تحرق عيناها فخفضت رأسها ليرفعها ريان ويحدق بها بحب ومد اصبعه ومسح عن طرف عينها دمعتها التي فرت رغما عنها ف*نهد وهو يحيط وجهها براحتيه وقال: -مكنتش أتخيل إني لما أصارح البنت اللى عذبتنى سنتين وأنا بحبها ب**ت وخلتني مقدرش اجي مصر ست شهور علشان حسيت إنها بتتهرب مني وسرقت مني راحتي ونومي وعقلي إن فاللحظة اللي أقولها بحبك تعيط. *تاهت عيناها بعمق عيناه وودت لو تعترف له بحبها هي الأخرى ولكن تلك القبضة التي أحتلت ص*رها وأعتصرت قلبها فجأة جعلتها تخشى أن تخبره , لاحق ريان ملامح سهى المضطربة والتي تبدلت فجأة فغامت عيناه وإنطفأ بريقهما لإحساسه بفرض نفسه عليها فأبعد يداه عنها وابتعد بجسده وهو يشعر بالحزن وزفر بألم , أحست سهى ببرودة تغزوها حين أبتعد ريان عنها هكذا فنظرت الى وجهه الذى انطفأت سعادته وتلاشت عنه ابتسامته وسمعت صوته الذى فرت من الحياة يهمس باعتذاره ,فهزت رأسها بقوة وشعرت انها بموقفها السلبى هذا ستخسر قلبا باتت ليالٍ طويلة تبكي شوقها اليه فتجرأت ورفعت يدها ولمست وجهه وقالت: -ريان أنا أنا كمان قصدى انت كمان وحشتنى زي بالظبط ما أنا وحشتك. *وكأنها أحييته بلمستها وأذهبت بعقله بكلماتها فولدت أبتسامته فوق ثغره وسمعته يسئلها ويقول: -يعني بتحبينى يا سهى. *أشتعل وجهها بلون أحمر وود ريان ان يحتضنها بعد أن أطاحت سهى بمشاعره فقال يسئلها من جديد: -بتحبينى يا سهى زى ما بحبك. *أومأت سهى وعيناها تحدق به فهز ريان رأسه وقال: -لا أنا عاوز اسمعها قوليها قوليها واحيينى يا سهى ولا مستهلش انى اسمعها منك بعد الصبر دا، قوليها يا سهى وطمنيني إنك ليا، حسسيني إنك حبيبتي. *اغمضت سهى عيناها وتن*دت ولم تدرى بيداها التى مدتها لتحتضن يده وسمعت صوتها يعترف له: -أنا بحبك يا ريان. *سكنت ملامح ريان تماما وضغط بيده على يدها ورفعها الى شفتيه وقبلها ولبثا سويا يتبادلان النظرات ب**ت وكأن حديث العيون هو الاعتراف الاهم بينهما. *قطع رنين هاتف ريان ال**ت فأجفلت سهى فزاد ريان من ضغطه على يدها وقال: -انتى معايا فأمان يا سهى فاهمة يعنى ايه انتى معايا فأمان يعنى انتى بقيتى أنا بقيتى حياتى المسئولة منى واللى هحافظ عليها بروحى وافديها بنفسى فبلاش أشوف الخوف دا تاني فعنيكي اتفقنا. *تن*دت سهى براحة أمام كلماته وابتسمت له فباغتها ريان وقال: -عارفة ان اسلام بترن علشان عاوزة تطمن ان كنت اعترفت لك بحبى ولا لاء اصلها هددتنى انى لو متكلمتش هى اللى هتتكلم وتحطنا ادام الامر الواقع وعارفة انى زعلتها بسببك اول يوم جيت فيه علشان واجهتنى بحبى ليكى بس انا المرة دى اللى هحضر لها المفاجأة لما نروح وأطلب ايدك من ماما هدى. *لم تكن المفاجأة من نصيب اسلام بل كانت من نصيب سهى التى جحظت عيناها وفرغت فاها وهى تستمع لكلماته التى القاها اليها قبل ان يجيب على اتصال اسلام ويخبرها بما سيفعله. *حينها تذكرت سهى طلب سالى منها فجمعت شجاعتها واخبرته بطلبها ان يصفح عن سناء وسهير ويتقبل مبادرة الصلح منهما ليخبرها ريان انه ومن اجلها هى واسلام فقط سيقبل بتلك المباردة رغم عدم ارتياحه لها. *تغيرت معالم اليوم حين عاد الجميع للمنزل وانفرد ريان بهدى وطلب منها يد سهى وسرعان ما انتشر الخبر فى ارجاء المنزل , ليقابل طلب ريان بسعادة غريبة من سناء وسهير التى كانت نظراتها له غامضة لتأتى سناء وتبعد سهير عن الصورة وتقول: -الف مب**ك يا ريان يا زين ما اخترت سهى دى جوهرة البيت عارف انا فرحانة اوى علشان جوازك من سهى هيزود الارتباط بينا اكتر. *خبت فرحة ريان فجأة ولم يدرى لما شعر بالقلق ونظر الى سناء التى تبادلت نظراتها مع سهير التى اسرعت هى الاخرى وهنأته على ارتباطه بسهى. *مال جاك على أذن ريان وقال بصوت خفيض: -أتعلم ريان الان فقط علمت سر اصرار عمى على تغيير ديانته للزواج من السيدة هدى فتلك العائلة تملك سحرا خاصا بها وأشعر ان سرحها طالنى أيضا. *حملق ريان بوجه جاك بريبة فأدار رأسه ونظر تجاه سالى التى جلست تبتسم لجاك فزادت شكوكة حين لمح سناء تربت على كتف سهير فعاد ببصره الى جاك وقال: -لا تفعلها جاك وتستسلم لتهورك فنهاية ذلك التهور ستكون الندم بكل تأكيد ارجوك أرجىء أى حديث الان حتى نعود إلى المنزل ونكون بمفردنا . *تعجب جاك من قول ريان وأمام نظرات ريان له اومأ برأسه ولاذا بال**ت. *لم يلحظ أحد إشارة سالى لإسلام التى توجهت صوب شقيقها ووقفت أمامه وقالت: -ريان كنت حابة اتكلم معاك فموضوع لو ينفع يعنى تيجى معايا اوضتى. *وافقها ريان بعدما استأذن من الجميع وتبعها الى غرفتها وجلس بجانبها فوق فراشها فشبكت إسلام يداها وقالت: -بص انت عارف انى لا بلف ألف ولا أدور علشان كدا انا هدخل فالموضوع على طول هو انا ينفع اطلب منك انك تقنع ماما توافق اننا نسافر تركيا . *نظر ريان لشقيقته بدهشة وقال يسئلها: -واقنعها انا ليه يا إسلام وانتى عارفة كويس ان ماما مش بترفض لك اى طلب. *ازدردت اسلام ل**بها وقالت: -اصل ماما لما كلمناها رفضت علشان طبعا هى مش هتقدر تسافر معانا زى ما سافرت رحلة شرم وقالت مينفعش اننا كبنات نسافر لوحدنا وبصراحة يا ريان عرض الرحلة حلو والبرنامج بتاعها احلى فلو انت اقنعتها هى مش هترفض ويعنى هى هتبقى فسحة حلوة وفرصة انى اقرب من اخواتى اكتر وكمان نشترى اللى احنا عاوزينة من هناك . *لوى ريان شفتيه ووقف مواليا ظهره الى شقيقته التى احست برفض شقيقها للرحلة فالتفت لها ريان وقال: -يعني إنتو متفقين ومرتبين كل حاجة مع بعض وأكيد طبعا الشلة اللي برا هما اللي طلبوا منك إنك تكلميني تمام ، بس أنا عندي سؤال وعاوزك تجاوبيني عليه بصراحة هى سهى عارفة بالرحلة دى يا اسلام . *اومأت اسلام بإرتباك وقالت: -كلنا عارفين بيها ما انا قولت لك اننا اتكلمنا مع ماما وهى رفضت. *عقد ريان حاجبيه لعدم اطلاع سهى له عن رغبتها بالسفر فعاد وجلس بجانب شقيقته وقال: -ولو رفضت يا اسلام إنك تسافري الرحلة دي. *تبدلت ملامح اسلام للحزن وتن*دت باستسلام وقالت: -لو انت رفضت يبقى مش هنعرف نقنع ماما ابدا يا ريان وانا كان نفسى اطلع الرحلة دى مع اخواتى وزى ما قولت هى فرصة نقرب اكتر من بعض دا انا حتى كنت حابة انى اتكفل بكل المصاريف من غير ما ماما تعرف علشان ارفع عنها الحرج ما انت عارف ماما رافضة تماما انى ادفع حق اى حاجة وبتقول كفايا اوى الفلوس اللى كل سنة بدفعها علشان الجنسية ومصاريف الدراسة اللى بدفعها كوافدة مش مصرية. *لامست نبرة الحزن اسلام قلب ريان فهو يدرك تماما ان مشكلة الجنسية هى مشكلة اسلام الاساسية التى تشعرها بالنقص وتسبب لها الحزن ففتح لها ذراعيه لترتمى اسلام بينهما وتجهش بالبكاء وسمعها تقول: -هما ليه مش معترفين بيا يا ريان ليه مش فاهمين انى مصرية اكتر من اى حد وانى الاحق بالجنسية المصرية ليه بيبصوا لى على انى مص*ر للفلوس وبس وكل حركة وكل حاجة ببقى عاوزة اعملها لازم ادفع ادامها دولارات علشان اخدها ليه يا ريان. *شدد ريان ذراعيه حول جسد شقيقته المرتجف بسبب بكاؤها وتمزق قلبه امام حزنها وتركها حتى انتهت من موجة بكاؤها وابعدها عنه وقال: -اسلام انتى مش محتاجة لاى حد علشان يعترف بيكى لانك مصرية غصب عن اى حد وصدقينى هيجى اليوم اللى يوافقوا على طلب الجنسية. *هزت اسلام رأسها وابتسمت حتى لا تسلب شقيقها سعادته بنيله حبه فقبلت جبتهه وقالت: -انا اسفة مكنش المفروض انى اعيط فيوم زى دا . *ربت ريان على وجنتها وقال: -ان مكنتيش تعيطى فحضنى فاى وقت تحتاجينى فيه يبقى انا لزمتى ايه يا اسلام انتى مش بس اختى انتى بنتى وحبيبتى وكل حاجة ليا فالدنيا دى. *نظرت اسلام اليه واتسعت ابتسامتها وقالت: -يبقى علشان خاطر الكلام الحلو دا هتقنع ماما اننا نسافر مش كدا. *ضحك ريان وبعثر شعرها وقال: -مافيش اى فايدة فيكى طيب ينفع تسيبينى افكر فالموضوع لحد بكرة من غير ما تضغطى عليا. *اومأت اسلام براسها وغادرت غرفتها برفقة شقيقها الذى استأذنهم ليغادر برفقة جاك دون ان يوجه عيناه تجاه سهى التى لاحظت تجهمه وعبوسه. *جفى النوم عينا سهى واخذت تفكر بتبدل موقف ريان الاخير معها وتجهم وجهه وعدم مصافحته اياها واخذت تراجع كافة تصرفاتها بحضوره فلم تصل الى شىء قد يكون سببا لجفاءه المفاجىء معها , ادارت سهى جسدها الى الجهة الاخرى لتنتبه لخلو فراش سهير منها وتعجبت اين ذهبت فمدت يدها وهى تعتدل في فراشها وسحبت هاتفها من جانبها ونظرت الى الساعة لتراها تخطت الثانية بعد منتصف الليل ولم تدرى لم ألحت عليها رغبتها المفاجأة بأن تهاتف ريان فجمعت شجاعتها وضغطت على رقمه لتخاطر بإيقاظه وبعد سماعها للرنة الثانية اجابها ريان بصوت جاف وقال: -خير يا سهى مش غريبة انك تكلمينى فساعة متأخرة زى دى. *ازدردت سهى ل**بها وشعرت بالندم لاستسلامها لرغبتها فهمست بصوت مختنق وقالت: -أنا أنا اسفة انى ازعجتك عن اذنك. *** اذن سهى صيحة ريان الصارمة التى جعلتها تبعد الهاتف بعيدا عنها وتجفل وهو يحذرها من انهاء الاتصال وسمعته يقول: -حذارى تقفلى يا هانم فاهمة وبعدين اسفك مش مقبول وعاوز اعرف إنتي متصلة فالوقت المتأخر دا ليه وايه اصلا اللى مخليكى لسه صاحية لحد دلوقتى. *لم تتمالك سهى دموعها فأجهشت بالبكاء فزفر ريان وقال: -ممكن تبطلى عياط علشان انا مش بحب الاسلوب دا وانتى فاهمة كدا كويس . *ازداد نحيب سهى فترك ريان فراشه وقال ينهرها بنفاذ صبر: -سهى قلت بطلى عياط واتكلمى. *لزم ريان ال**ت وامهلها الوقت حتى هدأت شهقاتها فسمعها ريان تقول: -انا مش عارفة انت ليه بتعاملنى كدا يا ريان حقيقى مش عارفة انا عملت ايه علشان تمشى ومتسلمش عليا وتكشر فوشى بالشكل دا ودلوقتي مش عاوز تتكلم معايا وبتزعق فيا. *زادت زفرات ريان التى من خلالها طرد غضبه منها وقال: -بذمتك انتى مش عارفة انتى عملتى ايه يا سهى . *اسرعت سهى وقالت وهى تقسم: -والله ما اعرف يا ريان طيب قولى وفهمنى انا عملت ايه وصدقنى لو انا غلطانة انا هعتذر لك واصالحك يا ريان انا ما صدقت اننا نبقى سوا فيوم ما نقرا الفاتحة تزعل منى وتخا**نى. *احس ريان بالشفقة عليها بسبب حزنها فقال معاتبا اياها: -سهى انتى ليه خبيتى عليا موضوع رحلة تركيا اللى انتم عاوزين تطلعوه وليه مبلغتنيش بيه زى ما بلغتينى بمبادرة اخواتك . لامت نفسها لنسيانها امر الرحلة فقالت: -انا نسيتها يا ريان علشان هما لما بلغونى بيها قالوا ان ماما رفضت . *لم يشأ ريان ان يبقى شىء من ظنونه دون ان يصارحها بها فقال: -يعنى متفقتوش انكم تخلوا اسلام تقنعنى وتبعدوا انتم عن الصورة . *اتسعت عينا سهى لاتهامه وظنه فقالت: -لا والله يا ريان وبعدين احنا متكلمناش خالص فموضوع الرحلة تانى من بعد ما ماما رفضتها وصدقنى انا معرفش ان اسلام هتكلمك فالموضوع دا . *أحس ريان بصدقها ف*نهد بارتياح وقال: -انا هصدقك يا سهى علشان عارف انك عمرك ما بتكذبى بس اتمنى ان لما يكون في حاجة زى كدا انك تبلغينى علشان ابقى عارف بيها حتى لو مش هتتنفذ. *اومأت سهى فأتاها صوت ريان يقول: -سهى انا مش هشوفك وانتى بتهزى راسك فياريت تكلميني يا حبيبتي وبلاش لغة الإشارة دلوقتي. *ابتسمت سهى بحرج وقالت: -انا عاوزة اعرف انت عرفت ازاى انى هزيت راسى. *ضحك ريان وقال: -شوفتك بقلبى يا حبيبتى ودلوقتى انا مفروض انى زعلان منك ومفروض انك تصالحينى ولا انتى شايفة ايه. *تملك الخجل من سهى وزداتها ضحكة ريان خجلا واضطرابا فاسرع وقال: -خلاص خلاص يا سهى مش لازم تصالحيني انتي خليها عليا المرة دي انا لما اشوفك هصالحك بنفسي ها مش عاوزة تعرفي هصالحك ازاي. *اشتعلت بشرتها وتسارعت ض*بات قلبها فأتى صوت ريان يضيف بهمس: -سهى عارفة انا حلمت بلحظة زي دي بينا قد إيه، حلمت كتير اني بسهر معاكي كل يوم وبتكلم وبقولك بحبك، لأ انا بعشقك وبتمنى يجي اليوم اللي تكوني ملكي وفبيتي واخدك فحضني واعيشك حبي واعيشه معاكي، ياه يا سهى انا مش مصدق انك اخيرا قولتيها، سهى ما تقوليها علشان اعرف انام. *تاهت سهى بكلماته و إحساسه فلم تشعر الا وهي تهمس: -أنا بحبك قوي يا ريان. *وبغرفة الثالوث حاولت سهيرة اخفاء حقدها الذي اشتعل بسبب خطبة ريان لشقيقتها فهي رأت في ريان فرصتها لتغير شكل حياتها، على الرغم من ريبتها السابقة فيه بشأن علاقته بسهى الا انها تمنت ان تناله هي فقالت وهي تحدق بوجه سناء بتمعن: -انتي ليه مفهمتنيش انك مرتبه ان ريان يخطب سهى وخلتيني احط امل انه ممكن يكون في حاجة بينا . *ضحكت سناء على سذاجة شقيقتها فهى تعلم ان ريان كان غايتها فقالت وهي تربت على وجنتها: -تخيلي اني كنت مرتبة لحاجة تانية خالص انا كنت برتب انه يخطب سالى يعني لا انتي ولا سهى لكن للاسف ظهور جاك غير كل حاجة علشان سالى سحرته وخلته مش شايف غيرها وطبعا بما انه ابن عم ريان فاكيد قاله على مشاعره اللي واضحة لسالي زي الشمس. *أبتسمت سالي بغرور وقالت: -اعمل ايه بس جاك متحملش ساعة معايا ورفع الراية البيضا طيب انتو عارفين انه عاوزني اسافر معاه هو وريان واسلام و. *صاحت سناء تنهرها بحدة وقالت: -لا دا مش اتفقنا يا سالي خالص لو سمحتي اركنى جاك علي جنب شوية لحد لما ما كل حاجة تتم ولا انتى ناوية تبوظي خططي واياكي تاخدي خطوة من غير ما تعرفيني. *زفرت سناء بضيق وأضافت: -مش كفايا إن ريان غير لي كل التريتب لما طلع بيحب سهى فمكنش ينفع أعارضه وإلا كل حاجة كانت هتبوظ. *زمت سالي شفتيها بغضب طفولي أمام عصبية سناء وقالت: -إنتى عارفة يا سونة إنى مش بحب أعارضك بس بصراحة أنا خايفة إنه يفلت مني ما أنتم شوفتم جاك مركز وفلوس وسفر دا غير إنه مستعد يغير دينه علشاني وبصراحة انا شايفة انه فرصة متتعوضش. *ضحكت سناء بسخرية وقالت: -أنا عارفة يا سالي إن جاك فرصة ومتتعوضش ليكي بس مش أوانه أبدا دلوقتي أقولك لاعبيه لحد ما ننفذ علشان ميروحش منك وتعيطي عليه بس المهم عندي إن سهى متعرفش أي حاجة خالص هي هتشغل ريان عننا وعن اسلام بدالك يا سالي ودا اللي كنت عوزاه. *بغرفتها استيقظت هدى وقلبها يرجف بقوة، شعرت برهبة وخوف يتخللون أنفاسها، فذاك الحلم الذي راودها للمرة الثانية بات يخفيها، رفعت يدها وربتت فوق قلبها وهمست: -إن شاء الله يكون مجرد حلم. *زفرت لتطرد خوفها ولكنها أحست بانها ترى حلمها أمامها، رأت ابنتها إسلام بين افعتين إحداهن تلتف حول عنقها والأخرى تسعى لتمزقها لتتحول كلاتهما إلى نيران تحاصرها لترتفع صرخاتها وتشعر في النهاية انها صرخاتها هي، استندت هدى إلى حافة فراشها وغادرته بترنح وغادرت غرفتها وخطت إلى غرفة ابنتها فتحت بابها بروية وهدوء وخطت إلى الداخل ووقفت بجوار فراشها تحدق بها، تمللت إسلام وفتحت عيناها فرأت والدتها تقف إلى جوارها فأبتسمت بحب وقالت بصوت ناعس: -خديني فحضنك يا ماما احسن وحشني قوي. *اندست هدى إلى جوار ابنتها في فراشها و احتضنتها بقوة وهي تهمس بخوف غريب: -إنتي كمان وحشني حضنك يا بنتي وخايفة ليوحشني غصب عني. *لم تسمع إسلام همسات والدتها فهي احاطتها بذراعيها وأندست داخل ص*رها وعادت إلى نومها ظنا منها أنها تحلم.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD