نعومة الأفاعي..

3200 Words
الدوامة الثالثة نعومة الأفاعي *وقف ريان يحدق بشقيقته التي فاجأته بقولها، لا يدرى لكم من الوقت مضى عليه يفكر بكلماتها التى ترددت بأعماقه, أبتسم لنفسه بسخريه لافتضاح أمره أمام شقيقته التى تهرب من رؤيتها طوال الشهور الست الماضية حتى لا تكشف سره الذى أرق ليله وبدد نومه ليال طويلة, زفر ريان وأشاح بوجهه عنها وقال: -هتفضلى طول عمرك تتكلمى من غير ما تعدى الكلام على عقلك الاول، انا نفسى افهم انتى ازاى بتخرجى كلامك وتقلبى بيه كيان اللى ادامك فلمح البصر بالشكل دا وتبقى هادية وطبيعية كدا. *ابتسمت إسلام بحرج فهى ادركت حقيقة مشاعر شقيقها ووجدت نفسها تعبر عنها بوضوح فلما ستتلون عليه بالكلمات وتتلاعب به بدلا من مصارحته, أدركت إسلام ان ما أخبرت به شقيقها أصاب كبد الحقيقة فمدت يدها وأدارت وجهه ليواجهها وقالت: -ريان انا أختك الوحيدة وبحس بيك ومش عيب لما تحب وتتحب, اساسا انت اكتر واحد فالدنيا دى ليه الحق انه يلاقى الحب اللى يسعده علشان انت اكتر قلب طيب انا قابلته فحياتى وسهى زيك قلبها طيب ونقى وروحها شفافة تشوف اللى جواها من غير اى زيف. *لمعت عينا ريان وشعر مع كلمات شقيقته بانفارجة الامل بداخله واحس وكأن حملا ثقيلا ازيح عن ص*ره فسحب نفسا عميقا واطلق صراحه ومع ربتت يد اسلام على وجنته احسها تعوضه أفتقاده لوالدته التى حُرم منها صغيرا , انتبه ريان لاسلام تضيف: -اهو انا دلوقتى سامحتك على الست شهور اللى حرمتنى فيهم وجودك معايا علشان فهمت السبب الحقيقى لهروبك من انك تيجى مصر. *ضم ريان اسلام اليه وهو يشعر بالحزن وقال وهو يبعدها قليلا عنه: -اسلام معلش المرة دى اسمعى كلامى وغيرى الموضوع ممكن. *حدقت اسلام بعين شقيقها وألمتها نظرته الحزينة فقالت: -طيب ممكن افهم سبب الحزن اللى شيفاه فعنيك دا بس الاول انا عوزاك تسمعنى قبل ما تجاوبنى اللى انت فيه دا اسمه هروب علشان انا متأكدة من حب سهى ليك, ريان سهى الاقرب ليا فالبيت هناك بعد ماما وصدقنى انا متأكدة من كلامى لانى حسيت بحبها ليك من سؤالها الخجول عنك وسرحانها وحزنها طول الفترة اللى انت مجتش فيها طيب تصدقنى لو قولت لك ان تعبها النهاردة انت السبب فيه , ريان ارجوك بلاش تهرب من مشاعرك وصرحها ولو محرج فانا ممكن . *استمع اليها ريان وابعدها عنه وهو يشعر بالعصبية تسيطر عليه فقال بحدة يمنعها من اكمال كلماتها: -اسلام اياكى فاهمة اياكى تتكلمى فالموضوع دا ولو سمحتى كفايا تدخلى فاللى ملكيش فيه انا مش صغير علشان تروحى تكلمى سهى وبعدين لما ابقى اعترفلك بحبى لسهى ابقى ادينى النصيحة وقتها , وصدقينى لو حسيت انك بس فكرتى تلمحى لها بأى حاجة انا مش هاجى مصر تانى ابدا ووقتها لما تحبى تشوفينى هبعتلك تذكرة السفر تيجى امريكا. *صدمت حدة ريان اسلام كليا فلمعت عيناها بالدموع ولكنه استدار عنها ولمحته يلتقط مفاتيح سيارته ويلتفت اليها ويقول: -انا بقول تروحى احسن لانى هنام تانى واضح ان السفر المرة دى تعبنى عن كل مرة. *تمالكت اسلام دموعها حتى لا تنهار امامه ويشفق على ضعفها فأومأت له واسرعت بأتجاه باب شقته ليتبعها ريان ب**ت. *ولجت اسلام الى داخل منزلها واخفت دموعها بصعوبة حتى لا تخضع لأسئله شقيقاتها وجلست بجوار والدتها وهى تتصنع الضحك معهم حتى استأذنتهم واسرعت الى غرفتها لتطلق صراح دموعها التى انهمرت تغرق وجهها بحزن. *غفت اسلام قرابة الفجر بعد ان قضت ساعات الليل تدفن وجهها بوسادتها تبكى بصوت مختنق لتفيق على صوت سالى تقول: -اصحى يا **ولة معقولة كل دا نوم اول مرة يعنى تتأخرى عن صحيانك بدري، قوي يلا علشان ريان عاوزك. *اولت اسلام ظهرها لسالى وهى تدفن راسها اسفل وسادتها وقالت: -سبينى انام شوية كمان يا سالى وقولى لريان إني لما تصحى هبقى تكلمه. *ابعدت الوسادة عنها وهي تضحك وقالت: -لا انا الاحسن اخليه يدخل هو يصحيكى. *قفزت اسلام وجلست وقالت وهى تحدق بسالى بدهشة: -هو هو ريان هنا لا انا خلاص صحيت اهو وهاجى وراكى على طول. *غادرت سالى الغرفة وهى تضحك وتوجهت صوب ريان وجلست بجواره وقالت بدلال: ثوانى هتفوق وتيجى. ***تت سالى وتراجعت بظهرها وهى تضع ساقا فوق الاخرى واضافت: -على فكرة انا زعلانة منك يا ريان علشان فضلت مستنياك امبارح وانت فالاخر مجتش علشان كدا هعاقبك انك لازم تقضى اليوم كله معايا قصدى معانا. *ادار ريان وجهه اليها وحدق بها بدهشة وقال: -لا متزعليش بس انا اسف مش هينفع انفذ عقابك النهاردة لانى هاخد اسلام واروح المطار استقبل ابن عمى جاك اصلها زيارته الاولى لمصر ومينفعش اسيبه لوحده وعموما الايام جاية كتير نبقى نشوف وقتها موضوع العقاب دا. *لوت سناء شفتيها واطرقت تفكر والتفتت فجأة ونظرت لريان وقالت: -خلاص محلولة يا ريان انت تروح زى ما انت عاوز مع اسلام تستقبل ابن عمك وتجيبه معاك ونقضى اليوم كلنا هنا ومتقلقش احنا هنرحب بيه لان ضيفك يبقى ضيفنا احنا كمان. *حملق ريان بسناء بحيرة لحديثها الناعم معه فارتسمت على شفتيه ابتسامة تعجب وقال: -انا شايف ان مافيش داعى لكل دا انا مش عاو.. *قاطعته سناء مبتسمة وقالت: -لا انا كدا فعلا هزعل يا ريان ازاى تقول مافيش داعى وبعدين هو دا مش بيتك زى ما هو بيتنا بص انا مصرة انكم ترجعوا على هنا ولا انت عاوز تزعل اختك سناء يا ريان. *اتسعت ابتسامة ريان الساخرة وقال: -لا وعلى ايه انا ميرضنيش ان اختى سناء تزعل منى. *لامست سالى ساعد ريان وقالت وهى توليه نظراتها: -هو انا ينفع اجى انا كمان معاك انت واسلام. *اومأ ريان وقال: -لو عاوزة تيجي معانا يبقى اكيد ينفع. *وقفت سريعاً وقد ارتسمت السعادة فوق ملامحها وقالت: -تمام ثوانى وهكون جاهزة . *اوقفها ريان بقوله : -لا على مهلك لسه ساعتين على ميعاد الطيارة. *اتسعت ابتسامة سالى وقالت: -تمام على ما اجهز براحتى بقى. *هرولت سالى الى غرفتها فالتفت ريان الى سهير وقال: -هى ماما هدى لسه نايمة ولا ايه. *هزت سهير راسها بالنفى وقالت: -ماما مريحة شوية اصل الضغط مش منتظم معاها اليومين دول. *وقف ريان وقال بقلق: -طيب ليه محدش قالى انها تعبانة طيب انا هتصل بالمستشفى يبعتوا دكتور يطمنا عليها. *تملكت الضيق من سناء لاهتمام ريان بوالدتها فقالت وهى تخفى احساسها عنه: -لا مفيش داعى يا ريان احنا جيبنا لها الدكتور وهو طمنا عليها عموما لو تحب تدخل لها تطمن عليها مافيش مانع. *اومأ ريان برأسه فاتجهت سناء صوب غرفة والدتها وقالت: -انا هديها خبر انك عاوز تشوفها. *ابتسمت سهير بحرج لريان وقالت تسئله : -وانت ناوى المرة دى تقعد معانا قد ايه. *اجابها ريان بشرود لتفكيره بسهى التى لم يراها حتى الان: -يعنى احتمال اقعد فمصر اسبوعين او اقل. *لم يستطع ريان تمالك فضوله فقال بحرج وهو يدعو الا تشعر سهير بلهفة سؤاله: -انا مش شايف سهى يعنى هى مش موجودة ولا ايه. *شعرت سهير بالضيق لسؤاله عن سهى وتهربه من النظر اليها فقالت: -سهى نزلت من بدرى وجرت على الشغل زي كل يوم، دي مش بترحم نفسها ، وبترجع متأخر ، كأن يعنى لو اتأخرت الصبح ولا رجعت بدري بالليل اسلام ولا انت هتخ**وا لها اليوم . *التفت اليها ريان بدهشة للهجتها الهجومية ليهز رأسه بحيرة وريبة فقد ازدادت شكوكه امام اهتمام الجميع به المبالغ فيه والذى طرأ عليهم فجأة ولكنه نفض عنه كل تفكير حين لمح شقيقته تتجه اليه فلاحظ ريان انتفاخ عيناها فاردك انه تسبب بحزنها ودموعها التى تركت اثر واضح على وجهها, تقدمت اسلام من شقيقها فضمها اليه بقوة وهمس في اذنها: -حقك عليا،انا اسف. *شددت اسلام من ذراعيها حول شقيقها وهى تمنع دموعها وقالت بصوت مختنق هامس: -أول مرة تزعق فيا يا ريان ، لا وكمان تبعدني عنك ، ولولا إني عارفة إنك مش فحالتك الطبيعية وزعلان مكنتش هقبل أسفك ، ودلوقتي طمني وقولي إنك سامحتنى ومش زعلان منى. *احزنه صوتها المختنق فقبلها وقال: -انا مقدرش ازعل منك ودلوقتى لو سمحتى ممكن متعيطيش علشان محدش من ابراج المراقبة يلاحظ حاجة . *ابتعدت عنه اسلام وأومأت والتفتت حين وصل اليها نداء سناء لشقيقها : -ريان تعالى ماما مستنياك . *غادر ريان ترافقة اسلام وسالى التى تأنقت بشكل مبالغ فيه زاد من حيرة ريان وقاد سيارته الى المطار بذهن شارد يفكر في تلك التى تجهد نفسها بالعمل بشدة , وقفت سالى بتملل في باحة الانتظار وهى ترمق ريان بين الحين والاخر بضيق لاهماله وجودها لتنتبه لصوت صياحات فاعتدلت لتصطدم عيناها بعينان زرقوان تحدق بها بدهشة وسمعت صوت جاك يقول: -واااو ريان من تلك الجميلة التى تقف بجوارك . *ابتسم ريان واجابه وهو يشير الى سالى: -انها شقيقة اسلام وتدعى سالى. *وكزت اسلام جاك وقالت وهى تدفع ص*ره باصبعها: -حذارى جاك انها شقيقتى فلا تظن انها احدى فتياتك. *رفع جاك يداه مستسلما وقال وهو يضحك ويغمز لسالى: -انا لم افعل اى شىء بعد يا ابنة العم ولكن هل هكذا ترحبين بابن عمك اللدود. *وكزته اسلام مرة اخرى وقالت: -اتريد ترحيبا كالمرة السابقة التى رحبت بك بها حين أتيت لزيارتكم اخر مرة. *ابتعد جاك عنها وقال وهو يحتمى بريان: -ريان ابعد شقيقتك عنى فانا لم انسى صفعتها لليوم. *التفت ريان اليه وقال: -لا تخشى صفعتها ان صافحتها فقط فلا داع لاحتضانها كما وضحت لك. *مد جاك يده وصافح اسلام وقال: -شقيقتك تنافس بجمالها افروديت فهل تظنى انها ستمانع ان رحبت بها بطريقتى. *رفعت اسلام يدها تتصنع صفعه فحمى جاك وجه بكفيه واردف: -اعتذر اعتذر فانا امزح معك ليس اكثر. *تذمرت سالى من اهمالهم لوجودها برفقتهم فعقدت حاجبيها لتتفاجىء بجاك يختطف كفها بين راحتيه ويقول: -لا تعبسى يا افروديت ولا تعقدى حاجبيكى مرة اخرى بوجودى فتلك اهانة لى. *رفعت سالى حاجبها بغرور وقالت: -ومن انت حتى اهتم بك. *اجابها جاك بلغة عربية سليمة ليفاجئها وقال: -انا جاك يا افروديت ولو كنت اعرف ان اخوات اسلام بالجمال دا كنت جيت مصر من زمان. *نال جاك استحسان سالى لمدحه لها فابتسمت له وقالت: -واضح انك مش سهل ابدا وليها حق اسلام تتعامل معاك بشدة. *التفت جاك ورمق اسلام بنظرات مازحة وقال: -انا بعتبر اسلام ابن عمى التانى فبتقبل منها اى تصرف. *همت اسلام بالهجوم على جاك فاسرع ريان باحتضانها وقال: -لا مش هينفع كدا الناس بدأت تبص علينا انا بقول يلا بينا احسن بدل ما يتقبض علينا فالمطار. *استقبلت سناء الجميع بالترحاب فشعرت اسلام بالسعادة حين مضى الوقت وهم يتبادلون الاحاديث المرحة والمزاح واحست بالامتنان تجاه شقيقتها لترحيبهم بشقيقها وابن عمها , ولكن رغم تلك الضحكات التى انارت الوجوه شعرت اسلام بحزن شقيقها ونظراته المختلسة دوما الى ساعة الحائط وحين حلت الساعة الثامنه ولجت سهى وقفت تحدق بالوجوه الضاحكة فرسمت ابتسامة ترحيب ولكنها تلاشت حين لاحظت جلوس سالى وسهير بجوار ريان , التفتت سهير الى سهى وقالت وهى تتعمد إشعال غيرة شقيقتها بعدما لاحظت نظراتها: -بردوا اتأخرتى يا سهى عموما انتى اللى خسرتى علشان فاتك يوم من اجمل الايام. *اخفت سهى غيرتها ورسمت ابتسامه زائفة على شفتيها وقالت: -معلش تبقى تتعوض ان شاء الله المهم انكم انتم تكونوا انبسطتم. *وقف جاك وريان احتراما لوجود سهى واسرعت اسلام وقالت: -اعرفك يا سهى بجاك ابن عمى. *اومــأت سهى برأسها لريان وهى تمد يدها على مضض تصافح جاك واتجهت الى والدتها وقبلت يدها وقالت: -عاملة ايه النهاردة يا ست الكل. *ربتت هدى على يد ابنتها وقالت: -انا الحمد لله يا حبيبتى اتحسنت لما شوفت لمتكم الحلوة حواليا. *تن*دت سهى وابتعدت عن والدتها وقالت وهى تتحاشى النظر الى ريان: -طيب انا بعتذر منكم لانى مش هقدر اقعد معاكم اصل انا راجعة مرهقة فهستئذنكم انى اروح ارتاح شوية. *اقتربت إسلام منها وقالت بقلق: -انتى لسه تعبانة يا سهى طيب تحبى احضر ليكى حاجة دافيه. *هزت سهى رأسها بالنفى وقالت : -لا مافيش داعى متتعبيش نفسك يا اسلام انا هحاول انام يمكن الصداع اللى عندى دا يروح وانتى يا حبيبتى خليكى معاهم عن اذنكم *والتفتت سهى بوجهها ونظرت الى جاك وقالت: -اتشرفت بمعرفتك يا جاك. *احست إسلام بتغير ملامح وجه شقيقها وحين تلاقت نظراتهما اشاح ريان بعيناه عنها والتفت الى جاك وهو يقف وقال: -يلا بينا يا جاك علشان تلحق ترتاح شوية ولا ناسى ان ورانا بكرة برنامج مليان زيارات . *ووجه ريان عيناه الى شقيقته وقال: -إسلام متنسيش ميعادنا بكرة على الساعة تسعة الصبح هنعدى عليكى ناخدك فياريت تكونى جاهزة و. *قاطعته سالى وقالت: -ايه دا هى العزومه لإسلام بس يا ريان. *تن*د ريان وشعر انه على وشك الانفجار من تلك التى زادت من دلالها المبالغ فيه وكاد يجيبها بحده وعلى الفور قرأ جاك وجه ريان فاسرع وقال: -أكيد لا طبعا وبعدين انا يشرفنى ان افروديت تكون ضيفتى بكرة. *ابتسمت سالى بكبر وقالت: -تمام انا هجهز وهستناكم مع اسلام. الموناليزا *زفر ريان بحنق وقال بفتور: -وماله بس ياريت من غير تأخير ومتنسوش احنا هنمشى كتير يعنى بلاش الكعب العالى. *ضحكت سهير بسخرية وقالت: -كويس انك نبهت سالى احسن دى ممكن تبوظ عليكم الخروجة. *أهمل ريان قول سهير التى التصقت به طوال اليوم والتفت الى هدى وقال: -اشوفك على خير يا ماما وحقيقى انا بشكركم على الاستقبال الجميل دا. *احتضنته هدى بحنان وقالت: -دا بيتك يا ريان ودا واجب علينا يا ابنى المهم انا عوزاك تخلى بالك على نفسك وعلى اخواتك. *اومأ ريان والتفت الى شقيقته وضمها وقالت: -خلى بالك من نفسك علشان خاطرى ماشى . *اسرعت سناء ما ان غادر ريان وجاك الى فرفة سهى وولجت اليها وهى تستعر غضبا وصاحت بها تنهرها بحدة وقالت: -ممكن افهم ايه قلة الزوق اللى بقيتى فيها دى يا ست سهى انا عاوزة اعرف انتى ازاى تسبينا وتمشى وتعب ايه اللى انتى فيه وبعدين انا مش منبهة عليكى انك تاخدى اجازة علشان نبقى كلنا موجودين مع ريان واتصلت بيكى انك ترجعى اكتر من مرة ما تردى عليا ولا سياتك هتفضلى تتنحى لى من غير ما تجاوبينى. *ازدردت سهى ل**بها و انكمشت امام لهجة سناء الهجومية وقالت بصوت مهزوز مجهد: -انا انا قولت لك مش هينفع امشى ووبعدين انا فعلا تعبانة وومضغوطة فالشغل و.. *ازداد انفعال سناء بعدما تفجر غضبها وقالت بصوت مرتفع: -ماشى يا سهى شوفى بقى انا قررت يا ست هانم ان مافيش شغل طول ما ريان موجود فمصر واياكى تعصى امرى يا سهى واعملى حسابك انك هتخرجى بكرة مع اسلام وسالى وكل يوم وكل وقت معاهم لحد ما اقولك انا كفايا فاهمة. *اتسعت عينا سهى ذعرا وهمست بإضطراب: -بس بس يا سناء انا انا مش حابة. *رج صياح سناء ارجاء الغرفة وهى تتجه صوب فراش سهى لتقبض على ساعدها وتجبرها على الوقوف امامها وقالت: -نعم مش حابة وهو انا كنت باخد رئيك انتى نسيتى نفسك ولا ايه يا ست سهى طيب ايه رئيك انك هتقومى دلوقتى حالا وهتتصلى بريان وهتعتذرى له على قلة زوقك وبكرة من بدرى هتكونى جاهزة وهتروحي معاهم ولا عوزانى اغضب عليكى يا سهى. *شحب وجه سهى امام تهديد سناء فلهجة شقيقتها انبئتها الا تعصى امرها فأومأت بخوف وقالت: -حــــ حاضر هتصل زى ما انتى عاوزة بس لو ينفع اخد دوش الاول وبعدها هتصل بريان وهعتذر له. *اجابتها سناء وهى تنظر لها شذرا: -ماشى اتفضلى واياكى تتاخرى فالاتصال وخلى بالك انا لو عرفت انك قليتى زوقك معاه تانى هتشوفى منى وش مش هيعجبك ابدا فاهمة. *غادرت سناء الغرفة وتركت سهى التى حدقت في اثرها بخوف لتسرع بمغادرة فراشها متجهة الى المرحاض , انهت سهى استحمامها وجلست فوق فراشها وتن*دت بارتياح حينما لاحظت غياب سهير وحدقت بهاتفها بأضطراب تحاول الأتصال بريان فأغمضت عيناها وهى تفكر بالتراجع عن الاتصال به ولكنها فتحت عيناها سريعا حين تذكرت نظرات سناء المتوعدة لها فاتصلت به وانتظرت لتسمع صوته حين اجابها ريان وقال: -السلام عليكم . *ازدردت سهى ل**بها وضغطت بقوة على هاتفها تستجمع شجاعتها وقالت: -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. *ارتجفت سهى حين وصلتها تنهيدة ريان الحارة التى زفرها دون وعى ليرافقها صوته يقول: -طمنينى عليكى يا سهى عاملة ايه دلوقتى ياترى لسه مصدعة. *فلتت تنهيدة سهى هى الاخرى دون وعى منها واجابته قائلة بصوت حزين: -الحمد لله وانت عامل ايه. *ابتسم ريان لنفسه لوتيرة الحديث وقال: -الحمد لله يا سهى. *اجفل ريان حين وكزه جاك فوضع يده على هاتفه ونهره بحده ليرمقه جاك بعتاب وقال: -كلمها يا اخى وبطل البرود اللى انت فيه. *ابتعد ريان عن سمع جاك واعتذر من سهى وقال: -انا اسف جاك كان بيكلمنى اه على فكرة يا سهى انا عاوز اسئلك هو انتى ليه بتتعبى نفسك يعنى مأظنش ابدا ان حد فينا طلب منك انك تجهدى نفسك للدرجة دى. *اجابته سهى بهدوء وقالت: -انا مش بتعب نفسى ولا حاجة وعلى فكرة انا حابة الشغل اوى لانى لاقيت نفسى فيه بس عموما يعنى انا انا. *سئلها ريان بعدما **تت فجأة دون ان تكمل حديثها: -انتى ايه خير يا سهى في حاجة ضيقتك فالشغل اتكلمى لو في حد تطاول عليكى انا ممكن. *اسرعت سهى ونفت كلماته وقالت: -لا ابدا والله دا حتى الكل بيعاملنى كويس اوى انا بحسهم اخواتى انا بس كنت حابة استئذنك انى هاخد اجازة و. *تن*د ريان امام **ت سهى مرة اخرى وسئلها من جديد: -و ايه يا سهى ما تتكلمى. *شعرت سهى بوجهها يحترق من الاحراج ولم تدرى كيف تعتذر منه و تخبره بمجئيها معهم فقالت بعدما طال **تها: -ريان انا حسيت انى كنت كنت مش كويسة فالكلام معاكم و حبيت انى أعتــ اعتذر وو .. *لمس ريان حرجها فقرر معاقبتها وقال ليزيد من حرجها و ارتباكها : -سهى هو انتى عاوزة تخرجى معانا بكرة ومحرجة تطلبى طيب فيها ايه يعنى ما تطلبى على طول بدل اللفة دى كلها عموما انا معنديش مانع انك تخرجى معانا اقولك ابقى اتفقى مع اسلام وسالى وحضرى نفسك من بدرى علشان هاجى اخدكم الصبح. *اوقف ريان حديثه متعمدا وحين طال **ته سئلته سهى وقالت بقلق: -ريان انت قفلت ولا لسه معايا ريان. *اجابها وقال: -معاكى يا سهى اه على فكرة انا قبلت اعتذارك سلام. *انهى ريان الاتصال وحدقت سهى بهاتفها لتلعن ضعفها الذى جعلها تنصاع لشقيقتها وتتصل به وحين همت بقذف هاتفها فوق فراشها ارتفع رنينه مرة اخرى فاجابت مسرعة وقلبها يدق بقوة فسمعت صوت ريان يقول: -سهى. ***ت ريان بعدما ناداها فأغمضت سهى عيناها واجابته قائلة: -نعم يا ريان. *اجابها ريان بصوت هامس ليطيح بها بقوله: -انتي وحشتينى اوى وبما انك هتخدى اجازة يبقى اعملى حسابك اننا هنخرج كل يوم سوا علشان اعوض حرمانى منك طول الست شهور اللى فاتوا وانتى بعيد عنى. *انهى ريان الاتصال دون ان يترك لها الفرصة لتجيبه فابتسمت سهى واحضنت لهاتفها ولم تنتبه لاسلام التى ولجت الى الغرفة ووقفت تحدق فيها وتعلو وجهها ابتسامة رضى فسألتها اسلام بهمس وقالت: -سهى انتى حاضنة التليفون كدا ليه. *تركت سهى الهاتف من يدها بأضطراب وخفضت عيناها حرجا وقالت: -انا انا مش حاضنة التليفون انا اصل انا كنت. *ابتسمت اسلام واحتضنت شقيقتها وقالت: -بالراحة انا بهزر معاكى على فكرة وبعدين انا جاية اطمن عليكى علشان قلقت عليكى اوى. الموناليزا *تن*دت سهى وقالت: -انا بخير الحمد لله وعلى فكرة انا هاخد اجازة وهخرج معاكم انا حتى كنت لسه متصلة بريان وقولت له. *ابتسمت اسلام بسعادة وقبلت شقيقتها وقالت: -هتبقى احلى خروجة علشان انتى معايا يا سوسو بصى انا عوزاكى دلوقتى ترتاحى علشان احنا هنصحى بدرى نجهز ما انتى عارفة رينو ممكن نلاقيه فوق راسنا من الفجر. *وبغرفة سناء اجتمع ثلاثى الشر وهمست سناء الى سالى وقالت: -انا عوزاكى قبل ما تنامى تروحى لاسلام وتتكلمى معاها عن رحلة تركيا و تعملى كل اللى فوسعك وتقنعيها ان الرحلة فرصة ومتتعوضش ابدا وبعدها تروحى لسهى وتطلبى منها بما انها الاقرب لاسلام وريان بحكم شغلها فالمستشفى وعلاقتها معاهم انها تطلب من ريان انه يقنع ماما برحلة تركيا وطبعا لما تخرجوا بكرة عوزاكى تبقى ادام ريان الحمل الوديع اللى بيدور على سعادة اسلام اللى يا حرام طول الوقت لا بتخرج ولا بتتفسح ودايما قاعدة فالبيت مع ماما او لوحدها وانها طول الست شهور مخرجتش غير للدراسة وبس عاوزاكى يا سالى بكرة تبقى متفجرة الانوثة بحيث ان ريان وقريبه اللى جره وراه يتهبلوا عليكى ويبقى عقلهم مش مركز فاى حاجة وعوزاكى تتاكدى من ان سهى اتكلمت مع ريان واقنعته علشان هو اللى هيقنع ماما اننا نسافر الرحلة. *اومأت سالى وقالت: -تمام انا هتكلم معاهم و بكرة هعمل كل اللى انتى قولتى عليه بس انا يا سونة كنت عاوزة افهم حاجة هو انتى ليه **متى ان سهى تيجى معانا وتبقى عارفة بموضوع الرحلة واحنا متفقين اننا نخرجها برا الموضوع خالص. *هزت سناء رأسها وقالت بغموض: -علشان سهى هى المفتاح يا غ*ية لانها الوحيدة اللى هتقدر تلهى ريان وهتخليه يوافق وفالاخر هى اللى هتخلينا ننول مرادنا من غير ما نبان فالصورة. *رمقت سالى وسهير سناء بنظرات حائرة لتسئلها سهير بحيرة : -لا معلش انا مش فاهمة النقطة دى يا سناء منين انتى عاوزة سالى تشغل ريان وتشد انتباهه ليها ومنين بتقولى ان سهى هى اللى هتلهى ريان وهتخليه يوافق. *اتسعت ابتسامة سناء وتوهجت عيناها شرا وهى تجيبها وتقول: -مش بقولكم اغ*ية وعقلكم محدود الفكر ومحدش فيكم هيوصل للى انا برتب وبخطط له عموما متتعبوش نفسكم بالتفكير وكفايا اوى تنفذوا المطلوب وبس.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD