السم في العسل

3052 Words
الدوامة الثانية السم فى العسل *جلست إسلام شاردة الذهن لا تدرى شيئا عما يحاك لها في الظلام لانشغالها بالتفكر بشقيقها ريان, فقد كانت تخشى أن يخلف بوعده معها كالمرات السابقة ويعتذر في اللحظة الاخيرة. *وفى المساء ولجت سالى إلى غرفتها وجلست على طرف فراشها تحدق بها فتركت إسلام كتابها الذي حاولت ان تستذكر به قليلا لتصرف عن عقلها التفكير في ريان فنظرت لسالى وأبتسمت قائلة: -من زمان مجتيش تقعدي معايا يا سالي، بس عارفة كويس إنك جيتي علشان كنت حابة أطلب منك إنك تنزلي معايا أشتري طقم جديد أستقبل بيه ريان لما يجي. *رفعت سالى أظافرها أمام عينها تحدق بها وقالت: -زي ما تحبي بلغيني عاوزة تنزلي أمته وانا هروح معاكي، وعموما يا إسلام أنا هريحك وأقولك أنا هنا فالأساس ليه، أصل أنا بصراحة سمعت ماما وهى بتعاتب سناء على الكلام اللى قالته ليكى امبارح وعرفت انك عيطتى اوى فروحت لسناء بعد ما ماما مشيت من اوضتها وعاتبتها قولت يعني مهما كانا بنتشاكل كتير بس بردوا احنا فالاخر أخوات وكنا متفقين اننا منتكلمش فموضوع الجنسية عموما انا جاية علشان اراضيكى وكمان علشان اقولك انتى عارفة سناء هى تبان جامدة بس صدقينى هى طيبة وياستى هى ناوية تعمل برنامج استقبال لريان علشان تصالحك . *حدقت إسلام بشقيقتها بدهشة وقالت: -سناء هتعمل لاخويا ريان برنامج وكمان هتصالحنى، إنتي متأكدة. *ابتسمت إسلام وهي تهز رأسها بتعجب واردفت: -انتى بتتكلمى بجد يا سالى يعنى تقصدى سناء اختنا، اللي دايما تزعق ورافضة ريان أخويا و. *وقفت سالى واتجهت الى شقيقتها روبتت فوق كتفها وقالت: -ايوة يا إسلام انا بتكلم عن سناء وبطلى بقى كلامك بالطريقة دى علشان لو سمعتك هتزعل المهم انا هروح احط مناكير بدل اللى اتمسح دا وهسيبك تذاكرى، ومتنسيش إبقي بلغيني عاوزة تنزلي أمته سلام. *ازدادت حيرة ودهشة إسلام مع مرور الأيام فكل يوم يحدث ما يجعلها تحدق بصدمة في وجه محدثها فها هي شقيقتها سهير تتودد إليها هى الاخرى وتقربها منها فلم تستطع إسلام الرفض لرغبتها بأن يلتئم شمل أسرتها فرحبت بها وبالحديث معها بعدما لاحظت الارهاق البادىء على وجه والدتها ولم تشأ إسلام أن تثير قلقها لتعجبها من تغير موقف شقيقتها معها مؤخرا وفى اليوم السابق لمجىء شقيقها ريان تفاجأت إسلام بسناء تناديها لتجلس برفقتهم فنظرت الى والدتها التى استدارت برأسها تحدق بأبنتها سناء بدهشة فأسرعت إسلام وجلست بجانب شقيقتها وهى تبتسم لوالدتها وقالت: -سناء يا ماما صالحتنى ومرضتش تسبنى زعلانة، علشان كدا يعني لو ممكن حضرتك إنتي كمان ممكن متخديش منها موقف وتسامحيها. *رفعت هدى حاجبها وقد زادت حيرتها وعادت لتنفض تلك الحيرة فهى دوما تمنت ان تكون العلاقة بين بناتها علاقة مودة وحب فقالت : -ربنا يهدى الحال ما بينكم يا بنتى وعموما أنا مبقدرش أزعل من حد فيكم. *جلست الفتيات معا يتابعن احد المسلسلات وانطلقت الضحكات منهن وجالت هدى بعيناها على وجوههم وتن*دت برضى فقد خدعتها الصورة تماما ولم تدرى ان تلك الضحكات ما هى الا ضحكات الشيطان لنجاح مخططه. *لاحظت سناء نظرات الرضى التى احتلت وجه والدتها فغمزت لشقيقتها سالى التى تركت هاتفها وقالت: -شوفتى يا ماما عاملين عرض حلو اوى لرحلة لتركيا عملاها الشركة اللى طلعنا معاها من كام سنة شرم وبصراحة العرض تحفة وميتفوتش، مامى ايه رئيك. *التفتت هدى الى ابنتها وقالت: عاوزة تسافرى تركيا يا سالى طيب ازاى يعنى، بانهي عقل فكرتي إني ممكن أوافق اسيبك تسافرى بلد بعيد زى كدا ، لا طبعا مافيش سفر ، وبعدين احنا لما طلعنا شرم كنا كلنا مع بعض وكان معانا ريان، يعني مش فرد ولا اتنين اللي سافروا لوحدهم. زمت سالى شفتيها وتركت مقعدها واشارت الى سهير لتترك لها مكانها وجلست بجوار والدتها ومدت يدها بهاتفها اليها وقالت: -طيب بصى يا ماما بذمتك دا عرض يتقاله لا وبعدين مين قال انى عاوزة اسافر لوحدى لا طبعا انا بقول نسافر كلنا سوا دى بلد جديدة ومكان جديد وحياتى يا ماما توافقى. *هزت هدى رأسها بالنفى وقالت: -سالى قلت لك مش هينفع تركيا بلد غريبة ولغتها صعبة مش هتعرفوا تتفاهموا فيها، وبعدين انا اخاف عليكم هناك ليحصل حاجة ومتعرفوش تتصرفوا دا غير ان انتى عارفة انى دلوقتى ممنوعة اركب طيارة علشان تعبى. *زفرت سالى ونظرت الى سناء وقالت: -سونة ما تكلمى ماما هو يعنى فيها ايه لما نسافر لوحدنا ما كلنا هنبقى مع بعض، ومحدش فينا هيسيب التاني. ***تت سالى والتفتت الى إسلام وقالت: -طيب وحياتي كلميها انتى يا إسلام ماما مش بترضى تقولك لاء فحاجة قوليلها وخليها توافق احسن أنا نفسي أسافر تركيا قوي. *ارتبكت ملامح إسلام حين لمحت عبوس سناء لتراها تنظر الى سالى بحده وسمعتها تقول: -سالى اكبرى شوية ماما قالت لاء يبقى خلاص فلو سمحتى تبطلى زن شوية وقوليلى حضرتى اوضة ريان زى ما قولت لك ولا أنشغلتي بالمناكير ونسيتي زي عادتك. *تجهم وجه سالى وقالت: -لسه معملتش حاجة انا قولت استنى لما تيجى سهى من الشغل واخليها تساعدنى، وبعدين عادي لما أحط مناكير علشان أحافظ على ضوافري، عموماً كلها شوية وسهى تيجي ونجهز الأوضة متقلقيش. *وكأن كلمات سالى أستدعت سهى التى ولجت من عملها وقد وضح على ملامحها التعب والاجهاد فألقت السلام عليهم وقالت: -ماشاء الله متجمعين عند النبى. *رفعت سناء حاجبها بسخط ورمقت سهى بنظرات حادة وقالت: -ممكن اعرف انتى اتأخرتى كدا ليه هو انا مش طلبت منك انك تيجى بدرى علشان نساعد بعض فالحاجات اللى بنحضرها لريان ولا يعنى عاوزاه يجى بكرة ويفتكر اننا مش مرحبين بيه. *عقدت سهى حاجبيها امام لهجة سناء الحادة وقالت بضيق: -ما انا وضحت لك يا سناء ان مينفعش اسيب الشغل بدرى وامشى انا مسئولة عن ادارة المستشفى ومينفعش امشى قبل ما يستلم منى الاستاذ فهمى وهو اتأخر عليا النهاردة للاسف عموما هحاول الايام الجاية انى متأخرش. *زفرت سناء ورمت سهى بنظرات مليئة بالضيق ثم التفتت بعيناها إلى سهى وقالت: -اتفضلوا بقى جهزوا الاوضة مافيش وقت للدلع. *في صباح اليوم التالى استيقظت إسلام قبيل الفجر لتتفاجىء باستيقاظ شقيقاتها فحدقت بهن بدهشة وقالت: -صباح الخير مش معقول اول مرة تصحو بدرى كدا. *أجابتها سناء وهى تبتسم وقالت: -يعنى قولنا نصحى بدرى كلنا علشان نشيك على كل حاجة عارفة احنا حضرنا كل الحاجات اللى بيحبها ريان, قولنا بدل ما الوقت يضيع منك فتحضير الغدا علشان تقضى اكبر وقت معاه. *حدقت اسلام بصدمة لا تصدق انها تسمع تلك الكلمات من سناء فأبتسمت واتجهت صوبها واحتضنتها وقبلت وجنتها وقالت: -ربنا يخليكى يا سونة انا مش عارفة اقولك ايه بجد انتى احلا اخت فالدنيا ربنا ميحرمنيش منك ابدا عارفة والله انا حاسة زى ما اكون بحلم. *ابتسمت سناء وهى تربت على ظهرها وقالت: -لا مش بتحلمى وبعدين فيها ايه يعنى لما نستقبل ريان ما هو في مقام اخونا بردوا ولا ايه. *اسرعت سالى وقالت: -ايوة طبعا وبعدين احنا اخوات ولازم نساعد بعض , وبعدين احنا حبين نشكر ريان على كل حاجة بيقدمها لينا , انتى ناسية انه بيصرف علينا ومش حرمنا من اى حاجة , يلا اجهزى علشان سناء هتوصلك للمطار تستقبلى ريان دى هتبقى مفاجأة حلوة منك اكيد هتفرحه. *أزدادت دهشة اسلام ولم تعرف كيف تجيبها فهزت رأسها واستئذنتهم واتجهت الى غرفتها لترتدى ملابسها فريان اخبرها انها سيصل في رحلة الساعة الثامنة صباحا. *حينما تأكدت سناء من غلق إسلام لباب غرفتها اشارت سناء الى شقيقتيها فنادت سهير على شقيقتها سهى التى خرجت من غرفتها ووقفت امامها بحيرة فأبتسمت سهير لها وقالت: -ايه رأيك يا سهى تروحى انتى مع اسلام بدل سناء علشان نلحق نجهز البيت ونجهز نفسنا. *ارتبكت سهى وحدقت بها باضطراب وقالت بصوت مهزوز: -انا انا لا مش هينفع يا سهير علشان انا عندى شغل ومش هينفع مروحش و. *رمقتها سناء بنظرات غاضبة وقاطعتها بحدة وقالت: -هو ايه الى مش هينفع هو انتى مش ملاحظة انك على طول تقولى لا ومش هينفع وبعدين فيها ايه يعنى لما متروحيش الشغل, عارفة انا شايفة ان سهير عندها حق روحى انتى مكانى , والشغل امره سهل ده فالمستشفى بتاعت اختك , يعنى مافيش اى مشكلة عموما انا هتصل واخدلك اجازة ولا انتى عوزة تزعلينى منك. *تملك سهى الخوف بسبب حدة نظرات سناء لها فهزت رأسها بسرعة بالنفى وقالت: -لا انا مش قصدى خلاص انا رايحة اجهز عن اذنك. *غادرت سهى برفقة إسلام متجهتين الى المطار ووقفت اسلام وسهى فى صالة الانتظار وحين لمحت شقيقها التفتت الى سهى وقالت تبتسم بسعادة: -وصل يا سهى انا مش مصدقة. *لوحت إسلام لشقيقها ونادته انتبه ريان لصوت إسلام فأبتسم لها وارسل اليها قبله عبر الهواء وهو يبتسم ولكن بهتت ابتسامته تماما حين لاحظ وجود سهى فحدق بها وتن*د وهو يتجه صوبهم. *تملكت سهى ارتجافة حين تقابلت عيناها بعين ريان واحست بتسارع دقات قلبها وشعرت بتعرق يداها ولاحظت اسلام اضطراب سهى فسئلتها بقلق: -مالك يا سهى انتى تعبانة ولا ايه. *اومأت سهى بأرتباك وهى تحاول السيطرة على رجفتها وقالت: -تقريبا من كتر الشغل انتى عارفة انا بحب شغلى ومحبش ابدا ان اى حد يقول انى بدلع او مقصرة فيه علشان اختك المهم يلا بينا زمان ريان خلص الاجراءات. *ومدت سهى ذراعها وضمت اسلام وتحركت برفقتها للخارج ليجدا ريان يقف بإنتظارهما وما أن رأى ريان شقيقته حتى ضمها بقوة وتعلقت به إسلام كالطفل الصغير واجهشت بالبكاء فربت ريان على ظهرها وقال: -يعنى تضيعى المفاجأة الحلوة دى بدموعك الغالية يا إسلام هى دى وحشتنى يا حبيبى اللى بتقوليها. *ابتعدت اسلام عنه وحدقت به بأشتياق وقالت: -ما دموعى دى علشان انت وحشتنى اوى يا ريان وحشتنى فوق ما تتخيل. *التفت ريان ليحدق بسهى وقال: -ازيك يا سهى عاملة ايه. *حدثها ريان وهو يمد يده اليها مصافحا فحدقت سهى بيده بارتباك ومدت يدها اليه واحتضن كفها بين يديه وشعر بارتجافتها فضغط بقوة عليه واردف وهو يحدق بعيناها: -حاسس انك متغيرة شوية ايه انتى عاملة رجيم ولا كنتى تعبانة انا كل ما اسأل عنك يقولولي إنك فالشغل. *جذبت سهي يدها بعدما اطاح بها أضطرابها فأهملت حديثه والتفتت الى شقيقتها وقالت: -اسلام انا حاسة بتعب لو ينفع نمشى. *تملك اسلام القلق تجاه شقيقتها التى شحب وجهها فجأة فقالت بخوف: -حقك عليا يا سهى انا السبب انتى كان شكلك باين عليه التعب ورغم كده جيتى معايا. ***تت اسلام والتفتت الى شقيقها وقالت : -اسندها معايا يا ريان. *اجفلت سهى من قول اسلام فاسرعت وصاحت فجأه: -لا لا بلاش قصدى مافيش داعى يسندنى انا انا كويسة. *زاد ارتباك سهى فاشاحت بعيناها بعيدا عن عين ريان المحدقة بها فسمعته يقول بصوت غليظ: -انا شايف انك فعلا تعبانة فالاحسن انى اسندك هاتى ايدك يا سهى ولا تحبى اشيلك احسن. *تلون وجه سهى بلون احمر قانى وخفضت راسها وهى تهزها بقوة وحين احتضن ريان يدها وساعدها زاد ارتجافها ونبضات قلبها وشعر ريان بها مرة اخرى ليهمل ما احسه والتفت الى شقيقته وقال: -اسلام تفتكرى مين جاى بكرة. *نظرت له اسلام وقالت تسئله بفضول: -مين جاى ما أنت مفاجأتك كتيرة ومحدش يتوقعها. *عبس ريان فى وجه اسلام بمزاح وقال : -ديما كدا سيئة الظن عموما اللى جاى جاك ابن عمك. *اتسعت عينا اسلام بدهشة وقالت: -مش معقول جاك هيجى وهيسيب الجهة السيادية لمين. * وكزها بمزاح لتطاولها وتابع سيره برفقة سهى حتى توقفوا امام سيارة اسلام فتوقفت وقالت: -هتسوق انت ولا تحب اسوق انا. *هز ريان رأسه بالنفي وقال: -لا انا تعبان سوقى انتى وخلينى ارتاح جنب سهى ورا. *لم تستطع اسلام اخفاء ابتسامتها حين غمز شقيقها لها فقالت بمزاح وهى تحدق بشقيقتها التى اصطبغ وجهها باللون الاحمر: -ايه يا سهى القطة اكلت ل**نك ولا ايه , عموماماشى هشتغل عندكم النهاردة ببلاش ها تحبوا اروح بيكم فين. *اجابها ريان بصوت حازم وقال: -اطلعى بينا على المنتزة اه وسوقى على مهلك اوى علشان أنا تعبان. *انهى ريان حديثه وهو يضغط على يد سهى ونظر اليها بتحدى ان ترفض قراره فاغلقت سهى عينها هربا من نظرات ريان, وشردت تحدث نفسها: -مالك يا سهى ما تجمدى شوية انتى من ساعة ما شوفتيه ونتى مش على بعضك اجمدى كدا ليفكر فيكى حاجة , وهيفكر ايه انا انا مافيش حاجة جوايا علشان يفكر وبعدين انا فين وهو فين علشان يحس بيا اساسا انا حتى مش جميلة زى اسلام ب*عرها الاحمر وعينيها الخضراء ولا حتى فجسمها الرفيع , ومش زى سالى شعرى اسود وعينيه سودا وواخده بالى من نفسى ومن لبسى ومكياجى , ولا حتى زى سناء فطولها ورشاقتها وجمالها الهادى ب*عرها الاسود وبياضها , ولاحتى شبه سهير اخدت جمال سناء وسالى , انا انا يادوب شبه الفار شعرى بنى معرفش ورثاه عن مين وم**ر وعينيه بنى ولبسه نظارة وقصيرة , واللى يشوفنى يحسبنى طفلة مسكينة, وبعدين ريان تتمناه اى بنت كفايا انه امريكى عيونه زرقاء و شعر اشقر ولا طوله دا ولا ابطال الرياضة, يبقى معقول واحد زيه هيفكر فيه انا هو اكيد انا صعبت عليه خصوصا لو زى ما بيقول بيسئل دايما فاكيد هيعرف انا بشتغل ازاى فادارة المستشفى بتاعتهم , قطع شرود سهى احسسها بضغط اصابع ريان على يدها , فالتفت له وحاولت جذب يدها لتتفاجأ برأس ريان يقترب منها ويقول: -كنتى سرحانة فايه ومش هنا روحتى مني فين. *ازدردت سهى ل**بها ولم تدرى بما تجيب سؤاله فاردف ريان وقال: -انا حاسس انى موحشتكيش وحاسس اكتر انى مبعديش على بالك، نظراتك ليا واللي ساعات بعرف أفسرها وساعات لأ مخليني مش عارف مكاني بالظبط. *ارتبكت سهى وابعدت رأسها عنه وجذبت يدها بقوة منه والتفتت الى شقيقتها فوجدتها تضع سماعات هاتفها وتغنى, مد ريان يده والتقط راحة يدها من جديد وضغط عليها برفق فالتفتت سهى اليه وتقابلت عيناها بعيناه واحست انه يلسبها تماسكها فقالت: -انت قولت كلامك دا ليه. *ركز ريان بنظراته عليها وقال: -تفتكرى هكون قولته ليه، علشان غاوي أتعب نفسي مثلاً. *شعرت سهى بالحرج فلم تدرى بما تجيبه فرفعت اصابعها وتلمست جبهتها وحاولت جذب يدها المحتجزة بين اصابعه ولم تفلح ليفاجئها ريان بقوله: -على العموم انتى أنا عارف مكانك عندي علشان كدا هقولك إنك وحشتينى , وعلشان ابقى صريح معاكى انتى سبب من ضمن الاسباب اللى خلتنى مجيش طول الفترة الى فاتت، يا ريتك بقى تكوني فاهمتي حاجة من كلامي فالأخر. *افلت ريان يدها فجأة وحول عيناه الى شقيقته وربت علي كتفها لتنتبه له وقال: -بلاش المنتزة يا اسلام ووصلينى لشقتى و انا هبقي اجيلك بعد ما ارتاح. *و**ت وهو يلتفت الى سهى واضاف : -كمان علشان تروحى سهى لان واضح اوى انها تعبانة. *عقدت اسلام حاجبيها وحدقت به من خلال مرآة السيارة وقالت: -بس دا مكنش اتفاقك معايا يا ريان انت. *ابتلعت اسلام باقى كلماتها حين احتدت نظرات شقيقها التى وجهها اليها وسمعته يقول بصوت مختنق: -نفسى مرة تسمعى كلامى من غير ما تجادلينى ولا. *حمحمت سهى فتوقف ريان عن حديثه ونظر اليها فازدردت سهى ل**بها وقالت: -واضح انى لغبطت لكم الاتفاق عموما لو انت مش حابب تروح المنتزة فلو سمحت ترجع معانا البيت علشان اخواتى مجهزين ليك مكان ترتاح فيه , علشان اسلام ليها ست شهور مشفتكش , وكمان علشان نفتح صفحة جديدة ما بينك وبينهم. *اعتدل ريان في جلسته ورمقها باستخفاف ساخر وبحاجب مرتفع وقال بسخرية: -وهى من امته الحنية دى كلها مجهزين لى مكان وعاوزين نفتح صفحة جديدة مش غريبة شوية يعنى اصل مش معقول اتغيرتم الشكل دا والمودة والحب سكنوا قلوبهم ونسوا كانوا بيعملو ايه مع اسلام وياترى الحالة الغريبة دى عندهم من امته. *اجابته سهى بعدما ضايقتها كلماته الساخرة ورأت ان من الواجب عليها ان تدافع عن شقيقاتها امامه فقالت: -على فكرة دى مش حالة غريبة, هما شافوا ان من الاحسن تكون الامور طبيعية بقدر الامكان بينكم , وده علشان خاطر ماما لان التعب واضح عليها اليومين دول وبعدين انت شكاك كده ليه هو انت لا عاجبك كدا ولا كدا. *لم يستحسن ريان اسلوب سهى بالحديث معه فعقد جبينه وزفر انفاسه بعدما احس بغضبه يتصاعد فضغط على اسنانه وقال: -ليا حق اشك واستغرب يا سهى علشان التغيير دا كان المفروض يكون من سنين مش بعد 18 سنة , ولا انتى مش عارفة انكم من اول يوم ارتبط بابا بماما هدى وانتم رافضينه, وكنتم رافضين وجودى معاه ولما اتولدت اسلام الكراهيه زادت وبانت اكتر من اى وقت علشان كدا لازم اكون شكاك واكيد فى سبب للتغيير ده. *حدقت سهى بوجهه بصدمة فكلمات ريان وصفت الحقيقة فادركت سهى ان لريان الحق الكامل بالشك والريبة بهم فلما تغيرت سناء وسهير فجأة هكذا الا اذا كان هناك شىء يدبر وهى لا تعلم عنه شىء. *انتبهت سهى لصوت اسلام تقول بسعادة وبراءة: -شوف يا ريان انا سعيدة ان معاملة اخواتى اتغيرت ومش لازم يكون فى سبب فلو سمحت بلاش ترفض محاولتهم انهم يصلحوا اللى فات معاك ممكن علشان خاطرى. *تن*د ريان وقد ازداد احساسه بالشك والريبة فرمى سهى بنظرات مبهمة وقال: -طالما انتى راضية يا اسلام فانا هرضى علشانك ودلوقتى لو سمحتى وصلينى لشقتى لانى فعلا تعبان ومحتاج ارتاح شوية. *هزت سهى رأسها بحزن وهى تنظر اليه وقالت: -م**م يعنى إنك متجيش معانا ، عموما براحتك. *ولجت اسلام وتبعتها سهى الى داخل المنزل بملامح وجه حزينة فوقفت سالى وقالت بلهفة: -اومال فين ريان معقول يكون اعتذر ومجاش. *حدقت سهى بشقيقتها بدهشة للهجتها المتلهفة وشعرت بنغزة تسكن قلبها فاشاحت بوجهها عنها وقالت: -لا هو وصل بس اعتذر علشان تعبان من السفر وقال انه هيجي بالليل. وفي منزل صبحي عم الفتيات، جلس إلى جوار حسان وقال: مش ناوي تاخد خطوة مع بنت عمك، ولا هتفضل قاعد كدا وسايب الدنيا ومقضيها سهر. إدار وجهه ونظر إليه مطولا وقال: ما على يدك هي لا طيقاني ولا راضية تتكلم معايا، أنا حاولت معاها كتير، ومش عارف اتصرف ازاي معاها. رفع صبحي حاجبه بسخط وقال : بتسئل تتصرف ازاي وإنت مقضيها مع البنات، يابني سيبك من الخروج وروح لها اقعد معاها وأخرج جيب هدايا اتصل بيها، جرى ايه معقول انا اللي هقولك تشغلها ازاي. زم شفتيه بضيق واشاح وجهه وهمهم: ما انت لو عرفت اللي فيها مش هتقول كدا، بس وماله نجرب شغل روميو لو هيجيب نتيجة. *امضت اسلام الساعات التالية بقلق ان بعتذر ريان عن الحضور خاصة انه اغلق هاتفه طوال اليوم لتتفاجىء باتصاله حين تخطت الساعة الثامنة مساءا ليفاجئها بطلبه ان تأتيه هى. *حاولت سهى عدم التفكير فيه ولكن كلمات أخذت تدور بخلدها، استدارت بفراشها بقلق وشعرت بتأنيب ضميرها، فكلماته تبوح بما تتمنى وتحلم، تدل على مشاعره التى تمنت ان تسمعها منه، هي أيضا تشعر تجاهه بالكثير من المشاعر ولكنها تخشى أن تكون كل تلك الكلمات مجرد عبث وتخيل من جانبها، زادت إحساسها بالألم تذكرها لنظرات عتابه، لتغمض عيناها وهي تدعو الله أن يلهمها الصواب. *وتابعت سناء ملامح الحزن التى لاحت على محيا اسلام وعبوسها فشعرت بالقلق ان يفسد ريان مخططهم فكادت تمد يدها الى الهاتف لتطلب منه الحضور ولكنها عدلت عن ذلك حتى لا تثير شكه وحفيظته. *استسلمت اسلام في نهاية الامر لكلمات والدتها التى اوضحت لها ان شقيقها يريد ان يراها بمفردها وعليها تلبيه طلبه لا ان تغضب كالاطفال فأسرعت بالذهاب اليه وحين استقبلها هاجمته فور رؤيتها له وقالت: -انا عاوزة اعرف انت ليه مجتش زى ما قولت وليه بتبعد نفسك عنهم بعد ما هما قربوا انا عاوزة افهم انت بتهرب ليه. *ابتسم لها ريان فطبع شقيقته الهجومى لا يفتر ابدا فاجابها بهدوء وقال: -يا حبيبتى انتى ليه دايما تهجمى عليا كدا بصى وافهمينى انا مينفعش اجى بالليل اوى كدا علشان محدش يتكلم ويقول حاجة صحيح الناس عارفة انى اخوكى وبعدين انا كنت عامل حسابى اريح ساعة والوقت سرقنى وصحيت متأخر فلو كنت جيت كنت هقعد ساعة وامشى انما لما انتى تيجى وتباتى معايا هنقضى وقت طويل سوا فهمتى بقى. *رمته اسلام بنظرات ريبة وقالت: -خلينى اقول انى مصدقاك تسمح تقولى انت ليه اتغيرت فجأة فالعربية الصبح وخلفت اتفاقنا. *زفر ريان واشاح براسه عنها وقال: -بقولك ايه خليكى شاطرة وروحى حضرى لى اى حاجة اكلها علشان انا جعان ومأكلتش اى حاجة من ساعة ما سبت امريكا وياريت ترحمينى من تفكيرك وظنك وتسكتى. *هزت اسلام رأسها وقالت لتطيح بثابته تماما: -ريان انت اللى فيه دا مالوش اى تفسير غير انك بتهرب من سهى علشان بتحبها.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD