انكـسـار جديد

3002 Words
و في مكتبه تابع حسين الاستماع الى صوت عصام يتلو عليه تقريره يخبره بكل ما حدث منذ وقف يتابع البناية بعيناه ليعقد حاجبيه و يقول :- - يعنى رفعت نزل لوحده الصبح انت متأكد إنه كان لوحده و مخرجش قبله و لا بعده واحدة ست . اجابه عصام يؤكد كلماته بثقة و قال :- - لأ يا باشا هو كان لوحدة ومنزلش لا قبله ولا بعده حد و راح علي السوبر ماركت و اشترى حاجات كتيرة اوى ، دا اشترى كرتونة شيبسى يا باشا و معلبات أكل و عصاير زي ما يكون طالع رحلة أو جايب خزين الشهر . اعتدل حسين في مقعده و هو يفكر فكلمات عصام ليقول مرددا قول عصام :- - معلبات و كرتونة شبيسى و عصاير انت متأكد يا عصام . اجابه عصام و عيناه تراقب مدخل البناية بأهتمام و حذر و قال :- - ايوة يا باشا دا حتى الراجل صاحب السوبر ماركت بعت الصبى بتاعه يوصله من كتر الحاجات اللي اشتاها ، و انا لقطت الواد و هو خارج و اديته فلوس قلت يمكن اطلع منه بكلمة و لا حاجة ، لكن الواد ابن الجنية طلع حويط و قالى ان رفعت قاعد لوحده و انه دايما بيشترى الشيبسى علشان بيوفر عليه وقفة المطبخ بس انا الكلام مدخلش دماغى فقولت أبلغك بيه . شرد حسين قليلا و زفر و قال :- - ماشى يا عصام انت تخليك زى ما انت راقب لى المكان و مش عاوز عينك تغفل عن العمارة و اللى داخل و اللى طالع فاهم . اتاه صوت عصام يقول :- - بقولك ايه يا باشا ما تخلينى اريحك من الحوار دا ، و اجيبلك الواد سنارة ينط على الشقة و يقلبها و يجيب لك قرار المستخبى ، أصل الواد دا عفريت يا باشا و محدش بيعرف يشوفه لا و هو داخل و لا و هو خارج ، دا جن مصور يا باشا وهيقطع عرق و يسيح دمه بدل الوقفة اللي مش جايبة همها ، سامحني يعني يا باشا بس راجل زي رفعت دا ممكن حد يلمحني ويجري يقوله إنه شافني فياخد أحتياطه و اللي بتدور عليه يختفي . اجابه حسين و هو يفكر في حديث عصام :- - هفكر يا عصام و ارتبها و اقولك بس المهم انك متعملش حاجة من دماغك و اختفى مش عاوز حد يلمحك تمام . انهى حسين المحادثة يفكر في اقتراح عصام و قال محدثا نفسه :- - شكلها مش هتيجى غير بكدا و ماله لما نجرب و نخلى سنارة ينط على الشقة مش يمكن القطة تجرى تستخبى و تقع فحجرى زى ما انا عاوز . --------------------------- و حين حل الليل جلس حسين و أمامه جلس ممدوح يحدق به بغضب فأبتسم حسين و قال مستهينا بغضب ممدوح :- - انا قولت لك متقلقش و فهمتك ان خسارتك أقل كتير من الخسارة اللى انا خسرتها ، و الدين اللى فرقبة البت دى ليا كبير وكبير اوى يا ممدوح و لازم اخده مهما استخبت و مهما ابوها حاول انه يسغفلنا ، أنا هفضل وراه لحد ما اجيبها و ساعتها انت عارف هعمل إيه ، المهم دلوقتى اننا ن*دى و نشوف اللى هيحصل و احنا ساكتين و نغمض مرة و اتنين ، لحد ما رفعت يطمن لنا و يرجع يتعامل معانا عادى و لو حتى شوفناهم سوا نتعامل عادى ، انا عاوزك يا ممدوح تنسى ان دى ياسمين لحد ما يجى وقتها ووقتها دا لازم يليق بيها ، و خلى بالك يا ممدوح انا مش هعيده تانى و لو حصل غير اللى اتفقنا عليه هزعلك و انت عارف حسين لما بيزعل حد بيكون الزعل شكله ايه . وقف ممدوح بعصبية مفرطة و ض*ب سطح المكتب بقبضتيه و قال بغضب :- - مش ممدوح الدمرداش يا دياش اللى تهدده بالشكل دا يا حسين ، و متنساش اللى ليا زى اللى ليك عاوزنى اشوفك و اقف اتف*ج عليها ، طب ما افتح لها بيتى و اهننها و ادلعها ما تفوق يا حسين و لا الحشيش اللى بتض*به مع رفعت لحس عقلك و خلاك تخرف ، فوق يا حسين اللى انا عاوزه هعمله و لو البت دى طلعت مستخبية فالشقة مع ابوها يبقى كدا جبرت انا هجيبها بطريقتى ، و خليك انت بقى للدلع و الحنية اللى سكنت قلبك ترجع لك اللى ليك . ابتعد حسين ببرود عن مقعده ووقف أمام ممدوح يتطلع اليه بعيون نارية و زفر انفاسه ليهدأ من انفجاره ، فهو لا يريد خسارة ممدوح و لكن ان لم يطاوعه و ينفذ الامر كما يريده سينفذ ما يريد رغم انفه و مهما كانت الخسائر . احس ممدوح بالخطر يحيط به حين طال **ت حسين فهو تمادى في غضبه و سمح له فالتحكم فيه ، ازداد شعور ممدوح بالقلق و سحب عدة انفاس و جلس مرة اخرى و اشاح بعيناه بعيدا عن تفرس حسين به و قال :- - خلاص يا حسين انا معاك للاخر طالما النهاية هترضينا سوا ، و اعذرنى ان كنت احتديت معاك فالكلام بس انت عارف الموضوع دا بيضايقنى ازاى ، عموما انا هدعمك باللى انت عاوزه من جنية لمليون و اكتر بس المهم ننجز و نجيبها . التف حسين حول مكتبه و وقف امام صديقه و ربت على كتفه و قال :- - و أنا هجيبها وهسلمها لك كمان ، بس إنت أقعد وريح وربلاش تقول لللي عندك أي حاجة عنها مؤقتاً حتى ، و عموما مش هيعدي اليوم يا ممدوح إلا و هنشوف القطة و هي بتهرب من النار ووقتها اللعب هيبدا بجد . تسلل على سطح البناية يحدق فالظلام و لاحظ ذلك العمود الذى تناثرت عليه اجهزة ارسال التلفاز ، فربط فيه حبله و تدلى ليهبط بحذر داخل تلك الشرفة التى فتحت على مصرعيها ، امعن سنارة النظر من مكانه يحاول تبين من بداخل الغرفة فلم يستطع ، فدلف على اطراف اصابعه ووقع بصره على الفراش ليرى جسد ممدد يلتحف بدثار سميك فغادر الغرفة يبحث بعيناه في كل مكان عن احد اخر لمح باب الغرفة الاخرى الموصد ، فأتجه صوبه و فتحه بحذر و ركز عيناه على مشتملات الغرفة فلم يجد أثر لاحد اخر تابع بحثه كما اوصاه عصام بكل مكان بالشقة حتى وصل الى ذلك الدرج و فتحه ليسحب مظروف الم**ر مفرغا اياه من المادة الم**رة و يعيده الى مكانه مرة اخرى ، و استدار و اسرع في خطاه الى المطبخ ووقف امام الطباخ و لمح انبوب الغاز فأخرج سلاحه و قطع **ام الامان و عاد مرة اخرى متسللا من نفس مكانه ليصعد الى سطح البناية و اخرج هاتفه و ضغط على الاتصال بعصام و قال :- - كله تمام يا عصام ال*****ن بح و خرطوم الغاز قطعه و كلها نص ساعة بالكتير و الغاز يملا الشقة كلها ، بس للاسف انا مشفتش الا الراجل بس و الاوضة التانية فاضية . اتاه صوت عصام يقول :- - يخرب عقلك يا سنارة مين قالك تقطع الخرطوم هو مش الباشا موصيك و قايلك تفتح زرار واحد بس فالبوتجاز علشان يفتكروا انه اتنسى ، بقولك ايه يا سنارة ارجع تانى و اتصرف الباشا لو عرف انك جودت من دماغك هيطيرهالك ، ارجع و اقفل الانبوبة قبل ما الراجل يموت مخنوق و الباشا يعلقنا . تململت ياسمين فوق ذلك الكرسى الذى انكمشت فوقه بغرفتها بعدما نخرر السقيع جسدها ، ففتحت عيناها و التفتت تنظر الى جسد والدها المتدثر بدثارها السميك ، فحركت عنقها و هى تدلكها باصابعها بعدما المتها تلك النومة الغريبة التى اعتادت عليها مؤخرا ، منذ صارحها والدها ان ذلك المقعد هو المحبب لوالدتها فأصبحت ياسمين تجلس و تنام فوقه دوما لتشعر بقرب والدتها منها ، غامت عيناها بدموع الاشتياق و الفقد و تن*دت ووقفت تتمطى ووقع بصرها على الشرفة التى تركها والدها مفتوحة على مصرعيها ، فتأففت بضيق و توجهت اليها لتغلقها و لكنها توقفت حين تسللت رائحة الغاز الي انفها ، فعبست و هى تتسائل هل غفلت و تركت احد ازرار الغاز مفتوحا فأسرعت في خطاها باتجاه المطبخ لتزداد الرائحة ، و شعرت ياسمين بالاختناق و اخذت تسعل و بحثت بعيناها في المطبخ عن مص*ر الرائحة ، و اخيرا وقع نظرها على ال**ام المقطوع فتلفتت حولها تبحث عن شىء تمنع تسرب الغاز ، فسحبت احدى المناشف و اغرقتها في الماء ووضعتها فوق ال**ام و اسرعت خطاها الى الردهة لتصل الى ازرار الاضاءة و فصلت التيار الكهربى ، و اتجهت الى غرفتها توقظ والدها و لكنه لم يستجب لها لانتشائه الشديد ، فخرجت مرة اخرى مسرعة و لم تنتبه لطرف السجادة فتشابكت خيوطها باطراف اصابع قدميها ، فاختل توازن ياسمين و اندفع جسدها بقوة الى الامام و ارتطمت رأسها بقوة بحافة طاولة والدها الرخامية لتسقط ارضا و الدماء تنزف من جبهتها ، تشعر بدوار قاس يحيط بها و لم تلحظ ياسمين ذلك الظل الذى عاد ليتسلل الى الداخل من جديد . لم يدرى ايمن ما السبب الذى ايقظه فجأة من نومه ، تطلع حوله فى حيرة و رفع اصابعه خلل بها خصلات شعره ثم مسح على وجهه ، ليوقف حركته يصغى السمع ليسرع بنفض الدثار بعيدا عن جسده و يترك فراشه و يتجه الى صديقه النائم يهزه بقوة ، لينتفض شادى و يجلس و هو يحدق بوجه ايمن بغضب لافزاعه هكذا ، و حين هم بالصراخ عليه كمم ايمن صوته و اشار اليه لينصت فقطب شادى حاجبيه لينتفض من مكانه و هو يصيح بلوعة :- - دا صوت ياسمين . سلم الصديقان ساقيهما للريح و هرولا الى الطابق الاعلى و انهالا على باب الشقة بالطرقات و ضاغطين على جرس الباب باستمرار ، ليحداقا ببعضهما فقررا سويا دون حديث دفع الباب بقوة و تحت وطأة دفعهما فتح الباب اخيرا ، ليندفعا الى داخل الشقة فوقع بصرهما على ظلا يسرع فى خطاه باتجاه احدى الغرف ، بينما انكمشت ياسمين حول نفسها تصرخ بهستريا و هى تسحب ملابسها الممزقة تستر جسدها ، فأسرع ايمن خلف الظل يصيح بغضب :- - انا هشوف مين دا و انت خليك مع ياسمين يا شادى . جمد شادى امام ياسمين يشعر بقلبه يأن بعذابها و أرتعدت فرائضه و هو يرى تلك الدماء تغطى وجهها ، فركع ارضا امامها و مد اصابعه الى وجهها ليتفاجىء بها تدفع يده عنها بخوف و تصرخ رافضة ان يلمسها ، فألمه رفضها لمساعدتها ووقف و اشاح ببصره عنها و اخذ يبحث عن اى شىء يستر به جسدها لعلها خائفة منه بسبب حالتها ، فاتجه خلف صديقه و رأى الدثار فوق الفراش فسحبه ، ليقف مصعوقا حينما وجد والدها نائما غافلا عما يحدث حوله لينتبه الى دفع ايمن له و قوله :- - ملحقتوش دا زى ما يكون فص ملح و داب ، بقولك روح انت لياسمين حاول تهديها على ما اشوف دا نايم و لا ميت و لا ماله بالظبط . عاد شادى بالدثار و لفه بخوف حول جسد ياسمين ، التى بدات فى استعادة وعيها و نظرت له بخوف فابتعد شادى عنها و قال :- - سمعنا صوتك من تحت و . قطع شادى حديثه لنوبة السعال التى اصابته فنظر لها و قال :- - دى ريحة غاز . -كانت ياسمين تشعر بالخدر بجسدها والخوف يحدق به بعيون زائغة ، فاسرع شادى الى المطبخ و رأى المنشفة التى لفتها ياسمين حول ال**ام ، و بحث بعيناه عن ال**ام الاساسى فرأه فوق نافذة المطبخ فمد يداه و اغلقه و فتح نافذة المطبخ و ترك المطبخ و اتجه الى النوافذ يفتحها واحدة تلو الاخرى ، غادر ايمن الغرفة و هو يهز رأسه بأسف و نظر الى مكان شادى الذى جلس على ابعد مقعد حتى لا يخيف ياسمين ، ليتجه صوبه و يجلس بجانبه و قال :- - والدها نايم يا شادى بس حاسس إن النوم دا مش طبيعى مش عارف شكله و انا بحاول اصحيه فكرنى بشكل احمد زكى ففيلم المدمن و . ابتلع ايمن باقى كلماته الهامسة و بعدما ادرك عقله ان والد ياسمين بهيئته تلك مدمن حقا ، حينما وقع بصره على الدرج المبعثر المحتويات الملقى ارضا ، فنظر الى شادى بصدمة و عاد ببصره الى ياسمين يشعر بالشفقة على حالها ، و اغمض عيناه بقوة حين تبادر الى ذهنه انه ان لم يستيقظ هو و صديقه لكان الامر تحول الى كارثى فى غضون غياب وعى والدها عن الواقع ، ازدرد ايمن ل**به حزنا و سحب نفسا عميقا و لكز صديقه الذى تجمد بخوف فى مكانه و اشار اليه ليتحدث ، و لكن شادى استمر على حالته يحدق بوجه ياسمين الباكى و جسدها المنتفض اسفل الدثار ، فتغضن جبين ايمن اكثر و ترك مقعده ليتجه الى مكان ياسمين و جلس امامه ارضا و قال :- - ياسمين ممكن تهدى و تطمنينى عليكى الحرامى دا عمل فيكى حاجة . نفت ياسمين بهزها لرأسها دون ان تتحدث فزم ايمن شفتيه و مد اصابعه يتلمس ذلك الجرح الذى جف الدم حوله فى جبهتها ، لتتألم من لمسته لها و لم يلحظ ايمن ملامح الغيرة التى تملكت وجه شادى ، حينما رحبت ياسمين بلمسة ايمن لجرحها بينما رفضته هو وقف ايمن و قال موجها حديثه الى صديقه :- - شادى على ما اظن فى عندك تحت قطن و حاجات من بتاعت الاسعافات الاولية صح . اومأ شادى دون ان يتحدث و عيناه تلاحق ملامح ياسمين فزفر ايمن لحال صديقه و اتجه صوبه و قال :- - شادى ممكن تفوق شوية انت كمان و كفايا الحالة اللى فيها ياسمين لو سمحت انزل هات الحاجة ، علشان ننضف لها الحرج اللى فراسها دا و نشوف هنعمل ايه بعدها . لوى شادى فمه بسخرية و زفر و هو يقف مستديرا عنهما ليغادر الى شقته بينما عاد ايمن و جلس ارضا امام ياسمين و قال :- - انا شايف اننا لازم نبلغ الشرطة . صرخة ذعر ص*رتها عنها فألجمته و جعلته يحدق بملامحها المذعورة و رأسها الذى أخذت تهزه بالنفى بقوة بدهشة فسئلها بفضول و حذر :- - لا ليه دا حقك و لازم يرجع و اكيد الشرطة هتعرف تجيب الحرامى دا المفروض انك متخافيش بالشكل دا . استمرت ياسمين على حالة الرفض و دموعها تسيل على وجهها و شعر ايمن بحيرته تزداد امام رفضها الغامض فمد اصابعه و احتوى يدها الهشة و ربت عليها براحة يده الاخرى فى نفس اللحظة التى ولج فيها شادى يحمل علبة الاسعافات ليرمقهما بريبة و شك و يتقدم منهما متجهم الوجه و قدم لأيمن علبة الاسعافات و قال بصوت جاف و هو يرمقها بنظرات حارقة :- - انا هحاول اصحى والدها علشان يشوف ناوى يعمل ايه على ما تشوف وشها فيه ايه . ابتعد شادى وسط نظرات الدهشة التى اعتلت وجيههما تابعه ايمن و هو يشعر باستغراب شديد لتغير صديقه ، و تــنــهــد و عاد بعيناه الى ياسمين و مد يده الى علبة الاسعافات لينظف جرحها و وجهها و عقد حاجبه و قال و هو ينظر لها بضيق :- - شكل الجرح محتاج يتخيط غرزتين . رفعت ياسمين اصابعها المرتجفة و لمست الحرج و قالت بوهن :- - متشغلش دماغك انا هتصرف فيه المهم دلوقتى انا عاوزة اطلب منك ان بلاش تجيبوا سيرة باللى حصل هنا لاى حد و لا حتى موضوع الغاز ، انا عارفة ان طلبى غريب بس لازم اطلبه ارجوك اوعدنى انك متجبش سيرة اللى حصل هنا لاى حد . تراجع عنها ايمن محدقا بوجهها يتسائل ما السر ورائها لتطلب دوما منهم عدم الافصاح عما يحدث معها ووقف و عيناه معلقه بها و قال :- - انا بجد مش فاهمك بس مش عارف ليه حاسس انى لازم اساعدك و اقف جانبك ، هقولك ايه متخافيش مش هتكلم عن اللى حصل هنا مع اى حد و هطلب من شادى ميتكلمش ، و دلوقتى حاولى تقومى و تشوفى والدك اللى مش عارفين هو نايم و لا فغيبوبة . استرعى انتباه ايمن خروج شادى يستند اليه والد ياسمين المترنح فى وقفته ، فاسرع هو الاخر اليهما و سانده حتى اجلساه على الاريكة و استندت ياسمين على حافة المنضدة و وقفت تستعيد توازنها و اتجهت الى مكان والدها و هى تشعر بالدوار اثر ارتطامها ، و أعتدل رفعت و هو يرى حالتها فعقد حاجبيه ووقف يحدق بوجهها لتعاود ياسمين البكاء و حين هم رفعت بضمها اليه ، تفاجأ ايمن و شادى بابتعادها عن مدى ذراعى والدها فازدرد رفعت لـعـابـه حرجا و نظر باتجاه ايمن و شادى ليحمحم شادى بصوته و يقول :- - طيب احنا هننزل بقى و نسيبكم براحتكم و حمد لله على سلامة ياسمين ، و لو حضرتك احتجت لاى حاجة نادى عليا او خبط على السقف ، هتلاقينى عند حضرتك على طول و احنا اسفين اضطرينا نكـسـر الباب عموما انا هبعت للنجار يجى يصلحه عن اذنكم . غادر شادى و ايمن فى **ت و اغلقا الباب كيفما اتفق معهما ، و تابعتهم ياسمين بخطواتها و تأكدت بنفسها من اغلاق الباب قدر الامكان ، و التفتت الى والدها الذى نظر اليها بتخاذل كعادته و قال و هو يخفض بصره ارضا :- - انتى كويسة يا ياسمين طمنيني عليكي . ابتسمت ياسمين بسخرية و نفضت عنها الدثار و اقتربت منه و قالت بتهكم :- - بص لى يا بابا و قولى شايف ايه ها ايه رئيك ينفع ابقى كويسة بحالتى دى ، حضرتك بتسئل و عاوز تعرف ايه اللى حصل هقولك ، اللى حصل ان فى واحد دخل من البلكونة و قطع ال**ام بتاع الغاز علشان يموتنا و انا بجرى من قلة حيلتى علشان افصل الكهربا و اصحيك اتكعبلت و خبطت فالطرابيزة ، و زى ما انت شايف دماغى اتفتحت و عاوزة تتخيط و طبعا مش هينفع اروح لا لمستشفى و لا حتى مستوصف ، ما انت عارف اللى فيها لكن الاصعب يا بابا ان الحرامى رجع و شافنى و انا بحاول اقوم و هجم عليا و لولا انى صوت و صوتى وصل للجيران و صحيوا و لحقونى ، انا معرفش كان ايه هيحصل لى ايه تانى و تخيل كل دا حصل و حضرتك نايم . ضحكت ياسمين بهسترية لتبكى فى النهاية و هى تصيح بانكــســار :- - حضرتك نايم يا بابا و مش حاسس باللى كان بيتعمل فيا برا ، نايم و سيبنى مش عارفة ان كان اللى دخل دا دخل بالصدفة و لا واحد تبعهم و عرف مكانى و راح يبلغهم ، عارف يعنى ايه راح يبلغهم انى هنا معاك يعنى زمانهم جايين يخدونى من بيتك للمرة التانية ، و طبعا هتقف تتف*ج عليا و تستنى يرمولك مكافئتك ظرف الـهــيــروين اللى بيعميك عن انك تشوفنى و بيخليك بسهولة تقدر تتنازل عنى علشان تاخده منهم ، مش دا اللى هيحصل يا بابا ما ترد عليا مش دا اللى هيحصل لما يجيوا لهنا علشان يخدونى . اشاح رفعت بعيناه عنها يشعر بالخزى فكل ما تلقيه فى وجهه حقيقة حدثت و ستحدث ، تجمد رفعت حين وقع بصره على درجه الخاص مبعثر فوق الارض فهرع اليه مهملا ابنته التى انخرطت فى البكاء المرير ، و ركع امام المظروف يبحث بداخله بجنون عن مادته الم**رة و التفت بحدة الى ابنته و هو يقبض على المظروف بيده ، و قال بتوسل وعيناه ترجوها طمأنته يسئلها بصوت مهزوز و هو يفرك انفه بكف يده الاخرى :- - الــ الهـيـرروين فين أنتي ودتيه فين يا ياسمين ، قولي إنك شلتيه صح صارحينى وطمنيني إنك خبتيه وشلتى الـهـيـروين من الظرف علشان ميخلصش مش كدا ، ما هو مش معقول الكمية كلها اللي كنت عامل حسابي عليها تكفيني الفترة اللي هيغيبها حسين تضيع كلها . ----------------------------------
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD