bc

في قلب إبلـيـس

book_age16+
89
FOLLOW
1K
READ
friends to lovers
drama
city
first love
lonely
friends
victim
like
intro-logo
Blurb

لا ذنب لي في أن أكون ابنة ذاك الرجل الذي أضاع حياته و عمره إرضائاً لنزواته ، لا ذنب لي بأن أفقد حياتي بسبب ضعف نفسه ليكون هو مدمري بدلاً من أن يكون سنداً لي ، فوجودي معه جعلني أعيش! لا بل أقع من فوق حافة الخطر ، فصرت و كأني أحيا فوق بحر من الرمال المتحركة ، تبتلعني تارة و تلفظني تارة ، ليبعيني والدي ثمناً للحصول على ملذاته متناسياً أني فلذة كبدة الوحيدة ، فصـم أذنه عني و أغمض عيناه كي لا يراني و أنا أساق إلى مذ*حي، فجلس يشتم م**ره منتشياً بصوت صرخاتي ، ليغترف من دماء طُهري المستباحة و يبيع ، ليجعلني في النهاية أشعر بأني كماً بلا قيمة يبحث عنها رفقاء السوء خاصته للنيل مني ، فهل سيأتيني فارسي لينقذني من بين يدا أبي أم سيقف يشاهدني أنتهي كما شاهدني أبي من قبل ليأخذ بثأره هو الآخر مني.

chap-preview
Free preview
١- إدمان حد الخطر
أبيعك بيدى أهون من أن تنال منك النفوس المريضة سامحينى بنيتى فأنا أعلم أن لا ذنب لك و لكن ماذا أفعل بعد أن أغلقت فى وجهى كل السبل و لم يعد أمامى غيره قد ينتقم منك بسبب أفعالى و لكن مهما قسى انتقامه أعلم بقلبى أنه أهون من تركك بين ايادى تلك الذئاب فسامحينى، لا ذنب لي في أن أكون ابنة ذاك الرجل الذي أضاع حياته و عمره إرضائاً لنزواته ، لا ذنب لي بأن أفقد حياتي بسبب ضعف نفسه ليكون هو مدمري بدلاً من أن يكون سنداً لي ، فوجودي معه جعلني أعيش على حافة الخطر ، فصرت و كأني أحيا فوق بحر من الرمال المتحركة ، تبتلعني تارة و تلفظني تارة ، ليبعيني والدي ثمناً للحصول على ملذاته متناسياً أني فلذة كبدة الوحيدة ، فصـم أذنه عني و أغمض عيناه كي لا يراني و أنا أساق إلى مذ*حي، فجلس يشتم م**ره منتشياً بصوت صرخاتي ، ليغترف من دماء طُهري المستباحة و يبيع ، ليجعلني في النهاية أشعر بأني كماً بلا قيمة يبحث عنها رفقاء السوء خاصته للنيل مني ، فهل سيأتيني فارسي لينقذني من بين يدا أبي أم سيقف يشاهدني أنتهي كما شاهدني أبي من قبل ليأخذ بثأره مني. تسللت كعادتها بعدما أمنت نفسها و أرتدت نقابها ، غادرت المبنى تتلفت يميناً و يساراً و أخذت تسير و هي تدعو الله أن تمر تلك الساعات على خير ، كانت المسافة إلى وجهتها طويلة فأتعبها السير توقفت على جانب الطريق لتلتقط أنفاسها ، ضغطت فوق صـدرها لتهدأ من ض*بات قلبها المذعور الذي أخذ ينبض بقوة فأحسته سيغادرها هرباً مما هي فيه ، لمحت أحدهم يقترب منها فتملكها الفزع و أسـتكملت سيرها و هي تتلفت حولها يمينا و يساراً دلفت إلى المبنى المهجور لتصرخ بخوف حين أوقفها أحدهم و قد بدا على وجهه إمارات الشر ، تسارعت أنفاسها و هي تحدق به بخوف لتمد يدها المرتعشة إليه بالمال و ازدردت لــعــابــها و همست بصوت متحشرج مبحوح: - عـــ عاوزة تذكرة لو سمحت . -تطلع إليها بريبة و قد عقد حاجبيه فبدى لها و كأنه على وشك الفتك بها ، لتسرع و ترفع نقابها عن وجهها و تكشف عن ملامحها له ، لتطلق صــراح أنفاسها و تضــيف سريعاً: - أنا أنا من طرف الأستاذ رفعت . ما أن سمع الأسم حتى مد يده بجيب بنطاله و أخرج مظروف و أعطاه إليها و عيناه تلاحقها بنظرات نهمة و قال و هو يميل قليلاً نحوها: - لولا لحقتي نفسك و قولتي إنتي تبع مين كان زمانك دلوقتي بيتسلم عليكي بطريقتنا ، عموماً أتفضلي التــذكــرة أهي ، بس لو حابة تاخدي زيادة كله بتمنه و أنا جاهز أديلك اللي إنتي عوزاه لو لينتي دماغك شوية معايا ، و صدقيني هبـســطـك و أروقك و يمكن أديلك تذكــرتين بدل واحدة ، ها إيه رأيك يا جميل . تراجعت بذعر عنه و هي تهز رأسها برفض و أعادت النقاب لتخفي ملامحها و استدارت بعد أن أختطفت المظروف من يده و هرولت مبتعدة بخوف و أخذت تعدو دون توقف تشعر بأنه يتبعها ، أحست بأنها أشرفت على الموت خوفاً فأنهمرت دموعها بحزن لما وصــلت إليه حياتها ، و أستكملت سيرها حتى وصلت إلى البناية التي تقطن بها و صعدت إلى أعلى دون توقف بعدما أهملت المــصـــعد تماماً. نائم و ليس بنائم فجسده يحترق و انفاسه تتمزق لا يقوى على استنشاق نفسا واحد يشعر و كأنه يتحطم إلى نثرات من الزجاج التى تمزقه ، رفع أصابعه و ضغط فوق أنفه التى اشتعلت لاحتياجها لاستنشاق م**ره فض*ب برأسه على حافة الاريكة يهدأ الالمه المعذبه له ، لم يدرى ما السبب الذى جعله يستيقظ و يفتح عيناه و تطلع حوله فعلم أنها عادت حين وقع بصره على الشرفة التى اوصدتها و الستائر التى أسدلتها و الإنارة التى اطفأتها و أبقت فقط تلك التى يجلس بجانبها ، وقع بصره على ذلك المغلف الذى تركته أمامه على المنضدة فأتسعت عيناه و أضطربت أنفاسه و مد أصابعه المرتجفة إليه و هو ينظر إليه بلهفة يرى حجم المغلف الكبير فادرك أن الكمية تلك المرة مضاعفة ، فتحرك و ترك اريكته و ذهب إلى تلك الخزانة الصغيرة ليخرج منها قشته المفضلة التى صنعها بورقة المائة دولار و أخذ قطعة الزجاج البلورية المسطحة ، ليعود بخطوات مترنحة إلى الاريكة مرة أخرى و جلس يحدق بالمغلف ليتناوله بأصابعه المرتجفة و سكبه فوق سطح الزجاج و سحب تلك الســكين من جانبه ليبدأ فى تقسيم تلك المادة البيضاء إلى ثلاث صفوف ، و سحب القشة و انحنى برأسه و ثبت القشة فى إحدى فتحتى أنفه ليمنع الأخرى من التنفس بوضعه اصبعه عليها و استنشق المادة و رفع رأسه و أخذ يستنشق الهواء عدة مرات يتأكد من تغلغل المادة بداخله و وضع القشة ، و تراجع إلى ظهر الاريكة ليستند برأسه إلى حافتها و يغمض عيناه ينتشى بروية ، لم يدرك انه غفى مرة أخرى و لكنه أنتفض بحدة و نظر إلى سطح الزجاج ليرى مادة الم**رة كما هى فزفر بارتياح ، استند بجسده إلى الاريكة و وقف مترنحا و أخذ يتسند إلى الحائط حتى وصل إلى غرفتها و فتح بابها و وقف يتابع جلوسها كما تعود أن يراها جالسة فوق مقعدها بجانب النافذة ، فولج الى داخل الغرفة وارتمى بتـهالك ليجلس فوق حافة فراشها و حدق بها يشعر ان بها شىء مختلف. لاحظت إمعانه بالنظر إليها فأغمضت عيناها بألم فهى تكره دوما رؤيته بتلك الحالة من فقدان الإدراك و الإنتشاء ، فتحت عيناها و ألقت بعيناها تحدق به لتراه و قد تمدد فوق فراشها و غاب مجددا داخل عالمه الخاص ، فتركت مقعدها و اتجهت إليه لتسحب دثارها و وضعته فوقه و رتبته بعناية لتعود الى مقعدها من جديد تحدق بوجه والدها النائم لتفر من عيناها دمعة هاربة من حصارها بداخلها فهى تتألم لرؤيتها له هكذا ضعيفا ذليلا لذلك الم**ر الذى أضاع حياته و حياتها . --------------------------- و على جانب أخر من المدينة غادر البناية التي يقطن بها و أخذ يعدو و يسرع فى عدوه كمن يود لو يدرك شىء ما ، يستنزف قواه و هو يحث نفسه على ال**ود فشعر و كأن أنفاسه تشتعل بداخله ، توقف يلتقف انفاسه بعدما أحس بتمزق رئتاه فمال بجزعه إلى الأسفل و أسند كفيه إلى ركبتيه يحاول تهدأة أنفاسه و ض*بات قلبه المنتفضة ، تطلع حوله نظر إلى المارة السائرين بجواره و فجأة سمع صرير عجلات سيارة مسرعة جعله ينتفض بقوة و يترنح حتى خيل اليه انه يفقد اتزانه الكامل ، فأسرع أحد الاشخاص إليه و مد يده و اسنده فحدق به و شعر انه لا يراه ، لا يرى أيا من المارة و لا يسمع أى صوت غير صرير عجلات السيارة و اقتحمت صورتها حالة اللاعى التى اصبح عليها و هى تجلس بجانبه فى سيارته تضحك ببراءة على ما قاله شقيقها الصغير لينتبه فجأة إلى صوتها تصرخ برعب : - خلي بالك يا ابيه . أعاد عيناه ملتفتا بسرعة إلى الطريق أمامه فحاول أن يضغط فوق كوابح السيارة و لكنها لم تستجب اليه ، لتــصــدم سيارته تلك الحافلة المسرعة بأتجاهه و تنقلب السيارة بهم و اغمض عيناه و هو يري الدنيا تدور به مع انقلاب السيارة عدة مرات ليــصــمت كل شىء فجأة ، لم يدري كم لبث فاقداً للوعي و لكنه على يقين أن ذلك الألم الذي تمكن منه الأن هو سبب عودته إلى الحياة ، فحانت منه التفاتة الى جانبه ليرى شقيقته الصغيرة مغمضة العين و قد تناثر زجاج السيارة ممزقا بشرتها التي كانت تنزف بغزارة ليحدق برعب و ألم بعنقها الذي سكنته قطعة زجاج سميكة مزقت شريانها ، و حين حانت منه التفاته إلى الخلف ليتحقق من شقيقه لمحه طريح المقعد و قد اخترقت صــدره قطعة معدنيه لا يعلم من أين أتت ، لتبدأ الرؤية تغيم فى عيناه مرة أخرى و قلبه يرجف ببرودة رهيبة و تختفى الاصوات و الصور. أعاد صوت ذلك الشاب إليه انتباهه و هو يسئله بقلق : - يا أستاذ ممكن تكلمني ، حضرتك حاسس بايه طيب ممكن تيجى معايا على جنب بعيد عن ســـكة العربيات و أنا هتصل بالاسعاف حضرتك سامعنى . اعتدل جلال و وقف منتــصـــباً و هو يدعم جسده إلى ساعد ذلك الشاب و سحب نفسا عميقا و هز رأسه بعنف ليدير رأسه و ينظر إليه بإمتنان و قال ليطمن ذلك الغريب: - اطمن أنا بخير و شكرا ليك متقلقش أنا كويس تقدر تسيبنى دلوقتي أنا بيتى اساسا قريب من هنا . - ربت الشاب فوق كتفه بعدما رأى أنه أستعاد لونه بشرته و توازنه و قال: -"طيب تحب اوصلك للبيت أنا كدا كدا فاضى و مش ورايا أي حاجة على الاقل اطمن إنك وصلت بيتك بالسلامة ، بصراحة إنت وقعت قلبي لما شوفت واقف فنص الطريق و العربية جاية عليك و كنت زي ما تكون مش موجود فالدنيا خالص ، الحمد لله إنك بخير". - ابتسم له جلال و أومأ برأسه و سار بجانبه ليبدأ بينهما حديث تعارف و صداقة. --------------------------- - حلماً أخر يأتيها فيه بوجهه السقيم إبتسامته التي تمقتها و تدخل إلى نفسها النفور بكت خلال حلمها كما أعتادت و هي تراه يهاجمها ، لتستيقظ و أنفاسها تتلاحق لا تدرى لما تتخبط هكذا و كأنها تسقط من فوق جرف عال ، التفتت برأسها تحدق بفراشها تبحث بعيناها عن والدها و لكنها وجدته خال و لم يعد لوالدها اثر فى غرفتها ، وقفت ياسمين تدعم جسدها مستندة إلى مقعدها حتى أستعادت توازنها من ذلك الدوار للتذكر أنها لم تتناول أي طعام منذ يومين ، فغادرت غرفتها تبحث بعيناها عن والدها فى كل مكان ، و لكنها لم تجد له أثر ف*نهدت بيأس فأخذت طريقها إلى المطبخ و بحثت داخل البراد عن طعام فلم تجد أى شىء يسد رمقها و جوعها ، فأغمضت عيناها بيأس و شعرت بدموعها تحرق مقلتيها فتماسـكت لتمنعها من الفرار من حدقتيها فهى إن استسلمت لدموعها لن تتوقف ابدا عن سـكبها ، سحبت ياسمين عدة أنفاس تحاول أن تهدأ ذلك الإضطراب الذى سيطر على جسدها ، لتنتفض بذعر حين سمعت صوت جلبة بالخارج حبست ياسمين أنفاسها و وضعت يدها المرتجفة فوق شفتيها كأنها تخشى أن تخرج صوتا و أخرجت عنقها خلسة من باب المطبخ بهدوء تبحث بعيناها عن سبب تلك الأصوات ، فلمحت والدها يجلس و برفقة حسين رفيق درب السوء لوالدها فتراجعت مسرعة إلى المطبخ و بشرتها تكاد تقترب من البياض بشحوبها و قلبها يخفق بقوة و رعب ، تنعي حظها السيء لوجودها بعيدا عن أمان غرفتها ملاذها الحامى فلا أحد من أصدقاء والدها يعلم بوجودها هنا و هي لا تنوي كــسـر تلك القاعدة ، لفت ياسمين بعيناها تبحث عن مخرج دون أن يراها ذلك الحسين البغيض فلم تجد مفر فهي إن غادرت سيراها حتما و يقع المحظور ، تهالكت أرضا بجانب البراد تختبىء حتى لا يلمحها إن صدف و دلف إلى المطبخ و ما أن تسلل إلى اذنيها صوت خطوات تخطو صوب مكانها حتى أخفت عيناها بكفياها و أنتفض قلبها داخل ضلوعها كطير ذبيح لتتوقف الخطوات بالقرب من البراد أبعدت ياسمين كفيها ببطء ليقع بصرها على والدها فاستندت إلى الحائط و وقفت ليشحب وجه والدها بصدمة فأسرع إلى خارج المطبخ يحدق فى حسين ليطمئن لجلوسه بعيداً عن إتجاه المطبخ و تـــنـــهـــد حين رآه منهمكا فى اعداد بعض السجائر فالتفت إلى ابنته و قبض على ساعدها بقسوة و قال بصوت مرتعد خفيض: - ياسمين انتى ايه اللى خرجك برا اوضتك دلوقتي ، أنا مش منبه عليكي و قايلك متطلعيش من الاوضة إلا لما تبقى الدنيا أمان و محذرك تخرجي فالوقت دا بالذات . حاولت ياسمين تمالك ارتعاد جسدها فعلقها بات يرسم مئات المشاهد لأكتشاف حسين لوجودها هنا ، فكاد صوت شهقات فزعها تغادر حلقها لتضع كفها فوق فمها و هي تحدق بوجه والدها بخوف لتبعد يدها على مضض وتقول بصوت يكاد لا يسمع: - أنا كنت كنت عاوزة أعمل ساندوتش و حضرتك مكنتش موجود علشان تنبهني زي كل مرة . رفع والدها كفه و أخذ يفرك أنفه بقوة و عيناه تدور ما بين الجالس بالخارج و إبنته ليقول فجأة مسببا لها صدمة غير متوقعة: - بصي هو مافيش غير حل واحد و لازم تنفذيه إنتي لازم تنطى من الشباك بتاع المطبخ و تمشي على البرفيز و تمســكي بايدك فالشباك لحد ما توصلي لشباك الحمام و بعدها تمســكي في سور البلكونة بتاعتك وتدخليها و حاولي متعمليش أي صوت لما تدخلي أوضتك، يلا يا ياسمين إنتي لسه هتقفي تتف*جي عليا لحد ما يطب علينا هنا . هزت رأسها بالرفض لا تصدق أن والدها يريدها أن تخرج من تلك النافذة الصغير التى تقع بالدور العاشر و الأخير من البناية و أن تتسلق حافته لتصل إلى غرفتها و هى التى تخشى المرتفعات و الأماكن الضيقة. دفع يد والدها لها جعلها تفيق من شرودها و سمعته يقول بصوت خفيض يذكرها بخطورة الوضع : - إنتي عارفة لو حسين شافك هيحصل إيه أبوس إيدك يا ياسمين نطى من الشباك دا دا أرحم يا بنتي من لو شافك و راح قالهم و رحمة أمك الغالية تنطي . أجابته بصوت متألم حزين و جسدها يرتعد من تفكيرها بالأمر و قالت: - بس حضرتك عارف انى انى بخاف من المكان العالى و مش هقدر اتشعلق ، بلاش يا بابا و حياتى بلاش أنا أنا مش هقدر و ممكن أقع أو . اوقف والدها صوتها باصابعه المرتعشة حين كمم فمها و قال : - ياسمين صدقيني الشباك أهون مليون مرة منهم و إنتي عارفة ليه فيلا يا بنتي يلا . ازدردت ياسمين لــعــابــها و اغمضت عيناها لتستند إلى ذراع والدها و تصــعد على تلك المضدة الصغيرة أسفل النافذة لتفتحها و تدفع بجسدها الصغير إلى الخارج بدفع والدها لها حين حملها قليلاً لتصل إليها، ليرتطم الهواء البارد بجسدها و ازداد ارتجافها فحانت منها نظرة الى الاسفل بعيناها ، لتتشبث بقوة بحافة النافذة و ما ان تماسكت بحافتها حتى وصل إلى سمعها صوت حسين ينادى والدها ، ليسرع والدها بدفعها مرة أخرى لتبعد يدها عن حافة النافذة و أغلق زجاجها لتلتــصــق ياسمين بجسدها إلى الحائط تشعر أن الارض تقترب منها فكتمت أنفاسها و هي تسمع الرجل يقول: - إيه يا عم رفعت ليك ساعة بتجيب لي شمعة و معلقة علشان اظبط السجاير، إيه إنت بتعمل عندك كل دا . أسرع رفعت و سحب تلك الشمعة التى وضعتها ياسمين فوق الطاولة الصغيرة و الملعقة الخاصة بوالدها و الفتت إلى حسين الذي أخذ يجول بعيناه بريبة في المطبخ ليرتعش رفعت و يقول : - معلش بقى يا حسين الواحد من كتر ما بينسى بيحس انه مش شايف مكان الحاجة يلا بينا علشان تظبط لنا القعدة و الدماغ ، أحسن خلاص أخر دماغ كنت عاملها راحت و حاسس بالتعب . و سحبه رفعت الى خارج المطبخ و قلبه ينتفض بقوة يدعو أن تصل ابنته إلى غرفتها بأمان ، و في الخارج كافحت ياسمين رعبها من الاماكن المرتفعة لتسير بخطوات بطيئة على الحافة الرفيعه و تشبثت بنافذة المرحاض و تخطته بعد عناء ، لتتمسك بحافة شرفتها بيداها و كأنها وجدت طوق نجاتها و رفعت جسدها المرتجف بقوة و تسلقت سورها، لترتمى فوق أرضها منكمشة حول جسدها تحاول ان تنسى تلك التجربة المريرة و ما كادت تـهـدأ حتى هاجمتها اصوات عديدة فرفعت يداها لت** اذنيها عنها و هى تزداد انكماشا على أرض الشرفة. تناسى رفعت أمر ابنته ما أن اندمج مع ضباب تلك السجائر التى أعدها حسين رفيق السوء و صديق المزاج، ليخرج حسين تلك اللفافة التي تحتوى مسحوق ال*****ن و مررها أمام عينا رفعت و قال : - ها يا رفعت مش هتقولى بقى مخبي مين فالاوضة اللى هناك دى و بتقفلها ليه دايما لما بنيجى نقعد سوا، و لا أنت مش عاوز التذكرة النهاردة ، على فكرة دى ببلاش تمنها انك تعرفى سر الأوضة المقفولة بالمفتاح و مش بترضى اننا ندخل نقعد فيها . تلهف رفعت لاخذ اللفافة و هو يحدق بها بعيون زائغة و مد يده ليأخذها من بين أصابع حسين إلا أن الاخير ابعدها عنه و هو يقف و قال و هو يحدق بباب الغرفة : - هات المفتاح الأول و أنا اد*ك التذكرة دي ، و لا اقولك أنا هديلك تذكرتين بحالهم، بس هات المفتاح علشان اشوف بنفسي اللي جوا الأوضة . ازدرد رفعت لـعـابــه و هو يفرك انفه و يحكها بقوة و بادل نظرة ما بين الغرفة وحسين ليمد يداه و يسحب ذلك المفتاح من جيب بنطاله فابتسم حسين بسخرية و هو يلقي لفافة ال*****ن إلى رفعت ارضا و يسحب المفتاح منه متجها إلى الغرفة، فتح حسين الغرفة و اضاء مصباحها و زوى حاجبيه حين وجدها خاوية فزفر بحنق و التفت إلى رفعت الذي اسرع يستنشق م**ره ليترك باب الغرفة مفتوحا على مصراعيه و يعود خاوى الوفاض إلى مقعده و عيناه تتابع الغرفة بين الحين و الآخر . افاقت ياسمين من حالة اللاوعي التى سيطرت عليها و اعتدلت و استندت إلى حافة السور تدعم جسدها لتقف و عبست ما أن شاهدت ضوء الغرفة المضاء، فخطت الى داخلها لتتراجع بحدة حين رأت بابها مفتوح و صوت والدها وحسين بالخارج فالتصـقت ياسمين بحائط الشرفة خشية أن يشعر بها رفيق السوء حسين . --------------------------- أعتدل جلال فوق مقعده يحدق بيامن يفترس ملامحه بعينان كالصقر يفكر بشك هل مقابلته ليامن كانت من باب الصدفة البحتة ؟ أم انها مدبرة ككل شىء فى حياته ؟ ففى الآونة الأخيرة كثرت الصـدف التى حاول العديد من الاشخاص استغلالها للدخول الى حياته و اقتحام اسواره الحصينة التى ابعد بها الجميع عنه، فهو اصبح كالبحر المظلم امامهم يريدون سبر اغواره و معرفه ما فى اعماقه خاصة بعدما خسر والده جميع شركاته ، و عاد هو ليقف بينهم من جديد كأن ض*باتهم المتلاحقه السابقة لم تؤثر به و لم تضعف من ارداته ، حاول جلال طرد كل الذكريات التى اخذت تتدافع بقوة لتحتل عقله و تزيد من ريبته ليترك مقعده و يتجه صوب يامن و يقول : - مقولتليش يا يامن إزاي واحد خريج هندسة حاسبات و تبقى مش لاقى شغل لحد دلوقتى ، يعنى أنا أعرف إن بتوع الحاسبات دول مطلوبين دايما طالما كفاءة و عندهم خبرة و لباقة زيك فالكلام . زفر يامن بضيق و هو يتذكر خيباته المتتالية فقال بصوت ممتليء بالخيبة و الحزن : - تقدر تقول عني إني أنتقلت من خانة المنحوسين و بقيت النحس نفسه . حدق جلال بوجهه بدهشة و قال بلهجة شابها التــهـكم لظنه بأنه مدسوس عليه: - و هو في حد بيعترف على نفسه و يقول إنه نحس مش شايفها غريبة . هز يامن رأسه بالنفي ليزفر أنفاسه بضيق و يفصح عن مقصده و قال : - ما هو أنا مش بقول على نفسي كد من فراغ للأسف دا بعد تجارب كتيرة يا جلال ، هقول إيه طيب و أنا كل ما اروح مكان و أقول خلاص هو دا مكان أكل عيشي و شغلي الدايم مكملش فيه كام شهر و اسيبه . -ضيق جلال عيناه و نظر له بفضول و دهشة و قال : - و تسيبه ليه هو في حد لاقي شغل الايام دي . مسح يامن على وجهه بكف يده ليطرد إحساسه بالفشل الذي أصبح يطارده و قال : - عارف يا جلال أنا فى شركتين متخيلتش ان رجليا بس ممكن تخطيهم اساسا مش اشتغل فيهم و لما أشتغلت كنت بتقي الله فشغلى بس للأسف مستمرتش فيهم ، أظنك عارف شركة البيونتو أهي دي قعدت فيها سنة و سبتها لما وقع تحت ايدى ملفات بالغلط عن صفقات مش و لابد ، و لما عرفوا إني شوفت الملفات ضيقوني و بقوا يحفروا لي كل حفرة و اختها من اللي بتودي ورا الشمس زي ما بيقولوا ، قمت قايل و على إيه أخدت بعضي و طلعت للمدير أصل إنت استحالة تقابل صاحب الشركة إلا لو كنت حد من المراكز و .

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

أنين الغرام

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.9K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook