صفقة زواج.

3001 Words
احتلت ملامح الصدمة وجه ياسمين لما آل اليه الوضع من سوء لا تصدق أن يهمل والدها كل ما قالته و هى تبحث لديه عن قبس من الامان ، ليحدثها عن ذلك السم الذى سمم به حياته و حياتها بالكامل ، اعتدلت ياسمين فى وقفتها و شمخت برأسها و اجابته بصوت جليدى :- - ابقى اسئل الراجل اللى دخل من البلكونة راح فين اللى كان فالظرف ، انما متسئلنيش انا و عموما متقلقش كلها شوية و يجيوا صحابك و يدولك غيره بدالى . تركته ياسمين و ابتعدت و هى تشعر بالاختناق من وجودها بالقرب منه ، ليلاحقها رفعت بعيناه يحدق تارة بالمظروف و تارة بها ، لتتسع عيناه و هو يدرك معنى كلمات ابنته و انهار ارضا و هو يكور المظروف و يهز برأسه لا يصدق ما حدث ، ليقف فجأة و ينظر الى باب شقته و يتجه صوبه هابطا تلك الدرجات القليلة و طرق باب شقة شادى و لم تمض ثوان حتى فتح له شادى ووقف يطالعه بقلق فخفض رفعت رأسه و قال بصوت خفيض :- - هو ممكن اتكلم معاك شوية يا ابنى . اومأ شادى و ابتعد عن مدخل الباب و قال :- - اكيد طبعا اتفضل يا عمي . تبع رفعت خطوات شادى و جلس بحرج على اول مقعد صادفه و كاد ايمن ان يخرج من الغرفة ، و لكن ما ان وقع بصره على رفعت حتى تراجع و اغلق الباب تاركا لهما الحرية ، حاول رفعت ان يجد صوته ليتحدث و لاحظ شادى اضطرابه و حركاته اللارادية التى يفرك بها نفسه ووجه و كيف يضغط على كفيه ، فابعد عيناه عن كفيه و نظر الى وجهه ليأتى صوت رفعت يقول :- - انا كنت محتاج انزل اروح مشوار بس بعد اللى حصل بقيت خايف انزل و اسيب ياسمين لوحدها لأحسن حد يهجم على الشقة تاني لما يشوفني نازل ، فلو يعنى ممكن اخليها تيجى تقعد معاكم هنا لحد ما اخلص مشوارى و ارجع . حملق شادى فى وجه رفعت بدهشة فهما لم يسبق لهما التعامل سويا من قبل ، فكيف له ان يثق به لهذه الدرجة ليدع ابنته بمفردها معه وهو شاب غريب عنه ويعيش بمفرده ، ازدادت حيرة شادى تجاه سلوك والد ياسمين و لكنه نحى كل ما يشعر به جانبا و قال :- - انا بشكر حضرتك لثقتك فيا و بوعدك انى اخلى بالى من ياسمين واحافظ عليها لحد ما حضرتك ترجع على خير من مشوارك . وقف رفعت وحدق بوجه شادي وشكره ب**ت فهو يدرك حمق طلبه و لكن لم يعد بيده شيء يفعله غير ذلك ، و غادر رفعت دون اى يضيف اى حديث و عاد إلى شقته ، و وقف للحظات يحدق ببابها و حاول اغلاقه و لكنه فشل تماما فتركه و اتجه الى غرفة ابنته ووقف امام بابها بحرج و نظر اليها ليراها تجلس فوق ذلك المقعد و قال :- - ياسمين حضرى نفسك انتي هتنزلى تقعدي عند شادي جارنا تحت ، الشاب اللى كان هنا من شوية لحد ما اروح مشوار و ارجع . التفتت ياسمين برأسها اليه تحدق به بريبة و شك و تطلعت الى ساعة الحائط خلفه و عادت بعيناها اليه و قالت بتهكم :- -وهو إنت هتلاقى حد فاتح الساعة اربعة الفجر علشان تنزل تشترى منه علاجك يا بابا . نـكـــس رفعت رأسه و قال بحرج بعدما ادرك سخريتها :- - لا أنا أنا مش رايح أجيب العلاج بتاعي ، انا رايح مشوار مهم و لما ارجع هاجى اخدك بنفسى من عند جارنا يعنى اوعى تطلعى هنا من غير ما اكون معاكى . دهشت ياسمين من نفيه لحديثها و احست بالفضول لمعرفة وجهته فتركت مقعدها ووقفت و حدقت به و قالت :- - رايح فين بدرى كدا يا بابا و ايه المشوار المهم دا . زفر رفعت و هو يحك جسده بقوة و قال بعصبية بعدما شعر ببداية حاجته للم**ر :- - يووة انتي ملكيش فيه و بعدين انا اللى اقوله تسمعيه و تنفذيه من غير سؤال و يلا روحي جهزى حالك علشان اسلمك بنفسى لجارنا . رحب شادى و ايمن بياسمين و اشار لها شادى على احدى الغرف و قال :- - الاوضة اللى هناك دى ماما لما بتيجى من البلد بتقعد فيها علشان ليها حمام لوحدها ، و المفتاح بتاع الباب هتلاقيه من جوا ادخلى ريحى فيها بس متقفليش قبل ما اجيبلك فطارك تاكليه و تشربى العصير و تنامى ، لانى هنزل انا و ايمن نروح الكلية و انا هسيب لك موبايلى هبقى اتصل اطمن عليكى من رقم ايمن ابقى ردى عليا و طمنينى و لو احتاجتي لأي حاجة كلميني هتلاقيني عندك فثواني . ---------------------------- سار رفعت بخطوات مهتزة دون ان يلحظ ذلك الذى تتبع خط سيره ، لشروده و تفكيره فى صحة ما ينتوى الاقدام عليه و فعله ، حاول ان يثنى نفسه و لكنه لم يجد سبيل امامه غير ذلك حتى و ان دفع حياته ثمنا ليوافق هو على طلبه . وصل الى البناية التى يقطن فيها بعدما تذكرها بمشقة لنسيانه بعض التفاصيل و غيابها عن عقله بسبب ادمانه ، وقف رفعت امام باب البناية ليستوقفه احد الامن بعدما شعر بالريبة لهيئته و تصرفاته و قال له بصرامة :- - واقف هنا ليه اتفضل امشى من هنا لو سمحت . ازدرد رفعت لعـابـه و هو يتلفت حوله بقلق ليزداد شك حارس الامن فيه فاشار الى زميلة ، ليقفا امام رفعت يرمقانه بتوجـس لاحظهما رفعت و نظر الى يده المرتجفة بقوة و ادرك ان تفكيرهما الخاطىء عنه فى محله ، بمظهره هذا و لكنه لن يستطيع العودة الا بعد ان يتقابل معه فتقدم منهم خطوة و قال :- - انا جاى علشان عاوز اقابل الاستاذ جلال نور الدين . حدقا به بدهشة ليقول احدهما :- - بقى جاى الساعة خمسة و نص الصبح و عاوز تقابل الاستاذ جلال ، و هو دا وقت زيارات يا راجل انت . زفر رفعت بحدة فهو يريد ان ينتهى من ذلك الامر قبل ان تظهر عليه اى اعراض أو تشتد ، فيتحول الامر معه الى كارثى نظر لهما بضيق وبفارغ الصبر قال باضطراب :- - انا انا عارف انه بدري بس كمان عارف أن جلال بيصحى بدرى علشان شغله ، بص اتصل بيه انت و بلغه ان رفعت الخطيب عاوز يقا**ه ضرورى قوله رفعت يسرى الخطيب هو هو يعرفنى كويس . اشار الحارس لزميله و اتجه الاخر الى الهاتف و ضغط على رقم شقة جلال و ابلغه بما حدث ، لم يصدق جلال اذنيه هل ذكر الحارس اسم رفعت حقا ام انه توهم و تخيل ، أغمض جلال عيناه و قبضته تشتد حول سماعة الهاتف يضغط عليها بغضب و قال بصوت جليدى صارم :- - انا مش عاوز اقابل حد و البني ادم دا لو جه تانى اطلب له الشرطة على طول فاهم . حملق الحارس فى وجه رفعت و تعجب لرد جلال الصارم ، فهو دوما يحدثهم باللين و المودة و كاد يغلق الهاتف ، و لكن صوت صياح جلال جعله يعيد السماعة الى اذنه و استمع الى جلال يخبره ان يسمح لرفعت بالصعود الى شقته ، رافق الحارس رفعت حتى باب الشقة و لازمة حتى استقبله جلال و اشار له ليدع رفعت و يذهب ، رمقه لوهلة و اهمله جلال امام الباب و استدار عنه بلامبالاة ليتبعه رفعت و هو يشعر بالرهبة ، فتلك هى المرة الاولى ان يتواجه هو و جلال منذ ذلك اليوم المشؤم جلس جلال فجأة و وضع ساقا فوق الاخرى و حدثه بفتور و قال :- - جاى عايز إيه يا رفعت بعد السنين دى . ازدرد رفعت لـعـابـه عدة مرات و ضم كفيه ليوقف ارتجافه و لكنه لم يستطع ، فرفع اصابعه و فرك انفه بعصبية و نظر الى جلال و قال بصوت مرتبك :- - انا اصل يعنى كنت جاى علشان علشان عا عايـــــــ . تطلع اليه جلال بشماته و نظر الى هيئته ليدرك المدى الذى وصل اليه ادمانه ، فأخرج رزمة من المال من جيب بنطاله و لوح بهما امام وجه رفعت و قال :- - ايه م**وف تقول انك جاى تشحت علشان معكش حق الكيف ، متت**فش يا رفعت اطلب منى عادى ما انا زى ابنك و لا ايه يا يا عمي مش انت بردوا كنت فمكانة عمي و لا انا غلطان . احمر وجه رفعت حرجا و تابع يد جلال القابضة على المال ، ليراه يقف فجأة و يتجه الى احد الاركان مواليا له ظهره و سحب شيئا ما و استدار و هو يلوح بقداحة اشعلها جلال و قرب شعلتها من رزمة المال لتشتعل امام نظر رفعت رافقها صوت جلال يقول :- - انا عندى استعداد احرق كل فلوسى و لا انى امد لك ايدى بميلم ، عارف يا رفعت انا لو شوفتك بتموت ادامى و فايدى انى امنع الموت عنك ، هبعد و اكتف ايدى و اسيبك تموت ادامي زى الكلب و مش ههتم بيك و لا انت هتصعب عليا ، إنت اللي زيك حلال فيه إنه يموت مش مرة واحدة لأ ، إنت مفروض تموت مليون مرة . تابع رفعت اشتعال رزمة المال باسف و لكنه ابعد عيناه عنها و قال غير مبال ما بما سمعه من اهانة :- -انت معاك حق تقول اكتر من كدا بس لو انا جيت لك اطلب منك حاجة ليا ، اقولك ساعتها ابقى اعمل اللى انت عاوزه فيا حتى لو هتقتلنى ، و ابقى ارمينى زى الكلب زى ما قولت عنى ، بس انا مش جاى اطلب منك حاجة لنفسي ، انا انا جاى لحاجة تانية خالص هى خدمة هتقدمها بس مش ليا أنا دي دي . تجهم وجه جلال و نفض عن يده المال المشتعل و اغمض عيناه يحاول تمالك غضبه و حنقه من ذلك الرجل المتبجح فاستدار عنه و قال :- - و انا معنديش أي استعداد إني اقدم لك اى خدمات و لا حتى اخدم حد من طرفك و لعلمك أنا لو أطول أولع فيك بدل الفلوس دي كنت عملت كدا ، بس أنا مش عاوز أوســخ إيدي بواحد زيك . شعر رفعت بالعجز امام موقف جلال الصارم فهو لا يعطيه اى فرصة ليستمع الى طلبه ، و احس ان البساط يسلب من اسفل قدميه فتقدم خطوة من جلال و قال بتوسل :- - ارجوك يا جلال اسمعنى و ادينى فرصة افهمك ، ارجوك انا انا عارف انى مستحقش منك اى حاجة ، بس بس هى ملهاش ذنب هى هى غيرى خالص و انا حقيقى مش شايف غيرك ادامى الجأ له فارجوك ادينى فرصة أقولك اللي عندي . التفت اليه جلال عاقد الحاجبين يحدجه بنظرات غامضة ، فقد استوقف عقل جلال كلمة هى ، لاحظ رفعت شرود جلال فقرر ان يسرع بابلاغه بما عزم عليه و قرره فضغط على كفيه و قال ليصدمه :- - انا عندى بنت و عاوزك تتجوزها يا جلال . جحظت عينا جلال امام تصريح رفعت فود لو يطبق على عنقه ليزهق روحه فقال و هو يضغط على اسنانه بغضب :- - انت اتجننت رسمى يا رفعت بقى جاى تطلب منى اتجوز بنتك ، يا بجحتك عاوزنى انا جلال نور الدين اتجوز بنتك انت يا شمام ، فوق يا رفعت انت بتطلب المستحيل . فرك رفعت انفه و حك ذراعه لشعوره بالالم و اهمل رفض جلال المهين و زاد الامر اهانه الى نفسه بقوله :- - طيب بلاش تتجوزها رسمى اقولك اكتب عليها بورقة عرفى بينك و بينها و انا موافق و خبيها علشان محدش يعرف انها مراتك ، و ابقى اتجوز براحتك عليها مش مهم هى مش هتقولك لأ متقلقش منها أرجوك . اتسعت حدقتا جلال لا يصدق مدى الدناءة التى وصل اليها رفعت ، و نظر اليه و هو يشعر و كأن أنفاسه باتت فى ص*ره كالمحرقة و يغلى مرجل غضبه يكاد ينفجر بسبب ذالك الماثل أمامه ، فقال من بين أسنانه فى محاولة منه لكبت ما يشعر به ليستوضح إن كان ذلك الرجل يعى مطلبه :- - أنت واعى لكلامك يا راجل إنت يعني أنت طبيعى ، و لا الم**رات لحـسـت عقلك علشان أصدق إنى سمعتك بتقول الكلام دا . أطرق برأسه أرضا يخفى خزيه و ذلته فهو السبب فيما آلت إليه الأمور ، أفعاله و تاريخه الأ**د يحطوا من سمعته و قدره فما عاد أحد يقبل أن يراه فى طريق أو يذكر حتى إسمه ، رفع رفعت رأسه مرة أخرى و نظر إلى جلال ليرى عنفوانه و كبريائه الذى لا يمس ، و تمنى لو كان مثله رغم فارق العمر بينهما ليـتـنـهـد أخيراً مخرجا نفسا آخر بإنكـسار محاولا إثبات صحوته ، فليس أمامه غيره هو وحده من يستطيع فعل ما يريد رغم أنه يدرك أن بطلبه هذا يهينها و يحط من قدرها و ينزع عنها رداء كرامتها و سترها ، إلا أنه لا يرى غيره هو فقط من يستطيع ، تن*د ليطرد آخر تردد بداخله يتنفس رغم صعوبة إلتقاطه لأنفاسه و قال :- - أنا لأول مرة أبقى واعى لنفسى و عارف كويس أنا بقول إيه . حدق به لا يصدق كل ما قاله لا يصدق أن تصل الدنائه بأحد ما إلى هذا الحد الذى يكون الموت أشرف كثيرا من الوقوف هكذا بمذلة و خزى ، نـهر نفسه بعنف يتسائل كيف سمح لنفسه ووافق منذ البداية على مقابلته ليته لم يهن نفسه برؤيته لذلك الرجل العار تماما على جنس الرجال ، شعر أنه بوقوفه معه أكثر يهين رجولته و يلوث نفسه و يلحق بسمعته العار فأستدار ليصرفه و هو يقول :- - لو سمحت كفايا أوى لحد كدا و أتفضل مقابلتنا إنتهت أنا أساساً غلطان إن سمحت لك تطلع لهنا . جحظت عيناه بذعر يهز رأسه بعنف لا يصدق أنه يرفض طلبه لترتفع وتيرة أنفاسه بحده و أصبح شهيقه مؤلم يحرق ص*ره و يلهب قلبه ، فأغمض عيناه يحاول طرد صورتها من مخيلته بعد أن رفض طلبه يفكر فيما سينال منها إن علم الآخرون بأمرها ، رفع يده و ضغط على قلبه الذى بات ينبض بضعف فأزدرد ل**به و قال بتلعثم ليدرك أن ما سيقوله هو القشة الأخيرة التى ستقضى عليه تماما و يودع بها آخر أوهام رجولته :- - طب لو لو مش موافق على طلبى يبقى أ أقبلها هبة منى ليك ، و خليها عندك مم مما ملكت أَيمَانك . -------------------------- انهى ممدوح اتصاله و اسرع خارج مكتبه و ارتقى درجات السلم الداخلى لشقته و اندفع الى غرفة ابنه و صاح بسعادة و قال :- - لاقيتها لك يا أمير لاقيتها لك يا حبيبي خلاص اللي بتتمناه هتعمله علشان ترتاح . أنتفض أمير من فوق فراشه و هو يتلمس عصابه عينه و حدق بوجه والده بشر و قال :- - معقول لقيت ياسمين . اومأ ممدوح و هو يلاحق انفعال ابنه و قال :- - ايوة يا أمير لقيت ياسمين زي ما وعدتك . **ت ممدوح ثم ربت على كتف ابنه و اردف :- - يلا يا أمير مش عاوزين الوقت ي**قنا يلا قبل ما تختفى تانى إحنا لازم هنهاجم دلوقتي . ابتعد أمير بشرود عن والده و اتجه الى خزانته و أخرج منها علبه مستطيلة فتحها و اخرج منها سكينا مدببا ملوث بدم جاف و التفت الى والده و قال :- - متخافش يا بابا طالما مكانها أتعرف خلاص فهي مش هتلحق تختفى تانى ، و المرة دى أنا لازم اخد منها حقى و لو هربت هجيبها طالما خرجت من جحرها خلاص و بانت . **ت أمير و هو يتلمس من جديد تلك العصابه التى تخفى اصابه عينه اليمنى و هو يبتسم بشر و بين أصابعه ذاك الخنجر و يقول : -أخيراً هتبقي تحت إيدي تاني و هرد لها كل اللي عملته . ---------------------- فى تلك اللحظة و بداخل شقة جلال كان الصراع النفسى الذى يخوضه جلال داميا بداخله ، فكم ود لو يطبق حقا على عقنه ليزهق تلك الروح النجسة التى تسكن ذلك الجسد العفن و لكن نفسه عافت ان تمسه ، رماه جلال بنظرة استحقار و هو يسير صوب باب شقته ب**ت يفتح بابها و قال بصوت جليدى ينهى به كل شىء :- - اطلع برا يا رفعت و اياك تخلينى اشوفك تانى ، و صدقنى انا كدا اكرمتك اوى انى سمحتلك تدخل بيتى من الاول ، اطلع برا بدل ما اتصرف معاك تصرف تانى يخلينى احتقر نفسى انى نزلت لمستواك . وصل يامن في نفس التوقيت الذى القى جلال كلماته في وجه رفعت فوقف و قد تملكه الحرج لحضوره ذلك الموقف بين جلال و ذلك الرجل الذى بدا على وجه الخزى و الانكـسار ، فحاول ان يتراجع حتى لا يزيد الموقف حرجا و سوءا بوجوده و لكنه تجمد حين استمع الى كلمات الرجل المتقطعة التى وجهها الى جلال و هو يركع ارضا اسفل قدمى جلال بذله :- - ابوس رجلك يا جلال طب لو مش عاوز تتجوزها هجيبهالك تخدمك هى هى مش هتكلفك اى حاجة ، و مش هتسمع لها صوت و لا تشوف لها خيال بس و حياة الغاليين اللى راحو منك توافق ، ابوس رجلك يا ابنى بلاش تخلينى ارخصها اكتر من كدا دي بنتي متستحقش منى دا ، صدقنى و الله بنتى متستحقش ان واحد زى يكون ابوها لانى اول واحد غدر بيها ارجوك انقذها منى قبل ما اضيعها زى ما ضيعت امها . تجلدت ملامح جلال اكثر و سحب ساقه من بين ذراعى رفعت و ابتعد عنه و قال :- -انا عمري ما شوفت انسان حقير زيك بص يا رفعت انت ادامك دقيقة واحدة لو ممشتش من هنا انا هسلمك للامن و هو يتصرف معاك بمعرفته . غزا الالم جسد رفعت و تفاقمت حالته فأخذ يتلوى بألم أمام عينا جلال الساخطة و نظرات يامن المصدوم مما رأه و سمعه ، و لمحه يامن الذى نفض صدمته ذلك المدعو رفعت يخرج من جيبه صورة ممزقة الاطراف و مد بها اصابعه المرتجفه و هو يضغط باصابع يده الاخرى على جانب عنقه الايمن و كتفه و سمع صوته المتألم و المتهز بقوة يقول :- -ابوس ايدك يا جلال بلاش تذلني اكتر من كدا ، طب بص دي صورة ياسمين اهى خد شوفها و انت هتعرف قد إيه بريئة ، شوفها ازاى طيب و الله دى دى فيها كتير من نورا اختــ . لم يستطع جلال الاستماع اليه و هو يلفظ اسم شقيقته المتوفاه فثارت ثائرته و عاد مسرعا إلى رفعت ودفعه إلى خارج شقته بقوة و هو يصرخ بوجه بعنف :- - أخرس متوسخش اسم اختى على ل**نك و اياك تشببها ببنتك ، اللى اكيد ورثت عنك وساختك اسمعنى يا رفعت و لاخر مرة اياك تفكر تقرب من اى مكان انا فيه فاهم . قذفه جلال بكلماته الغاضبة و اغلق الباب بوجهه بقوة ارتجت لها الحوائط ، و انتفض على اثرها يامن الذى تمنى لو يختفى الان من امام انظار جلال ، فخفض عيناه ارضا ليقع بصره على تلك الصورة التى كانت بحوذة رفعت و انحنى ليلتقطها ، و رأه جلال فتقدم منه و سحبها من بين اصابعه قبل ان يلقى يامن ببصره عليها و هم ان يمزقها بغضب أعمى ، لتتجمد اصابعه على الصورة و هو يحدق بها بصدمة ، ليتحرك مبتعدا عن يامن الذى تابع تصرف جلال الغريب و جلس جلال اخيرا على مقعده و عيناه تمعن النظر في تلك الملامح لا يصدق انها هي تلك الفتاة التى غزت احلامه و ارهقت عقله بحثا عن هويتها لتغيم ملامحه لاداركه انها ابنة رفعت التي طلب منها أن يتزوجها . -----------------------
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD