الفصل السادس
بعد ٣ شهور
انتهت ميلا من الإعلان الجديد و حان وقت عودتها للمنزل مع مديرة أعمالها لوكا لقد تغير الكثير في ٣ أشهر التي سبقت أعمال بلا كلل أو ملل و البارون نفذ كلامه و اختفي كما لم يكن موجودا حتي مارك ليس هنا
و قد اقترب عيد الميلاد أو الكريسماس كما يدعونه و هي ستقضيه مع والديها فقط كالعادة دون مارك أو غيره
- ميلا
نظرت لمديرة أعمالها التي تناديها منذ ساعات بينما هي غارقة بالشرود والتفكير
- ماذا هناك لوكا ؟؟!!!
لوكا بجدية و هي تعدل وضع نظاراتها
- لقد تحدث معي السيد أنطون لنذهب لحفلته كضيوف شرف بعد نجاح الاعلان و هي فرصة جيدة للحصول علي المزيد من الاعلانات
اسندت رأسها علي النافذة بتعب
- لقد تعبت اليوم و أريد النوم
لوكا بعدم اهتمام
- الحفل أهم و ما سنجنيه أكثر أهمية
اضطرت ميلا للذهاب للحفل متذمرة لم تعد حياتها كالسابق و لم تعد الراحة خيارا متاحا لقد صارت الحياة مجرد مال و عمل فقط بشكل سخيف
اقترب منها أنطون يرحب بها لكن هذا لم يكن بالشىء الهام مقابل ذاك.....
وقف علي المنصة يبتسم مجاملة و هي يتذكر كلمته التي سيلقيها اليوم عليهم بمناسبة نجاح إعلانه الجديد و الذي تفوق علي ميلا
- هذا النجاح يرافق خطبة.... كارا وافقت علي الزواج مني و تلك الهدية خاصتها

و الخاتم

البسها الخاتم والسلسال أمامهم و أمام عينيها لدرجة أمسكت يد أنطون بقوة حتي لا تسقط أرضا بينما عينيها عبرت بوضوح عن الرفض و الصدمة في تخطيه لوجودها بتلك السرعة دون اهتمام بها
أنطوان بتعجب منها
- ميلا الجميلة ما بك ؟؟!!!!
نظرت له بتشوش
- أل**
أنطوان بسرعة قبل أن ينتبه أحد لها
- تقصدين البارون لقد صار لديه خطيبة يجب أن نهنئه فقد عملتي معه سابقا بالاعلان
اقترب منهما البارون و هو منتبه لها منذ دخولها القاعة الرئيسية لكنه تجاهل وجودها تماما قبل أن يفجر مفاجأته التي يدرك أنها بداية لطريقه الطويل
- ميلا جونسون فتاة الاعلانات هنا
$$$$$$$$

لم يستطع إزاحة عينيه عنها تلك الصغيرة الجميلة زوجته الرائعة التي يعشق رغم مرور وقتا بينهما لكنها خائفة من والدها و حتي الآن لم يعترف بحبه لها
إيفرلين بتذمر
- مارك أريد الرقص
رفع يده لها بنبل
- صغيرتي تفضلي
&&&&&&&&
- لو سمحتم لي سأذهب للمرحاض
انطلقت ركضا للمرحاض دون النظر لهم أكثر ما تريده هو الاختباء و البكاء دون توقف تشعر أنها لا تتنفس بل هناك شيئا جاسم علي ص*رها لا تستطيع إزاحته حتي فقد كانت الصدمة أكبر منها
وقف أمام المرآة تغمر وجهها بالماء تحاول التنفس الذي لم يعد موجودا منذ ذاك الخبر المشؤوم لكن بلا فائدة تذكر
انتبهت علي وجوده بالمرحاض معها بعد اغلاقه الباب و تأكده من عدم وجود أحدهم داخله لتنظر له بلوم
- مبارك الخطبة
أل** بسخرية و هو يري دموعها التي تغرق وجهها
- ليس عليك البكاء فرحا لأني وجدت من تحبني و تكتفي بوجودها معي عن العالم و عما يحويه
أشاحت بوجهها لتنظر للمرآة من جديد و هي تمسك الحوض بقوة
- ربما سعيدة لأجلك و لأن حياتك بخير و تسير علي ما يرام لا ينقصها شىء مطلقا و لا حتي وجودي بها
كان يعلم أنها تكابر فقط فمشاعرها واضحة له لكنه يريد الضغط عليها لتجده يدير وجهها حتي تنظر له
- تبدين رائعة و قد حققت كل أحلامك الشهرة و المال و الكل الآن يركض خلفك لينال رضاك لقد تحول لحقيقة ملموسة لكن عينيك لا تبدو سعيدة جدا بهذا التطور
تريد الصراخ عاليا به لا تثر أعصابي أكثر من هذا هو لا يعلم أنها منذ تركته لا تمر لحظة لا تتمني رؤيته أو إلقاء نفسها بين ذراعيه و لينتهي كل شيء عندها لا يعلم أنها تتذكر كل حرف و كل كلمة نطقت بها تلك الشفاة التي وعدتها بالكثير و الكثير
سقطت عينيها علي الخاتم الذي بيده خاصة تلك التي بالخارج و التي وضعته بيده علامة وجودها بحياته و إثباتا لعلاقتهما معا و في لحظة تهور نزعت من يده ذاك الخاتم و ألقته بأرض المرحاض بعنف شديد و غيرة أشد
لم يتحرك من مكانه أو يصرخ بها بل اكتفى بالمشاهدة فقط
لفت يدها حول عنقه و باغتته بقبلة مشتعلة و شاعرية محيطا خصر حبيبته و مبادلا إياها قبلتها بأشد عاصفة منها ضمت نفسها له أكثر و هي تشعر بلمسات حبيبها تحرقها و تشتاق لها بنفس الوقت لم يكتف بشفتيها الندية ذات الحمرة بل وصلت علامته لرقبتها بوضوح تام و قد انساق كلاهما خلف مشاعره للآخر دون سطوة أو سيطرة
أفاق علي صوت طرق باب المرحاض ليبتعد عنها سريعا و هو يلتقط أنفاسه من عاصفة مشاعرهما الصادقة و بعدها خرج مسرعا
سقط أرضا بعدها و قد صدمت لوكا برؤيته يخرج من مرحاض السيدات لكن صدمتها كانت أشد بها فقد كانت ساقطة أرضا يرتجف جسدها و ينتفض بينما قد أفسد مظرها و فساتنها مزاح قليلا من الكتف و قبلات البارون واضحة عليها
- ميلا ؟؟!!!
ضمت جسدها بيدها و هي تقول بصدمة
- أريد العودة للمنزل.... فراشي....المنزل
أريد الذهاب ..
إلى زمنٍ سابقٍ لمجيء النساء..
إلى زمنٍ سابقٍ لقدوم البكاء
فلا فيه ألمح وجه امرأه..
ولا فيه أسمع صوت امرأه..
ولا فيه أشنق نفسي بثدي امرأه..
ولا فيه ألعق كالهر ركبة أي امرأه…
أريد الخروج من البئر حياً..
لكي لا أموت بضربة ن*دٍ..
وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..
تحت العيون الكبيرة،
تحت الشفاه الغليظة،
تحت رنين الحلى، وجلود الفراء
أريد الخروج من الثقب
كي أتنفس بعض الهواء
- نزار قباني -
نهاية الفصل
???