الفصل السابع عشر

964 Words
الفصل السابع عشر انتهت الرقصة لتبتعد عن تليد و لم تكد تدير عينيها حتي وجدت عجوزا تقترب منها هي و تليد كانت ملابسها تذكرها بخاصتها فهي لم تهتم لملابسها و أناقتها فقد غادرت البلاد حزنا و ألما رغم ذاك الملابس ليست سيئة للغاية و لا أنيقة بنفس الوقت لاحظت تحديق العجوز بها بشكل غريب لترفع حاجبها لها بتعجب لكنها فهمت السبب حين اقترب منها تليد يقبل يدها - جدتي ابعدت يده عنها و هي تتذمر كطفلة صغيرة غاضبة - تذكرت الآن جدتك و قبل يومين لم تحضر عيد ميلادي و لا حتي هدية لي وضع يده و هو يخرج العلبة التي أحضرها لجدته و التي كانت تتظاهر بالحزن و الغضب منه بينما تتطلع لما بيده تريد معرفته - أسف جدتي كنت مشغولا لن تتكرر أعدك لقد اخترت بنفسي الهدية لتنال إعجابك حبيبتي فتحت فمها مي و هي تنظر للهدية فهذا حتما ليس ما تظنه لكن الشعار يثبت هذه القطعة نفسية و ليست فقط غالية السعر ؟؟؟!!!!! من يكون هؤلاء حتي لم يمض يوما واحدا و هي تنظر لهم كما لو كانوا قادمين من الفضاء الخارجي ؟؟؟!!!! انتبهت حين أحاط تليد خصرها بينما يتحدث لجدته - جدتي هذه مي جارتي الجديدة بالشقة ابتسمت له السيدة بدفئ و هي تلتقطها بحضنها كما لو كانت والدتها و ليس امرأة غريبة عنها - أنا لورا حبيبتي لو أزعجك هذا الولد فقط أخبريني و سترين ما سأفعله به حينها تليد بسخرية و هو يري تحالف الجدة معها - رائع مقابلة واحدة مع جدتي و انقلبت ضدى لأجلك أتمني ألا يزداد الوضع سوءا لي أكثر من ذلك لورا باستفزاز و عينيها علي مي - دعك منه لنشرب العصير و نتحدث مع بعضنا بعيدا عنه هو فضولي جدا صاح بهما تليد - لا يمكنكما هذا سأكون معاكما خطوة بخطوة لا تصرف من دوني و جدتي الحبيبة تذكري أنني حفيدك الوسيم الراقي و ليس عليك الوقوف ضدي بالبداية علي هذا النحو ************* فتحت مي النافذة في الصباح بعد ليلة طويلة مع ذاك المدعو تليد و جدته لورا و للحق تلك المرأة لطيفة جدا و طيبة و قد أحبتها مي كثيرا و قد وعدتها مي بزيارة لها أخذت نفسا عميقا ثم عادت للداخل تبحث عن فطور دسم فهي تشعر أنها لم تأكل منذ سنوات و قد عادت شهيتها لتناول الطعام من جديد لتقرر تناول الطعام بأحد المطاعم خرجت من شقتها نحو المطعم و كم كانت سعيدة حين علمت أن المطعم قريب و أنها لم تلتق بتليد اليوم ذاك الطفل الكبير ليس هنا - صباح الخير جدتي رفعت أنظارها عن الطعام الذي وصل لها قبل قليل لذاك الواقف يبتسم ببلاهة لا تناسب سنه حتي و قبل أن تسأله عن سبب وجوده هنا وجدت تلك التي تلتصق به و تقبله بلا خجل - حبيبي من تكون تلك ؟؟؟!!! تليد بنفاذ صبر من العلكة الملتصقة به - هانا إنها جارتي تعاملي معها جيدا و ليس بفظاظة كعادتك مع الجميع هانا بغيظ - لكني مخطوبتك و من حقي الشعور بالغيرة عليك منها فما أدراك أنها لا تلتصق بك كغيرها ؟؟؟!!!! شعور بالاختناق لازمها لتخرج من المطعم سريعا تستند علي الحائط بيدها و تأخذ أنفاسها التي توقفت بالداخل لكنها وجدت عينيها دون سبب تخرج قطرات من الندي لا تعرفه سببه لتنهار بنوبة بكاء دون سبب مقنع لها ******** عادت شيري لمنزلها تدندن بسعادة فقد قضت ليلة بين أحضان زوجها و علي الرغم من رفضه لحدوث شيء بينهما قبل الزفاف لكنها سعيدة فقد نامت بأحضانه الدافئة كانت علي وشك الصعود لغرفتها قبل أن تجد والدتها تجلس بانتظار قدومها لتتجاهلها تماما و هي تصعد السلم دون اهتمام فمنذ علمت بما فعلته مع نور و هي لا ترغب بالحديث معها - أين كنتي طوال الليل ؟؟؟!!!! وقفت مكانها علي السلم دون أن تنظر لها - لقد تجاهلت الكثير من أفعالك لكن نور مختلف و لن أسمح لك أو لغيرك بأخذه مني مهما كلفني الأمر والدتها بغضب من عصيانها الدائم لأوامرها - دائما تعصين أوامري و تختارين ******** استخدم سامي المفتاح الذي حصل عليه من الأمن ليفتح الشقة فهو يدرك أن غضب ابنه ليس جيدا و ستدفع تلك المسكينة ثمن لا ذنب لها به فما ذنبها إن تعرض لتجربة بشعة من قبل حبيبته ؟؟؟؟!!! لما علي كل نساء الأرض دفع الثمن ؟؟؟!!!! لحسن الحظ فقد كان قريبا من الشقة ********* جالسه علي مكتبها ترسم التصميم الجديد لمجموعة الصيف القادم بتركيز شديد و بالطبع أغلقت الهاتف فهي لا تحب أن يتم مقاطعه عملها من قبل أي أحد و الجميع يدرك ذلك عدا من اقتحمت المكان عليها و هي بقمة التركيز عليها أكرر للمرة الألف أني أحبك.. كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر؟ وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟ وحزني كالطفل.. يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر.. دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين والتي لا تعرفين.. أحبك أنت.. دعيني أفتش عن مفرداتٍ.. تكون بحجم حنيني إليك.. وعن كلماتٍ.. تغطي مساحة ن*ديك.. بالماء، والعشب، والياسمين دعيني أفكر عنك.. وأشتاق عنك.. وأبكي، وأضحك عنك.. وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين.. *** دعيني أنادي عليك، بكل حروف النداء.. لعلي إذا ما تغرغرت باسمك، من شفتي تولدين دعيني أؤسس دولة عشقٍ.. تكونين أنت المليكة فيها.. وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين.. دعيني أقود انقلاباً.. يوطد سلطة عينيك بين الشعوب، دعيني.. أغير بالحب وجه الحضارة.. أنت الحضارة.. أنت التراث الذي يتشكل في باطن الأرض منذ ألوف السنينأحبك.. كيف تريديني أن أبرهن أن حضورك في الكون، مثل حضور المياه، ومثل حضور الشجر وأنك زهرة دوار شمسٍ.. وبستان نخلٍ.. وأغنيةٌ أبحرت من وتر.. دعيني أقولك بالصمت.. حين تضيق العبارة عما أعاني.. وحين يصير الكلام مؤامرةً أتورط فيها. وتغدو القصيدة آنيةً من حجر.. *** دعيني.. أقولك ما بين نفسي وبيني.. وما بين أهداب عيني، وعيني.. دعيني.. أقولك بالرمز، إن كنت لا تثقين بضوء القمر.. دعيني أقولك بالبرق، أو برذاذ المطر.. دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك.. إن تقبلي دعوتي للسفر.. لماذا أحبك؟ إن السفينة في البحر، لا تتذكر كيف أحاط بها الماء.. لا تتذكر كيف اعتراها الدوار.. لماذا أحبك؟ إن الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت.. وليست تقدم أي اعتذار.. *** لماذا أحبك.. لا تسأليني.. فليس لدي الخيار.. وليس لد*ك الخيار - نزار قباني - ********* استمتعوا بالفصل نراكم قريبا ???
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD