ضمني

1220 Words
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * * * * * * * **** أما المرأة فكانت تنتقل رويداً رويداً من الإغماء تحت وطأة رغبتها الأنثوية الجامحة المتزايدة إلى الإغفاء ، كانت تشتعل من الداخل ، كل جزء في جسدها يرتعش من اللهفة ومن الحنق ومن الغضب من جموده ودون أن تشعر مطلقاً دخلت في غياهب غفوة مليئة بالخيالات النارية ، كانت نائمة مع الرجل في حلمها ، كانت ترقص له عارية عند البحيرة ، كانت تنزع عنها أثوابها ليرى كل شيء فيها ، وقد التفَّا ببعض بقوة . إنها تريده هنا.. وهنا.. قلبها يخفق في ص*رها . . تشعر أنه يدق ثدييها من الداخل. . . يرتعشان . . يهتفان (ضمني) . . لماذا لا يغتصبها هذا الأ**ق بالقوة. . .؟ لماذا لا يتصرف كالرجال ويمد كفيه وينزع عنها رداء الخجل..؟ يقطف ثدييها كفاكهة طازجة... تضربه : " يا خنزير ، لماذا لم تأت فوراً ؟ " يتألم : " خفت " . تسأله : " مِمَّ ؟ " يرد : " من أن تمانعي ، وتصرخي . " ترد : " مع أنني . . . " يقاطعها : " ومن أين لي أن أعرف أنك ترغ*ين بي ؟ " تتحداه : " امرأة بلا زوج طوال هذه السنين ، ألم يخطر ذلك ببالك ؟ " ببرود : " لم يخطر . . . " تتهكم : " لم يخطر بباله ، انظري إلى هذا ، هيا ضُمَّني ! " فَرَكها الرجل بكفيه العملاقتين ، ثم ضمها بين ذراعيه القويتين . - " أقوى ! " يشتد الضم : " أقوى ، أقوى . . . " سمع الرجل من مكانه في الأعلى أنَّات المرأة المثيرة في حلمها ، وكان في تلك اللحظة بالذات يشم علبة سجائره التي بين يديه . نعم ولكنْ ، هذه الأنَّات ؟ هو يعرف هذه الأنَّات والتأوهات . .يعرفها من زوجته . .تلك أيضاً كانت تئن هكذا أحياناً ، وحين يسمع أنَّاتها يعرف أنها تحلم ، فيوقظها ، ويسألها ، فترد عليه بحياء : " حلم . . . " وضع علبة سجائره جانباً ، ونظر من خلال الثقب إلى الأسفل . لم يتمكن من رؤية شيء في البداية ، مجرد ظلام باهت ثم اعتادت عيناه . بل عيناه وأنفه ، وكأنما كانت رائحة تعرُّق جسد المرأة تتطاير في الجو من تحت لأسفل ، اعتادت عيناه الظلام الباهت ، واعتاد أنفه رائحة الأنثى . لو لم ينزل لجُن ! لو يصل إليها بهدوء . . لو يدسُّ يده تحت الغطاء . . . ارتجف من أعماق الأعماق . . لكنه كان خائفاً أيضاً ، نعم يمكن ولكنْ ، هل هذا وقته ؟ إنه رجل مطارد ، سَيُجرُّ إلى خشبة الإعدام إذا ما تم إلقاء القبض عليه . يجب أن ينحصر همه الآن في أن يختفي جيداً ، ثم أن يلقي بنفسه إلى الطرف الآخر في أنسب وقت . ولكن ماذا يوجد في الطرف الآخر ؟ ماذا سيحدث ؟ قد يلقى القبض عليه ، وقد يُقدَّم للتحقيق والأجابة على أسئلة لا تنفد ولا تنتهي من قبل هيئات رسمية لا يعرف لغتها ، وقد يلقى به في السجن . - " كائناً ما كان ، أفضل من طبلية الإعدام ! " عاودته مرة أخرى الرغبة في تدخين سيجارة . انزاح عن الثقب ، وزحف نحو الفراش ، فتناول علبة السجائر من حيث وضعها ، وأغمض عينيه ، وبنهم شديد شمَّ العلبة طويلاً . رائحة التبغ تفوح ، صحيح أن التبغ غير مشتعل ، لكن رائحته تفوح . آه لو يستطيع أن يشعل سيجارة ! ماذا يجري لو أشعل لفافة ؟ يُشعل عود ثقاب بهدوء بين راحتيه ، ومنه يشعل سيجارته ويطفئ عود الثقاب على الفور . وما أن تخيَّل الدخان . . . خطر الحمّام بباله ، ليته يدخن سيجارة هناك ، وينفث الدخان في مجرى الحمّام . حدَّق فيما حوله في الظلام لم يتراءى له أي شيء ، لو يشعل عود الثقاب بين راحتيه ، ويشعل سيجارته . . . وينفث الدخان نحو الخارج من خلال شقوق العلية ! اجتاحت كيانه رغبة عارمة في التدخين ، زحف نحو الطرف الآخر من العلية ، وهو وإن آلمه جرحه أثناء زحفه لكنه لم يكترث لذلك ، وراح يتحسس بيده باحثاً عن خشبة منزاحة . كانت النجوم تتلألأ من بين الشقوق . وفجأة خطر بباله خاطر : هنا الطرف الخلفي للبيت . من يعرف ماذا قد يحدث . . . لو ينزع المسامير عن أنسب مكان ، ويؤمن لنفسه منفذاً يهرب منه حين يضطر لذلك . وفيما هو يتحسَّس يميناً ويعتاقة ، عثر على موقع تضطرب أخشابه . دفع الخشبة فانزاحت من مكانها . وبعد قليل أزاح الثانية ثم الثالثة . يستطيع الإنسان من هنا أن يرمي بنفسه إلى الخارج حين يضطر لذلك . - " ليس وقته الآن . . السيجارة أولاً ! " غداً ، بالنهار سوف يستكشف هذا المكان من جديد . أخرج سيجارة من العلبة ، وأشعل عود ثقاب أشعل به سيجارته ، مع ذلك كان خائفاً . لم تنتشر نار عود الثقاب في هدأة هذه الليلة الساكنة ، لكن رائحة دخان السيجارة المشتعلة هي التي سرعان ما انتشرت . وتسللت هذه الرائحة المنتشرة إلى نوم المرأة الحالمة وخيالاتها ، واختلطت بأحلامها المضطربة ، فذكَّرتها بالرجل الذي كان لها قبل سنوات طويلة ، برجلها الذي كان يدخن السجائر ، بل ويشعل اللفافة إثر اللفافة ، زوجها . هذا الرجل الذي لم يسأل عن بيته ولو بكلمة واحدة منذ سبع سنوات ، والذي غالباً ما كان ابنها ( سمير ) يشرد ويفكر به ، جاء بسيارة تلمع وتبرق ، محمَّلاً بالعلب ، والسيجارة بين تتدلى من فمه . جنَّت المرأة هلعاً وخوفاً . سألها الرجل فجأة وقد عرف كل شيء : " هناك أحدهم فوق . . . . ما شأن هذا الغريب الذي في العلية ؟ " تخرس . - " ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ " أجابته المرأة بقلب يرتجف : " إنه غريب . . . " ينفعل : " غريب ؟ " تغمغم : " جريح . . " يسأل : " وماذا يفعل في سقيفتنا ؟ " ترد : " لا شيء . . " يزمجر : " كيف لا شيء ؟ " تكاد تبكي : " والله لم أدخله بنية سيئة ها ! " بدأ الرجل يرتجف من شدة الغضب : " إذن فقد انتهزت فرصة غيابي و . . . " تبكي : " والله لا ، بالله لا ! " ينهرها : " ماذا تعني كلمة لا ؟ الذي فوق رجل يا فاجرة ! " انطلقت المرأة محاولة أن تشرح كل شيء دفعة واحدة : " هو جاء ، كان جريحاً ، له أعداء ، إنها مسألة ثأر أنت تفهمها . ظننته مدسوساً من قِبل ( أنور ) الأعرج ، لم يكن كذلك ، كان جريحاً ، ضمدت جرحه إرضاء لله ، أقسم على الكتاب إن شئت ، صدِّقني إن كنت مسلماً . الكل يعرف كيف حافظتُ على بيتك طيلة هذه السنوات ! " لم يقتنع الرجل ، وفيما كان يعود أدراجه نحو السَّيَّارة حاملاً علب الهدايا التي جلبها ، كانت ( سارا ) تجري خلفه متوسلة : " لا تذهب ، إكراماً لله لا تذهب ، أتوسل إليك ، لقد غبت سبع سنوات ولم تسأل عنا ولو بسطرين . انظر لقد كبر ابنك ، الرجل جريح ، وأنا فعلت ما فعلته إكراماً لله ، لا تذهب ، هل ستذهب دون أن تداعب ابنك وتحبه ؟ "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD