شهوة وضجيج

1214 Words
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * *   خطر ببالها لوهلة أيضاً ذهابه ومغادرته  .  . استمعت قليلاً إلى هدأة الليل  . ومن البعيد  ، البعيد جداً  ، صاح د*ك  ، ثم صاح د*ك آخر كأنه يعلن خطأ صياح الأول  .  .  . هل أقبل الصباح ؟ نهضت واتجهت ببطء نحو النافذة  ، فرَّجت ما بين ضلفَتَي الستارة البيضاء  ، ونظرت إلى السماء التي لا تزال النجوم الكبيرة تتلألأ في كبدها  ، وحلَّ لون رمادي باهت محل الظلام الدامس  ، معلناً زوال سحر الليل  . أسدلت الستارة  ، وعادت إلى الفراش . . وعادت لحلم يقظة ناعس.. أغمضت عينيها ورأت بعين الحب نفسها في أحضانه من جديد.. يلثم كل نقطة في جسدها فتشتعل.. يقبلها بوقاحة في كل مكان.. يقتحم بلسانه أكثر أماكنها خصوصية.. يده تفتش كل مكان فيها.. تتوغل إلى أماكن على جلدها وفي خبايا ثنياتها ما كانت تجرؤ هي نفسها على أن تلمسها.. يمتليء قلبها بالامتنان لشجاعته على أنه قام بهذه المهمة المحرجة نيابة عنها..  إنه لا يستعجل أي شيء.. لا شيء وراءه.. كأن كل وقت العالم توقف حتى يتم مهمته الجليلة.. يُقبًّل بطنها عشرات القبلات في كل اتجاه حتى أنها تشعر بأن مؤخرتها لا تستقر في موضع على الفراش تحتها فتنتفض تحته ومع ذلك مازال يقبض بكفيه على رسغيها ثم وسطها يثبتها في الفراش.. لا يستحي شعرة واحدة أن يصعد بشفتيه يلتهم ثدييها من جديد يترك حلمتيها منتصبتان تشيران إليه: هل من مزيد؟ ثم يهبط برأسه ويباعد بين فخذيها ويقتحمها بلسانه.. أصابعه تقتحمها حيث لا تتوقع.. لا بأس أنه ترك شفتيها الآن ما دام يهتم بشفتيها الأخريتين بين ساقيها..!! هذا المفترس يقبض على رمز أنوثتها فترتعش وينز منها العسل الشهل.. وهو يلعقه ببراعة.. ترى رأسه يصعد ويهبط وهو يلتهمها في نهم.. تسمع زقزقات الطير أوضح.. ترى نقوش السقف أوضح.. تشعر بكل شيء أكثر حرارة.. ترفع مؤخرتها قليلا تساعده.. كوردة تتفتح أكثر حتى يمتص رحيقها ذكر النحل.. وهو يف*ج فخذيها بوقاحة أكثر حتى لا يمكنها أن تتفتح أكثر.. يباعد بتلات زهرة أنوثتها بأصابعه ويلعقها من الداخل أكثر.. تتأوه.. تسمع ضجيج يفزعها * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * *     سحبت الغطاء حتى ص*رها  .  .  . وإذا سعل أثناء غيابي ؟ وإذا سمع الجيران أو أبناؤهم ؟ وإذا أخبروا الدرك ؟ وإذا داهم رجال الدرك البيت ؟ الدرك والمداهمة وإنزال الغريب من العلية  ، والحجارة والعصي  ، وأهل القرية يتجمهرون ويبصقون  ، والأولاد يقرعون الصفيح  ، والجميع يحرضهم ما استطاع أنور  ، ( أنور ) الأعرج  . صاح د*ك آخر من مكان أقرب قليلاً  . ** -12- إثر إحراق  " مزرعة السيدة "  تم القبض على كثيرين من أهل القرية  ، وفي مقدمتهم والد ( حبيب ) وشقيقاه  .  . وأرسلت البرقيات يميناً وشمالاً من أجل القبض على ( حبيب ) فوراً  .  .وهبّت على قدم وساق كافة القرى في هذه المنطقة التي ندر أن حدثت فيها مثل هذه الأحداث منذ سنوات وسنوات  ، وأولت الحكومة الموضوع أقصى أهمية  ، فقبل إحراق المزرعة  ، تعرَّض صاحبها ( عثمان ) بيك العائد من المدينة إلى مزرعته بسيارته الكاديلاك عند إحدى الدغلات  " لجريمة اغتيال من فاعل مجهول "  أودت بحياته  . ولم يمكن إلقاء القبض على الجاني رغم كل التحريات والملاحقات  .  . كل شيء كان واضحاً للعيان  . ففي القرية التي تقع فيها مزرعة ( عثمان ) بيك  ، توجد  " أراضٍ لا صاحب لها "   . هي مثار نزاع طويل بين ( عثمان ) بيك وأبيه وجدِّه من قبله  ، وبين أهالي القرية  . كان الفلاحون حين يرون أنفسهم أقوياء يحرثون هذه الأراضي ويزرعونها ثم يحصدون ما زرعوه  . وعلى الع** تماماً حين يكن الأغوات أقوياء  ، كانوا هم الذين يستثمرون  " الأراضي التي لا صاحب لها "  ويستنفعون منها  . في هذه الفترة احتدَّ النزاع بين ( عثمان ) بيك وبين الفلاحين  . كان الدرك والمنطقة والدولة باكامل  ، يعرفون ذلك  ، كما يعرفون أن ( عثمان ) بيك الذي وضع يده عشر سنوات على هذه الأراضي يعمل الآن على تسجيلها باسمه  . كذلك يعرفون أن الفلاحين مستاؤون جداً من تصرفات ( عثمان ) بيك الذي يجد نفسه الآن أقوى من أي وقت مضى ! وكانت  " الظروف الموضوعية "  مواتية لعثمان بيك فهذه الأراضي التي لا صاحب لها يمكن أن تصبح لمن يحرثها ويزرعها ويستثمرها عشر سنوات متوالية  . من ثم يمكن لمن يرى أنه صاحب حق أن يراجع لإثبات حقه  . باختصار فإن مراجعة ( عثمان ) بيك لتسجيل الأراضي التي لا صاحب لها باسمه لدى سجلات الدولة  ، أثار الفلاحين وحركهم  ، فكمنوا له في إحدى الليالي  ، أثناء عودته من المدينة وقتلوه  ، وهكذا ستبقى الأراضي كما كانت سابقاً بلا صاحب لها  . وسيستفيد الفلاحون من وضعها هذا   . هذا هو سبب مقتل ( عثمان ) بيك  ، ولكن من الذي ارتكب الجريمة ؟ هذا ما لم يُعرف  . حينها أيضاً كما اليوم أُوقِف كثير من الفلاحين  ، فضُربوا وعُذبوا  ، ولكن لم تُعرف هوية الجاني  . وفي النهاية أَطلق سراح جميع الموقوفين لعدم كفاية الأدلة  . أما بالنسبة لمهاجمة المزرعة وإشعال النار فيها  .  .  . صار واضحاً جداً الآن صاحب اليد الرئيسية في هذه الأحداث  ، فقد عُرفت هوية الشخص الذي هاجم أرملة ( عثمان ) بيك الشابة يريد خنقها  ، ثم ولأسباب غير معروفة  ، عدل عن خنقها  ، وهرب شارداً مذهولاً  .  . ولم تكن هناك حاجة للبحث عن أدلة أخرى على المتهم  ، فقد اعترف شقيقاه وسردا كل شيء مثل البلبل  ، وأوقعا شقيقهما الأصغر  .  . ولم يبق لدى المحققين أدنى شك في أن مقتل ( عثمان ) بيك من عمل ( حبيب ) المعروف بأنه شخص دامي العينين  ، وكلامه على رأس لسانه  ، ولكمته قوية  ، وهذا يعني أن ( حبيباً ) قتل ( عثمان ) بيك مع سبق الاصراروالترصد أي ( متعمداً ) ولكي يقتلع جذور ( عثمان ) بيك حرَّض الفلاحين وجعلهم يحرقون  " مزرعة السيدة "  أرملة ( عثمان ) بيك  . ولكن أين هو هذا القاتل السفاح منذ ثلاثة أيام ؟ بعد إحراق المزرعة  ، وبعد هروب الجاني بمهارة فائقة ملتوياً مثل ثعبان من أمام البواريد التي تطلق نيرانها عليه  ، تمت مداهمة بيته حيث وجدت فيه صورة صغيرة له سحبت عنها نسخ عديدة وزعت يميناً وشمالاً  ، ثم عممت أوصافه بسرعة هاتفياً وبرقياً وبدأ التحرك للقبض عليه حيًّاً أو ميتاً  . كانت إحدى هذه الصور فوق طاولة المساعد الأول رئيس المخفر وكان هذا المساعد الأول قصير القامة  ، عريض المنكبين  ، كثيف وأ**د الحاجبين  ، وهو لا يفتأ منذ أيام ينظر بين الحين والحين إلى الصورة التي بين يديه  . قال مخاطباً الكاتب الجالس وراء الآلة الكاتبة :  "  شيء محيِّر  ، لم يُلق القبض عليه اليوم أيضاً  . " ترك الصورة على الطاولة ونهض  ، فقال الكاتب :  " بالتأكيد لم يطر يا سيدي المساعد الأول  . " ·  * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD