أغنية سارا

1243 Words
· * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * · لم تسمع ( سارا ) كل هذا . وقد خفَّف بكاؤها من انفعالها ، فسلَّمت كاتبَ الفندق الغسيل ونهضت . أعطاها الكاتب أجرتها كاملة ، فدسَّته في جيب معطفها الأ**د القديم ، وسارت الطريق مقهورة تعاني الذل . · * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · · سارا... المهرة · ما الذي تأخذه من المهرة ولا أعطيه لك؟ · أراك وحيدا تمتطي صهوة المهرة · عبر الحقول خلف الزروع ومعمل الألبان، · يداك تعبثان في رقبة المهرة، · مدفونتان في شعرها الأ**د · ولا أفهم ما المدفون في صمتك، · احتقار، بغض، تكرهني بسبب الزواج. · لكنك لا تزال تريد أن تلمسني وأنت تصرخ كدمية · لكن حينما أنظر إلى جسمك لا أجد فيك أي طفل. · إذن ماذا دهاك؟ ماذا يوجد هناك؟ · لا شئ، لعلها حمى هذيان وهرولة، لتقضي نحبك قبل أن أموت. · ورأيت في المنام أنك تركب المهرة فوق الحقول اليابسة · ثم تهبط عن صهوتها، تترجل، تسيران معا. · في العتمة، لم يكن لكما ظلان لكنني شعرت بكما تقتربان مني فأنتما في الليل تذهبان إلى أي مكان. · أنتما سيدا نفسيكما. · انظر إليّ، تعتقد أنني لا أفهم؟ · من هو الحيوان إذا لم ينبثق من رحم تلك الحياة؟ · **** * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · · أجمل صحن أبيض يصنعه الزمن ، · ربما أجلب لك واحداً يوماً ما .. · ولكن كيف تكون صيغة الطلب؟ · يعلمني أسماء أعشاب الصحراء بالتركية.. · وكنا على موعد منذ كانت براعم تلك الأعشاب خفية · ورؤيتها في حكم المستحيل.. · يقول إن الأشياء التي يتركها الرجل خلفه · تكون أكثر جمالا من الطبيعة.. · لكن لا.. ولكن يقول: انتظري سترين. · إننا بالتالي نخطط للسير معا، ولكن متى؟ · وأيضا كان يقول: هذا سر لا ينبغي أن نبوح به. · علمني كيف أعيش الخيال. · حتى وأنا أعبر الصحراء والريح تقضم معطفي. · وأرى عبر الطريق منزله، يتصاعد الدخان من مدخنته. · وحده يصنع الخزف في الصحراء. · ويقول إنه مازال يحلم مرة أخرى.. · وأبتسم قائلة: في حلمي مازالت النار على قيد الحياة. · أمي لا تعرف في حياتها غير شئ واحد: · أن ترسل من تحبهم إلى العالم الأخر. · الأطفال الصغار هؤلاء. · تهدهد هنا وتهمس بأغنية لطيفة · لا أعرف كيف أقول ماذا فعلت بأبي. · مهما يكن من أمر أنا متأكد أنها كانت على حق. · هو هو الشئ ذاته. · نبضات قلب الأم. · هكذا ينمو أي مخلوق ببطء وبهدوء؟ · إنه فقط من يتجرع سكرات الموت ذلك الذي لا يستطيع، · وهو الذي يرفض فيدور حول نفسه وكأنه ساكن. · ثم يحلق مبتعداً. · في ذراعي أمي. · أما أختي فكانت سحابة من الغبار من الجزيئات من الذرات، · هذا هو الفارق. · وعندما ينام الطفل تصبح القضية عامة. · أمي تنتصر على استقامة الروح ضد الموت، · تحمل رجلا مسنا فتنام العتمة. · **** * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · · حدوته · الضجر من حياة الريف؟ · يعود الجميع إلى المدينة.. · الملك والملكة.. · وكل الأميرات الصغيرات.. · في خلفية السيارة.. جلبة وأغنيات.. · أنا وأنت وهو وهي.. · هناك حيث لا أحد يعرف المستقبل.. من يمكنه التنبؤ؟ · حتى النباتات لا تعرف.. · لكن الأميرات سيعشن رغم كل شئ.. · اليوم تعيس بما يكفي.. · وخارج نافذة السيارة، تنسحب المراعي والأبقار في خفة.. · كل شئ يذهب إلى الوراء في هدوء.. · لكن الهدوء ليس هو الحقيقة.. · اليأس هو الحقيقة.. · هذا ما يعرفه الملك والملكة.. · كل الأمل قد راح.. · لو أننا أردنا أن نجده مرة أخرى؟ · علينا أن نعود إلى حيث فقدناه. · **** * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · · صلاة · كلمني أيها القلب العليل: لماذا تخترع المهمات السخيفة؟ · تنتحب في الجراج المعتم في كيس قمامة! · إنها ليست مهنتك، أن تأخذ معك كيس القمامة. · مهنتك هي أن تفرغ غسالة الأطباق. · ها أنت تزهو من جديد. · بالضبط كما كنت تفعل في صباك.. · أين حماسك الرياضي؟ أين عنفوانك الساخر؟ · ضوء القمر الشاحب يضرب النافذة الم**ورة. · قمر صيفي هزيل يهمس من جوف الأرض · لحن عزب ولا تجيبين زوجك عندما ينادي، · أم هي طريقة القلب التي يتصرف بها عندما يحزن.. · يبقي وحيداً مع كيس القمامة؟ · لو كنت مكانك لنظرت للأمام. · بعد خمسة عشر عاما، صوته قد وهن. · ذات ليلة · إذا لم تجيبي، فسوف تجيبه امرأة أخرى. · وكيف يمضي الوقت؟ نمشي في الحديقة الأمامية، · نتظاهر بأننا نداعب العشب، فوق الركبتين، · نسحب كتل البرسيم من أحواض الزهر. · في الواقع نبحث عن الشجاعة، عن دليل. · الحياة، حياتنا، سوف تتغير، · مع أنها مستمرة إلى أبد الآبدين. · كل هذا من أجل ورقة نبات رمزية.. · وسرعان ما سوف ينتهي الصيف.. · تموت الأشجار.. · تتحول إلى كتلة صفراء فاقع لونها.. · بينما تعزف الطيور السوداء لحن التجوال.. · تريد أن ترى يدي؟ · خاوية بيضاء من غير سوء عند أول إنذار. · أم أن القصة كانت دائما.. · هي الاستمرار بلا أثر؟ · * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · * * * * * * * * * * * * * * · مشت في الزقاق على غير هدى . ليكن ما يكون ، فقد سئمت وقرفت . ستشتكي لرئيس المخفر ، فهو إن لم يستطع تأديبه ، فسوف يمنعه من التعرض لها على الأقل . فجأة سمعت وقع أقدام خلفها . التفتت . تمام ، إنه ( أنور ) الأعرج قادم وراءها ! حثَّت خطاها بانفعال ، ولم يكن المخفر بعيداً . جلس المساعد الأول للتو وراء طاولته ، وبيده صورة الهارب ( حبيب ) وراح يجري اتصالاً هاتفياً ، ولما دخلت ( سارا ) الغرفة كان يتكلم هاتفياً : " آلو . نعم ؟ ها ، نعم . هل توجَّه الهارب إلى هذه النواحي ؟ غريب والله ، ليس لدينا هنا شيء غير عادي منذ المساء . نعم . . . "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD