ماضى يخنقني
كانت ترتجف بخوف، تبكى بهستريه يداها ترتعشان، يضمها مروان يحاول تهدئتها ورجال المباحث تنتشر ترفع الب**ات يقترب وكيل النيابه من نهلة ويقول لها بمهنيه ممكن يامدام تهدى شوية من فضلك وحاولى تقوليلناايه الحصل ؟:
نهلة وهى تشهق ببكاء مروان يقول لها وهو مشفق عليها:
_ اهدى ياخلود وحاولى تحكى ماتخافيش
قالت نهلة بكلمات مبعثرة:
ككنت نايمة ووبعدين وبعدين سمعت صرخه ...تبتلع ريقها ثم تكمل...اتخضيت خفت لماما تقصد والدة مروان. تكون تعبانه ووولا ححاجه رحت اشوفها لقيتها نايمه كنت حرجع اوضتى تانى، بس سمعت صوت رجلين وحد زى ما يكون بيتأوه لقيت الصوت جاى من عند الاوضة ال بتنام فيها الخادمه رحت فتحتها لقيتها ..وهنا عند هذا المشهد انهارت من البكاء وقالت ..مضروبة بسكينه وغرقانه فى دمها فضلت اصرخ وجريت على اوضتى كلمت مروان فى التليفون ،وبعدين انتو جيتو.
فاختبأت بين كفيها تبكى تحاول أن تبعد مشهد الخادمه وهى مقتولة الذى يتراقص باستفزاز امام عينيها
وكيل النيابة لمروان:
_ مين موجود تانى معاكم فى البيت
مروان:
_ مراة اخويا بس هى كانت نايمه لانها كانت واخدة منوم عشان كانت عندها ارق.
هذا ماقالته نجلاء لمروان عند وصوله وانا وسليم كنا فى المكتب عشان كان عندنا شغل وماما طبعا كانت نايمه بفضل المنوم ال بتاخده عالطول.
ظل وكيل النيابة يحقق معهم حتى انصرف هو ورجاله اخذين معهم جثة الخادمه المسكينه.
مازلت نهلة ترتجف وتبكى بسبب ما رأت ومروان ينظر لها بحب وشفقه يدلك يديها بيديه هامسا بحنان:
_خلاص بقى اهدى الحمد لله إنك وأمى والباقيين بخير والخادمه ماتت شهيدة واكيد حيوصلو للجانى
نهلة بدموع جسد مرتجف وصوت منهار:
_مروان انا مش عايزة أبات هنا أنا خايفه .. خايفة قوي.
رفع مروان خصلة متمردة من على وجهها هامسا:
_ طول ما أنا معاكى متخافيش اهدى عشان خاطرى.. اكيد ده واحد حرامى جاى ي**ق والخادمة لما حست بيه قتلها عشان مينكشفش قدرها كده اهدى بقى .
ظل مروان بجانبها يهدئ من روعها حتى بدأت تهدئ قليلا.
كادت نجلاء أن تموت كمدا من الغيظ.. لنجاة خلود طلبت من البلطجى أن يختفى حتى يهدأ الأمر واخفت بعض المصوغات والأموال لتظهر أن الجريمة بغرض السرقه ..وفعلا لم يتوصل رجال المباحث إلى الجانى وقالوا أن الجريمة كانت بسبب السرقه و تم حفظ القضيه وقيدت ضد مجهول .
تعافت السيدة كريمة والدة مروان وعلمت أن خلود، كان لها الفضل فى عافيتها فكانت لا تتركها ابدا، وتعتنى بها عناية شديدة وفتح مروان والددته فى رغبته من الزواج من خلود قائلاً لها:
_ايه رأيك ياماما ؟
رحبت والدته بشدة..حتى إنها من فرط سعادتها قالت:
_والله يبنى زين ما اخترت انا بحب خلود قووى، ولو كنت عرفتها قبل ما أخوك يتجوزها ماكنتش اعترضت ابدا
هتف مرون بضيق:
_ايوة ياماما بس خلود م**مه انها تعيش على ذكرى اخويا, ومش راضيه تفتح قلبها ابدا.
كريمه:
_اسمع أنا حقولك على حل يخليها توافق أحنا حنعمل حفله خطوبتكم ونخليها تتفاجأ بيها, وساعتها حنحرجها قدام الناس ومش حتقدر تعترض ايه رأيك بقى؟
هتف مروان بسعادة وهو يقبل يد والدته:
_الله عليكى يكركر يام افكار عسل هو ده الكلام.
ضحكت كريمه معلقة على مزاحه:
_ كركر ايه يا ولا احترم نفسك.
وحدد مروان مع والدته يوم للخطوبة واشترى شبكة ونظم كل شئ واعده كما ينبغي، واخذ خلود فى رحله هى ظنت ذلك وكان ذلك تحت الحاح كريمه، فذهب بها إلى مركذ تجميل، تزينت وهى لا تعلم لماذا كل هذا يحدث؟ وارتدت فستان جميييل زاد من رونقها وقد اقنعها مروان انها حفله بمناسبة شفاء والدته والتمعت عيناه بحب عندما رأها خفق قلبه بشدة ود لو يحملها ويدور بها ويأخذها من يدها ويظل يجرى بها ليأخذها بعييد فى مكان لا يوجد فيه مخلوق غيرهما ...تعجبت نهلة من تأمل مروان لها ...فخفضت بصرها بخجل تهرب من نظراته قائلة له:
_أنت بتبصلى كده ليه
مروان وهو هائم فى جمالها :
_هه مش عارف.. اصلى جمالك بصراحه يخلى الناس تتنح كده ومتقدرش تتحرك ولا تقول بن.
فتبسمت من كلامه ولما ذاد تحديقه لها قالت حتى تفر من نظراته تلك:
_ طب يلا بقى عشان منتأخرش.
بوله قال :
: حاضر يلا بينا.
قاد السيارة وهى بجانبه متجهين إلى الفيلا
وفى الفيلا.. تنظر نهلة بتعجب للزينه والجمع من الناس يصفقون لهما عند دخولهم ف*نظر لمروان بحيرة وتساؤل:
_ مروان فيه ايه؟
قال مروان ضاحكا:
_ و لا حاجه اصلهم فرحنين بينا.
يأخذ يدها بين ذراعه ويسير بها إلى (الكوشه) ويجلسها رغم عنها وهى غارقه فى زهول ولا تدرى ماذا يحدث حولها
وتصدح الموسيقى ومنظم الحفل يحيى العروسان.
نهلة لمروان بحيرة:
_مروان فهمنى فيه إيه ومعناته إيه ال أنا شايفاه ده .
نظر مرون لها بحب وفرحة قائلاً وفي عينيه عشق بلا حدود:
_ فيه إن انهاردة خطوبتنا يا جميل مب**ك يا قلبى
حدقت نهلة به فى عدم تصديق فقالت
_ انت بتقول ايه.. وخطوبة مين ؟
مروان بعشق:
_ خطوبتنا ياروحى
وقبل أن تتكلم كلمه أخرى, تأتى كريمه لتبارك لهما, ثم تتوالى المعازيم لمباركتهم وتأتي نجلاء بعين حاقدة وحاسود, تبارك لها وكأنها تتوعدها بشر قريب عيناها تفصحان عن ذلك,
تتنفس نهلة فى ضيق تشعر أنها تغوص فى حفرة, كلما أرادت الخروج منها, أتى شئ فيسحبها إلى العمق أكثر.. وأكثر تشعر بضيق وحيرة شديدتين ماذا تفعل ؟ وكيف تخرج من هذا المأذق ..اضطرت أن ت**ت حتى تنتهى الخطوبة، لتفكر فى حل لما وقعت فيه كل شئ يسير رغما عنها كأنها مسيرة، حتى عندنا راقصها مروان كانت كالدمية يحركها كما يحلو له، انتهى الحفل و**تت الموسيقا، وانصرفت المعازيم، وذهبت كريمه الى النوم وأخذ سليم زوجته الحقود وصعدا الى جناحهما..وعندما وجدت نهلة نفسها بمفردها مع مروان،قامت لكى تصعد حجرتها فاليوم انقضى عليها بتوتر وضيق وحيرة فقالت:
_ انا كمان حطلع عشان انام ..تصبح على خير.
ولكن مرون استوقفها من يدها وهو يقول لها بيهام:
_ خلووود استنى اقعدى معايا شوية
نهلة وهي تحاول الفرار منه ومن عينيه، ومن حبه المسيطر:
_ مروان خليها بعدين انا.. انا عايزة, انام.....
قاطعها مروان باقترابه منها يعبث ب*عرها باطراف اصابعه هامسا:
_بس انتى وحشانى قوووى وانا عايز اقولك كلام كتييير.
تتأرجح بين حبه المستبد الذي يحاصرها به ويضيق عليها الخناق ولا يجعل لها في الهروب سبيل، وبين ضميرها الذي يدعوها للفرار ويؤنبها كل لحظة على احتيالها، ونصبها..فتمتمت وهي تلوذ بالفرار:
_م مروان من فضلك سبنى دلوقت ووبكرة حنتكلم زي ما احنا عايزين
كان يمسك يدها فلا تستطيع أن تتحرك، ينظر لعينيها فينتقل إلى شفتيها التى تغريانه بتوترهما، وبحركة مفاجأة التقطهما يتذوقان عسلهما ويكتشف ملمسهما بشفتيه ...فاص*رت نهلة أهةوقد تفاجأت بهذه القبلة الغاشمة، فازاحته عنها بيديها ولكن هو يشدد من قبضته لا يريد ترك شفتاها إلا أن يشبع ولكنها أستطاعت أن تنزع نفسها منه بصعوبة، ورقدت بعيد عنه لتتركه، وقلبه يلهث فى حب وقد زاد عطشه ولم يرتوى.
عندما صعدت حجرتها وأغلقت الباب بالمفتاح خلفها، وضعت يدها على قلبها الذى ظل ينبض بشدة، تتلمس شفتيها وتتحسس أثر قبلته وكأن شفتيه مازلت عالقه بهما اقتربت من فراشها تضع يدها على جبهتها فى حيرة، وخوف تلهث وتسأل نفسها:
_ ياربى إيه ال بيحصلى ده .. أعمل إيه بس في ال أنا فيه.. اعمل لواكتشفو انى مش خلود ينهار اسود ..ينهار اسود يارب..يارب دلني..يارب انقذني..يارب خرجني من ال أنا فيه.
وارتمت تبكى تسأل الله المخرج.....حتى فوجأت بمن يرفعها من ذراعيها لتصبح فى حضنه .فنظرت بزعر .. وانتفضت لرؤيته فكان آخر شئ تتوقعه ، هو رؤيته كيف علم بمكانها بل كيف وصل إلى مخدعها، ينظر لها نظرات خبيثه، وعلى شفتيه ابتسامه مقيته وونظرات تنذر بشر مستطير، فقالت وقد ذاب قلبها من الخوف:
_ ح حمدى؟
أنت عرفت مكانى منين.. ودخلت هنا ازاى وعايز ايه؟
انتظرو الحلقة القادمة سهير عدلي
ايه رايكم في بعض المعلومات حلوة قوي وحتعجبكم
مخالبها لا تستخدمها للفتراس وهذا بإجماع العلماء
قصة ربيعة الرأي
كان فرّوخ والد ربيعة الرأي غلاماً مملوكاً للصحابي الربيع بن زياد الحارثي أمير خراسان وفاتح سجستان وبلاد ماوراء النهر ولمّا عاين الصحابي الربيع بطولات غلامه وبسالته في الفتوحات كافأه بأن أعتق رقبته وأعطاه نصيبه من الغنائم وزاده من ماله الخاص ، عاد فروّخ بعدها الى المدينة المنورة ومعه سهمه من الغنائم فاشترى داراً في وسط المدينة واختار زوجة راجحة العقل نعم بها ونعمت به ورأى في صحبتها هناءة العيش ، وذات يوم من أيام الجمع سمع فروخ خطيب المسجد النبوي يزّف للمسلمين بشرى انتصارات الفاتحين ويحض على الجهاد في سبيل الله فعاد الى بيته وقد عقد العزم على الانضواء تحت راية الجهاد وأبلغ زوجته بعزمه ،قالت له زوجه : لمن تتركني وتترك هذا الجنين الذي أحمله ونحن غرباء في هذه البلدة ،قال لها : أتركك لله وخلّفت لك ثلاثين ألف دينار أنفقي منها على نفسك وولدك بالمعروف ثم ودّعها ومضى إلى غايته. بعد بضعة شهور وضعت زوجة فرّوخ غلاماً جميلاً أطلقت عليه اسم ربيعة بدت عليه علامات النجابة منذ نعومة أظفاره فأسلمته أمه للمعلمين والمؤدبين وأوصتهم أن يحسنوا تعليمه واختار ربيعة أن يكون عالماً وأن يعيش متعلماً ومعلماً وأمضى سبعة عشرعاماً جالساً على ركبتيه ينعل من ينابيع العلم وعلماء المدينة أمثال الصحابي أنس بن مالك وسعيد بن المسيب ومكحول وغيرهم ووصل الليل بالنهار إقبالاً على العلم حتى ارتفع ذكره وصار عالماً بعد أن كان تلميذاً وأولع به تلاميذه وسوّده قومه وأمضى أيامه بين للعلم وحلقاته وبين أهله حتى بلغ الثلاثين من العمر ، وفي هذه الأيام عاد والده فروخ من ساحات الجهاد الى زوجه يسأل عنها وهل وضعت حملها وما جنسه ، دخل فروخ بيته من بابه الذي كان مفتوحاً فتلقاه ولده ربيعة وهما لايعرفان بعضهما ولأول مرة يشاهده منذ ثلاثين عاماً فحدثت بينهما مشادّة فاستيقظت الزوجة على الضجيج فأطلت من النافذة فعرفت زوجها وقالت : يابني إنه أبوك ،عندها عانق ربيعة والده وقبّل يده ونزلت أم ربيعة تسلم على زوجها ، جلس فروخ الى زوجته وحدثّها عن أخباره وسألها عن الثلاثين ألف دينار التي أودعها لديها عندما مضى للجهاد والتي أنفقتها زوجته على تعليم ولدهما ربيعة وأبدى لها عزمه على شراء بستان يعيشان منه بقية حياتهما ،غرقت أم ربيعة في هواجسها لكنها قالت له إنها وضعت المال في موضعه وسوف تخرجه بعد أيام ،أثناء الحديث نادى المؤذن لصلاة الفجر فهب فروخ وتؤضأ وسأل عن ولده ربيعة الذي سبقه الى المسجد ، لم يدرك فروخ ا****عة فصلى وعندما همّ بمغادرة المسجد وجد باحتها غصّت بمجلس من مجالس العلم لم ير مثله وقد تحلق الناس شيوخاً وشباباً حول شيخ المجلس الذي لم يره فروخ والذي راعه بيان هذا الشيخ وعلمه المتدفق وأدهشه خضوع الناس بين يديه وعندما الشيخ المجلس سأل فروخ الشخص الجالس بجانبه عن هذا الشيخ فقال له الرجل متعجباً من عدم معرفته : إنه ربيعة بن فروخ سيد من سادات التابعين وشيخ أبي حنيفة النعمان ومالك بن أنس والاوزاعي وغيرهم ،عند ذلك بكى فروخ لما علم أن الشيخ هو ولده ربيعة ومضى الى زوجته فرحاً بمقام ولده وعلمه وشرفه وأخبرها بما رأى فاغتنمت أم ربيعة الفرصة وقالت له : أيهما أحب إليك ثلاثون ألف دينار ، أم هذا الذي بلغك عن ولدك من العلم والشرف ،فقال : بلى والله هذا أحب إليّ من مال الدنيا كله فقالت : لقد أنفقت كل ماتركته على ولدك حتى صار عالماً فهل طابت نفسك بما فعلت ؟ قال : نعم وجزيت عني خيراً وعن المسلمين .
هَيِّء قَلبكَ كَبِّر وافرَح واستَبشِر..
تُطِل عَلينا عَشرِ ذِي الحِجَّة، خَير أيَّامِ الدُّنْيَا !
العَملُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الجِهادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ!
والطَّاعَاتُ فيها عظيــمَةٌ فَاضِلة!
فاسأَل اللَّهَ البُلوغَ والتوفيقَ والقبُولَ والعَونَ عَلَى العَمَل الصَّالِح فِيهَا.
قَالَ عَنها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ ".
اللهُمَّ بَلِّغنَا عَشرَ ذِي الحِجَّة، وَأَعِنَّا فِيهَا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وَعَلَى كُلّ عَمَلٍ وقولٍ صَالِحٍ تُحِبُّه وترضَاه