ماضى يخنقنى
_ ضحكة مقززة شيطانية اطلقها حمدى عندما سألته نهلة كيف جئت إلى هنا فقال
حمدي لها بكل وقاحة وهو يقربها إلى حضنه أكثر وقد هجم عليها بقبلات غاشمة:
_لا ماهو أنا زى عفريت العلبة تلاقينى بطلعلك فى أى وقت وفى أى مكان.
نظرت له نهلة بكل حقد وغيظ وألم، وهى تتلوى بين يديه تحاول الخلاص منه علاقة بحنق:
_سبنى ياحيون بدال ما أصرخ وألم الدنيا عليك..سبني يا كلب.
حمدى بكل برود وهو لا يزال يتشبث بها بكل وقاحة:
_حلو اناعايز الدنيا بقى تتلم علينا دلوقت وبالذات خطيبك عشان يعرفك على حقيقتك، يعرف إنك كنتي عشقيتي، ويعرف كمان انك نصبتي عليهم، وانتحلتي شخصية مراة أخوه عشان تلزقيلهم ابن غير ابنهم..ها يلا صوتي مستنية إيه؟
اتسعت عيناها بزهول وظلت تحدق فيه غير مستوعبه ما قاله حتى قالت والكلمات خرجت منها بصعوبة وانفاسها تعافر لتخرج:
_ انت ..أنت عارفت كله ده ازاي؟!
ضحك حمدي ضحكة مقيته قبل أن يقول:
_أيوة يامزتي أعرفه كويس قوووي شفت صورتك، وصورته منورة زى بتوع السيما فى الجرايد وخبر خطوبتكم بالبنك العريض.
ثم مال من شفتاها أراد أن يقبلها هانيا بوقاحة:
_تصدقى وحشتينى موت ياموزتى ثم غمز بعينه مكملا ..فاكرة يبت كنت ببوسك ازاى وب...
قاطعت نهلة استرساله في وقاحته بصفعة على إحدى وجنتيه، وتأوه عندما قامت نهلة بعضه فى يده ثم تخلصت منه عندما افلتها وقد ظل ينظر لاثر عضتها على يدها وقد قالت له بثبات وقوة:
_أنت حيوان وسافل .. أنا عمرى ماشفت اوقح منك .. ولا اندل منك..انا ندمانة على حبي ليك على اني وثقت فيك في يوم واعتبرتك راجل وسلمتك نفسي.
قال حمدى والغيظ يقتله وكلماتها ونظرات الاحتقار التي تملأ عيناها تحرقه:
_اه يبنت الكلب يا واطية أنا غلطان أني بتكلم معاكي بذوق اسمعي..
جذبها من شعرها وقام بصفعها صفعات متتاليه ثم هتف مهددا:
_ اسمعى بقى يحلوة انا عايز 100 الف جنيه لحسن وديني وما أعبد، لاود*كى فى ستين داهية فاهمه....وبكرة حستناكى في عش غرامنا فكراه طبعا.. وإن ماجتيش ومعاكى الفلوس قسما عظما لتشوفى ايام سودة فاااااهمة.
ثم اتجه الى النافذة وقفز منها وتركها تبكى وتنوح وتلطم على خدها وتصرخ بصوت خفيض:
_يا مصيبتى.. يا مصيبتي يا نهاري الاسود يانى.. اعمل ايه ياربى فى المصيبة ال انا فيها دى يارب ..اعمل ايه؟ واتصرف ازاي؟ بس انا غلطانة انا ..انا لو بنت محترمه مكنتش كلمت حد غريب اصلا ولا اتسيرت معاه ولا اتكلمت مع حد، لو كنت خفت من ربنا وبقيت زي البنات المحترمة ال بتقفل بابها في وسط اي حد مكنش حصلي ال الحصل.. مكنتش امنت له ولا حبيته ولا سلمته نفسي، يارب خدني..يارب خدن بحق جاه النبي، يارب أصح الصبح الاقي نفسي من واستريحت من الدنيا دي ومن العذاب ال أنا فيه..وظلت تبكي وتنوح وتلطم خديها حتى شعرت بتصدع في قلبها وأنها على وشك الإنهيار ..شعرت بحاجة إلى أن تصلي ووتتجه إلى الله فكل باب اغلق في وجهها ولم يبقى الا بابه سوف تتركه بإلحاح عله يرضى عنها ويتجاوز عن ذنبها العظيم، وبالفعل قامت توضأت وصلت ورفعت يديها إلى السماء تدعو الله وهي مضطرة تشعر بعجز كبير:
_ يارب.. يااااارب أنا تبت إليك يارب نجينى من الواطى ده ياربى وانقذني منه، وانقذني من المصيبة ال انا فيها دي انا عرفت غلطتي، بعد ما خسرت نفسي وشرفي..واهلي، مفيش قدامي غيرك يارب ألجأ له مفيش حد غيرك قادر أنه يزيل عني همي غيرك يارب العالمين ..أنا عارفة يارب أني مستحقش المغفرة، بس رحمتك يارب واسعة وسبقت غضبك خليك معايا يااارب أنا خايفة قوووي قوي.
واخذت تبكى بكاء مرير ثم مسحت دموعها وقالت بصوت عالى لنفسها :
_لا ..لا أنا لازم احكى لمروان على كل حاجه وال يحصل يحصل
يعني حيعمل ايه فيا، حيتطردني، زي بعضه..ولا يمكن يبلغ عني الشرطة، يبلغ هو السجن أرحم من العذاب ال أنا فيه.
ثم قامت بالفعل لتتوجه إلى غرفة مروان لتحكى له ..وعندما قامت بفتح باب حجرتها شهقت بفزع عندما وجدت نجلاء على الباب تبتسم بخبث لتقوم هذه الاخيرة بدفعها بيدها من ص*رها لتعيدها إلى الخلف لتستقر فى وسط الحجرة، وتقوم نجلاء بغلق الباب خلفها وتقول لها وعلى وجهها ابتسامة تهديد :
_مفيش داعى ياحلوة انك تروحى لمروان وتحكيله حاجة واسمعينى كويس عشان تنفذى ال حقولك عليه.
نهلة وقلبها ينبض من الخوف:
_انتى عايزة منى ايه اوعى سبينى عايزة اخرج .
وكانت بالفعل تهم للخروج ولكن نجلاء جذبتها من ذراعها لتعيدها مكانها قائلة وعيناها تنذر بشر مستطير:
_ عايزة تخرجى تروحى فين يامدام نهلة.
تبتلع نهلة ريقها بصعوبة من التوتر وشعرت أن كل شئ انخبس بداخلها.. ثم أكملت نجلاء بعد أن جلست على الفراش واضعة ساق على ساق وقائلة بأسلوب أمر:
_ انتى لازم تتجوزى مروان.. اما حبيب القلب حمدى سبيهولى ..انا حعرف اسكته ازاى .
حدقت نهلة فيها باستغراب قائلة:
_طب وانتى حتستفيدى ايه من كده انا كنت فاكرة انك حتطردينى بعد ما سمعتى كل حاجة.
_ ملكيش دعوة دى حاجه تخصنى أنا..انتى تنفذى وبس لحسن تروحى فى داهية
نهلة وقد عقدت يديها أمام ص*رها:
_وان رفضت.
نجلاء بابتسامه من جانب شفتيها تعبر عن ثقه وغرور لا حد لهما هامسة:
_مش حتقدرى ترفضى لانى بتليفون صغير ابنك يا حلوة حيموت.
وضعت نهلة يدها على فمها بزهول مما سمعته ما هذا هل هذه انسانه التى تقف امامها ام شيطانة سلطها الله عليها بسبب ذنبها الذى اقترفته...لم تسطتع نهلة النطق ...فماذا ستقول؟
ربتت نجلاء على وجنتيها قائلة:
_ أيوة شاطرة ...السكوت علامة الطاعة ..خلى بالك انا عينى عليكى اى حركه كده ولا كدة حتروحى فى داهية....ثم ربتت على خدها مرة أخرى بتهديد وتركتها واكملت:
_فاهمة يا قمورة.
وانصرفت نجلاء وظلت نهلة متسمرة مكانها فهى.. فى موقف لا يحسد عليه ماذا تفعل ؟ فهى بين ثعبان وعقرب يريدان ان ينفثو سمهما فيها ..لم تستطع فعل شئ ال الدموع التى نزلت من عينيها بغزارة
ظلت تناجى ربها أن يف*ج كربها لعل الله يتقبلها فقد تابت ،وانابت ولكن ذنبها مازال يطاردها ...انها تكفر عنه فكل ما يحدث لها تعتبره انتقام من ربها، وكأنها هى الجانية وليس المجنى عليها ولكن هى تعترف أنها أخطأت خطأ كبير فى حق نفسها، وحق اسرتها، وتذكرت اسرتها تذكرت والدتها الحنون ترى ماالذى حدث لها بعد مصيبتها واخيها ابراهيم، هل يبحث عنها لينتقم منها ويقلتها لرد شرفه أمام العائلة والناس. نبض قلبها بشدةمن الخوف.. عند تذكرها لأخيها الذي أذا عثر عليها بالتأكيد لن يرحمها وسيقتلها شر قتلة.
........
وفى مكان ما كان يجلس ابراهيم اخو نهلة شاب ذو الخمس وثلاثون عاما قوي البنية قمحي اللون ذو شارب أضفى عليه وسامة .. كان ماكثا بالقرب من قبر والدته..التى توفت بسبب صدمتها فى ابنتها.. كان ابراهيم يبكى وهو يحدث روح والدته ويقول لها:
_ ارتاحى يا اما فى نومتك انا لقيتها خلاص الفاجرة.. ومش حسكت غير لما اروى ترابك بدمها الزانية.. ال حطت راسنا فى الطين وال خلتنى مش قادر ارفع عينى فى حد بسببها ..خلاص ياما انا لقيتها وحشرب من دمها واغسل عارى اطمنى ياما بالك حيرتاح حتى لو كان ده اخر يوم فى عمري.
ثم نظر لنقطة ما مستطردا:
استنى عليا يافاجرة يومك قرب .
هكذا نهلة اصبحت بين ثنايا الرحا الكل عليها الكل يبتزها يريد أن ينتقم منها.
ترى ماذا ستفعل؟ وكيف ستنجو من هذا كله؟
هديتي لكم اليوم
قال أعرابى لزوجته:
أنت طالق٠٠حتى "حين" ٠٠٠
و بعدها ندم وأراد أن يردها ؛ لكنه احتار فى تفسير كلمة "حين"٠٠٠
- فذهب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يسأله :
متى يعود إلى زوجته ؟
فلم يجده فى بيته وقتها.
- فذهب إلى أبى بكر وسأله عن تفسير كلمة "حين"
فقال أبو بكر:
حُرِّمت عليك زوجتك حتى (الموت) ولا تحل لك... فتركه
- وذهب إلى عمر بن الخطاب وسأله نفس السؤال
- فقال له:
حرمت عليك (أربعين سنة )...فتركه
- و ذهب إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه وسأله
- فقال:
حرمت عليك (عاما كاملا )... فتركه
- و ذهب إلى على بن أبى طالب وسأله
- فقال:
حرمت عليك (ليلة واحدة)... فتركه
ولكنه احتار أكتر : بأى الآراء يأخذ فى تفسير معنى "حين"
-فعاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فوجده فى بستان و حكى له ماحدث
والآراء فى تفسير كلمة "حين" ،
- فقال الرسول إجلس، وأرسل إلى أصحابه ، ولماحضرواسألهم :
- لماذا يا أبا بكر حرمت عليه زوجته حتى الموت؟
- فقال:
يارسول الله من القرآن يقول تعالى:
( فمتعناهم حتى حين )
ومعنى (الحين ) هنا حتى الموت ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وقال وأنت ياعمر ؟
- قال من القرآن يارسول الله ، أول سورة الإنسان يقول تعالى:
( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )
و"حين" هنا أن آدم مكث فى الجنة (أربعين سنة) قبل أن ينزل الأرض ..!
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
-وقال وأنت يا عثمان لماذا حرمت عليه زوجته عاما ؟
-قال من القرآن يارسول الله يقول تعالى :
( مَثَلُ كلمةٍ طيبة كشجرة طيبة تؤتى أُكلها كل حين )
والحين هنا أكثر الثمر يثمر كل عام مرة ،
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
-وقال وأنت يا على؟
-قال من القرآن يارسول الله، يقول الله تعالى:
( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون )
و(حين) هنا تعنى ليلة
فرح النبى صلّى الله عليه وسلم من أصحابه ،
وكانت هذه الرواية سبباً فى أن يقول :
(أصحابى كالنجوم بأيِّهم اقتديتم، اهتديتم ).
وقال الرسول صَلى الله عليه وسلم للأعرابى :
خذ برأى على بن أبى طالب فإنه أيسر لك!!
إذا أتممت القراءة صلِ على رسول اللهﷺ تسليماً كثيراً .
ذات يوم..
ذهبتُ أشكو لأخي حالي،، بأنني لم أعُد ذاك الذي يعرفه..
وأصبحت الشكوى تملأ يومي، والضجر يسيطر عليّ، وشعور العجز يقعدني؛خاصةً عندما أفشل بالانتصار على نفسي ورغباتها..
فربت على كتفي وأمسك يدي وشدّ عليها بيده،وقال:
وذاك والله شيءٌ يعتريني، يؤرّق ليلي ويمنع عني النوم!
تعالَ نبوح بشيء مما يختلج صدورنا، ونبدّد شيئاً من عتمات النفس..
هيّا بنا نؤمن ساعة..وليَكُن شعارنا يا أخي فيها [[خلوَةٌ مثمرة!]]
خلوَةٌ نبتعدُ فيها عن صخب الحياة..
ومشتتات الفِكر، ومفسداتِ القلب..
خلوَةٌ، نزيلُ فيها حواجزاً قد صنعناها بأيدينا بين قلوبنا والقرب من الله،، دعنا نخلع فيها نعالَ التيه، ونرتدي لباسَ الرشد..
يا أخي..
إنّ كلماتنا، كلّ كلماتنا إن لم تُصيّر أفعالاً ،فحقّ علينا الخوف من مقت الله لعبادٍ يقولون ويكتبون ما لا يفعلون..
فقد ( كبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)!
يا أخي..
إنّ (مراقبة النفس) لا تكفي في ردعها عن رغباتها وشهواتها وما لا يرضي الله، إن لم يكن هناك (دوافع) تدفعك لذلك...
دعنا نفكّر سوياً بصوتٍ مرتفع ( ما هي دوافعنا حين نعمل؟ حين نُحسن أو نخطئ؟ أو حتى حين تغلبنا أنفسنا أو ننتصر عليها)
دعنا نتجرّد من كلّ الأعذار التي نضعها دوماً لأنفسنا، والمخادعات النفسية التي نحتمي بها،، فكل واحدٍ منا ( على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره)..
نريد جواباً تملؤه تلك البصيرة في أنفسنا، دون المعاذير..
هل دوافع أعمالنا، تنطلق من (خشية الله ورجاء رحمته)، من (شوقنا للجنة) أو (خوفنا من الموت، النار وعذاب الله) ؟
هل دوافع أعمالنا تنطلق من (الأنا) لإرضائها وانتفاخها وطلباً للمدح والسّمعة؟ هل من نهمنا وسعينا كي نملك كل شيء نرغب فيه ، ونعمل كل ما يحلو لنا، دون رقيب؟
لا بد من تفعيل الجهاز الحساس في قلوبنا، مع كل لفظٍ أو لحظٍ أو تفكيرٍ يص*ر منا، كي نعرف حقيقة دوافعنا، ومنطلقات أعمالنا.. من أين وإلى أين؟
ولا يكفي أن نحدد دوافعنا ذِكراً، وإنما أن نفهم حقيقتها وماهيتها وآثارها علينا وأن نشعر بمعانيها، لتكون هي منطلقُ كل شيء في حياتنا..
تعالَ نكتب دوافعنا ، ونخطّ حقيقةَ سعينا حروفاً..
فلنكتبها ونتبادل هذه الأوراق..
لتكون هي عهدنا في كلّ لقاء..
أذكّرك فيها وتذكّرني، أعاتبك إذا حِدنا وتعاتبني، وأشاركك في كلّ مرة وتشاركني معنى جديد وشعوراً فريد..
هذا عهدنا، ولنا لقاء..
••|| مهمّة عملية ||••
(خلوة مثمرة) في وقت السحر، أو قبل النوم،،، مع دفترك وقلمك، تتجرد فيها من كل الأعذار،،والمخادعات النفسية،، وتراجع أعمالك خلال اليوم،، لتكتب في الورقة ( ما هي دوافع كل عمل قمت به؟)
خلوة_مثمرة
بقلمى سهير عدلي
إلى اللقاء
دمتم بخير يا رب العالمين