الفصل العاشر(10)

1822 Words
ماضى يخنقنى فاقت نجلاء من غيبوبتها التي تسبب فيها رؤيتها لمشهد حمدى وهو مقتول، لترى حولها جمع من البشر و الشرطه والمباحث فحضر مشهد رأس حمدى المقطوع و المحدوف بعيد عنه ، فظلت تصرخ بهستريه وتصرخ منكمشة على نفسها ضامة ركبتيها بيديها جسدها كله يرتعش لا أراديا، والمحقق يهدئها قائلا لها: _اهدى يا مدام من فضلك عشان نعرف إيه الحصل؟ ولكن نجلاء أصيبت بانهيار عصبى حاد مما جعل المحقق يص*ر قراراً أن تودع المتهمة بمستشفى العصبيه والنفسيه. و جاء سليم بعد أن تم استدعائه من النيابه لأخذ أقواله، وما أن علم بالأمر شعر بزلزال يهد كرامته فقال للمحقق برجولة مجروحة : _ أنا يا أفندم معرفش حاجة عن ال حصل ده كله ، وأنا بريئ من تصرفات زوجتي وأى حاجة عملتها تتحاسب عليها لوحدها لأن ماكنش عندي علم بكل الخطط دي وكل ال دبرته وهي من دلوقت طالق. علم سليم من النيابه أن زوجته قامت بتسليط رجل بلطجى، بقتل خلود والذى قام بقتل الخادمه بالخطأ وهذا بعد تحريات النيابة الدقيقة. عاد سليم من التحقيقات وهو مصدوم ،لم يصدق سليم ما حدث، كان يعلم أن نجلاء وصولية تحب المال وشرهة له، ويعلم أيضا أنها كانت لها رغبة في الاستحواذ على كل الثروة، ولكن لم يكن يتخيل أن يصل بها طمعها وطموحها إلى كل هذا الشر، وكل هذه الدنائة، فقام على الفور بتطليقها في القسم وطلب منهم أن يعلموها بذلك .. وبذلك لم تعد نجلاء لها صلة به ولا بعائلته. أما نهلة فقد كانت منهارة لموت ابنها ، وبعد أن فاقت واصلت البكاء بشكل هستيري ثم نظرت لمروان الذى كان جالس بجانبها وفى عينه قلق وخوف كبيرين...قررت أن تحكى له كل شئ فلم يعد لها مكان في حياته لقد خسرت كل شئ خسرت شرفها وحياتها ومستقبلها، حتى ابنها ابن الخطيئة ها هو قد مات، فلا داعى لمزيد من الكذب والنصب لابد أن تتخلص من هذا العبء الثقيل الذي يؤرق حياتها . ما إن رآها مروان حتى اعتدل من جلسته وقال بلهفه : _ حبيبتى انتى.. انتى كويسه ....خلود ردى عليا طمنينى عليكى . كانت تتألم من الكذب.. تختنق من تمثيلها لدور واحده أخرى تشفق على مروان من حبه لها، فماذا سيكون رد فعله لو علم بحقيقتها ..هكذا سألت نفسها هتف مروان: _ خلود ردى عليا متسكتيش كده عايز اطمن عليكى أنا حموت من القلق. نظرت له نهلة و قالت وقد كانت على وشك الإنهيار حتى قالت بصعوبة : _ مروان ممكن نروح أي حته عايزة أتكلم معاك في حاجة مهمة مروان : _حاضر يلا بينا..بس حتقدرى تمشى نهلة بضعف : _ آه حقدر عاد سليم إلى البيت وهو بركان ثائر غاضب ، بداخله نار لا تنطفئ ، لم يتوقع أن تكون زوجته بهذا القدر من الشر ظل يحطم فى أثاث الحجرة سمعته والدته الذى طرحها المرض على الفراش ، فسألت الممرضه التى تتولى رعايتها قائلة _ إيه ال بيحصل بره ده؟ ايه ال**ر و شالدربكة دول؟ روحى يبنتى بالله عليكى شوفيلى ايه الحكاية. الممرضة : _حاضر يا هانم حاروح حالا وذهبت الممرضة فرأت سليم يحطم فى أثاث ومحتويات الحجرة ، وهو فى منتهى الغضب والثورة فخشت أن تقول للسيدة شئ فيكون له تأثير سيئ عليها ويحدث لها مكروها فقالت محدثة نفسها وعلى محياها التردد : _ وأنا مالي اروح أقولها على ال شفته يحصلها حاجة ويتهموني بيها حاروح أقولها ملقتش حاجة. عادت للسيدة وقالت لها: _ مفيش حاجه يا هانم ده بس الاستاذ سليم بينقل حاجه كده من اوضته لأوضة المكتب كريمة : _ طيب يا بنتى الممرضة تكرر فى نفسها حتى تثبت أن ما فعلته الصواب: _ الحمد لله مقلتش حاجة..وليه أقول حاجة تزعجها.. أنا مالى أقولها خبر يضايقها وتيجى فى وشى مليش دعوة تعرف من غيرى بقى. واعطتها الدواء لتنام السيدة كريمه وهى تشعر بضيق فى ص*رها لا تعلم له سبب. ظل إبراهيم أخي نهلة، ينتظر نجلاء أن تتصل به ، ولكنها تأخرت حتى شعر بالقلق ..ظن أنها غدرت به حتى يعدل عن قتل اخته ، فاضطر أن يذهب ليتفقد الأحوال هناك..ذهب إلى الفيلا التى كانت بها اخته نهلة، ودخل متسللا إلى داخلها فوجد أخته جالسة مع شخص ، تتحدث معه وهذا الشخص مروان كانت نهلة ، تحكى له حكايتها منذ أن خدعت حتى جاءت عندهم وظنوها إنها خلود ، و مروان فاغر فاه لم يصدق ما تسمعه أذنيه ، و ابراهيم يستمع لهما من قريب ، فسمع حكايتها وسمع مروان وهو ينتفض قائلا لها بغضب : _انتى بتقولى ايه ؟ أنتي ازاى تخدعينا وتفهمينا انك مراة اخونا.. ازاي تسمحي لنفسك إنك تعشينا . نهلة وهي تبكي وجهه محتقن : _قلتلك أنا مخدعتكش انا الظروف اجبرتنى انى اكونى هى..اكون بدل خلود الله يرحمها ، وكنت مضطرة والله العظيم، مكنش عندى مكان اروحه ولا أي حد أتوجهله أو ألجأ ليه ، كنت تايهة ، وتعبانه ، مكنتش عارفة اروح فين ..صدقني ده ال حصل والله العظيم ده ال حصل . مروان ومازال ثائرا و وجهه محتقن من الغضب صارخا فيها : _ والمفروض أنى اصدقك واصدق دموعك دى مش كده مسحت نهلة دموعها وهى تقول : _ ليك حق متصدقش بس صدقني هو ده ال حصل ، عالعموم انا حمشى و اريحك منى خالص وكأنك لشف*ني ولا عرف*ني. وهمت أن تمشي ولكن مروان استوقفها من ذراعها صارخا فيها : _ استنى هنا انتى فاكرة ايه انك بالبساطة دي تقدري تمشي..ولا فاكرة إن دخول الحمام زى خروجه..لا يا مدام ، انتى مش خارجه من هنا غير لما نصفى حسابنا الأول. نهلة بانزعاج : _ ح حساب ايه ؟ انت عايز منى ايه يا مروان قلتلك الظروف أجبرتني انى أكون بدل خلود الله يرحمها .. مكنش قصدي اعمل كده ولا اكدب عليكم والله عايز منى ايه ؟ سبني أمشي أرجوك سبني الله يخليك . مروان: قلتلك مش حتمشي ..مش حتمشي فاااااهمة.......... و قاطعهم إبراهيم وهو يصوب مسدسه نحوهما و هو يقترب و يقول و الانتقام بادى على وجهه : _ سبها يا مروان بيه دى تخصنى أنا مروان باستغراب انت مين؟ أما نهلة ما إن رأته حتى سقط قلبها فى قدميها وشعرت أن الدنيا تميد بها وأن الظلام سوف يهجم عليها ، فهمست باسمه بخوف وهي تحدق به بانزعاج : _ أ ابراهيم.. ترى مالذى سيفعله ابراهيم هل سيقتل نهلة أم سيغفر لها هذا ما سوف نعرفه فى الحلقة القادمه. هدية اليوم خرج النبي محمد ﷺ ذات يوم ليلعب مع أخيه من الرضاعة ابن حليمة السعدية، وفي أثناء لعبهما ظهر رجلان فجأة، واتجها نحو محمد صلى الله عليه وسلم فأمسكاه، وأضجعاه على الأرض ثم شقَّا ص*ره، وكان أخوه من الرضاعة يشاهد عن قرب ما يحدث له، فأسرع نحو أمه وهو يصرخ... القصة من البداية في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول ولدت السيدة آمنة بنت وهب زوجة عبد الله بن عبد المطلب غلامًا جميلا، مشرق الوجه، وخرجت ثويبة الأسلمية خادمة أبي لهب -عم النبي صلى الله عليه وسلم- تهرول إلى سيدها أبي لهب، ووجهها ينطق بالسعادة، وما كادت تصل إليه حتى همست له بالبشرى، فتهلل وجهه، وقال لها من فرط سروره: اذهبي فأنت حرة! وأسرع عبد المطلب إلى بيت ابنه عبد الله ثم خرج حاملا الوليد الجديد، ودخل به الكعبة مسرورًا كأنه يحمل على يديه كلَّ نعيم الدنيا، وأخذ يضمه إلى ص*ره ويقبله في حنان بالغ، ويشكر الله ويدعوه، وألهمه الله أن يطلق على حفيده اسم محمد. حكاية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم: جاءت المرضعات من قبيلة بني سعد إلى مكة؛ ليأخذن الأطفال الرُّضَّع إلى البادية حتى ينشئوا هناك أقوياء فصحاء، قادرين على مواجهة أعباء الحياة، وكانت كل مرضعة تبحث عن رضيع من أسرة غنية ووالده حي؛ ليعطيها مالاً كثيرًا، لذلك رفضت كل المرضعات أن يأخذن محمدًا صلى الله عليه وسلم لأنه يتيم، وأخذته السيدة حليمة السعدية لأنها لم تجد رضيعًا غيره، وعاش محمد صلى الله عليه وسلم في قبيلة بني سعد، فكان خيرًا وبركة على حليمة وأهلها، حيث اخضرَّت أرضهم بعد الجدب والجفاف، وجرى اللبن في ضروع الإبل. حكاية شق الص*ر: وفي بادية بني سعد وقعت حادثة غريبة، فقد خرج محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم ليلعب مع أخيه من الرضاعة ابن حليمة السعدية، وفي أثناء لعبهما ظهر رجلان فجأة، واتجها نحو محمد صلى الله عليه وسلم فأمسكاه، وأضجعاه على الأرض ثم شقَّا ص*ره، وكان أخوه من الرضاعة يشاهد عن قرب ما يحدث له، فأسرع نحو أمه وهو يصرخ، ويحكى لها ما حدث.فأسرعت حليمة السعدية وهي مذعورة إلى حيث يوجد الغلام القرشي فهو أمانة عندها، وتخشى عليه أن يصاب بسوء، لكنها على ع** ما تصورت، وجدته واقفًا وحده، قد تأثر بما حدث، فاصفر لونه، فضمته في حنان إلى ص*رها، وعادت به إلى البيت، فسألته حليمة: ماذا حدث لك يا محمد؟ فأخذ يقص عليها ما حدث، لقد كان هذان الرجلان ملكين من السماء أرسلهما الله تعالى؛ ليطهرا قلبه ويغسلاه، حتى يتهيأ للرسالة العظيمة التي سيكلفه الله بها. خافت حليمة على محمد، فحملته إلى أمه في مكة، وأخبرتها بما حدث لابنها، فقالت لها السيدة آمنة في ثقة: أتخوفتِ عليه الشيطان؟ فأجابتها حليمة: نعم، فقالت السيدة آمنة: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لابني لشأنًا؛ لقد رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور، أضاء لي به قصور الشام، وكان حَمْلُه يسيرًا، ف*جعت به حليمة إلى قومها بعد أن زال الخوف من قلبها، وظل عندها حتى بلغ عمره خمس سنوات، ثم عاد إلى أمه في مكة. رحلة محمد صلى الله عليه وسلم مع أمه إلى يثرب: وذات يوم، خرجت السيدة آمنة ومعها طفلها محمد وخادمتها أم أيمن من مكة متوجهة إلى يثرب؛ لزيارة قبر زوجها عبد الله، وفاء له، وليعرف ولدها قبر أبيه، ويزور أخوال جده من بني النجار، وكان الجو شديد الحر، وتحملت أعباء هذه الرحلة الطويلة الشاقة، وظلت السيدة آمنة شهرًا في المدينة، وأثناء عودتها مرضت وماتت وهي في الطريق، في مكان يسمى الأبواء، فدفنت فيه، وعادت أم أيمن إلى مكة بالطفل محمد يتيمًا وحيدًا، فعاش مع جده عبدالمطلب، وكان عمر محمد آنذاك ست سنوات. محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة جده عبد المطلب: بعد وفاة السيدة آمنة عاش محمد صلى الله عليه وسلم في ظل كفالة جده عبدالمطلب الذي امتلأ قلبه بحب محمد، فكان يؤثر أن يصحبه في مجالسه العامة، ويجلسه على فراشه بجوار الكعبة، ولكن عبدالمطلب فارق الحياة ومحمد في الثامنة من عمره. محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه أبي طالب: وتكفَّل به بعد وفاة جده عمه أبو طالب، فقام بتربيته ورعايته هو وزوجته فاطمة بنت أسد، وأخذه مع أبنائه، رغم أنه لم يكن أكثر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم مالا، لكنه كان أكثرهم نبلا وشرفًا، فزاد عطفه على محمد صلى الله عليه وسلم حتى إنه كان لا يجلس في مجلس إلا وهو معه، ويناديه بابنه من شدة حبه له. رحلته عليه الصلاة و السلام إلى الشام: خرج محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه أبو طالب في رحلة إلى الشام مع القوافل التجارية وعمره اثنا عشر عامًا، وتحركت القافلة، ومضت في طريقها؛ حتى وصلت إلى بلدة اسمها (بصرى) وأثناء سيرها مرت بكوخ يسكنه راهب اسمه (بُحَيْرَى) فلما رأى القافلة خرج إليها، ودقق النظر في وجه محمد صلى الله عليه وسلم طويلا، ثم قال لأبي طالب: ما قرابة هذا الغلام منك؟ فقال أبوطالب: هو ابني -وكان يدعوه بابنه حبًّا له- قال بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغي أن يكون هذا الغلام أبوه حيًّا، قال أبو طالب: هو ابن أخي، فسأله بحيرى: فما فعل أبوه؟ قال أبو طالب: مات وأمه حبلى به؟ فقال له بحيرى: صدقت! فارجع به إلى بلده واحذر عليه اليهود!! فوالله لئن رأوه هنا ليوقعون به شرًّا، فإنه سيكون لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع أبو طالب بالعودة إلى مكة وفي صحبته ابن أخيه محمد............ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين سهير عدلي.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD