ماضى يخنقني
تفاجأ ابراهيم بهذه السيدة كيف رأته؟
كانت نجلاء واقفة عند باب الفيلا فلمحت شئ يلمع من بعيد فظلت تتسحب وتقترب ببطء حتى وجدت ابراهيم وهو مثبت بصره على خلود و مروان ، وبسرعه جاءت بفرع شجرة وغرزته فى ظهر ابراهيم الذى ظنه مسدس قائلة:
_أوعى تتحرك أو تتكلم فاهم؟
خفق قلب ابراهيم بشدة مردفا:
_انتى مين وعايزة ايه ؟
نجلاء:
_أنت ال مين وعايز ايه والسكينه دى ال ماسكها في إيدك كده عايز تقتل بيها مين؟
ابراهيم :
_ أنا مش حرامى أنا جاى لاختى .
نجلاء وهى تضيق عينيها باستغراب: _اختك ...اختك مين؟
ابراهيم بضيق:
_اختى نهلة
نجلاء وهي تبتسم وقد تفاجأت وكأن القدر يهيئ لها كل السبل لتحقيق مخططها السيئ _نهلة تبقى اختك؟!
ابراهيم بنفاذ صبر:
_ايوة يا ست أنتي عايزة إيه مني بقى
تعض نجلاء شفتها السفلى بتفكير وبعد لحظات .. قالت له:
_ وانت عايز تقتلها ليه
ابراهيم بغضب:
_وانتى مالك ياستى انتى
نجلاء :
_مالى ونص انت فى بيتى وانا ضبطتك متلبس يعنى تليفون منى صغير اود*ك فى داهيه.
ابراهيم بغل ونفاذ صبر:
_عايز اغسل عارى بدمها ..ارتحتى بقى
نجلاء :
_طب اهدى بقى وأنا حساعدك واهيئلك الوقت المناسب ماشى
ابراهيم باستغراب :
_طب وانتى حتعملى كده ليه وايه مصلحتك فى إنك تساعديني عشان اقتل اختي
نجلاء:
بعدين حتعرف المهم دلوقت تمشى بسرعه لحسن حد يحس بيك، وخد ده رقمى ابقى اتصل بيا عشان اقولك تيجى امتى وتتفق على كل حاجة.
ابراهيم على مضض:
_ ماشى حخلينى وراكى أم أشوف اخرتها معاكى ايه؟ ثم تركها وهو متعجباً لامرها
ذهبت نجلاء إلى خلود فى حجرتها لتكمل مخططها وبعد أن فتحت نهلة لها الباب قالتخلود بنبرة تهديد:
_اسمعى انتى بكرة حتروحى لحمدى فى شقته عشان تديله الفلوس ال طلبها عشان يسكت فاهمه؟
نبض قلب نهلة من الخوف وكأنه انتزع من مكانه فهتفت معترضة:
_ اييييه اروحله فى بيته ..مش ممكن مستحيل اروحله طبعا
نجلاء بابتسامه ساخرة:
_ ليه ياحبيبتى هى أول مرة يعنى ..ثم تابعت بتهديد ونبرتها تحمل كل قسوة الدنيا:
_ اسمعى انتى حتروحى وإلا ابنك مش حيطلع عليه صبح فاهمه
نهلة بدموع تلهب خديها :
_ حرام عليكى انتى بتعملى كده ليه انا عملت فيكى ايه؟ سبيني أمشي ارجوكي اخد ابني وأمشي من هنا عشان اريحك مني خالص.
نجلاء وهي تجز على أسنانها قائلة في نبرة لا تحتمل النقاش:
_ بقولك ايه أنا مش فاضيالك بكرة الساعه 7 بالليل حتروحى له في شقته فاهمه وتديله الفلوس ال طلبها والا وديني مش حتشوفي ابنك ده تاني.
ثم تركتها وبعد أن انصرفت نجلاء شعرت نهلة بداوار، فيبدو ان الخوف والقلق جعلا ضغطها ينخفض هاتفة وهي تترنح ممسكة برأسها بين يديها:
_ياربى أعمل إيه بس ...هو ده عقابك ليا يارب، لو ده عقاب ليا على ال أنا عملته أنا راضيه بس يارب ارحمني أنا مبقتش قادرة استحمل .. يارب انت عالم انى مظلومه فنجينى يارب ..نجينى وساعدنى انى اخرج من المصيبة ال انا فيها دى ..استرها معايا يارب ..يارب .. أنا تعبت والله مش قادرة استحمل اكتر من كده ياريت تاخدنى عشان استريح.
وظلت تبكي بكاء مريرا على ما ألم بها..طوال اليوم قلقه متوترة تفكر كيف ستذهب له هذا الحيوان الذى مات ضميره ظلت تبكى وهي تشعر بقلة حيلتها. حتى أن مروان افتقدها فلم تظهر هذا اليوم ابدا فذهب لها فى حجرتها وطرق الباب.. وعندما سمعت نهلة طرقات الباب جففت دموعها بسرعه وقالت وهى تحاول أن يبدو صوتها طبيعى:
_ميين؟
مروان من خلف الباب:
_ أنا ياخلود افتحي..مالك فيه ايه انا مشفتكيش انهاردة خالص
تفاجأت نهلة به وظلت تدور حول نفسها فماذا تفعل وماذا تقول له ؟ فقالت له باضطراب:
_ايوة اصل .. اصلى انا تعبانه شوية
مروان :
_طب ممكن تفتحى عايز اتكلم معاكى .
تتنفس نهلة بصعوبة وتنظر لنفسها فى المرآه فترى عيناها منتفختان من كثرة البكاء اضطرت أن تفتح وما إن رآها فوجىء مروان بوجهها المنتفخ المحتقن من اثر البكاء فقال بانزعاج:
_ مالك ياخلود انتى كنتى بتبكى ولا ايه في حاجه حصلت؟
نهلة مرتبكة:
_ هه ..لا ..ابدا ...اصلى قلقانه على ابنى قوى
مروان غير مقتنع إحساسه ينبئه أن هناك أمر آخر ومع ذلك قال لها:
_متقلقيش إن شاء الله مفيش حاجه وحشة ...طب ايه رايك نروح نطمن عليه
نهلة :
_ياريت يامروان
مروان :
_طب خلاص روحى جهزى نفسك وأنا حطلع العربيه وحستناكى تحت.
كانت الساعه العاشرة صباحا وفى هذا الوقت لم تكن نجلاء قد استيقظت ...كانت نهلة فى حاجة أن تطمئن على ابنها فوافقت ان تذهب مع مروان إليه فى المستشفى كى تقر عينها به.
عندما ذهبت نهلة إلى الحضانة ومروان يتبعها فكانت تهرول امامه فلم تجده
فهتفت بجزع:
مروان ابنى مش فى الحضانة..ابني فين راح فين.
مروان :
_ طب اهدي بس وانتى قلقانه ليه ده يبقى الحمد لله خرجوه منها ويمكن ناخده ونرجع بيه.
نهلة وقلبها ينبض بخوف وقلق :
_مش عارفه قلبى مش مطمن ليه شوفي لي ابني يامروان مين خده شوفوه بسرعة أرجوك.
مروان:
_ اهدي بس ياخلود مفيش داعي التوتر ده تعالى بس نسأل عليه الدكتور.
هرولوا إلى الطبيب وما إن رأوه حتى سأله مروان بلهفة:
_لو سمحت يادكتور هو ابنها خلاص طلع من الحضانه ونقدر ناخده معانا
الطبيب باسف :
_البقيه فى حياتكم
صرخت نهلة بجزع:
: اييييييه ابنى مااات.
ثم لم تحتمل وسقطت مغشيا عليها
مروان بفزع:
خلوووود ... فحملها وأمر الطبيب أن ياخذها إلى حجرة الكشف ليطمئن عليها.
كانت نجلاء تنتظر خلود بفارغ الصبر وكادت أن تموت غيظا .. وتسأل نفسها أين ذهبت هذه اللعينه؟
وقد جاءتها مكالمه من حمدى يسأل عن نهلة لماذا تاخرت ؟
كانت نجلاء قد اتفقت معه اغن يصورها فى مواضع مشينه، حتى إن رآها مروان فيقتلها أو يطردها على الاقل.
واتفقت أيضاً على أن تجعل ابراهيم يقتل اخته نهلة ويتهم فيها مروان وهكذا تكوت قد تخلصت منهم جميعاً.
ويكون المال كله لزوجها هذا هو مخططها
ولكن تأخر نهلة أفسد مخططها فتوعدت لها لانها واضطرت للذهاب لحمدى لكى يتفقا على ميعاد آخر تذهب نهلة فيه إليه
وذهبت له بالفعل ولكنها استغربت لانغ الباب كان شبه مفتوح..قلبها نبض نبضات مضطربة، و توجست خيفة ودخلت وقد ظنت ان نهلة ربما أتت وهي بالداخل .. وبدأت تبحث بعينيها في المكان وتستكشف شقته. فشهقت شهقه توقف لها قلبها فقد رأت حمدى مقطوع الرأس وبركة دماء حوله هذا المشهد لم تحتمله ففقدت النطق والوعى.
ياترى حيحصل إيه؟
إلى اللقاء انتظروني
سهير عدلي
اقتباس من فصل غدا :
ظل إبراهيم أخي نهلة، ينتظر نجلاء أن تتصل به ، ولكنها تأخرت حتى شعر بالقلق ..ظن أنها غدرت به حتى يعدل عن قتل اخته ، فاضطر أن يذهب ليتفقد الأحوال هناك..ذهب إلى الفيلا التى كانت بها اخته نهلة، ودخل متسللا إلى داخلها فوجد أخته جالسة مع شخص ، تتحدث معه وهذا الشخص مروان كانت نهلة ، تحكى له حكايتها منذ أن خدعت حتى جاءت عندهم وظنوها إنها خلود ، و مروان فاغر فاه لم يصدق ما تسمعه أذنيه ، و ابراهيم يستمع لهما من قريب ، فسمع حكايتها وسمع مروان وهو ينتفض قائلا لها بغضب :
_انتى بتقولى ايه ؟ أنتي ازاى تخدعينا وتفهمينا انك مراة اخونا.. ازاي تسمحي لنفسك إنك تعشينا .
نهلة وهي تبكي وجهه محتقن :
_قلتلك أنا مخدعتكش انا الظروف اجبرتنى انى اكونى هى..اكون بدل خلود الله يرحمها ، وكنت مضطرة والله العظيم، مكنش عندى مكان اروحه ولا أي حد أتوجهله أو ألجأ ليه ، كنت تايهة ، وتعبانه ، مكنتش عارفة اروح فين ..صدقني ده ال حصل والله العظيم ده ال حصل .
مروان ومازال ثائرا و وجهه محتقن من الغضب صارخا فيها :
_ والمفروض أنى اصدقك واصدق دموعك دى مش كده
مسحت نهلة دموعها وهى تقول :
_ ليك حق متصدقش بس صدقني هو ده ال حصل ، عالعموم انا حمشى و اريحك منى خالص وكأنك لشف*ني ولا عرف*ني.
وهمت أن تمشي ولكن مروان استوقفها من ذراعها صارخا فيها :
_ استنى هنا انتى فاكرة ايه انك بالبساطة دي تقدري تمشي..ولا فاكرة إن دخول الحمام زى خروجه..لا يا مدام ، انتى مش خارجه من هنا غير لما نصفى حسابنا الأول.
نهلة بانزعاج :
_ ح حساب ايه ؟ انت عايز منى ايه يا مروان قلتلك الظروف أجبرتني انى أكون بدل خلود الله يرحمها .. مكنش قصدي اعمل كده ولا اكدب عليكم والله عايز منى ايه ؟ سبني أمشي أرجوك سبني الله يخليك .
مروان: قلتلك مش حتمشي ..مش حتمشي فاااااهمة..........
معلومة مفيدة جدا
إذا اغتسل الإنسان هل يلزمه الوضوء لأداء الصلاة
السؤال: إذا اغتسل الإنسان هل يلزمه الوضوء لأداء الصلاة، أم الاغتسال كافٍ؟
الجواب:
السنة إذا كان عليه جنابة أو كانت حائضاً تغتسل من حيضها أو نفاسها الوضوء أولا، يبدأ بالوضوء، يستنجي الإنسان ثم يتوضأ وضوء الصلاة، ثم يغتسل، ويكتفي بذلك عن الوضوء بعد ذلك.
فإن اغتسل بنية الأمرين بنية الطهارتين الكبرى والصغرى دخلت الصغرى في الكبرى.
أما أن يغتسل بنية الجنابة فإنه يتوضأ بعد ذلك الوضوء الشرعي.
كذلك إذا اغتسلت بنية الحيض والنفاس فإنها تتوضأ الوضوء الشرعي للصلاة أو مس المصحف أو نحو ذلك، والأفضل كما تقدم أن يبدأ بالوضوء الشرعي، يستنجي من الجنابة والحيض، يستنجي الرجل وتستنجي المرأة من الحيض والنفاس، ثم توضأ الوضوء الشرعي، بأن تتمضمض وتستنشق، وتغسل وجهها وذراعيها، وتمسح على رأسها، وتغسل رجليها، وهكذا الرجل في الجنابة، ثم يكون الغسل بعد ذلك، كما كان النبي يفعل ﷺ إذا اغتسل من الجنابة، اللهم صلي عليه.
الإمام إبن باز رحمه الله
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ "ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ صل الله عليه وسلم :
" ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻲ "
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻓﻘﺎﻝ :
" ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻮﺽ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﺄﻧﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ "
" ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻓﺴﻮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻓﺘﻬﻠﻜﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻫﻠﻜﺘﻬﻢ "
" ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ "
ﺑمعنى : ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋلىﺍﻟﺼﻼﻩ .
ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
" ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .. أﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺧﻴﺮﺍً .
" ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺇﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺧﻴﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ "
ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﻧﻔﺴﻪ.
ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ .. ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭعلا نحييبه ..
ﻭﻭﻗﻒ ﻭﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم .. ﻭﻗﺎﻝ :
ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺂﺑﺎﺋﻨﺎ ,ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ , ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻭﻻﺩﻧﺎ ،
ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﺯﻭﺍﺟﻨﺎ , ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻣﻮﺍﻟﻨﺎ , ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ..
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ إلى ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ .. ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم .. ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﺋﻼً " :
" ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺩﻋﻮﺍ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ .. ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺇﻻ ﻛﺎﻓﺄﻧﺎﻩ ﺑﻪ .. ﺇﻻ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ .. ﻓﺘﺮﻛﺖ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .. كل ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ إلى ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺗﺴﺪ ﺇﻻ ﺑﺎﺏ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ .. ﻻ ﻳﺴﺪ ﺃﺑﺪﺍ "
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ .. ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﻩ ﻛﺂﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻟﻬﻢ ..
ﻓﻘﺎﻝ : " ﺁﻭﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﺣﻔﻈﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﻧﺼﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﺛﺒﺘﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻳﺪﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ " ..
ﻭﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ .. ﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﻣﻮﺟﻬﻪ ﻟﻸﻣﻪ ﻣﻦ ﻋلى ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ ..
" ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺍﻗﺮﺃﻭﺍ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ "
في عام 1989 ض*ب زلزال مدمر أرمينيا ، وكان من أقسى زلازل القرن العشرين وأودى بحياة أكثر من خمسة و عشرين ألف شخص خلال عدة دقائق ولقد شلت المنطقة التي ض*بها تماماً وتحولت إلى خرائب متراكمة ، وعلى طرف تلك المنطقة كان يسكن فلاح مع زوجته ، تخلخل منزله ولكنه لم يسقط ، وبعد أن اطمأن على زوجته تركها بالمنزل وانطلق راكضاً نحو المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها ابنه والواقعة في وسط البلدة المنكوبة..
وعندما وصل وإذا به يشاهد مبنى المدرسة وقد تحول إلى حطام، لحظتها وقف مذهولاً واجماً، لكن وبعد أن تلقى الصدمة الأولى ما هي إلا لحظة أخرى وتذكر جملته التي كان يرددها دائماً لابنه ويقول له فيها: مهما كان (سأكون دائماً هناك إلى جانبك) ، وبدأت الدموع تنهمر على وجنتيه، وما هي إلا لحظة ثالثة إلا وهو يستنهض قوة إرادته ويمسح الدموع بيديه ويركز تفكيره ونظره نحو كومة الأنقاض ليحدد موقع الفصل الدراسي لابنه وإذا به يتذكر أن الفصل كان يقع في الركن الخلفي ناحية اليمين من المبنى ، و لم تمر غير لحظات إلا وهو ينطلق إلى هناك ويجثو على ركبتيه ويبدأ بالحفر، وسط يأس وذهول الآباء والناس العاجزين.
حاول أبوان أن يجراه بعيداً قائلين له : لقد فات الأوان ، لقد ماتوا ، فما كان منه إلا أن يقول لهما: هل ستساعدانني؟! ، واستمر يحفر ويزيل الأحجار حجراً وراء حجر ، ثم أتاه رجل إطفاء يريده أن يتوقف لأنه بفعله هذا قد يتسبب بإشعال حريق ، فرفع رأسه قائلاً : هل ستساعدني؟!
واستمر في محاولاته ، وأتاه رجال الشرطة يعتقدون أنه قد جن ، وقالوا له : إنك بحفرك هذا قد تسبب خطراً وهدماً أكثر ، فصرخ بالجميع قائلا : إما أن تساعدوني أو اتركوني ، وفعلا تركوه ، ويقال أنه استمر يحفر ويزيح الأحجار بدون كلل أو ملل بيديه النازفتين لمدة (37 ساعة) ، وبعد أن أزاح حجراً كبيراً بانت له فجوة يستطيع أن يدخل منها فصاح ينادي : (ارماند) ، فأتاه صوت ابنه يقول : أنا هنا يا أبي ، لقد قلت لزملائي ، لا تخافوا فأبي سوف يأتي لينقذني وينقذكم لأنه وعدني أنه مهما كان سوف يكون إلى جانبي.
مات من التلاميذ 14 ، وخرج 33 كان آخر من خرج منهم (ارماند) ، ولو أن إنقاذهم تأخر عدة ساعات أخرى لماتوا جميعا ، والذي ساعدهم على المكوث أن المبنى عندما انهار كان على شكل المثلث ، نقل الوالد بعدها للمستشفى ، وخرج بعد عدة أسابيع. والوالد اليوم متقاعد عن العمل يعيش مع زوجته وابنه المهندس ، الذي أصبح هو الآن الذي يقول لوالده : مهما كان سأكون دائماً إلى جانبك...!
...
*الفكرة*
إن الرغبة والقدرة على تخطي الصعاب وتجاوز المحبطات والمثبطات انما هي سمة الناجحون،
وعليه لا بد من التمسك برغباتنا وطموحاتنا حتى تكلل بالتطبيق العملي في أرض الواقع ولو بعد حين، ....
إن الإرادة هي تلك النقطة الصغيرة التي تمكث في عقلك الباطن وتحركك اتجاه ما تريد وتعطيك الدافع والحافز في اتجاه هدفك و تمكنك من تذليل الصعاب و تحدي المعوقات لإكمال طريقك وإنجاز مبتغاك مهما صعب المشوار.
قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله " لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله.