الحلقه الخامسة عشر
والأخيرة.
ماضى يخنقنى
بعد خمسة عشر يوما تماثلت نهلة للشفاء بعد مجهود مضنى من الاطباء والممرضين ، كان مروان بجانبها لم يتركها لحظه واحدة ...كتب الطبيب لها إذن خروج بعد أن أوصى بالرعاية التامه ، وها هو مروان ينتظرها حتى تبدل ملابسها لكى يأخذها ويذهب بها إلى البيت .
خارجة من حجرتها متوجهة إليه ، ووجهها أصفر يبدو عليه الاعياء تمشى بغير توازن.
قال مروان وهو يمد لها يده :
_ جهزتى
نهلة باعياء :
_ ايوة
مروان: طب يلا بينا
نهلة :
_على فين
مروان مستنكرا :
_ إيه هو ال على فين على بيتنا طبعا
نهلة :
_ لا يمروان أنا حروح بيت أبويا
مراون :
_ نهلة من فضلك بلاش القرارات دى دلوقت انتى تعبانه ، ومحتاجه رعاية ومش حينفع تقعدى لوحدك.
نهلة باعتراض وصوتها مليئ بالشجن:
_من فضلك يا مروان سبنى براحتى أنا عايزة أروح بيتنا يمكن اشم ريحه امى هناك ، انا مشتاقلها قووى وتعبانه قوووى لانها ماتت غضبانه عليا .
قبض على يدها وقال بحزم:
_ قلت لأ انتى حتروحى معايا ومش عايز نقاش فاهمة يلا .....وامتثلت له وذهبت معه وقلبها يحن إلى بيتها وامها وذكرى أيامها التى مضت . تستعيد كل موقف لها مع أمها كل كلمة قالتها لها..كل نصيحة وكل دعاء، تتمنى أن تكون الآن على قيد الحياة لتعتذر لها ، وترتمي في حضنها، وتقبل قدمها ، لكن في فات الأوان .
عندما علمت السيدة كريمه بالحقيقة اذدات حالتها سوء، فلم تتحمل الصدمه كانت تظن أن الله عوض عليها بزوجة ابنها وحفيدها ، ولكن زوجته وابنه لم يرغبو فى الحياة وذهبو إليه سريعا ليكونا معه فى السماء
تألمت نهلة لما حدث للسيدة كريمه وشعرت بالذنب تجاهها ، ولامت نفسها أشد اللوم وكأنها هى السبب فى سوء حالتها . دخلت لتطمئن عليها ولكن عندما رأتها السيدة كريمة.. اشاحات بوجهها بعيدا عنها بيد أن نهلة اقتربت منها ، وجلست عند رأسها وقالت لها و الدموع غلبتها :
_ سامحينى يا ماما ، والله غصب عنى مقصدتش إن اكدب عليكى انا الظروف حطتنى فى طريقكم ، كنت بحس أن ربنا بعتكم ليا نجدة وعوض عن الحصلى ، لكن مكنتش أعرف أنى اديتكم فرحه وأمل زائفين وبعدين انزعهم منكم تانى ..سامحينى عشان خاطري يا أمى ، كفاية امى ال والدتنى ماتت وهى غاضبنه عليا ، صدقيني لو قلتلك أني من أول ما شفتك حسيتك أمي والله العظيم، شميت فيكي ريحتها ،حسيت بدفا حضنها لما خدتيني في حضنك سامحيني عشان خاطري ..ولما لما تجد أي استجابة منها ،
**تت واليأس يض*ب قلبها.. فنهضت وهى تقول لها :
_ ليكي حق متسمحنيش بس أنا مش زعلانه منك والله ..انا حسيبك عشان تستريحى يا ماما ثم قبلتها وهمت أن تنصرف. ولكن كريمه جذبتها من يدها ، فابتسمت نهلة بفرحه وعدم تصديق فكانت السيدة كريمه تبتسم لها فارتمت نهلة فى حضنها تبكى بحرقه على امها التى ماتت ولم تراها وهي تهتف بحرقة:
_ اااااااه يا ماما اااااه سامحينى .. سامحينى .
تقول ذلك وهي تبكي بشدة وكأنها تستسمح أمها الحقيقة ، فضمتها كريمه بحنان وهى تقول لها:
_سامحتك يا بنتى ، وأكيد أمك حتسامحك دى مهما كان انتى ضناها مش حتهوني عليها.
وظلت تربت على ظهرها بحنان وعطف ..ونهلة سكنت فى حضنها وكأن الله عوضها بها عن أمها .
ام مروان فشعر انه لن يستطع ان يتصور حياته بدون نهلة ، فلقد عاش خمسة عشر يوما عندما كانت فى غيبوبة ، وقتها افتقدها، كأنها كانت بعيدة عنه أميال وأميال ، بالرغم من انها كانت قريبه منه كأنها كانت مسافرة في آخر الدنيا.. فقرر أن يغفر لها فهى بشر وكل البشر خطأون .
وقرر مروان الزواج من نهلة وعندما فاتح أمه في هذا الأمر ، رحبت كثيرا، ووافق سليم وقال لنفسه:
_ ربما كانت أشرف من زوجته التى خانته ، و كانت تحمل في قلبها ،كم من الشر والطمع حتى وصل بها طمعها أن تقتل وتأذى ، وعندما فاتح مروان نهلة فى أمر الزواج فوجئ برفضها فقالت له:
_ لا يا مروان أنا مش موافقه
مروان بصدمة:
_بتقولى ايه ..طب ليه أنا كنت فاكر إن خبر زي ده حيسعدك؟
_ افهمنى يا مروان أنت صعب تنسى ال حصل لى ، ويمكن ال حصل يخليك متثقش فيا بعد كده ، مروان انت تستاهل واحده احسن منى بكتير انا مستهلاكش يامروان مستهلاكش. أنهت كلامها بسيل من الدموع سال من عينيها.
ف*نهد بحب وراحة قائلاً وعيناه تبتسم بعشق , اقترب منها مسح دموعها هامسا:
_ بصيلى يا نهلة واسمعيني كويس.
أجبرها أن تنظر له تتدقق في عيناه فتابع :
_ عايز أقولك انى مش ملاك ، ولا نبى أنا انسان عادى ، ويمكن يكون ليا اخطأى زيك كمان ..انا يا نهلة استهترت فى حياتى كتييير ، وفى لحظات لعبت بمشاعر بنات كتيير، وعدت بنات بالزواج واخلفت وعدى وقعت بنات فى حبى ، وخليت بيهم ولما حبيبتك وعرفت ال حصلك عرفت ان ده جزاءى ،لأني لو كنت اتقيت الله فيهم كان ربنا حفظك ليا عشان انتي من نصيبي ، أنا بحبك.. بحبك قوووى قوووى ومش حقدر استغنى عنك ولا اعيش لحظه من غيرك ، احنا حنتجوز وحنمشى انا وانتى فى طريق التوبة، يمكن ربنا يقبل توبتنا يغفر لنا ، وانا اوعدك انى عمرى ما حبص لوحدة غيرك .. حنقرب من ربنا وحنتقى الله في بعض ، عشان لو جبنا بنت ربنا يحافظ لنا عليها .. وتلاقت العيون فى قبلة حب طويلة ورأى فى عينيها القبول فاردت شفتاه ان تعقد اتفاق بالموافقه مع شفتيها فابعدت شفتاه بان وضعت اصابعها الاربعه على شفتيه. وهى تقول بصوت لاهث :
_ طب اتقى الله بقى ووفر البوسه دى لبعد كتب الكتاب.
يأخذ نفسا عميقا حتى يسيطر على انفعالاته هامسا بعدم صبر وتزمر:
_ اهههمممم حاضر حتقى الله.
وتم كتب الكتاب وبدأت حياتهما بمعاهدة الله على التقوى والإخلاص وكان شهر العسل فى رحاب الله قبلاتهم هى الطواف حول الكعبة وكلمات الغرام التى يتبادلونها هى التهليل ، والتكبير ، والحمد، والاستغفار والابتهال إلى الله، واختلط حبهما بحب الله ينامون على حبه ويستيقظون على ذكره تصلى خلف زوجها وعيناها تدمع من الفرحه والخشوع ...ما اجملها من توبة ...توبة عاشقين ....ما اجمله من حب ..حب تبلور إلى حب الله ورسوله ، وعرفت نهلة أن الحب الحقيقى هو حب الله ورسوله واصبح شغلها الشاغل أن ترضى الله ورسوله وزوجها ..فارضاها الله وتاب عليها ومن عليها بفتاه جميلة ، وأول شئ غرسته فيها هى العفة وحفظ الكرامة فكرامه الفتاة بأن تحفظ قلبها وعرضها هى غالية لا تبيع نفسها من اجل كلمة حب تحتاج ان تسمعها ، كانت تبثها حبها وحنانها حتى لا تفتقد الحنان وتبحث عنه فى الخارج ، حتى مروان كان لها صديقا وليس أبا .. تحكى له مالم تحكيه لامها ،، وتعافت السيدة كريمه وكانت حفيدتها ( منة الله) وهذا اسمها هى قرة عينا لنا ...تصلى نهلة لله صلاة شكر ...ودعاء واحد يلزم ل**نها ..اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك....امييين
انتهت الرواية ولكن لن ينتهي الخير ولا تنتهي التوبة.
يارب استرنا واستر بناتنا واصرف عنا السوء والفحشاء بما شئت وكيف شئت انك انت الستار الحليم...
تمت بحمد الله ...دعوة حلوة من قلوبكم الطيبه .
انتظروني في فصص اخرى غدا باذن الله
بقلمى سهير عدلي
ونبدأ في قصة بنت شوارع
وادي اقتباس منها
في منطقة نائية بعيدة عن العمران..حيث الأشجار العقيمة، والمباني الخربة توقفت سيارة شبه هالكة..حيث ترجل منها أربعة ذئاب بشرية، أثنان منهما يحملان بين أيديهما جوال
منتفخا، والأثنان الأخران يتبعانهما في لهفة يقول واحد منهما ويدعى ابراهيم سباعي وشهرته هيما شاب طويل عمره سبعة وعشرون عاما ضخم الجثة أصلع عاطل يتعاطى الم**رات:
- بالراحة على المزة يالا منك ليه احنا تعبنا لحد ماجبناها هنا.
رد واحد من اللذان يحملناها ويدعى سيد راضي وعمره اثنان وعشرون عاما الشهير بالضب نظرا لأسنانه البارزة والتي تطل من فمه:
-متخافش يابوص .. في الحفظ والصون.
ظلا يمشيان بها حتى توقفا بها في بناية غير مكتملة..ووضعوها في حجرة بها مخلفات كثيرة.
قال هيما وهو يصفق بيديه وعيناه الخبيثة تبتسم بشغف:
-افتح بقى ياض يا حنيتش الشوال خلينا نمتع نظرنا بالجمال لحسن الواحد شرقاااان موت.
-فريرة يابوص.
نطق بها حنتيش وهو يغمز بإحدى عينيه.. ذلك الحنتيش الذي يطيع الأوامر في خنوع من أجل جرعة م**رات يمنون عليه بها شلة السوء الذي يتبعها..راح حنتيش ينزع الخيط بأسنانه ويديه في عجلة من أمره هو الآخر منتظر نصيبه من تلك الفتاة فأنها صيد ثمين.
وهدية اليوم
#من طرائف الإسكندر الأَكبَرْ المقدونىِ وزوجته صاحِبةِ المشُورةْ:
...كان الإسكندر جالساً ذات يومٍ مع زوجته الجميلة فى حديقة قصرِهِ المنيِف إذ أقْبلَ عليهِ صيادٌ فقيرُ الحال في صُحبة ياور القصر ويحمل فى يَدِه سمكةً فريدة من نوعها وكبيرةً الحجم جداً فجاءَ ليُقدمها كهديةً للإسكندر وزوجته فتَّقَبلها الإسكندر بقبُولٍ حَسنٍ وقد امَرَّ لهُ بألف قطعة ذهبية نقدية ..فأندهشت زوجة الإسكندر من حجم العطاء الكَبير لهذا الصيادُ الفَقير علي سمكة واحدة وقالت لزوجِها : بِئسَ ما صنعت .فإنكَ إذا أعطيتَ أحداً من رعاياكَ بعد هذا اليوم مِثلَ ما أعطيتَ لهذا الصَياد ليقُولنَّ : إحتقرنى وإعطانى مَثلَ ما أعطى لهذا الصَياد الفقير وساواني به في العطاء،ثم قالت :أما كان يكفي أن تمنحه مئة قطعة ذهبية فقط ؟ فقال لها الإسكندر :صدقتى يامليكتي العزيزة ... ولكن لا يَصح أن يسترجِع الملك ما قدْ منح فقالتْ لهُ : سأَتدبر الأمر.. إستدعِ الصياد وأسألهُ: هل السمكة ذكر أم أُنثى ؟ فإن قالَ إنها ذ***رْ فقُلْ لهُ إنكَ أردتُها أُنثى واسترد عطيتك منه إلي أن يأتي بالمطلوب وإنْ زَعَمَ الع** فقُلْ لهُ الع**ْ ...فنادى الإسكندر علي الصَياد قبلَ أن يُغادر حديقةَ قصرِهْ وقالَ لهُ: هل هذةِ السمكةُ ذ***رٌ أم أُنُثى؟ ... فقال لهُ الصَيادُ وكان حَصيفاً ذَكِياَ:إنها خُنثى يامولاى.. لا ذَكرٌ ولا أُنْثى.... فضحكَ الإسكندرُ طويلا من ذكاء الصياد ومن إجابته الحصيفةً ثُمَ أمَّرَ لهُ بألف قطعة ذهبيةٍٍ أُخْرَى..... ثُمَ إنصرفَ الصَياد لحال سبيله ناحية بابِ القَصر وهو أكثر سروراً بالعطاء الجديد من الملكِ وفى يدَيْهِ ألفى قِطعةُ ذهَبيةْ نقدية وفي أثناء ذلك سقَطتْ منهُ قِطعة نقدية ً على الأرض ..فأنحنى عليها وألتقطها.... فأغتاظت زوجة الإسكندر وهي تُراقبه خارجا وقالتْ لزوجِها:أُنْظُر إلى خِسَّةْ هذا الصَياد وجَشعِه وطمعهْ لَقدْ ضَنَّ بالقِطعة أن يَترُكها على الأرض فيأخُذُها بعضِ الخدَمْ... فسمِعَ الإسكندر لِنقد زوجته لسلوك الصياد واقتنع بكلامها وبدورهْ أعلنَ عن غضبه لهذا التصرف الأناني فنادى على الصَياد غاضباً وهو يقولَ لهُ: يا طَمَّاع ياجاحِدْ الفَضَلْ أما كان من اللائق بِكَ أن تَتْرُك القِطعة النقدية مكانها على الأرض لغيرك يلتقطها وينتفع بها والباقي كلهُ لك؟ ... فقالَ لهُ الصَيادُ على الفَورِ : أَطالَ اللهُ بقاءِ الملك وحفظهُ فإنىِ لم أرفع قِطعة النُقودِ هذة من على وجه الأرض إلاَّ لأنَ على أحد وَجْهيَها صُورتك يامولاى الملك وخَشيتُ أن يطَأ عليها أحدُ من رعاياك بقدَميهِ دُونَ عِلم منه، فَسُرَّالملكُ سُرُوراًعظيما، وانتشي من هذة الإجابة الحكيمة، ثم من فُرطِ نشوته من إجابة الصياد الرائعة أمَرَّ لهُ علي الفوربمبلغ أكبر بألفى قطعة نقديةأُخْرَى علاوة علي ما سبق... ثُمَ إلْتِفتَ إلى زوجتهِ وقالَ لها فى حِدَّةٍ وغضبْ: دعى الصياد في حاله وكُفِّىِ عنِ الكلام فإنَنىِ لوْ واصَلتُ الأَخذَ بمشُوراتك هذة ْ لَخَسِرتُ كُلُ أموالىِ .. وليس بعيداً أن ْ أخسر نَفْسِى ومُلكي أيْضَاً !