الفصل السابع

1347 Words
خرج الكبیر لیقابل السیده التي لم تكن سوى صبیحه:- صبیحه، خیر مالك؟   - یا كبیر، ولدي طول عمره بیحلم یلاجي رابحه، وحرام ینحرم منیھا بعد ما لاجاھا.   - بس انتي خابره یا صبیحه اننا بنمعنوا دم أول ما یطول ھیطول ولدك.  - بس ولدي بريء.  - عارف، بس ده جدره یضحي بحبه عشان العبابسه.   ردت بقھرتھا على ولدھا وعلى رابحه:- واللي عمل العمله یعیش بكیفه، یحرم المحبین من بعض زمان وكمان دلجيت، ذمبهم ايه البنته الصغار يتحرموا من رجالتهم اللي كبرت وهي عارفه انها لطايع، واللي عاش على أمل يلاجي نصه التاني.   نظر لھا نظرة متفحصة:- انتي عارفه مين اللي عمل العمله یا صبیحه. **تت، ثم زفرت بقوة، ثم ھزت رأسھا بنعم. - فیه شھود على حدیتك.   - أیوه فیه شھود معایا، مره وراجل، بس لازمن تحميهم وتديهم الأمان.   - اطمني، ھتشھدي في المجلس یا صبیحه.  **تت طویلا ثم  زفرت زفرة طویله:- ھاشھد، لھنیه وكفایه، اللي غلط یشیل غلطه آني صبرت كتیر واتحملت أكتر.  دخل الشيخ للفتیات باسمًا:- روحوا داركم یا بنته، واجھزوا للعجد بكره عشیه.   نظرت له رابحه:- امال كنت جایبنا لیه؟ - جینا في إیه وهتمشینا في إیه؟ قالتھا ملیكه  ابتسم دیاب:- جیتكم جابت الحج معاھا، روحوا، واجهزوا للعجد وصدجوني هتنبسطوا عشيه.   انصرفتا وكل منھما تحمل بداخلھا ھمھا وخوفھا من فقدھا لمن تحب لصالح الأخرى. ****  وفي المغاره تناول بحر وليل ودرديري الطعام، وجلسوا يرتاحون قليلًا بعد تناولهم الطعام. ثم قال درديري :- آني هاجوم اتمشي حوالينا لمغاره اراجب الطريج وانت يا بحر جهز الجعده آني معايا جزازه نمره واحد نشربوها وبعدين الفجر نروحوا للكبير صجر، عشان الناحيه كلاتها مجلوبه. سال بحر:- ليه خير؟حكومه تاني. - لا دي جعده عرفيه بين الحطابين والعبابسه هيحكم فيها الشيخ دياب العزايزي، و هو جاعد في دوار العمده. لم يكن بحر مرتاحا لدرديري، فقرر أن يسير ورائه ليجده يطلب أحدهم بالهاتف:- إيوه يا كبير. - آني لجيت بحر وليل. - مليحين، وليل طببت بحر وبجى مليح. - بس يا كبير، لازمن تعرف آني لجيت ليل كاشفاه شعرها، ولو تأمني أجول اللي في بالي. - يا كبير ليل كانت جار بحر كنها حرمته، فيه حاجه حوصلت بينهم أكيد. -هو جالي انه هيطلبها منيك. - عارف يا كبير، بس هو ما يعرفش السر ده، آني وانت والمرحوم رشوان بس اللي نعرفوا إن بحر يبجي ابن ضرغام العبابسى الصغير، وإننا خ*فناه وابوه جال إنه مات. - اطمن آني هاخدرهم واكلمك تبعت الرجاله ياخدوهم. كان بحر يستمع للكلام وهو في حاله ذهول، هو الذي عاش يتيما طوال حياته، له أهل وأي أهل إنهم العبابسه. لا يجب أن يصل درديري لمبتغاه من تسليمهما لصقر، سبق درديري للمغاره وبحث بها عن المنوم البودره، وأمر ليل ألا تشرب بل تتظاهر بالشرب:- ليه يا بحر، إيه الحكايه آني واعيالك مشيت وراه، فهمني. - بعدين الصبر يا ليل، هبابه وأجولك.  وحين جاء درديري قام بحر بصب الكأس له، وتظاهر هو وليل بتناول المشروب، ليسقط درديري فاقدًا لوعيه، لتسأل ليل:- آني ما فهماش حاجه يا بحر فيه إيه.  - دريدري كلم عمك، وجال له إن آني وانتي فيه بيناتنا حاجه، وبنتعامل كيه راجل وحرمته. ض*بت على ص*رها- يا مرى، يا وجعتي المربربه، إكده عمي هيجيب خبري، ليه يعمل إكديه ابن المحروج ده. - ولسه. - لسه ايه تاني فيه أكتر من إكده؟ - ما أعرفش ليه جاله إني هاطلب يدك منيه. - وبعدين. - اللي جاله بعد إكده حاجه ما جادرش أصدجها. - يا بوي يا بحر انطج، أنا ركبي هتض*ب في بعضيها. - جال إني ابن ضرغام العبابسي، اللي خ*فوه صغير. - مين اللي ابن ضرغام؟ انت. - كيه ده؟ - ما خابرش، دلجيت لازمن نهربوا، الرجاله جايين الفجر ياخدونا لعمك. - طب هندلوا فين وهنعمل ايه في ولد المحروج ده. - ولد المحروج ده لازمني هو اللي عارف أصل الحكايه. - طب هنعمل ايه مين يجدر يجف في وش عمي، ايه هنروح لأبوك ضرغام؟ - ما ينفعش نروح جبل ما افهم واعرف أصل الحكايه. - طب والعمل. **ت قليلا يفكر، ثم صاح:- هو واحد بس في الناحيه كلاتها. - مين؟ - الشيخ دياب العزايزي. حمل بحر درديري على كتفه وانطلق برفقه ليل من الطرق المختصره التي يعرفها، حتى نزلا النجع من طريق مهجور  و توجها لدوار العمده ملثمين، وطالبا بمقا**ه الشيخ دياب. أمر الشيخ بادخالهم له،  دخلوا عليه فقام بحر بوضع درديري على الأرض نظر دياب لهم بشك وقال:- انتم مين؟ اكشفوا وشكم، إيه هتحدتوني ملتمين؟. - معاذ الله يا شيخ، آني بحر. وكشف لثامه - وآني ليل وكشفت لثامها. وقام بحر بكشف لثام درديري وقبل أن يقوول اسمه قال الشيخ:- وده درديري كلب الجبالي الكبير ومن وراه كلب ولاده صجر رشوان. قال بحر- يا شيخ دياب احنا طالبين حمايتك من صجر الجبالي، لأننا رايدين حلال ربنا وطالبين التوبه عن الحرام، وفيه كلام واعر الكلب ده جاله وما حدش هيدلنا على الصوح غيرك يا كبير، الكلب ده ما يجدرش يكدب جدامك. ثم روى للشيخ دياب ما سمعه من حديث درديري **ت دياب قائلًا:- الحديت ده صوح، ضرغام العبابسي كان ليه واد صغير و انخ*ف يوم ما انولد، أمه ما لحجتش تفرح بيه، والضرغام جال ان الولد مات، لازمن درديري يفوج. ونادة على رجاله ليقوموا بافاقه درديري، الذي ما أن شاهد  الشيخ دياب أمامه فزع فزعًا شديدا:- السماح يا كبيرنا. فقال دياب:- على إيه وإلا إيه، من غير كتر حديت تعرف إيه عن ابن ضرغام اللي انخ*ف وليد. - آني يا شيخ اللي خ*فته بيدي لما كت شغال غفير عنديهم، وسلمته بيدي للجبالي الكبير وولاده صجر ورشوان، عربون عشان يشغلوني معاهم ومن ساعتها وانا معاهم، وأهو جدامك أهو الولد كبر واتربى عنديهم، هو ده بحر ابن ضرغام العبابسي. - انت خابر إني هاعرف بتكدب و إلا لاه. - ما أجدرش أكدب عليك يا كبير. - إنت عارف انت مطلوب في كام  جتيل. -السماح يا شيخ. - ده دم ما فيهوش سماح، سلموه للمأمور. ونظر لبحرثم ليل وقال:- انتي حرمه صح يا بتي؟ - ايوه يا شيخ آني ليل بنت رشوان الجبالي. - اللي رباكي كيه الرجال، بنت نعمه. - ايوه يا شيخنا، وطالبه منك تحمي أمي، أخاف عليها لا عمي يجتلها . - اطمني يا بنتي انتي وامك وبحر في حمايتي. وأمر الرجال باحضار نعمه في الخفاء. - أما أنت يا بحر فهنخلص من جعدة الليله وحجك يتردلك يا ولدي. **** جاء موعد العقد واجتمع الكل وبدأ دیاب الحدیث: - جمعتنا اللیله للحج، والحج یرجع لصحابه، ومسیر الحج یبان مھما طالت الایام   ادخلوا.   لیدخل القاعه رجل وامرأتان تغطيان وجهيهما فقال دياب لهم:- تحلفوا على كتاب ﷲ ما تجولوا غیر الحج فأشار للمرأة:-  احلفي وجولي اللي عندیك.  لتكشف المرأة عن وجھھا، فانتفض ضرغام وفھد.  ووقف ضرغام صائحًا:- انتي جایه لیه، وحج إیه اللي عحلفتي علیه، غوري قبر یلمك.  فأمسكه فھد:- ما یصوحش یا بوي عیب احنا معانا ناس. فوضع دیاب عصاه على كتف ضرعام:- في مجعدك، صبیحه واللي معاھا في حماي.   فجذب فھد والده من یده لیجلسه لتبدأ صبیحه الحدیث:- أحلف على كتاب الله بيمين الله إن كل كلمه هاجولها هي الحج، من زمن الزمن وآني شایله وكاتمه جواي، و الكتم جاتل جلبي، عشان جلبي ھو المنصاب، من الآخر ومن غیر كتر حدیت لا یودي ولا یجیب، ولا كلام ما لوش عازه، ضرغام جوزي وأبو ولدي فھد ھو اللي جتل الناصري أخوه، عشان یفوز بالجازیه، وھو اللي جتل ابن الحطاب عشان یداري على عملته و يتهمه في جتل خوه، وھو بعظمة ل**نه اللي اعترف باللي عمله، یوم ما كان عیان وبیخطرف والشھود سمعوه وعارفین عشان كانوا معایا بیساعدوني نطببه، ویومھا لمن فاج ووعي حس من عنینا وخوفنا منیه اننا عرفنا سره، جمعنا وجسم بالله اننا لو نطجنا حرف لیدفنا بالحیا وعطى الشھود جرشینات عشان یبطلوا خدمه  ویرتاحوا في بیوتھم. انكمش ضرغام في جلسته محاولا الھرب من نظرات فھد التي كانت تذ*حه  بسكاكین، صورة الكبیر التي ھدمت والوالد الذي  سقط من نظره، لم یكن فهد یتوقع أبدا أن یكون والده ھو قاتل عمه. سأل دياب الشهود:- تحلفوا إن كلام صبيحه حج. قالا:- نحلف بالله يا شيخ هو ده اللي حوصل.  وقف دیاب ناظرًا لطایع:- بعد الكلام ده، ما فیش غیر حلین، وطایع اللي یختار منیھم، یا طایع ورابحه یجتلوا ضرغام ویاخدوا بتارھم، یا ضرغام  یجدم كفنه.  - یجدم كفنه.  قالھا طایع ضرغام كان یغلي من داخله، لقد كشفت جرائمه، أحس أنه أصبح عاریًا أمامھم كیوم ولدته أمه، قام من مجلسه مارًا بالجالسین حتى وقف في آخر القاعة، ثم أدخل یده بھدوء لجیب الصدیري، وأخرج مسدسه وأطلق الرصاص على نفسه،  انتفض الجمیع ما بین أصوات الرجال  وصرخات النساء.   صاح دیاب:- اكتموا.  لی**ت الجمیع فتوجه ناحیة ضرغام لیجده قد سلمت روحه لبارئها.  فقال وهو يغمض عيني ضرغام :- خلصت الحكایه مات ضرغام.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD