انت السكن الفصل الثاني

1328 Words
وما أن أغلق سامر باب الشقة حتى قالت صفا ممسكة بذراعه "ايه يا سامر، سيبته يآخد البنات ليه؟" "سيبه عشان يتربي ويعرف إن الله حق" قالت بخوف " أنا خايفه ليض*بهم يا سامر" رد بثقة "يض*ب مين؟ طب خليه يمد ايده على واحده منهم كده، كنت جبت خبره البنات دول بناتنا قبل ما يكونوا بناته، البسي بسرعه" تساءلت "هنروح فين؟" فرد "لمها، ما هو مش هنسيبها هناك كده، واحنا مش عارفين كلت وإلا شربت والا عندها حاجه في ثلاجتها وألا إيه" قالت موافقة لكلامه "صح ثواني" واشتريا طعامًا للغذاء في طريقهما ..... مها كانت تجلس حزينة وتبكي فهذه أول مره تبتعد عن ابنتيها، ليرن جرس الباب حدثت نفسها "معقول يكون ياسر جاب البنات، يا رب يكون جابهم، أنا غلطانه إني ما اخدتهمش" لتفتح الباب ليطالعها وجه سامر ومعه صفا قالت بابتسامة "اتفضلوا " ونظرت على السلم خلفهما ظانة أنها ستجد ابنتيها، و لكن خاب ظنها فقال سامر "ما جوش البنات ما جوش، تعالى اقعدي، ممكن أعرف بقى ايه اللي حصل؟" قالت بيأس "تعبت يا سامر تعبت" وانفجرت في البكاء ثم استطردت بصوت باكٍ "انت عارف اني ما يوم ما اتجوزته وهو معيشني عيشه ما لهاش اسم، مش عيشه اصلًا، أنا عنده في البيت زي أي كرسي مرمي ما لوش عوزه إلا لما يبقى يفتكره، يا سامر ده حتى صباح الخير ما بيقولهاش، بص هم كام كلمه اللي ما بينا، جعان ... مش هتفطريني .... شاي .... قهوة.... احنا مش هنتغدى وإلا إيه ..... مافيش ساندوتش كده، ده كل اللي بيقوله ، وساعات كمان ما بيقولش عاوزني أنفذ من غير ما يقول يقولي ((هو انا لازم اطلب، افهمي لوحدك فطرت يبقي ورا الفطار شاي ،ورا الشاي نسكافيه، ورا النسكافيه قهوه، وتراعيني بقى، خلي عندك احساس مش لازم اتكلم واقولك اعمليلي كذا )) غير انه ما بيشاركش في أي مسؤوليه في البيت، كل حاجه أنا اللي باعملها ،ويا ريته بيديني فلوس بالذوق إلا لازم يطلع روحي ليه وعشان إيه وبكام ويحاسبني بالمليم، في حين إن سجايره المالبورو ومزاجه في الزفت اللي بيشربه ما بيتقطعش، وإلا لما آجي أجيب هدوم للبنات، يا ربي، إن قلت له عاوزه ثلاث آلاف يرسوا على ألف ونص، واتصرفي بقى هاتي أي حاجه مشوا نفسكم، وأنا فين وفين لما يعبرني ويجيبلي أي حاجه، ما صفا عارفه ده ثلاث اربع الهدوم اللي في دولابي صفا هي اللي مديهالي، ده حتى البنات يسيبني اروح اوصلهم بتكتك والعربيه مركونه تحت البيت، تعبت يا سامر تعبت، غير حجات تانيه ما ينفعش تتقال، وآخره المتمه عاوزني اجيب له سجاير وانا راجعه من توصيل البنات" وارتمت في حضن صفا تبكي، لم يكن ليتحمل مرآها تبكي هكذا فقال "اهدي بقى طيب، وبطلي عياط، احنا هنسيبه يتمرمط بالبنات يومين، يومين ايه ده مش هيتحمل يوم، وبعدين ترجعي اعتبري نفسك أرمله يا ستي عيشي لبناتك واللي ينقصك أنا كفيل بيه، وهو والله ليكون ليا معاه وقفه جامده، لازم يفوق بقى كفايه كده ويبطل السم الهاري اللي بياخده ده، تصدقي بالله لو ما اتلمش المره دي لهطرده من البيت، انما انتي تقعدي مع بناتك معززه مكرمه، اتفقنا، يالا بقي انا جيت من المحكمه على هنا و عاوز اتغدي واقع يا ناس" قالت مها "حاضر هاقوم اعمل لكم سندوتشات، ما انا لسه ما اشترتش حاجه" فنظر لصفا" مش قولتلك، احنا جايبين الغدا اهو، عارفك بتحبي الكباب و الكفته ومش هتقولي عليهم لاء" قالت بابتسامة" ربنا ما يحرمنا منكم، انت و صفا اللي ليا في الدنيا من بعد بابا، بس أنا ما ليش نفس كلوا انتوا" قالت صفا" أبدًا و الله ما يحصل و لا لقمه هتتحط في بقنا من غيرك" فقالت مها " و الله يا صفا مش قادره" رد سامر " لا لازم تقدري انتي شكلك مهدوده في الشقه هو أنا مش عارف كانت عامله ازاي، ده انتي خليتيها عروسه، كلي عشان صحتك تبقي كويسه عشان بناتك يا مها" رضخت لالحاحهما " حاضر" وبعد الغداء قال سامر " انا هانزل بقي عشان اروح انام شويه قبل ما انزل المكتب بالليل وصفا هتبات معاكي هنا، ما هو ما ينفعش تفضلي لوحدك، المكان برضه مقطوع " قالت مها "لا ما تشغلوش بالكم بيا" فأقسم "والله ما يحصل صفا معاكي" فقالت مها "طب ما دام صفا معايا ادخل ريح جوه في اوضتي انا منضفاها ،بدل ما تروح البيت الشقه هنا اقرب للمكتب" فقالت صفا "صح يا سامر ريح هنا شويه" و دخلت مها للغرفة الأخرى وأحضرت جلبابًا من ملابس والدها وأعطته لسامر "وخد دي غير هدومك عشان تنام مرتاح" "ماشي" ودخل لينام وظلت صفا ومها سويًا تتحدثان لم يستطع النوم فخرج لهما كانتا في الغرفة المجاورة، كان سيدخل لكنه سمعها تبكي "والله يا صفا مش عارفه أقولك إيه؟ ده انا لو قعدت اشتكي مش هنبطل كلام للصبح، طب عارفه فيه كلام ما ينفعش اقوله قدام سامر، انتي عارفه آسر ما قربليش بقاله قد ايه؟" قالت صفا مخمنة "شهر" فردت مها "شهر ايه !"وضحكت ضحكه ممزوجة بدموع قهرتها "ست شهور يا صفا" ض*بت صفا على ص*رها "يا نهاري ست شهور وصابره وساكته، ما حاولتيش تغريه تعملي أي حاجه تحركه" ردت بيأس "اغريه! ده أنا طلبتها يا صفا، عارفه ازاي؟ رحت جمبه و طلبتها منه عارفه عمل إيه؟ كان ساعتها نايم على ظهره ورحت جمبه العب في شعره شال ايدي من على شعره وقالي عاوز انام، بوسته في خده قلت له واحشني يا ياسر، قالي طيب" غضبت صفا وقالت "آه يا بارد" فأكملت "قلت له واحشني يا ياسر، قالي اعمل ايه يعني طيب؟ قلت له عاوزاك يا ياسر، اداني ظهره يا صفا وقالي أنا تعبان وعاوز انام، عارفه يا صفا حسيت بإيه؟ كنت حاسه اني م**وره، مش عارفه ال**ره منين من قلبي ولا روحي وإلا جسمي وإلا كرامتي، ياسر محسسني اني مش ست أصلا، مع اني زي ما انتي شايفه مش هاقول قمر بس مش وحشه، معاه حاسه اني سراب يا صفا، سراب مش موجوده، ولا مره لبست حاجه حلوه وقالي حلوه عليكي، ولا مره خد باله من شعري لما اصبغه ليه، بلاش دي ولا مره ضبطت وشي كده ولاحظ حتى، فاكره يا صفا لما قصيت شعري مره واحده لما كان واصل نص ظهري وقمت قصاه كاريه" ردت صفا "آه فاكره ويومها انا قلت لك انتي اتجننتي" فاستطردت مها " والله يا صفا ولا خد باله أصلًا ولما سألته القصه الجديده دي احلى و إلا شعري الطويل عارفه قالي إيه؟" "إيه؟" "قالي هو انتي شعرك كان طويل أصلًا! " فتحت صفا عينيها على اتساعهما "يخربيتك يا ياسر، كان طويل! ده كان واصل لنص ظهرها يا منيل، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ياسر يا ابن دولت" أكملت مها "طب تحبي اقولك ايه تاني، طب أفهم إيه أنا لما يكون ما بيقربليش وفي نفس الوقت الاقيه بيتف*ج على أفلام زفت وهباب قوليلي انتي" وضعت صفا يديها في خصرها "نعم يا اختي بيتف*ج على افلام، الموكوس طب ما ينفذ هو ف*جه بس، ما انتي قدامه اهو " فقالت مها "قلت ماشي شفت هم بيلبسوا إيه؟ ومن الفلوس بتاعتي اللي بابا سايبهالي جبت طقم حلو كده من بتوع الحاجات دي ولبسته " فرحت صفا وقالت "أوبا بقى، أكيد حس على دمه" ردت مها "اوبا ايه اتنيلي، قالي بكل برود ايه اللي انتي مهبباه ده، ابوكي غلطان انه ساب لك فلوس أصلًا، هاتي حاجه تنفعك بدل اللي انتي عاملاه في نفسك ده و سابني ونام يا صفا سابني ونام" قامت صفا ورفعت يديها للسماء "يجيلك و يحط عليك يا ابن دولت دعوة وليه مقهوره لصحبتها " واحتضنت مها "يا حبيبتي يا مها طب كنتي احكيلي فضفضي بدل كتمتك دي" فقالت مها باكيه "احكي ايه والا ايه بس يا صفا، أنا مستحمله عشان البنتين ،اللي ولا كأنهم بناته لا اهتمام ولا سؤال ولا أي حاجه منه ليهم، هو عاوز يسهر و يتسرمح ويشرب الزفت ده وخلاص وأنا ساكته، عشان ما ليش حد، ولا ليا شغلانه والقرشين اللي بابا سايبهم دول مش هيكفوني مصاريف البنات " وضعت صفا يديها علي خصرها اعتراضًا "ليه ان شاء الله هو ملزم يصرف على بناته " فقالت مها "بلا نيله هيديني كام يعني، والمحكمه هتحكم بكام، وهو ما فيش أي حاجه تثبت الدخل ما فيش غير المحل باسمه، وانتي عارفه الأرض باسم سامر عشان الحاج ياسين كان عارف انه لو كتبهاله هيبيعها، وأهو سامر كتر خيره هو اللي واخد باله منها والتاني بيقبض على الجاهز" سمع سامر كل الكلام وعاد لغرفته ليحدث نفسه "انا عارف انه واطي وحيوان، بس مش للدرجه دي، ده انتي جبل يا مها كل يوم بتكبري في نظري اكتر ربنا يقدرني ونعدل الواد ده" غادرهم سامر للمكتب
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD