أما عند ياسر دخل الشقة وبأعلى صوته قال
"زن وعياط مش عاوز، أنا مصدع "
قالت جنة "طب إحنا جعانين"
رد بضجر "إيه مش عارفه تعملي ساندويتش؟"
فردت رحمة "ما فيش حاجه هنا، الجبنه والمربى والبيض خلصو ا، وماما كانت لسه هتجيب"
قال متبرمًا " يا حلاوه! ادي اللي خدته من الجواز، ربنا يسامحك يا حاج ياسين، ربنا يسامحك، أنا كان مالي ومال الشبكه السوده دي، لا وكمان اخلف ومش بلوه لا بلوتين، خدي فلوس يا رحمه هانم وانزلوا هاتوا حاجات"
قالت جنة بتعجب "ننزل فين يا بابا؟! السوبر ماركت بعيد "
قال متضايقًا "يوووه خدو تكتك"
قالت رحمة متعجبة "تكتك لوحدنا!"
فرد بضيق "امال هتجيبوا البلد تركب معاكم اخلصوا، وهاتولي سجاير و بن عشان مافيش بن"
اخذت الفتاتان تنظران لبعضهما
ليقول ياسر بكل أريحية "وخدي مفتاح الشقه معاكم عشان ما ترنوش الجرس وتصدعوني، يا الله اخلصوا"
نزلت الفتاتان للشارع
وقالت جنة " احنا هنعمل ايه يا رورو؟ ما ينفعش نركب التك تك لوحدنا ،و ادينا خبطنا على بابا سامر وماما صفا وما حدش في الشقه"
قالت رحمة
"يا جوجو احنا لا راحين ولا جايين، تعالي كده"
وأمسكت يد جنة وتوجهتا لكشك عم حسن الخاص بالسجائر
الذي ما أن رآهم حتى قال "ايه يا بنات نازلين لوحدكم ليه؟"
فقالت رحمة "ممكن يا عمو حسن نتكلم في التليفون"
ضحك حسن "وهتكلموا مين بقى يا قمرات؟"
فردت رحمة "هنكلم عمو سامر، أصل بابا تعبان شويه وماما خرجت"
رد حسن "لا ألف سلامه عليه، اطلع معاكم اشوفه"
فقالت رحمة بسرعة " لا هو قالنا هاتوا عمكم، أصل رصيده خلص"
فتساءل حسن "طب انتي عارفه النمره يا رحمة"
ردت "ايوه يا عمو"
واتصلوا بسامر
"أيوه مين معايا؟"
"أنا حسن بتاع الكشك يا سامر باشا"
"خير يا حسن؟"
"خير بس القمرات قدامي اهم وبيقولوا الاستاذ ياسر تعبان"
"طب قولهم يطلعوا يا حسن وأنا جاي اهو"
فقال حسن للفتاتين "عمو سامر بيقولكم اطلعوا يا بنات وهو جاي أهو، و اقفلوا باب البيت كويس"
دخلت الفتاتين وأغلقتا البوابة
وقالت جنة "ها يا رورو هنطلع الشقه؟"
ردت رحمة "انتي هبله يا جوجو، عاوزه بابا يض*بنا، لا هنستني بابا سامر هنا"
بعد قليل دخل سامر من بوابه المنزل ليجد الفتاتين أمامه
"ايه اللي موقفكم هنا؟"
فردتا سويًا " لو طلعنا بابا هيض*بنا"
"يض*بكم ليه مش هو اللي قالكم تتصلوا؟"
فقالت جنة "بابا سامر سامحنا احنا كدبنا"
تساءل مستغربًا "كدبتوا في ايه يا جوجو؟"
وحكت له الفتاتين عن ما حصل
فتساءل "يعني انتو لسه لغايه دلوقتي ما كلتوش؟!"
فردتا عليه "ايوه يا بابا سامر"
تضايق سامر قائلًا "ماشي يا يا سر، حسابك تقل قوي، طب تعالوا "
وأخذهما شقته لإبدال ملابس المنزل بأخرى للخروج، فهما لديهما ملابس في شقته، وأخذ الفتاتان وخرج بهما لكنتاكي وتناولتا الطعام واشترى لهما آيس كريم وعاد بهما للمنزل، فتح الشقة
ليسمع صوت ياسر
"انتو جيتوا، كل ده بتشتروا يا هوانم، ده أنا قلت خ*فوكم وارتحت"
ليجد سامر في وجهه
ويقول سامر للفتيات "ادخلوا حبايبي هاتوا شنطكم وكتبكم وانزلوا تحت خلصوا اللي وراكم، هتعرفي تفتحي باب الشقه يا رورو "
"أيوه يا بابا سامر"
ونزلت الفتاتان، ما أن خرجتا من الباب حتى انهال سامر بالض*ب على ياسر
"انت ايه حيوان ما بتحسش، انت مش بني آدم، بنتين زي الورد مش عارف تحافظ عليهم، عاوزهم ينزلوا يركبوا لوحديهم تكتك واحنا في حته مقطوعه عشان يشترولك سجاير وانت قاعد سلطان زمانك"
دافع ياسر عن نفسه
"ما كنت مصدع ما ينزلوا يجيبوا "
فسأل سامر "ولما اتاخرو ما فكرتش تدور عليهم "
فرد عليه ياسر "يا جدع يروحوا في داهيه اهو ارتاح"
فاكمل سامر ض*به "مش قلت انت حيوان، حيوان إيه! الحيوان عنده حنيه عنك"
وتركه ونزل ليجلس مع الصغيرتين، و مئات الأسئلة تدور برأسه، ماذا سيفعل مع أخيه ليصلح من حاله؟ لقد تدلل كثيرًا، فليسامح الله والده، أفرط في تدليله، ونشأ على أن يكون لديه كل ما يحتاج إليه بدون تعب أو مجهود، ألقى بكل الحمل عليه هو، وأعده ليكون الكبير المتحمل لكل شيء، وترك الحرية لسامر، ولم يحاسبه ابدا على أي تقصير أو تفريط، حتى في الدراسة تركه يفعل ما يحلو له، يعلم أن سامر كان أقرب لوالده، لكن ليس هكذا، لقد نشأ الفتى بدون تحمل أي مسؤولية، وزاد الطين بلة استسلامه لرفاق السوء، و سامر لا يستجيب لنصحه، و لا يرتدع، يبدو أنني يجب أن اسلك معه مسلكًا لم أكن أريده، سأمنع عنه المال، يجب أن يعمل بجد لي**ب كل قرش، و يعرف قيمة المال.
.......
أما ياسر فلم يكن ليكترث بما فعله سامر، ما الذي سيحدث بضعة ض*بات و ركلات، سباب، و صوت عال، لا يهم، سينسي سامر، و يعطيه ما يطلبه من مال، ففي النهاية المال ماله، و لن يمنعه عنه، و سيهتم بالتأكيد بالصغيرات، و يتحمل عبئهما مع زوجته، ولأرتاح انا، بدل ياسر ملابسه و نزل ليسهر مع أصدقاء السوء.
ما أن دخل البار حتى صاح "فين الجرسون؟ الحقني يا ابني انا جعان"
طلب ما يريد تناوله، و صديقه يسأل " غيه المدام غضبانه عليك، ما طبختش؟"
رد ياسر " لا سابت البيت وريحتني"
و بينما يتناول الطعام حكى لهم ما حدث
فقال أحدهم "يعني انت لوحدك برنس في الشقه؟"
فرد ياسر "اه يا جدع، روقان"
فقال صديقه "خلاص نسهر عندك"
فغص المشروب في حلقه "تسهروا عند مين، ده لو سامر شم خبر يطلب لنا البوليس"
وانفجروا في الضحك
أعطاه أحد رفاقه كيسًا صغيرًا
فتساءل "ايه ده؟"
فأجابه "ده بقي التوب، سيبك بقى من الحشيش، ده اللي هيخليك سلطان زمانك"
قال ياسر "ايه ده يا جدع بودره، لا يا عم ما ليش في ال*****ن"
رد صاحبه "هيروين ايه هو انت تقدر على تمنه، ده اسمه مي** الحبايب الليل وآخره، خلطه كده ترفعك السما، بس إيه بحساب، يعني هو نص سطر بالكتير كل أربع ساعات مش أكتر يا أبو اليساسير"
"تمام وبكام ده؟"
"لا يا معلم ده هديه، جربه بس وبعدين نتكلم في السعر"
"خلاص انا هاروح بقى"
ذهب آسر لشقته وبدل ملابسه وسطر المادة الم**رة وعندما أحس براحة بعد استنشاقها نسى ما قاله صديقه وقام باستنشاق سطرين آخرين،
وبدأ رحلة الأحلام، أحلام ورديه متداخلة، راحة غريبة، جسده كله يرتخي ، هدوء عجيب يسيطر عليه، بدأ نفسه يتلاشى، يحس بنبضات قلبه تتباطأ ، لم يعد قادرا على التنفس، لم يكن به قوة حتى ليصارع من اجل أنفاسه الأخيرة، و بهدوء أسلم الروح، وانتهت رحلة الأحلام.
في الصباح....
دخل سامر الشقة فالمفتاح الذي أعطاه ياسر للفتيات ما زال معه وهو يقول
"أنت يا زفت اصحي عشان تودي البنات المدرسة، خلاص ما عادش تنبله، هتشيل مسؤولية البنات، وهتنزل تشتغل، يا إما مش هتاخد ولا جنيه مني"
ودخل الغرفة ليجد ياسر ملقى على الأرض وتلك المادة على الطاولة
"ياسر اصحي، إيه الهباب اللي على الطرابيزه ده؟ انت بتاخد بودره كمان، يخربيتك ويخربيت سنينك، لا انت كده لازم تروح مصحه، وإلا وربنا لابلغ عنك بنفسي، ياسر اصحي يا زفت"
ليجد أنه بارد ولا يتنفس
"ياسر ياسر"
جلس بجواره مصدومًا، هل حقًا رحل؟ أخيه، الذي ليس له سواه، رحيل المدلل، مهما كان بينهما من خلاف فليس لهما سوى بعضهما، وآسفاه يا ياسر رحلت هكذا، وحيدًا، خاطئًا في حق نفسك، وحق كل من حولك.
نظر لأخيه نظرة أخيرة، ثم استجمع قوته واتصل بصديقه الضابط كريم
"كريم، ياسر مات"
.......
"لا شكلها جرعه زياده"
........
"هاروح فين يا كريم؟ أنا في الشقه اهو"
ثم هاتف صفا
"ايوه يا صفا، اجمدي كده وخليكي جدعه وهاتي مها وتعالوا حالا "
........
"لما تيجي هتعرفي مش قايل حاجه اديني مها"
.......
"مها انتي بتسمعي كلامي صح، تلبسي وتجيبي حاجتك وتيجي حالًا لما تيجي هتعرفي"
نزل سامر للفتيات
"حبايبي ما فيش مدرسه النهارده"
"ليه يا بابا سامر؟"
"معلش تعالوا "واحتضنهما والدموع في عينيه
"انتو بناتي حبايبي وعارفين ان ربنا بيختار ناس بنحبهم وياخدهم عنده "
"اه بيموتوا" قالت رحمة
"ايوه صح يا بنوتي الحلوه، ربنا اختار بابا يروح له"
**متت الفتاتان ثم قالت جنة "يعني مش هنشوف بابا تاني؟"
فرد "آه يا حبيبتي"
قالت رحمة "خالص خالص صح "
"آه يا رحمه خلاص بابا راح عند ربنا"
فابتسمت الفتاتان واحتضنتا سامر
فهما لم تكونا تشعران أبدًا أن ياسر أب لهما، لقد أنهى ياسر بيديه أية مشاعر قد تكناها له، لم يحنوعليهما ابدا و لم تريا منه سوى القسوة، لم يكن يض*بهما، لكنه كان يتجاهلهما دائما، كان يفضل ألا تكون له صلة بهما، فهما في نظره كانتا غلطة.
وصلت الشرطة فالقسم قريب من المنزل وصعد كريم لمعاينة الشقة،
وصلت مها وصفا لتجدا الشرطة أمام المنزل وكذلك سيارة الاسعاف و يدخلون بها نقاله عليها كيس أ**د، ركضتا للمنزل
"فيه إيه؟مين ده؟"
ليطالعهم كريم "ده ياسر يا مدام مها، البقيه في حياتك"
**تت مها لم تنطق بكلمه واحدة، صرخت صفا، واحتضنت مها
وصعدتا للأعلى قا**هم سامر
" اجمدي يا صفا، البقيه في حياتك يا مها، البنات جوه، أنا رايح اخلص الاجراءات، مها ممنوع تطلعي الشقه ده مسرح جريمه "
أخرجتها الكلمة من **تها
"جريمه إيه؟"
فخفض رأسه "ياسر مات بجرعة م**رات زياده"
فعادت ل**تها واحتضنت فتاتيها ودخلت للداخل
أنهي سامر الاجراءات وتم التشريح وص*ر إذن دفن الجثة