أنت الفصل الرابع

1413 Words
جلست تحتضن صغيرتيها وجموع المعزيين تتوافد وهي على **تها لم تنطق بحرف واحد، كانت غير مصدقة، تعلم أنه يتعاطى الحشيش، لكن لم تتوقع يومًا أنه قد يموت بتلك الطريقة، هل هي الآن اصبحت بلا زوج، ضحكت متهكمة على نفسها بضحكة داخلية أسرتها بينها وبين نفسها، هي لم تكن يومًا متزوجة، لقد تزوجها إجبارًا، إرضاء لوالده فقط، لم يكن يقربها إلا فيما ندر، كل النساء كانت في عينيه جميلات إلا هي، حتى ابنتيه، لم يكن يتقبلهما، ولم يكن يريدهما. مرت الأيام اقتربت عدة مها من الانتهاء وكل يوم يمر يزداد سامر وصفا ضيقًا فهما يخشيان أن تتزوج مها وتحرمهما من الفتاتين قالت صفا "وبعدين يا سامر، مها لسه صغيره وألف مين يتمناها، دي كفايه بس البصه في عنيها، هتسيبنا وتاخد البنتين ونتحرم منهم، لازم تتصرف " قال بضيق " اتصرف ازاي بس؟ انتي عارفه هي اتظلمت مع ياسر، عاوزاني اعمل إيه؟ أقولها ما تتجوزيش والعريس اللي جاي لها ما يترفضش" قالت "عريس! عريس ايه؟" فقال "كريم طلبها مني، ومستني العدة تخلص عشان يفاتحها " قالت صفا " لا، كريم لا، ده شديد وقلبه جامد " ثم **تت قليلًا وقالت بلا وعي " الوحيد اللي هيحط البنات في عنيه ويحافظ عليهم وهم كمان بيموتوا فيه هو أنت" فقال بعدم فهم " قصدك إيه مش فاهم؟" فقالت "لا فاهم وأنا سمعت أم حسن وهي بتقولك وانت زعقت لها" " زعقت لها عشان هي ست مجنونه" "لا مش مجنونه" فقال بهدوء " صفا انتِ فهمتي اللي سمعتيه؟" ردت "آه فهمته يا سامر" قال بهدوء حذر " يعني انتي عاوزاني اتجوز مها؟" قالت "آه عشان البنات ما يسيبوناش، أنا روحي فيهم " فقال ضاربا كفًا بكف " والله شكلك اتجننتي " فقالت " لا ما اتجننتش، من يوم ما العقربه اللي اسمها ام حسن دي جت وبخت سمها في ودان مها انه ما يصحش تنزل لنا وإنها خلاص وحدانيه وما ينفعش تشوفك ولا تقعد معاك، ومها بطلت تنزل هنا حابسه نفسها في شقتها والبنات متشحططين بيني وبينها، ومش عاوزين يسيبوها ولا يسيبوني وأنا سمعتها وهي بتقولهم ما ينزلوش، يبقي ده الحل الوحيد، وبعدين ده هيبقي جواز صوري عشان الناس بس" واستمرت صفا في محاولاتها لإقناع سامر وكذلك محاولاتها لاقناع مها، إلى أن اقتنع واتفق مع مها على أن يكون الزواج صوريًا فقط، وتم عقد قرانهما أصبحت الحياة أسهل بالنسبة لسامر وصفا والفتاتين لكنها لم تصبح أسهل بالنسبة لمها، ظلمت بزواجها من عديم المشاعر ياسر وظلمت بزواجها من متقد المشاعر سامر، لكن تلك المشاعر المتقدة لم تكن متقدة من أجلها. كانت تري المشاعر المتبادلة ما بين سامر وصفا، وتتحسر على نفسها، تتصنع السعادة أمام الجميع، وبينها وبين نفسها لم تكن تشعر سوى بالمرارة، إنها تحب صفا ولكن تتمنى أن تحظى بزوج يعاملها **امر، بدأت تنعزل في شقتها وتترك لهما الفتاتين وتتحجج بأي حجة لكي لا تنزل، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي زارهم فيه الشيخ عبد المجيد شيخ الجامع في القرية التي ينحدر منها سامر وجلس وتحدث مع سامر "أنا مبسوط انك خدت بنات أخوك ومراته تحت جناحك، أهو تعوضهم" "آه والله يا شيخنا البنات أنا وصفا بنموت فيهم وما نقدرش نعيش من غيرهم " فقال الشيخ "وانت بقي بتات يوم هنا ويوم هنا وإلا ممشيها ازاي؟" فقال " انت عارف انا ما اقدرش اخبي عنك يا شيخنا، الجواز ده صوري" تعجب الشيخ "صوري ازاي مش فاهم؟" "عشان الناس يعني بس" "عشان ترضي الناس! طب وربنا هترضيه ازاي؟" "وأنا غضبت ربنا في ايه يا شيخ؟" "يا راجل يا محترم، مش عارف غضبت ربنا في إيه؟ البنيه اللي على اسمك دي بالكدب وبس، إيه ما لهاش حقوق، تنبسط انت ومراتك وهي تنام بالليل لوحدها و الاسم متجوزه" "بس يا شيخنا أنا مش مقصر في حاجه لا ليها ولا للبنات " "لا مقصر، وهي مين يعفها والمفروض إنها متجوزاك " ونادى على صفا ومها " الجوازه دي يا تبقي شرعي بما يرضي الله ورسوله يا تسيبوا بعض بالمعروف" فقالت صفا " يعني ايه يا شيخنا؟" "يعني الزواج يتم شرعي يا صفا يا بنتي ويبقي جوزها وهي مراته" تدخلت مها "لا يبقي سامر يطلقني، وأنا هآخد بناتي وهنمشي من هنا، منعًا لأي كلام ولا قلنا وقالوا" صرخت صفا "لا البنات ما يمشوش" فصرخت عليها مها "ما ينفعش يا صفا، ما ينفعش، أنا ماشيه، ابعتلي ورقتي يا سامر" أمسكت صفا بملابس مها "لا يا مها، أنا روحي في البنات، ما اقدرش على بعادهم " فردت مها "وروحك كمان في سامر، ما ينفعش اللي الشيخ ىبيقولوه مش هينفع، لازم امشي" لتمسك صفا بقلبها وتصرخ ثم تقع، أسرع سامر نحوها صارخا "صفا، صفا " أمسك يدها فوقعت، صرخت مها " لا، اصحي يا صفا، ما ليش غيرك، يا رب، لا يا رب، اصحي يا صفا، هاسيبلك البنات يوم عندي ويوم عندك، قومي يا صفا، ما تسبينيش يا صفا، ده انتي اختي اللي ما خلفتهاش امي" وأخذت تقبلها وتهز فيها ليبعدها عنها الشيخ "خلاص يا بنتي، راحت للي خلقها" فض*بته مها " أنت السبب، انت السبب، انت مالك؟ كنا عايشيين مرتاحين، حرام عليك حرام عليك" وأخذت تصرخ حتى انهارت وسقطت ونقلت للمشفى دفن سامر صفا، وظل يتابع مها بالمشفى ويعتني بالفتاتين. بعد فتره بدأت مها تخرج من اكتئابها وتعود للعناية بابنتيها، كانت في شقتها و سامر في شقته كانت تعد الطعام وتنزله له في شقته وعندما يذهب للعمل تنزل لترتب الشقة وتغسل الملابس إلى أن نزلت في يوم لتضع له الطعام فسمعت صوت أنات أتيه من غرفة النوم فدخلت لتجده متكوما على السرير في وضع الجنين، فلمست جبينه لتجده يتقد نارًا طلبت الطبيب وكتب له الدواء، ظلت معه هي والفتاتين في الشقة لتعتني به كانت حرارته مرتفعة للغاية أعطته الحقنه وركبت المحلول وبه الخافض وقامت أيضا بعمل الكمادات كانت بجواره على السرير إلى أن غفت، كان سامر كلما فتح عينيه يراها بجواره على السرير، كان يظن نفسه يهذي، إلى أن انخفضت الحرارة، فاستيقظ ليجدها نائمة بجواره كالملاك، ب*عرها الأ**د الطويل الذي تحرر من تلك الربطة، وجدها تتململ فتصنع النوم فتحت مها عينياها البنيتين الساحرتين فهما أجمل ما فيها، وضعت يديها على جبينه قائلة "الحمد لله أخيرًا يا رب" وقامت من على السرير واتجهت للمطبخ، جهزت الافطار، أيقظت الفتاتين و أوصلتهما للمدرسة ثم عادت لتوقظه برفق، نادت عليه، لم يستجب، خشيت أن تكون عاودته الحرارة فوضعت يدها على جبينه فوجدته طبيعي الحرارة، نادت مره أخرى ويديها تهزه برفق "سامر اصحى " فتح عينيه، هذه أول مره تري عينيه من هذا القرب، إنهما عينان ساحرتان قالت في نفسها "حقك يا صفا الله يرحمك كنتي تدوبي فيه " "صباح الخير " قالها سامر ردت بخجل "صباح النور، الحمد لله أنت بقيت كويس، دي نزله حادة من أكلك بره" فقال لها هو يعتدل على السرير "أبطل آكل بره ازاي؟ أنا ما باعرفش آكل لوحدي، مش هاكل هنا بطولي زي أبوقردان" قالت وهي خارجه من الغرفة "خلاص هانزل البنات ياكلوا معاك " ثم عادت وهي تحمل صينيه فرد "بس مش عاوز البنات بس " جلست بجواره فقال "انتي مراتي يا مها، عاوزك انتي وبناتي جمبي وحواليا على طول ، امال احنا اتجوزنا ليه؟" قالت بآسي "يا ريتنا ما اتجوزنا، كان زمان صفا معانا ماليه البيت بضحكتها " ودمعت عينياها " ده قضاء ربنا يا مها، ايه هتكفري؟" "لا، بس لولا اللي حصل" قال بحزم "ما فيهاش لولا، صفا كان قلبها ضعيف وانتي عارفه كده، وعشان كده ما كانش ينفع نخلف، وأنا كنت باقي عليها وشاريها، الشد والجذب اللي حصل يومها و خوفها ان البنات يسيبوها كان صعب على قلبها، خصوصا إن اللي اكتشفته انها كانت بتضحك عليا وتقولي أخدت الدوا وهي ما أخدتوش، أنا لقيت شرايط الدوا كامله مع ان المفروض تكون خلصانه، كانت مخبياهم في دولابها، مع اني كنت باكد عليها كل يوم تاخد الدوا والفيتامينات " تساءلت "ما كانتش بتاخده ليه؟" " في الفتره الاخيره بقي بيضايقها ما اعرفش ليه والدكتور قال ما ينفعش نغيره، يعني موتها مش ذمب حد" "خلاص افطر بقي عشان تاخد الدوا" أنهى أفطاره فقامت و أدارت ظهرها قليلًا فسأل "بتعملي ايه" "باجهز الحقنه " "أنا ما باحبش الحقن " ضحكت " آه هنبدأ بقى في شغل العيال، أنا ما باحبش الدلع في الحقن خلاص، الدوا دوا" "طيب ما تتنرفزيش بس وتقلبي وشك، مش لايق عليكي الزعل، العيون الحلوه دي ما يلقش عليها غير الضحكه" احمرت وجنتاها، هذه أول مره يتغزل في عينيها، ياسر دائمًا ما كان يقول "مالها عنيكي ما هي عاديه اهي" قالت "اقلع" نظر لها باستغراب "اقلع إيه؟" قالت بهدوء "البنطلون عشان أعطيك الحقنه" قال معترضًا ممسكًا بنطلونه " لا كله إلا كده" قالت وهي تكتم ضحكتها "بلاش دلع ما انا اديتهالك امبارح وانت نايم، وبعدين انت مش لسه قايل انا مراتك" " آه مراتي بس يعني ...." جلست بجواره تسايره كطفل صغير وجعلته يستدير وأنزلت البنطلون قليلًا " عشان تخف بقى وتقوم لنا بالسلامة البنات مرعوبين، وأنا أكتر منهم، ما لناش غيرك" "طيب يا الله اديني الحقنه بسرعه" ضحكت وهي ترفع البنطلون "ما أنت أخدتها خلاص" قال متعجبًا "لا والله!" قالت وهي تفرد عليه الغطاء " ادفى بقى وريح شويه لغايه ما أخلص اللي ورايا " أمسك يديها " خليكي جمبي"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD