قدر غريب

4036 Words
-جلس خلف مكتبه يشعر وكأنه ولد من جديد فمنذ تسلم ذلك العمل الذى ساعدته ليناله وهو لا يصدق أن قدره تغير هكذا فالجميع يعامله بإحترام يشعر وكأنه شعر اخر لا يعلم أحد ممن يحيطون به شيئا عن ماضيه ولاول مرة ينادى استاذ توفيق تن*د براحة وهو يهمهم بكلمات شكر بداخله لمن ساعدته وهو يتابع عمله على ذلك الحاسوب الذى اوكل إليه ليرى علته وكأنه يتحدى الجميع ويريد ان يثبت لهم انه توفيق لطيف وليس توفيق ابن نعمة اخذت يعمل بكد غافلا عن نظرات تلك التى شردت فى ملامحه منذ دلف الى المكتب المجاور لها بقسم الصيانة ف*نهدت بحب ووصل اليه صوت تن*داتها فحول بصره اليها فاحمر وجهها وهى تبتسم له ليعود بعيناه الى ذلك الحاسوب كأنه لم يراها فعيناه حين تبصر وجه إمرأة لا يرى غيرها بضحكتها البريئة الخجولة ووجهها الهادىء الذى سكن قلبه. -انتبه توفيق لصوت هاتفه فنظر إلى مديره المباشر وقال: -"بعد اذنك يا استاذ محمود هشوف بس الاتصال دا. -حك محمود ذقنه وقال: -"انت خلصت الكمبيوتر اللى فايدك دا يا توفيق. -هز توفيق رأسه وقال متناسيا هاتفه ورنينه: -"انا بقفله خلاص واطمن مش هيعطل تانى برقبتى لو عملها. -ابتسم محمود وقال: -"ماشاء الله عليك من يوم ما جيت القسم هنا وبصراحة اى جهاز بتصلحه بيرجع جديد من تانى علشان كدا انا عاوزك بقى ترفع راسى وانت بتصلح ماكينة الخراطة اللى فالمصنع. -عبس توفيق وتوترت ملامحه وقال: -"ماكينة خراطة بس انا ماليش فالمكن يا استاذ محمود. -ابتسم محمود وهو يربت على كتفه وقال: -"دى ماكينة الكترونية جاية من برا والمهندس اللى مفروض هيصلحها هيوصل من انجلترا اتاخر وانا شايف انك هتقدر تصلحها لانها مبنية على كمبيوتر. -حك توفيق رأسه وقال: -"بس دى مسئولية كبيرة ماكنة زى دى لو جرالها حاجة وانا لسه ففترة الاختبار ممكن تودينى ورا الشمس و. -ابتعد محمود عن مكتبه ووقف امام توفيق وقال: -"انا واثق انك هتصلحها وواثق انك قدها وحاسس انها هتغير مستقبلك يا توفيق انا شايفك زى ابنى محتاجة بس تجمد قلبك وثق بنفسك شوية ودلوقتى روح شوف مين اللى بيتصل بيك وبكرة الصبح هنزل معاك ونشوف الماكنة تمام. -خرج توفيق ووقف فى ممر القسم واخرج احدى سجائره بيد مرتعشة و اتصل بوالدته وما ان سمع صوتها الصارخ حتى عبس وجهه بشدة وسمعها تقول: -"اخدهم يا زفت ومشى اخدهم. -زفر توفيق وهو يتلفت حوله يبحث عن اى حد استمع لصوت والدته وقال بعدما اطمئن انه يقف وحده: -"يا امى ارحمينى انا مش فاهم بتزعقى ليه ممكن بالراحة تفهمينى. -اجابته نعمة بصوت حاد وبكل غل: -"افهمك ايه يا موكوس وهو انت من بعد ما اشتغلت وبقيت محترم هعرف افهمك بقولك ليهم كام يوم مش شيفاهم والنهاردة جرجرت عمك عبد الله فالكلام وقالى ان الست مرام واخواتها راحوا الفيلا بتاعت جوز اختها وعايشين هناك. -شعر توفيق بالاضطراب وقال مستفهما: -"يعنى معدوش ساكنين فالمنطقة معانا طب ازاى مشيوا من غير ما حد يحس بيهم وازاى معرفتش. -ضحكت نعمة بسخرية وقالت: -"وانت مين علشان تعرف يا خيبتى القوية يا واد قولت لك اتنحرر و خليها تشتغلك معاها عجبك يعنى شغلك فمكان غير اللى هى فيه انا هكلم عبد الله و. -قاطعها توفيق بحدة وقال: -"ابوس ايدك متكلميش حد انا لا عاوز اشتغل مع مرام ولا تبعها سبينى بقى اشوف حالى هو انتى مش كنتى بتعايرينى انى عاطل واهو اشتغلت ارحمينى بقى وبطلى كل شوية تبكتى فيا يا امى انتى لو تشوفى الناس بتعاملنى ازاى هتقولى انى مش توفيق ابنك بقولك ايه لما ارجع نبقى نتكلم وياريت متتصرفيش من دماغك ابوس ايدك ارحمينى من نصايبك شوية. -انهى توفيق محادثته وهو يلتقف انفاسه يحمد الله انه اخفى عن والدته ان مرام هى من سعت ليحصل على عمله حتى يبعدها عن التفكير فى اذيتها فان علمت انه يعمل بنفس الشركة معها لن تهدأ حتى تنصب لها فخ اخر زفر توفيق وهمس وهو ينهى انفاس سيجارته الاخيرة: -"اعمل معاكى ايه بس يا امى حتى لما الناس احترمتنى مش عجبك انتى عوزانى اعمل ايه ابقى بلطجى واتسجن انا مش عارف بتحبينى ازاى وعاوزة مصلحتى وانتى عاوزة تخربى الدنيا على بنات ملهمش ذنب فحاجة اووووف وهتعمل ايه يا توفيق بعد ما مشيت اهو دا اللى معملتش حسابه انا كنت مكتفى بالحبة اللى بشوفها فيهم واقفة فالشباك ولا البلكونة ولا نازلة دلوقتى هشوفها ازاى واطمن عليها الظاهر ان مكتوب عليك الحرمان من الحب طول عمرك يا توفيق. -"استاذ توفيق فى حاجة مضيقاك. -"التفت توفيق الى صاحبة الصوت ونظر الى زميلة قسمه مهيتاب وابتسم لها بحرج وقال: -"لا مافيش انا بخير. -نظرت له بنظرات تحمل رسائل اعجابها به وقالت: -"اصل شيفاك مكشر وزى ما يكون فى حاجة ضيقتك. -حاول توفيق ان يجييبها دون ان يجرحها وفكر أن يقطع عليها خط التفكير فيه فقال: -"لا بس اصل مراتى تعبانة شوية فتلاقينى قلقان عليها. -صدمة حلت ملامحها واحمر وجهها بحمرة الصدمة ونظرت له بحزن وقالت: -"هو هو حضرتك متجوز. -تنفس توفيق وهو يشيح ببصره عنها يدلف الى مكتبه: -"اه متجوز ليا سنين. صفعة جديدة نالها ولم يكن يتوقعها وهو يحدق بذراع اخيه الملتفة حول جسد حبيبته المتنفض بصدمة داخل ص*ره لا يصدق ما سمعه وحدجه بنظرات زائغة وقال مرددا ما سمعه: -"هتبقى مراتك ودفعت لتوفيق امته وازاى وانت انت يا سليم اللى تتجوز مرام وانت عارف انى بحبــ. -تغيرت ملامح سليم ليسود وجهه فنفرت ندبته وقال بصوت صارم: -"اياك تكملها او تنطقها ادامى تانى فاهم يا نادر مرام خط احمر بالنسبة لك حذارى تهمس حتى باسمها او تفكر فيها وكفايا اوى العرض السخيف اللى كان شغال من شوية انت ايه اعمى مش شايف انك بتتعدى على كل الخطوط لو مش عاوز تراعى مشاعر اخوك راعى مشاعر مراتك اللى حابسها فاوضتها مستغل عجزها علشان تتصرف براحتك وتتعدى على حرمة بيتى. -تراجع نادر الى الخلف لا يصدق ما سمع و نظر بكراهية الى مرام التى لزمت ال**ت واشتعلت غيرته حينما زاد سليم من ضمها اليه فأبعد نادر عيناه عن مرام ونظر الى عينا اخيه وقال: -"وياترى الهانم مرات اخويا المستقبلية قالت لك على رامى زميلها اللى بيحبها وقال انه خطيبها وانها وعدته بالجواز وهى على ذمة غيره وبتلعب عليك. -ضغطة غضب اعلمت مرام ان سليم يتمالك اعصابه بأقصى قدرة لديه فالمتها اصابعه التى تحفر فى لحم ذراعها واخفت المها ببراعة عن عين نادر المحدق بهما بوجه شيطانى غاضب فسمعت سليم يجيبه ببرود اخافها: -"اكيد طبعا قالت لى على رامى وانا اللى قولت لها تعمل كدا لما عرفت انك مش عاوز تسيبها فحالها ولما اتاكدت ان خلاص توفيق انتهى امره معاها قولتها متبلغكش بحاجة علشان اشوف سيادتك هتوصل لايه بعد ما **مت تجيبهم هنا كنت عاوز اشوف بجحتك هتوصلك لفين وانت مقعد الاختين فبيت واحد. -ابتلع نادر ريقه بأضطراب وقال مدافعا: -"ولا حاجة انا انا جبتهم هنا لما حسيت ان مرام بتتصرف بطيش وممكن تسوء سمعة اخواتها ومراتى. -ابعد سليم مرام فجأة عنه وقبض على ساعد أخيه بقسوة وعيناه تنذره بالخطر وقال: -"اخر مرة تتكلم عن مرام بسوء ظروف جواز مرام بتوفيق ملكش اى دخل بيها وبلاش تتمادى فالغلط واعتبر ان دا اخر تحذير ليك فاهم يا نادر والا هاخد مرام واخوتها وهمشيهم من هنا اعقل بقى واحترام انك متجوز واحدة ضوفرها برقبتك راعى مشاعرها انا مش عارف انت ايه اللى غيرك بالشكل ومتنساش يا نادر انت اللى اتنازلت عن مرام بطيب خاطر مش هى اللى اتنازلت عنك ودلوقتى اتفضل ادخل شوف مراتك اللى سايبها فاوضتها ومخرجتش من ساعة ما دخلت البيت دا معاك بلاش تظلم حد جديد يا نادر معاك لان اخر الظلم وحش. -سحب سليم مرام الى غرفته واغلق الباب بوجه نادر الواقف بصدمة ليدفعها بعيدا عنه باشمئزاز وكأنها ستلوثه فارتطمت مرام بالمقعد وكادت تسقط أرضا وحدقت به بصدمه لتصرفه معها فوجدته يقترب منه وقد تحولت ندبته الى أسوأ حالتها لتزيده شر وسمعته يقول: -"كل اللى حصل دا بسببك انتى وخلى بالك انا لو خسرت اخويا مش هيكفينى رقبتك فاهمة انا مش عارف الوش البرىء دا بيعرف يمثل كدا ازاى. -اعتدلت مرام وقد ألمتها اهانة سليم لها وقالت: -"انا مطلبتش منك تساعدنى انا اصلا كنت جيالك علشان رامى عاوز يتقدم لى وانا موافقة عليه رامى اللى اخوك ض*به وبهدله لمجرد انه عاوز يتجوزنى انا مجرتش ورا اخوك انا كنت بهرب منه ومطلبتش يجيبنى هنا انا لو اطول ابعد عنكم لابعد مكان فالدنيا هبعد كفايا اللى جرالى فبيتكم وعلى ايد*ك انت واخوك. -جذبها سليم لتقترب منه وقال وكأنه لم يستمع اليها والى تصريحها: -"توفيق طلقك ولا انتى لسه على ذمته زى ما قولتى لنادر انطقى. -اشتعل وجه مرام غضبا وهمت ان تجيبه بأنها مازالت زوجة توفيق ولكنها خشيت أن يخبره توفيق الحقيقة فقالت بصوت جريح: -"اللى بينى وبين توفيق انتهى يا سليم متخافش. -سبها سليم فجحظت عين مرام لاهانته المميته لها ودمعت عيناها فشعر سليم بحزنها فجأة وارتجفت يداه القابضة على ذراعها فتركها وابتعد مستديرا عنها وقال: -"يبقى هأكتب كتابى عليكى فاقرب وقت علشان اضمن ان نادر ميتعرضش ليكى تانى وعلى فكرة انا مش بحميكى انا بحمى اختك المسكينة اللى ممكن يجرالها حاجة لو عرفت اللى بينك وبين نادر ودلوقتى اتفضلى وياريت تقعدى مع رويدا اختك فاوضتها ومتخرجيش منها لوحدك تانى وحذارى اشوفك فمكان موجود فيه نادر او اعرف انك حتى فكرتى فنادر او توفيق او حتى الاستاذ اللى اسمه رامى دا وعموما انا هعمل باصلى ومش هأذى توفيق لانه لحد دلوقتى اثبت وجوده فالمصنع و حرام اخده بذنبك. -بركانا يغلى فِى ص*ره لا يعرف سبيل لاخماده اندفع الى غرفته يشعر ان جسده يحترق وروحه تتمزق فوقع بصره عليها بملابسها الرقيقة التى كشفت عن جسدها الهش وشعرها المبعثر حولها فجعلها تبدوا وكأنها أحدى آلهات الجمال وقف امامها يحدق بها بصدمة وارتعشت نبضات قلبه ت** اذنيه ليتحول ذلك البركان الذى يتفجر بداخله الى حمم متدفقة فيتردد فى عقله سؤال واحد من تلك التى يراها امامه هل حقا تزوجه منها. -فتحت لارا عيناها بألم فهى تشعر منذ الصباح بصداع يفتك بها فوجدته يقف أمامها بهيئة انذرتها بأنه فى حالة أسوأ مما كان فحاولت الاستناد على ذراعيها لتعتدل ولكن وهن جسدها جعلها تسقط من جديد على وسادتها وهى تبتلع ريقها بأنتظار ردة فعله وعيناه التى لم يبعدها عنها انتبهت لارا لانحسار ملابسها فمدت يدها تحاول ستر جسدها عنه ولكنها تفاجئت به يخلع عنه ملابسه ويندفع إليها بقوة فاغمضت عيناها بيأس بعدما أدركت انه سيعيد كرته مرة اخرى معها وصدق حدسها وهو يمزق ثيابها بقسوة وشفتاه تمتص منها الحياة فقبضت بأصابعها على وسادتها تحاول تحمل غضبه الهادر بها ودون وعى منها إستطاع رغم عنفه الجارف ان يجعلها تستجيب له متناسية الألم الذى يعذب جسدها المصاب ليهتاج نادر أكثر وأكثر ويطلق العنان لجنونه وعنفوانه حاملا لارا الى عالم شعر انها وحدها تمتلك كافة حقوقه. -وهدأت عاصفة نادر لتتحول الى نسمات لم يدرك كلاهما انه يملكها ف*نهدت لارا بين يديه لتتفاجىء به يجذبها لتستند الى ص*ره مقبلا رأسها ومد يده يرفع وجهها لتنظر الى عيناه وقال: -"انتى ليه كدا وازاى بتتحملينى بالشكل دا ليه مش بتصرخى وترفضينى ليه يا لارا. -لامست لارا عبوسه ودلكت جبهته باصابعها وقالت بهدوء وصوتها يرتجف من مشاعرها التى تحتلها بالكامل: -"علشان بحبك يا نادر وقلتهالك انا عارفة انك بتتعذب وانا دواك وعلاجك انا مراتك يا نادر ووقت ما تفهم معناها وتحسها هتعرف ليه قابلة باللى بتعمله معايا. -حدق بها نادر بإستغراب وقال: -"لولا انى متأكد ان مافيش ملايكة فالارض وان استحالة يبقى فى واحدة مثالية كنت قولت انك ملاك ربنا بعتهولى من السماء انما انا عارف كويس يا لارا ان جوا كل واحدة فيكم فى شيطان مستخبى وانا مستعد اقابلك شيطانك فاى وقت. -ابتسمت لارا بحزن واجابته بصدق: -"شيطانى قتله غيرك يا نادر لما حرمنى من المشى فمتخافش اللى بين ايد*ك دى واحدة عادية زيها كتير بس انت اللى من كتر الوحش اللى قابلته مبقتش عارف تفرق ولا تشوف النضيف فينا. -مال عليها نادر وقد لامعت عيناه وهو يرى ارتعاشه شفتيها وقال: -"بس انا عاوز احيي شيطانك تانى يا لارا لانى مبحبش الملايكة. -وانهال عليها من جديد يشبع حاجاته منها وكأن حديثها معه لم يكن ليقسو أكثر عليها متحديا قدرتها على التسامح والمغفرة ليثبت لها أنها كغيرها ولكنها لم تجعله يهنأ بأنتصاره لتستجيب له مرة أخرى مثيره جنونه و جموحه فرفع نادر عيناه الى عيناها ونظر لها مطولا واحس بمشاعرها وامتلكه غرورا تام بنفسه فسمعها تهمس بضعف: -"ايه مش عاوز تكمل انتقامك ولا اكتفيت. -همس نادر وهو يفترس شفتيها: -"انتى انتقامى وجنونى يا لارا. -عاد توفيق إلى منزله يحمل هما فوق عاتقيه فلاول مرة يشعر بتلك الأحاسيس التى تحرق ص*ره فانشغاله فى الأيام السابقة جعله لا يدرك انها رحلت عن بيتها وعلل انطفاء الأنوار بالمنزل لانشغالهم و لكنه اليوم وحين مر اسفل المنزل شعر بخواء بقلبه فرفع عيناه لعله يراها ولكن سبق السيف العزل ورحلت بعدما استولت على قلبه وسلبته امانه أوقف توفيق أحد رفاق السوء وحاول أن يحثه على الوقوف معهم على ناصية الطريق ولكنه رفض حنث يمينه مع نفسه ومع عبد الله وتوجه إلى منزله فطالعه وجه والدته تقف أمام باب غرفتها تقف بسخرية فسمعها تقول: -"شرفت يا سبع البرومبة يا اهلا بالبشمهندس الهومام ايه يا حبيبى أتأكدت أن ست الحسن مشيت خلاص. -زفر توفيق بضيق وقال: -"عاوزة ايه منى دلوقتى يا اما بالله عليكى تسبينى فحالى انا فيا اللى مكفينى وعاوز اريح دماغى بكرة ورايا شغل مهم فيه مستقبلى كله. -نظرت نعمة إلى ابنها بحيرة وقالت: -"واد يا توفيق انت كويس مالك يا ابنى يا لهوى لتكون البت مرام عملالك عمل. -أطلق توفيق إحدى ضحكاته الساخرة وقال: -"عارفة يا اما لو الحرب قامت هتقولى مرام السبب فيها لمجرد انك بتكرهيها ياما نفسى اعرف سر كرهكم ليها ايه و بعدين اطمنى انا لو حد عمل لى عمل هيبقى انتى اصل الحاجات دى ميفكرش فيها الا واحد شبهك قلبها كله غل. -انخفضت نعمة وخلعت مداسها وصوبته نحو توفيق وقذفته به فتفاده توفيق وهو يضحك ويقول: -"عجزتى يا نعمة ونشانك خاب معدتيش تعرفى تنشنى زى زمان وبعدين انتى مش شايفة انى كبرت على الض*ب أهدى يا اما وبطلى تأذى غيرك وعيشى حياتك بقى. -صاحت به نعمة بغضب وقالت: -"انا معجزتش يا ابن نعمة وعلشان كلامك السم دا ابقى شوف مين هياكلك يا ابن بطنى انا داخلة اريح بلا هم. -استعمت رويدا الى تصريح مرام بدهشة ونظرت اليها تحاول فهم ما تقوله شقيقتها فقالت مستوضحة: -"انا مش فاهمة منين رامى عاوز يتقدم لك ومنين هتتجوزى سليم اخو نادر ايه يا مرام انتى جرالك انتى مش شايفة انك بتدى عن نفسك انطباع مش كويس وبعدين ايه اللى يعرف ولا يسمع هيقول عليكى ايه. -هربت مرام بعيناها بعيدا عن رويدا وقالت بألم: -"هيقول عليا بنت شمال بدور على مصلحتى مع اللى معاه فلوس اكتر. -وقفت رويدا بغضب وقالت: -"اياكى تقولى عن نفسك كدا انتى فاهمة انتى اختى يا مرام وانا عرفاكى كويس فمتحاوليش تدى الناس انطباع مش حقيقى عنك انا بجد مش فاهمة ليه بتتحملى كل حاجة و تسكتى انتى امته هتطلبى حقك وتدافعى عن نفسك امته يا مرام لما تخسرى كل حاجة زى ما خسرتى نادر اوعى تكونى فكرانى ع**طة ومش عارفة ان نادر كان بيحبك انتى وانتى كمان بتحبيه وحقيقى حاولت افهم ازاى يتجوز لارا فجأة كدا و لولا انك محلفانى مفتحش بوقى كنت سئلته واتكلمت معاه وكنت عرفت لارا الحقيقة وانا كنت متأكدة ان لارا لو عرفت كانت هتنسحب انما انتى اللى انسحبتى لما عرفتى بمشاعر اختك وضحيتى حلوة التضحية يا مرام مش كدا بس للاسف هيجى وقت والتضحية دى هتبقى نقمة على حياتك لانك اتعودى تتنازلى واللى بيتنازل يا مرام بيفضل يداس. -بكت مرام وقالت بصوت من**ر: -"انا اندست فعلا يا رويدا ومبقتش اقدر ادافع عن نفسى لانى لو حاولت ادافع هخسر وانا مقدرش اتحمل خسارتى دى ابدا لان وقتها الموت عندى اهون. -احتضنت رويدا شقيقتها وقالت: -"فهمينى يا مرام وخلينى اساعدك بلاش تشيلى كل حاجة لوحدك انتى هتتجوزى سليم ليه واشمعنه سليم اخو نادر. -تمتمت مرام بقهر وقالت: -"علشان سليم الوحيد اللى هيعرف يحمى لارا يا رويدا هو اللى هيساعدنى ويبعد عنى نادر فهمتى. -جحظت عينا رويدا وهى تستوعب ما قالته مرام وهمست غير مصدقة: -"هو هو نادر اتعرض لك يا مرام وو. -هزت مرام رأسها وقالت: -"مش عاوز يبعد عنى علشان كدا سليم عرض اننا نتجوز وعرض اننا نمشى من هنا ونبعد علشان خاطر لارا. -هزت رويدا رأسها غير مصدقة وقالت: -"انا مش قادرة استوعب ازاى نادر يعمل كدا طيب لما هو عاوزك انتى اتجوز لارا ليه ولو بيحبك انتى متجوزكيش انتى ليه فهمينى نادر اتجوز اختك ليه يا مرام وسابك وليه مش عاوز يسيبك فهمينى. -التقطت مرام انفاسها وقالت بهدوء: -"انا هفهمك على كل حاجة بس ورحمة بابا وماما يا رويدا اوعى حد يعرف حاجة حتى لو شوفتينى بموت قدامك متفتحيش بوقك فاهمة. -قصت مرام كل شىء على رويدا وحينما انتهت حدقت بإشفاق بشقيقتها فتفاجأت بها تهمس بحزن: -"بس انتى كدا بتلعبى بالنار يا مرام والنار دى هتحرقك وبعدين انتى مفكرتيش نادر عرف ازاى بموضوع توفيق دا. -هزت مرام رأسها وقالت: -"مش عارفة ومش هعرف اعرف بعد ما سليم هددنى انى افكر حتى فنادر. -ربتت رويدا على يد مرام وقالت: -"بس انا خايفة عليكى من سليم انتى مش شايفه شكله عامل ازاى ولا تكشيرته يا بنتى انا لمحته مرة فالضلمة اترعبت انتى ازاى هتقعدى معاه فمكان واحد ويتقفل عليكم باب. -احست مرام بقلبها ينبض وقالت بهدوء ادهشها: -"سليم يا رويدا مبيخوفش بالع** انا اكتشفت انى بحب ابص له والكام مرة اللى شوفته فيهم حسيت ان ملامحه بتشدنى اوى له لدرجة خوف*نى من نفسى طب تعرفى انا بحس بالامان اوى وانا مع سليم ورغم اللى حكيته ليكى الا انى مطمنة ليه. -فى تلك اللحظة كان سليم يتوجه الى جناحه يأخذ بعض الاشياء من غرفته فسمع صوتهما واستوقفه سماعه لاسمه ورويدا تسئل مرام بصوت مرح: -"ايه دا معقول تكونى حبيتى سليم يا مرام. -وقفت مرام فجأة تشعر بالتوتر وابعدت عيناها عن عين رويدا ولم تكن تعلم بوقوف سليم خارج الباب وقالت: -"انا غلطانة انى اتكلمت معاكى اصلا وبعدين لا انا مبحبش سليم ولا عمرى هحبه ممكن بقى تستكتى ومتتكلميش فالموضوع دا. -ابتعد سليم وهو يعقد حاجبيه يتنفس بغضب فنهر نفسه هل كان ينتظر منها ان تقول انها تحبه لام سليم نفسه وهبط سريعا الى غرفته واغلق بابه عليه يدفع المقعد من أمامه بحده وهو يلعن تلك التى أعلن نفسه حاميا لها وسئل نفسه: -"ليه مرام يا سليم وازاى تسمح لنفسك تاخد خطوة زى دى هتعمل ايه وانت عارف انه مينفعش انت كنت فغنى عن كل دا يا سليم قافل على نفسك ومرتاح مكنش مفروض من البداية توافق على دخولها الفيلا مكنش مفروض. -طرقات على باب غرفته أعادت انتباه سليم ف*نفس محاولا ابعاد مرام عن عقله ففتح الباب ووجد نادر يقف امامه وأغمض سليم عيناه يعلم أنه فتح على نفسه باب جهنم لن يغلقه إلا الله استدار سليم وترك نادر واقفا ينتظر له بحرج فدلف نادر واغلق الباب خلفه. -وقفت مرام خلف تلك الشجرة بعيدا عن النافذة التى تتيح لسليم رؤية من بالخارج وتوارت عن عينا نادر الذى أغلق الباب وتن*دت باسف فهى كانت تريد التحدث مع سليم محاولة توضيح موقفها كما اقنعتها رويدا ولكن رؤيتها لنادر جعلتها تختبىء ليشتعل فضولها عما سيدور بينهما فأقتربت بحذر من الباب ووقفت تستمع الى حديثهما وهى تشعر بجرم ما تفعله. -وقف نادر كطفل صغير امام والده ينتظر ان يعفو عنه وقد حملت عيناه اعتذارا واضحا شعر نادر ان عليه ان يفتح مع شقيقه صفحة جديدة بعد أن يثنيه عن زواجه من مرام فهو لن يستطيع ابدا استكمال حياته وهناك شق بينه وبين أخيه فاستجمع نادر شجاعته وقال: -"سليم كنت عاوز يعنى اوووف ممكن تبص لى وبلاش تدينى ضهرك انا مش واحد غريب علشان تخفى وشك عنى ولا تدارى منى سليم بص لى لو سمحت. -استدار سليم ووجه خال من الانفعال نظر الى نادر وتوجه الى اقرب مقعد وجلس عليه حتى لا يظهر امام نادر ارتجاف جسده. -جلس نادر بجانبه وقال: -"انا اسف يا سليم على كل حاجة حصلت بجد اسف وانت عارف انى مش جاى امثل عليك بكلمتين انا بردوا فالاول والآخر اخوك وتربيتك انا جايلك لانى فعلا تايه وحاسس ان حياتى كلها غلط والدليل كل اللى حصل منى فالأيام الأخيرة انا مش عارف انا عملت كدا ازاى انا معدتش فاهم نفسى هل اللى حصل لى دا عقاب من ربنا علشان العلاقات الكتيرة اللى كانت فحياتى ولا الجرح اللى سابته سمر جوايا هو اللى خلانى كدا طب تصدقنى لو قولت لك انى مش متأكدة ان كنت حبيت مرام ولا كانت نوع جديد زى ما انت قولتى اقولك حاجة يا سليم انا ساعات وانا ببوس مرام كنت ببقى حاسس انها تحدى جديد بخوضه بس ارجع لنفسى واقول لا انا بحبها بلاش تبص لى كدا يا سليم لو سمحت لأنى معدتش فاهم نفسى بس اللى حسه يا سليم ان مرام ظلمتنى وانى بسببها ظلمت لارا معايا ومش عارف اعمل ايه علشان اصلح ظلمى دا ارجوك يا سليم بلاش تغلط زى ما انا غلطت واتسرعت فجوازى وفكر كويس قبل ما تاخد خطوة جوازك من مرام ماهو مش معقول هتتجوزها وانت عارف انها كانت متجوزة عرفى من توفيق اللى لولا ان امه جاتلى المكتب وورتنى صورهم سوا وعقد جوازهم العرفى واللى عليه امضتها عمرى ما كنت هصدق وانت سمعتها اعترفت ومأنكرتش وانت بنفسك يا سليم ساومت توفيق على طلاقها تقدر تقولى ليه ليه عاوز تحمى مرام خايف عليها منى ولا تكونش لافت عليك ووقعتك فحبالها ببرائتها ما انت عارف اللى كان بينى وبينها وبعدين ازاى يا سليم هتتجوز مرام فهمنى انت ناوى معاها على ايه ياترى هتعرفها كل حاجة عنك وعن الحادثة اللى حصلت لك هتقولها عن سما اللى كانت حامل وماتت لما **مت تسافر معاك اسكندرية ودخلت فيكم عربية نقل وطلعوك من عربيتك بالعافية وشك يادوب فيه الندبة دى انما باقى جسمك رجليك وو. -توقف نادر عن حديثه بعدما شعر بتماديه مع اخيه فكيف له ان يعيد تفاصيل الحادث عليه وهو يعلم مدى خسارة سليم بسببه ومدى عذابه ولكنه يريده ان يبتعد عن مرام وعليه ان يجعله يدرك انه لن يستطيع اتمام زواجه منها فاكمل وقال: -"انا اسف انى بتكلم معاك بالشكل دا بس انا متعودتش اخبى عنك اللى جوايا وزى ما كنت باجى واحكيلك اللى حصل بينى وبين مرام لازم افوقك لنفسك قبل ما تغلط فحق نفسك وحق مرام نفسها مرام اللى لو عرفت اللى الحادثة اتسببت فيه ممكن تلعب بيك ومش هى اللى تأمنها على شرفك واسمك يا سليم وانت بالحالة دى. -وقف سليم وملامحه متجمدة فهز رأسه بأسف وهو ينظر الى ملامح أخيه وقد علاها الاحساس بالذنب وقال: -"انت جاى تعتذر ونفتح صفحة جديدة ولا جاى عاوز تفسير لكل حاجة معقول انت نادر فاروق اللى بيتكلم وبيخوض فعرض واحدة يااااه يا نادر انت طلعت اسوأ مما كنت اتخيل انت يا ابن ابويا تتهم واحدة لمجرد انها اتجوزت قبل كدا تقدر تقولى شوفت ايه على مرام علشان تحكم انها ممكن تخونى او تمرمغ اسمى فالطين لما اتجوزها مرام اللى عملت عليك اول مرة مرام اللى انت محاولتش حتى تعرف سبب جوازها من توفيق ياه يا نادر انت شيطانك زين لك تسب غيرك من غير بينه وكل دا ليه اقولك انا ليه لانك عاوز مرام لنفسك بس مينفعش يا اخويا مرام اللى بكل بساطة ممكن يكون جوزها من توفيق تضحية بحياتها زى باقى تضحياتها علشان اخواتها عمرها ما هتقبل تكون سبب فحزن اختها اختها اللى سبت بنات الدنيا بحالها وروحت جريت عليها واتجوزتها علشان توجع وت**ر قلب مرام مش دا اللى حصل يا نادر انا قولتهالك وهقولها مرام اللى شوفتها بتجادل عم عبد الله عمرها ما تخون حتى نفسها ولو فالسر ولو كانت سمحت لك بمشاعر انت بنفسك قولت انك استغليت حالتها النفسية علشان تاخد منها اللى انت عاوزه وصدقنى لو سما عايشة يا نادر كانت هتطلب منى اتجوز مرام علشان انقذها منك ودا اللى هعمله وبعيدها عليك تانى ابعد عن مرام يا نادر وحاول تحب نفسك شوية وتحب مراتك وانسى سمر واللى عملته فيك علشان تقدر تنسى مرام ومتفكرش انك لما تفكرنى بالحادثة وانى السبب فموت مراتى وابنى هحس بالذنب وابعد عن مرام لا يا نادر انا هتجوز مرام غصب عنك وانا دلوقتى اللى بخيرك يا ترجع نادر اخويا وتعقل وتتصرف برجولة وتحترم حرمة بيتك وبيتى يا كل واحد فينا يروح فطريقه وانا هاخدهم وامشى ولعلمك قبل ما امشى هكون مطلق لارا منك لانك متستهلش واحدة بطيبتها. -زفر نادر بضيق لما وصل اليه الامر فنظر الى اخيه وقال فى محاولة اخيره لحث اخيه على تغيير رأيه: -"كنت فاكر انى لما اجيب سيرة سما هتعيد تفكير وتبعد عن مرام وتنساها بس واضح انك انت اللى نسيت سما حبيبة عمرك ووو. -استدار سليم بوجهه بعيدا عن اخيه وقال: -"نادر كفايا كلام لو سمحت انت مبقتش شايف نفسك بتعمل ايه بلاش تمحى بكلامك كل حاجة حلوة بينا بلاش تنسى اننا اخوات وتتسبب ففرقنا وبعدين يا نادر مين قالك انى نسيت سما سما دى متتنسيش طول العمر لانها الحب اللى عمره ما بيتعوض وبعدين مش انت دايما بتقولى انسى الماضى وعيش حياتك انا خلاص عملت بنصيحتك وهغير حياتى مش هستخبى بعد كدا زى اللى عامل عمله انا حرمت نفسى من الحياة ست سنين بحالها وان الاوان انى ارجع سليم فاروق من تانى. -وقف نادر ونظر الى ملامح اخيه الباردة وقال: -"يعنى خلاص اخدت قرارك وهتنفذه. - زفر سليم بحزن وقال: -"ايوة يا نادر انا اخدت قرارى وهتجوز مرام. -غصة علقت فى حلق نادر واغمض عيناه وقال بصدق بعدما علم بفشل مسعاه: -"يبقى انسى كل الهبل اللى انا قولته واعتبرنى شاهد على عقد جوازك انا مقدرش اخسرك يا سليم حتى لو حياتى متعلقة بمرام ما هو مش معقول ان مرام بكل اللى فيها تطلع ارجل من اخوك. -حدق سليم فى عينا نادر بشك وزوى حاجبيه وقال: -"نادر انت بتتكلم جد ولا مجرد كلام وناوى تغدر بيا. -عقد نادر حاجبيه ولف ببصره حوله حتى وقعت عيناه على سكينة موضوعه بجانب طبق الفاكهة فتحرك نادر صوبها ومد يدها وقبض عليها ووقف امام اخيه وقال: -"خد يا سليم لو عندك شك واحد فالمية ان اخوك ممكن يغدر بيك اقتلنى حالا بالسكينة دى انا الموت عندى اهون من انى اخونك واقسم لك بالله ان من اللحظة اللى هتكون فيها مرام مراتك انا عمرى ما هفكر فيها.  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD