bc

من أجل أختي

book_age16+
150
FOLLOW
1K
READ
family
drama
first love
like
intro-logo
Blurb

سأضحي من أجلك وإن كان الثمن عمري، سأضحي وأخطو فوق قلبي كأني لا أراه،  فقط لأرى الإبتسامة تشرق من جديد في عمق عيناكي. 

سأضحى من أجلك يا أختي وسأخفي عنكي ألم قلبي، فمن باع قلبي،  اشتراكي أنتي ولأجلك مزقت قلبي.

هي مرام صالح فتاة في ريعان الشباب تحملت مسئولية أسرتها بعد وفاة والديها بحادث فضحت من أجل شقيقتها لارا القعيدة ورويدا وشقيقها سيف، بحياتها وقلبها.

وهو نادر فاروق الدهشوري شاب ناجح وضع القدر مرام في طريقه ليعشقها ولكن لم يقدر لحبهما أن يكتمل ويكلل بالزواج لتدخل أحدهن لأفساد حياة مرام، ليطعنها نادر بسهم الغدر ظناً منه بأنها خدعته فتزوج من شقيقتها لارا وحين علم ببرائتها وقف سليم شقيقه الأكبر ليمنعه من إفساد حياة لارا وتزوج مرام ليذيقها مرار عذاب الحب، ليشاء القدر بأن يوضح لمرام الكثير عن الحياة بحلوها ومرها لتخوض مرام الحياة إلى جوار سليم تضحي تارة وتتعلم تارة حتى أنجبت أطفالها وتغيرت حياتهم كثيرا ما بين مد وجذر وهكذا هي الحياة

chap-preview
Free preview
قطة شرسة
-كان يجلس خلف مكتبه يتابع أمر ذلك العقد محاولاً إيجاد ثغرة يدلف منها ليحول مسار العقد لصالحه فهو ولأول مرة في تاريخ عمله يتشتت ذهنه هكذا، فأخذ يسب ويلعن محاولاً تذكر كيف وقع على هذا العقد بمثل هذه السذاجة وهو الذي تتلمذ على يد شقيقه سليم نجم التجارة، أخذ يبحث بعيناه بين الكلمات والحروف على مخرج حتى لا يقع بين قبضتي شقيقه فكم يخشى نظرات العتاب التي سيتلقاها منه حينما يعلم بخطأه هذا. -أخرجه صوت طرقات من تركيزه فصاح بصوت هادر ينهر من خالف أمره قائلا : -"هو أنا مش قلت مش عاوز أي إزعاج". -وأبتعد عن مقعده بحده وسار بإتجاه الباب وفتحه بعنف فطالعه وجه سالي سكرتيرته فصاح بحدة موبخا إياها : -"فى إيه هو أنا مش قلت محدش يزعجنى انتى إيه مبتفهميش". - حدقت سالي به بعينان مذعورة وقالت بتلعثم وخوف : -"أنا أسفة يا أستاذ نادر بس والله دا مش ذنبي أصل أصل في واحدة مُصرة إنها تقابلك وبتقول إن الموضوع مهم وفيه حياة أو موت ويخص الآنسة مرام ". -ما أن سمع نادر إسم محبوبته حتى تبدلت ملامحه وهدأت نفسه ولان وجهه وقال بلهفة : -"طيب خليها تيجى ومش عاوز حد يزعجنا المرة دي فاهمة". -هزت سالي رأسها ويى تحمد الله على مرور الأمر على خير وألتفتت تبحث عن تلك المرأة فوجدتها تقف بجانب الباب بعيدا فأقتربت منها وقالت : -"اتفضلى الأستاذ نادر هيقابلك ". -أسرعت السيدة تسير خلف سالي حتى دلفت إلى المكتب وأغلقت الباب خلفها ووقفت تحدق بنادر وعيناها تسجل كل ما تراه من ثراء واضح على المكتب وعلى ملابسه باهظة الثمن، فأقتربت من مكتبه ووقفت أمامه وحينما رفع نادر عيناه إليها تغيرت ملامحها فجأة ليحتلها حزن غريب فنظر لها نادر بتعجب يشعر بالتوجس منها فقال : -"خير حضرتك طلبتى تقابلينى ليه وإيه الحاجة المهمة واللي فيها حياة أو موت وتخص مرام". -علا صوت بكاء السيدة فجأة ونظرت إلى نادر ثم حولت عيناها إلى حقيبتها وأخرجت مظروف ومدت يدها به إليه وقالت : -"أنا ابقى نعمة وساكنة فنفس المنطقة اللي ساكنة فيها مرام ومجيتى النهاردة علشان الموضوع معدش يتسكت عليه اكتر من كدا دا يخص حياتك وسُمعتك انت". -كادت نظرات نادر أن تقتل نعمة فى مكانها بعدما سمع قولها فأبتعد عن مقعده وتحرك ليقف أمامها وقال : -"أنا مش فاهم حاجة إنتي جيه ليه يا ست نعمة وعاوزة إيه والظرف دا فيه إيه ما تتكلمي عل طول وبلاش تضيعي وقتي علشان أنا مش فاضي للألغاز دي". -فتحت نعمة المظروف وأخرجت منه عدة صور قدمتها لنادر وقالت: -"طيب خد شوف الصور دي الأول بس وأنا هقولك على كل حاجة ". -مد نادر يده وألتقط منها الصور وما أن وقع بصره عليها حتى قبض على يد نعمة بقوة وغضب وقال : -"مين اللي مع مرام فالصور دي إنطقي بدل ما اخليكي تقولي حقي برقبتي مين دا ". -أحست نعمة لوهلة بالخوف من نظرات نادر النارية لها ولكنها استجمعت شجاعتها وقالت: -"أنا هقولك مين اللي مع مرام فالصور دي يا أبني اللي معاها يبقى أبني واللي أكتشفت أنهم متجوزين عرفي و". -لم تستطع نعمة إكمال باقي كلماتها فدفعة نادر لها أطاحت بها فسقطت أرضا وهي تراه يمزق الصور ويلقي بها أمامها ويقول : -"إنتي أكيد محنونة وأنا لا يمكن أصدق الصور دي". -استندت نعمة بحافة المقعد وساعدت نفسها لتقف مرة أخرى ونظرت لنادر بغل ومدت يدها للمظروف مرة أخرى وأخرجت ورقة وقالت : -"لو مش مصدقني خد اقرأ، دي نسخة عقد الجواز العرفى اللي كانت مع أبني، خد شوف بنفسك لو مش مصدقني وخد شوف باقي صورها مع ابني، أقولك أنا غلطانة إن جيت اوعيك بدل ما تقع فالخية اللي مرام نصبتهالك وكنت هتبقى ضحية زي اللي سبقوك، يا ابني دي مش سهلة ابداً وبتلعب بيك زي ما لعبت بأبني وبغيره، يا بيه مرام غاوية توقع الرجاله وبتستغل ظروفها وتتمسكن لحد ما تنول غرضها فلوس وحاجات تانية وانت ادرى شاب وعارف بت مُلعب زي دي ممكن تعمل إيه، بص أنا عملت اللي عليا وبريت ذمتي أدام ربنا وجيت لك بعد ما مرام وقفت أدام ابني وقطعت ورقة الجواز اللي كانت معاها وقالت له ينسى إنه عرفها فيوم وإنها خلاص زهقت منه ولما سمعت إنك جاي تتقدم لها وتطلبها للجواز صعبت عليا وقولت اجى أحذرك من الشيطانة دي وانت بقى حر عن اذنك". -غادرت نعمة بعدما ألقت نظرة أخيرة على وجه نادر لتبتسم بشر فقد أنجزت ما أرادت تماما وأحست براحة كبيرة لما سينال مرام من عذاب وألم بعدما يبتعد عنها نادر ويلقي بها خارج حياته".. بقلمى منى أحمد حافظ -وقف نادر لا يقوى على الحراك فكلمات تلك المرأة مازلت تطن بأذنه وعيناه مازلت ترى توقيعها على ذلك العقد فأحس بأن تلك السيدة أشعلت قلبه بقسوة ووئدت سعادته قبل أن تبدأ وقضت على حبه لمرام بقلبه فجلس على مقعده يشعر بتدفق الغضب داخله كإعصار أحسه يدمر كل ذرة حب لديها فى قلبه فثار غضبه ووجد نفسه يطيح بكل شىء موجود على سطح مكتبه وهو يصيح بألم وقد احمرت عيناه تنذر بالخطر: -"ليه يا مرام ليه تعملى فيا كدا دا أنا حبيتك وسلمتك قلبى وأمنتك عليه طلعتي ألعن منها بس لأ يا مرام أنا مش هسكت أنا هاردلك القلم عشرات وهدمرك يا مرام مش نادر فاروق اللي واحدة زيك تمثل عليه وتخدعه أنا هخليكي تعيشي العذاب فكل لحظة وهدفعك تمن قلبي اللي لعبتي بيه وحبي اللي استغلتيه". -جلست مرام في غرفتها تبكي بعد سماعها إعتراف لارا لرويدا بحبها لنادر فشعرت بالألم يخترق قلبها فكيف تستمر على حبها لنادر بعدما علمت بأن شقيقتها تحبه فأحست بأن حبها هذا لم يعد ملكاً لها فهي لن تقبل أن تتسبب بجرح شقيقتها ولن تستطيع الزواج بنادر كما اتفقا بل ستنهي هذا الحب وهذه العلاقة من أجل شقيقتها حتى وإن كان قلبها هو الثمن. -طرقات فوق باب غرفتها اعادتها إلى واقعها فمسحت دموعها ورسمت تلك الإبتسامة التي لطالما خدعت بها الجميع وتخفي خلفها ببراعة ألمها وحزنها ورفعت عيناها فشاهدت رويدا تقف أمامها فقالت: -"إيه يا رودى إنتي محتاجة حاجة يا حبيبتى". -جلست رويدا بجانبها واحتضنتها فجأة وقالت بألم: -"أنا عارفة إنك سمعتى لارا وعارفة إنك ناوية تتصرفي زي كل مرة وتيجي على نفسك علشان خاطرنا بس المرة دي مينفعش يا مرام دي مش سنة فالكلية هتضيعها علشان اشتغلتي وسددتي دين علينا لأ دي حياتك وقلبك والانسان اللي بتحبيه و بيــ". -قاطعتها مرام وابتعدت عنها وقالت بمرح زائف: -"إيه حيلك يا رودى مالك مكبرة الموضوع كدا ليه قلب أيه وحب إيه بس مين اللي فهمك إني بحب نادر أو حتى بفكر فيه، يا بنتى أنا ونادر صحاب مش أكتر بس هو اللي يشوفنا يقول مقربين من بعض يمكن علشان وقف جانبي وساعدني فانتي افتكرتي إن في بينا حاجة وبعدين يا رودى لارا من حقها تحب وتلاقي اللي يعوضها عن كل اللي شافته ما أنتي عارفة كويس هي مرت بإيه فحياتها وبعدين أنا ما صدقت إنها رجعت لارا بتاعت زمان ونفسي فعلا أن نادر يكون بيحبها مفروض تفرحي للارا مش تقولي الكلام دا بصي يا رودى إياكي تقولي الكلام دا أدام أي حد ورحمة ماما وبابا توعديني لإن الكلام دا ممكن يتسبب فجرح لارا وإنتي عارفة هي حساسة قد إيه". -بكت رويدا وهي ترى حال شقيقتها التي ستضحي من جديد ستضحي بحب واضح في عيناها وضوح الشمس فقالت: -"أنا بحبك قوي يا مرام". -احتضنتها مرام بحب وقالت: -"أنا كمان بحبك قوي و". -توقفت مرام عن حديثها حينما سمعت صوت رنين جرس الباب فقالت: -"روحي بقى شوفي مين برا على ما اخلص المحاضرة اللي فايدي دي ماشي ومتنسيش كلامنا يا رودي". -غادرتها رويدا وهي تمسح دموعها وتفكر بمرام التي تحملت مسئوليتهم منذ وفاة والديهم حتى وقفت أمام الباب وفتحته فشاهدت نادر يقف أمامها وبصحبته الحج عبد الله جارهم ورجل أخر لم تتعرف عليه فابتسمت لهم وقالت بخجل: -"ازيك يا عمو عبد الله ازيك يا نادر اتفضلوا أنا هنادي مرام واجى". -اوقفها نادر فجأة وقال: -"أستني يا رودي أنا مش جاي لمرام أنا عاوزك تنادي لارا لو سمحتي". -حدقت رويدا به بدهشة وقالت تسئله: -"حضرتك عاوز لارا ليه". -تدخل عبد الله في الحديث وقال: -"ناديهم الأتنين يا رويدا يلا بقى يا بنتى وكمان نادي سيف اخوكي ما هو راجل البيت بردوا". بقلمى منى أحمد حافظ -جلس الجميع في غرفة المعيشة فجلست مرام وبجانبها لارا فوق مقعدها المدلوب وفي مواجهتهما جلس نادر وعلى الجانب الأخر جلس عبد الله وذلك الرجل وقد علت الوجوه تعابير غامضة فنظرات نادر كانت مبهمة وهو يحدق بمرام وارتسمت السعادة على وجه لارا حينما علمت أن نادر طلب رؤيتها هي، أما مرام فقد جلست تخفي كافة انفعالاتها عن الجميع، حتى قطع نادر ال**ت وقال بهدوء وهو يلقي بقنبلته التي دوت بين الجميع: -"انا جاي النهاردة علشان عاوز أتقدم وأطلب أيد الآنسة لارا". -شهقات ص*رت عن الجميع لارا التي نبض قلبها بعنف تشعر بفرحة تغمرها وتشعر أنها نالت سعادتها اخيراً، ومرام التي رفعت عيناها تحدق بنادر بصدمة وقد أطاحت كلماته بكل مشاعرها فأحست بتوقف قلبها عن النبض فهي لم تتخيل للحظة أن تسمع تلك الكلمات من نادر فحدقت به تحاول استيعاب ما قاله فبادلها نادر النظرات بشماتة وقال: -"ولإني عارف الظروف علشان كدا جيت ومعايا المأذون علشان اكتب كتابي أنا ولارا ها إيه رئيك يا لارا، على فكرة أنا عاوزك تعرفي إني بعد ما دخلت بيتكم واتعرفت عليكم حسيت فعلا إنك الانسانة اللي تستحق تشيل أسمي وأكمل حياتي معها واحبها". -طعنه نالت قلب مرام لا تصدق كلمات نادر وهي بالأمس كانت بين يديه يبادلها الحب ويسمعها ترانيم العشاق ويرجوها تحديد موعد لزواجهم كادت مرام ان تصرخ بوجهه فألمها أصبح يفوق قدرتها على الاحتمال ولكن كلمة لارا اوقفتها بعدما سمعتها تقول: -" أنا موافقة". -وما هى إلا لحظات وانتهى كل شيء، انتهت حياة مرام ووئد حبها في لحظة ذهبت كل احلامها وتبعثرت وصارت اوهام ولم يعد من حقها أي شيء بعدما نال منها نادر بكل جبروت وقسوة و*در بها وتزوج من شقيقتها. -لم تذق عين مرام النوم فجلست تشعر بالخواء بسبب ما حدث أخذ عقلها يتساءل مئات المرات ماذا فعلت حتى ي**عها نادر بهذا الشكل ويغدر بقلبها بتلك القسوة كيف لإنسان مثل نادر أن يكون بمثل هذه البراعة في التمثيل كيف وقعت فريسة زيف مشاعره كيف وهو منذ اليوم الأول لم يبد ابدا بوادر غدر هكذا، احست مرام أنها تكاد تجن بسبب ما حدث فأغمضت عيناها في محاولة منها لإيجاد خطأ واحد تكون قد فعلته لتستحق عقابا مميتا كهذا فعادت بذكرياتها إلى أول لقاء جمع بينهما منذ عدة أشهر مضت. -كانت قد تسلمت عملها في ذلك القصر منذ الأمس فأخذت تنظف تلك المرآة وهي تتغزل بت**يمها وما أن استدارت حتى انقض على ذراعها يقبض عليه بقوة وهو ينظر لها بعينان صارمتان فعلا صوتها بصخب شعر أنه سبب لأذنه ال**م فنظر لها بغضب ووجد نفسه يزيد من قوة ضغطه على ذراعها يلويه خلف ظهرها بيد وبيده الأخرى حاول أن يخرس هذا الصخب العالي الصادر عنها فوضع كفه يمنع صخبها ولكنها مدت يدها الحرة وقبضت على كفه واضعه إياه أسفل أسنانها وضغطت بكل قوة تملكها عليه فدفعها عنه بعدما صاح متألما ووجه لها السباب ليعود إلى مهاجتمها مرة أخرى قابضاً على يدها فازداد صوت صرخاتها علوا وقالت: -"سيب إيدى يا بني أدم يا متخلف يا حيوان". -حدق نادر بها وشرد لوهلة وقال محدثا نفسه: -"أنا قولت إنها مش هي طبعاً مش هي الفرق بينهم فرق السما من الأرض بس معقول تبقى شبهها قوي للدرجة دي معقول يكون حد استغل الشبهة بينهم وبعتها تسرق له الورق لا بس دي مش شكل حرامية اوف اومال يعني هي جاية تعمل إهنا فاوضتي استنى استنى هي تقصد مين بمتخلف وحيوان يا نهارك اللي مش هيعدي يا بنت الـــ". -صوت صخبها المستمر أخرجه من شروده وسمعها تقول: -"سيبنى بقى لو سمحت بقولك إنت فاهم غلط أصلا أنا مش اللي فدماغك والله أنا مش اللي فدماغك ياريت تهدا كدا وتصلى على النبى وتبعد إنت إيه ماسك فيا كدا ليه ومالك متنح لى كدا يا أخ إنت يا عم يا كابتن فوق وسيب ايدي". -اجابها نادر بصوت هادىء يخالف صوتها الصاخب: -"اخرسى واسكتى إيه إنتي مبتفصليش إنتي مش اللي فدماغى بس إنتي عرفتي منين أنا بفكر فإيه". -حاولت أن تخلص ذراعها من يده ولكنها فشلت فقالت بصخب: -"عرفت من ملامحك وإنت متنح زي دلوقتي واضح عليك إنك بتشبه وبعدين مش خلاص عرفت إني مش اللي بتشبه عليها قافش فيا كدا ليه شكلك عاوز تكلك قلمين يصحصحوك". -ضغط نادر فوق ذراعها أكثر ليؤلمها وهو يقول: -"إنتي مجنونة يا ماما قلمين إيه فوقي لنفسك وبعدين تعالي هنا هو أنا سمعتك صح وإنتي بتقولي ليا متخلف وحيوان أنا تتجرأي عليا بل**نك اللي أطول منك دا دا أنا هندملك على اللحظة اللي رجلك عتبت فيها هنا إنتي اصلك متعرفيش أنا مين". -اجابته بصوت ساخر: -"بص أنا متشرفتش بمعرفة السيادة ولا عاوزة أتشرف، ما تسيب دراعي بقى إيه مش حاسس إنه وجعني زمانه علم منك لله". ترك نادر ساعدها وهو يقول: -"أهو سبت دراع الأميرة ديانا ممكن بقى أفهم إيه دخلك هنا شكلك حرامية يا بت وجاية تسرقي الملفات من الاوضة مين اللي بعتك انطقي يا بت". -مررت أصابعها فوق ساعدها كي تخفف إحساسها بالألم الذي تشعر به وقالت: -"أنا بت صحيح إنك بني أدم قليل الأدب". -إقترب نادر منها لتتراجع إلى الخلف بخوف من نظراته فقال وهو يتوعدها: -"احترمي نفسك بدل ما اتهور عليكي إنتي فاكرة نفسك مين علشان تتحديني كدا وتعملي راسك براسي". -وضعت يده فوق جانبي خصرها وقالت وهي ترفع حاجبها بسخرية: -"لا دا إنت كمان مغرور". -وفجأة رفعت إصبعها تلوح به أمام وجهه وأضافت: -"بص يا أخ أنا هنا علشان بشتغل إنت بقى تبقى مين". -اجاب عليها بتهكم قائلاً: -"أنا يا حلوة صاحب الهيلمان دا كله اللي إنتي شيفاه، ها تسمحي بقى تقوليلي مين اللي شغل جنابك عندي". حدقت به لا تصدق تصريحه وقالت: -"يا سلام عاوزني أصدق إنك صاحب العز دا كله بسنك الصغير دا يبقى أكيد إنت تاجر مخدارت". -زفر نادر بقوة وحاول تمالك أعصابه فلم يستطع أحد إزعاجه من قبل كما فعلت تلك الفتاة التي لا تخشى مواجهته وتتبارى معه في الردود متحديه إياه فقال وقد أوشك صبره على النفاذ منها: -"اللهم طولك يا روح يابت متخلنيش اتعصب عليكي انطقي مين شغلك هنا". نظرت إليه بقلق متمعنه نظراتها لتفكر أنه حقاً لا يبدو لها كشخض عادي فحوله هالة لها رهبة ولكنها لن تدع قلقها يسيطر عليها وقالت: -"طب أحلف إنك بتتكلم جد معقول إنت نادر". -رفع حاجبه بتعالي فهو لم يعجبه أبداً أن ترفع الكلفة هكذا رغم احساسه بلذه في سماع اسمه من بين شفتيها فقال يؤكد على لقبه أمامها: -"أيوة أنا الأستاذ نادر فاروق". -لطمت مرام فوق ص*رها فهىي أيقنت أنها ستطرد حتما فقالت بمرح رغم شعورها بألم خسارتها لهذا العمل: -"أوبا يعني أنا كدا إترفدت من قبل حتى ما أستلم الشغل أنا عارفة حظي وبختي المايل من يومي". إلتفتت مرام و أدارت وجهها عنه حتى لا يرى ضيقها وقالت: -"طيب أنا همشي بقى". -جذبها نادر من ساعدها مرة أخرى فقد ألحت عليه رغبة مفاجأة بألا يتركها ترحل فقال مشا**ا إياها: -"تمشى تروحي فين هو خروج الحمام زي دخوله إنتي مش هتمشي من هنا إنتي دخلتي هنا بمزاجك بس خروجك بمزاجي وبأمري أنا وبس". -أحست بقلبها ينبض بشده فلمسته تلك المرة بها لسعة لامست شيء بداخلها فارتجفت رغما عنها ولكنها قاومت ذلك الاحساس وشدت ساعدها من يده وصاحت بصوت أكثر صخبا رافضة تحكمه بها هكذا وقالت: -"لأ يا حيلتها الكلام دا ميتقليش فوق لنفسك كدا قال بمزاجك قال ليه فاكرني هسكتلك لأ دا إنت متعرفنيش يا بابا أنا مرام صالح اللي لما بمشي فالشارع الكل بيخاف مني وبيعمل لي ألف حساب". -إقترب نادر منها وقد أحب انفعالها فوجهها الذي احتقن بعصبية إزداد جمالاً وعيناها لمعت وتغير لونها فأحب أن يزيد من رهبتها التي لمسها في صوتها فقال مهددا إياها وهو يضيق ما بين عيناه ليرهبها: -"طيب وريني يا مرام يا صالح هتخرجي إزاي من اوضة نومي". -جالت مرام بعيناها حولها كأنها تكتشف للمرة الأولى أنها حقا داخل غرفة نومه فشردت عنه متناسية وجوده لترى فراشه الكبير والمزين بزخارف نالت إعجابها فهي تعشق كل ما له صلة بالد*كور وقد اعجبها كثيرا لمساته الداكنة التي ميزت غرفته بشكل جميل ورغم القلق الذي تشعر به بسبب نظراته عادت بعيناها إليه مرة أخرى فشردت وهمست تحدث نفسها: -"مافيش حل إلا كدا هو اللي اضطرني اعمل فيه كدا". -ابتسمت مرام بغموض وقالت: -"طب متزعلش بقى إنت اللي جبته لنفسك". -وفي ثوان كانت قد غيرت وقفتها لتقفز عاليا وهي تلتف حول نفسها وتباعد بين ساقيها وتض*به بقدمها خلف رأسه لتهبط أرضاً سريعاً في وضع الق*فصاء وأبعدت ساقها مرة أخرى وأطاحت بساقه ليختل توازنه ويسقط أرضاً فقامت ووقفت سريعا كأنها لم تفعل شيء تنظر له من أعلى لتميل نحوه وهي تضم قبضتها وتقول: -"تحب أكمل ولا أمشي من سكات وبلـــ". -لم تكمل مرام جملتها ففي اللحظة التالية كان نادر قد إلتف حول نفسه ليطيح بها أيضاً فسقطت فوق ص*ره فأحاطها بذراعيه بقوة ووجهها يكاد يلتصق بوجهه وأحست بأنفاسه الساخنة تض*ب وجهها فشخصت عيناها بعينه وكتمت أنفاسها تشعر كأنها سقطت في بحر رمال يجذبها إلى الأعماق ولكنه بحر مختلف فلون عيناه تكاد تشبه العسل بحلقات من نار. -أطاحت شفتا مرام بعقل نادر فهي دون أن تشعر ضغطت شفتيها بأسنانها ليتأكد تلك المرة أن عيناها لمعت كعين القطط فكاد يقترب منها يقبلها يشعر بأنه ينجذب إليها بقوى خفيه ولكنه تراجع ليقول لها بصوت اجش لينهي ال**ت بينهما: -"عينيكي حلوة قوي يا مرام وشفيفك أحلى". -لم تجبه مرام إنما نزلت بجبهتها فجأة على أنفه تض*بها بقوة ليتركها نادر صارخا بألم وقد نزفت أنفه فأبتعدت عنه سريعا تهرول هاربة من غرفته ومن الفيلا كلها. -وصلت مرام إلى منزلها وص*رها يعلو ويهبط بسرعة منذ خرجت من فيلا فاروق الدهشورى ودخلت إلى غرفتها ترتجف لتتذكر قربه الشديد منها وكيف ارتطمت به لتشهق وهي تضع يدها فوق فمها تحاول خفض صوتها حتى لا يسمعه أحد ولكنها انتفضت بقوة حين تعالت طرقات قوية فوق باب منزلها فانصتت السمع وهي تدعو الله أن يمر الأمر على خير. -بالخارج فتحت رويدا الباب ونظرت إلى جارتهم التي وقفت تعقد ساعديها أمام ص*رها وقالت وهي تبحث بنظراتها بالداخل: -"اومال السفيرة مرام فين يا رويدا". -لوت رويدا شفتيها وقالت بتذمر: -"مرام مجتش لسه هي مش قالت لك أسبوع مالك بقى دا حتى لسه معداش يومين". -أزاحت نعمة بيدها رويدا عن طريقها بعنف وقالت بصوت مرتفع وهي تدخل مقتحمه الشقة: -"بقى السفيرة مجتش إزاي وأنا شيفاها وهي جاية تجري زي اللي عاملة عملة دي حتى مبيتتش معاكم إمبارح ياختي ربنا يستر على ولايانا". -**تت نعمة حين سمعت صوت ذلك المقعد يقترب فابتسمت بشماته وأكملت بصياح: -"إنتي ياست مرام ما تطلعي ياختي ولا إنتي مستخبية شوفي بقى بتستخبي من إيه ما خلاص معدش ليكم ظابط ولا رابط عموماً أنا ماليش فيه أنا عاوزة فلوسى أنا صبرت عليكم كتير". -لم يكن في يد مرام شيء فغادرت غرفتها قبل أن يعلو صياح نعمة أكثر ويستيقظ شقيقها سيف أو تسمعها شقيقتها لتصدم بلارا أمامها تجلس فوق ذلك المقعد المهتريء ونعمة تحدق بها بشماتة فصاحت بغضب: -"في إيه يا ست نعمة ما قولنا أسبوع هي سيرة بقى مش كل شوية تنطي لنا هنا بالشكل دا كل ما تشوفيني طالعة ولا نازلة، وبعدين إنتي ملكيش دعوة أروح فين ولا اجي منين إنتي ليكي فلوسك هتخديهم وتحلي عنا وإياكي تقولي كلمة زيادة إنتي عرفاني أنا مرام يا نعمة مش أي حد تاني واتفضلي بقى من غير مطرود". -وقفت نعمة تنظر بغيظ إلى مرام ثم حولت عيناها إلى لارا التي أحمر وجهها غضبا فقالت نعمة لتزيد الوضع تأزما: -"يعني يرضيكي كلام أختك يا لارا وأنا اللي خايفة عليها من كلام الناس لما يعرفوا إنها بتبات برا خلاص إنتو حرين بس متزعلوش لما أهل الشارع ميعجبهمش الكلام دا وإنتي يا حبيبتى قلبي معاكي والله كل ما أشوفك كدا قلبي يوجعني عليكي ربنا يجازي اللي كان السبب فقعدتك دي حد يصدق إنك يا حرام بقيتي م**حة بعد ما كنتي بتوقفي الشارع على رجل يلا معلش نصيبك كدا". -ثم **تت وهي تضحك وتحدق بها باستفزاز وقالت موجهة حديثها لمرام: -"عدى يومين ياست مرام ولو الأسبوع عدى هو كمان وماخدتش فلوسي بعد كدا إنتي عارفة هعمل إيه". -غادرت نعمه وسط نظرات الحزن التي تسببت به للجميع فاقتربت مرام سريعا من مقعد لارا وقالت: -"حقك عليا يا لارا على الكلام اللي قالته متزعليش نفسك علشان خاطري إنتي عارفاها ست غلاوية وقلبها أ**د". -قاطعها صوت سيف الذي وقف أمام باب غرفة جانبيه يفرك عيناه ويبعد عنه النوم ويقول: -"في حاجة حصلت يا مرام مالكم واقفين كدا ليه". -اقتربت رويدا من شقيقها سيف واحتضنته وقالت: -"مافيش حاجة يا عسل ها تيجي تساعدني نحضر الغدا". -نظرت مرام إلى رويدا بإمتنان وقادت كرسى لارا إلى غرفتها وساعدتها لتستريح فوق فراشها وابتسمت لها لتسئلها لارا بحدة قائلة: -"أنا عاوزة أفهم إنتي من إمبارح برا ورجعتي من شوية تقدري تقوليلي إزاي تسمحي لنفسك تباتي برا البيت لأ وترجعي ووراكي الست نعمة اللي ما هتصدق وتتكلم علينا بالباطل عجبك كدا ممكن اعرف كنتي فين وقافلة الزفت الموبايل كمان ليه". -ارتبكت مرام فإن علمت لارا حقيقة عملها في قصر الدهشوري ستمنعها عن العمل فهي لن تقبل أبداً بعملها كخادمة وبذلك لن تسد دين والديها لتلك المرأة البغيضة. -نهرت لارا شقيقتها وقالت: -"مرام فوقي و كلميني كنتي فين". -اجابتها مرام وهي تدعو الله أن تصدق كذبتها فقالت: -"كنت فالشغل". -شهقت لارا وقالت: -"شغل إيه وكليتك والدراسة". -أسرعت مرام تطمئنها قائلة: -"دا فوقت غير الكلية متخافيش يا لارا أنا بشتغل فدار مسنين مرافقة لواحدة ست محتاجة عناية". -حدقت لارا بها بشك وقالت: -"اسمها إيه الدار دي". -انزعجت مرام من تحقيق لارا معها فحاولت التفكير في اسم مناسب فقالت: -"دار الهلال يا لارا ممكن بقى نوقف تحقيق ونتغدا أنا تعبانة وعاوزة أكل وأنام". -حاولت مرام أن تغمض عيناها ولكن النوم أبى أن يزورها فهمست وهي تتذكر عيناه النارية: -"اطلع من دماغي بقى هو أنا بفكر فيك ليه أصلا اوف ياترى عامل إيه دلوقتي بس يا مرام مفروض تركزي هتسدي الفلوس إزاي يعني يا نادر مش كنت تبقى طيب ومتمشنيش من الشغل هو مقلش أمشي أنا اللي هربت بعد ما ض*بته يعني هو كان لازم اتغابى كدا عليه". -لم يستطع نادر أن يهدأ فما حدث له آثار غضبه لأقصى درجة فجلس على مقعده في شرفته و هو لازال يشعر بالدوار فاليوم انقضى ولكن حنقه منها زاد ولم يبرد وما هي إلا بضعة ساعات مضت حتى تعالى رنين هاتفه فأجاب بصوت خال من الانفعال: -"جبت اللي طلبته". -أنصت نادر لما يقال له، وقال قبل أن ينهي اتصاله: -"الورق دا كله يكون عندي الصبح بدرى فاهم". بقلمي منى أحمد حافظ -أراح نادر رأسه إلى ظهر المقعد وأطلق صفيرا هادئا وأغمض عينه وفجأة لاحت له عيناها تضيء فء عتمه احساسه كعين قطة شرسة ف*نهد وقال وعيناه تشتعل: -"بكرة تتمسحي ف*جليا زي القطط ووقتها هعلمك الأدب". -استيقظ نادر ووقف يرتدي بذلته ذات اللون الرمادي وقد قطب جبينه بسبب ذلك اللون الدال على كدمة أنفه فلعنها في سره وغادر مسرعاً وهو يراقب ساعته فاتجه إلى غرفه شقيقه وطرق بابها بهدوء وقال: -"صباح الخير يا باشا مصر". -ألتفت سليم بهدوء إلى شقيقه وابتسم له واجابه قائلاً: -"صباح الخير يا نادر صاحي بدري يعني وو". -توقف سليم عن إكمال حديثه حين لاحظ تلك الكدمة فسأل نادر بقلق: -"إيه اللي عمل فيك كدا يا نادر". -ضحك نادر بسخرية وقال: -"كنت بجري ورا قطة فاتخبطت". -عبس سليم فهو يعلم مغامرات إيه السرية ولكنه حدثه بلهجة حازمة حينما تذكر إن نادر لا يعلم بشأن مرام ف*ناسى أمر كدمة شقيقه وقال: -"نادر نسيت أقولك على حاجة في بنت جت تشتغل هنا اللي جايبها عمك عبد الله ياريت ملكش دعوة بيها وأبعد عن طريقها وبلاش تضايقها". -تلاشت ابتسامة نادر الساخرة وضيق عيناه وقال بجدية: -"إنت شوفتها البنت دي يا سليم ولا إيه مالك كدا مهتم وبتحذرني اجي ناحيتها". -تـنـهد سليم بضيق ليقول: -"لا شوفتها ولا عاوزها تشوفني وإنت فاهم كلامي كويس يا نادر عم عبد الله شرح لي ظروفها وأنا وافقت إنها تشتغل هنا اتمنى تنفذ لي طلبي ويلا علشان متتأخرش على الشركة ولا ناوي تاخد اجازة النهاردة". -ابتعد نادر عنه وتوجه نحو باب الغرفة واخبره: -"لا كـسل إيه دا النهاردة في صفقة مهمة جدا مينفعش مروحش المهم إنت اخبارك إيه و". -قاطعة سليم وهو يوجه بصره نحو النافذة: -"بخير يا نادر أنا بخير أتفضل روح إنت ولو في أي حاجة أبقى كلمني". -غادر نادر وهو يفكر في كلمات سليم فلما هذه الفتاة تحديدا يوصيه بأن يبتعد عنها فصعد إلى سيارته وأخرج هاتفه وأجرى اتصاله: -"قابلني فالشركة بعد ساعة بالظبط ومعاك كل حاجة فاهم".

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

أنين الغرام

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.9K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook