بلا حق!

3797 Words
تمددت على فراشها تشعر وكأنها ترقد على جمر من نار فحديثهم سويا يتتكرر على مسامعها شعرت بالحيرة تملائها وبالغضب حيرة لدافع سليم عنها وغضب بسبب كلمات نادر وأغتيابه لها بشكل قاس أخذ عقلها يحلل كل حديثهم حتى توقفت على تلك الجملة التى ذكر فيها نادر لسليم اسم من تقول عليها و ايقنت انها نعمة تلك المرأة الحقودة الروح التى تقف لها دوما بالمرصاد كم كانت تتمنى وبشدة معرفة من أبلغ نادر بتوفيق وها هى علمت .. قررت مرام أن تضع حدا لشر تلك المرأة التى تفننت حتى الان فى ايذائها وأخذ حقها فهى لن تقف أمام كل هذا الظلم صامته .. وما أن لاح ضوء الشمس حتى تسللت مرام بعيدا عن عينا نادر وسليم وخرجت دون ان يشعر بها أحد ووصلت الى مسكنها وما أن لمحت توفيق يغادر إلى عمله حتى هرعت هابطة وأسرعت صوب مسكن نعمة ووصلت أمام باب شقتها وطرقت بابها وما هى إلا لحظات وكانت نعمة تفتح الباب وتقف امام مرام تحدق بها بصدمة فدفعتها مرام بقوة الى الداخل واغلقت الباب بقدمها ووقفت امام نعمة تمعن النظر اليها فوصل الى سمعها صوت نعمة يقول بشماتة : مالك يا بت رشيدة داخلة عليا بزعابيبك ليه ايه يا اختى اكونش سرقت منك حبيبك وانا معرفش .. ادركت مرام ان عليها ان تلقن نعمة درس حياتها لتبتعد عنها فحدقت بها ولكنها تريد معرفة سبب أفعال نعمه فقالت : هو انتى ليه بتعملى كدا يا نعمة بجد انا طول الطريق لهنا بحاول افهم ازاى واحدة فسنك دا وبتتصرف بالشكل الواطى دا يعنى يا نعمة انتى مش اكبر من والدتى كتير بس بجد حساكى عجوزة اوى من كتر شرك وسوادك اه وبالنسبة للكلمتين الخيبين اللى قولتيهم ف احب اقولك ان نئبك طلع على شونة يا نعمة لان حبيبى مش نادر حبيبى يبقى اخوه الكبير عارفة اخوه يبقى مين يبقى سليم الدهشورى حوت التجارة الكبير الباشا اللى لما يتقال اسمه الكل يقف خايف اهو سليم دا يا نعمة كمان كام شهر هيبقى جوزى انا وان شاء الله اول حاجة هعملها بعد ما اتجوزه هشتريلك مدفن يليق بيكى واخلى صحابك التعابين والعقارب يحروسه علشانك. ابتلعت نعمة ريقها واحست بض*بات الخوف تنبض بقلبها وقالت: وماله ياختى مب**ك عليكى العريس ما انتى شاطرة زى امك بتعرفى تسرقى الرجالة صح .. وكأن نعمة لم يكفيها ما فعلت فأرادت ان تزيد من وهج النيران التى ستحرقها فما ان انهت حديثها حتى هجمت عليها مرام صافعة اياها بكل قوة تملكها وما كادت نعمة تهم بالصراخ حتى ض*بتها مرام بسيف يدها وسط حنجرتها ليتوقف صوت نعمة متجشرجا بألم مبرح فاخذت تسعل محاولة التنفس فوقفت مرام امامها وقالت : القلم علشان متجبيش سيرة امى على ل**نة الزفر دا تانى اما الض*بة فعلشان عيبتى فامى اللى ضوفر رجلها برقبتك يا نعمة ومتخافيش انا بس خرستك لحد ما اعلمك درس عمرك انا بقى اللى هاعلمك اللى اهلك رغم سنك دا معرفوش يعلمهولك وهو الاحترام .. سحبتها مرام من شعرها واجلستها عنوة على اول مقعد طالته يدها وجذبت تلك الطرحة التى وجدتها على المنضدة وقيدت يدا نعمة خلف المقعد ووقفت امامها تبحث بعيناها عن شىء ما ففتحت ادراج الخزانة التى وجدتها بجانب الباب حتى وجدت ضالتها ووقفت امام نعمة تلوح امام عيناها بالمقص وقالت : زمان ماما حكت لى انك وانتى صغيرة سرقتى خمسة جنيه من ابوكى فهو حب يأدبك ويعلم عليكى فحلق لك شعرك على الزيرو وف*ج عليكى الشارع انا بقى يا نعمة هعمل زى ابوكى بس لسبب تانى عارفة اللى تخوض فعرض الولايا يا نعمة بيقصوا شعرها علشان الناس تعرف انها ست مش كويسة ودا اول حاجة هعملها فيها شعرك دا هحرمك منه علشان تفضلى كل ما تبصى على نفسك فى المراية تعرفى ان سيرة الولايا غالية اوى ومتجيش على ل**نك تانى المرة اللى فاتت انا ض*بتك فالشارع انما المرة دى انا هطحنك هنا يا نعمة وهخليكى عبرة ادام نفسك ان مرام بت صالح جت تعلمك الادب والاخلاق .. وقبضت مرام على خصلات نعمة بغضب اعمى وسط حركات نعمة الهستيرية ولم تبالى مرام بها انما سيطرت عليها حمى القص فكلما ض*بت بالمقص فى شعر نعمة تشعر انها تزيل عنها و**ات الاهانة التى نالتها من نادر وسليم لتتسع حدقتا نعمة وهى ترى شعرها مبعثرا حولها فحاولت الصراخ والاستغاثة ولكن صوتها ابى ان يخرج عنها فحنجرتها تؤلمها حد الموت واما ان انتهت مرام حتى وقفت تنظر لها وص*رها يعلو ويهبط من حدة انفعالها وقالت بصوت جعل الدماء تتجمد فى عروق نعمة : ودلوقتى بقى هقطع لك ل**نك اللى قال انى متجوزة ابنك فالسر يا ست يا واطية.. حاولت نعمة ان تخلص يداها وبالفعل نجحت فى ذلك فدفعت مرام لتوقعها ارضا ولكن مرام انتبهت لمحاولة نعمة فرفعت قدمها سريعا وض*بتها فى وجهها وصاحت بقوة ارعبت نعمة لتتوالى ض*بات مرام بقبضتها اعلا ص*ر نعمة فترنحت نعمة وسقطت ارضا تلتقط انفاسها بصعوبة فوضعت مرام قدمها على وجه نعمة وبصقت عليها وقالت : والله كان نفسى الشارع يشوفك وانتى تحت رجليا يا نعمة لان دا مقامك بصى بقى علشان دا اخر كلام هقولهولك ابعدى عنى وانسينى احسن لك و الا ورحمة ابويا لاجيبك وادفنك عايشة وسط التعابين اللى انتى منهم انا طول عمرى بقول دى ست كبيرة بلاش اجى عليها وانتى البعيدة معندكيش دم مش عاوزة تسبينا فحالنا بس خلاص مافيش الكلام دا تانى انتى حضرتى عفريت مرام يا نعمة وعلشان نيتك مش خالصة عفريتى هيفضل كابس على نفسك واعرفى ان لو كنت سكت لك زمان لما لعبتى بوساخة واستغليتى ابنك علشان ت**رى ابويا فانا دلوقتى مش هاسكت وهفضحك وهاطلع لك كل القديم وانا لو حطيتك فدماغى هجيب اسرارك كلها وانشرها فالشارع واخلى اللى ما يشترى يتف*ج عليكى ابعدى عنى يا نعمة واتقى شرى. ابعدت مرام قدمها عن وجه نعمة واستدارت بعيدا عن نعمة فسحبت نعمة المقص من الارض بعدما سقط من مرام وهمت تشرع بمهاجمة مرام التى انتبهت اليها فقبضت على يدها ولوت ذراعها خلف ظهرها ليسقط المقص منها وسمعت صوت تهشم عظم ذراع نعمة وعويلها ل**ر مرام يدها فدفعتها مرام وقالت : ودى ايدك اللى زورت الصور والعقد **رتهالك يا نعمة بس صدقينى هرجع لك تانى لو عملتى اى حركة زبالة زيك مرة تانية وبالنسبة للمحروس ابنك فانا هظبطهولك واعلمه ازاى يبقى راجل علشان يمثل عليا حلو اوى وحياتك يا نعمة لاحسرك عليه. غادرتها مرام واخذت نعمة تتلوى وتولول بصوتها المكتوم واندفعت متناسية انها لا ترتدى حجابها وخرجت حتى وصلت الى باب منزلها المطل على الشارع وتذكرت فجأة شعرها فعادت تجر اذيال خيبتها تتألم على كرامتها التى دهستها مرام ارضا. اخذت مرام تسير بغير هدى تحاول تهدئة اعصابها فوجدت نفسها تسب وتلعن فى نعمة اكثر وفى توفيق فسحبت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت له وما ان سمعت صوته حتى قالت : توفيق عاوزة اشوفك حالا هستناك عند بوابة جنينة الاسماك متتاخرش.. اغلقت مرام هاتفها واسرعت فى خطاها لتصل الى وجهتها فى نفس توقيت وصول توفيق وما ان راته حتى صفعته هو الاخر بقوة وبصقت فى وجه فألتف حولهم بعض المارة ووقف توفيق امامها يشعر بالاهانة والغضب ولكنه تمالك نفسه ونظر الى الحشد المتابع وقال: _ ايه مشفتوش واحد ومراته بيتخانقوا قبل كدا كل واحد يروح لحاله اتفضلوا .. اشعلت كلمات توفيق غضب مرام من جديد وهمت تعيد صفعة فمد توفيق يده وقبض على يدها وقال : لو رفعتى ايدك ه**رها انا مش هحاسبك على القلم دا الا لما اعرف عملتى كدا ليه وبعدين هاخد حقى منك يا مرام وانتى عارفة توفيق مبيسبش حقه .. اجابته مرام بحدة وقالت : صحيح ما انت واطى وجبان و ندل والدليل اهو بتأكد على كلام امك يا ابن نعمة وبتقول للناس اننا متجوزين .. حدق توفيق بوجه نعمة وشعر باشتعالها غضبا واحس لوالدته دخل كبير فارتبكت ملامحه ولاحظته مرام علامات الذنب التى وضحت على وجهه وتأكدت من انه ي**عها فاحست بثقل الظلم الذى نالها شعر توفيق بتمزقها فأقترب منها وقال : مرام انا مش فاهم حاجة بس والله انا قولت كدا علشان الناس تمشى ومتبقاش فضيحة وانتى عارفة الناس اسهل ما عليها التصوير والله ما كنت اقصد اقول انك مراتى وبعدين يعنى هو انا اطول .. رفعت مرام عيناها تنظر اليه بنظرات مميته وقالت بصوت معذب: طولت انت وامك عملتوها يا توفيق انت وامك مكفكمش اللى عملتوه زمان مع لارا واذيتونى اكبر اذى انا بس عاوزة اعرف حاجة هو انت ضميرك ميت للدرجة دى عمرك ما حسيت بوجع فقلبك لما بتأذى غيرك انا مش عارفة انتم عايشيين ازاى مش كفايا استغليتم حادثة لارا وقعدتم تتكلموا فسيرتها وروحت زى الخسيس سرقت موبايلها وقعدت تف*ج صحابك على الناصية على صورها بعد ما لعبت فالصور ولولا انى لمحتك واتعاركت معاك وفتحت دماغك واخدت الموبايل منك كنت شهرت باختى زى اى كلب واطى بس كل دا يا توفيق كوم واللى عملتوه معايا كوم تانى لانى ساعدتك ووقفت جانبك ونسيت الاذى اللى عملتوه وكان جزاتى ايه روحت وبكل خسة تنصب لى الفخ مع الست والدتك وض*بت صور لينا سوا وعقد عرفى وقلت اننا متجوزين صدق يا توفيق انا مستغربة انت بتنام بالليل ازاى مش خايف ربنا يقبض روحك وانت ظالم ومفترى على واحدة معملتش فيكم اى حاجة انا كل اللى عملته كان رد فعل ودفاع عن نفسى واخواتى احنا عمرنا ما أذيناكم يا توفيق علشان تسوء سمعتى عند نادر وسليم بالشكل دا. استمع توفيق الى مرام يشعر بالخزى لما فعله بالماضى طوعا وتنفيذا لتخطيط والدته يشعر بالعار ف*نهد بحزن وقال : لو اقسمت لك بالله انى معرفش حاجة عن موضوع الجواز دا هتصدقينى والله يا مرام انا من وقت ما وقفت جانبك وانقذتك وانا مبقتش توفيق ابن نعمة اقسم بالله يا مرام انا معرفش اى حاجة عن الصور والعقد اللى بتتكلمى عنهم طب اقولك انا هاجى معاكى لنادر بيه وسليم بيه واقولهم الحقيقة خلينى ابقى راجل لمرة وارجع لك حقك يا مرام .. امعنت مرام النظر بوجه توفيق تحاول قراءة صدقه فوجدته يكمل : مش مصدقانى طبعا معاكى حق ومين يصدق ان توفيق اللى كان بيقف على الناصية يرازى فخلق الله ويبلطج على البنات يتغير محدش يصدق انا نفسى مصدقش ان واحد بالخسة اللى كنت فيها اتغير بس والله اتغيرت يا مرام مش عارف من امته يمكن من قبل ما احاول ابان ادامك شهم وشجاع بصى انا علشان اكون معاكى على حق هكيلك كل حاجة وانا مستعد لاى حكم من نادر بيه واخوه انا عمرى ما هعض الايد اللى ساعدتنى اكون راجل و الناس بتحترمنى .. وجلس توفيق امامها يقص عليها اتفاق والدته مع الرجال الذين هاجموها واستمعت له تشعر بانها تريد العودة من جديد لوالدته لتبطش بها وما ان انهى توفيق حديثه حتى اردف : ودلوقتى لو عاوزة تروحى القسم وتبلغى انا مستعد اسلم نفسى واخد جزائى على كل حاجة امى عملتها فيكم بس سامحينى انا مش هقدر اشوف امى بتتجر على القسم فهقول ان انا اللى سلطت عليكى الرجالة ودى تبقى اخر خدمة تعمليها فيا يا مرام.. جلست مرام بجانبه تشعر بوهن ساقيها وهمست بضعف: انا مش مصدقة كل اللى سمعته دا انتو مخلقوين من ايه من نار زى الشياطين .. شعر توفيق بالشفقة على مرام فمد يده يربت على ظهرها غافلا عن ذلك الذى توارى خلف احد الاشجار يلتقط لهما العديد من الصور ونظراته تحمل كل الحقد. لم تستطع رويدا التركيز فى متابعة دروسها فعقلها مشغول بمرام الى اين ذهبت وماذا تفعل فحتى الان يعتقد سليم ونادر انها فالغرفة معها ولكنها تخشى عليها فهى تشعر بقبضة فى ص*رها تخيفها تركت رويدا كتابها ووقفت فى شرفة غرفتها فلمحت سليم يخطو الى غرفته بخطوات غاضبة فأغمضت عيناها وشردت متذكرة حديث والدها معها حينما اخذت رأيه بشان احدى زميلاتها بالمدرسة واجابها والدها يومها الساكت عن الحق شيطان اخرس فابتعدت عن النافذة واخذت قرارها ان لم تشأ مرام ان تتوقف عن التضحية والتنازل ستوقفها هى فاستجمعت شجاعتها وتوجهت الى غرفة سليم وطرقت بابه بهدوء وحين فتح لها سليم تغيرت ملامحه فى لحظات من الغضب والنيران التى تستعر بداخله الى هدوء فما ذنب تلك الطفلة بتصرفات شقيقتها هى تسترت على غيابها ولكنه علم بخروجها دون اذنه انتبه سليم لرويدا تقول له : ينفع يا أبية اتكلم مع حضرتك شوية .. استقبلها سليم بإبتسامة حانية وقال : اكيد ينفع يا رويدا تحبى تتكلمى جوا ولا نقعد برا .. ارتبكت رويدا وقالت : لا الكلام اللى هقوله مينفعش حد غير حضرتك يسمعه او يعرفه .. عادت مرام الى الفيلا تشعر بخواء بداخلها فبعدما علمت حقيقة ما حدث معها وما خططت له نعمة شعرت انها منهكة القوى فقط تتذكر وقوفها امام توفيق ترفض ان يعترف بالحقيقة امام احد خاصة نادر حتى لا تتسبب فى اى ضرر يصيب حياة شقيقتها وحينما تذكرت لارا اغمضت عيناها فهى حبيسة غرفتها ممنوع عليها رؤيتها بأمر نادر شعرت باشتياق لشقيقتها فحاولت معرفة مكان نادر حتى وصل اليها صوته يجلس بصحبه سيف شقيقها فتسللت الى غرفته ودلفت مسرعة ونظرت الى وجه شقيقتها الشاحب فأقتربت من الفراش ومدت يدها و هزتها برفق فتحت لارا عيناها بوهن فصداعها يكاد يقتلها وألم جسدها لم تعد تتحمله وحين أبصرت وجه مرام اتسعت ابتسامتها فأرتمت مرام عليها تحتضنها بأشتياق ولكن أنات لارا لم تغب عنها فحدقت بها و قالت: مالك يا لارا فيكى حاجة بتوجعك.. احمر وجه لارا بشدة واشاحت بعيناها عنها وهى تعض شفتيها فلاحظتها مرام فاشاحت بوجهها عنها وقالت: اسفة مكنش مفروض اسئل المهم انتى وحشتينى اوى يا لارا وبجد النظام اللى محاوطك بيه نادر دا مخلينى مش عارفة اشوفك ولا اقعد معاكى معقول كل دا شهر عسل .. ارتبكت لارا وقالت : نادر قالى انه هيوضب لى الدور اللى تحت علشان اقدر اتحرك براحتى هو بس خايف عليا اقع بالكرسى ولا حاجة علشان كدا مش بخرج .. حدقت بها مرام وقالت فجأة: لارا انتى مبسوطة مع نادر .. ابتسمت لارا وتن*دت تنهيدة شابها الحزن وقالت : مبسوطة ومش مبسوطة فى حاجات كتيرة اوى متعرفيهاش يا مرام عن نادر وو .. حثتها مرام على الحديث وقالت: وايه يا لارا ما تفهمينى .. نظرت لارا الى شقيقتها لا تعرف لما عليها ان تقص عليها ما علمته عن نادر فقالت بهدوء تتذكر حديث نادر الهامس: كانت ملاك على الارض رقة وصوت هادى بنوتة ضعيفة وهشة كانت زميلتى فثانوى لاقيت نفسى لازم اساعدها وادافع عنها كنت حاسسها بنتى اتوليت كل حاجة عنها لان ظروفها كانت صعبة مكنتش بسيبها الا وقت النوم وفمرة روحت عند بيتها وسمعت خناقة كبيرة بين وبين جوز والدتها مشفتش ادامى طلعت ومسكته ض*بته واخدتها هى ووالدتها و جبت لها شقة وفرشتها وقعدتها هى ووالدتها فيها وفضل الحال بينا كدا انا حاميها وسندها لحد ما مرة جات لى رسالة انى اكبر مغفل فالتاريخ وانى الزبون رقم تلاتة مفهمتش حاجة وبدأ الشك يدخل جوايا راقبتها واكتشفت انها ماشية مع اتنين غيرى وبتعمل معاهم نفس اللى بتعمله معايا لاقيت سليم باعت ورايا الحرس اخدونى قبل ما اتهور عليها و غيرت كل ارقامى واختفيت فترة ورجعت نادر اللى انتى شيفاه دا اى واحدة بشوفها هى نموذج سمر و. توقف نادر عن حديثه محدقا بدهشة وصدمه بلارا التى تلسمت وجهه وقالت : مالك مصدوم انك وثقت فيا وحكيت لى من غير ما اسئلك.. ابتعد عنها نادر لا يصدق كيف له ان يقص عليها مواجع قلبه دون ان يدرى فوجد نفسه يقول : انتى عملتى فيا ايه علشان تخلينى احكى لك كل حاجة بالشكل دا انا عمرى ما كنت ضعيف كدا حتى وانا مع سمر عمرى ما حكيت حاجة عن نفسى بالشكل دا انتى مين يا لارا .. اعتدلت لارا مستندة على وسادتها وقالت : مراتك اللى انت اخترتها بنفسك وانا قولتهالك كل مرة ترمى حاجة من ماضيك هتلاقى نفسك بترجع لنفسك.. ارتدى نادر ملابسه وقال بضيق : انا حاسس انك زى ما تكونى سحرالى اول ما بشوفك ببقى واحد معرفوش و لما بسيبك بحس انى مولود من جديد .. تن*دت لارا وقالت : طيب مش ناوى تفك اسرى بقى وتخرجنى من الاوضة دى انا حساها كئيبة اوى وعاوزة اشوف الفيلا نزلنى شوية الجنينة يا نادر لو سمحت. عبس نادر و اجابها شاردا : مش دلوقتى لما اخلص باقى حسابى هخرجك من هنا .. انهت لارا حديثها ونظرت الى ملامح مرام الشاردة وربتت على يدها فانتبهت لها مرام ولكنها لم تشعر بأى شفقة تجاه ما قصته شقيقتها عن نادرفنظرت لها وقالت: كل دا ميدلوش الحق يحبسك بالشكل دا يا لارا انا فكرت انه هيحاول يعرض حالتك على دكاترة تانية وتعملى العملية وتمشى مش تفضلى بين اربع جدران .. ما دا اللى ناوى عليه يا مرام.. انتفضت مرام واقفة ونظرت تجاه الباب الذى استند اليه نادر بجسده فوجدته يتوجه صوبها فارتبكت وخفضت عيناها فسمعته يقول : على فكرة سليم كان بيدور عليكى وانا لو مكانك اروح اشوفه لاحسن يفتكر انك خرجتى من غير اذنه ويحصل بينكم مشاكل وانتى اكيد مش عاوزة تزعلى سليم.. عقدت لارا حاجبيها وقالت : وهو سليم يزعل من مرام ليه يا نادر واصلا بيدور عليها ليه ما تفهمنى .. ابتسم نادر بسخرية وقال : ايه دا معقول مقولتيش لاختك ان سليم هيتجوزك يا مرام تؤتؤتؤ ازاى دى حتى لارا تفرح لك .. زفرت مرام بضيق وقالت : ما لو سيادتك مكنتش دخلت كنت هقول لها .. صاحت لارا بفرح وقالت : بجد الكلام دا يا مرام سليم هيتجوزك واااو يعنى مش هفترق وهنفضل عايشين سوا على طول انا فرحانة اوى الف مب**ك يا مرام .. رسمت مرام ابتسامتها وقالت: الله يبارك لى فيكى يا لارا عارفة سليم دا مافيش احن منه ولا اطيب منه سليم دا السند اللى بجد .. انهت مرام حديثها ونظرت الى نادر بتحدى فتجمدت ملامحه ووجدته يقول : روحى شوفى سليم يا مرام لانى عاوز لارا فموضوع مهم متنسيش اقفلى الباب وراكى. وقفت مرام امامه بتحدى وقالت : لا مانا هاخد لارا معايا عوزاها تحضر كلامى مع سليم يا نادر.. اسرعت مرام وتحت دهشة كلاهما تجذب مقعد شقيقتها وتباعها نادر بتسليه وهى تنقلها الى الكرسى رغم اعتراض لارا وما ان انتهت مرام وتوجهت بمقعد شقيقتها الى الباب حتى اتاها صوت نادر يقول : مفكرتيش هتنزلى لارا السلم ازاى يا مرام من غير مساعدتى .. بهتت ملامح مرام وزفرت بضيق فابتسمت لارا وقالت : مش ممكن انتو الاتنين عملين زى توم وجيرى .. تن*دت مرام بيأس وقالت : انا هتكلم مع سليم يكلم المهندس علشان يخلص بسرعة الجناح بتاعكم تحت ولو على الد*كور انا يا قلب اختك هعملك كل حاجة زى ما انتى بتحبيها .. ونظرت حولها واشارت بيدها وقالت : لانى عارفة انك مش بتحبى الالوان الغامقة دى ودلوقتى هستأذنك اشوف سليم وارجع لك تانى خلى بالك من اختى يا نادر لحد ما ارجعلها .. كاد نادر ان يفقد اعصابه ويقذفها بزجاجة الماء التى قبضت يده عليها ولكنه تراجع وعيناه تتابع حركة لارا على مقعدها وكأن الحياة ردت اليها فوجدها تتجه صوب الشرفة وقالت : ممكن تفتحها لى يا نادر عاوزة اقعد برا شوية يمكن الصداع اللى عندى يخف .. انتبه نادر لحديثها وقال وهو يقترب منها ليتفاجىء بنفسه يدلك جبهتها بهدوء : ليكى كام يوم بتشتكى من الصداع انا شايف انى احجز لك عند دكتور يعمل لك تشيك اب سريع نطمن بيه على صحتك ويكتب لك مسكن يهدى الصداع دا .. رفعت لارا اصابعها وتمسكت باصابعه وقربتها من شفتيها مقبلة اياها وقالت : خايف عليا يا نادر .. ركع نادر امامها وقال : ولو مخفتش عليكى انتى هخاف على مين يا لارا .. حدقت لارا بوجهه وسئلته بهدوء : بتحبنى يا نادر .. لم يدرى نادر بما يجيبها فحدق بعيناها صامتا ولاحظت لارا توتره وغصته التى يحاول ان يبتلعها فربتت على وجهه وقالت : منتظرة الوقت اللى تختاره بنفسك وتجاوبنى على سؤالى ودلوقتى ينفع تفتح لى البلكونة شوية. وقف نادر سريعا ومال عليها حاملا اياها ليتفاجىء بنفسه يقول : لا انا هنزلك تحت تقضى اليوم كله بس الاول الجميل يغير هدومة دى ولا انتى عوزانى اتجنن ان فى غيرى بيشوفك كدا .. تعلقت لارا بعنق نادر واسندت رأسها على ص*ره وهمست دون ان يسمعها : مسيرك تنسى انك بتحبها وتحبنى انا وانا مش هيأس وهستناك .. سئلها نادر مستفسرا : بتقولى حاجة يا لارا .. اجابته لارا بحب : بقول انى بحبك .. تجمدت يدا نادر وجسده بأكلمه ووضع لارا برفق فوق الفراش وتوجه صوب خزانتها واختار لها ملابسها وساعدها على ارتدائها دون ان يتحدث ليعود حاملا اياها من جديد مغادرا غرفتهم الى الاسفل .. وفى جناح سليم جلست مرام فى **ت امامه تحدق بالارض تتسائل فيما يريدها سليم فوجدته يجذب احد المقاعد ويجلس امامها ويقول : خرجتى روحتى فين لوحدك من غير ما تبلغينى يا مرام .. حاولت مرام ابعاد عيناها عن عين سليم المحدقه بها ولكنها فشلت فبادلته التحديق وقالت : كان ورايا مشوار مهم لازم اعمله وخلصته .. رفع سليم حاجبه وقال : مشوار ايه اللى تهربى من الحرس علشان ميشوفكيش يا مرام هو انتى مش ناوية تعقلى وتبطلى حركاتك دى .. خفضت مرام عيناها واجابته: انا مش بعمل حركات يا سليم واسمعنى بقى انت لو هتفضل تعاملنى باسلوب الاتهام دا يبقى تبعد عنى وتسبنى فحالى وانا هرجع اعيش فبيتنا تانى و .. تفاجئت مرام بقبضة سليم تقبض على ذقنها بقوة ونظراته الحادة تحدق بها تمنعها من استكمال حديثها وسمعت صوته الجاف يقول: اسمعك بتقوليها تانى وهزعلك بجد.. حاولت مرام أبعاد وجهها عن قبضة سليم لاحساسها بألم فقالت بصوت مرتجف : ابعد ايدك انت بتوجعنى .. تن*د سليم وحول قبضته الى لمسات حانيه مررها على وجنتها وقال : الوجع دا مش هيبقى حاجة جنب اللى هعمله فيكى لو خالفتى كلامى تانى يا مرام واسمعينى بقى كويس حضرتك هترجعى كليتك من تانى انا رتبت لك كل حاجة خلاص من بكرة العربية هتود*كى ويرجعك الدكاترة قبلت تشيل غيابك وتعمل لك اختبارات انا كمان صلحت العك اللى عكتيه يوم امتحان دكتور عصام و على فكرة غيرت لك مواعيد السكاشن والمحاضرات بقيتى فمواعيد تخليكى بعيدة تماما عن رامى ومش هوصيكى لو لمحتيه تبعدى عنه لانى مش هقبل باى غلطة منك وطالما الهانم مش مهتمة بسمعتها فانا هعلمها تهتم ازاى وتحافظ على نفسها فعيون الكل بالنسبة لنادر متقلقيش خلاص هو قبل بجوازنا ومش هيعترض طريقك تانى .. ابعدت مرام مقعدها ووقفت تنظر الى سليم بأستغراب وقالت : وهو انت لحقت تعمل كل دا امته وعرفت موضوع دكتور عصام منين وبعدين ازاى تغير مواعيدى من غير ما تسئلنى وبعدين مين اداك الحق تتحمل مسئوليتى .. جذبها سليم لتعاود الجلوس من جديد وقال : من اول يوم رجلك دخلت فيه الفيلا بقيتى مسئوليتى يا مرام خليكى فاهمة كدا كويس من اول لحظة قولتى انا محتاجة اللى يساعدنى واتصرفتى بطبيعتك كبنت انا اتوليت امرك ولاخر يوم فعمرى يا مرام هتفضلى مسئوليتى وتحت حمايتى واياكى تقابلك اى مشكلة وتتصرفى بدماغك لانى اكتشفت انك ممكن تودى نفسك فداهية علشان غيرك وانتى فاهمة طبعا .. احست مرام ان سليم يضيق عليها الخناق فقالت بتلعثم محاولة الهرب من عيناه المحدقة بها : م ش – ف ا ه م ة – تقصد ايه.. تن*د سليم وابعد وجهه عنها وقال : بكرة تفهمى كل حاجة يا مرام ودلوقتى اطلعى ريحى وياريت متنسيش كلامى ابعدى عن نادر يا مرام لو عاوزة فعلا تحافظى على سعادة اختك. دمعت عينا مرام فجأة ودفنت وجهها بين كفيها لاحساسها بثقل الظلم عليها فلم تعى إلا ويدا سليم تجذبها إلى ص*ره فدفنت وجهها تختبى فيه وهمست بصوت من**ر ملائه اليأس : انا والله معملتش حاجة وحشة صدقنى يا سليم انا استحالة ابقى بالصورة اللى انتم واخدينها عنى انا انا .. احس سليم بقلبه يدق سريعا بداخله ما ان اندست مرام بين ذراعيه فوجد نفسه يشدد بضمها اليه اكثر مستنشقا شذا شعرها واغمض عيناه ليضمها بقوة دون ان يدرك ان انفاسها حبست داخل ص*ره فرفعت مرام كفيها تبعد جسدها عنها ولكنه لم ينتبه فأخذت تض*به بقبضتها حتى خفف ذراعيه ف*نفست سريعا وهدج صوتها وهى تقول : انت كنت هتموتنى يا سليم .. مغيب امامها محدقا بأرتعاشة شفتيها وتلك الدمعة التى انسالت على جانب وجنتها لم يشعر الا وهو يميل بشفتيه مقبلا تلك الدمعة التى وصلت الى حافة ذقنها لتنحدر شفتيه لعنقها مقبلا اياها لتكمل يداه عملها ويرفعها لتكون الى مستوى قامته وفجأة ض*ب البرق بينهما بلهب ابيض اشعل جسد مرام فاخذت ترتجف كانها محمولة على سحاب يقوده سليم وحده واحست انها فقط خلقت لتكون بين يديه فتعلقت بعنقه دون وعى منها مستسلمة لتن*دات سليم داخل عنقها ليتلاشى السحر فجأة كما بدأ وابعدها سليم عنه واحست مرام بالحرج الشديد وانتبه سليم لفعلته ليدرك انه جعلها تبنى امالا فعبس واستدار عنها وتعجبت مرام لتغيره هكذا وكادت تسئله ولكنها سمعت صوته يمزق تلك اللحظات التى عاشتها بين يديه يقول بصوت جليدى : بما انك خبيرة يا مرام حضنى ولا حضن نادر الاحسن ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD