من أنت؟

4124 Words
-أنتظرت مرام شروق الشمس حتى تغادر دون أن تنتظر رويدا أو سيف وأسرعت إلى فيلا الدهشورى ووقفت أمام بابها تلتقط أنفاسها بصعوبة فأختناقها يزداد مدت يدها المرتجفة تحاول تمالك اعصابها و ضغطت على جرس الباب ليعلو رنينه معلنا عن وجودها وما هى الا دقائق حتى وقف امامها بوجه غريب عنها جعلها ترتعد وتتراجع الى الخلف بحدة فلاحظ خوفها فابتسم في شماته ثم عقد حاجبيه وقال: -"نعم جاية ليه. -نظرت اليه مرام مرتبكة وقد غزاها الحرج بسبب سؤاله فأجابته متلعثمة : -" ج ا ي ة – ا ط م ن – ع ل ى – لارا -تمالكت مرام اعصابها ونظرت له بحده وقالت وهى تبادله النظرات : -"ايه حقى اجى اطمن على اختى فاى وقت و. -ارتعدت مرام اكثر وهى ترى عيناه وقد تلونت باللون الأحمر وعلت ملامحه قسوة غريبة عنها وسمعت صوته الجاف يقول لها وهو يتقدم منها : -" ملكيش أخوات فبيتى واتفضلى اطلعى برا واياكى تيجى هنا تانى انتى فاهمة .. -ثبتت مرام امامه ولم تتراجع وصاحت به بحدة : -" انت بتقول ايه لا طبعا مش فاهمة انا عاوزة اشوف لارا ومش همشى من هنا الا لما اكلمها واطمن عليها ومش هتقدر تمنعنى فاهم يا نادر مش هتمنعنى عن اختى مهما حاولت .. -باغتها نادر قابضا على ساعدها بقسوة وقال وهو يميل عليها بحده هامسا بصوت خفيض : -" مراتى مش عاوزة تقابلك وبلاش تتحدينى يا مرام لان اللى واقف ادامك دلوقتى نادر تانى عمرك ما شوفتيه نادر اللى ممكن فلحظة واحدة يرميكى فالسجن بايصلات الامانة اللى معاه ودلوقتى لو خايفة على نفسك وعلى اختك خدى بعضك وامشى ومتجيش هنا تانى والا اقسم بالله يا مرام لاخليكى عبرة للكل اطلعى برا برا. -دفعها نادر بقسوة فسقطت امامه أرضا تشلها الصدمة لتتفاجىء مرام بيد سليم تنتشلها من على الأرض لتقف بجانبه فنظرت له بعيون دامعة تشعر بالاهانة لتصرف نادر الغريب معها وقالت : -"ارجوك يا سليم خليه يخلينى اشوف لارا نادر مش راضى يخلينى اقابل اختى ابوس ايدك يا سليم خليه يسبنى اشوفها انا من امبارح وانا حاسه انها مش بخير انا هطمن عليها وامشى على طول ارجوك .. -وقف نادر أمامهما يبادل عيناه بينهما وقال بحده : -" وانتى قابلتى سليم امته يا يا انسة مرام علشان تترجيه وتبوسى ايده واضح انك مش بتضيعى وقتك ابدا وبتلعبى على كبير بس قولتها كلمة ومش هرجع فيها رجلك لو عتبت باب الفيلا تانى انا ه**رها ودا اخر كلام عندى. -تركهم نادر وهو يغلى غضبا واغلق الباب بوجهيهما سويا بعنف ووقف مستندا على الباب وص*ره يعلو ويهبط من حدة الغضب والانهاك ورفع نظره يراقب الدور العلوى خشية ظهور لارا ولكنه تن*د براحه متذكرا انه أبعد المقعد عن متناول يدها حتى لا تغادر الغرفة فاخرج هاتفه من جيب بنطاله واجرى اتصاله و قال : -"عاوز اعرف عدد أنفاس مرام فاهم اول باول واياك تغيب عن عينيك .. -انهى نادر اتصاله بحده وقال: -" مش هتغيبى عنى مهما عملتى مش نادر اللى تلعبى بيه يا مرام .. -وفي الخارج وقفت مرام أمام سليم و نظرت له بإن**ار وقالت : -"انا مش عارفة هو ليه بيعمل معايا كدا انا والله ما عملت حاجة لكل دا دا انا اللى المفروض أخد منه موقف بس والله نسيت كل حاجة علشان خاطر اختى انا ميهمنيش فالدنيا دى غير اختى لارا والله ما كنت جاية اعمل حاجة غير انى اطمن عليها .. -وقف سليم أمامها يشعر بحزنها ولكنه يعلم ان شقيقه لن يغير رأيه ابدا ويعلم علم اليقين انه بالفعل قد يصل به تهوره إلى سجن مرام ان ترك العنان لغضبه فسحبها سليم بعيدا عن الباب المغلق وقال : -"اهدى طيب وانا هتصرف معلش يا مرام انا زى زيك اتفاجئت لما لاقيته بيقول لى انه اتجوز اختك رغم اننا كنا.. -قاطعته مرام بعزة نفس قائلة: -" مافيش حاجة خلاص اسمها مرام ونادر يا استاذ سليم في دلوقتى نادر جوز اختى وانا جاية علشانها هى وبس وصدقنى انا مش فاهمة حاجة ولا عارفة ليه نادر اتحول بالشكل دا معايا -تفاجئت مرام انها تسير بجانب سليم نحو تلك الغرفة التى طردها منها سابقا فوقفت فجأة وقالت : -" عموما شكرا اوى ليكم واضح انى كنت غ*ية لما صدقت ان الناس الاغنية ممكن يكون عندها قلب وبتحس باللى زينا وعموما لو نادر رافض وجودى انا هنا فأنا هطمن على اختى من رويدا وسيف لما يجيوا واتمنى ان نادر ميطردهمش زى ما طردنى وبلغ اخوك ان مرام صالح عمرها ما هتخرب على اختها ابدا عن اذنك.. -هرولت مرام من أمامه مغادرة فتابعها سليم حتى اختفت من امامه فدلف الى غرفته يشعر بالعجز لاول مرة في حياته لعدم مقدرته الدفاع عنها.. -اخذت مرام تسرع خطاها ترتطم بالمارين بجانبها بشرود وحزن لا تصدق ما حدث لها على يد نادر لتنتبه الى صوت هاتفها فنظرت الى رقم المتصل واغمضت عيناها واجابت على اتصال رامى فسمعت صوته يقول: -"مرام انا اسف انى اتصلت بيكى بس مش عارف بجد حسيت فجأة انى عاوز اطمن عليكى انتى كويسة .. -استسلمت مرام لضعفها واجابته بصوت باكى : -" لا يا رامى انا مش كويسة ابدا انا بموت يا رامى بموت. -شعر رامى بقبضة في ص*ره واجابها لهفة : -"انتى فين يا مرام انا لازم اشوفك حالا.. _اطلعته مرام على مكانها وسمعته يقول : _"خلاص خليكى عندك انا قريب منك هجيلك حالا .. -و ما هى إلا دقائق احستها مرام تخنقها بشدة وهى تقف بانتظار رامى لتجده يقف أمامها بسيارته و يناديها فوجدت نفسها تفتح باب السيارة وتجلس بجانبه منهارة بالبكاء فقاد رامى سيارته غافلا عن تلك السيارة التى تتبعهما وتعد عليهما انفاسهما..توقف رامى امام احدى الكافيهات والتفت لمرام وقال : -"انزلى يا مرام هنقعد هنا شوية نتكلم ممكن .. -هزت مرام رأسها ونزلت وسارت بجانبه فاجلسها رامى امامه وقال : -" احكى لى بقى كل حاجة وان شاء الله هتلاقى عندى الحل انا لا يمكن اقبل انك تكونى ضعيفة بالشكل دا لا ادامى و لا ادام اى انسان تانى. -وجدت مرام نفسها تصارح رامى بكل ما مرت به لتهدأ شهقاتها ودموعها واستمع اليها رامى بقلب ممزق وهو يستمع الى تصريحها بانجذابها ل نادر فقال : -"بصى انتى مش غلطانة لان مشاعرك لاول مرة تتحرك لحد يعنى على حد علمى نادر يعتبر اول واحد تحسى ناحيته بمشاعر انا مش هقول عنها انها مشاعر حب لا انتى محبتيش نادر يا مرام والا كنتى طاوعتيه و كنتى ارتبطى بيه من اول لحظة لكن اللى منعك انك مش متأكدة من جواكى من مشاعرك ودا خلاكى متلغبطة معاه خصوصا انه واضح عليه انه له خبره كبيرة اوى فتعامله مع البنات وفاهم ازاى يدخل للبنت ويستغل مشاعرها اللى زى نادر دا شباب كتير الانانية جواهم غالبه على اى مشاعر عاوز يطول اى بنت وانتى كنتى تحدى معرفش ي**به ف**رك و اختار لارا اختك علشان ي**رك بيها اللى زى دا ميتبكيش عليه ابدا لان قلبه قاسى ميعرفش يحب الا نفسه وبس انتى لازم تفوقى لنفسك يا مرام و تبطلى تضحى علشان غيرك لازم تكونى انانية شوية و تحبى نفسك .. -حدقت مرام بوجه رامى باستغراب فاكمل قائلا : -"متسغربيش كلامى يا مرام انا قولت لك انى بحبك من اول لحظة شوفتك فيها لانى عرفت معدنك وعرفت انك فعلا كنز لاى واحد يحبك وتحبيه انا مش بقولك كدا علشان ازكى نفسى ادامك بس انا فعلا على استعداد ارتبط بيكى حماية ليكى من نادر واللى زيه انتى محتاجة فعلا لراجل فحياتك يدافع عنك ويسندك ولو تقبلى انى اكون الراجل دا فحياتك انا هفضل معاكى واى وقت تحسى انك معرفتيش تحبينى انا هبعد عنك واخرج من حياتك ولو توافقينى افضل رد على اللى نادر عمله معاكى انك ترتبطى بواحد تانى علشان تردى له كل اللى عمله معاكى ومتخافيش نادر مش هيقدر يمنعك عن اختك مهما عمل وفالاخر هيرضى لما يعرف انه خسرك وخسر قلبك النضيف .. -حدقت مرام به تفكر في حديثه لتصدم نفسها قبل أن تصدمه بقولها : -"انا موافقة يا رامى موافقة ارتبط بيك علشان احمى نفسى واحمى لارا من نادر .. -احتضن رامى يدها المرتجفة بسعادة وقال : -" وانا عمرى ما هخذلك ابدا وصدقينى انا عند كلمتى الوقت اللى تحسى انك مش قادرة تكملى معايا انا هنسحب من حياتك كانى مدخلتهاش اصلا .. -"واضح جدا انك فعلا مش بتضيعى وقتك يا أنسة .. -انتفضت مرام ووقفت بارتباك وهى ترى نادر يقف بجانبها وغضبه يتملك من صوته فوقف رامى امامه بتحدى وقال : -" حضرتك عاوز حاجة يا استاذ نادر.. -واجهه نادر بنظرات مميته وقال : -"والاستاذ بقى بيتكلم بصفته ايه المحامى بتاع الانسة .. -تحرك رامى ليزيد غضب نادر ووقف بجانب مرام التى تجمدت امامهما لتجد ذراع رامى تبعدها عن نادر وسمعته يجيبه بصوت شامت : -"لا مش المحامى اساسا مرام مش محتاجة محامى ليها يا استاذ نادر انا بتكلم بصفتى خطيب مرام .. -رج المكان بصوت نادر المستنكر لما سمعه من رامى وهو يقول لها بصوت هادر جعل الحاضرين يتابعون ما يحدث بدهشة : -" خطيب مين يا عيل انت والله دا حاجة حلوة اوى انت خطيب مرام دا بعيد عن شنبك .. -واعقب نادر قوله الغاضب بلكمه لرامى في وجهه ودفعه لمرام بعيد عنه ليقبض على عنق رامى منهالا عليه باللكمات فاندفع بعض الحاضرين يحاولون الحول بين نادر ورامى لتخليص عنق رامى من بين يدى نادر فانتبهت مرام لما يجرى فوقفت بينهما وهى تدفع نادر عن رامى الذى تحول وجهه الى خريطة حمراء بسبب لكمات نادر له وسمعته يصيح بها قائلا : -"اقسم بالله لو مروحتيش حالا على البيت لاكون دفنكم سوا. -وهدر صوته بقوة : -" روحى حالا يا هانم وحسابك معايا جاى انا بقى اللى هعلمك يعنى احترام يا انسة يا محترمة. -جذبها نادر من ذراعها يدفعها امامه حتى وصل الى سيارة حارسه وقال: -"تتأكد انها طلعت بيتها واياك تنزل من غير اذنى انت فاهم. -اغلق نادر باب السيارة بحدة ووقف يتابع مغادرتها المكان ليغادر غير مهتم برامى الذى وقف يسانده بعض الحاضرين يربتون على كتفه بشفقه .. -دلفت مرام الى غرفتها وسط نظرات الدهشة المتبادلة بين سيف و رويدا فسئلتها رويدا بعدما دخلت خلفها هى وشقيقها قائلة : -"كنتى فين يا مرام لارا اتصلت وسئلت عليكى .. -نظرت لها مرام بلهفة وقالت : -" بجد اتصلت طيب مكلمتنيش ليه هى بخير طمنينى يا رويدا بالله عليكى لارا كويسة.. -لاحظت رويدا حالة شقيقتها وعيناها الباكية فاقتربت منها وقالت : -"مالك يا مرام انتى معيطة .. -نظرت مرام الى وجه اخيها القلق وقالت وهى تخفى ألمها: -"لا مش معيطة يمكن بس علشان معرفتش انام كويس المهم سيبك منى دلوقتى وطمنينى لارا كلمتك امته. -اجابتها رويدا وقالت : -"من حوالى ساعتين اتصلت من موبايل نادر علشان موبايلها وقع منها و ات**ر وسئلت عليكى وبطمنك هى كويسة اوى دا حتى نادر كلمنا وقال انهم هيجيوا يزورونا قريب. -تن*دت مرام براحة رغم حزنها وقالت: -" الحمد لله انها بخير ربنا يسعدها يارب طيب ممكن بقى تسيبونى احاول انام شوية لانى تعبانة و. -سئلها سيف فجأة: -" هو انتى نزلتى روحتى فين يا مرام.. -ارتبكت مرام واشاحت بعيناها عن عين شقيقها وقالت: -"انا اصل بص انا مش هعرف اخبى عليكم اصل في زميل ليا عاوز يتقدم لى وانا نزلت علشان اتكلم معاه وان شاء الله هيجى قريب هو واهله يطلبونى. -صاح سيف بفرح: -"بجد يعنى انتى كمان هتبقى عروسة يا مرام والله دا خبر حلو اخيرا لاقيتى حد يخ*ف قلبك وتحبيه .. -ابتسمت مرام بحزن وقالت : -" شوفت بقى بس متخافش انا هفضل معاكم هنا ومش هتجوز إلا لما اطمن عليكم الاول اه متفتكرتش انك هتخلص منى وتعيش على هواك. -حدقت بها رويدا ونظرت لها بتساؤل وقالت: -" زميلك مين يا مرام .. -ابتسمت مرام ورسمت السعادة على وجهها وقالت : -"رامى يا رورو اللى جالى المستشفى طلع بيحبنى اوى وكلم اهله وعاوز يتقدم لى وانا وافقت وان شاء الله هبقى أبلغ عم عبد الله علشان يحضر الاتفاق مع سيف مش انتى بردوا يا سيف راجل البيت وسندى. -احتضنها سيف وقبل رأسها وقال: -" طبعا يا مرام انا فعلا نفسى ابقى المسئول عنكم واشيل المسئولية بجد نفسى احس انى راجلكم بعد بابا الله يرحمه .. -احتضنته رويدا ومرام بحب وقالت مرام : -" اكيد يا سيف انت راجلنا بعد بابا الله يرحمه وربنا ميحرمناش منك ابدا ودلوقتى يلا بقى نشوف مستقبلنا ومذاكرتنا ولا ناسيين ان في امتحانات وشهادات .. -لاذت مرام بغرفتها مبتعد عن مواجهة رويدا ونظراتها التى تحاول قرأتها وحاولت ان تغمض عيناها وحينما فشلت تذكرت أقراص لارا المهدئة فتوجهت صوب غرفة شقيقتها فوجدت ما تبحث عنه وابتلعت قرصين و تمددت على فراشها ليسلبها النوم اخيرا من احزانها ودموعها .. -منذ عاد نادر وهو حبيس مكتبه لا يقوى على مواجهة لارا يشعر انه خذلها بشدة فهى صفعته بقوة موجه إليه ض*بة قاتلة بردة فعلها معه فلم يكن يتخيل ابدا ان تعفو عنه هكذا بعد ما فعله بها واغمض عيناه هربا من نفسه. -وفي الصباح وبعدما استيقظت مرام وجدت ان عليها ان تذهب الى شركة نادر للمرة الاخيرة حتى تقدم استقالتها فهى لن تقبل ابدا ان تعمل معه او بالقرب منه بعد الان فارتدت ملابسها ووقفت امام شقيقها وقالت : -"انت نازل يا سيف .. -اجابها سيف مبتسم : -" اها عندى درس ومش هغيب ليه .. -بادلته مرام الابتسام وقالت : -"طيب انا هنزل على سكتك اروح الشركة اقدم على اجازة وارجع. -غادرت مرام برفقة شقيقها وافترقت عنه وتوجهت صوب الشركة ودلفت الى مكتب الشئون القانونية وقدمت استقالتها وحينما همت بالمغادرة وجدته امامها من جديد فسحبها بحدة الى غرفة مكتبه فزفرت بضيق وقالت بنفاذ صبر: -"لو سمحت اللى بتعمله دا ميصحش وكفايا اوى لحد كدا. -نظر لها نادر بهدوء وقال : -" هو انا مش قولت متخرجيش من البيت .. -رفعت مرام حاجبها وقالت : -"انت تقول زى ما انت عاوز وانا اعمل اللى انا عوزاه .. -عبس نادر بوجهها وقال : -" تمام وماله يا انسة عموما انتى مرفودة وملكيش شغل عندنا اتفضلى بقى روحى .. -ابتسمت مرام بأستهزاء وقالت : -" سبقتك وقدمت استقالتى يا استاذ نادر انا ميشرفنيش اشتغل معاك اصلا عن اذنك .. -نادها نادر قبل أن تفتح باب مكتبه وتغادر وقال : -"وماله عملتى طيب ودلوقتى اتفضلى .. -ابتسمت مرام وهى تشعر بانها اقتنصت منه نصره لتتفاجىء به يقول : -"هتروحى على الفيلا لان بعد ما جنابك مشيتى مع سيف بعدت نقلت كل حاجتكم عندى لانى مش هسيبكم تعيشوا لوحدكم تانى على كيفيكم .. -وقفت مرام امامه تحملق به واحست بانها على وشك الانفجار في وجهه ليعالجها نادر بقوله دون ان يعطيها الفرصة لتجيبه : -" ولو فكرتى انك تعندى هتخسرى اوى يا مرام متنسيش ان اختك حبيبتك معايا فبيتى مراتى طول ما انتى بتسمعى الكلام هخليها تحس انها ملكة اما بقى لو زعلتينى اقسم بالله لاخليكى تتحسرى على اختك ها قولتى ايه .. -كتمت مرام غضبها وتنفست محاولة تمالك نفسها وقالت : -" مكنتش اتخيل انك ندل بالشكل دا علشان تساومني باختى بس عموما حاضر اى اوامر تانية يا نادر بيه .. -ابتسم نادر بحقد غير مهتما بما قالته وقال : -" لما تنزلى هتلاقى السواق اظنك عرفاه هيوصلك للفيلا رويدا هناك وسيف كمان لما يخلص هيجى اتفضلى يا انسة مرام .. -مرت عدة أيام ومرام ملازمه غرفتها بالفيلا مقيمة فيها بالقوة الجبرية لا تخرج منها لبقاء نادر وعدم مغادرته الفيلا مانعا اياها من رؤية لارا إلا في وجوده وهو الأمر الذى جعلها تدرك ان هناك شىء خاطىء يحدث لشقيقتها فملامح لارا رغم محاولتها ان تبدو سعيدة يسكنها حزن غريب فطر قلبها وتعجبت كذالك من اختفاء سليم وابتعاده عنهم .. -ظلت مرام فى غرفتها تفكر في مخرج لها مما هى فيه فاستقرت على محادثة رامى ليأتى ليطلب يدها من سليم حتى تقطع على نادر خط الرجعة وغادرت غرفتها متوجهة الى الحديقة ولكنها اصطدمت بنادر فوقف امامها مانعا اياها من الابتعاد عنه ف سئلها بفضول : -"على فين .. -هزت مرام كتفيها بعدم اهتمام وقالت : -" هتكلم شوية مع الاستاذ سليم بخصوص رامى لانه عاوز يجي يتقدم لى .. -اشتعلت عينا نادر بنيران الغيرة فابعد بصره عنها يراقب المحيط الواقف به بحثا عن عين تراقبهما او اذن تستمع لهما فجذبها الى الحديقة غافلا عن نافذة اخيه الزجاجية ومال عليها وقال بحده : -" إسمعى بقى الكلمتين اللى عندى لأنى مش هعيدهم تانى انتى لو فضلتى م**مة على موضوع جوازك من اللى إسمه رامى دا أنا هقتله المرة دى فاهمة هقتله ودا آخر كلام عندى يا مرام .. -حدقت به والصدمة تعقد ل**نها لا تصدق عيناها من هذا الذى يقف أمامها كيف يمكن أن يكون ذلك الرجل هو نادر الذى واجهته عدة مرات من أين له بتلك القسوة والجبروت والنظرات المميتة الباردة ماذا حدث لكل هذا وماذا فعلت هى ليكون هكذا .. ألم يكتفى بخداعها وبزواجه من شقيقتها بل وحرمانها من رؤيتها الأن لها وطردها من الشركة ومن الفيلا حين ذهبت إليه لتطمئن على لارا لما تحول نادر هكذا إلى هذا الرجل الب*ع الذى يتلذذ بألمها وأهانتها هل يمكن أن تكون حقا ساذجة بمثل هذا القدر فلم تعرفه حق معرفته و خدعت بهالته وعيناه وهو فى **يمه ذلك الذى تراه الأن .. وكيف يجروء على التعرض لرامى وتهديده بالقتل بل والتطاول عليه باللكمات من أعطاه الحق ليتحكم بحياتها هكذا .. -نظرت له مرام بحيرة تحاول سبر اغواره و هزت رأسها مرة أخرى ترفض أن يتطاول عليها نادر وعلى رامى .. وتذكرت كلمات رامى عن نادر فهل هى حقا الحقيقة حين أخبرها رامى ان ما تراه من نادر ما هو إلا قناع زائف يخفى قسوة وأنانية وحب ذات مقيت كيف لم تلحظ به كل هذا .. -زفرت مرام بضيق أمام نظرات التحدى التى يبادلها إياها فشعرت أنه تمادى فى بطشة بها لسبب تجهله فثار غضبها منه فعقدت حاجبيها وقالت : -"لا إنت اتجننت رسمى وجنانك فاق الحد كمان إنت واعى لنفسك يا بنى ادم انت ما تفوق بقى مش كفايا اللى عملته فرامى ايه بتتجبر علينا ليه فاكر نفسك مين انا مش مصدقة نفسى ومش قادرة استوعب انك نادر اللى كنت كنت .. -لم تستطع مرام إكمال حديثها أمام نظراته الغاضبة فاشاحت بوجهها عنه وأكملت انا هتجوز رامى يا نادر واللى عندك اعمله انا مش هسمح لك تتحكم فحياتى كفايا بقى كفايا انا استحملتك الفترة اللى فاتت وانا بحاول أفهم إنت بتعمل معايا كدا ليه حاولت أعرف ليه منعنى من إنى أشوف أختى ولا حتى أكلمها حاولت أفهم ليه طردتنى من الشركة تصدق أنا اكتشفت انى معرفكش وحقيقى مش عاوز أعرفك إبعد عن حياتى يا نادر وسبنى فحالى وبلاش تلوى دراعى باختى حرام عليك .. -أغمض نادر عيناه شاردا عنها حينما أتت مرام على ذكر لارا يحاول محو تلك الليلة عن ذهنه يمحى صورتها وهى تبكى بين يديه كم يريد أن ي** أذنيه حتى لا يسمع صوت تضرعها إليه أن يأرف بها ولكنه تجبر عليها وافترى و نالها بكل قسوة وعنف جعل أصوات رجائها له تعلو ليزداد عنفا كلما ترجته أن يبتعد عنها فمشاعره وحواسه لم تعد ترى أمامه غير صورة واحدة جعلته يزيدها ألما حين تبدلت تلك الصورة تارة من مرام وتارة الى سمر ليزيد من قهره للارا وحين أنهكت قواه وإبتعد عنها رغما عنه محدقا بملامحها المعذبه وجسدها المكدوم الذى ظهرت آثار لمساته العنيفة عليها بوضوح تكشف له حقيقه فعلته لتفاجئه بلمسها ص*ره المتهدج بيدها وأصابعها المرتجفة ولتزحف نحوه وتضع رأسها على ص*ره قائلة : -"رغم أن ماليش ذنب علشان تنتقم منى بسبب اللى جرحتك زمان بس أنا فاهمة إنك عملت كدا غصب عنك وصدقنى أنا مسمحاك وعمرى ما هبعدك عنى ولا هرفضك مهما اتضاعفت قسوتك عليا لأن دا حقك وانا مراتك سكنك اللى يداويك وحضنك اللى ترمى جواه كل حاجة خنقاك لحد ما ترتاح .. يا نادر انا عوزاك كل مرة لما تفرغ شحنة غضبك فيا ترمى جزء من ماضيك بعيد عنك وتشيل الذكرى المرة من جواك وتنساها وتفتح لنفسك باب وأمل جديد علشان حياتك تتغير للأحسن وهتلاقيني معاك فكل خطوة وفاى وقت بين ايد*ك انا عمرى ما هشتكى منك ابدا ولا هسيبك زيها دا اللى عوزاك تتأكد منه اللى هيفرقنا هو الموت يا نادر. -نفض نادر رأسه بعنف مبعدا ذكرى تلك الليلة عن عقله وقال بصوت عنيف و هو يقبض على ساعد مرام بغضب غارسا اصابعه فى ساعدها : -"انتى اللي خليتنى كدا انتى السبب تصرفاتك وكلامك من اول مرة اعترفت لك بحبى كان عندك الوقت الكافى تصارحينى بماضيكى المشرف وحقيقتك صدقينى كنت هغفر لك لأنى حبيتك لكن انتى اخترتى تخدعينى لآخر وقت انتى السبب لأنك عملت فيا زى سمر ما عملت بس طلعت أو… منها ورغم كدا بردوا عندى استعداد تام اسامحك وانسى انك كنتى فحضن كل راجل شوية و .. -نال منها غضبها لأقصى مداه وثارت ثائرتها ترفض ما قاله فكيف له أن يو**ها هكذا ويتقول عليها بتلك الطريقة المهينة كيف له ان يعين نفسه إلهآ يحاسبها على شىء ليس له الحق أن يحاسبها عليه فوجدت نفسها تقف امامه وتصفعة بقوة ليقبض عليها يدها ويميل عليها فى لحظات مقبلا أطراف اصابعها فحدقت به بذهول وجذبت يدها منه بحده فسمعته يقول: -"انا بحبك يا مرام واللي حصل كان غباء منى كنت عاوز انتقم منك كنت برد اللي عملتيه فكرامتي لاغيت عقلى وقلبى واندفعت فتصرفى وانا مستعد انسى كل حاجة واسامحك و ارجعك ليــ .. -هزت رأسها تنفى ما يقوله وقالت بألم : -" انا فعلا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه نادر انت واعى لنفسك رجالة ايه اللى بتتهمنى بيهم وتسامحنى على ايه وسمر مين اللى بتشبهنى بيها سمر دى الماضى اللى كانت فحياتك ايه مش لاقى سبب تبرر بيه الى بتعمله فبترمينى بتهم باطلة دا انت حتى ملاقتش غير اختى تنتقم منى فيها انت يا نادر ملاقتش الا أضعف واحدة فبيتنا و**رتنى بيها حرام عليك عملت لك ايه لارا علشان تعمل فيها كدا ايه مش خايف من عذاب ربنا ليك انك اذيت واحدة عاجزة والمصيبة انها بتحبك وعمرها ما هتشوفك غلطان ابدا فحقها يا نادر انت اخترت أصعب حاجة وعملتها انت اتجوزت أختى .. -وقف نادر أمامها يشعر بحيرة فعيناها التى تحدق به لم تنخفض لحظة واحدة هربا من اتهامه او حتى خذيا بما فعلت فكيف تكون بتلك الصورة وتقف امامه كأنها ملاك برىء لم تفعل خطئية ابدا في حياتها أحس نادر بص*ره يضيق به وهو يتذكر ضحكات سليم وهو ينفى ان تكون مرام فتاة سيئة السمعة ودافع عنها طويلا هل يعقل ان يكون قد وقع تحت تأثير ما حدث له مع سمر وخديعة تلك المرأة لتنال منها على يديه .. حاول نادر أن يتنفس بهدوء وهو ينظر لها فشعر بصغر نفسه وضائلة حجمه امامها فقال اول كلمات تبادرت إلى ذهنه غافلا عن أنه يزيد من سوء الأمر : انا مش عارف انتى فعلا ملاك زى ما سليم قال وانك استحالة تعملى حاجة وحشة وانك مش زى سمر ولا انتى ممثلة قديرة وعرفتى تخدعينا كلنا المشكلة ان فالحالتين ان قلبى دا عاوز يسامحك ومقدرش ابدا يقبل انك تكونى لغيرى خصوصا اللى اسمه رامى دا انا لازم امنعك ترتبطى بيه او تتجوزيه يا مرام حاولى تسامحينى انا مش عارف عملت كدا ازاى حقيقى كان غضب عنى حتى ليلة جوازى من لارا كانت غضب عنى حسيت انى مغيب عن وعيي شوفتك فيها وو. -ضحكت مرام متألمة وقالت : -"رغم انى مش عارفة انت بتتهمنى بايه اصلا بس معقول سليم اخوك هو اللى يدافع عنى ويرفض كلامك المهين ليا وانت اللي مفروض بتقول بتحبنى صدقت عارف معنى كلامك ايه معناه انك اصلا محبتنيش يا نادر واللي جواك ليا اى حاجة غير الحب. -هاجمها نادر قابضا على رأسها بقوة جاذبا إياها إلى جسده محاولا تقبليها ليثبت لها انها له وانها تمتلك حبه ولكنها اطاحت به ودفعته عنها بقوة فثار غضبا وقال : -"انا بحبك افهمى بحبك وهطلق لارا يا مرام وهتجوزك فاهمة انتى لا يمكن تكونى لحد غيرى كفايا انى سامحتك على جوازك العرفى من توفيق وهقبل بيكى وغيرى لمسك اكتر من مرة. -جحظت عينا مرام وهى تسمع ما قاله لا تصدق انه يريد ان يطلق شقيقتها أليقهرها مرة اخرى وي**رها بها فابتعدت عنه وهى تراجع ما قاله وتسائلت من اين له ان يعرف بتوفيق كيف علم نادر به من الاساس وهى حرصت على اخفاء امره عنه ف*نهدت باستسلام وقالت: -"حتى لو طلقت لارا يا نادر انا مش هرجع لك لانى لانى لسه مرات توفيق ودا السبب اللى كنت طلبت اقابلك علشانه يوم ما اخدتنى بيتك فاسكندرية حاولت اصارحك بس مقدرتش الكلام مرضاش يخرج منى خوفت تفضحنى علشان كدا قولت اخد فرصة اكبر لحد ما ارتب امورى واوصل لحل مع توفيق بس الظاهر بقى انك كشف*نى وعرفت بسرى. -صفعت كلمات مرام قلب نادر بقوة وطعنته في مقتل فها هى وبكل وضوح تعترف امامه بزواجها من اخر وخداعها له فشعر بأن العالم يضيق من حوله فكر كيف لتلك الملامح البريئة ان تحمل نفسا بغيضة هكذا ولكن قلبه المعذب بحبها لم يرحمه وحثه على الاقتراب منها مرة اخرى ليقف امامها ينظر لها بعينان تشعان بالالم وما ان وضع يده على أحد كتفيها حتى شعر بها تتجمد وتبتعد عنه فنظر لها بأسف وقال: -"يعنى كنتى هتغشينى يا مرام طب ازاى كنتى هتكملى حياتك معايا لما اعرف انى مش اول راجل فحياتك معقول كنت واثقة انى هسامحك للدرجة دى ولا كنتى فكرانى مغفل. -استدارت مرام هربا من عينا نادر الجريحة وقالت: -" مش عارفة بس كنت فاكرة إنى ملكتك وانك بقيت لعبة فايدى وانى هعرف اخليك تسامحنى بس محصلش اقولك كدا احسن احنا مكناش ننفع بعض يا نادر انت انت محتاج لارا لانها شبهك اتجرحت فحياتها زيك وقلبها طاهر ونفسها مسامحة عمرها ما شالت من حد ابدا.. -سئلها نادر بصوت مهزوم ومنهك: -"وانتى يا مرام ناوية تفضل حياتك كدا تتنقلى ما بين كل راجل شوية ناوية تضيعى نفسك اكتر من كدا طب على الاقل حافظى على سمعة والدك وسمعة اخواتك لارا ورويدا وسيف ولا انتى مش عارفة ان كل غلطة بتغلطيها هما اللى هيدفعوا تمنها.. -جرحتها كلماته ولكنها اخفت عنه ما تشعر به واغمضت عيناها وقالت: -"محدش هيدفع تمن حاجة عملتها إلا انا يا نادر اطمن. -لم يتقبل نادر كل ما قالته مرام فجذبها بقوة اليه محاولا تقبيلها ولكنها دافعت عن نفسها ووقفت امامه وانفاسها تعلو وتهبط بقوة وقالت: -" انت مجنون متلمسنيش تانى لأنى بقيت محرمة عليك افهم بقى انك بقيت جوز اختى يا نادر ياريت تحترم مشاعرها و. -زفر نادر وهو يود اقتلاع رأسها العنيد عن جسدها وقال بنفاذ صبر: -" مش هسيبك يا مرام ولازم تعرفى انك ليا بتاعتى براضكى او غصب عنك.. -هدر بصوته الحاد منتزعا مرام من امامه بذراعيه التى حاوطت جسدها المرتجف قائلا : -" مش هتقدر يا نادر لأنى دفعت لتوفيق وطلق مرام خلاص ومرام هتبقى مراتى فأبعد إيدك عنها لأنى انا اللى هقف لك.  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD