سأنال منك..

4624 Words
* جحظت عينا رامى وهو يستمع الى ما يطلب منه و احس انه وقع فى فخ من لا يرحم فنظر بغضب اليه ووقف يشرع بالمغادرة فاستوقفه صوته الخبيث يقول : _ استنى عندك انت رايح فين و كلامى لسه مخلصش .. * وقف رامى ينظر له يلوم سذاجته انه وقع بمحض اردته فى قبضه ذلك المعتوه وكاد ان يفتح باب مكتبه و يغادر و لكن صوت التحطم جعله يتلفت بحدة فوجده وقد اطاح بمحتويات سطح مكتبه ارضا و قال: _ لو خرجت هعتبرك عدوى يا رامى وانت عارف اللى مش معايا بعمل فيه ايه فارجع واقعد مكانك و فكر فمصلحتك لان رقبتك فايدى ومش رقبتك بس رقبة كل اللى بتهتم بيهم ولو انت منفذتش هنفذها بطريقة متعجبكش نهائى قولت ايه. * تراجع رامى وعاد مرغما الى مقعده و قال : _ بس اصل اللى بتطلبه دا صعب اوى و عاوز ترتيب جامد و بعدين لو انكشفت هروح فداهية و بعدين جوزها مش هيسبنى فحالى دا ممكن يقتلنى فيها .. * ابتسم له بسخرية و قال : _ لا متخافش انا اضمن لك انك تخرج من الموضوع و مرام ملكك لوحدك و من غير اى ضرر لا ليك ولا ليها كل مافى الموضوع تنفذه زى ما قولت لك بالظبط ها قولت ايه .. * تن*د رامى و رفع عيناه ونظر لها بثبات و قال : _ هنفذ بس متنساش انت مدينى كلمتك مافيش اى اذية تطول مرام من تحت راس الموضوع دا .. * لمعت عيناه شرا و قال : _ برقبتى لو حاجة حصلت لمرام يا رامى انا بردوا عارف انها حبيبة القلب اللى ضحيت و سرقت الامتحان من حما اخوك علشانها .. * ارتبك رامى و قال : _ و و انت عرفت ازاى دا مافيش حد عرف حاجــ .. * قاطعة بضحكة صاخبة وقال : _ انا مافيش اى حاجة بتخفى عنى يا رامى لان اللى ورايا ناس كبيرة اوى اكبر مما تتخيل و دلوقتى يلا ابدأ عاوزك تبقى الكتف الحنين يا حنين .. * ما ان غادره رامى حتى اخد هاتفه بغضب من جيبه و اجرى اتصاله و قال : _ عينيك متنزلش عن رامى وكل حركة تتسجل صوت وصورة فاهم وتبلغنى اول باول يلا مش عاوزه يغيب عن عنيك لحظة واحدة .. * انهى اتصاله و عيناه تلمع بشر وقال : _ قال جاى دلوقتى ضميره يصحى وعاوز يهد كل اللى ببنيه اومال يعنى افوز بالبيضة الدهب ازاى لو مخلتهمش يتلهوا فى موضوع مرام ماهى لو الغ*ية سمر دى كانت سبكت دورها كان زمانها خرجت برا الفيلا وبقت متاحة انما واضح كدا ان مرام دى مش هتخرج برا الفيلا بسهولة وعاوزة ترتيب متظبط ميخرش المية.. * لاول مرة منذ الهدنة بينهما يرفض ان تذهب معه الى الشركة فجلست فى غرفته امام النافذة تنتظره وما ان استمعت الى صوت سيارته حتى تعلقت عيناها بالبوابة ف*نهدت ولكنها سرعان ما عبست حينما احست من حركة جسده انه منفعل وما هى الا لحظات حتى دلف الى الغرفة فتفاجىء بها امامه تقف مبتسمة فتقدم منها ببطء وقال : _ عندك امتحان بكرة و مش شايفك بتذاكرى ايه هو انا لازم اقعد جانبك علشان تذكرى .. * وقفت امامه تحاول قراءة ما خلف قناعه و لكنها لم تفلح فابتسمت بحرج وقالت : _ انا خلصت يا سليم ومستعدة تسئلنى زى كل يوم .. * تن*د سليم و ابتعد عنها لا يريد ان ينفلت منه تماسكه معها فهى اصبحت تهدد سلامه و استقراره منذ تلك الليلة و رغم انها تلتزم بمسافتها الامنة معه الا انه اصبح لا يشعر بالراحة كما سبق انتبه سليم لرنين هاتفه فاخرجه من جيبه و ابتسم وقال : _ دا نادر .. * اجاب الاتصال ورحب باخيه و اخذ يستمع لحماسه نادر وصوته المحمل بسعادة واضحة فابتسم وقال : _ يعنى العملية تمت على خير بس انت قولت لسه يومين .. * **ت سليم برهة و قال : _ تمام اكيد طبعا الحالة النفسية الى ساعدت على كدا جميل يعنى دلوقتى لارا فمرحلة الاستشفاء وايوة فاهمك بعد تلت اسابيع هتبدأ علاج طبيعى تمام خلاص احتمال كبير بعد ما تخلص رويدا امتحاناتها تلاقينا كلنا عندك ايوة مرام جانبى تمام. * مد سليم يده الى مرام وقال : _ عملية لارا نجحت .. * اختطفت مرام الهاتف و ابتعدت عن سمع سليم وقالت : _ وحشتينى اوى يا لارا مكنتش متخيلة انك لما تبعدى كدا عنى هحس بالوحدة لا اطمنى كلنا بخير.. * خفضت مرام صوتها فاتجه سليم الى مرحاضه مفسحا لها المجال لتتحدث مع شقيقتها براحة فقالت مرام ما ان اختفى سليم : _ اسمعينى من غير ما نادر ياخد باله رويدا مش عجبانى خالص حاولت اعرف مالها مش راضية تتكلم معايا حسه فيها حاجة يا لارا اول مرة احسها بتبعد عنى بالشكل دا علشان كدا عوزاكى تكلميها حاولى معاها يمكن تقولك مالها خصوصا انها واخدة على خاطرها انك مش بتكلميها مخصوص المهم طمنينى عليكى .. * سئلتها لارا عن مجيئهم اليهم فقالت مرام بحيرة : _ مش عارفة انا اول مرة اسمع الكلام دا دلوقتى سليم اصله بيحب المفاجأت المهم فى حاجة عوزاكى فيها قبل ما سليم يجى و يسمعنى النهاردة الصبح رامى اتصل بيا معرفش جاب رقمى الجديد منين و انا خايفة ان سليم يعرف مش عارفة اقوله ولا اخبى عنه اصل انا ما صدقت انه اتغير شوية فمعاملته معايا المهم رامى عاوز يقابلنى بيقول عاوزنى فحاجة ضرورى اعمل ايه يا لارا اقول لسليم ولا اروح اقا**ه و خلاص انتى عارفة من يوم ما نادر ض*به و انا مشفتوش و هو بصراحة محاولش يكلمنى ف مش عارفة انا هروح اقا**ه و خلاص هحاول اعتذر له كمان عن موقف نادر معاه .. * **تت مرام واستمعت الى شقيقتها و قالت : _ لا يا لارا مينفعش سليم يعرف دلوقتى انا عاوزة احافظ على الهدنة دى خلاص هبقى اقولك عملت ايه بس انتى اوعى نادر يعرف انتى عرفاه متهور ازاى طيب خلاص تمام هتصل بيكى انا سلام يا لارا .. * خرج سليم وملامحه جامدة فنظر لها وقال : _ اطمنتى على لارا .. * هزت مرام رأسها بارتباك و قالت: _ انا فرحانة اوى صوت لارا طمنى واضح عليها انها فرحانة و مرتاحة بس انت مجبتش سيرة اننا هنسافر هى دى المفاجأة اللى محضرهالى يا سليم .. * رسم سليم ابتسامة باهتة و قال: _ يعنى جزء من المفاجأة وخلاص مش هقول حاجة زيادة و دلوقتى اطلعى اوضتك ذاكرى .. * رفضت مرام الخروج و قالت له : _ انا اصلى عجبنى اذاكر معاك هنا .. * رفع سليم حاجبه و قال : _ مرام اتكلمى على طول وبلاش تلفى فكلامك انتى عاوزة ايه .. * اجابته مرام وقالت : _ عاوزة اخرج معاك ينفع انا نفسى اقعد معاك فاى مكان تختاره يعنى تعويض انك مأخدتنيش المكتب النهاردة معاك .. * تن*د سليم بعدما خاب ظنه أن تتحدث معه فيما سمعه و قال : _ معلش يا مرام مش هينفع النهاردة كان يوم طويل فالشركة ومش فالمود انى اخرج خليها يوم تانى وخلاص هانت انتى قربتى تخلصى امتحان هبقى اخرجك اتفقنا .. * زمت مرام شفتيها و قالت بحزن مصطنع : _ ماشى خلاص امرى لله طيب اقعد انت ارتاح و انا هقعد جانبك اذاكر بهدوء ينفع .. * تن*د سليم وتمدد على فراشه و اغمض عيناه و قال : _ اعملى اللى تعمليه وسبينى فهدوء شوية ممكن .. * التزمت مرام ال**ت وراقبته وما أن حتى غفى وتسللت مغادرة غرفته وصعدت الى غرفة شقيقتها التى وجدتها على حالها تحاول اخفاء حزنها الساكن عيناها فجلست بجانبها وقالت : _ وبعدين يا رودى هتفضلى على حالك دا كتير ريحنى وقولى لى مالك .. * تن*دت رويدا و هى تهرب بعيناها عن عينا مرام و قالت : _ يا مرام صدقنى مافيش حاجة انتى شايفة خلاص الامتحان مفضلش عليه الا اسبوع و انا مرعوبة فاللى انا فيه دا رهبة امتحان من اكتر وبعدين انتى اصلا مفروض متسئليش مش كفايا مبلغتش أبية أنك مش بتاكلى كويس وبتدوخى كتير .. * ضيقت مرام عيناها ولكزت شقيقتها و قالت : _ هتبتزينى يا رويدا طب اياكى تقولى لسليم حاجة صدقى هزعل منك .. * ضحكت رويدا و قالت : _ على فكرة ايدك جامدة ومتخافيش انا ستر و غطا عليكى ومش هقول ل أبية حاجة اطمنى انتى المهم مش ملاحظة ان ابيه خ*ف مننا سيف ومبقناش نشوفه تقريبا .. * جلست مرام و قالت : _ سليم مانعنى ادخل فشئون سيف قالى ملكيش دخل بيه و زى ما انتى شايفة نزله مصنع الشركة و التمرين و مطلع عينه شغل و تدريب .. * تن*دت رويدا و قالت : _ بجد مش عارفة من غير ابيه كنا هنعمل ايه ربنا يهدى الحال بينكم .. * تن*دت مرام وقالت بحب : _ يارب يا رويدا .. * صاح بغضب وهو يض*ب بقبضته سطح المكتب و قال : _ يعنى ايه قاعد معاها وازاى يرتب مقابلة من غير ما اعرف انا مش قايلك اى خطوة لرامى لازم اكون على علم بيها انت ايه متخلف مبتفهمش خليك عندك وبلغنى بكل حاجة وحاول تصور المقابلة باى شكل وانا هتصرف اتفضل و اياك يتحركوا من مكانهم قبل ما اعرف فاهم .. * اغلق هاتفه و قال متوعدا بشر : _ بقى بتلعب من ورايا يا رامى و رايح تقا**ها فمكان عام هو دا اتفقنا تمام اتحمل بقى اللى هيحصلك انا حذرتك و انت رميت كلامى ورا ضهرك انت كدا اللى جانيت على نفسك وعلى الست مرام و خلى خوفك عليها ينفعها .. * حاول سليم ان يصرف تفكيره على تغير حال مرام فمنذ اتسمع الى همساتها مع لارا و هو لا يصدق ان تخلف وعدها معه هكذا و رغم انه منع نفسه من مراقبتها الا ان عقله يكاد يفتك بها خاصة حين تأكد ان المحاضرات التى وجدها معها هى لرامى تن*د سليم ومد يده يراجع تلك الاوراق ولكنه توقف بعدما وصله اشعار رسالة على هاتفه فقرأ كلماتها حتى استشاط غضبا فعاد ببصره اليها وقرأ ما أرسل اليه : _ ايه يا باشا معقول كدا سايب الموزة بتاعتك من ايد لايد طب دا حتى عيبة كبيرة اوى فحقك كراجل ولا انت لامؤخذا عموما انا فاعل خير و مش حابب انك تبقى مغفل كدا وسط رجال الاعمال و هفتح عينيك على حقيقة الموزة اللى مدوراها من وراك و بالدليل هبعتلك صورها مع حبيبها الاولانى جارها ما انت عارفه اللى شغال فالشركة عندك و لو مش مصدق الصور و هتقول انها مضروبة ف انت ممكن كدا تاخد نفسك و تخرج دلوقتى و تروح الكافية اللى بعد الكلية بتاعتها هتلاقيها قاعدة فجلسة غرام مع زميلها اللى بيكتب لها اشعار واغانى على الاكونت بتاعه وعلى ورق المحاضرات انقذ شرفك بقى بدل ما شكلك بقى وحش اوى ... * و بعد لحظات وصل اشعار اخر الى سليم و حينما فتح الرسالة باصابع مرتجفة حتى رأى مرام وذراع توفيق تحيط بها فسحب نفسا عميقا بعدما احس بشرارة غضبه الهادر تنطلق بداخله فمد يده واختطف مفاتيح سيارته وغادر مسرعا الى المكان الذى ارسل موقعه اليه ... * زمت مرام شفتيها وهى جالسة امام رامى فهى منذ ساعة تجلس معه و لم تفهم شىء من حديثه فوقفت و قالت : _ بص يا رامى انا لما وافقت اقابلك وافقت لانى كنت شايلة ذنبك لما نادر اتهور عليك و جيت مخصوص علشان اعتذر لك عن اى حاجة حصلت لك بسببى انما انى افضل قاعدة بالشكل دا فبجد مينفعش شكلى بقى وحش و متنساش انى متجوزة دلوقتى و .. * ابعد رامى نظره عنها بحرج فهو منذ جلس امامها لا يقوى على ابلاغها بالحقيقة فكيف سيقول لها ان هناك مكيدة اعدت لها بأتقان و انه سيصطحبها الى شقته بعد تخديرها ليراها سليم بين احضانه فيطلقها لم يستطع رامى الاعتراف لها لشعوره بالحقارة والدنائة ولكنه وجد نفسه يقف امامها ويعترف لها رغما عنه فسمعتها اهم من ان يسقط من نظرها فهى اهم حتى ولو تطلب الامر ان يضحى بحياته فى سبيل عدم تلويث سمعتها فسحب نفسه وقال : _ بصى يا مرام من الاخر انا عارف انى هسقط من نظرك وهتقولى عليا انى مش راجل و بصراحة انتى معاكى حق بس انا فعلا مقدرش اسيبك على عماكى كدا لازم احميكى ولو بحياتى انا اه فكرت انتقم منك و ااذيكى انك روحتى اتجوزتى واحد غيرى لكن بصراحة ندمت علشان كدا قررت اصارحك بالحقيقة مرام انتى لازم تاخدى بالك من نفسك و من رويدا اختك لان فى خطر بيهددكم سوا بصراحة انا مش عارف السبب بالظبط ليه الانسان دا عاوز يعمل كدا هو كان طالب منى انى اخلى صورتك وحشة ادام جوزك و بصراحة مقدرتش اعمل كدا انا خوفت من ربنا علشان كدا قولت احذرك انتى جوزك ممكن يحميكى من شر الانسان دا فارجوكى سامحينى و خلى بالك على نفسك .. * وقف بجانب سيارته لا يصدق عيناه انها حقا تقف وتتحدث معه و تحدق به كأنه يبلغها بأمر هام تمالك نفسك يا سليم و لا تتهور اصبر لعل فى الأمر سوء فهم .,. اخذ سليم يحث نفسه على التعقل و حاول ان يغادر فقد اكتفى مما رأى و لكن وقوف مرام تبكى و رامى يربت على كتفها اشعل الغيرة فى قلب سليم فغادر قبل ان يتهور عليهما سويا و يفتك بها .. * اتجهت مرام الى كليتها سيرا على قدميها لا تقوى على تحمل ما اعترف به رامى لها لا تصدق بشاعة الناس من حولها الهذا الحد يستحل البعض سمعة الغير بمثل هذا البساطة شعرت مرام بالاجهاد و التعب و ما ان رأت آلاء صديقتها حتى ارتمت بين يداها تبكى منهارة لتسقط فاقدة الوعى فأسرعت زميلاتها بمساندتها إلى أن وصلت إلى حجرة الطبيبة بالجامعة التى أسرعت وساعدت مرام على استعادة وعيها فنظرت لها بحنان وقالت : _ يعنى بنوته جميلة زيك كدا تهمل فنفسها بالشكل دا عموما انا هكتب لك على مقويات و كويس ان النهاردة اخر يوم امتحان عوزاكى تشدى حيلك كدا و لما تروحى تنامى وتريحى فهمانى .. * هزت مرام رأسها بحزن ومسحت دموعها فاستدعت الطبيبة زميلات مرام وساعدتها آلاء حتى اجلستها فى مقعدها و عادت الى الطبيبة و تحدثت معها فابتسمت آلاء بحرج وهى تخبر الطبيبة ان مرام متزوجة فابتسمت الطبيبة وقالت: _ تمام ابقى خليها تعمل تحليل حمل احتمال الحالة اللى هى فيها من الحمل وخليها تاكل كويس وابقى قولى لها الف مب**ك .. * كألاسد الجريح الذى يفارق الحياة يدور حول نفسه منذ عاد الى فيلته يحاول ان يجد لها عذرا على ما رأه و لكن قلبه و غيرته المشتعله و كلمات الرسالة التى يرددها عقله جعلته يشعر بأن خدع و بقوة ، توقف سليم فجأة حينما رآها تستند الى ذراع صديقتها و قد شحب وجهها بشدة فخرج مسرعا اليها و أخذها من بين يدا آلاء و قال يسئل آلاء بقلق متناسيا ما مر به : _ مالها مرام يا انسة آلاء حصل لها ايه .. * اجابته آلاء بابتسامه و قالت : _اطمن يا استاذ سليم هى بس بتدلع علينا شوية النونو بقى تلاقيه متحملش توتر الامتحان فاغمى عليها فالكلية والدكتورة علقت لها محلول وقالت انها لازم ترتاح ووصتى اقولكم مب**ك على البيبى .. * حدق سليم بوجه آلاء وكتم صرخة ملتاعة بقلبه وحول بصره و حدق بوجه مرام وسئلها بعينان كالدم : _ انتى حامل ... * ما أن أستوعب عقل مرام معنى كلمات آلاء حتى شحب وجهها أكثر و تثلج جسدها بين ذراعى سليم الذى أحكم قبضته حولها فتجمدت و هى تشعر بالرعب و الفزع بسبب عيناه التى تحولت لكرتا لهب فأجلت صوتها و نظرت إلى آلاء التى انتابها الخوف بسبب حالة سليم المفاجئة وقالت بصوت واهن يعبر عن حالة الألم الذى يملائها : _ ايه الكلام الفارغ دا يا آلاء مين قالك انى حامـــ ... * صفعة دوت على وجهها من يد سليم جعلتها تبتلع باقة الكلمات وهو يديرها إليه فشهقت آلاء وتجمدت وهى ترى سليم يطبق بيداه على عنق مرام فصرخت رعبا و قالت وهى تحاول تخليص مرام من يديه : _ أستاذ سليم إنت بتعمل ايه سيب مرام سيبها .. * وارتفع صوت صراخ آلاء وهى ترى صدمة مرام من ردة فعل سليم و أخذت تنادى على رويدا وسيف وتناشد الحرس لمساعدتها وترجو سليم أن يترك عنق مرام ولكن عقل سليم غيب عمن حوله لا يسمع إلا كلمات آلاء التى أخذت تتردد ممتزجة بصورة مرام و هى تبكى أمام رامى كل هذا جعله ي** اذناه عن دافعها عن نفسها ليتركها منفعلا و يصفعها من جديد فسقطت ارضا تشعر بألم فى رأسها بالكاد يسمح لها باستيعاب ما يحدث ولكن ركلات سليم لم ترحمها ، وأتت رويدا تجرى وقد ارعبتها صرخات الاستغاثة التى أطلقتها آلاء و مشهد شقيقتها و سليم ينهال عليها بقدمه ركلا فارتمت على جسد شقيقتها تحميها من ركلات سليم و لكنها تفاجئت به يبعدها بجنون عن مرام واحست انه لا يعى نفسه فعيناه الزائغة الحمراء ارعبتها فصرخت به : _ سيبها يا ابية ابعد عنها انت مش فوعيك انت ازاى تض*ب مرام كدا .. * لا يسمع لا يرى لا يتحدث كهذا أصبح سليم فقط يرى مشاهد وهمية لمرام بين ذراعى توفيق ورامى تزيد من هياجه وجنونه وانفصاله عن الواقع فقط يعى شىء واحد ان عليه ان يذيقها مر العذاب على خيانتها له، اسرع عبد الله بعدما لمح سليم يبطش بمرام وحاول سحب مرام من بين ذراعيه ولكن سليم دفعه عنه واسقطه ارضا فصرخت رويدا أمام ما حدث لتتفاجىء بسليم يسحب اختها من ملابسها غير مهتم بحالاتها وكأنه يسوق ذبيحه الى مسواها الاخير فنظرت إلى آلاء وقالت بخوف : _ فى ايه حصل لكل دا يا آلاء .. * لم تستطع رويدا انتظار اجابة آلاء فاسرعت بخطاها خلف سليم تحاول إنقاذ شقيقتها منه و لكنه دفع بمرام داخل جناحه وأغلق بابه و اوصده باحكام، وهنا استعاد عقل مرام جزء من وعيه فرفعت مرام عيناها المذعورة اليه وقالت تستجديه : _ والله مظلومة يا سليم انا مش حامل اقسم بالله انت فاهم غلط .. * مازال لا يسمعها ولا يراها إلا كما خيل إليه عقله تمرمغ شرفه بين أحضان عشيقها فخلع عنه حزام بنطاله وانهال عليها ض*با به لتطلق مرام صرخاتها ترجوه الرحمه واندفعت دموعها ويداها تحمى وجهها بطش ض*باته التى نالت من جسدها الواهن فألقى سليم حزامه فجأة وقبض على خصلات شعرها التى انحصر عنها حاجبها و اوقفها أمامه ليلكمها فى وجهها بقبضته الحره فأطاح بها ووقف ينظر اليها وص*ره يعلو بأنفاس الغضب التى تتفجر بداخله، وفى الخارج تعالت أصوات الاسترحام ان ترفق بحال مرام وحدق سليم بوجه مرام الباكى وقال : _ انا المغفل اللى حبيتك تمرمغى شرفى فالطين يا سافلة ورسمالى وش البراءة حامل من مين منى طب ازاى وانا وانا مقربتش منك فهمينى حامل من مين انطقى مين اللى ضيعتى شرفى معاه .. * زحفت مرام أرضا بعيد عن سليم الذى وقف فوقها و كأنه ملك الموت و قالت بصوت لا يقوى على الحديث: _ و الله مظلومة انا مش حامل .. * دفعها سليم بقدمه وجلس الق*فصاء بجانبها وصفعها مرة اخرى بعدما قبض على شعرها وقال: _ متحلفيش وتذكرى اسم ربنا على ل**نك النجس اللى زيك ذكر الله برىء من نجاستهم انا مش متخيل ازاى انخدعت فيكى بالشكل دا ازاى قدرتى تمثلى البراءة و انتى جواكى كل كمية القذارة والوساخة دى بس وحياة الحب اللى كان جوايا ليكى انا مش هرحمك ومتخافيش انا مش هقتلك واوسخ نفسى بيكى انا هخليكى تتمنى الموت يا مرام و مش هتلاقيه .. * ترجته مرام وهى تنحنى لتقبل يداه و قالت : _ اقتلنى لو مش مصدقنى يا سليم اقتلنى انما متقولش عليا الكلام دا انا بريئــ.. * صرخ بها سليم فقد تعاظم نفوره منها فى نفسه واصبح صوتها يصيبه بالاشمئزاز فقال متهكما بغضب : _ اقتلك واوسخ نفسى بيكى لا يا مرام انا هعمل اللى ميخطرش على بالك انا ه**رك بجد و هخليكى متعرفيش ترفعى راسك فوش نفسك حتى و هوريكى انتقام سليم الدهشورى بيكون ازاى .. * فترة **ت حدق فيها سليم بوجه مرام الدامى ولم يرف له جفنا و هو يرى دمها النازف من فمها وانفها و الكدمة التى خلفتها لكمته اسفل عينها فوقف يشرف عليها من علوه وكادت تحدثه من جديده و لكن سليم لم يدع لها الفرصة فركلها بقدمه بقوة فصرخت متألمة بعدما اصابت قدمه معدتها وسمعته يقول وهو يميل عليها جاذبا شعرها بقوة لتقف : _ كنتى بتعملى ايه مع توفيق فجنينة الاسماك و هو بيحضنك يا شريفة يا بريئة وكنتى بتعيطى لرامى النهاردة ليه يا محترمة يا مظلومة انطقى وعرفينى كام واحد غير توفيق ورامى اتصورتى معاه و كام واحد دورتى وياه من ورا ضهرى نمتى مع كام واحد يا مرام.. * تنهشها كلمات سليم و تطعنها فى مقتل فهى لم تتخيل يوما أن تو** باتهامات باطلة كهذه فهزت رأسها فى محاولة منها لنفى ما يقوله وشعرت بساقيها تخذلها فدوارها يشتد قسوة والرؤية تكاد تنعدم امامها ولكن ل**نها بقى يردد بدفاع ضعيف : _ بريئة يا سليم .. * لم يستطع سليم تحمل النظر اليها اكثر فدفعها عنه فترنحت و سقطت ليرتطم رأسها بالأرض وأخذ يدور حول نفسه مانعا نفسه عن قتلها ووقف فجأة و مد يده وسحبها من جديد ليتجه بها صوب الباب يفتحه فاندفعت رويدا تحاول تخليص شقيقتها منه ولكن يد سليم منعتها وحاول كذلك عبد الله ثنيه عما ينتويه و لكنه نظر له بتهكم وقال : _ بتدافع عن مين يا عم عبد الله عن دى دى واحدة سافلة وزبالة جات من الشارع ولازم تترمى فالشارع اللى جت منه اللى تخون سليم الدهشورى ملهاش مكان إلا الشارع اللى بيلم الاوساخ اللى زيها .. * وابتعد عنهم ساحبا إياها فحاولت مرام استجدائه فهمست وهى تحاول تقبيل يده : _ ابوس ايدك يا سليم بلاش اللى ناوى عليه اقتلنى ارحم لى من انك ترمينى فالشارع كدا اقتلنى يا سليم ولما تعرف انى برئية اقسم لك بالله انى هسامحك إنما بلاش ترمينى فالشارع م**ورة كدا انت لو عملتها يا سليم عمرك ما هتقدر تخلينى اسامحك عمرى ما هسامحك يا سليم .. * استشاط سليم غضبا من جديد فانهال عليها صفعا ولم يهتم لحالتها ولا بعلامات الصفع و الجلد التى وضح أثرها على بشرتها وما ان رفع يده ليصفعها مرة أخرى حتى تفاجىء بيد سيف تقبض على رسغه يثنيه من صفعها وقد هاله ان يرى اخته بهذا الشكل المهان تجر أرضا وسط أعين الجميع فجذبها من يد سليم بقوة لتقف مرام بينهما مترنحة و نظرت إلى اخيها بعيون من**رة و قالت بهمهمة : _ والله يا سيف ما عملت حاجة انا مظلومة ... * تجمد جسد سليم مرة اخرى ونظر الى آلاء وقال باتهام : _ مظلومة قوليلها الدكتورة قالت ايه انطقى عرفى البيه والهانم حقيقة اختهم الخاينة الهانم اللى راحت زنت و حملت انطقى وقوليليهم الحقيقة ساكتة ليه.. * واعقب سليم كلماته باخراج هاتفه وفتحه على الرسالة ليعرض لهم صورة مرام وهى بين ذراعى توفيق فشحب وجه رويدا وهزت رأسها برفض لما تراه بعدما احست ان تلك هى الض*بة التى نالت من شقيقتها على يد توفيق من جديد فاندفعت تسحب مرام من يده ولكنه منعها و وقف بشموخ امامها و قال : _ عاوزة اختك ابقى حصليها على الشارع اللى جات منه .. * واستدار جاذبها اياها يلقيها كجوال النفايات فى سيارته وقادها فأسرعت رويدا تحث سيف الذى وقف محدقا فى الفراغ لا يصدق ما سمعه فصرخت به رويدا تهز كتفيه بغضب قائلة : _ انت هتصدقه يا سيف دى مرام اختك اللى عمرها ما غلطت فحياتها.. * هز سيف رأسه بحدة و قال : _ يلا يا رويدا احنا معدش لينا مكان فالبيت التى اندبحت فيه مرام .. * و نظر الى عبد الله و قال : _ جاى معانا يا عم عبد الله ولا مصدق سليم باشا .. ** ربت عبد الله على كتف سيف و قال : _ الكلام دا لو اتقال عنى انا فانا اصدقه انما يتقال على اختك فلا والف لا يا سيف يلا بينا يابنى معاك حق المكان دا معدش لينا قعاد فيه .. * اسرعت آلاء ترافقهم وهى تلوم نفسها فكلماتها التى نطقت بها هى ما تسببت فى كل هذا و احست بالشفقة على ما تعانيه مرام فهى لم ترى ابدا غضبا متجسدا كما رأته فى سليم .. * وقاد سليم السيارة بوجه متجهم وقبعت مرام بجانبه متجمدة الملامح والجسد وقد انطفئت الحياة كليا بداخلها وما أن لاح لها طريق منزلها القديم حتى انتفضت فنظر لها باشمئزاز و قال : _ عوزك تعرفى ان ميشرفنيش تكونى مراتى وورقتك هبعتهالك على القسم والولد اللى انتى حامل فيه ابقى لزقيه لاى مغفل غيرى .. * التفت مرام إليه وجالت بعيناها تنظر له بعيون فارغة وقد جفت الدموع فيها فاستجمعت كل قوتها وقالت قبل ان تتوقف السيارة بصرير عال : _ عمرى ما هسامحك يا سليم .. * ما ان قالت جملتها حتى مال عليها سليم وفتح سليم باب سيارته بجانبها ليدفعها خارج سيارته ركلا بقدمه فتجمع العديد من جيرانها ينظروف إليها بفضول ملاقاه أرضا أمامهم، ووقفت نعمة تتابع بشماته ما يحدث فاتجهت صوب مرام ووقفت امامها مستغلة الفرصة التى أتت إليها دون عناء وقالت : _ يالهوى شوفتوا يا ناس بعنيكو شوفتوا بنفسكوا اهى بت صالح اللى بتقولوا عليها شريفة تعالوا بصوا مرمية ازاى ادامكم ومين دا كمان اللى راميها استر على ولايانا يارب اهو شوفتوا قطعتونى وكذبتونى لما قولت ان مشيها بطال اهى ادامكم بصوا عليها الشريفة العفيفة بت صالح .. _ امااااا اياكى تنطقى كلمة زيادة انتى فاهمة مرام دى اشرف واحدة فالدنيا بحالها واياكى تعيبى فيها .. * ألجم صياح توفيق ل**ن والدته فحدقت به برجفة لاول مرة تشعر بها من نظرات ابنها فابتعدت عنها وشاهدته يهرول ينحنى على مرام بعدما خلع عن جسده قميصه مادا يداه يخفى به ما ظهر من جسد مرام أمام الناس، فحدق به سليم وكأن البرق ض*ب رأسه فجأة ففتح باب سيارته واستدار فوجد مرام تنكمش حول نفسها أرضا و توفيق يخفى جسدها عن الأعين المحدقة بها وكاد أن يتقدم منها ولكن صوت سيف الذى علا اوقفه فألتف له وهو يلمح رويدا التى ارتمت فوق جسد شقيقتها تحجبها عن العيون لتسندها يدا آلاء وتوفيق ووقف سيف أمامه وحجب عنه رؤية مرام وقال بغضب وانفعال : _ مش خلاص رمتها فالشارع اللى جبتها منه اتفضل مش عاوزين نشوف وشك تانى اتفضل امشى من هنا .. * واسرع سيف مبعدا يد توفيق عن شقيقته ليحملها وسط دهشة الجميع متوجها الى منزلهم، فوقف عبد الله ينظر الى سليم الذى حدق به الجميع ما بين مستنكر لفعلته ومرحب و هز عبد الله رأسه بأسى وقال وهو يستدير عنه : _ يا خسارة خدمتى ليك طول السنين اللى فاتت دى يا سليم بيه انا لو اعرف انك هتعمل فبنتى كدا عمرى ما كنت عتبت لا وانا هى عتبه الفيلا بتعتك اتفضل يا بنى من هنا وسبنا نداوى اللى انت عملته امشى الله لا يسيئك وكفايا فضايح لحد كدا .. * فى الاعلى حاولت رويدا ان تحث مرام على الحديث معها و لكنها انغلقت على نفسها متخشبة الجسد لا يطرف لها جفن وصوت تنفسها الضعيف هو كل ما يدل على انها على قيد الحياة .,. ورفعت رويدا عيناها و رأت توفيق يقف بجوار الباب يحدق بها بحزن فابتعدت عن شقيقتها بغضب و عيناها تطلق شرر الاستحقار ورفعت كفها لتهبط على وجهه بصفعة غضب لما اصاب اختها بسببه وصرخت بوجهه قائلة : _ كله من تحت راسك انت السبب يا توفيق انت وامك اللى زرعتوا الشك فعقل جوز اختى و صورك معاها اللى بعتهاله خلته يقول عليها كدا امشى من هنا وروح لامك قولها برافو لعبتيها صح بس اعرفى انك عمرك ما هتقدرى ت**رى بت صالح وقولها ان رويدا هتعرف ازاى ترد لها كل اللى عملتيه والدمعة اللى نزلت من عين اختى هتبكوا مكانها دم اطلع برا يا توفيق برا .. * وقف توفيق امامها لا يستطيع لومها على فعلتها فهو يدرك ان والدته سببا اساسيا بما حدث لمرام فاحنى رأسه من**را وخرج وهو يتمتم باعتذاره فدلف عبد الله ونظر الى جسد مرام على الاريكة فقال : _ روحى اعملي اى حاجة دافية لاختك يا رويدا على ما ارقيها.. * ووجه عيناه إلى آلاء وقال : _ وانتى يا بنتى قومى شوفيلها اى حاجة تلبسها بدل الهدوم اللى اتقطعت دى وانت يا سيف اجرى على عيادة الدكتور سعيد هاته وتعالى احنا مش هنتف*ج على اختك لما تموت مننا .. * بكت آلاء على حال صديقتها و نظرت بخجل الى عبد الله و قالت : _ والله ما كان قصدى يا عم عبد الله ان كل دا يحصل هى لما تعبت فى الكليــ .. * اوقفها صوت رويدا تنهرها بحدة و تقول : _ مرام مش محتاجة تعيدى الكلام تانى علشان تثبى لنا انها بريئة دى اختى وانا متأكدة انها بريئة اما سليم دا فمنه لله و ربنا هينتقم منه على اللى عمله فمرام .. * تن*د عبد الله ووضع يده على رأس مرام يقرأ على رأسها ما تيسر له من الآيات حتى أبعده صوت سيف يقول : _ الدكتور طالع ورايا تعالى يا رويدا ندخلها اوضتها احسن علشان جسمها يرتاح .. * مرت نصف ساعة وقفت فيها رويدا تتابع حركات الطبيب بخوف ولاحظت تغير ملامحه فرأته يبتعد عنها و يقول : _ للاسف لازم تروح مستشفى حالا مرام عندها انهيار عصبى وضلعين م**ورين غير آثار الض*ب اللى فجسمها أنا أسف بس لو رفضتوا تدخلوها المستشفى فأنا هضطر ابلغ البوليس .. * رفعت رويدا حاجبها و قالت : _ اعمل اللازم يا دكتور ولو على البلاغ فسيف هيروح يعمله بنفسه متقلقش احنا مش هنسيب حق مرام يضيع .. * حاول عبد الله ثنى رويدا عن تقديم بلاغ للشرطة ولكنها رفضت وتشبثت هى وسيف برئيهم . وفى خلال ساعات أصبح يتردد على العديد من المواقع الالكترونية مشهد مرام وهى ملقاه على الأرض ومشهد سليم وهو يقف يتابع توفيق يخفى جسدها عن الأعين ..  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD