وتفيد بإيه يا ندم..

4794 Words
* ومن مكانه تابع ما حدث لمرام على مواقع التواصل و ضحكته الخبيثة تتسع وتنير وجهه فهدفه تحقق كما يريد.. * وفى المشفى اضطر الاطباء لأمداد جسد مرام بجرعة مكثفة من المهدئات ليرتخى جسدها أخيراً مستسلما لحالة اللاوعى وجلست رويدا بجانبها ممسكة بيدها ف*نهد سيف وقال : _ رويدا تفتكرى نبلغ اختك باللى حصل .. * نظرت له رويدا بحزن و قالت : _ لارا لسه عاملة العمليه يا سيف ولو عرفت اللى حصل مش هترضى تقعد هناك لحظة واحدة و هتنزل مصر على طول و دا ممكن يأثر عليها و على نتيجة العملية.. * دفع سيف دمعة كادت تفر منه و قال : _ بس احنا محتاجين ليها معانا انتى شايفة حالة اختك عاملة ازاى و لازم نكون كلنا مع بعض مرام محتجالنا كلنا جانبها يا وريدا .. * اغلق سليم غرفته عليه بعدما جر قدميه جرا فجسده لا يطاوعه على الحركة كأن كل شىء أصبح ضده فى ثوان هياجه وغضبه وعقله كل شىء يعاقبه فجلس دافنا وجهه بين يديه فهاجمته صورة مرام وهى تقبل يده ترجوه أن يدعها فأغمض عيناه ندما بعدما أدرك انه ترك غضبه يطيح بكل شىء فى حياته .. * و مرت الساعات عليه جالسا كما هو على مقعده و لاح ضوء الصباح فتعال رنين هاتفه فنظر إلى رقم أخيه بعين زائغة وأهمل الرد عليه ملقيا الهاتف بجانبه و وقف متجها إلى فراشه وألقى بجسده فوقه يتمنى لو يستطيع اغماض عينه دون أن تهاجمه مرام بصوتها الشامخ الأخير ، أنا عمرى ما هسامحك وهو يدفعها بقدمه خارج سيارته .. * لم يدرى سليم كم مر عليه من وقت ولكنه استيقظ منتفضا بفزع بعدما ارتفع صوت الطرقات على باب غرفته فتوجه إليه مترنحا وفتحه وطالعه أحد حراسه فنظر له بعين تائهة فن** حارسه عيناه أرضا وقال : _ فى واحد برا مصر يقابل حضرتك يا أستاذ سليم .. * اشاح سليم ببصره واشار بيده رافضا مقابلة أحد ليتجمد فى مكانه وهو يستمع إلى صوت يقول : _ انا لازم اشوفه و اقا**ه و مش همشى من هنا و لو قتلتونى .. * ألتف سليم وأحس بنيران تحرق ص*ره فخرج بغضبه الذى عاد اليه مرة أخرى حين وقعت عيناه على رامى الذى حجب الحارس الباب عنه حتى دفع حارسه و قبض على عنق رامى بيداه موجها له عدة لكمات لتتداخل ايدى الحرس تخلص جسد رامى من قبضته فوقت رامى أمامه يمسح خيط الدم الذى سال من جانب فمه وحدق بوجه سليم و قال : _ عملت ايه مرام علشان تفضحها بالشكل و تظلمها متبصليش بالشكل دا لانى مش هخاف انا آلاء كلمتنى وحكت كل اللى حصل علشان كدا جيت اقولك انا طلبت اقابل مرام ليه.. * تحدى رامى سليم بعيناه و هو يقص عليه كل شىء فترنح سليم من أثر ما سمعه فأسرع حارسه وسانده ولكن رامى لم يشفق عليه فقال : _ ولو على موضوع توفيق فهو زى ما قولت لك دى صورة اتخدت من زاوية تبين انه حاضنها وهو فالحقيقة كان بيعتذر لها عن اللى عملته والدته فيها انت ظلمت مرام وحققت اللى كان مرسوم بالحرف حتى مهنش عليك تستنى لما تعرف ان كانت فعلا حامل ولا مجرد تخمين من الدكتورة لما شافت حالة الضعف اللى عليها مرام و اللى رويدا قالت إن مرام مكنتش بتاكل كويس طول فترة الامتحان و دا اللى خلاها تتعب بالشكل دا بص يا استاذ سليم انا كان من واجبى انى اجى انضف سمعة واحدة انا كنت السبب الاساسى فظلمها لما ساعدت الشيطان انه يحقق هدفه استغل غيرتى و لحظة الضعف اللى كنت فيها وخلانى أكتب اللى كتبته علشان تتوهم ان فى بينا حاجة وعلى فكرة انا مش جايلك علشان تصلح اللى عملته بالع** انا جايلك علشان تعيش الندم زى مانا عايشه لما ظلمت مرام عن اذنك .. * و كما جاء ذهب رامى مخلفا وراءه جسد خاو من الشعور و خذلت ساقا سليم جسده فسانده حارسه حتى دلف إلى غرفته ليغلق الباب تاركا سليم وحيدا مع شعور الندم القاتل الذى يفتك به بلا رحمة.. * يطفو جسدها فوق ايادى تمزقها وتكشف سترها هكذا رأت مرام نفسها و هى فى غيبوبتها المصطنعة التى تمنع عقلها من إصداره أمر تصلب جسدها تنتفض بين حينا و اخر و تبكى بجانبها رويدا فشقيقتها تصارع وحدها حتى فى احلامها لتنتفض رويدا حين حطت يدا على كتفها فاستدارت ورأت عين عبد الله الحزينة من خلال دموعها و همست بصوت ملكوم : _ مرام هتضيع يا عم عبد الله و انا مش عارفة اساعدها قولى اعمل ايه.. * جلس عبد الله امامها و قال بصوت خفيض : _ تقومى تتوضى و تصلى و تستغفرى ربنا و تدعى لاختك و سبينى معاها أقرا لها قرآن يا بنتى انا عارف اختك نفسها مش هتهدا إلا لما القرآن يدخل زى الدوا فجسمها قومى يا رويدا و ارمى حمولك على الله و اقعدى جانب اختك ذاكرى امتحانك كمان يومين يا بنتى و .. * اشتد بكاء رويدا و قالت برفض : _ مش هدخل الامتحان فداهية اى حاجة المهم عندى مرام يا عم عبد الله اختى الاهم .. * حدق بها عبد الله و قال : _ لا يا بنتى اياكى تستسلمى لشيطانك و تطاوعيه هو انتى فاكرة ان مرام لما تفوق و تلاقيكى ضيعتى مستقبلك علشانها هتخف دى هتبقى الض*بة اللى بجد اللى ممكن تقضى على اختك انتى متعرفيش ان امنية اختك تشوفك فكلية الطب زى ما والدك كان دايما بيحلم لا يا رويدا اوعى تضعفى و اعتبرى ان محصلش حاجة لاختك لان انا عارف مرام كويس زى ما انتى اكيد عرفاها هتقوم من وقعتها أقوى من الاول بكتير مرام ربنا مش هي**رها مهما حصل لها روحى يا بنتى استعيذى من الشيطان و صلى و شوفى مستقبلك .. _ عم عبد الله كلامه صح يا رويدا .. * التفتت رويدا بحدة حين سمعت صوت سليم ووجدت نفسها تندفع إليه بغضب تلكمه بقبضتها على ص*ره و تصرخ فيه بهستريا : _ انت جاى تانى ليه اطلع برا ايه مكفكش اللى عملته فاختى ف جاى تشتمت فيها انت ملكش اى حق تيجى شايف شايف عملت ايه فاختى شايف ظلمك عمل فيها ايه خليت الدكاترة يدخلوها غيبوبة علشان متتخشبش و تموت منك لله يا سليم منك لله ربنا ينتقم منك على اللى عملته فاختى ربنا ينتقم منك .. * وقف سليم والندم يأكله و ترك رويدا تخرج غضبها فيه لتنهار بين يديه فضمها إليه و هو يشاركها البكاء و لكنها لم تتحمل يداه حولها فدفعته عنها و قالت : _ ابعد ايد*ك عنى الايد اللى **رت اختى مينفعش تطبطب عليا ولا تلمسنا تانى اطلع برا يا سليم .. * وحولت نظرها عنه ونظرت الى عبد الله و قالت ترجوه : _ خليه يمشى يا عم عبد الله هو ايه يقتل القتيل و جاى يمشى فجنازته مش مكفيه الفضحية و اللى عمله ولا جاى علشان نتنازل عن المحضر اللى عملاناه فيه خليه يمشى ارجوك يا عم عبد الله مينفعش الهوا اللى بتتنفسه اختى يبقى ريحته فيه حرام عليكم بقى حرام و الله .. * جذبها عبد الله اليه و ابعدها عن سليم و قال له : _ امشى يا بنى وجودك بقى صعب على الكل لانه يفكرنا باللى عملته محدش هنا قابل وجودك فبلاش تزود الوجع علينا اكتر من كدا .. * تن*د سليم بخذلان وقال : _ انا انا عارف انى ماليش حق يا عم عبد الله بس صدقنى انا ندمان و حقيقى مش قادر ابعد و الله ما قادر انا هموت بسبب اللى عملته خصوصا لما عرفت انى انى .. * لم يستطع سليم إكمال كلماته ف**ت تلازم مع اندفاع سيف مسرعا ما ان سمع صياح رويدا و تفاجىء بوجود سليم امامه فوقف ينظر له بكراهيه و قال : _ جاى ليه يا أستاذ سليم جاى لما عرفت انك ظلمتها فاكر ايه انها ملهاش اهل يمنعوك عنها امشى يا باشا يا كبير احنا اللى معدش يشرفنا يكون لينا اى صلة بيك و خلاص انا كلمت محامى من الشارع و هنرفع عليك قضية طلاق خصوصا بعد ما تقرير المستشفى طلع و اثبت ان اختى بنت و محدش مسها يعنى كل اتهاماتك ليه ظلم و افترا ، اختى اللى رمتها وسط الناس فالشارع بهدومها المقطعة و عرتها أدام عيونهم و سبتهم ينهشوا ف سيرتها ، اختى اللى اتهمتها ف توفيق اللى متحملش يشوفها عريانه فغطاها ووقف لامه ادام الشارع و خلا كل واحد يلم ل**نه عنها ، اختى اللى سبتها فشرفها مع رامى اللى جه ووقف وسط الشارع يقول على اللى رتبه ليها و عرف الناس إنها بريئة ، اختى اللى نصرها ربنا رغم ظلمك و رغم الشتايم اللى الناس على النت فدقايق وصفتها بيها ربنا اللى رد لاختى حقها فساعات و هو اللى هينتقم منك و لسه لما لارا و نادر يوصلوا هما اللى هيقفوا لك لو فاكر انك بجبروتك هتقدر تذلنا فانت تبقى بتحلم احنا اه فقرا لكن اغنيا بالشرف و الاخلاق اغنيا بحبنا لبعض و دلوقتى لو سمحت خد بعضك وامشى بدل ما انادى الامن و اقولهم انك دخلت غصب عنا و تزود على نفسك رصيد التهم .. * وقف سليم يستمع لحديث سيف وهاله كم الحزن الذى تقطر من كلماته فشعر بهول فعلته فتراجع مغادرا من**ا رأسه فى **ت .. * و مر يومان وحالة مرام كما هى لم تتحسن و لم يختفى انتفاض جسدها عنها حتى بعد وصول لارا الى المشفى تجلس على مقعدها يساندها نادر الذى انسحب ووقف على الباب يخشى ان يدخل برفقتها من هول ما فعله شقيقه بمرام و شعر ان وجوده بينهم أصبح غير مرغوب به بسبب نظرات الاتهام التى وجهت له من رويدا و سيف فغادرهم دون أن يتحدث معهم و عاد ادراجه الى فيلا شقيقه يبحث عنه فوجده فى غرفة مرام يحتضن صورتها و ملابسها فوقف محدقا به و عيناه تحمل كل لوم و عتاب فناداه و قال : _ بقى انت يا سليم اللى تعمل كدا بقى هى دى الامانه اللى سبناها فرقبتك ليه يا سليم ت**رنا كلنا بالشكل دا ازاى انت بكل عقلك وحكمتك تعمل كدا فمرام، مرام اللى متستحقش انك حتى تبص لها بصة تجرحها تقوم تدبحها بايدك و ترميها بالشكل دا .. * استمر حال سليم كما هو يحتضن صورتها صامتا فاشتعل غضب نادر فتقدم منه و هزه بعنف و صاح به قائلا : _ قوم وخليك راجل وبص لى وقول لى ازاى قدرت تفضحها من غير ضمير بالشكل دا أدام الناس ايه يا اخى بتنتقم منها بسبب عجزك بتحاسبها على اللى جرالك وبترمى ذنبك عليها انت ازاى طلعت ظالم بالشكل دا . * نظر له سليم وقد طعنته كلمات اخيه فلم يهتم نادر بحالته و أكمل حديثه وقال : _ ايه وجعك كلامى ومش قادر ترفع عنيك فيا أومال هتعمل ايه لما تواجه لارا بس لا يا سليم انا لو كنت جنيت على مرام مرة وظلمتها بدون وعى فأنا هدافع عنها ادامك و هقف فصفها قصادك وهرد لها حقها كامل منك ادام الناس زى ما ضيعت انت حقها ادامهم للاسف يا سليم انت مخسرتش مرام باللى عملته انت خسرتنا كلنا و من النهاردة اعتبر ان اخوك مات و ان ملكش اخ و احب اقولك ان انا كمان ميشرفنيش انى اقعد معاك انا هاخد مراتى و نروح نعيش وسط الناس اللى دافعت عن اختى ايوة مرام من النهاردة اختى انا و هسيبلك شركتك و فيلتك و خليك كدا ابكى على الأطلال لوحدك اطلال سما و مرام .. * يكاد يطيح بالجميع فقد انقلب السحر على الساحر لم يكن يتخيل أن يضم إلى أفراد القائمة السوداء كان قلبه يغلى غضبا يتمنى لو يطبق بيداه على عنقها فهى من أطاحت به دون أن تدرى و دون حتى أن تتدخل .. * وقف أمام آلة فرم الاوراق يتخلص من كافة الأوراق التى تثبت إدانته أو تثبت تورطه فى أى عمل مخالف وقف يبتسم فى شر فهو تعلم منذ خطأه الأول الكثير و إن كانوا يظنوا أنهم يستطيعون إستخدامه كبش المحرقة فهم واهمون إن خطأه الأول علمه ألا يدع أى شىء للصدفه وهو حضر نفسه جيدا لمثل هذا اليوم .،. ابتعد عن آلة الفرم حين ارتفع رنين هاتفه فالتقطه من على سطح مكتبه وزوى حاجبيه و أجاب الاتصال و قال : _ مرحبا سيدى .. * الطرف الخر : _ ماذا يحدث لد*ك لقد وصلتنى العديد من الاتصالات تبلغنى بأنك أصبحت ورقة مكشوفة هل حدث هذا حقا .. * زفر بحنق و قال نافيا الحديث : _ لا سيدى أنت تعلم جيدا من أنا و ما حدث لا يعدو أكثر من زوبعة فى فنجان إنه مجرد تخبط رجل أفقده الحب عقله و سيعود لرشده بعد أن انتهى من كل شخص حاول تدمير أعمالنا اطمئن سيدى لن يستطيع أحد مهما كان هزيمتى .. * أجابه رئيسه و قال : _ لا تنسى أننى راهنت عليك بالكثير منذ خذلتنى فى المرة السابقة و حين اعطيتك فرصتك تلك أعلنت يومها عدائى مع الكثير فأعلم أنى هذه المرة انا من سيبطش بك و بنفسى .. * انتفخت اوادجه غضبا و حده فهو لا يقبل التهديد حتى و لو رؤسائه فقال بصوت حمل هدوء الأفعى يخالف الشر المعتمل بداخله : _ لا تقلق سيدى غدا ستجد أخبارا ترضيك اطمئن أن أعمالنا لن تتوقف ابدا .. * انهى المحادثة واجرى اتصالا اخر وانتظر الى ان اجاب عليه احد رجاله و قال : _ ها اخبار المحضر ايه .. * اجابه الرجل و قال : _ المحضر اتحول للنيابه يا باشا ومقدرناش نمنعه متوصى عليه توصية كبيرة اوى.. * عقد حاجبيه و قال : _ يعنى ايه الكلام دا ومين اللى موصى عليه دا حتة محضر من ناس ملهاش قيمة ازاى يطلع ويتحرك .. * احس الرجل بالخوف من غضبه سيده فقال : _ افهمنى يا باشا المحضر اصلا اتغير سليم باشا راح بنفسه وعدل المحضر اللى قدمه فيه سيف وكتب فيه كل التفاصيل حتى اللى تدينه هو وكتب كلام رامى وطلب شهادته هو و توفيق وو .. * صرخ به بغضب : _ و ايه ما تنطق انتى هتنقطى بالكلام .. * اجابه الرجل و هو يدعو الله ان يلطف به : _ واسمك واسم سمر جه فالمحضر يا باشا حسب اقوال سليم باشا و النيابة بالكتير بكرة هتبعت تستدعى رامى وحضرتك سيد العارفين لو رامى راح النيابة هيقول ايه .. * كاد يطيح بالهاتف من شدة غضبه و لكنه تمالك نفسه و قال : _ رامى يكون عندى خلال نص ساعة انت فاهم و سمر ابعت لها تحجز على اى داهية و تختفى واياك اسمع ان سمر مسافرتش بلغها ان الدقيقة اللى هتمر عليها وهى فمصر هتقصر من عمرها اللى فاضل .. * انهى الاتصال وجلس يض*ب بأصابعه على سطح المكتب مفكرا وهمس لنفسه: _ بقى كدا يا سليم يعنى اخوك يلعب اول خطوة و ينكش ورايا و انت تروح بكل بساطة تغير المحضر لصالح مرام ايه عاوز تبان البطل اللى بيضحى لو عاوز تضحى يبقى انا اللى لازم اضحى بيكم كلكم .. * انهت لارا صلاتها و رفعت كفيها تدعو الله ان يعفو عن شقيقتها و ما ان انتهت حتى حركت مقعدها نحو فراش مرام و احتضنت كفها و قالت : _ مش هتقومى بقى يا مرام قومى و شاركينى فرحتى انا هبقى ام و انتى هتبقى احلا خالتو فالدنيا معقول كدا متشاركنيش اللحظات دى يرضيكى اطلع وحمى على رويدا وسيف و نادر و تهربى انتى بالشكل دا يلا بقى انتى وحشتينى اوى محتاجة حضنك ومحتاجة اشوف ضحتك اللى بشوف فيها ضحكة ماما .. * **تت لارا بعدما دلفت رويدا التى جلست بشرود على اول مقعد فحدقت بها لارا و قالت : _ ايه عملتى ايه فالامتحان و مال شكلك عامل كدا ليه .. * زفرت رويدا و قالت بحزن : _ و الله ما عارفة يا لارا انا كتبت ايه ولا حليت ايه شكلى عكيت الدنيا النهاردة مش عارفة اركز و مرام فالحالة دى .. * حركت لارا مقعدها صوب رويدا و قالت : _ و دا ينفع يا رويدا ما قلنا نلتفت للمذاكرة و الامتحان ولا انتى عاوز تخيبى رجانا فيكى و بعدين مالها مرام ما الدكتور الحمد لله طمنا عليها و قال انهم بيخففوا الغيبوبة بالتدريج و لما تفوق هتبقى احسن من الاول لزمته ايه به تضيعى نفسك رويدا انتى فمفترق طرق بلاش تقفى محلك سر و على فكرة دا مش كلامى لوحدى دا كلام مرام قبلنا .. * انهت لارا حديثها و ربتت على يد رويدا و اكملت : _ يلا قومى كدا اتوضى و صلى و شوفى وراكى ايه على ما اطلع اشوف نادر عمل ايه مع دكتور العلاج الطبيعى مانا معملتش العمليه علشان افضل محبوسة فالكرسى دا .. * احتضنتها رويدا و قالت : _ ربنا هيكمل شفاكى على خير يا لارا انتى اتحملتى كتير و اكيد ربنا هيراضيكى على صبرك دا .. * ابتسمت لارا و قالت : _ بصى انا مكنتش ناوية اقول دلوقتى غير لما مرام تفوق بس يعنى ميرضكيش ابنى ولا بنتى يجيوا الدنيا يلاقوا خالتهم فاشلة هتبقى نموذج سىء و .. * **تت لارا حين احتضنتها رويدا بقوة و هى تصيح : _ اخيرا هبقى خالتو هاتى لنا بقى بنوته حلوة كدا زيك و اديهالى العب بيها .. * تراجعت لارا بمقعدها و هى تضحك و تقول : _ اه انا اتعب و احمل و اولد و انتى تاخدى على الجاهز تلعبى لا يا ماما عاوزة تلعبى مع نونو خلصى و اتجوزى و هاتى اللى تلعبى بيه ان شالله تجيبى عشرة يلا هسيبك واطلع اشوف نادر .. _ مرام .. يا مرام اصحى يا بنتى .. * انتبهت مرام الى صوت والدها و اخذت تبحث عنه بعيناها بين الضباب المحيط بها حتى انقشع الضباب فجأة فوجدته يجلس فى الشرفة يربت لها على ساقه لتجلس فتقدمت منه ببطء و عيناها تجول فى المكان مندهشة فسمعت صوته يقول : _ مالك حيرانه ليه ايه نسيتى قعدة البلكونة و انتى عندك عشر سنين لما كنت اقعدك على رجلى بالساعات تتف*جى على الناس فالشارع و تسئلينى .. * تن*دت مرام و قالت و هى تقف بجانب مقعد والدها : _ بس انا كبرت دلوقتى و مبقاش ينفع اقعد على رجليك زى زمان .. * ابتسم والدها و اخذ بيدها لتجلس و قال : _ عمرك ما تكبرى عليا يا مرام لانك نص قلبى .. * ابتسمت له مرام و انحنت تقبل يده و ما ان رفعت عيناه حتى لمحت دموعه فقالت و هى تشعر بالحزن يطغى عليها : _ دموعك غالية اوى يا بابا انتى بتبكى على مين .. * اشار اليها صالح و قال : _ ببكى عليكى علشان **رتينى .. * انتبهت مرام لكلمته و قالت مدافعة عن نفسها : _ انا اللى **رتك طب ازاى يا بابا .. * تن*دت صالح و قال و هو يحتضن كفيها بيداه : _ مستغربة كلمتى انك **رتينى ما هو يا بنتى لما تن**رى ال**ر دا بيجي فقلبى و اعيشه و لانك منى و حتة من نفسى ف حاسس ان ال**ر جوايا بسببك .. * دمعت عينا مرام و قالت : _ متخافش يا بابا انا محدش هيقدر ي**رنى و . * وضع صالح اصبعه على فم ابنته و قال : _ للاسف يا مرام انتى السبب فال**ر و دا قصدى **رتى نفسك قبل ما اى حد ي**رك .. * ابتعدت مرام عن ساق والدها و نظرت له بدهشة و قالت : _ انا السبب و انا اللى **رت نفسى ازاى و انا المجنى عليا يا بابا سليم و رامى و توفيق و نعمة و كل اللى أتأمروا عليا هما اللى **رونى .. * وقف صالح هو الاخر و قال : _ و مين اللى اداهم الفرصة يا مرام بصى يا بنتى لو على سليم فانا عاذره و .. * انتفضت مرام بقوة و كذالك انتفض جسدها على فراشها فلاحظتها رويدا فاسرعت اليها و ربتت على ظهرها ومسحت على رأسها بروية و همست تقول : _ متخافيش يا مرام احنا كلنا جانبك متخافيش .. * توقف انتفاض جسد مرام ما ان وضع والدها يده عليها و ابتسم لها بعيون صافية حانية و قال : _ كلامى مش عاجبك طيب اسمعينى و احكمى براحتك بعد كدا يا بنتى انتى عارفة مين اللى غلط فالاول فالموضوع كله .. * هزت مرام رأسها بالنفى فاكمل صالح و قال : _ انتى يا مرام يا بنتى اللى غلطتى اول غلطة من البداية لما قبلتى تهمشى نفسك و اشتغلتى عند سليم رغم ان كان ممكن تطلبى منه القرض عادى حسب كلام عمك عبد الله معاكى و وقتها لا كنتى هتتوجعى مع نادر و لا كنتى هتقابلى سليم بس هو كان لازم يحصل كدا علشان نصيبك هو سليم لانه قدرك اللى مش هتعرفى تهربى منه و بعدها قبلتى اتهام نادر و محاولتيش توضحى الحقيقة ضحيتى بسمعتك عادى علشان خاطر اختك رغم ان اختك مكنتش ضعيفة و كانت هتتحمل عارفة ليه علشان جواكى كان عارف انك لسليم حتى من قبل ما تشوفيه سليم اللى قبلتى بيه بكل ظروفه و حبتيه و فتحتى له باب على قلب مرام وعرفتيه عليكى هو نفسه سليم اللى سمعك و انتى بتحكى لاختك عن رامى و اللى خبيتى عليه اللى عملتيه مع نعمة و توفيق و اللى خبيتى عليه انك هتقابلى رامى من وراه و هو جوزك و من حقه يعرف بتروحى فين و بتكلمى مين و هتشوفى مين ليه مستكترة عليه لما يواجه كل دا و فوقيهم سوء الفهم و اللبس انه يتصرف كدا سليم قتله حبك فلحظة لما حس انك خنتيه و لو مكنش بيحبك كان سهل عليه يقتلك انما لانه حبك اكتر من الحب نفسه حس انه لازم يوجعك على قد وجعه انتى واجهتيه بعجزة باكتر طريقة توجع الراجل يا مرام لما وقفتى مع رامى و نسيتى جوزك اللى كان اولى يكون معاكى و يشاركك حتى لو قصدك برىء سليم يا بنتى قتله عجزه سنين و انتى جيتى فلحظة رجعتى له حياته و حسستيه انه كامل و مش ناقص اى شىء انا منكرش انه وجعك بس كان لازم تتوجعى علشان تشوفى معدن الناس اللى حواليكى اهلك و اصحابك و حتى معدن سليم نفسه يا مرام بس اوعى يا بنتى تظلمى اى واحد بذنب غيره و اعرفى ان فى ناس فالدنيا دى بيبقى مكتوب عليها تشوف المٌر و تعيشه بأنواعه علشان ت**ب حاجة واحدة تعوضها كل حاجة اومال يا بنتى دا حتى الصبر ربنا بيجازينا عليه و اهو اختك اللى صبرت و اتحملت انها تعيش اجمل سنين عمرها على كرسى ربنا عوضها و انتى قدرك تعانى تتوجعى علشان تستحقى العوض قومى يا مرام و شوفى هتعملى ايه فحياتك انا حاولت ابين لك اللى جوا جوزك و انتى حرة عاوزة ترجعى له او تسبيه براحتك حياتك شكليها على مزاجك بس اوعى تنسى اللى وقف جانبك و اللى سابك اوعى تنسى ان اللى **رك قبل ما ي**رك **ر قلبه بايده قومى يا مرام قومى .. * آنة ضعيفة خرجت من بين شفتيها و هى تمد يدها لوالدها تستوقفه فابتسم لها و قال قبل ان يختفى من امامها : _ شوفى قلبك جوا ميزان عقلك و اوعى كفة تغلب للغلب يجى و يحل حياتك .. * ندائها لوالدها جعل رويدا تحدق بها فوجدتها تفتح عيناها فابتسمت رويدا ووقفت بسرعة تنادى على شقيقتها و شقيقها و اسرعت صوب الباب تفتحه و هى تصيح : _ مرام فاقت مرام فاقت يا سيف يا لارا يا عم عبد الله .. * اسرع الجميع يلبى نداء رويدا و تجمعوا بجانب فراش مرام التى تحاول فتح عيناها امام الضوء فسمع الجميع صوت الطبيب يقول : _ طب يا جماعة لو سمحتوا نبعد شوية علشان نكشف على مرام اساسا مكنش مفروض انها تصحى دلوقتى نهائى فعاوز اطمن على وظايفها الحيوية لو ينفع تخرجوا شوية لحد ما اطمنكم .. * بالفعل اخرجت الممرضة الجميع و ابقت لارا التى اصرت على التواجد مع شقيقتها ابتسم لها الطبيب و قال : _ ماشاء الله فى تحسن واضح فحالتك بس مش عاوز بقى حركة و كلام كتير علشان متتوجعيش ماشى .. * تن*دت مرام و لكن جبينها تغضن حين احست بالالم فاشار لها الطبيب الى ص*رها و قال : _ دول ضلعين م**روين و هياخدوا وقت على ما يلتئموا فخلى بالك كل حاجة بحساب تمام .. * اجابته لارا نيابة عن شقيقتها و قالت : _ متقلقش يا دكتور احنا هنخلى بالنا منها متقلقش بس هى هتخرج امته : * حول الطبيب بصره اليها و قال : _ ممكن تقعد اسبوع كمان و بعدين نكتب لها على خروج المهم جلساتك خلاص هتبدأ الاستاذ نادر بعت جاب الدكتور اللى هيتابعك من برا عاوزين بقى نسيب الكرسى دا خالص ولا ايه .. * ابتسمت لارا و قالت : _ ان شاء الله و اطمئن يا دكتور انا و اخواتى طالما مع بعض يبقى هنكون كويسين و بخير .. * استأذنهم الطبيب و قال : _ على بركة الله و اشوفكم بكرة على خير .. * غادر الطبيب و الممرضى و اندفعت رويدا يصحبها سيف فارتمت على مرام تحضنها فصرخت مرام بألم فنهرها سيف و قال : _ خلى بالك هى مخفتش و بعدين متعمليش الحبة دول لما تعرف انك عكيتى فالامتحان احتمال كبير تقوم ت**ر عضمك و تنام تانى عادى .. * عبست مرام و بدلت نظرها بين وجهى رويدا و سيف و نظرت الى لارا و همست بضعف : _ امتحان ايه هو النهاردة ايه .. * اجابتها لارا وقالت : _ النهاردة كان امتحان اختك رويدا للعربى و انتى ليكى حوالى اربع ايام نايمة فغيبوبة و انا جيت و هكمل علاج هنا و .. _ حمد الله على سلامتك يا بنتى .. * اوقف صوت عبد الله استرسال لارا فى الحديث فافسحت لارا المكان و ابعدت مقعدها و قالت : _ ازيك يا عم عبد الله كويس انك جيت علشان هقولكم على خبر جميل .. * ابتسمت رويدا و لكن ابتسامتها تلاشت حين لمحت نادر يقف على باب الغرفة فاشاحت ببصرها نحو مرام التى وجدتها تبحث عن حجابها فساعدتها و رتبته فوق راسها و شهقت رويدا حينما اشارت مرام لنادر بالدخول و رفعت حاجبها باستنكار و لتدهشها مرام اكثر و هى تهمس بضعف لها و تقول : _ بابا قالى مخدش حد بذنب التانى يا رويدا .. * وقف نادر بجانب مقعد لارا و وضع يداه على كتفيها بحب فرفعت لارا كفها و لمست يده و مالت برأسها و قبلته و هو الامر الذى دفع الدموع فى عين مرام فاغمضت عيناها و اشاحت بوجهها عنهم و لكنها عادت و فتحت عيناها حين سمعت شقيقتها تقول : _ كمان تمن شهور هبقى ماما .. * ابتسمت مرام رغما عنها و همست لشقيقتها : _ مب**ك يا لارا كدا هتخلينى خالتو و انا لسه صغيرة .. * ضحكت لارا و قالت : _ ربنا ميحرمنيش منك و تبقى دايما السند ليا ولولادى يا مرام .. * تن*دت مرام و لكن ألم ص*رها اشتد حينما سعلت فجأة و تغضن جبينها حينما وصل اليها رائحة عطر سليم فاحست بقلبها ينبض بقوة و بعرق يغرق جسدها و انتفضت و لاحظها الجميع و وقفت رويدا بقلق و قالت : _ هنادى الدكتور بسرعة ... * تن*د عبد الله و همس لنادر بشىء فاسرع نادر بالمغادرة و اغلق الباب خلفه و نظر عبد الله الى مرام وقال : _ خلاص يا بنتى اطمنى و اهدى ما فيش حاجة .. * هدأ جسد مرام و هدأ تنفسها وسمعت عبد الله يطلب من اخوتها ان يدعونه بمفرده معها.. * فغادروا على مضض ليتفاجئوا بنادر يقبض على ساعد سليم بقوة مانعا اياه من الدخول اليها فوقفت رويدا تحجب الباب بينما اندفع سيف ووقف امام سليم و قال : _ انت جاى ليه تانى انا عاوز افهم مش قولنا خلاص خلص العرض و كلامنا هيبقى مع المحامى امشى بقى اختى مش طايقة اساسا الهوا اللى جاى منك امشى .. * دفع سليم يد نادر عنه و قال : _ هشوفها يعنى هشوفها مهما عملتوا دى مراتى و لازم اطمن عليها .. * تصفيق حاد اوقف اندفاع سليم فحدق بوجه لارا التى اوقفت مقعدها امام الباب و قالت : _ برافو بجد مراتك طب انت مصدق نفسك بعد كل اللى عملته ان مرام مراتك طب ازاى بص يا سليم انا يمكن متعاملتش معاك كتير بخلاف سيف ورويدا و مرام نفسها كنت دايما بتجنب التعامل معاك مش لانى خايفة منك لا دا لانى واخدة منك موقف انك استغليت مرام من البداية لمصلحتك انت من البداية كنت عارف الحقيقة و رغم كدا محاولتش توضحها لاخوك كنت عارف ان رامى بيحب مرام و لانك انانى اخدتها لنفسك بس اتجوزتها ليه بقى يا سليم تقدر تقول انت ليه اتجوزت بنت اصغر منك بكتير رغم ظروفك ايه اتفاجئت انى عارفة بكل حاجة .. * **تت لارا و هى تحدق بوجه سليم الذى نظر باتجاه نادر و عاد ببصره اليها وحين هم بالكلام قالت : _ مش نادر اللى قالى على فكرة اللى قالت لى سمر يا سليم عارف سمر شبيهة مرام اللى جت الحفلة و اخدت مرام على المكتب و اتكلمت معاها ساعة كاملة و اللى مرام هربت منى علشان متحكيش اللى عرفته انا جبت رقم سمر من الفندق فشرم وكلمتها و عرفت منها كل حاجة قالتها ل مرام فاهم يا سليم يعنى ايه كل حاجة من اول ابتزازك ليها و قتلك لابنها هى و نادر و تهديدك انك تسجنها علشان تتجوزها لحد نتيجة الحادثة بتاعتـــ .. * قاطعها نادر و قال بدهشة : _ كلام ايه دا يا لارا وابتزاز ايه و ابن مين وانا ملمستش سمر من الاساس سمر عمرها ما كانت حامل فابنى لان جوازى منها كان على الورق هى سمر لعبت بدماغكم و لا ايه وبعدين مقولتيش ليه انها جت الحفلة و انك قابلتيها .. * احست لارا بالحيرة و قالت بتلقائية : _ مقولتش لان مرام اللى طلبت منى متكلمش ومجبش سيرة ان سمر جت من الاساس بس حتى لو كلام سمر كله كذب تنكر ان نتيجة حادثة اخوك مش كذب .. * ونقلت لارا نظرها الى وجه سليم و قالت : _ تنكر يا سليم ما ترد ساكت ليه .. * ترنح سليم امامهم فاسرع نادر و اسنده فهو شقيقه رغم كل شىء وان يواجه هكذا بإشاعة اسرار حياته امام الجميع ض*بة نالت من كبريائه و كرامته كرجل فنظر نادر الى زوجته لت**ت و لكنها اصرت على اكمال حديثها غير مهتمة بالاذان التى تسمع حديثها : _ ما تجاوبنى لما انت عارف ان مينفعش تتجوز كنت بتتجوز اختى ليه.. * قاسية و جلادة هكذا رأى سليم لارا بدت كأم تدافع عن صغيرتها بجبروت فلم يعد يهمها اى شىء غير الثأر لصغيرتها و هنا انتبه عقله لكامل الحديث مرام تعلم حقيقته اندفعت دمعة من زاوية عيناه لم يهتم لها وعقله يكشف له ذكرى محاولته اتمام زواجه بها وفشله التام معها وكيف احتوت مرام الموقف لتصون صورته كرجل امامه وامام نفسها وتحفظ كرامته فاغلق عيناه بألم ليغادرهم فى **ت ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD