غريب الحب ومين فاهمه .

4324 Words
* وحان موعد سفر لارا و نادر لإجراء لارا جراحتها وبعد أن أوصت سليم على اخوتها خاصة مرام جلست بجانب نادر داخل السيارة وودعت مرام وسليم لارا ونادر بعدما طلبوا من الجميع وأصروا على عدم مرافقتهم الى المطار وذلك وفق رجاء لارا من نادر فهى تخشى لحظات الوداع تلك ووقف سليم بجانب مرام يتابع سكناتها ف*نهد بقلق حينما أدرك انها ترتدى قناع التماسك امام شقيقها و شقيقتها ورسمت ابتسامه لم تخدعه اطلاقا فكيف يصدقها وهو خبير بها وتفاجىء بها بعدما اختفت السيارة التى تقل نادر ولارا عن اعينهم بانسحابها المتقن من جانبهم فتبعها بعيناه ثم ابتسم فى وجه رويدا التى لاحظ علامات الشحوب على وجهها كأنها لا تنال كفايتها من النوم وربت على كتف سيف وقال : _ البشمهندس عامل ايه فالامتحانات .. * ابتسم سيف واجابه : _ الحمد لله يا أبية والله تمام و ان شاء الله هرفع راسك لما النتيجة تظهر انا مش ناسى ان حضرتك قعدت تذاكرلى طول الفترة اللى فاتت واهى هانت يومين واخلص.. * لكزه سليم على كتفه وقال : _ تمام يبقى المدرب هيستلمك كمان يومين بالتمام والكمال انا عاوزك ترجع بطل زى ما كنت، فاهم كمان لازم تعرف ان فى بطولة قريب ومش هتنازل عن انك تاخد المركز الاول .. * اجابه سيف بمرح وقال : _ مش عارف ليه حضرتك كلفت نفسك مدرب مخصوص وجيم ما انا عندى احسن مدرب وبلاش .. * نظر لها سليم باستفهام فاجابه سيف متابعا حديثه : _ مرام يا أبية اصل هى اللى كانت بتدربنى وبتمرنى على الحركات الصعبة انا مش عارف ليه بطلت تدخل بطولات دى كانت على طول بتاخد بطولة الجمهورية وعندها مدليات كتيرة اوى .. * استوعب سليم كلمات سيف وقال : _ معلش بقى انت دلوقتى خليفتها ف الملاعب يا سيف وبعدين مرام وراها كلية وامتحانات ومذاكرة ولا ايه يا رويدا .. * رفع سليم حاجبه وامعن النظر فى وجه رويدا و قال : _ رويدا مش معانا خالص صح يا سيف .. * احتضنها سيف فانتفضت ونظرت لهما بأرتباك وقالت : _ معلش سهيت اصل يعنى اول مرة لارا تفارقنا وكدا عموما انا هطلع اذكر شوية انما هى مرام فين هى مش كانت لسه هنا .. * اجابها سليم بغموض : _ مرام طلعت من بدرى بس انتى اللى ذهنك كان مشغول انا بقول تطلعى تريحى شوية وتنامى وبعدين تبقى تذاكرى لانك بالحالة دا هتبقى بتضيعى وقتك ومأظنش يا رويدا انك عاوزة الوقت يضيع منك.. * احمر وجه رويدا بعدما ادركت تلميح سليم المبطن فهزت رأسها بالموافقة لتسرع بخطواتها مختبئة بغرفتها وحمدت الله ان مرام ليست معاها والا لم تكن ستسلم من ل**نها ابدا .. صعد سليم خلف رويدا يبحث عن مرام وسئل رويدا عنها و اجابته بعدم معرفتها لمكانها فعبس وهو يفكر إلى اين اختفت فتوجه الى الحجرة الرياضية ولكنه وجدها فارغة كذلك حتى تذكر غرفة لارا و نادر القديمة توجه اليها وفتح بابها فوجدها تنام على الفراش و قد كورت جسدها كطفل صغير وقف سليم عدة دقائق ليتخذ قراره اخيرا واغلق الباب وتوجه اليها وتمدد بجانبها وجذبها بيده الى ص*ره فشهقت مرام والتفتت بعيناها الدامعة الى سليم ب**ت ليكمل سليم احاطتها بيداه جعلا ص*ره وسادتها تاركا اياها تبكى ب**ت حتى كفت مرام عن البكاء فهمس لها سليم وقال : _ إلا سؤال بس يا مرام هو انتى بتجيبى كل الدموع دى منين انا اول مرة اشوف واحدة تبكى ساعة متواصلة كدا انتى غرقتينى بدموعك .. * ابتمست مرام رغما عنها وقالت بصوت يتهدج من البكاء : _ معلش بقى اصلى انا بحب العياط اوى وانا لما بحب حاجة ببقى مخلصة ليها وبديها حقها كامل .. * رفع سليم ذقنها اليه بيده و قال : _ امممم قولتيلى لما بتحبى بتخلصى تمام الكلام دا احتمال نحتاجه بعدين .. * ضيقت مرام عيناها و قالت : _ يعنى ايه مش فاهمة .. * ربت سليم على وجنتها و قال بابتسامة رقيقة : _ وقتها هتعرفى لكن مش دلوقتى .. * تن*دت مرام بيأس وقالت : _ وقتها اللى هو امته معرفش مش كفايا المفاجأة اللى قولت لى عليها ومش راضى تريحنى وتعرفنى هى ايه .. * ترك سليم ليده العنان فمررها على ذراع مرام وهو يحدق بعيناها فابتسمت عيناه لها وقال : _ طيب نتفق تدفعى كام واقولك المفاجأة .. * اعتدلت مرام سريعا بجانبه و جلست بعدما طوت ساقيها اسفل منها وحدقت به وقالت : _ اللى تطلبه يا سليم حتى لو طلبت انى ادفع لك روحى انا مستعدة ومن غير ما تقوللى على المفاجأة لازم تعرف انك لو طلبت نفسى انا مش هتأخر بيها عنك .. * ابتلع سليم ريقه حينما شعر ان مرام تتحدث عن شىء اخر فتماشى مع حديثها وقال: _ هتقومى وتلعبى معايا ماتش تانى ولو انتى **بتى هقولك المفاجأة ها.. * عبست مرام حينما تذكرت المباراة السابقة بينهما وهاجمتها ذكرى نهايتها فارتبكت وقالت : _ ما بلاش موضوع الماتش دا اقولك خلى المفاجأة لوقتها هتبقى احلا .. * ركز سليم نظرة عليها و قال : _ انتى خايفة صح .. * اجابته مرام بصدق و قالت : _ بصراحة اه خايفة ومش عاوزة العب معاك .. * جذبها سليم لتقع فوقه فشهقت مرام لفعلته فلم يعر شهقتها اهتمام وقال وهو يكبلها بيداه : _ بس انا حابب العب معاكى ماتش يمكن افوز انا عليكى واخد تارى منك انا اصلى محبش اى حد ي**بنى واخاف على سمعتى فالسوق و .. * تاه كلاهما وتاهت مرام وغرقت فى عيناه وحركات يداه على ظهرها فبمجرد لمسه منه ذابت واحست انها ترفرف انفاسها تسارعت ودقات قلبها اخذ صوتها يعلوا واحست بأن كل جسدها طوع امر سليم الذى يبادلها التحديق وهو متيقن من ان مرام استسلمت اليه كليا فقلب الوضع بينهما وجعلها اسيرة جسده واخذت يداه تعبث بجسدها كأنه يرسل اليها رسائل عشقه عبر انامله ويعزف علي منحنياتها لحن اشتياقه اليها و تناسى سليم ما به واطلق العنان لبركان مشاعره التى تفجرت بداخله فاطلق قلبه اشاره البدء لشفتيها ليلثم سليم بشفتيه وجه مرام وعنقها حتى احس انهما صارا شخص واحد ... * بعد فترة إبتعد عنها سليم وقد دمره فشله التام وأطاح بكبريائه وعصف به كليا فوقف وأولاها ظهره يتنفس بحدة وهو يحاول بأصابع مرتعشة ارتداء ملابسه وتابعته مرام وهى تنتفض من قوة الاحساس الذى فرضه سليم عليها واحست بانه على وشك الانعزال على نفسه من جديد فاسرعت بعدما الهمها تفكيرها لاتخاذ الخطوة الاولى فغادرت الفراش غير مهتمه بشىء واحتضنت ظهره فتجمد جسد سليم بين يداها فهمست دون ان تترك له فرصة الابتعاد وهى تضع راسها على ظهره : _ انا اسفة بجد اسفة انا مش عارفة ازاى اتهورت كدا بس غصب عنى احساسى وانا بين ايد*ك بيخلينى فدنيا تانية انا غلطانة يا سليم وعوزاك تسامحنى لانى عارفة ومتأكدة انك قاومت نفسك كتير علشان تحافظ عليا وعارفة انك مش عاوز تلمسنى الا لما تعملى فرح كبير فحقك عليا مكنش لازم اطاوعك واتمادى بالشكل دا و اكون السبب فحالتك دى بس انت لحقت الموضوع الحمد لله انا بشكرك يا سليم انك احتويت تهورى و لحظة طيشى بدل ما كان يحصل حاجة وو.. * التفت سليم لا يصدق ما تقوله مرام احقا تلوم نفسها وتظنه ابتعد عنها حفاظا عليها يا الله ما هذا العذاب الذى يمزق فؤاده وجد سليم نفسه يحتضنها عرفانا بما قالته ليتفاجىء بدموعه تفر منه دون ادراك كأن قلبه ومشاعره باكلمها تنعى حالته التى اصبح عليها طوقته مرام بذراعيها تقاوم ضعفها ودموعها و تكبح مشاعرها التى اطلق صراحها سليم بداخلها فاغمضت عيناها حتى لا ترى دموعه وتجرح كبريائه كرجل واستكانت بين يداه حتى هدأ سليم تماما و حاول ابعادها عنه وهو يتمتم : _ مرام كملى لبسك وانا هنزل اوضتى تحت و .. * لم تستطع مرام مفارقته ولم يطاوعها قلبها على الابتعاد عن يداه فهمست بتهور اكثر مما مرت به معه: _ لا انا عاوزة افضل فحضنك لانى واثقة انك هتحافظ عليا ارجوك متسبنيش يا سليم مش انت وعدتنى انك مش هتبعدنى عنك ومش هتخلينى اغيب عن عنيك وبعدين دى اول ليلة لارا تفارقنى فيها وانا عاوزة احس بالامان معاك بص لو خايف منى نحط مخدة بينا بس متسبنيش .. * شرد سليم فى كلمات مرام يشعر وكأنها قد أزالت ألم اللحظات الماضية بكلماتها تلك فهدأت نفسه قليلا و ابعد عن عقله تفكيره فى ما مر به وانصاع لاحساس مرام ولكن توقف عقله عند كلماتها فماذا تقول تلك الحمقاء احقا تطلب منه ان يظل طوال الليل يكتوى بنيران عشقه وهى بين يداه دون ان يسلمها كيف ذلك كيف .. * انتبه سليم لمرام وقد ارتدت ملابسها ووقفت بجانبه تنتظر اجابته ليرفع كتفاه ويخفضهما ويهز رأسه أمام نظرات الاستعطاف التى أصبحت تتقنها وهى تنظر له فوجد نفسه يقول غير مصدق لعقله الذى طاوع تلك النظرات ووقع فى فخها : _ حصلينى على جناجى انا مبعرفش انام إلا فاوضتى واحمدى ربنا ان الاوضة دى اتغيرت بعد ما نادر سابها والا كنت علقتك على بابها .. * ابتسمت مرام واخذت تقفز فرحا فاكمل سليم حالة المرح ووجد نفسه يحملها كجوال البطاطا فوق كتفيه لتنطلق ضحكات مرام وحينما فتح سليم الباب وجدته يسير فى الاتجاه الع**ى فتعجبت و وجدت فضولها يسأله : _ سليم اوضتك تحت انت مودينى فين .. * تجمدت ساقا سليم بعدما ادرك عقله انه يتجه الى جناحه هو وسما فأنزل مرام باضطراب وقال معتذرا: _ انا اسف نسيت وكنت هاخدك جناحى القديم و .. * ادركت مرام انه يتكلم عن غرفته هو وسما فتغضن جبينها وهاجمتها كلمات سمر ولكنها هزت رأسها حتى لا تستجيب لسم تلك الافعى فرسمت ابتسامة ارتباك وقالت: _ طيب وماله انا حتى كان نفسى من زمان اشوفها اصل عم عبد الله كان دايما يحذرنى اجى ناحيتها ولا انت متحبش انى ادخلها .. * تن*د سليم بقلق و قال : _ يعنى مش هيضايقك انك تدخلى اوضة كانت .. * وضعت مرام كفها تمنعه عن اكمال حديثه و قالت : _ اى مكان ليك فيه ذكريات مهما كانت انا احب انى اشوفه اصل ماما دايما كانت تقولى المكان الواحد ممكن يتعمل فيه ملايين الذكريات فادينى فرصة اعمل ذكرى ليا فمكان انا عارفة و متأكدة انك بتحبه الا لو انت اللى مش حابب انى .. * أوقفت مرام حديثها حينما سحبها سليم خلفه ليدلف بها الى جناحه الذى لم تخطوه اى امرأة اخرى غير سما زوجته فوقفت مرام عند الباب بعدما اغلقه سليم عليهما تمرر عيناها على كل ركن به فعلقت عيناها على المرآة الموضوعة فى احد الزوايا و قد رست امامها أدوات تجميل علاها الغبار فوجدت ساقيها تتجه دون ادراك اليها وتلمست بيدها اشياء سما ونظرت الى وجه سليم فلاحظت توتره فابتسمت له وقالت: _ خسارة ان الحاجات دى مقدمتهاش لحد يستفيد بيها كانت هتفرح واحدة حتى لو انت زعلت عليهم .. * واتجهت مرام وهى متأكدة انها ستجد كافة ملابس سما فى خزانتها لتفتحها بيد مرتعشة ف*نهدت وهى تراها و قد وضعت كافة الملابس داخل حافظة لحمايتها فلفت نظرها احد الفساتين فمدت يدها واخرجته ووقفت تحدق به وقد لمعت عيناها ونظرت بارتباك الى سليم و قالت : _ مش حرام هدوم بالجمال دا تتركن لما تبوظ .. * حدق بها سليم لا يدرى كيف يمنعها من لمس اشياء سما دون ان يجرحها فتقدم منها واخذ من يدها الفستان واعاده الى مكانه و اغلق الخزانة و استند عليها بظهره فابتسمت له مرام متفهمة الوضع ووقفت تنظر إلى ألوان الغرفة المبهجة وقالت : _ د*كور الجناح تحفة يا سليم خسارة فعلا انك قافله اصلا بصراحة حرام تبقى كل الاوض دى مقفولة و محدش قاعد فيها على العموم انا فرحانة انك سمحت لى اشوف حاجة خاصة بيك اوى كدا ودلوقتى من غير زعل قولى المكان اللى مسموح لى اقعد فيه علشان متحسش انى بتطفل على مكان مش ليا .. * بهتت ملامح سليم وتعجب كيف لهذه الصغيرة ان تمتلك هذا العقل الذى يحلل كل شىء كيف لها أن تعلم ما يجول فى عقله وقلبه اشعرت بارتباكه وجد سليم انه يقترب منها وحملها ومددها على الفراش واجابها بهدوء حين ادرك ان مرام قد احتوت كل ما مرت به بذكاء وتمدد بجانبها : _ مكانك جانبى فكل مكان.. * فوجدها تضع الوسادة بينهما وسمع ضحكتها و هى تقول : _ علشان تنام مطمن انى مش هخلف وعدى معاك .. * التزم سليم ال**ت وابعد الوسادة وجذبها وهمس وهو يدفن رأسها داخل ص*ره: نامى يا مرام و كفايا اوى اللى حصل نامى يا حبيبة قلبى علشان اعرف انام انا كمان .. ما أن داعب النوم عيناه حتى استسلم له لينعم بنوم هادىء منذ سنوات فلم يشعر بها و هى تفتح عيناها تنظر لها بعينان تلمعان فى الظلام كعين القطة تماما تحفر تفاصيل وجهه داخل قلبها تن*دت مرام وهى تراه لاول مرة نائما فابتسمت تهنىء نفسها باجتيازها اولى خطواتها نحو قلب سليم، تملل سليم فاغمضت عيناها سريعا خوفا من استيقاظه و لكنها تفاجئت به يكبلها بذراعه فاتسعت ابتسامتها وقلبها يتراقص بداخلها لانه لم يستطع الابتعاد عنها حتى وهو نائم واخيرا استسلمت للنوم تدعو الله ان يديم عليها هذا الهدوء بينها و بين سليم .. * ولكنها لم تكن تدرى شىء عما يحاك لها بين خفافيش الظلام فها هو يجلس بهدوء على اريكته وبيده كأس النبيذ يتفقد صورتها و هى تجلس بجانب توفيق فى حديقة الاسماك ويدا توفيق من تلك الزاوية تحتويها كليا ابتسم لبراعة ذلك المصور الذى يعلم كيف يلتقط الصورة تماما وترك صورة مرام ليتناول صورة لارا وعقد حاجبيه وهو يحدق فى ملامحها التى تبتسم لزوجها بمحبه فقرب من شفتيه كأسه وارتشف منها و هو يهمس : _ مش عارف انتى احلى ولا .. * ترك صورة لارا ليأخذ بين أصابعه صورة تحمل ملامح البراءة والصفاء لرويدا التى وقفت وبجانبها صديقتها تضحك و هى غافلة تماما عمن يراقبها ويلتقط لها تلك الصور فرفع الصورة الى شفتيه و قبلها قائلا : _ انتى احلى اكيد بابتسامتك دى اخدتى كل حاجة حلوة من اخواتك بجد انتى الم**ب الحقيقى لا مرام ولا لارا بس ميمنعش انى العب شوية معاهم قبل ما افوز بيكى .. * اعاد الصور الى المغلف ووضعهم داخل ملف اخر يبتسم بفخر على انجازه حتى الان و لكنه عبس حين تذكر تذمرات ذلك الغر الذى يتحقق من كل شىء يقوم به ف*نهد و همس و عيناه تلمع بشر : _ لو مبقتش معايا فانت هتبقى ضدى و كدا كدا انا اللى هستفيد فالاخر .. * هاربة من عيناه التى اصبحت تراقبها عن كثب خاصة منذ انهى سيف اختباراته وهو يوليها كل الاهتمام اصبح يضيق عليها الخناق يجالسها يستذكر معها كل دروسها بالكاد يفشل فى شىء، تن*دت للمرة المائة و هى تراه يراقب شقيقتها التى جلست تتابع اجابتها فى ذلك الامتحان الذى خاضته بكليتها لتعبس وهى تلقى بكتابها بعيدا عنها فابتعد سليم عن رويدا وتوجه الى حيث تجلس مرام دافنة وجهها بين يداها فابتسمت رويدا فهى تعلم علم اليقين طبع شقيقتها ان لم تتطابق اجابتها مع كافة الاجوبة النموذجية تثور على نفسها و اعجبها ان ترى ردة فعل سليم حين تتحول مرام امامه فاسترخت رويدا فى مقعدها تراقب سذاجة سليم الذى اترسم القلق على ملامحه وما ان حطت يداه على كتف مرام حتى رفعت عيناها اليه لتبكى وتقول بصراخ هستيرى : _ انا فاشلة فاشلة يا سليم الاجابة راحت منى و السؤال كدا ضاع .. * شهقت رويدا حين ركع سليم امام شقيقتها يمسح دموعها عنها و يربت وجنتيها لتزيد مرام فى بكاؤها فقررت رويدا وضع حد لتلك الدموع التى لا تنضب من شقيقتها فمنذ عادت للبكاء اصبحت لا تتوقف عنه ابدا اقتربت رويدا منهما فنظر اليها سليم بارتباك و قال : _ مش عارف اخليها تسكت يا رويدا كل دا علشان سؤال وايه يعنى خلاص مش مهم سؤال المهم انها تنجح .. * تعجب سليم حينما راى رويدا تكتم ضحكاتها و لكنها لم تستطع كتمانها طويلا لتطلق صراحها فرفعت مرام عيناها تنظر اليها شذرا ودمعت عينا رويدا من كثرة ضحكاتها ليقف سليم امامها مندهشا بضيق فقد شعر ان رويدا تستهزىء به وما ان انطلق صوت مرام ي** اذنيه وهى تنهر رويدا : _ رويدا انتى بتضحكى على ايه بتضحكى علشان سؤال بحاله هيضيع منى .. * نظرت رويدا الى سليم وقالت : _ يا ابية السؤال اللى مرام بتعيط عليه دا و اللى تلاقيها نسيت كلمة واحدة بس فاجابته احتمال كبير اوى يكون اختيارى و هى زعلانة انها نسيت الكلمة دى اختى و دا طبعها طالما رمت الكتاب كدا يبقى السؤال اللى بتقول على نفسها انها فاشلة مجرد سؤال اختيارى .. * شعر سليم انه يقف كالا**ه و حدق بوجه مرام و قال : _ هو كلام رويدا دا صح .. * احمر وجه مرام خجلا و قالت بارتباك : _ اصل انا يعنى متعودتش اسيب سؤال يا سليم او احله باجابه ناقصة خصوصا انى غبت كتير ومعتمدة انى اقفل الاختبارات كلها علشان اعوض اى نقص فاعمال السنة و و .. * ابتعد عنها سليم و هو يمسح وجهه بيده متمالكا اعصابه امام رويدا و قال : _ يعنى كل الدموع دى على مافيش لا مش معقول انتى ايه موصله فرع من النيل فعيونك علشان تعيطى بالشكل دا كل شوية انا مكنتش متخيل انك بتعشقى الدموع كدا مش معقول يا مرام حقيقى لازم تبطلى .. * ربتت رويدا على كتف مرام و قالت : _ متزعليش منى انا مقصدش اضايقك بس انتى فعلا بتبالغى اوى فموضوع الامتحانات و ابية سليم حرام يقع معاكى فاللى عشناه وياكى وكان لازم افهمه طبعك الغريب ايام الامتحانات بس عموما انا هسيبك تعرفيه على يوميات مرام فالامتحانات براحتك و هطلع احل امتحان قبل ما أبية يستلمنى زى كل يوم و لما لارا تتكلم خلينى اكلمها بلاش تندلى زى امبارح و تخدى المكالمة كلها لنفسك .. * و ما ان اغلقت باب غرفتها حتى خلعت عنها هى الاخرى قناع اللامبالاة لتتن*د فى حزن فمنذ قرارها الابتعاد عن توفيق اصبحت تعانى كثيرا فمدت يدها واخذت هاتفها وفعلت كما تفعل كل مرة اغلقت اتصال هاتفها بالانترنت لتتابع بعيناها رسائله اليها التى لم يمل ابدا من ارسالها يبثها فيها مدى اشتياقه لها ومدى افتقاده اياها ومحت رويدا تلك الرسائل جميعها و مسحت دموعها وابعدت الهاتف عنها وما ان تناولت يداها كتابها حتى سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فاذنت لمن بالخارج لدخول اليها ف*نهدت بيأس وهى ترى سليم امامها .. * فسئلته فى محاولة منها لابعاده عنها : _ خير يا أبية هى مرام لسه بتعيط.. * تجاهل سليم سؤالها وهو يتوجه صوب المقعد ليجلس امامها وفجأها بسؤاله قائلا وهو يمعن النظر اليها : _ مين هو يا رويدا اللى مغيرك بالشكل دا زميلك فالدرس ولا اخو واحدة صحبتك .. * بهتت ملامح رويدا فعينا سليم الثاقبة تلاقحها عن كثب ف*نهدت وحاولت ان تصرف نظره عن ذلك الموضوع فقالت : _ مش فاهمة يا ابية حضرتك تقصد ايه .. * ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجه سليم و قال : _ بصى انا طول عمرى دوغرى مبحبش اللف و الدوران فانا جايلك بأقصر الطرق استقامة و هى الصراحة حقيقة مش عاوز اطول فوقت مرقبتى بيكى لانه واضح عليكى جدا يا رويدا و لانى بعتبرك اختى الصغيرة و مسئولة منى فانا ملاحظ ان سرحانك زاد و نسيانك للمعلومة كمان زاد اكلك قل كتير و سهرك بقى غير طبيعى بقيتى بتنامى كل يومين اقل من اربع ساعات عيونك تايهة و ايد*ك دايما تمسك الموبايل و تسيبه كانها بتحارب نفسها كل دا كل دا بيأكد لى ان فى حاجة و حاجة كبيرة كمان بتحبى يا رويدا و لو عاوز اكتر دليل على كلامى انك مشغولة بعقلك و قلبك بواحد و بتحبيه و بتحاربى نفسك فانا شايف ان نختصر الطريق و تقولى لى هو مين و انا اوعدك انى هقا**ه و اشوفه و اتكلم معاه و لو مناسب ليكى مافيش مانع ترتبطى على الاقل وقتها هتهدى و هتركزى فمستقبلك لانه هيكون حافز .. * دمعات سالت من رويدا لم تكن تتوقع ان يفضحها قلبها بهذا الشكل تن*د سليم و هو يرى تخبطها و حيرتها فقال : _ رويدا انا بكلمك كأخ كبير تحكى له وانتى مش م**وفة و لازم تبقى متأكدة ان الكلام بينا مش هيخرج برا الاوضة دى جربينى و شوفى هقدر اساعدك ولا هفشل.. * حدقت رويدا بوجه سليم ثم خفضت عيناها خجلا و قالت : _ للاسف يا أبية محدش فالدنيا دى هيقدر يساعدنى لانى اخترت غلط ايوة انا بعترف لك انى لاول مرة اخذل نفسى بنفسى واسمح للضعف انه يسيطر عليا وسمحت لقلبى يتعلق بواحد مستحيل يكون ليا مهما حاول يعمل انا يا أبيه حاليا بمر بفترة انسحاب العارض زى المدمنين بالظبط هو عودنى على وجوده فحياتى وانا حاليا بعالج نفسى منه و الحالة اللى شيفنى فيها انسحابه من جوايا مش اكتر وصدقنى انا مستحيل هخذل اى حد بسببه لانه مرفوض تماما .. * امعن سليم نظره بها فما تحكيه رويدا يدل على ألمها القوى فزوى حاجبيه و قال يسئلها : _ طيب ما تعرفينى عليه يمكن يكون ينفع و بدل ما انا شايفك بتتعذبى بالشكل يــ .. * هزت رويدا رأسها ف**ت سليم فقالت ببكاء : _ صدقنى يا أبية مينفعش ابدا انى احبه هو بالذات رغم انه اتغير و بقى انسان تانى لكن هيفضل طول عمره مينفعش ارتبط بيه لانى لو ارتبطت بيه ه**ر نفسى واخواتى وانا مقدرش ا**رهم ابدا .. * وقف سليم بنفاذ صبر و قال : _ مين هو يا رويدا اللى مستحيل واللى خايفة ت**رى اخواتك بيه ما تتكلمى .. * اخافت نبرات صوت سليم رويدا فهمست بخوف اسمه فجحظت عينا سليم وعقد حاجبيه وقال بصوت صارم : _ ملقتيش الا توفيق يا رويدا توفيق عموما انا هعتبر نفسى مسمعتش حاجة زى ما وعدتك بس بردوا مش هنسى انك مسئوليتى فخلى بالك عينيا هتبقى عليكى فكل مكان مش علشان معنديش ثقة فيكى بالع** انتى ليكى كل الثقة لكن انا عاوز احميكى من توفيق و اللى زيه و دلوقتى حاولى تفضى دماغك امتحاناتك هتبدأ انا هسيبك دلوقتى ترتاحى و تشوفى اللى وراكى .. * جلس سليم فى حديقته يفكر فى امر رويدا فلاول مرة يتعرض لموقف مثل ذلك لم تكن له شقيقة ليمر معها بمراحل عمرها و مراهقتها تن*د و هو يؤيد قرار عقله بأن يتقابل مع توفيق حتى يصل الى حقيقة الامر .. * فى اليوم التالى ارسل لاستدعاء توفيق ليتوجه الى الادارة ذهب و هو يفكر ماذا فعل حتى يتم استدعاؤه بهذا الشكل دلف الى المكتب بعدما استقبله مدير مكتب سليم وقف مترددا بجانب الباب فطالعه وجه سليم الغامض و اشار اليه سليم ليجلس فجلس توفيق يشعر بالاتباك و القلق وقف سليم فجأة و وقف امام توفيق و قال : _ ها احكى لى بقى الخطوة الجاية ايه .. * حاول توفيق ان يفهم مغزى سؤال سليم و لكنه لم يستطع فقال بقلق : _ حضرتك انا مش فاهم معنى السؤال خطوة ايه اللى مفروض اتكلم عليها مع حضرتك .. * اجابه سليم و عيناه مثبته على وجه توفيق و قال : _ رويدا يا توفيق .. * حالة من الارتباك التام انتابت توفيق فوقف امام سليم و قال : _ انا انا اصل .. * عقد سليم ساعديه و قال متهما اياه : _ انت اصلك واطى وندل ولما معرفتش تأذى مرام فبتلف على البنت الصغيرة اللى لسه الحياة ادامها و عاوز تأذيها بس يا استاذ توفيق تفتكر انى هسيبك تقرب منها و هى تحت حمايتى لو فاكر انــ .. * قاطعه توفيق و قال : _ حضرتك فاهم كل حاجة غلط انا فعلا بحب رويدا و قصدى شريف انا عاوز فعلا ارتبط بيها و بعدين انا كل كلامى مع رويدا مافيهوش حرف واحد يخليك تفكر انى ممكن أأذيها و بعدين أقسم لك ان مافيش اى حاجة بينى و بين مرام اصلا موضوع الصور و العقد دا كله كذب مرام عمرهــ .. * لم يتحمل سليم ان ينطق ل**ن توفيق اسم مرام فلم يستطع كبح نفسه فلكمه فى وجهه بقوة و قال بغضب : _ من الاول كدا اسم مرام ل**نك مينطقهوش تانى والا هتندم ندم عمرك كله واحمد ربنا انى مأذتكش ولا حاسبتك على اللى عملته ولدتك فمراتى انا لو سيبكم فلان عم عبد الله هو اللى طلب منى متصرفش معاكم .. * رفع توفيق اصابعه يتحسس موضع اللكمة و قال : _ انا فعلا استحق اكتر من كدا بس دا كان زمان قبل ما اتغير صدقنى انا فعلا بحب رويدا و امنية حياتى انى اتجوزها .. * قبض سليم على عنق توفيق و صاح به بغضب : _ انسى يا توفيق رويدا عمرها ما هتكون ليك رويدا انا مش بس بحسها اختى لا دى بنتى و انا مرضاش لبنتى تاخد واحد زيك كانت سكته شمال طول عمره تقدر تقولى هتحمى رويدا ازاى من والدتك لما تعرف انك بتحبها مش هتقدر ولا عمرك هتقدر تقف فوش والدتك تمنعها عن اذيه غيرها و إلا كنت اخدت موقف منها و عملت الصح و برئت مرام لما عرفت دا اقل حاجة كنت لازم تعملها علشان تثبت انك راجل دا لو فعلا بتعبر نفسك راجل .. * انهى سليم كلماته و دفعه بعيدا عنه فتهدل كتفى توفيق و ن** رأسه و قال : _ كلامك صح انا فعلا مقدرتش امنع امى عن اذية مر.. * ابتلع توفيق كلماته حينما رفع سليم حاجبه محذرا إياه بعيناه من ان ينطق اسم مرام .,. ف*نهد و هو يتوجه صوب الباب و قال : _ عموما انا اسف انى حلمت بحاجة اكبر منى ايوة رويدا دى حاجة كبيرة اوى و هتفضل كبيرة و مقامها عالى و علشان اثبت لك انى فعلا بحبها و انى بتمنى لها كل خير انا هبعد عنها بس موعدكش انى هابطل احبها لان الحب مش بايدى و هثبت لك انى راجل و قد كلمتى يا استاذ سليم .. * اوقفه سليم عن المغادرة و قبض على ساعده و قال : _ انا مش ضدك يا توفيق بس خليك مكانى و شوف كدا لو واحد فظروفك و سنك حب بنت لسه فاول حياتها زى رويدا هتراضها و تقبلها و لا لاء انا مش عاوز اظلمك و اقول انك متغيرتش لان شهادة الاستاذ شاكر فحقك تخلينى اتاكد انك اتغيرت فعلا لكن تغييرك دا لنفسك و لواحدة تانية غير رويدا لان رويدا لسه قدامها مستقبل وحياة متنفعش تقضيها مع والدتك انا اسف يا توفيق لكن موضوعك انت و رويدا مستحيل يتم ولو فعلا زى ما بتقول انك بتحب رويدا يبقى اثبت وضحى علشانها وابعد عنها و بلاش تأذيها و انت عارف معنى كلامى كويس .. * هز توفيق رأسه و قال : _ وانا عند كلمتى يا استاذ سليم انا هبعد عن رويدا و هحميها من نفسى و بكرة الزمن يثبت لك انى كنت الأحق بيها فانا هدعى ان ربنا يكرمها باللى يقدرها ويصونها عن اذنك .. * تن*د سليم و ابتعد عن توفيق و قال : _ شغلك زى ما هو يا توفيق وباقى اتفقنا زى ما هو كمان لأن اكيد بتكلم مع راجل .. * اخفى توفيق عذاب قلبه وهو يدلف الى مكتبه فنظرت له مهيتاب بقلق وقالت: _ خير يا توفيق الاستاذ سليم كان عاوزك ليه .. * نظر لها توفيق بنظرات فارغة و قال : _ لا ولا حاجة يا انسة مهيتاب دا علشان الشغل والماكنة اللى صلحتها المهم خلصتى البرمجة علشان انزلها على السيستم .. * ابتعدت مهيتاب عن مكتبها ووقفت بجانب توفيق و قالت و هى تتابع حركاته : _ بس انا حاسة ان فى حاجة مضيقاك احكى لى يا توفيق على فكرة انا كل الناس بترتاح لما تفضفض معايا و .. * انتبه توفيق لها و نظر لها ووجد نفسه يقول : _ خلاص بعد الشغل يا ماهى ممكن لو معندكيش مانع نقعد فأى كافيه و اتكلم معاكى.. * ابتسمت مهيتاب بسعادة و قالت: _ بجد يا توفيق انت عاوز تقعد معايا و تتكلم انا مش مصدقة معقول .. * شعر توفيق بحزنه يزداد فهو يشعر بها تماما فهما سويا جنى عليهما الحب ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD