مش هتنازل عنك..

4481 Words
* احست لارا ان سعادتها غير مكتملة لعدم وجود مرام بجانبها و رغم ابتسامتها التى رسمتها الا ان عيناها ظلت حزينة فاصدقاء نادر المقربين منه هم السبب ان يقيموا الحفل فى منزلهم بدلا من منزل والدها عادت لارا الى واقعها حين حطت يد نادر على كتفها فالتفتت اليه ابتسمت فقال و هو يبادلها الابتسام : _ هطلب منهم انهم يمشوا و نروح نكمل الحفلة مع مرام انا عارف انك كنتى عاوزة تعمليها هناك بس مكنش ينفع و .. * قطع نادر حديثه حين استمع الى رنين الباب فتوجه اليه فتفاجىء بوقوف سليم امامه فخفض بصره و قال : _ اهلا يا سليم خير .. * حدق به سليم بحرج و قال : _ اهلا من على الباب ايه يا نادر انا سليم اخوك و.. * تن*د نادر و قال بحزن : _ انا اسف يا سليم بس يعنى .. * تهدلت كتفا سليم و حدق ب لارا التى وقفت خلف نادر و عبست حين رأته فهمست بحزن : _ مرام مجتش يا سليم مرام رفضت تيجى سبوع ابنى علشان خاطرك علشان متشوفكش و علشان مش قادرة تبص فوش الناس فالشارع تفتكر هتبقى مبسوط و انت معانا و انا محرومة من اختى .. * نظر نادر اليها و قال بتسرع مانعا سليم من الحديث : _ لا طبعا طالما مرام مجتش سليم مش هيحضر سبوع ابنى و زى ما خالته اتحرمت من السبوع عمه كمان هيتحرم.. * حدق سليم بألم بوجه نادر ليغادره فى **ت يجر احزانه خلفه .. * استدار نادر لا يدرى كيف تفوه بتلك الكلمات فنظر اليه عبد الله و قال : _ مكنش يصح اللى قولته يا بنى دا مهما كان اخوك الوحيد انت كدا طردته من بيتك .. * تن*د نادر بحزن و قال بأسف : _ مكنش ينفع يا عم عبد الله مرام تتحرم و سليم يحضر يا هما الاتنين سوا يا ولا حد فيهم و خلاص طالما مرام رفضت تيجى هى كمان حرمت نفسها من ابنى الى عاوز ابنى يصلح حياته و يجى انا مش عاوزه يطلع يلاقى خالته بتكره عمه ويخلوا حياته معقدة و دا اخر كلام عندى .. * وقفت نعمة تتابع بعيناها الطريق و هى تجرى اتصالها و تهمهم بضيق : _ ما ترد بقى يا بيه الفرصة اهى جت يوه انا مش عارفة انت فين .. * **تت نعمة ما ان اجاب اتصالها الثالث فاندفعت و قالت : _ ايه يا بيه مش قولت انك هترد عليا على طول المهم مرام لوحدها فالشقة ايوة اخوتها نزلوا و عربية جوزها مشيت لو عاوز تعمل حاجة دلوقتى الوقت المناسب خصوصا انهم هيتأخروا فسبوع ابن لارا .. * عقد حاجبيه و هو يستمع لها و صاح ما ان قالت ابن لارا و قال بحدة : _ هى لارا خلفت امته و ازاى هو انا مش انا منبه عليكى اخبارهم اول باول تكون عندى .. * اجابته نعمة بضيق قائلة : _ نسيت يا بيه هو انا عقلى دفتر معلش المهم ناوى على ايه .. * اغلق هاتفه دون ان يجيبها و اشتعل غضبا و هو يعقد حاجبيه و يقول : _ خلفتى يا لارا كمان ، انتى عايشة حياتك بالطول و العرض و انا اللى حياتى اتعقدت من تحت راسك و راس جوزك و البيه سليم ماشى يا لارا اما وجعت قلبك على مرام ورويدا مبقاش انا عامر ، عامر اللى خلتيه يهرب مرتين و يخسر ملايين بسببك و خلتيه يستخبى من اللى بيدورو عليه ماشى يا لارا انا لازم انتقم منك و من عيلتك كلها و ارجع مركزى تانى و هتشوفى يا أنا يا انتى .. * مرت الايام تلو الايام و نادر يحاول أن يستجمع نفسه و شجاعته ليواجه أخيه و لكنه كان يشعر بقبح فعلته مع سليم فهو فالأول و النهاية أخيه و لم يستحق منه أن يهان هكذا و ها هو يقف أمام مدير اعمال أخيه يحدق به بصدمه بعدما أبلغه أن أخيه لم يظهر فى اى مكان منذ سبعة أيام و فشلت كافة المحاولات للاتصال به ، حاول نادر تمالك أعصابه أمام مدير مكتب أخيه سليم و لكنه لم يستطع فصاح باستنكار : _ يعنى إيه مش لاقينه هو عيل صغير تايه دا راجل مكلف و بعدين لما هو مجاش له اسبوع و تليفونه مقفول متصلتش بيا على طول ليه مستنى أسبوع يعدى على اخويا و هو مختفى و جاى تبلغنى.. * اجابه الرجل بارتباك : _ يا أستاذ نادر ما أنا حاولت أتصل بحضرتك معرفتش أوصلك علشان كدا جيتلك دلوقتى الشغل كله واقف و سليم بيه مش موجود هنتصرف ازاى.. * عقد نادر حاجبيه و قال دون تفكير : _ اتفضل على الشركة و حضر لاجتماع طارىء و انا جاى الشركة اشوف الشغل لحد ما نعرف سليم فين.. * خرجت لارا بعد مغادرة مدير أعمال سليم و حدقت ب نادر الذى تبدلت ملامحه لقلق تام فقالت له باضطراب : _ أهدى يا نادر أكيد سليم راح مكان يرتاح فيه شوية و قفل موبايله إنت عارف الموقف اللى حصل بينه و بين المحامى الغبى اللى راح سلمه محضر الخلع فالشارع احرجه ازاى خصوصا كمان أن مرام قالت له أنه ميستحقش غير كدا غير أننا حرمناه يحضر سبوع صالح قبلها أو أنه حتى يشوفه و اتعاملنا معاه كلنا بطريقة بايخة ، بص أنا عارفة إنت بتحب أخوك قد إيه و عارفة انه كان غصب عنك تطلب منه يمشى من بيتك و ميشوفش ابنك بس اكيد سليم فاهم كل دا ليه و اكيد هو شاف انه محتاج يختلى بنفسه علشان يراجع حياته . * هز نادر رأسه بقلق و قال : _ انتى متعرفيش سليم يا لارا سليم مش من النوع اللى بيختلى و خلاص سليم عنده استعداد يختفى تماما و محدش يعرف طريقه انتى متعرفيش أنا تعبت معاه قد ايه لحد ما قدرته أخليه يكلمنى بس و يرد عليا و يقبل وجودى معاه بعد حادثة سما فمعنى إنه يختفى بالشكل دا يبقى انا هتعب أوى لحد دا أعرف هو فين و لو سليم قرر أن محدش يعرف طريقه يبقى انا فعلا خسرت أخويا و ابنى مش هيتعرف على عمه الوحيد.. * شعرت لارا بحزن نادر فهى لا تتخيل أن تحرم من أحد من اخوتها و تعلم كم هو مؤلم غياب أحدهم فاشفقت عليه و قالت : _ اعمل اللى عليك و ان شاء الله هتعرف مكانه قلبى حاسس ان سليم مش بعيد عننا و بعدين مش يمكن بعده دا علشان ميطلقش مرام و بيديها فرصة تفكر من غير ما تشوفه ادامها زى الشهور اللى فاتت.. * تن*د نادر و هو يدرك أن اختفاء سليم عقاب له خاصة على كل ما فعله معه فى الشهور الماضية و رفض لاهانته التى نالته على يد مرام خاصة حين لمحت إلى عجزه فنظر إلى لارا و قال : _ انا هنزل أروح الشركة أجهزى انتى و صالح علشان اخدك تقعدى مع اخواتك لحد ما أرجع انا مش عاوزك تقعدى لوحدك خصوصا ان انا مش عارف هتاخر لحد أمته.. * حاولت لارا رسم ابتسامه على شفتيها و قالت بحرج : _ تفتكر اقول ل مرام عن سليم.. * نظر لها نادر بيأس و قال : _ زى ما انتى عاوزه اختك اساسا مبقتش عارفة هى عاوزة ايه وبقت بتلطش فالكل يلا علشان متأخرش.. * أخذ سليم يسير على شاطىء البحر غير مهتم بالجو البارد و لا بوحدته فلا شىء يهمه بعد الآن فأغمض عيناه حتى يمحها صورة ما حدث من ذهنه حاول التهرب من ذاكرته التى تعيد عليه تفاصيل تلك الساعات التى تلت مغادرته لمنزل أخيه و عودته بسيارته ليقف من جديد امام منزل مرام ل يقرر الخروج منها تذكر وقوفه امام منزلها يفكر انه قد حان الوقت لحديثه مع مرام دون تدخل من اخوتها فهو على يقين انه سيتمكن من جعلها تسامحه ان اعطت له الفرصة و استمعت له ، و تذكر سليم إنه كان على وشك الصعود إليها اخيرا حتى أوقفته تلك اليد التى حطت على كتفه ف ألتفت بحدة ليرى يد من التى حطت عليه توقفه فتغضن جبينه و هو يرى ذلك المحامى الذى لم يرتاح له منذ رأه فى قسم الشرطة و لاحظ سليم ابتسامته الساخرة فقال له يسئله : _ خير فى حاجة حضرتك .. * اجابه المحامى و قال : _ انا عبد المقصود المحامى يا استاذ سليم كنت عاوز اسئلك انت هنا ليه .. * رفع سليم حاجبه و قال بلهجة جليديه: _ و انت مين اصلا علشان تسئلنى انا هنا ليه كنت واصى عليا ولا على مراتى .. * ابتسم عبد المقصود بسخافة و قال : _ لا يا باشا انا لا واصى عليك و لا على الاستاذة مرام انا ما صدقت شوفتك علشان اد*ك دا .. * و ابتعد عبد المقصود عن سليم و تراجع خطوة إلى الخلف ليخرج من حقيبته عدة اوراق ومد يده بها الى سليم و اكمل حديثه بشماتة : _ دا ورق قضية الخلع اللى الاستاذة مرام طلبت منى ارفعها لها و بما انك هنا يبقى تاخد الاستدعاء للجلسة اصل يا باشا كلام بينى و بينك انا متأكد من القضية و انت سيد العارفين هن**بها ازاى .. * كور سليم الاوراق بقبضته و كاد يلكم المحامى و لكنه تفاجىء بمرام تهبط درجات السلم و هى تصيح بوجهه: _ اياك تفكر تمد ايدك عليه يا سليم و اتفضل بقى من هنا وجودك مش مرغوب فيه كفايا بقى تفرض نفسك عليا اكتر من كدا .. * حدق بها سليم و قال بصدمة و هو لا يصدق ان يصل الأمر بها إلى هذا الحد: _ خلع يا مرام هى وصلت للخلع .. * وقفت مرام أمامه بتحدى و استجمعت شجاعتها بعدما لاحظت تجمع البعض و لكنها ثارت غضبا حين لمحت بينهم نعمة فقالت بغضب : _ اه وصلت للخلع تمام و اظن ان دا ابسط رد ليا عليك و اقل حاجة اعملها علشان ارد كرامتى و لو سمحت كفايا فضايح و امشى بقى .. * هز سليم رأسه باسف و قال بصوت ملائه الرجاء : _ طيب اسمعينى يا مرام وادينى ولو ساعة اتكلم معاكى فيها و بعديها انا مستعد اعملك اللى انتى عوزاه بس بلاش الوقفة دى لا انا و لا انتى نستحق كدا .. * سحب عبد المقصود سليم للخارج و قال له بصوت شامت : _ ما خلاص بقى يا سليم باشا هو انت مش شايف ان الانسة مرام مش عاوزاك كفايا كدا . * **ت لحظات ليكمل بمكر : _ ولا كلامى فيه غلط .. * تنفس سليم بغضب بعدما أدرك تلميحه و نظر إلى مرام التى وقفت فى مدخل منزلها تراقب انفعاله و قال : _ انتى موافقة على الكلام دا عاوزة تخلعينى يا مرام خلاص مافيش ادامك غير انك تخلعى سليم .. * اغمضت مرام عيناها و قالت : _ ايوة يا سليم انا هخلعك لانى مش عوزاك و ياريت تقبل الكلام دا .. * استدارت مرام لتصعد ولكن يد سليم التى قبضت على ذراعها تمنعها جعلتها تلتف له بحدة وغضب و تصيح به : _ خلصنا بقى من القصة دى ايه هتفضل ترمى نفسك عليا كتير بالشكل دا .. * انفجر غضب سليم امام لهجتها معه و قال : _ انا سليم يا مرام وعمرى ما برمى نفسى على حد انا بس اللى برمى و بمزاجى وعلشان تعرفى انتى والدلول اللى اسمه محامى دا انا مش هطلقك ولا هتخلعينى وهتفضلى طول عمرك مراتى ان مكنش براضاكى هيبقى غصب عنك .. * عقد مرام ساعديها و قالت له ببرود: _ دا على اى اساس بتتكلم بثقة اوى كدا باى اساس يا سليم بيه ايه مستكتر عليا انى ارفضك انت لازم تعرف انك زى ما فالشارع رمتنى انا كمان فالشارع برميك و بخلعك لأنك متستحقش غير كدا و يمكن أقل من كدا كمان و خلاص انا مش عوزاك تطلقنى انا عوزاك تعند لآخر وقت علشان ساعتها مصر كلها تعرف انا لسه بنت لحد دلوقتى ليه.. * قذفتها فى وجهه و اختفت مسرعه إلى الأعلى ليحدق به محاميها بابتسامه هازئة ويقول : _ قولت لك هتطلقها مهما رفضت مصدقتنيش أهو ابقى ورينى هتدارى على فضحيتك ازاى لما الكل يعرف المستخبى .. * لكمه هى كل رده على سفاقة المحامى ليغادر سليم شاعرا بألم طعنة مرام لرجولته ليقرر السفر و مغادرة البلاد نهائيا فلم يعد شىء يهم بعد الآن ، استفاق سليم على رنين هاتفه فركل حصى الشاطىء وهو يرى رقم مدير أعماله فأجابه وقال: _ عملت ايه يا صفوت طمنى.. * اجابه صفوت بهدوء : _ اطمن يا سليم باشا كل حاجة ماشية مظبوط زى ما حضرتك طلبت و الأستاذ نادر استلم الشغل مكانك.. * تن*د سليم و قال : _ و مرام يا صفوت عرفت و لا لسه.. * اجابه صفوت : _ مأظنش يا سليم باشا لأنها لسه منزلتش و متقلقش عيونا عليها فكل حاجة و زى ما حضرتك أمرت المحامى شغال على القضية تمام هيعطلها على قد ما يقدر و بكرة الصبح هيروح لها مندوب من الشركة يلزمها بالرجوع للشغل على حسب العقد اللى هى ماضية عليه و اظن وقتها الأستاذ نادر مش هيرفض بس يا باشا نادر بيه هيموت من القلق و شكله مش هيسكت على موضوع غيابك و لو راح المطار اى ظابط معرفه هيعرفه حضرتك فين.. * تن*د سليم و قال : _ اطمن يا صفوت محدش هيقدر يعرف مكانى لازم الكل يعرف ان ماليش إثر وانت متنساش عيونك على مرام و رويدا بالتحديد اوعى يا صفوت تغفل عن حد فيهم.. * اجابه صفوت : _ برقبتى يا سليم باشا.. * أنهى سليم الاتصال و حدق بصورة مرام على شاشته و قال : _ علشانك انتى هعمل المستحيل و مش هتنازل عنك ابدا… * حبيسة غرفتها منذ ابلغتها لارا باختفاء سليم لا تعلم لما تشعر بالضياع لا هى تشعر بالضياع منذ ذلك اليوم الذى انفلت ل**نها منها و تبجحت تعايره بمرضه من وقتها لم يغمض لها جفن فنظرات سليم المن**رة امامها جعلتها تتمنى ان يقتلها و لا يستدير عنها تن*دت و هى تقف بجانب النافذة فلم تشعر بوجود سيف خلفها الا حين مد يده يغلق النافذة فنظرت له بعتاب فقال لها و هو يبادلها النظرات : _ معدش له لزوم العذاب دا انتى عملتى اللى انتى عوزاه و أبية سليم خلاص معدش هياضيقك تانى اظن كدا تقدرى تنزلى و تشوفى حالك ولا ناوية تحبسى نفسك سنة كمان تعيطى على اللى عملتيه .. * نظراتها التائهة جعلته يدرك حالته شقيقته المعذبه فاحتضنها و اكمل حديثه : _ لما انتى بتحبيه سمعتى كلامى ليه بالخلع انا كنت بقولك كدا علشان تتمسكى بيه مش علشان تقفى ادام الناس و تفضحى جوزك بالشكل دا يا مرام انا عارف انك شيفانى صغير و ممكن تقولى مش هيفهم حالتى انما انا بكلم عن أبية سليم اللى ميستحقش منك ابدا تعملى معاه كدا خصوصا ان الكل رجع لك حقك أبية و توفيق و رامى و عم عبد الله و الناس كلها عرفت الحقيقة و محدش عمره هيعايرك بحاجة انما انتى يا مرام قتلتيه كشفتى عورته ادام الناس خصوصا عبد المقصود اللى اكد على النقطة دى فالقضية يعنى وقف بعلو صوته و قال للى مش عارف يعرف علشان كدا لازم تسحبى القضية و تكذبى الكلام اللى اتقال يمكن وقتها أبية يرضى يعرفنا مكانه .. * زرفت مرام دموعها و هى تستمع لكلمات اخيها تجلدها و تؤكد على دنائة فعلتها ولكنها انتبهت الى حديث اخيها و نظرت له بحيرة و قالت بان**ار : _ بس انا مقولتش لعبد المقصود على حاجة يا سيف انا بس قولت له عاوزة ارفع خلع وهو قالى مضمونة و متكلمتش معاه فتفاصيل نهائى والله يا سيف انا مقولتش حاجة لعبد المقصود واتفاجأت انه عارف بالموضوع بس هو ل**نى اللى فلت ادام الناس اللى كانت واقفة صدقنى يا سيف انا لا يمكن اطلع سر سليم واستغله فالمحكمة .. * رفع سيف حاجبه و قال دهشة : _ اومال عبد المقصود عرف ازاى يا مرام عموما سيبى الموضوع دا على أبيه نادر انا هكلمه يشوف هو عرف ازاى .. * خفف سيف يداه حول مرام و قال : _ مرام انا عارف انه صعب عليكى كل اللى حصل بس لو عاوزة نصيحة اخوكى الصغير استغلى انك لسه مراته و انزلى اشتغلى فشركته علشان لما حد يتكلم يكذبه وجودك اتمسكى بأبية سليم يا مرام علشان يرجع طالما بتحبيه و قبلتى بيه من البداية بكل ظروفه .. * نظرت مرام ل سيف كأنها تراه للمرة الاولى و شددت ذراعيها حوله و قالت : _ انت صح انا اللى عريت جوزى و انا اللى لازم اغطيه و مافيش اكتر من غيبته ارد له حقه فيها انا هنزل اروح للمحامى اسحب القضية و اديله كلمتين فجنابه و .. * هز سيف رأسه و قال : _ لا بلاش انتى تروحى للمحامى انا و أبية نادر هنروح له و انتى شوفى هترتبى امورك ازاى .. * ربتت مرام على ظهر اخيها و قالت : _ كبرت يا سيف بسرعة و اتغيرت .. * ابتسم سيف و قال : _ أبية سليم و معاملته ليا هى اللى كبرتنى ما الراجل بيربى راجل يا مرام و انا اعتبر كبرت على ايديه .. * قبلت مرام جبهته و قالت : _ ربنا ميحرمنيش منك يا سيف .. * فى مكتبه يشعر وكأنه ضائع دون اخيه يحدق بالاوراق وكأنه يقرأ الغاز وطلاسم تن*د نادر ومرر يداه على وجهه و قال : _ سبتنى وروحت فين يا سليم انا مش عارف ليه بتعاقبنى بالشكل دا دى كانت غلطة ل**ن وياما ل**نى كان بيغلط معاك وبتسامحنى و .. * طرقات على باب مكتبه جعلته يعود من شروده فوجد صفوت و برفقته محامى الشركة فعقد نادر حاجبيه و قال : _ خير يا جلاب المشاكل انا مبقتش اتفائل بيك يا أستاذ صفوت .. * ابتسم صفوت وقال : _ مقبولة منك يا استاذ نادر بس المرة دى مش انا اللى جاى دا الاستاذ محسن محامى الشركة بيقول ان سليم بيه سايب معاه ظرف لحضرتك ولازم تستلمه بنفسك. * ابتعد نادر عن مكتبه سريعا ووقف امام المحامى و قال بلهفة : _ ظرف ايه وسليم ادهولك امته انت عارف مكانه مش كدا .. * هز محسن رأسه بالنفى و قال : _ لا يا استاذ نادر انا معرفش سليم بيه فين هو جالى من حوالى عشر ايام و ساب لى الظرف دا وقالى ادهولك النهاردة بنفسى واستنى ردك .. * زوى نادر حاجبيه و ضيق عيناه وقال : _ مش فاهم وانت لما تاخد ردى على اللى جوا الظرف هتعمل ايه .. * اجابه محسن وهو يجلس امامه : _ ما الاستاذ سليم سايب اوامر فحالة رفض حضرتك اللى جوا الظرف وعلى اساسه هتصرف .. * جلس نادر بجانب المحامى وهو يشعر بالضيق لجلوسة دون اذن واشار الى صفوت بالجلوس وفض المظروف واخرج عدة اوراق واخذ يقرأها بعيناه .. _ اخى الحبيب نادر اكيد يطعا محتار انا فين مش مهم تعرف انا فين واهدا انا فالمكان اللى مرتاح فيه واللى ممكن ارتاح فيه على طول من غير ما اضايق غيرى المهم مطلوب منك حاجات كتير لازم تنفذها دا لو حبيت ولو محبتش فالاستاذ محسن عارف هيتصرف ازاى المهم اول حاجة عوزك ترجع الفيلا بالكل من تانى ومعنى الكل زى ما انت فهمت من اول عم عبد الله لحد سيف تانى حاجة تشرف على كل شغلى و ترجع توفيق المصنع تتابع بنفسك مذاكرة سيف ورويدا وتخلى بالك اوى من رويدا لان رامى قال فالمحضر وليا ان واحد اسمه عامر هو اللى طلب منه يش*ه صورة مرام ادامى .. * عقد نادر حاجبيه حين قرأ اسم عامر و نظر تجاه المحامى و قال : _ ابقى فكرنى اديلك شوية بيانات تدور لى على صاحبها .. * عاد نادر لقراءة رسالة اخيه و ابتسم حين قرأ : _ نيجى للمهم و الاهم مرام عاوزك تخليها ترجع لدراستها تانى اتصرف و رجعها غير انك هتلزمها ترجع تشتغل فالشركة تانى بموجب العقد اللى مضت عليه بينك و بينها و الزمها بسداد المبلغ اللى عليها وقول لها ان الموضوع اتحول ليا انا من وقت ما اتجوزتها و عليه المحامى بيتحرك و لازم تنفذ بنود العقد علشان متدفعش الشرط الجزائى و خليها تعيد د*كور الفيلا كله بلغها انى عاوز ارجع الاقيها جديدة علشان مراتى هتعيش فيها .. * توقف نادر عن القراءة و قال : _ معقول سليم هيتجوز على مرام .. * ابتسم محسن وقال : _ سليم باشا طلب ان لو رفضت تتابع الشغل كل حاجة اتوماتيك هتتنقل لعمك احمد وهيرفع عنك الوصية ويسحب كافة الامتيازات وبيبلغك ان حتى الشقة اللى حضرتك قاعد فيها حاليا ملكه اما بالنسبة للاستاذة مرام فلو رفضت تنزل الشغل وتنفذ المطلوب هيتم رفع قضية عليها نطالبها فيها باخلاء البيت اللى ساكنه فيه لانه ملك الاستاذ سليم اما بالنسبة قضية الخلع فالاستاذ سليم هو اللى هيتابعها من مكانه .. * بهتت ملامح نادر وهو يستمع لشروط اخيه فوقف بحيرة وقال : _ وسليم اشترى امته شقتى وبيت مرام وهيتابع ازاى القضية واحنا مش عارفين مكانه .. * ربت محسن الذى وقف بجانب نادر على ظهره و قال : _ سيبك من كل دا وريح نفسك وادينى الاجابة اه ولا لاء .. * التفت نادر ونظر الى محسن وحك ذقنه و قال : _ مرام ترجع تشتغل تانى هنا سهله انما تعرف انها بتعيد د*كور الفيلا علشان ضرتها .. * توقف نادر عن حديثه ونظر الى صفوت واطلق ضحكته و قال : _ موافق طبعا و بلغ سليم ان اخوه فضهره ومعاه بس يبقى يطمنى عليه و مينساش يعزمنى على فرحه .. * عاد نادر الى منزله يشعر بالراحة فوجد لارا تجلس بقلق مقطبة الجبين فحدق بملامحها و جلس بجانبها واضعا ذراعه خلفها و قال : _ حبيبة القلب مالها مكشرة ليه فى حاجة حصلت .. * تن*دت لارا و قالت : _ مش عارفة يا نادر حاسه قلبى مقبوض و مخنوقة من الصبح .. * ربت نادر على كتفها و قال : _ خلاص كل دا هيروح لحاله المهم رتبى حالك هنرجع الفيلا تانى محامى سليم سلمنى رساله طالب فيا اننا نرجع كلنا الفيلا و اتابع الشغل و . * زمت لارا شفتيها و قالت : _ انا مستنية لكن يا نادر فى لكن صح .. * هز نادر رأسه و قال : _ دى لكن كبيرة اوى كمان يا لارا .. * سحب نادر نفسا عميقا و قال : _ هقولك باقى الكلام ادام اخوتك و عمى عبد الله فاجهزى علشان نروح هناك.. * امعنت لارا النظر فى ملامح زوجها و قالت : _ يا خوفى منك انت يا نادر لتسلم اختى لاخوك .. * تراجع نادر ببراءة و قال بدهشة مصطنعة : _ انا يا شيخة حرام عليكى دا انا قاطعت اخويا علشانها تقومى تقولى لى اسلم مرام بايدى لسليم لا طبعا انا عمرى ما اعملها .. * ألقى نادر بطلبات سليم امام الجميع ليسود ال**ت بينهم بينما جميع الاعين تركزت على ملامح مرام التى جلست جامدة الحجر فأقترب منها عبد الله و ربت على ظهرها و قال : _ انتى بخير يا بنتى .. * التفتت مرام له و الصدمة تحتل كيانها و قالت بصوت مهزوز : _ بخير اه اكيد .. * **تت مرام و نظرت الى نادر و قالت جاهدة ان يكون صوتها ثابت : _يعنى سليم قال انه هيرجع بمراته و انا اللى اوضب له الفيلا .. * زفر نادر وملامح الحزن تتحداها ان تكذبه و قال : _ اتفاجئت يا مرام المحامى كان شديد معايا و قال ان سليم رتب كل حاجة قبل ما يسافر وطبعا انتى عارفة اول ما سليم يدخل المحكمة بمراته الجديدة قضيتك هتبقــ . * فلتت دمعة من عين مرام وقالت تمنع عنه اكمال جملته : _مافيش قضية يا نادر انا سحبتها كلمت عبد المقصود و بلغته يسحب القضية و كنت هطلب منك انت وسيف تروحوا له تعرفوا منين عرف موضوع سليم .. * رفع نادر حاجبه بسخرية وقال : _ معقول هتسحبيها وليه هتقبلى تعيشى مع سليم وهو كدا .. * وقفت مرام امامه بتحدى وقالت بثبات : _زى ما انت عشت مع لارا شهور وهى على كرسى وفضلت وراها لحد مامشيت على رجليها انا هفضل ورا جوزى لحد ما يرجع احسن من الاول علشان كدا انا هنفذ كل حاجة طلبها سليم حتى الفيلا اللى عاوزنى اعيد له د*كورها بس هى حاجة واحدة مش هنفذها يا نادر انا مش هسيب بيت بابا حتى لو كان ملك سليم اليوم اللى هخرج من هنا يا يكون سليم مطلقنى بمزاجه يا يكون ملبسنى فستان فرحى فهم المحامى بتاعه الكلام دا .. * احتضنها سيف وقال : _ هو دا الكلام و انا هعيش معاكى هنا و يا اقف جانبك فطلاقك يا اسلمك لجوزك بنفسى .. * فى لحظات كان الجميع يحتضن مرام رويدا ولارا وسيف وعبد الله وابتعد نادر وهو يبتسم فى نفسه و يقول : _ والله يا سليم و عرفت تختار مرام دى ترميها البحر وسط القروش و تحمى نفسها علشانك بس على الله يطلع موضوع جوازك دا فلصوا و إلا انا اللى هاكلك لو جرحتها تانى .. * فى اليوم التالى وصلت مرام الى الشركة ووقفت امام مكتبها القديم و لكن قبل ان تدفع بابه نظرت الى الباب المجاور و ابتسمت و هى تدفع باب مكتب سليم لتجلس بداخله و تفاجىء الموظفين حين وصلوا فى ميعادهم بوجودها فى المكتب و هى لاحظت مرام نظرات الدهشة وقفت فى ردهة المكتب و قالت و هى تعقد ساعديها : _ اظن مافيش داعى تتكلموا من ورا ضهرى انا مرام مرات الاستاذ سليم وهتابع مع الاستاذ نادر الشغل لحد ما سليم يرجع من سفره يمكن مكانى يكون فالمكتب دا .. * اشارت مرام الى مكتبها القديم وابتسمت واكملت : _ بس هستغل انى مرات سليم واقعد فمكتبه ويلا كفايا وقت ضايع كل واحد يروح على مكتبه .. * اتجه نادر الى مكانها و قال : _ والله وطلع لك ضوافر يا مرام مكتب سليم مرة واحدة يا مفترية دا انا اللى اسمى اخوه عمرى ما عملتها انما هقول ايه لحد دلوقتى جوزك وحقك مقدرش اتكلم .. * لكزته مرام بحدة وقالت : _ ايه جوزك لحد دلوقتى احترم شوية انى لسه على ذمة اخوك وبعدين اقولهالك بقى انا مش مرتاحالك وحساك عارف اخوك فين و هيتجوز مين عليا .. * ابتسم نادر وقال : _ والله يا مرام انا معرفش لا مكانه ولا سليم هيتجوز مين .. * لمعت عينا مرام وقالت : _ تفتكر لو سليم بلغه انى سحبت القضية ممكن يسامحنى وميتجوزش عليا .. * زم نادر فمه وقال : _ مش عارف وبعدين يعنى هتفرق يا مرام ما الوضع قائم زى ما هو حالة سليم زى ما هى وكل دا مجرد تمثيل مش كدا .. * جلست مرام وتبدلت ملامحها وقالت بصدق : _ تمثيل لا والله يا نادر انا بحب سليم وصدقنى لو هعيش طول عمرى جانبه على نفس حالته من غير علاج انا راضية يا نادر سليم فعيونى راجل كامل مش ناقصة اى حاجة وياريته يعرف دا نفسى اقف فوسط الشارع زى ما هو عمل و اوطى ابوس رجله واعتذر له .. * حدق بها نادر بدهشة وقال : _ مرام صالح اللى متقبلش على نفسها كلمه توطى تبوس رجل جوزها .. * ابتسمت مرام وقالت : _ شوفت انت قولت ايه جوزها و يبقى اللى هعمله اقل حاجة اعملها علشانه لانه سليم يا نادر سليم اللى حرك مشاعرى لما لمست جرحه سليم اللى حبيته وهو شاكك فيا واللى قبلنى وهو فاكر انى حبيتك يستحق انى اعمل كل حاجة علشان ننسى اللى فات كله .. * انتبهت مرام الى ما قالته وعبست وتوجهت صوب نادر عاقدة حاجبيها وقالت : _ بس وروحمة ابويا يا نادر لو عرفت انك قولت له على كلامى دا ل اعلم عليك زى اول مرة اتقابلنا فيها وانزلهالك نت وازفك فالشارع عندنا .. * تراجع نادر ورفع يداه مستسلما وقال : _ رغم انى احب جدا ان اخويا يعرف الكلام دا بس ميرضنيش يعرفه من اى حد غيرك انتى يا مرام يعنى الكلام دا انتى اللى تقوليه ل سليم و مش من حق اى حد يقوله انك بتحبيه غيرك اطمنى سرك فبير معايا .. * مدت مرام يدها بالسلام لنادر وقالت : _ يبقى اتفقنا بس لو اخوك رجع متجوز تساعدنى عليه .. * ابتسم نادر بتسليه وقال : _ تانى اساعدك على اخويا مش كفايا طردته علشان خاطرك واهو بيعاقبنى زيك بالظبط عموما لو سليم عملها ورجع متجوز انا هرفع ايدى وابعد لانى بصراحة عارف ان بنات صالح قدها وقد عشرة زيها المهم انا هنزل دلوقتى اروح المصنع علشان اخلى شئون العاملين تبعت لتوفيق يرجع تانى سليم اكد انه لازم يرجع شغله. * عبست مرام وقالت بشرود : _ نادر مافيش اخبار عن رامى .. * اضطرب نادر لسؤالها وادار وجهه عنها وقال : _ سئلت صاحبى فالقسم وقال موصلوش لحاجة لسه مش عارفين مكانه لحد دلوقتى.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD