شرارات الحب

4096 Words
-جلست مرام بجانب نادر على شاطىء البحر لا تصدق أنها وافقته على جنونه هذا لتسافر معه إلى الإسكندرية فهزت رأسها بعدم تصديق لإنها تماثله جنون فأخذت تسحب أنفاسها بقوة وهي تغمض عيناها لتتذكر لحظات ضعفها معه وكيف تركته يقبلها دون أن تنهره لتسئل قلبها بهدوء : -"إيه الموضوع معقول يكون زي ما بيقول إنه حاسس أنه بيحبني بس لحق يحبني إزاي وهو يعرفني من يومين واليومين كنت بتشاكل معاه فيهم بس إنتي لأ يا مرام معقول تكوني حبتيه دا نادر فاروق وإنتي مرام صالح اللي مهما اشتغلتي بدايتك معاه مش هتتغير وإنك كنتي بتشتغلي فالفيلا عنده". -"مرام مالك سرحان مني فمين ". -انتبهت مرام لكلمات نادر وحدقت به فجذب يدها ليحتضنها ووجدته ينظر تجاه البحر ولاحظت أنفاسه السريعة التي بدأ يستنشقها ففعلت مثله وأخذت تتنفس بعمق وهي تنظر إلى حركة الموج ليفاجئها بقوله : -"اسمحي لي أعترفلك إني كنت مخطط أعاملك معاملة زي الزفت واخليكي تهربي بعد ما تقولي حقي برقبتي يمكن لإنك تشبهي واحدة كنت أعرفها زمان وطلعت بتلعب بيا وخدعتني ويمكن لإنك وقفتي قصادي وإنتي مش خايفة مني مش عارف بالظبط إنما اللي كنت عارفه إني لازم أرد لك اللي عملتيه فيا لكن لما شوفتك تاني يوم مش عارف قلبي وقف ضدي وقال لي لأ دي لأ مينفعش والنهاردة لما عم عبد الله بلغني الصبح باللي حصل معاكي لاقيت نفسي بلغي كل شغلي وبجيلك علشان اطمن عليكي". -**ت نادر وحدق بإتجاه البحر ييجمع شتات قلبه فبدى أمام عينا مرام وكأنه يتحدث ويعترف للأمواج أمامه بشيء ما فرأته يغمض عيناه لإنظرت هي الأخرى إلى البحر ليكمل نادر أعترافه: -"مرام تصدقيني لو قلت لك إني حاسس بحب جوايا ليكي بس خايف". - أدارت مرام رأسها لتنظر إليه بدهشة فكيف له هو نادر أن يخاف فهمست قائلة : -"انت اللي خايف طيب هتخاف من إيه وهتخاف ليه اصلاً واللي مفروض يخاف هو أنا مش إنت". -ألتفت لها نادر وقال بصوت مفعم بالحب جعلها تشعر بقشعريرة تسري بجسدها: -"إنتي متخافيش يا مرام لإن لو فعلا اللي جوايا ليكي حب فأنا بوعدك إنك عمرك ما هتندمي ولا هتخافي لإني هعيشك الحب بجد وهخليكي تعرفي يعني إيه حب مع نادر لما يعشق علشان كدا أنا اللي خايف إنك متحبنيش أو تبعدي عني وتسبيني وقتها بجد مش عارف يا مرام هبقى عامل إزاي لإن خوفي دا هيبقى خوف عليكي إنتي مني لأني فلحظة ممكن ألغي عقلي وأندفع من غير ما أحسب نتيجة ردة فعلي عرفتي ليه بقولك أنا خايف، يا مرام أنا عمري ما تخيلت أن قلبي هيقدر يحس بحد تاني بعد ما قفلته وعمري ما تخيلت إني أحب من أول نظرة بالشكل اللي حاسس بيه ناحيتك مرام إنتي فهماني عاوز اقول إيه". -هزت مرام رأسها وهي تحاول إستيعاب إعتراف نادر لها فحولت بصرها للبحر وهمست : -"أنا فهماك يا نادر لإنى فنفس حالة الخوف بس خليك مكاني إنت إزاي عاوزني بين يوم وليلة أصدق إن واحد زيك يحبني أنا مرام اللي شوفتها مرتين على فكرة إنا مش بقلل من نفسي لكن إنك تحس بحاجة زي الحب ليا بسرعة كدا دا يخليني أخاف لإن مافيش حاجة بتيجي بسرعة إلا وبنتوجع بعدها، يا نادر أنا خايفة أصدق إن الدنيا ممكن تمد لى ايديها أو تضحك لي بس إزاي وهي اللي دايما توجعني وت**رني وتستكتر عليا إني ابتسم حتى، أنا خايفة أكون بحلم وأفوق وأنا لوحدي وخايفة أكتر أن الدنيا توجعني بيك إنت، يا نادر أنا شوفت كتير ومريت بحاجات صعبة كتير وعارفة ومتأكدة إن ضحكة النهاردة الدنيا هتدفعني تمنها بكرة". -زفرت مرام وهي تعلم أن إسترسالها فالحديث اوصلها إلى نقطة اللاعودة فأكملت حديثها وقالت : -"عارف يا نادر إنت ممكن متكونش بتحبني اصلاً أحتمال كبير يكون اللي محيرك فإحساسك إنك أول مرة تشوف بنت زي بتتشاكل يعني ببساطة إنت كل اللي حاسس بيه مجرد إعجاب بنوعية ممرتش عليك قبل كدا". -نظرت مرام تجاه نادر فوجدته يحدق بها عابسا فأكملت دون أن تعطي له فرصة للرد : -"متزعلش من كلامي لإني بجد مرعوبة أصدق إنك بتفكر فيا أنا وشايفني حبيبتك فأنت لو مندفع بعواطفك فلازم أنا اللي أوقفك عن إنك ترتكب غلطة فحق نفسك وفحقـــ". -وضع نادر إصبعه على فمها وقال : -"هش بطلي كلام لإنك لما بتتكلمي بتهبدي زي ما بتهبدي بإيدك إنتي خايفة لإنك لسه متعرفنيش إنما لما تعرفيني بجد عمرك ما هتخافي، أقولك حاجة علشان تطمني إحنا هندي بعض فرصة نتعامل صحاب ونشوف". -ابتسمت مرام بخجل فألتقط نادر كفها مرة أخرى ليقبل أناملها فرفعت حاجبها وقالت : -"الصحاب مافيش بينهم تعامل بالقرب دا يا نادر فلو سمحت بلاش". -لم يستطع نادر مقاومة إحساسه بأن يقبل تلك الشفاه التي تثرثر أمامه وترتعش بلا وعي ليجذبها إليه مقبلاً إياها جاعلاً كل قرار إتخذته يذهب مع هواء البحر وحين إبتعد عنها نادر كما فعل بالسابق يتلقط أنفاسه ويتيح لها فرصة التنفس محدقا بعيناها بحب فاجئها باعترافه الصريح وهو يتمالك نفسه بصعوبة أمامها : -"لأ مش هينفع نبقى أصحاب خالص أنا مش هعرف أبعد عنك أساساً بصي إنتي هتيجي زي ما قولت لك تشتغلي فالمكتب عندي سكرتيرة وهتروحي محاضراتك واطمني عربية الشركة هتود*كي وترجعك وتسيبي لي نفسك خالص أنا هعرف إزاي أقنعك إني بحبك وعمرك ما هتندمي". -رفعت مرام يدها تتحسس ض*بات قلبها ونظرت حولها بحرج وهمست : -"يلا نروح". -جال نادر بنظره حوله وقال وهو يقف ويسحبها من يدها لتقف بجانبه : -"هنروح نتغدا وبعدين نرجع القاهرة تاني بس أعملي حسابك إننا هنيجي هنا كتير لإني هعتبر دا مكانا سوا يا مرام اللي لو يوم اختلفنا خلينا نتلاقي فيه وننسى أي خلاف ونسمع بعض على الأقل إيه رئيك". -هزت مرام رأسها موافقة لتسير بجانب نادر وتجلس بجواره لينطلق معها وهي تشعر بأنه لم يسلبها قلبها فقد إنما سلبها عقلها أيضا لتسلم له زمام أمرها .. -لم تكف مرام عن الضحك طوال طريق العودة فنادر أخذ يسرد عليها كل ما كان يفعله في أخيه سليم وهو صغير من مضايقات كيف أشعل أصابع قدمه بالصواريخ وكيف بدل عطوره بروائح أخرى يكرهها أخيه، **ت نادر عن حديثه ليحدق بها متعجبا كيف أشرق وجهها حينما إبتسمت وأحس أنه كمن أشرقت الشمس له وحده دون سائر الناس، تن*دت مرام وهي تشعر بالسعادة فقد إستطاع نادر إخراجها من حالتها بسهولة وأدركت من حديثه عن شقيقه سليم مدى ارتباطه به وحبه وإحترامه له فنظرت لنادر وقالت : -"واضح إنك بتحب أخوك سليم قوي بس أنا مشفتش سليم ولا مرة يا نادر رغم إني دخلت كل أوض الفيلا وأشتغلت فيها يومين". -تغيرت ملامح نادر فجأة ليعقد حاجبيه وتلاشت إبتسامه فلاحظت أنه شدد من قبضته على مقود السيارة فأحست بالجو حولها يتوتر فقالت بفضول : -"مالك يا نادر هو أنا قلت حاجة ضيقتك على فكرة أنا بسئل سؤال عادى و". -زفر نادر بضيق لسؤال مرام عن شقيقه وأحس بالاختناق فقال بنبرة وضح فيها ضيقه : -"اعتبريه مسافر يا مرام وياريت متسئليش تاني لو سمحتي". -ارتبكت مرام وشعرت أنها تطفلت بشدة على حياته وأحست بأن هناك ما ضايقه حينما سئلته عن شقيقه لتطن فى اذنها تنبيهات عبد الله بألا تقرب الجناح الأخير فتملكها الفضول ولكن نظرات الحزن التي لمحتها في عين نادر وسرعته في إخفائها جعلتها تنهر نفسها على اقتحامها خصوصيته ولكن عقلها أبى أن يمرر الأمر فحتى وإن لم يشركها فهذا حقها عليه فقالت وهي تنظر إليه : -"أنا أسفة إني سئلت حقيقي مكنتش أعرف إنك هتضايق بالشكل دا يمكن أكون سئلتك لإني افتكرت يعني طالما بينا مشاعر زي ما بتقول وإنك دخلت بيتي إنك هتعاملني نفس المعاملة بس عموما حاضر أنا من واجبي إني أحترم كلامك ممكن بقى تشيل التكشيرة دي وترجع ضحكة عم نادر". -حاول نادر أن يطرد شبح الحزن الذى أحاط به فرسم إبتسامة واهية لم تصدقها مرام ولكنه قال محاولا تخفيف حدة التوتر : -"عم نادر واضحك طيب". -حاولت مرام هي الاخرى تقبل الوضع فقالت مغيرة مجرى الحديث بينهما : -"على فكرة إحنا متفقناش على طريقة سدادي للفلوس الإيصالات إزاي". -زفر نادر بضيق وأوقف سيارته فجأة فارتطمت مرام بزجاج النافذة فصرخت متألمة وقالت : -"إيه يا نادر حد يضغط فرامل بالشكل دا وبعديــ". -**تت مرام حينما لاحظت غضب نادر فألتصقت بنافذة مقعدها وأكملت : -"بص لو اتهورت عليا أنا كمان هتهور عليه آه أنا معايا حزام أ**د فالكاراتيه ومش هيهمني حبيبي ولا مش حبيبي آه ما هو لو فكرت تمد إيدك عليا أنا مش هسكــ". -فاجأها نادر ومد يده وقرض اذنها فصرخت مرام متألمة فقال لها نادر وهو يضحك لتألمها : -"تض*بي مين يا شبر ونص إنتي دا أنا هعجنك دلوقتي تقدري تعيدي بقى كلامك عن الإيصالات يا مرام". -هزت مرام كتفيها بعدم فهم وهي تمط شفتيها ورفعت يدها في محاولة منها لتخفيف قرضه لاذنها فقالت : -"نادر سيب ودني لإنها بتوجعني وبجد ولو اتعصبت إنت حر أنا بقلب بغباء وبعدين هو أنا قلت حاجة غلط بقولك متفقناش على طريقة سدادي لفلوسك". -ضغط نادر بقوة على اذنها فتألمت مرام بشدة وطفرت عيناها بالدموع فترك نادر اذنها واعتدل وقال بحزم : -"أخر مرة تتكلمي معايا فموضوع الإيصالات يا مرام وبكرة لما تخلصي محاضرتك وتيجي الشركة على 12 الظهر هتقطعي بايدك الإيصالات دي وإياكي تجيبي سيرة أسدد دي تاني إنتي حبيبتي يا مرام فبلاش تعملي فرق بيني وبينك تاني". -فركت مرام اذنها ومسحت دموعها وقالت رافضه عرضه : -"مش هقدر يا نادر أنا لازم اسدد لك الفلوس دي بص لو مش هتقبل اسددها فلوس فأنا ممكن أغير لك د*كور الفيلا مش كلها يعني لأن فيها أماكن عجباني قوي زي اوضة نومك تهوس بالوانها الغامقة وسريرك بالنقوش اللي فيه ومتخافش انا شاطرة قوي فموضوع الد*كور وإنت جيت بيتنا وشوفت البيت انا اللي عاملة كل حاجة فيه بايدي صحيح بحاجات مش غالية بس خليته بسيط وجميل أرجوك مترفضش انا متعودتش يا نادر إني أقبل حاجة متعبتش فيها دي حاجة بابا علمهالي وانا محبش إني اخذله حتى ولو كان متوفي". -إزداد اعجاب نادر بشخصية مرام فقال بحب : -"هفكر فالموضوع دا يا مرام وهجربك فمكتبي بالشركة هسلمه ليكي علشان تعيدي د*كوره ولو فعلا أثبتي جدارة ونجاح هعتبرك سددتي دينك وممكن أغير شغلك من سكرتيرة لمهندسة د*كور فالشركة ها إيه رئيك فالإتفاق دا". -مدت مرام يدها وهي تبتسم له وقالت : -"يبقى نسلم على بعض علشان نأكد اتفاقنا سوا". -احتضن نادر كفها بين راحتيه وحدق بعيناها وقال بصوت اجش : -"طيب ما نتفق بأسلوبي أنا أحسن لإنه بالنسبة لي أضمن كمان وبيأكد لي إنك مش هتخلفي وعدك ليا". -ازدردت مرام ل**بها وهي تحدق في عيناه التي التمعت بنيران غريبة وقالت : -"مش فاهمة إزاي يعني اسلوبك". -اجابها نادر بجذبها إليه ليقبلها فتاهت مرام بين ذراعيه وأحاسيس قلبه فرفعت يدها واحتضنت رأسه فشدد نادر من ضمها إليه ليهمس نادر وهو يقاوم رغبته التي اشتعلت بداخله : -"مرام أنا مش قادر بجد ياريت تقومي تقعدي ورا علشان لو فضلتي هنا جانبي أنا مش هعرف أمسك نفسي وممكن أعمل حاجة تزعلك وأنا مش عاوز أخسرك". -شعرت مرام بإحتراق بشرتها ففتحت باب السيارة ب**ت ولكن يد نادر منعتها وقال وهو يجذبها ليعيدها إلي أحضانه من جديد : -"عيونك أتغير لونها تاني يا مرام وحاسسها بتقول لي إنك ملكي ولا أنا فهمتها غلط". -ابتعدت مرام عنه ونظرت إليه تبادله حالته وهمست وقلبها يخفق بشدة : -"وعيونك كمان بتلمع قوي عيونك بتلمع بالنار وبصراحة خايفة لنارك دي تحرقني". -مال عليها نادر وأحست مرام بسخونة أنفاسه على وجهها فدفعته عنها وقالت : -"كفايا يا نادر أرجوك". -ضحك نادر وقال : -"ما تيجي نتجوز ونتعرف على بعض براحتنا ها ما توافــ". -ارتبكت مرام وهي تنظر في عيناه تحاول تبين صدق حديثه فقالت بارتباك : -"نتجوز نتجوز إزاي واحنا يا دوب عارفين بعض من يومين بطل هزار يا نادر". -ضيق نادر عيناه وقال بصوت حمل مشاعره : -"بس أنا مش بهزر أنا بتكلم جد إيه يمنع إننا نتجوز دا حتى الواحد يعرف ياخد راحته معاكي فكل حاجة". -غمز لها نادر فاشتعلت خجلا ولكزته مرام بدون وعي منها وقالت : -"لو مبطلتش هض*بك و". -ضحك نادر بمرح وقال مداعبا إياها : -"فصيلة بجد مش عاوزة تسبيني اعيش اللحظة". -انتبهت مرام لحالها فأنبت نفسها لإستسلامها لنادر بتلك الطريقة فعبست بحزن وقالت : -"انا مش عارفة إزاي سمحت لك إنك تقرب مني بالطريقة دي أنا مش عارفة إزاي أقبل بكدا إنت ازاي قدرت تخليني انسى نفسي معاك". -حاول نادر أن يخفف عنها الأمر بعدما لاحظ تأثرها وقال : -"علشان قلبك صدق إحساسي وعقلك حس بيا فسمحوا لك تتصرفي بطبيعتك معايا عرفتي يا مرام". -حدقت به مرام وقالت : -"طب ممكن تسوق بقى وتبص ادامك خلينا نوصل قبل الليل علشان ألحق أروح ولا إنت عاوزني كل يوم اتخانق واض*ب حد". -تذكر نادر حديث عبد الله فأطلق ضحكته فبهتت ملامح مرام وأحست إنها سحرت به وهي تحدق به فسمعته يقول : -"عم عبد الله قالي إنك اتحولتي لواحدة تانية محدش عرف ينقذ الست منك". -عقدت مرام حاجبيها وقالت في ضيق : -"ما لما تمسني بل**نها اللي عاوز قطعه يبقى لازم مرحمش حد هي اذتني قوي يا نادر وض*بتني فمقتل لما وجعتني بإنها تخلي اخواتي لارا وسيف يتصرفوا كدا معايا وهما كان المفروض أول ناس تدافع عني، أنا أول مرة احس إن ماليش ظهر". -عقد نادر حاجبيه وقال بحدة : -"اسحبي كلامك فورا يعني إيه ملكيش ظهر اومال أنا روحت فين أنا ظهرك وسندك وكل حاجة يا مرام لازم تعرفي كويس إني من اللحظة دي مسئول عنك حتى وإنتي مغمضة لازم يكون عندك ثقة فيا صدقيني أنا عمري ما هخذلك". -احست مرام أنها حقا وجدت سندها في الحياة فابتسمت وقالت مداعبة إياه كي تخرجه من حدته : -"خلاص يا صاحبي هعتبرك ظهري". -رفع نادر حاجبه محذرا إياها وقال : -"صاحبك أنا صاحبك ماشي يا مرام حسابي معاكي بعدين إلا صحيح نظامك إيه مع الصحوبية فالكلية يعنى بتتعاملى مع الشباب ازاى". -ابتسمت مرام على طريقة استجوابه لها فقالت وهي تنظر داخل عيناه : -"عادي يا نادر انا ليا شعبية كبيرة فالكلية مع الشباب تلاقيني اخوهم ومع البنات انتيمة بس كله بحدود وإنت عارف كويس محدش يقدر يتجاوز حده مع مرام ولا ناسي". -انتاب نادر احساس بالغيرة بسبب صداقتها للشباب فهم أن يعترض ولكنها اوقفت الكلمات في حلقه وهي تقول : -"زي ما إنت عاوزني اثق فيك واغمض عيني واعتبرك سندي وظهري لازم إنت كمان تثق إن مهما كان لي زمايل شباب فأنا عمري ما تجاوزت أي حد معاهم مش علشان خايفة حد يتكلم عليا إنما لإني بخاف ربنا و". -عبست مرام و توقفت عن اكمال حديثها واشاحت بعيناها عن عين نادر ي**وها الحرج فمد يده ليدها ولكنها ابعدتها وهزت رأسها تنهاه وقالت وهي تلوم نفسها قبله : -"أنا غلطت قوي معاك يا نادر ونسيت نفسي ونسيت ربنا وسمحت إنك تلمسني وو، لأ يا نادر اللي بينا بالشكل دا عمره ما هينفع أنا مش هقدر اتمادى معاك ويبقى كل حاجة متاحة علشان بحبك أنا أه بثق فيك ومش عارفة إزاي **بت الثقة دي بسرعة كدا لكن ربنا يا نادر هقف بين إيديه اصلي إزاي وأنا سمحت لك تحضني وو". -شعرت مرام بالخجل من نفسها فسكينة حب نادر لها انستها كل مبادئها ف*نهدت بحزن وأكملت : -"أنا والله أول مرة فحياتي أغلط بالشكل دا أنا عمر ما حد لمسني صدقني يا نادر وخايفة ربنا يغضب عليا لإني نسيته وو". -احمر وجه نادر هو الأخر فكلمات مرام جعلته يدرك الفرق بينها وبين تلك الفتيات اللاتي عرفهن سابقا وشعر بأنها تجلد نفسها عقابا على تهورها معه فقال : -"مرام أنا لما سمحت لمشاعري تسيطر عليا فدا لإني واثق إني فعلا عاوز ارتبط بيكي أنا مش مراهق بجري ورا لمسة ايد ولا حضن وبوسة فالضلمة، أنا بدور عليكِ إنتِ وعاوزك شريكة حياتي ودا اللي لازم تبقي واثقة منه، أنا عمري ما هسمح لنفسي ألعب بيكي أو أقلل من احترامك لنفسك قدامي أو ادام أي حد أنا بحبك يا مرام بجد دلوقتي اقدر اقولها حاسس بيها بكياني بحبك وعاوزك كمان تعرفي إني لما لمستك وبوستك كان لإني معتبر نفسي خطيبك ولو فعلا توافقي يبقى نرتبط رسمي". -نظرت مرام الى وجه نادر فلامست كلماته شغاف قلبها وأحست بصدق إحساسه فزفرت مرام بحيرة أكبر بعدما عرض ارتباطه بها فقالت : -"بس يا نادر أنا حاسة إن كل حاجة ماشية معانا بسرعة جامدة قوي أنا خايفة ليجي وقت ونندم ارجوك خلي تعاملنا بحدود بلاش تخليني احس بالذنب وادينا فرصة سوا لحد حتى ما اخلص كلية وبعدين نرتبط على الأقل أكون خلصت واجبي ناحية رويدا وسيف". -اجزم نادر أنه حقا وجد جوهرته النادرة فأبتسم وهو يشعر أنها صرعت قلبه حبا لتفكيرها كذلك باخواتها قبل نفسها فقال يمازحها حتى يبعدها عن تأنيب نفسها : -"مش ملاحظة إنك نسيتي لارا ومجبتيش سيرتها". -لمح نادر دمعة ولدت في زاوية عيناها فعبس وقال : -"أنا قولت حاجة ضيقتك ولا ايه". -مسحت مرام دمعتها وقالت : -"عارف أنا نفسي اغمض عيني الاقيني معايا فلوس كتير علشان اعمل للارا العملية وترجع تمشي تانى نفسي بجد اعوضها عن كل لحظة حزنت فيها وعيطت فيها أنا عارفة انها سمعت كلام نعمة غصب عنها لإنها مضايقة من حبستها فالكرسي ولانها مش قادرة تبقى هي الكبيرة بس هي فعلا عمرها ما كانت الكبيرة، عارف يا نادر لارا دي حساسة قوي ومش بتعرف تتصرف فالمواقف الصعبة طول عمرها كانت مرحة قوي و تحب تجري وتتنطط، لارا بتحب الحياة وانا عارفة إن صعب قوي عليها انها تفقد رجليها بالشكل دا". -لم يستطع نادر منع نفسه عن لمس يدها تقديرا لاحساسها بكل من حولها فقال : -"طيب ايه رئيك لو اساعدك واتحمل تكاليف عملية لارا". -سحبت مرام يدها من نادر وهزت رأسها بالنفى وقالت بصرامة غريبة : -"لاء يا نادر ولو سمحت بلاش تحسسني إني مستغلة قوي كدا ليك بالشكل دا مش علشان انت غنى ومعاك فلوس يبقى اطمع انا فلو سمحت متتكلمش فموضوع الفلوس دا تاني وخليك عارف اني لا يمكن هرضى ارتبط بيك إلا لما أسدد الفلوس اللي عليا مش مرام بنت صالح اللي تبقى استغلالية على اخر الزمن". -ابتسم لها نادر محاولا تهدئة عصبيتها وقال : -"خلاص خلاص انا كنت بس بقدم اقتراح وأصلا كان ممكن تعتبرى التكاليف دين وتسدديه". -زفرت مرام بضيق وقالت : -"لما اسدد الدين اللي عليا الأول ابقى افكر فدين جديد ممكن بقى تزود السرعة علشان نلحق نوصل أنا ورايا كلية بكرة وشغل فالمكتب ولا ناسي". -"لكزها نادر بيده وقال : -"لا طبعا مش ناسي واتمنى إنتِ كمان متنسيش". -عادت مرام الى بيتها ودلفت إلى غرفتها لتغلق بابها خلفها واستند إليه وهي تتن*د في سعادة فاليوم بالنسبة لها كان من أسعد الأيام التي عاشتها، لم تصدق أن ينبض قلبها بمثل هذه القوة لنادر وتشعر تجاهه بالحب، الحب الذي طالما قرأت عنه وتخيلته في أحلامها ولكنها ابتعدت عنه وهربت منه في واقعها لتقع فريسة له بمثل هذه السهولة، ارتمت مرام فوق فراشها تحتضن وسادتها وهي تخبي وجهها فيها وتضحك لتعتدل وتبعد الوسادة عنها بعدما سمعت طرقات على باب غرفتها وصوت لارا يستئذنها الدخول ف*نهدت وهي تتذكر كلمات نادر بأن تسامح كما تعودت وألا تقسو على اخوتها فقامت وفتحت الباب وهي تبتسم بوجه لارا وانحت تقبلها فاحتضنتها لارا وهي تبكي وتقول : -"حقك عليا يا مرام ومتزعليش منى أنا مش عارفة إزاي اتكلم معاكِ إنتِ بالذات بالاسلوب دا وأنا عرفاكى سامحيني يا مرام ورحمة بابا وماما ومتزعليــ". -وضعت مرام اصابعها على فم لارا تمنعها من الاسترسال وقالت : -"بس بس خلاص انا مش زعلانة ونسيت كل اللي حصل". -اقتحم سيف غرفتها تصحبه رويدا فعانقها بقوة وهو يعتذر لها فجذبت رأسه بذراعها وعبثت ب*عره بيدها الحرة وهي تحك وتقول : -"من بكرة ترجع النادى إنت فاهم وتسيبك من وقفة الشارع دي وإلا هعلم عليك وسط صحابك وإنت عارف اختك مجنونة إزاي وتعملها". -ابتعد سيف عن مرام و قال : -"لالالا أنا هسمع الكلام بس بلاش تضيعى برستيجى يا مرام ميرضكيش تعلمي على اخواكي والعيال تحط عليا". -ناوشته مرام وقالت : -"طيب خلي كدا عيل فيهم يقولك حرف وأنا اديله علقة موت الظاهر العيال دي نسيت مين هي مرام". -ضحكت رويدا وقالت : -"لا بعد اللي عملتيه فنعمة الكل هيخلي باله وهيفكر مليون مرة قبل ما يزعلك دا إنتِ جبارة يا مرام الست من ساعة ما ض*بتيها وهي مظهرتش". -عبست مرام وقالت : -"أنا مش عارفة الست دي حطاني فدماغها ليه، اكونش سرقت جوزها وانا معرفش يلا منها لله اهم حاجة انها بعدت بق*فها عننا ومعدش ليها دين عندنا الحمد لله كدا بقى افوق لكم". -لاحظت مرام ارتباك لارا واحست انها تريد التحدث معها فأستئذنت رويدا وسيف بتركهم وحدهما ونظرت لها وقالت : -"عيونك الحلوة فيها كلام قولي اللي جواكي". -ابتسمت لارا تشعر بالحرج وقالت باضطراب : -"هو إنتِ تعرفي نادر ليكي كتير". -احمر وجه مرام لسؤال لارا وقالت : -"دا عم عبد الله اللي عرفني عليه وجاب لي الشغل فالشركة بتاعته على فكرة هو انسان طيب واخوه كمان رغم إني مشفتهوش لحد دلوقتي عموما بس ارتب المحاضرات بتاعتي وهاخدك معايا الشركة اهو تشوفي مكتبي وتغيري جوا واعزمك إيه رئيك". -تغيرت ملامح لارا و أدارت مقعدها وقالت بحزن : -"لا إنتِ عارفة انا مش بحب اخرج انا بسئل بس علشان حابة اطمن عليكِ" -احتضنتها مرام وقالت : -"لا ما إنتِ مش هتفضلي حابسة نفسك بالشكل دا إنتِ لازم تخرجي بقى من الحالة دي وبعدين يا لارا إنتِ لسه فعز شبابك ولازم تخرجي وتفرحي وانسي بقى اللي حصل كفايا حزن". -عبست لارا مرة أخرى حين تذكرت أن مرام قالت لها انها تعمل في دار للمسنين فنظرت لها وقالت : -"هو إنتِ اشتغلتي معاه امته وإنتِ قايلة لي إنك بتشتغلي فدار الهلال". -شعرت مرام إن لارا وضعتها في مأزق ففكرت سريعا وقالت : -"ما قلت لك عم عبد الله اللي جاب لي الشغل فالشركة اصل انا كنت طالبه منه يشوف لي شغل وكنت معتبرة شغلي فالدار مؤقت واهو لما عم عبد الله اتصل بيا وقال لي انه شرح للاستاذ سليم اخو نادر الظروف بتاعتنا قاله اني هشتغل فالشركة وانه هيسدد الدين مكاني وانا هبقى اسدده له عرفتي بقى دا غير ان نادر مقدر ظروف دراستي وهيسيب لي وقت المحاضرات واعوضه فالوقت الفاضي عندي". -ابتسمت لارا لمرام وقالت : -"شلتي الحمل مكاني يا مرام وأنا اللي كان مفروض اشيلكم مش إنتِ بس هعمل إيه وأنا محبوسة فالكرسي دا ومش فايدي أي حاجة اعملها". -ضمت مرام شقيقتها وقالت : -"انسي يا لارا وعيشي وحبي كمان". -تن*دت لارا لتشرد بعيون نادر وهمست بصوت خفيض لم يصل لمرام : -"الظاهر اني حبيت فعلا بس ياترى هيحس هو بيا". -اندفع نادر إلى غرفة اخيه سليم يشعر انه يحلق عاليا في سماء السعادة وان عليه مشاركته في تلك السعادة التي تملاء كل جوارحه لانه السبب في ان يتعرف على مرام. -انتفض سليم وعاد إلى واقعه من حاله شروده بعالمه وحدق باخيه ولاحظ نظرات السعادة التي تملاء عيناه وتتضح على ملامحه فابتسم له وقال: -"إيه فوزت يناصيب ولا وقعت على كنز". -انطلقت ضحكة نادر تملاء المكان و قال : -"اكتر من اليانصيب وأغلى من كنوز الدنيا بحالها أنا بحب يا سليم أول مرة أحس اني فعلا بحب وان تجربتي اللي فاتت دي كانت صفر على الشمال من اللي حاسس بيه دلوقتي ياه يا سليم مش عارف اوصف لك أنا جوايا عامل إزاي قلبي حاسس إنه سايبني وراح معاها عقلي بيفكر فيها مليون مرة فالثانية الواحدة بحبها يا سليم بحبها". -تفكر سليم في كلمات اخيه وشعر بالعرفان تجاه تلك التي ملائت حياة شقيقه بالحب هكذا ليعود نادر صاحب الروح المرحة والقلب المفعم بالحياة من جديد وقال : -"والله ووقعت فالحب يا نادر معقول نادر يقول إنها أول مرة يحس بالحب دا على كدا الانسانة اللي قدرت تملك مشاعرك فساعات مش من اهل الارض لان على حد علمى لحد قبل ما تخرج كنت طبيعى ومش بتحب ياترى مين دي اللي قدرت تخ*ف قلبك بالشكل دا". -همس نادر اسمها بحب وقال : -"مرام يا سليم". -عبس سليم ورفع حاجبه وقال: -"مرام مين انت تقصد مرام اللي عم عبده جابها تشتغل هنا". -ارتبك نادر بسبب لهجة سليم وقال : -"لو اتعرفت عليها يا سليم صدقني هتحبها دي انسانة جميلة فكل حاجة، هي حاجة كدا شبهك انت بالظبط". - **ت سليم قليلا ثم هز رأسه وقال : -"مرام دي اللي شبه سمر يا نادر". -عقد نادر حاجبيه واحس باتهام اخيه و قال : -" وانت عرفت منين انها شبه سمر يا سليم وانت قايلى انك مشفتهاش ولا عاوز تشوفها وبعدين مرام مش شبه سمر بأي شكل يا سليم وانا فاهم معنى سؤالك وعلى فكرة انا مش مراهق لما واحدة تسبني اروح ادور على غيرها تكون شبهها واحبها لا مرام غير سمر نهائي دي خ*فتني يكفي انك تعرف انها القطة بتاعتي ". -انتبه سليم لكلمات نادر وقال : -"القطة اممم هو انا سمعت الاسم دا فين". -**ت سليم دقائق احس فيهم نادر بالاحراج وصاح سليم فجأة بعدما تذكر كلمات عبد الله وهو يتحدث عنها فقال : -"اه قولت لي بقى إن القطة هي مرام يعني هي اللي علمت عليك وض*بتك دا واضح ان شخصيتها قوية وإلا مكانتش جابتك الارض كدا". -ابتسم نادر وقال : -"ومش اى قطة يا سليم اقولك حاجة بصراحة انا منكرش اني كنت ناوي اذلها وارد لها اللي عملته فيا بس مقدرتش والفضل ليك لما حكيت لي عن ظروفها ولما اتكلمت معاها عرفت قد ايه هي غير أي حد مر عليا، مرام انسانة نضيفة من جواها ووعندها استعداد تضحى بحياتها علشان خاطر اخواتها، عارف يا سليم انها رفضت اساعدها بأي شكل وم**مة تسد الفلوس اللي عليها انا بحبها ومشاعرى كلها بتتحرك ليها يا سليم". -بادله سليم الابتسام وقال : -"خلاص رتب معاها واتقدم واطلبها رسمي إيه يمنع ارتباطكم طالما الاحساس بينكم متبادل". -اندفع نادر وتحرك من مكانه واحتضن شقيقه ناسيا الحدود التي وضعها سليم في التعامل معه فتجمد سليم بين ذراعى اخيه وادار وجهه بحزن فادرك نادر فعلته وابتعد عن سليم بسرعة وقال معتذرا: -"انا اسف من مقدرتش امنع نفسى اني احضنك انا ماليش غيرك يا سليم انت ابويا واخويا وكنت محتاج فعلا احس بالسعادة معاك اعذرني بقى وحقك عليا انا ندورة حبيبك". -زفر سليم ليهدأ من انفعال مشاعره وقال وهو يدير ظهره إلى اخيه : -"خلاص يا نادر حصل خير يلا بقى روح اوضتك وارتاح انا مش عاوز سعادة الحب اللي انت فيها دي تنسيك شغلك ومتنساش تقفل الباب وراك". -انسحب نادر وهو يشعر بالاسف على اخيه سليم واغلق الباب خلفه . -جلس سليم على طرف فراشه يحاول استعادة رابطة جأشة فتلك هي المرة الاولى منذ سنوات التي يتعامل معه نادر بهذا القرب فحاول ان يبعد شبح تلك الذكرى التي كادت تطفو إلى سطح وعيه فوقف واتجه صوب النافذة محدقا في ظلمة السماء التي تماثل تلك الظلمة التي تملاء نفسه ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD