وهمست بالسر.

4520 Words
طرق نادر على اخيه باب غرفته ودلف دون انتظار رده فوجده جالسا دافنا رأسه بين كفيه فجلس بجانبه وربت على ظهره فرفع سليم راسه ونظر له بحزن فقال نادر بعدما لاحظ حالة سليم التى لم تختلف عن حالة الحزن التى لمح مرام بها : حبيتها يا سليم مش كدا .. هز سليم رأسه وقال : محبتهاش يا نادر انا عشقتها وبعذبها بعشقى دا علشان كدا هطلقها حدق نادر بوجه اخيه وقال : طيب ليه يا سليم ما تصارحها بكل حاجة وسافر واتعالج وارجع عيش معاها حياتك الفرصة لسه ادامك ليه تضيع حياتك وتضيع الحب دا انت ايه غاوى تقفل حياتك على نفسك بالشكل دا ليه .. تن*د سليم وقال : صعب يا نادر صعب انا مش هقدر اتحمل شفقة مرام عليا ولا انها تضحى علشانى لو العملية فشلت وقتها هموت لو قبلت تكمل حياتها معايا بالشكل دا . هز نادر رأسه بأسف وقال : يا سليم انت اللى رفضت تكمل علاجك طيب الاول مكنش في حد فحياتك انما دلوقتى في اللى تحاول علشانها يبقى ليه لاء .. اجابه سليم بألم : مش قادر يا نادر انا خايف خايف العملية تفشل وابقى اديتها امل على الفاضى واديت نفسى الامل وهو مافيش فايدة .. ربت نادر على كتف اخيه وقال : الامل موجود دايما يا سليم انت بس ارمى خوفك دا ورا ضهرك وارجع سليم بتاع زمان حافظ على حبك وعلى مرام وعيش حياتك بقى وبعدين انت كدا كدا لازم ترجع اومال مين اللى هيتابع الشغل وانا مسافر ولا هتسيب الشركة تضيع وانا مش موجود .. انتبه سليم لحديث شقيقه وقال : انا مفكرتش فالموضوع دا يا نادر و .. قاطعه نادر وقال : مفيش حاجة اسمها مفكرتش انت لازم تمسك الشركة من تانى يا سليم واعمل حسابك انك هترجعها من بكرة لانى مش فاضى الايام اللى جاية هنشغل مع لارا وترتيبات السفر انا اهو ببلغك وانت حر سلام بقى انا هروح لمراتى وانت حاول تصلح اللى بوظته مع مرام انا شايفها داخلة اوضتها منهارة وبجد حرام اللى هى فيه دا لان واضح اوى عليها انها بتحبك يا سليم وخلى بالك لو خسرت مرام هتخسر كتير اوى .. لم يغمض لسليم جفن طوال الليل يفكر فى حديث أخيه ليتخذ قراره... وبالفعل اتخذ سليم قراره ان يعود لحياته من جديد فتفاجىء به الجميع في صباح اليوم التالى يرتدى بدلة عمله لتحدق به مرام بحب فهى ولاول مرة تراه هكذا وكبحت ل**نها ان ي**نها وتطلب منه مرافقته فاشاحت بوجهها عنه فسمعته يقول : مرام اطلعى البسى هستناكى نروح الشركة سوا يلا متتاخريش .. حدقت مرام بصدمة وقالت بصوت متلعثم : _ هـ ت خ د ن ى – ا ن ا – م ع ا ك اجابها سليم مبتسما : وهو في مرام غيرك بكلمها دلوقتى يلا انتى لسه وافقة انا مبحبش اروح الشركة متأخر انجزى بدل ما اسيبك وامشى .. هرولت مرام مصطدمة بنادر الذى ضحك على حالتها وتوجه نحو اخيه محتضنا اياه قائلا : هى دى البداية الصح يا سليم .. جلست مرام بجانب سليم في السيارة لا تصدق حقا انه طلب منها مرافقته وقضت الطريق باكلمه تحدق به في **ت حتى انتبهت له يقول لها : يلا يا مرام وصلنا .. وجدته مرام يفاجئها بفتحه باب السيارة ووقوفه مادا اليها يده ليقبض علي كفها ممسكا به احست انه يحتاج الى دعمها فتشبثت به بقوة تبتسم له وتتوجه معه وسط دهشة الجميع وهمسات الحاضرين بظهور سليم الدهشورى اخيرا في شركته واحست بالفخر انها حقا زوجته .. ومرت الساعات وهى تجلس على الطاولة الموجوده بمكتبه تارة تحدق به وتارة تذاكر لتنتبه لطرقات مدير مكتبه ودخلوه مبلغا اياه حضور احد العملاء اليه .. فوقف سليم مستقبلا رجل الاعمال الذى رحب به بحفاوة فالتزمت مرام ال**ت وراقبته وهو يتحدث مع ذلك الرجل ومر الوقت دون ان تنتبه حتى سمعت ذلك الرجل يقول : خلاص هستنى الحفلة وهاجى انا وكل حبايبك بجد مش مصدق انك رجعت تانى يا سليم دى احلا مفاجأة حصلت .. اجابه سليم مبتسما: خلاص الخميس ان شاء الله هستناك فالبيت عندى .. وتغير الوضع بين يوم وليلة اصبح الوضع محموما بتجهيز الفيلا لحفلة الاستقبال التى اعدها سليم على شرف عودته لشركاته وزواجه حتى جاء ذلك اليوم ووقفت مرام بجانب سليم تشعر انها ملكة متوجه بجانبه بعدما اهتم بها سليم طوال الايام الماضية ليفاجئها بتقديمة فستانا اخر لها اظهر جمالها ولكنها عبست حينما لاحظت اتساعه وحين تحدثت مع سليم عنه اجابها انه يراه مناسبا هكذا لها فلزمت مرام ال**ت احترامه لقراره .. شعرت مرام بالارهاق من استقبالها العديد من رجال الاعمال وشاهدت سليم ينزوى مع البعض منهم لتتفاجىء بدلوف شبيهتها التى حدقت بها لارا غير مصدقة لتتجه سمر اليهما تتمايل بفستانها العارى تبتسم بشماته لتقول : مصدقتش عينى لما شوفتك بس بجد نادر دا عليه حركات دا طلع جامد اوى جامع شبيهتى ومراته فبيت واحد .. رفعت مرام حاجبها وقالت : تخيلى بقى بس مش قبل ما تقولى كلامك دا تعرفى صاحبة الحفلة بنفسك .. بادلتها سمر التحدى ونظرت لها باستخفاف وقالت : بس صاحبة الحفلة عرفانى من شرم ولا ايه يا مدام لارا .. ضغطت مرام على كتف لارا لت**ت واجابت سمر وقالت : بس مش لارا صاحبة الحفلة يا مدام انا صاحبة الحفلة لانى مراة سليم واخت لارا.. علت الصدمة ملامح سمر وقالت بعدما تداركت حالتها : معقول سليم اتجوزك انتى مش مصدقة بجد وكمان طلعتى اخت لارا دا ايه الجحود اللى فيه العيلة دى .. عقدت مرام حاجبها وقالت : هو مين دعا حضرتك للحفلة انا مش فاكرة انى وجهت لك دعوة .. ابتسمت سمر بسخرية وقالت : لا ما انا مش محتاجة لاى دعوة يا يا مدام .. وعلت ضحكة سمر فالتفت لها البعض فنظرت لها مرام بغيظ وقالت : لو سمحتى احترمى نفسك انتى فبيت محترم مش فالشارع علشان تضحكى بالشكل دا .. اجابتها سمر قائلة : اهدى على نفسك شوية يا يا مدام وعموما انا مش جاية هنا الا علشانك رغم انى مكنتش اعرف ان سليم اتجوز اللى شبهى المهم انا عاوزكى فموضوع مهم بينى وبينك ها هتسمعينى ولا عاوزة تفضلى على عماكى كدا كتير .. تبادلت مرام النظرات مع لارا وقالت لها بهمس: خلى بالك على ما اشوفها عاوزة ايه مش هغيب. احست مرام بنذير شؤم لوجود سمر فالتفت تبحث بعيناها عن سليم ووجدته منشغل مع زملائه فاشارت ل سمر و توجهت معها الى غرفة المكتب ودلفت قبلها وجلست وتابعت بعيناها تلك التى تتمايل أمامها بلا حياء تسير صوب المقعد حتى جلست امامها لتنحسر ثيابها عنها كاشفة عن ساقها ليزداد الامر سوء وهى تضع ساقا فوق الاخرى بتحدى امامها وتبتسم باستهزاء ورفعت سمر يدها ترجع إحدى خصلات شعرها خلف اذنها فتذكرت مرام حديثها مع شقيقتها عن شعر تلك المستفزة بلا حياء الاشقر و تخيلتها وهى ترقد اسفلها وبيدها ذلك المقص لينال شعرها ما ناله شعر نعمة فارتسمت ابتسامة مرام دون إدراك منها لتخيلها هيئة سمر دون تلك الخصلات المزيفة وحين شاهدت نخرج علبة سجائرة لتضع احداها بين شفتيها وتشعلها زفرت مرام بنفاذ صبر وقالت لتنهى هذا الموقف السخيف : ممكن اعرف عوزانى فايه رغم ان مافيش اى حاجة تجمعنا علشان نتكلم فيها.. رفعت سمر حاجبها واكملت تدخين سيجارتها ولمعت عيناها بخبث وقالت : ازاى واللى دمر حياتنا واحد.. عقد مرام حاجبيها وشعرت بنثرات غضب تثور بداخلها فقالت : مش فاهمة قصدك ايه .. و**تت مرام برهة لتكمل حديثها بنبرة اوضحت فيها عدم ارتياحها وعدم ترحيبها بها وقالت : بصى انا معنديش روح للف بتاعك دا ادخلى فالموضوع على طول والا زى الشاطرة كدا تاخدى بعضك وتمشى .. نظرت سمر الى مرام من خلال دخات سيجارتها حتى انهت تدخينها لتقف فجأة وهى تميل على مقعد مرام بحدة لتبعد مرام وجهها بتلقائية عن وجه سمر فسقطت خصلات شعر سمر امام وجه مرام فكظمت مرام غضبها وسيطرت على اعصابها حتى لا تجذب سمر من تلك الخصلات مالت سمر إلى الأمام تبتسم بإستفزاز وركزت عيناها على عين مرام تراقب ردة فعلها وقالت بهمس .. سليم.. تحفزت جميع حواس مرام ما إن نطقت سمر باسم سليم وشعرت بغيرة تتفجر بداخلها لمجرد ذكرها اسمه على شفتيها فسليم يخصها هى ولا أحد غيرها يحق له ان يهمس بأسمه هكذا فعقدت حاجبها بضيق و زفرت بحنق وقالت : سليم وسليم ماله بالجملة اللى قولتيها هو حد قالك ان سليم جوزى دمر حياتى وبعدين انتى تعرفى سليم منين اصلا علشان تتهميه ان دمر حياتك رغم انه لو عملها يبقى انقذ البشرية من شرك وبعدين هو مش انتى كنتى بتلعبى على نادر وقتها. اعتدلت سمر ووقفت تمعن النظر فى وجه مرام وقالت : عارفة لولا انى متأكدة ان ماليش اخوات توأم كنت قلت اننا توأم واخوات مش معقول انتى شبهى اوى مع الفرق انى .. قاطعتها مرام بحدة قائلة : الفرق بينا فرق السما من الارض يا مدام لو سمحتى انا لحد دلوقتى مش عارفة انتى عوزانى فايه وعلى فكرة انا مش هقبل اى كلمة منك عن سليم فلو سمحتى انا معنديش وقت اضيعه انا سايبة ضيوفى وقاعدة معاكى وواضح انك بتضيعى وقتى.. عقدت سمر ساعديها وقالت بسخرية مهملة حديث مرام : عارفة لما عرفت ان سليم اتجوز مصدقتش قلت مستحيل طب ازاى بعد الحب الكبير اللى كان بيحبه لبنت عمه سما استحالة اتخيل انه يفكر يجوز خصوصا بعد الحادثة يعنى قلت ازاى هيتجوز وهو عارف انه مينفعلوش جواز ابدا بس واضح كدا من اللى انا شيفاه انهم ضحكوا عليكى يا حرام وخدعوكى وخبوا عليكى حقيقة سليم باشا.. و**تت سمر لتطلق ضحكة ماجنة جعلت غضب مرام يصل الى اقصى مداه فوقفت مرام بحدة لتطال يدها ساعد سمر فقبضت عليه بقوة جعلت الضحكة تختفى من على صفحة وجهها وعلمت مرام ان عليها ان تلقن تلك الافعى درسا لتطاولها على سليم و ثنت ذراع سمر خلف ظهرها لتقبض بيدها الاخرى على خصلات شعرها بغضب فصرخت سمر متألمة وقالت : سيبى شعرى يا مجنونة حاسبى هت**رى ايدى انتى بتعملى معايا كدا ليه وانا اللى جاية افتح عينيكى على الحقيقة اللى عمرهم ما هيخلوكى تعرفيها ابدا و كمان جاية اقولك سليم عمل معايا ايه علشان يبعدنى عن نادر سليم مش الملاك اللى انت متخيلاه دا شيطان زى ملامحه انا لما شوفته قولت اللى حصل له بسبب حقده على اخوه الصغير سليم اللى انتى هت**رى ايدى علشانه ساومنى علشان اسيب نادر وخلانى امثل عليه انى بعرف رجالة تانية وانى بستغله كل دا لانه خاف ان نادر يتجوزنى وهددنى هيلبسنى قضية اداب لو منفذتش طلبه مش كدا وبس قال انه هيبعت لنا رجالة انا وماما فالبيت ويحطوا لنا م**رات علشان منخرجش من السجن ابدا كل دا علشان رفضت واتمسكت بنادر ولما عرف ان انا ونادر اتجوزنا وانى حامل سلط عليا واحد ض*بنى و سقطنى و قالى انه هيقتل نادر نفسه علشان يمنعنى عنه ولما سئلته بتعمل كل دا ليه قالى علشان عاوزنى انا ليه هو عاوزنى افضل تحت ايديه وتحت امره لحد ما يتعالج علشان عجبته عرفتى سبينى بقى سبينى علشان هقولك على الباقى .. تغلغلت كلمات سمر الى اذن مرام وعقلها بصدمة فارخت قبضتيها عن سمر فاسرعت سمر مبتعدة عن يدا مرام ونظرت لها بحقد وقالت مستغلة حالة الصدمة وعدم التصديق التى وضحت ملامحهم على وجهها : لو مش مصدقانى اسئلى نفسك ليه سليم **م يتجوزك انتى رغم انه كان ممكن يتجوز من سنين هو اتجوزك لانك شبهى انا وفاكر ان اللى معرفش يعمله معايا زمان هيعمله معاكى انتى اقولك كمان على دليل تانى سليم لحد دلوقتى مش قادر يلمسك ولا يقرب منك و لما بيقرب بيبعد ويهرب .. جحظت عينا مرام من صدمتها فكيف علمت تلك الافعى بكل هذا الا لو كان حديثها صادق .. اقتربت سمر من مرام وابتسمت ب ***ة ومالت على اذن مرام وقالت بهمس : سليم عمره ما هيقدر يقرب لك ولا يقرب لغيرك هو اتجوزك علشان يبقى حقق لذته انه امتلك اللى تشبهنى انما خلاص فرصته فالعلاج ضاعت لما انا هربت واختفيت علشان ميوصليش اما انتى فالمسكينة الغلبانة المخدوعة الزوجة اللى هتفضل طول عمرها عذراء علشان جوزها خبى عليها اهم سر فحياته.. ابتعدت مرام عن سمر لا تصدق ما تسمعه فقالت مدافعة عن سليم : على فكرة الشو دا انا مش مصدقاه انا عمرى ما هصدق ان سليم يعمل اى حاجة من اللى قولتيها ولو سمحتى لو عندك ذرة كرامة واحدة اتفضلى اطلعى برا .. ضحكت سمر مرى اخرى واقتربت من مرام بحذر ومالت على اذنيها و قالت : طيب براحتك بس انا هعمل اللى عليا للاخر وهقولك سليم ونادر خبوا عنك ايه علشان متفضليش مخدوعة فالزوج اللى عمره ما هيقدر يكون زوج سليم عاجز يا مرام الحادثة سببت له عجز جنسى .. شهقت مرام بعدما القت سمر قنبلتها عليها وابتعدت ولكنها احست ان كل ما نطقت به سمر كذب وافتراء ولكن سمر اجهزت عليها وقالت بلا رحمة : تقدرى تروحى للمستشفى اللى كان بيتعالج فيها واسئلى هتعرفى الحقيقة كلها وهتعرفى انى مش بفترى عليه زى ما افترى عليا واتهمنى فشرفى وقتل ابنى انا ونادر وعلى فكرة انا مش جاية اخد نادر من اختك لا انا كنت بدور على نادر علشان يطلقنى ولما القسم وصل لى ورقة طلاقى فرحت لانى اخيرا هقدر اتجوز الانسان اللى بيحبنى وبحبه ولعلمك انا هختفى تانى علشان سليم ميوصليش بس عوزاكى تخلى بالك من نفسك سليم مش سهل وض*بته والقبر ومسير الايام تعرفك ان كلامى صح انفدى بجلدك يا مرام وسبيه ابعدى عنه قبل ما يدمرك اكتر من كدا اطلبى الطلاق وخليه يعيش لوحده دا احسن له بدل ما يخرج ويأذى غيره من الناس انا همشى يا مرام وابقى اعتذرى لاختك انى ضيقتها انا بس مكنتش اتخيل ان نادر ينسانى وحبيت اضايقه انه صدق سليم واتهامه ليا بالباطل .. وغادرت سمر بعدما ادت مهمتها على اكمل وجه مهمتها التى ابدعت فى تمثيلها لتقف خارج الفيلا وتخرج هاتفها و تجرى اتصالها وما ان اجابها الطرف الاخر حتى قالت بانتصار : العصفورة يا حرام اخدت صدمة عمرها انا عملت اللى عليا على اكمل وجه الدور والباقى عليك ومتنساش المكافأة توصلنى كاملة سلام يا عصفور .. انهى سليم حديثه مع أحد رجال الأعمال وأبعد عيناه عنه يتملكه الشوق لرؤيتها وجال ببصره بين الحضور يبحث عنها فلمح لارا يقف بجانبها نادر ولا اثر لمرام بينهم عبس وهو يفكر اين هى ولما ابتعدت عن الحفل الذى شرح لها اهميته بالنسبة اليه خاصة وانه عاد لعمله بقوة كأنه لم يبتعد ابدا .. تقدم سليم من لارا ونادر وابتسم لهما وقال : اومال فين مرام مش شيفها هى طلعت وسابت الحفلة ولا ايه .. تجمد جسد لارا على مقعدها وخشت ان تخبرهم بحضور سمر ولكن لم يخفى عن سليم حركتها فشعر بان هناك خطب ما فكرر سؤاله بقلق واضح جعل اخيه يبتسم وقال : مرام فين يا لارا .. أتسأل عن مرام إنها كما هى تجلس على مقعدها فى مكتبك لا تقوى على الحراك تشعر بجسدها لا حياة به دمعت عيناها و هى تسترجع كلمات سمر السامة التى بختها فى اذنيها : انتى لازم تطلقى منه .. تن*دت مرام بعدما غمرها شعور بالوحدة والإحتياج الى يدا والدتها لتختبئ بينهما من احاسيسها المضطربه فأخذ عقلها يحدثها ويقول : هى دى اللحظة اللى كنتى خايفة منها فحياتك مش كدا ان تلاقى نفسك فموقف زى دا و تكونى لوحدك فيه ايوة معاك حق انا فعلا محتاجة وجود امى معايا كنت زمانى رميت نفسى فحضنها ورميت حملى عليها واقولها اعمل ايه اااه يا امى انا تايهة ومش عارفة اصدق اللى سمعته دا ولا اكذبه طب لو كذبته معقول سمر تيجى لهنا بالبجاحة دى وتقول اللى قالته وتبقى كذابة معقول يا امى سليم هو كمان حب سمر وكان عاوزها لنفسه معقول سليم يقتل طفل برىء مخرجش للدنيا لا صح يا امى كلامك صح ازاى وهو فقد ابنه هيقدر يقتل ابن اخوه حتى لو كان طمعان فمراته مش معقول سليم يكون بالبشاعة دى بس هى كانت بتتكلم بثقة ااااه انا دماغى هتتفرتك اول مرة احس باليتم يا امى لانى لاول مرة مش عارفة اعمل ايه طب امشى واسيبه ابعد عنه واشوف حياتى يمكن ربنا يعوضنى بواحد غيره لا مقدرش مستحيل حد يقدر يدخل قلبى بعد سليم انا مش متخيلة اصلا ان حياتى ميكونش فيها سليم لا اكيد سمر دا جاية علشان تخلينى افقد ثقتى بسليم ... هزت مرام رأسها بقوة وهى تبعد دموعها عنها وقد تسلحت بقوتها من جديد وقالت : لا انا مش هسمحلك يا سمر لا انتى ولا غيرك انكم تدمروا السلام اللى بقى بينى وبينه حتى لو كل اللى قولتيه هو الحقيقة انا هقدر انسيه انه عرفك فيوم هقدر اخليه يفهم الفرق بينتى وبينك ايوة يا مرام هو دا التفكير الصح سليم من حقك ولازم تقفى جانبه وتبينى له مين هى مرام ساعدية واياكى تستسلمى حاربى علشان حياتك وحبك خصوصا بعد ما فهمتى ليه سليم كان بيتعامل معاكى كدا هو كان بيقاوم مشاعره انا احساسى كان صح لمسته ليا وحضنه مش لواحد كارهنى دا كان بيمنع نفسه علشانى يعنى كدا فى امل انه يحبنى فى امل اعرفه عليا من غير شك ومن غير اى ظنون بس واتفاقه معاكى كام شهر ويطلقك لا لا مستحيل اخلى سليم يطلقنى انا فالشهور دى هخليه ميقدرش يستغنى عنى واول خطوة لازم ابدئها انى اعيش معاه فجناحه لا بلاش الخطوة دى دلوقتى على الاقل علشان متبقيش بترمى بنفسك عليه لانه اكيد هيرفضك بس انا مش عاوزة افضل بعيد عنه ولو على رفضه مش مهم يرفضنى مرة و لا اتنين و لا حتى الف انا هحاربه هو نفسه هحارب جموده وه**ر الحاجز اللى موجود بينا هو دا اللى لازم يتعمل انا مش هفضل ضعيفة سليم هو الوحيد اللى لازم اضحى علشانه لازم يعرف انه فعينى كل الدنيا ومش عاوزة حاجة غيره ولو على موضوع عجزه وايه يعنى المهم انه جانبى ويبحبنى واكيد فى حل و علاج انا لا يمكن اسمح لك يا سمر تهدينى او تهدى سليم وهفضل وراك يا سليم لحد ما ترجع ثقتك بنفسك وانت اللى تقرر من نفسك انك تتعالج علشانى وعلشان نحافظ على حياتنا سوا .. مرام انتى قاعدة هنا وانا بدور عليكى .. انتبهت مرام لصوت سليم ونظرت اليه وابتسمت بعدما لاحظت الاهتمام فى عيناه وقالت بهدوء : معلش يا سليم انسحبت من الحفلة شوية لما حسيت بشوية صدع فقلت أفصل شوية من الجو اللى برا يعنى اصل دى أول مرة أحضر حفلة بالشكل دا عموما متقلقش انا هتعود وهتلاقينى بعد كدا واقفة جانبك ومش هسيبك ابدا.. بادلها سليم النظرات وإبتسم وقال : لا بعد كدا مش هعمل حفلات تانى فالفيلا هنا علشان تعبكم هخليها فأى فندق برا وانتى تلتفتى لمذكرتك أنا عاوزك تهتمى شوية بنفسك ولا مش ناوية تخلصى كليتك دى وتستلمى شغلك معايا .. احساس بالفرحة غمر مرام بالكامل واحست ان كلمات سليم لها إشارة ان هناك مستقبل بينهما سيبنى فأتجهت إليه ووضعت يدها فى يده وأبتسمت لعيناه وقالت: وانا يشرفنى انى اشتغل معاك يا سليم من دلوقتى كمان لو تحب .. ترك سليم يدها وغمرها بذراعيه وقال وهو يحدق بعيناها فرأت بعيناه لمعان ينير حدقتيه واستمعت لقوله : من دلوقتى لا طبعا انا مش هرهقك بالشغل يكفينى الوقت اللى انتى فاضية فيه تذاكرى معايا فالمكتب ومتبعديش عنى .. رفعت مرام يداها و احاطت عنقه بسعادة لكلماته و قالت : بجد يا سليم مش عاوزنى ابعد عنك .. قبل سليم جبهتها و قال : ايوة يا مرام انا مش عاوزك تغيبى عن عينى لحظة واحدة حتى .. فاجأته مرام و قبلت وجنته و همست بحب : ولا انا يا سليم عاوزة ابعد عنك و انت كمان بلاش تبعدنى عنك .. ابعدها سليم وقال بمرح : طيب مش يلا بينا نخرج للناس اللى برا دى و لا ايه .. تأبطت مرام ذراعه و اتسعت ابتسامتها و قالت : يلا يا سليم .. لمحتهما لارا وهما يغادران المكتب و قد علت وجه شقيقتها ملامح السعادة فحمدت الله ان حديثها مع سمر مر على خير و رغم فضولها لمعرفه فحوى الحديث الا انها شعرت بالسعادة لسعادة شقيقتها.. و توالت الايام على مرام لا تصدق انها نجحت رغما عنها فى خداع لارا التى حاولت عدة مرات استجوابها لمعرفة فحوى حديثها مع سمر الا ايهامها أن الحديث كان لا يتعدى اعتذرات واهية منها لتكتفى لارا اخيرا و تكف عن السؤال.. كذالك انغمست مرام بالذهاب إلى كليتها يوميا و بعد ان تنتهى من محاضرتها يأخذها السائق الى مقر الشركة لتقضى باقى وقتها تذاكر بجانب سليم الذى اولاها اهتماما كبيرا كان يتابع ما تذاكره و يحثها على تحصيل كل محاضراتها.. و ها هى جالسة تتابعه خلسه و هو يراجع تلك العقود الجديدة بينه و بين احد العملاء الجدد فانتبه لشرودها سليم و ترك مكتبه ووقف امامها و هى فى عالمها الخاص و مال عليها ليضيق عيناه و هو يقرأ تلك الملاحظات الغزلية التى دونت على هامش المحاضرة فمد يده و سحب الاوراق من امامها فانتبهت له و ابتسمت و لكن ملامح العبوس التى ارتسمت على وجهه جعلت ابتسامتها تتلاشى و حينها زفر سليم بضيق و سمعته يقول : محاضرات مين دى يا مرام دا مش خطك .. اجابته مرام بتلقائية : فعلا مش خطى اصل دى المحاضرات بتاعت يوم الحفلة آلاء ادتهالى .. عقد سليم حاجبيه و قال : بس دا مش خط آلاء يا مرام المحاضرات دى بتاعت مين .. ارتبكت مرام و قالت : بصراحة مش عارفة هى بتاعت مين الزملا لان آلاء قالت لى انها غابت اليومين اللى انا مروحتش فيهم ممكن تكون اخدت من اى حد و ادتهالى انقلهم بتسئل ليه يا سليم.. هز سليم رأسه و قال : متشغليش بالك انتى و كملى مذاكرة .. **ت سليم و قرص على وجنتها و اكمل : و بلاش سرحان تانى فاهمة انا متابعك و ملاحظ انك بتسرحى كتير الايام دى ولو فضلتى على كدا هحرمك من المفاجأة اللى بحضرهالك .. استحوذ سليم على كامل انتباه مرام فوقفت امامه و حدقت به بعيون مستعطفة و قالت : مفاجأة ايه يا سليم وحياتى تقولى وحياتى .. انطلقت ضحكة سليم و قال يستفزها : لا ما خلاص بقى انتى سرحانة و مش بتركزى فمذكرتك يبقى مافيش داعى بقى لمفاجأت .. تعلقت مرام برقبته كالطفلة الصغيرة و قالت : لا لالا مينفعش الكلام دا علشان خاطرى قولى انت عاملى مفاجأة ايه.. لف سليم ذراعيه حول خصرها وقال وهو يخفض بصره يحدق بشفتيها المبتسمة : و هتبقى مفاجأة ازاى لو قولت لك عليها يا مرام عموما دا مش وقتها خالص دى بعد النتيجة لما تجيبى التقدير اللى انا عاوزه هتاخدى مفجئتك .. زمت مرام شفتيها بحركة طفوليه و قالت : يعنى تعلقنى كدا بانك عاملى مفجأة و بعدين متقوليش طيب بص قولى و لما يجى وقتها هعمل نفسى اتفاجئت .. لم يعد سليم معاها فقد سلبت شفتاها قلبه فلم يستطع مقاومة رغبته بتقبيلها فمال عليها و لثم شفتيها فتجمدت مرام بين يديه و خشت أن يص*ر عنها اى رد فعل يعجل بهروب سليم منها و لكن سليم لم يترك لها فرصة التماسك بل سحبها ولاول مرة اجلسها على ساقيه دون ان يفصل شفتيه عنها فتعلقت مرام اكثر بعنقه مستمتعة بتقبيله لها تشعر بسريان لذيذ للكهرباء و ارتعاشة تطيح بتماسكها خافت ان تستجيب له فتركت له كامل السيطرة حتى تنبه سليم فانهى القبلة دون ان يبعد وجهه عنها لستند بجبهته الى جبتها و وجد نفسه يهمس : مرام أنا .. تاهت مرام فى عيناه فلم تعى نفسها ترفع اصبعها و تضعه على شفتيه لي**ت و همست له بصوت حمل شوقها اليه : متقولش اى حاجة و خلى اللحظة تمر بينا زى ما هى باحساسها لانك لما بتتكلم دايما بتخانق بعد ما ما .. اوقفت مرام كلماتها و وجهها يشتعل خجلا فمد سليم يده و لامس وجنتها فارتعدت مرام اثر لمساته و اغمضت عيناها فضمها سليم الى ص*ره تاركا الحديث للمشاعر التى تتقاذف حولهما .. و فى الفيلا داخل غرفتها حاولت رويدا ان تركز فى حل ذلك الاختبار و لكن عقلها دائم الشرود منها لتوقف توفيق عن مراسلتها منذ يومان فشعرت بشىء ينقصها نظراتها الدائمة لهاتفها زاد من شتات تركيزها فابعدت كتابها بحدة و تناولت هاتفها ووجدت اصابعها تبحث عن اسمه و تجرى اتصالا به و ما ان اجاب عليها حتى اندفعت فى حديثها قائلة بحدة : بص انا كنت مرتاحة ايوة مرتاحة و دماغى فاضية و مشغولة بمذكرتى بس انما انت من وقت ما دخلت حياتى و انت شقلبتها و بوظتها و انا مش حابة كدا انا مش حابة ابقى معلقة مش عارفة انا فين و لا بعمل ايه انت تقطع كلام معايا خالص و انسانى و انا هنسى انى كلمتك فيوم و امسح رقمى كمان لانى هعملك بلوك و مش هكلمك ابدا يا توفيق انت فاهم توفيق انت مش بترد ليه.. اتاها صوت توفيق ضعيفا يقول : مستنى تكملى كلامك ومش حابب اقطع كلامك .. لم يستطع توفيق اكمال حديثه بسبب نوبة السعال التى اصابته و ما ان سمعت رويدا صوته حتى احست بنغزة بقلبها فهمست بقلق : توفيق مالك فيك ايه طمنى انت عيان .. حاول توفيق استجماع قوته وقال : انا اسف بس والله غصب عنى واخد دور برد شديد حبتين حتى ليا يومين اجازة من الشغل كمان حقك عليا يا رودى انا .. قاطعته رويدا و قالت : بلاش تجهد نفسك يا توفيق و الف سلامة عليك انا انا كمان اسفة انى انفعلت عليك اصل يعنى اتعودت الاقى رسايلك و لما مبعتش ليا اى حاجة من يومين اضيقت عموما الف سلامة عليك و .. قاطعها توفيق بتعب و قال : رويدا .. اجابته رويدا بعدما همس باسمها و **ت : نعم يا توفيق عاوز تقول ايه .. اتاها صوت توفيق بعدما توقف عن السعال و قال : ياترى وحشتك زى ما وحشتينى .. ارتبكت رويدا ووجدت يدها تنهى الحديث و تحتضن الهاتف بوجه مشتعل خجلا لتنتفض على رنين الهاتف من جديد و ابتسمت حين وجدته توفيق فاستجابت للمحادثة فسمعته يقول : افهم ايه انا لما قفلتى فوشى بالشكل دا وحشتك فات**فتى ولا موحشتكيش فقفلتى .. همست رويدا بخجل : ولا حاجة منهم احنا مش قولنا و اتفقنا مافيش كلام من دا بينا و بعدين انا خلاص اطمنت عليك فخلاص هقعد بقى اكمل مذاكرة و انت ريح علشان تخف بسرعة .. تن*د توفيق و قال : طب لو وحشتك يا رويدا ابعتى لى رسالة فاضية على الواتس و صدقينى مش هفتح معاكى الموضوع انا عاوز بس افهم ليه انفعلتى لما غبت عنك يومين هل لانى وحشتك و لا انا قلبى بيكذب عليا .. **تت رويدا قليلا ثم اجابته بهدوء : انا مش هبعت رسايل ولا حاجة بس يكفى اقولك ان قلبك مش بيكذب عليك .. انهت رويدا الاتصال و ابعدت هاتفها عنه و اغمضت عيناها لتنتبه إلى نفسها من جديد فعبست حينما أدرك عقلها انها اباحت لتوفيق بحقيقة مشاعرها نحوه فوقفت و هى تشعر بالسوء لما قالته فعادت لمقعدها من جديد و هى تسند ذقنها على قبضة يدها و اخذت تؤنب فى نفسها و تقول : مكنش لازم اتصل من الاول و لا اهتم عجبك كدا هو دا اللى انتى عوزاه توفيق يهتم بيكى يحبك و يعطلك عن هدفك و حياتك ولا عاوزة تقفى فالصف مع لارا و مرام لا منك كملتى تعليمك ولا منك عشتى حياتك عاوزة ايه يا رويدا و ازاى ازاى تصارحيه بحاجة زى كدا حرام عليكى بقى ارحمينى احساس و حسيته انا معملتش حاجة غلط انا حتى مقولتش ليه انى بحبه يا خبر انتى عاوزة تقولى لتوفيق بحبك انتى مجنونة اكيد توفيق اللى مهما حاولتى تخبى و تدارى و تخدعى نفسك فالاخر هو ابن الست اللى ش*هت سمعة اختك و مش مرة دى مرتين ناسية عمايل نعمة معاكم يا رويدا بقى عاوزة تحبى توفيق و تبقى تحت رحمة نعمة بخاطرك لا فوقى بقى و بلاش تضيعى نفسك ومستقبلك انتى تنهى اى حاجة قبل ما تكبر جواكى ناحية توفيق و اد*كى شايفة مرام و قلبها اهى بتعشق سليم و هو مش حاسس بيها بس توفيق بيحبنى مش زى سليم انا حاسة انه بيتكلم جد و مش بيلعب بيا و ايه اللى يضمن لك ما يمكن بيلعب لعبة كبيرة عليكى علشان ي**رك ادام اختك و اللى نعمة معرفتش تعمله فاختك تعمله فيكى لا حرام بجد مش معقول توفيق يكون وحش كدا انا قلبى بيقولى انه بيحبنى بجد و اتغير ضحكتينى قلبك انهى قلبك اللى لسه يادوب بيكبر بقى عارف الناس بتمثل و لا لاء قلبك اللى لسه فبداية خطواته هيدق لتوفيق لا يا رويدا فوقى مستقبلك و كلية الطب حلم حياتك انتى عندك هدف فالحياة مش زى لارا ولا مرام و لا اى حد لازم تحققى هدفك الكلية و بعدين تفكرى فقلبك انما لو فكرتى فقلبك يبقى عمرك ما هتعملى مستقبل لنفسك بس انا فعلا اتعودت يكلمنى و يسمع لى و اسكتى يا رويدا اسكتى انتى لسه صغيرة و هو استغل موضوع التعود علشان عارف ان كل حاجة بتبدأ لما نتعود عليها و اهو النتيجة ضيعتى يوم كامل بتفكرى فيه و مذاكرتيش كلمة هو دا مستقبلك و اللى عوزاه فحياتك لا طبعا انا بس كل الموضوع انه فعلا وحشنى و كنت عاوزة اطمن عليه خلاص يبقى تنسى توفيق على الاقل الفترة دى انتبهى الامتحانات خلاص هتبدأ و مستقبلك كله و حياتك بين اد*كى بلاش تخلى قلبك يخسرك مستقبلك جمدى قلبك و سيطرى عليه شوية على الاقل الفترة دى و بعدين يبقى يحلها ربنا فاهمة ..  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD