فرصة جديدة.

4240 Words
رتبت لارا مع مرام حقيبتها شاردة الذهن فراقبتها مرام بحيرة وقالت : مالك يا لارا سرحانة فايه حساكى متغيرة ومش زى عوايدك فى حاجة حصلت .. ابتعدت لارا بمقعدها ونظرت الى شقيقتها وقالت : مش عارفة يا مرام من ساعة ما حكيت لنادر على كل حاجة حصلت معايا وانا قلقانة وخايفة حساه متغير معايا .. جلست مرام على طرف فراشها وقالت : وانتى ايه اللى خلاكى تحكى لنادر حاجة بصى يا لارا نادر له يحاسبك من ساعة ما عرفك مش من حقه ابدا يحكم عليكى من ماضيكى بلاش تخلى نادر يعاملك على حساب ماضيه هو وبعدين طالما حسيتى انه اتغير متكلمتيش معاه ليه ليه تسيبى الامر بينكم معلق للظنون بالشكل دا ايه متعملتيش من اللى جرالى اقولك قومى دلوقتى روحى اوضتك وجهزى حالك كدا ولما يرجع نادر من الشركة اتكلمى معاه بلاش تطولى فترة ال**ت بينكم يا لارا .. تن*دت لارا وقالت بأمل : تفتكرى يعنى لو اتكلمت معاه الموضوع هيخلص ونرجع زى ما كنا .. وقفت مرام وتوجهت لشقيقتها تدفع مقعدها وهى تقول بمرح : يلا بقى روحى وحضرى نفسك واستنى جوزك واتكلمى معاه .. غادرت لارا غرفة شقيقتها وودلفت الى غرفتها وتوجهت صوب الشرفة تفكر فى تغير نادر منذ قصت عليه ماضيها وتذكرت جلستهما سويا وهى تعتدل فى جلستها على فراشها تقول له بحرج : نادر انت صارحتى بماضيك وانا وعدتك علشان يبقى الاساس اللى بينا قوى لازم تعرف ايه اللى خلانى اقعد على الكرسى دا علشان ميبقاش فحياتنا اى اسرار ومنسمحش لاى حد يستغل ماضينا ضدنا .. نظر نادر الى ملامح لارا المرتبكة وقال : يا حبيبتى انا ميهمنيش الماضى قد ما يهمنى حاضرنا سوا ومستقبلك انا مش فاهم ليه م**مة انى اعرف .. تن*دت لارا و اجابته بت**يم : علشان انا شايفة ان دا الصح يا نادر لو سمحت تسمعنى وخلينى اقفل الصفحة دى خالص ممكن .. تن*د نادر وقال : زى ما انتى عاوزة يا لارا بس انا عاوزك تعرفى ان مهما كان اللى حصل معاكى مش هيأثر على حبى ليكى لانك بحبك و .. قاطعته لارا وقالت : يبقى تسمعنى الاول قبل ما تقول اى كلام زيادة ممكن .. هز نادر رأسه موافقا ونظر لها وشعر بإضطرابها الذى تسبب هو به بعدم ثقته فى مرام وسمعها تقول : انت عارف لما البنت تبقى قافلة على نفسها ومعندهاش صحاب وكل اللى ليها معاهم علاقة هما بس عيلتها وبيبقوا هما كل العالم ليها انا كنت كدا مكنتش بحب اتكلم مع حد غريب غير اخواتى وبابا وماما لكن كل دا اتغير لما روحت دروس تانية ثانوى اتعرفت هناك على بنت حسيتها شبهى مقفلة ومش بتتكلم مع حد وعرفتها على عيلتى وحبوها كان اسمها ايناس المهم عدا على صحوبيتنا تلت شهور بقت بالنسبة لى حاجة غالية اوى وفيوم جه شاب ياخدها من الدرس كنت واقفة معاها مستنية بابا علشان كان الوقت متأخر اتحرجت وات**فت انى اقف معاهم بس لاقيتها بتشدنى تعرفنى بيه وقالت لى انه ابن عمها وزى اخوها كان فكلية هندسة اسمه عامركنت محرجة جدا انى اقف معاهم وفاللحظة دى بابا جه واستغربت لما لاقيته جه وسلم على بابا وفضل بيتكلم معاه كتير و**م انه يوصلنا بطريقه ومرة ورا مرة بقى عامر شىء اساسى فاى حوار سحر الكل بشخصيته وادبه واخلاقه الكل انبهر بيه ساعدنى انا وايناس لحد ما خلصنا الثانوية العامة كنت خلاص وقعت فيه وطلبنى من بابا واتخطبنا كانت الحياة وردى وجميلة لحد ما بدأت اشوف حاجات مكنتش بشوفها هزاره الغريب مع ايناس همساتهم سوا حاجات كنت بشوفها وافتكرها عادية وكنت بشوفها واسكت واعديها لحد ما يوم بعدما خلصنا محاضرات سمعت بنات بيتكلموا عن ايناس وعن جوزها استغربت لان ايناس مش متجوزة واللى سمعته بعد كدا كان افظع لاقيت بنت بتقول ان ايناس اصطادت بنت جديدة وهتدخل ضمن فريق عامر فالاول مفهمتش فروحت وسئلتهم وفهمت ان عامر وايناس متجوزين وايناس بتختار البنات الخام علشان عامر يتجوزهم وبعدين يسفرهم برا باى حجة ومش بيرجعوا تانى مصدقتش الكلام جريت وروحت بيت ايناس وهى غلطتها انها كانت مديانى مفتاح بيتها لما كنت بودي لها حاجات و نسيته معايا فتحت بالمفتاح وولاقيته معها فالسرير ومعاهم واحدة تانية لما شافونى اتصدموا وقفت مش عارفة اتحرك عاوزة اهرب رجليا مساعدتنيش لحد ما عامر لاقيته بيلبس وقتها فوقت من الصدمة طلعت اجرى وجرى ورايا ومسكنى وكان عاوز يعمل معايا اللى بيعمله فكل البنات علشان يجبرنى متكلمش عافرت معاه وض*بته ولما ايناس طلعت بعد ما لبست هى والبنت خوفت وقولت انى لو مهربتش منهم مش هعرف انقذ نفسى ايناس كانت شقتها فالدور الاول مالقتش ادامى غير البلكونة نطيت منها ورغم الوجع اللى حسيت بيه واستغراب الناس للبنت اللى حدفت نفسها من البلكونة الا انى موقفتش سمعته بيصرخ وبينادى عليا انى فهمت غلط بقيت ببص ورايا مرعوبة ودايخة ومش عارفة هوصل بيتنا ولا هيم**نى واضيع ومخدتش بالى وانا بجرى من العربية اللى طيرتنى وكملت عليا ولما فوقت لاقيت نفسى فالمستشفى وبابا وماما معايا ومرام فضلت اعيط وحكيت لهم ولما بابا راح الشقة ملاقاش فيها حد كانوا هربوا هما هروبوا وانا قعدت على الكرسى بعد ما الوقعة وض*بة العربية اثروا على ظهرى والحال اتغير مبقتش عاوزة اعيش الدنيا دى حسيت ان الحب دا لعنة وكذبة كبيرة وفيوم لاقيت بابا جاى وبيقول ان فى دكتور جاى من برا هيعمل لى العمليه وهما هيسافروا يحجزوا لى عنده لكن للاسف ماتو الاتنين مع بعض زى ما انت عارف وفضلت انا فالكرسى دا محبوسة فيه لحد دلوقتى. انهت لارا حديثها وجسدها يرتجف ولكن ما احزنها ابتعاد نادر عنها حتى الآن.. افاقت لارا من شرودها حينما احست بنادر يقف خلفها فاستدارت له بمقعدها وخفضت عيناها لتتفاجىء بنادر يرفعها وجهها اليه وابتسم لها وقال : عارف انك زعلانة منى واكيد قولتى انى هظن فيكى حاجات زى ما ظنيت فمرام خصوصا انى غيرت معاملتى معاكى من وقت ما عرفت الحقيقة انا غيرت معاملتى لانى كنت بلوم نفسى على كل لحظة قسيت عليكى فيها علشان كدا كان لازم اكفر عن اللى عملته معاكى بلاش تبصى لى كدا علشان عاوزك كدا تسمعينى كويس انا عندى ليكى مفاجئتين يا لارا الاولى انى قدمت بلاغ فعامر وايناس ووصيت ناس كتير فالداخلية عليهم واوعدك انى هفضل وراهم لحد ما ارجع لك حقك حقك فالجرح اللى اتسببوا لك فيه .. شهقت لارا والصدمة تعلو وجهها فابتسم لها نادر ليجذبها كما عودها لتقف على اقدامه وقال وهو يحتضنها : انتى مراتى يا لارا واللى يوجعك لازم يدفع التمن حياته وصدقينى مش هسكت الا لما عصابة عامر يتقبض عليها دا وعدى ليكى و من هنا ورايح مش عاوزك تفكرى فيهم تانى وتنسيهم خرجيهم برا حياتك و خلى حياتنا علينا انا وانتى واولادنا اللى هنجيبهم ان شاء الله .. لفت لارا يداها حول عنق نادر تدفن وجهها فى عنقه لتبكى كل ما شعرت به من ألم وما مرت به فى حياتها من حزن فاسندها نادر بيده ومسح دموعها بيده الاخرى وهمس وهو يحدق بعيناها : عيونك دى مش عاوزها تبكى تانى يا لارا فاهمة ودلوقتى المفاجأة التانية لارا احنا هنسافر انجلترا كمان اسبوعين علشان تعملى العملية وان شاء الله ترجعى مصر واقفة على رجليكى من تانى واعتبرى العمليه دى مهرك اللى مأخديهوش منى .. اهذا عوض الله لى قلب يحبنى ويسعى لاسعادى اهذا هو الحب السكن والمودة والرحمة التى وصف الله بهما الزواج يا الله لك الحمد والشكر لكل شىء ... عينان تبكيان تحدق بعينا عاشق وقف يراقب ملامحها التى سكنتها راحة غريبة اشعرته بالارتجاف كأنها رسالة له انه يسير على الطريق القويم مع زوجته فاحتضنها نادر بقوة وحملها وقال : لارا انا بحبك وحقيقى لو كل العذاب اللى عشته فحياتى كان تمن انك تبقى ليا فانا سعيد انى اتعذبت فحياتى علشان الاقيكى وتبقى ليا .. همست لارا بصوت مفعم بالحب : انا مش لاقية كلام يوصف اللى جوايا يا نادر بس اللى انا متأكدة منه انه اكبر بكتير من الحب .. ما هذا الهدوء المريح للنفس الذى يحيط بى ما هذه السعادة التى احياها وبجانبى سليم يجلس يقرأ ويتابع اعماله عبر جهازه اللوحى قد تبدو الصورة مملة قديمة ولكنها بالنسبة لى من اجمل الصور فانا لم اتوقع ان ينفذ سليم قراره بالسفر بعدما اعلمنا نادر بأمر عمليه لارا انا لم انسى نظرة عيناه وانا احدق به واظنه فهم اننى اذكره بطلبى الاول وإلا لما كان لمس خدشة نعم خدشه الذى اتمنى ان يدعنى اقبله لانسيه امره و .. افيقى يا مرام ما هذا التفكير افيقى .. مرام مرام .. انتبهت مرام لصوت سليم يناديها فنظرت له تبتسم بحرج وقالت : معلش سرحت شوية خير يا سليم عاوزنى اعملك حاجة .. بادلها سليم الابتسامة وقال : يعنى لو مفيهاش ازعاج فنجان قهوة كدا مظبوط من ايد*ك لانى مصدع اوى .. وقفت مرام سريعا واتجهت صوبه وهى تحدق به بمكر وقالت : عندى علاج للصداع مفعوله اكيد .. نظر لها سليم بتساؤل ليجدها تتجه لتقف خلفه واحس بيداها تدلك جانبى وجهه فرفع يده يمنعها ولكنها قالت بهدوء : غمض عينيك انت بس وسيب لى نفسك انا هضيع لك الصداع وبعدها هعملك فنجان القهوة اللى طلبته اسمع كلامى بس وغمض واسترخى .. وجد سليم نفسه يستسلم ليدا مرام التى اخذت تدلك جبينه بحركات احترافية ووجد عيناه تغمض بتلقائية ولم يشعر بمرور الوقت حتى شعر بارتخاء عضلات عنقه فانتبه ليدها تدلك بحركات دائرية عنقه وكتفه ف*نهد براحة وعاد لاغماض عيناه مستسلما للنوم الذى داعب جفناه .. احست مرام بسعادة وهى تدلك جبين سليم لتشجع نفسها لتكمل مع عنقه وكتفيه حتى احست باسترخائه ونومه فابتعدت عنه بهدوء وجلست امامه بعدما اراحت عنقه على حافة الاريكة ولم تدرى بالوقت الذى مر وهى تحدق بوجهه بحب ولم تدرى مرام لاستيقاظ سليم وعيناه تبادلها النظرات فتحرك سليم و لامس يدها ليفاجئها بتقبيله اناملها ف*نفست مرام بقوة وهى تخشى ابعاد عيناها عنه وسمعته يقول : صوابعك دى فيها ايه اول مرة استرخى بالشكل دا انتى اتعلمتى تعملى مساج بالشكل دا ازاى .. اجابته مرام وهى تتن*د بحب : ماما هى اللى علمتنى كنت بعملها تدليك لما يجيلها صداع .. ابتسم لها سليم ولمعت عيناه مرحا وقال وهو يقترب منها : مرام هو انا ينفع اطلب منك حاجة .. ابتلعت مرام ريقها وقالت بخفوت : اطلب يا سليم انا تحت امرك .. ابتسم سليم وقال وهو يترك يدها .. عاوز فنجان القهوة اللى وعدتينى بيه قبل ما تخدرينى وانام .. هزت مرام رأسها وهى تشعر بالغباء ففغرت فاها ببلاهة ليفاجئها سليم اكثر بمد اصبعيه مغلقا فمها وهو يقول : مرام القهوة لو سمحتى .. ليربت على وجنتيها فانتبهت مرام له وقالت : اه القهوة صح طيب انا هروح اهو اعملك القهوة مظبوط صح انت قولت مظبوط. ضحك سليم على حالتها وقال : ايوة فنجان قهوة مظبوط ولو سمحتى بوش يا مرام متنسيش .. وقفت مرام تعد القهوة لسليم وهى تتن*د هائمة فى ملامحه وحدقتيه واحست بحبها له يتغلغل فى اعماقها ولم تشعر بسليم يقف على باب المطبخ.. لم يدرى سليم لم اراد ان يراها لا يريدها ان تغيب عن عيناه لحظة تن*د سليم وهو ينظر الى جسدها الذى يتحرك برشاقة وشعر بها تشع سعادة وحب فتغضن جبينه وهو يفكر فى حب مرام له فاغمض عيناه وتراجع عنها الى مكانه من جديد شاعرا انه تجاوز كل الخطوط الحمراء التى وضعها لنفسه فى علاقاته واحس بتأنيب ضميره لاستغلاله مشاعر مرام احس بالذنب فهو يحرمها من ان تحيا حياتها فقط لتبقى معه لام سليم نفسه لانانيته الشديدة تجاه مرام فهى شابة يافعة تستحق ان تعيش الحياة تعيش سنها كما تتمنى وتسائل سليم ان اليوم والغد استمرت مرام على حبها الواضح فى عيناها له فماذا عن بعد غد حين تمل ذلك الوضع المتجمد بينهما ماذا ستفعل ان تحول الامر بينهما ليصبح مميتا فهو يحرمها بانانيته من ابسط حقوقها ناهيك على حقها فى ان يكون لها ابناء تنفس سليم بحده وانتفض فجأة ليقف غير منتبه لمرام التى كانت تضع القهوة امامه ليطيح بفنجان القهوة بوجهها دون قصد منه فصرخت مرام حينما تناثرت القهوة على وجهها ورقبتها ويداها فانتبه لها سليم ليسرع اليها قائلا بلهفة وخوف: انا اسف صدقينى مخدتش بالى انك واقفة ادامى تعالى معايا لازم تغسلى القهوة من عليكى وقبل ما تحرقك اكتر .. جذبها سليم ووصل بها الى المرحاض وفتح صنبور المياة واخذ يغرف المياة بكفه وغسل اثار القهوة عنها بقلق واخذ يتفحص ملامحها ممررا يداه عليها متفحظا كل انش بها وحملها متوجها الى فراشه ووضعها برفق واتجه الى احد الادراج ليأخذ عبلة من الدواء وجلس بجانبها يدهن اثار القهوة التى تركت اثر احمر على وجهها وعنقها وغفل كليا عن حالة مرام التى تلامسها يداه .. ف*نهدت وهى تشعر بألم بقلبها فها هو سليم يعيد من جديد فعله الدائم يثير كافة احاسيسها ليرفضها فى النهاية حاولت مرام ان تتمالك كافة احاسيسها فاغمضت عيناها واخذت تعد حتى الالف ولم تدرك انها تعض من جديد على شفتيها .. انهى سليم مهمته ونظر الى مرام التى اغمضت عيناها فوقع بصره على شفتيها ف*نهد هو الاخر ليبتعد عنها عازما على قطع اى اتصال جسدى معها .. وشعرت بمرام بابتعاده عنها فتعاظم بداخلها احساس الحرمان والحزن فطفرت عيناها بالدموع لتستسلم اخيرا لها تبكى فى **ت بعدما اكتشفت مغادرة سليم الغرفة .. وفى محلها وقفت نعمة ترتب بضاعتها على الارفف بعدما أحكمت إخفاء رأسها عن الأعين ولم تشعر بذلك الذى وقف امام باب المحل حتى اص*ر صوت فالتفتت اليه و قالت : اى خدمة يا استاذ .. وقف يمعن النظر بها واخرج من جيب بنطاله رزمة من النقود وضعها امامها وقال: عرفت انك الوحيدة اللى ممكن تساعدنى فالمنطقة هنا .. نظرت نعمة للنقود بطمع وقالت : أأمرنى يا بيه اساعدك فايه .. ابتسم لها بمكر وقال : عاوز أأجر شقة قانون جديد فالعمارة اللى ادامك دى .. عقدت نعمة حاجبها وقالت بضيق : مالقتش إلا العمارة دى خد فلوسك يا ابنى العمارة دى مفيهاش شقق قانون جديد. نظر لها واتسعت باتسامته وقال وهو يخرج رزمة نقود اخرى : هد*كى تلاتين الف جنية لو ساعدتينى اخد شقة فالعمارة دى خصوصا الدور التالت.. نظرت له نعمة بدهشة لتتبدل ملامحها وهى تسحب النقود وتضعها فى احد الادراج وعقدت ساعديها وقالت : قولتى لى بقى عاوز شقة فالدور التالت بقولك ايه ما تيجى لى فالدوغرى كدا علشان اساعدك .. اتسعت ابتسامته الماجنة وقال : يا ست نعمة انا جايلك مخصوص وعارف انك مش هتردينى ابدا وبعدين انا عارف ومتأكد ان مصلحتنا واحدة واللى انتى عوزاه انا عاوزه واكتر كمان ها قولتى ايه .. اجابته نعمة بطمع : دا انت عارفنى كمان مش صدفة يعنى حيث كدا يبقى التلاتين ألف شوية على طلبك بحبح إيد*ك بقى واحكى لى عاوز ايه من اللى ما تتسمى علشان اساعدك صح. وانطلقت ضحكته يضج بها مكتبه وهو جالس باريحيه واضحة عليه لتخبوا ضحكته بهدوء وهو ينظر الى الجالس امامه يكاد ينفجر غيظا فقال وعيناه تلهو معه بسخرية : اهدى بس وبلاش شغل العصبية اللى لا بيدودى ولا بيجيب انت ماشى صح و كل حاجة عملتها ليك كانت تمام ايه اللى مخوفك .. زفر بحدة واضحة وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره القصيرة بنفاذ صبر وقال بوجل : انا مش عارف انت جايب البرود دا منين بقولك خايف الست اللى اسمها نعمة دى تتكلم وبعدين دى طالبة مبلغ كبير اوى كنا شوفنا حد غيرها بدل ما طمعتها بالشكل دا .. تراجع على مقعدة وزوى حاجبيه وقال : عيبك انك لسه جديد فمجال الانتقام يا عزيزى الانتقام يؤكل باردا .. واعقب قوله بالضحك من جديد فاغمض الاخر عيناه فهو يعلم ان نهاية الامر ستكون مهلكة للجميع وكاد ان يتكلم ولكنه سمعه قول : سيبك من الضعف وقلة الحيلة ولو على فلوس نعمة انا هتكفل بيها زى ما تكفلت بفلوس سمر المهم كل حاجة تمشى زى ما مترتب لها ودلوقتى عاوزك ترجع لحياتك من تانى سيبك بقى من الكبريهات اللى بتروحها والتزم ومتنساش وانت نازل ترن لسمر وقول لها تبدأ .. اجابه وهو يقف ليغادر : محسسنى اننا متعرفين على بعض من سنة ونص فجامع واحنا بنصلى واحنا متعرفين على بعض فكبارية ولا ناسى .. اجابه وهو يستدير عنه : مش ناسى بس انت اسمع كلامى علشان ت**ب .. غادره دون ان يبدى اى رأى او حديث واغلق باب المكتب خلفه ليبتعد عن مكتبه واقفا امام النفاذة قائلا بسخرية : لو مكنتش قابلتك وكبرتها فدماغك مكنتش هعرف انفذ حاجة من اللى عاوزها بس كدا تمام كل واحد هيقوم بدوره مظبوط والاخر هنشوف مين اللى هي**ب ويفوز.. استيقظت مرام متاخرة وجلست فى فراشها ورفعت يدها دون قصد منها تمسح وجهها لتأن فانتبهت وتذكرت قطرات القهوة التى اصابتها بالامس فابتعدت عن فراشها ووقفت امام المرآة لم تجد اى أثر للاحمرار رغم احساسها بالالم فحمدت الله على عدم ترك القهوة اثرا بها واضحا للعين ف*نهدت بعدما تذكرت حالة سليم حين وقفت امامه تقدم له فنجان القهوة فوجدته شارد ووجهه يتلون بألوان متتعددة من الحيرة فأشفقت عليه لثقل حمله وتذكرت موقفه معها وهو يتحسس وجهها لتعبس ثم تعقد حاجبيها وهو تهمهم ساخطة تعاتب نفسها : هو حلال له يلمسنى وقت ما هو عاوز واول ما ادوب فايديه يبعد انا مش عارفة هو مين فينا اللى مفروض يمشى بمبدأ شوق ولا تدوق دا اوووف خلاص بقى معدتش قادرة اتحمل منه اى حاجة تاني انا هتكلم معاه واللى يحصل يحصل هيعمل ايه يعنى يتعصب ما هو على طول متعصب وروحه فمناخيره كانى قتلت له قتيل ولا يعنى هيض*ب اهو هو يض*ب وانا اض*ب واللى يتعب الاول اهو يبقى اخد بتاره انما ان اسيبه كدا طايح فيا حبه حنين وحبة زوق وكتير اوى مش عارفة مين اللى متجوزاه دا مينفعش ايوة اغسلى وشك يا مرام واطلعى اهبدى اللى فنفسك واتكلمى وادخلى اوضتك تانى ولو اتهور اهربى منه ما هو مش هيقل من نفسه ادام الناس ويجرى وراكى يلا مستنيه ايه اتشجعى واطلعى له و متسكتيش .. بحثت عنه مرام بالمنزل ولكنها لم تجده فخرجت ووقفت امام الباب تبحث بعيناها بين الشجيرات الموزعة بعشوائية منظمة حول المنزل ولكنها لم تجده كذلك فتوجهت الى الباحة الخلفية من المنزل فأتى الى سمعها صوت صهيل حصان فابتسمت وقالت بمرح : واو دا شكله عنده حصان يا سلام بقى لو سليم يركبنى الحصان معاه زى الافلام الاجنبى ويحضنى كدا واجى اقع يخاف عليا و يتحرك بقى ويقولى بحبك وحشتينــ.. مرام يا مرام مالك واقفة كدا ليه انتى يا مرام روحتى لفين .. اجابته دون وعى وهى تبتسم ببلاهة : استنى بس لما اكمل الحلم وابقى افوق لك .. هزها سليم بحده بعدما لاحظ ما ترتديه فقال بصوت حاد ** اذنيها : استنى ايه يا هانم انتى مش شايفة خارجة من البيت ازاى انتى اتجننتى يا مرام طالعة بهدوم النوم وجاية الاسطبل ماشة ب*عرك ادام الفلاحين وتقولى لى استنى اكمل الحلم دا انا هقلبه كابوس على دماغك لو ماختفتيش حالا ودخلتى البيت .. حدقت مرام لا تعى ما يقوله سليم لتنظر الى ملابس نومها و تجحظ بعيناها لتفر من امامه صارخة تهرول الى داخل المنزل الامر الذى جعل سليم يستشيط غضبا حينما لاحظ عين احد الفلاحين تتابعها بتركيز فاغلق الباب بغضب انتفضت على اثر صوته ليندفع سليم الى داخل الغرفة فهربت مرام من امامه جاعلة الفراش بينهما وهى ترى عيناه الغاضبة تتوعدها بالعقاب فقالت : والله غصب عنى كنت بدور عليك ومأخدتش بالى انى بلبس النوم والله يا سليم مكنش قصدى .. صاح بها سليم وهو يحدق بها محاولا الحفاظ على غضبه كما هو وقال : مكنش قصدك ايه انتى هتخلى سيرتى على كل ل**ن لما الرجالة اللى برا تحكى عن مرات سليم الدهشورى اللى خرجت للاسطبل بهدوم نومها وجريت ادام الفلاحين ب*عرها الى مخليها شبة الجنية .. قطع سليم كلماته حينما ادرك انه بدأ يتغزل بها فحدق بها فابتسمت له وقالت : انا اسفة حقك عليا اقولك معدتش خارجة برا البيت خالص وهفضل حابسة نفسى فاوضتى كمان لو عاوز بس اهدى كدا وصلى على النبى وبلاش تتهور عليا انا مش حملك انت ايد*ك جامدة وانا مجرباك لما هبدتنى يد واحنا بنلعب الماتش سوا.. هالكة لا محالة لما أتت على ذكر ذلك اليوم الذى فقد سليم به سيطرته على نفسه لمعت عيناه وهو يتذكرها مستسلمة ليداه فادرك الامر قبل ان ينفلت منه واستدار عنها ولكنها وجدت ان الفرصة متاحة لها لتحدث معه فقالت : سليم عوزاك فموضوع .. استدار لها سليم من جديد وقال : خير عاوزانى فايه يا مرام .. ابتعت مرام ريقها وقالت : هو اخر اللى احنا فيه دا ايه .. انعقد حاجبى سليم اكثر واظلم وجهه وهو ينظر لها ليقول : اخر ايه علشان مش فاهم تقصدى ايه .. تحركت مرام وقالت وهى تتحرك بعشوائية امامه : اللى احنا فينا انا وانت علاقتنا جوازنا انت ناوى على ايه خصوصا بعد ما لارا عرفت كل حاجة ومعدش فى اى اسرار تستخبى و .. **تت مرام لتلمع عيناها وتسهب فالحديث وتقول بصوت خفيض : وكمان بعد ما عرفت انك عارف حقيقة موضوع توفيق .. تحفزت حواس سليم وشحب وجهه فها هى اللحظة التى يخشاها أتت مبكرا كثيرا اقتربت منه مرام ووقفت امامه وقالت : سليم انت مركز معايا سمعتنى .. ثبت سليم عيناه عليها وقال بلهجة مبهمة : مرام انتى عاوزة توصلى لايه .. تن*دت مرام بقلة حيلة وقالت : مش عاوزة اوصل لحاجة يا سليم انما عاوزة اعرف مكانى فين فحياتك انا ابقى لك ايه .. اجابها سليم بتلقائية : مراتى يا مرام ما انتى عارفة وفاهمة انك مراتى .. نظرت له مرام وقالت بصدق : بس انا مش مراتك يا سليم ولا عمرى هكون مراتك طول ما انا مش عارفة انا فين جواك انت قابل وجودى فحياتك ولا لسه رامينى براها انا انا تعبت يا سليم من انى كل ما احاول اقرب منك تبعد انت عنى وتوسع المسافات بينا فلو انت مش عاوزنى فحياتك يبقى يبقى .. سئلها سليم وعيناه تكاد تفترسها غضبا : يبقى ايه يا هانم انت بتلفى على ايه من بداية كلامك عاوزة تطلقى مش كدا لا يا مرام ما فيش طلاق وحياتنا هتفضل زى ما هى كل واحد بعيد عن التانى لا انا هقدر انسى ان اخويا كان عاوزك فيوم من الايام ولا هقدر انسى حبى لسما .. دمعت عينا مرام وهى تنظر له غير مصدقة وقالت بألم : بس دا ظلم يا سليم انت لا عاوز ترحمنى ولا عاوز تسيب رحمة ربنا تنزل ودا حرام بجد انا مقدرش على العيشة دى طالما مش عاوزنى طلقنى واخلص من الحمل اللى على كتافك اخلص من الشك اللى جواك بيقتلك علشان اخوك فكر نفسه بيحبنى اخلص من اللى عمرك ما هتفكر فيها علشان انت بتحب سما رابط نفسك بيا ليه يا سليم ورابطنى بيك لو على لارا خلاص الموضوع انتهى ونادر بيعشق لارا وهى بتعشقه يعنى انا مبقتش تهديد بالنسبة ليها طلقنى يا سليم وخلينى اعرف اعيش حياتى طالما مش عاوزنى .. نظر سليم اليها لا يصدق انها قالتها هو يعلم انه تحبه وكان شبه متأكد انها سترضى ان تحيا بجانبه تحت اى مسمى واى علاقة تربطهما سويا انتبه سليم لبكاؤها فاحس بنغزات بقلبه فحاوطها بذراعيه فجمدت داخل حضنه تبكى ب**ت فهمس سليم بصوت خافت خشيه ان تهرب منه : مرام بس انا اتعودت تبقى معايا و و .. انتبه سليم لنفسه ولكلماته هل سيرجوها ان تبقى معه ولكن على اى اساس يطلب منها البقاء عليه ان يضع حدا لانانيته تلك وان يطلق سراحها بعيدا عنه حتى وان عذب هو فابعدها عنه وارتدى قناعه الصارم وقال : تمام يا مرام هنفذ لك طلبك بس مش دلوقتى على الاقل .. حدقت به مرام لا تعى ما تصدق مدى ظلمه لها فمسحت دموعها وقالت بكبرياء : وليه مش دلوقتى يا سليم ليه مش دلوقتى هتطول الوقت ما بينا ليه .. اجابها سليم وهو يستدير ليغادر : علشان كلام الناس يا مرام لو طلقتك دلوقتى الناس مش هتسيبك فحالك وهيتكلموا عليكى وانا مقبلش ان حد يخوض فسيرتك بسببى فمعلش نتحمل بعض فترة كدا كام شهر كمان اهو على الاقل لحد ما لارا تسافر وتعمل العملية وترجع بالسلامة وتطمنى عليها .. اعتدلت مرام امامه وقالت : ماشى يا سليم حاضر هضحى بكام شهر معاك كمان اهى بجملة التضحية والايام اللى بتضيع من حياتى مش هتفرق الشهور دى كمان ودلوقتى لو سمحت لو ممكن نرجع القاهرة تانى يبقى احسن على الاقل ما فيش اى داعى نبقى مع بعض الفترة دى وعلى رئيك اكيد لارا محتجالى جانبها الايام دى انا هحضر الشنط على ما تحضر نفسك ونرجع .. غادرها سليم وهو يلعن تلك الظروف التى تحرمه منها وتوجه الى غرفته وهو يدرك انه احرق كافة مراكبه التى يمكن ان تجعل ابحار مرام الى حياته ممكنا .. انهمكت رويدا فى استذكار دروسها ولكن عيناها كانت تخونها كل دقيقة باتجاه هاتفها تراقب رسائل توفيق اليها رسائله التى يمطرها بها يحفزها من خلالها على المذاكرة لتترك كتابها وتجيب رسالته و تكتب : الحمد لله يا توفيق صدقنى بذاكر ما انت عارف خلاص مفضلش على الامتحان كتير كلها شهر والمعمعة تبدأ و مش هبقى فاضية لاى حاجة غير الامتحانات والمذاكرة .. تفاجأت رويدا برد توفيق عليها قائلا : وسايبة المذاكرة دلوقتى وبتردى عليا ليه يا رودى مش قلنا نركز .. ابتسمت رويدا وكتبت له : قلت اخد بريك صغير كدا لانى من الفجر وانا بذاكر ومفصلتش .. دق قلب توفيق بحب فكتب لها : يعنى افهم انك بتلاقى راحتك وانتى بتتكلمى معايا ولا واخدنى وسيلة تسلية .. اسرعت رويدا وكتبت : تسلية لا طبعا انا عمرى ما اتسلى بيك يا توفيق .. ابتسم توفيق وكتب لها : الله الله الله على احلا كلام ربنا ميحرمنيش منك يا رودى .. ارتبكت رويدا ووبخت نفسها على ما كتبته فكتبت له : لا على فكرة مش قصدى انه كلام حلو ولا حاجة انا بس بوضح وجهة نظرى وبعيدن مش قلنا بلاش كلامك دا .. اتسعت ابتسامة توفيق وكتب لها : احلا وجهة نظر وحاضر مش هقول كلام من دا تانى هقولك ذاكرى بقى انا هسمع لك اللى بتذكريه .. ضحكت رويدا وقالت : تسمع لى ايه بس يا توفيق انا بحل امتحانات الحمد لله بس ماشى هبقى ابعتلك نسخة من الاسئلة وابقى اسئلنى شفوى وشوف مذاكرة ولا لاء .. اتتها رسالة توفيق قائلا : وانا عمرى كله ليكى اسمعلك واذاكر معاكى انا المهم عندى تبقى الاولى يا رودى.. ارتبكت رويدا وكتبت له : طيب هسيبك بقى واكمل حل سلام .. همس توفيق لنفسه دون ان يكتب لها : سلام يا قلب توفيق .. ومرت ساعة على رويدا وهى منهمكة لتنتبه لدخول مرام عليها الغرفة فحدقت بها مندهشة وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم هو انتى سافرتى فايه ورجعتى فايه يا مرام .. ارتمت مرام على فراشها تبكى فتركت رويدا كتابها وجلست بجانبها وقالت بقلق : مرام مالك حصل ايه بس علشان تبقى كدا .. نظرت لها مرام بدموعها المنهمرة وقالت : حصل اللى كنت خايفة منه يا رويدا خلاص انا وسليم هنطلق عمرى ما هيحبنى ولا يدنى فرصة اكون معاه فحياته خلاص يا رويدا كل اللى بينى وبينه كام شهر علشان كلام الناس وبس .. اشفقت رويدا على شقيقتها التى تعذب امامها من حبها المستحيل لسليم ولم تدرى بما تقوله تهون عليها الامر فقالت : حاولى تنسيه يا مرام وشوفى مستقبلك كملى دراستك طالما هو مش حاسس بيكى مش هينفع ترمى نفسك عليه اكتر من كدا و بعدين مش انتى اللى خسرانه هو اللى خسرك لانه مش قادر يشوف حبك ليه .. جلست مرام وقالت وهى تجفف دموعها : معاكى حق يا رويدا انا لازم التفت لدراستى هى اللى باقية لى انا مخدتش من الحب إلا وجع قلبى و**رة نفسى وبس.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD