مرام وانتقام

5000 Words
-لم تنتظر مرام سيارة نادر في الصباح بل توجهت إلى كليتها وحاولت التركيز بشدة في محاضرتها ولكنها لم تفلح ولأول مرة يعنفها دكتور المادة حينما لاحظ شرودها وأنذرها وما أن إنتهت المحاضرة كانت مرام قد وصلت إلى حافة البكاء فأسرعت وغادرت ولكنها تصادمت برامي الذي اوقفها قائلاً: -"مرام استنى إنتِ رايحة فين" -احست مرام أنها على وشك الإختناق فنظرات البعض لها لم تريحها خاصة بتكرار وقوف رامي معها ف*نفست ببطء وهي تحاول تمالك نفسها فاجابته بحزن بعدما أشاحت بصرها عنه: -"أنا هروح يا رامي علشان حاسة بتعب و" -أقترب منها رامي حينما وجدها تتراجع بخطواتها عنه وقال بإهتمام واضح: -"إنتِ مش ملاحظة إنك بدأتي تهملي دراستك أنا فعلاً خايف عليكى أد*كى شوفتي اللي حصل فالمحاضرة كنتي سرحانة واول مرة حد من الدكاترة يوجه لك إنذار وبعدين غيابك بقى كتير واعتذراتك أكتر على فكرة الغياب اللي كل شوية تغ*يه اغلب الدكاترة بدأ تلاحظه ودا هيأثر على تقديرك " -زفرت مرام بحدة وقالت: -"كل واحد وعنده ظروفه يا رامي وبعدين ما يلاحظوا المهم إني بنجح فالامتحانات وبحضر العملي ودلوقتي عن اذنك أنا تعبانة بجد وورايا حاجات كتير ولازم اخلصها" -شعر رامى بضيق مرام فقال معتذرا: -"مرام أنا خايف عليكي بجد وبعدين مش هينفع تروحي النهاردة اللي متعرفيهوش إن في امتحان النهاردة ولو مشيتي هتروح عليكي اعمال السنة" -حدقت مرام بوجه رامي بدهشة وقالت: -امتحان ايه انت بتتكلم جد هو في امتحان النهاردة بس الدكاترة مقالتش ومحدش نزل أي خبر على جروب الدفعة" -مال رامي على اذنها وقال: -"اخويا اللي بلغني ما إنتِ عارفة انه متجوز من بنت دكتور عصام فبلغني بالليل ان الدكتور عامل امتحان مفاجيء النهاردة لانه لاحظ غياب عدد كبير من الدفعة" -تراجعت مرام للخلف حينما لاحظت اقتراب رامي منها وقالت بارتباك: -"ماشى يا رامي بس لو سمحت لما تتكلم معايا خلي في مسافة بينا انا محبش أي حد يشوفنا واقفين قريبين بالشكل دا ويظن ان في أي حاجة بينا" -شعر رامي أن تلك هي فرصته ليصارح مرام بمشاعره فقال مغتنما الفرصة: -"وفيها ايه يا مرام لما يبقى في حاجة بينا دا يمكن تكوني إنتِ بس الوحيدة اللي مش ملاحظة إني معجب بيكي مش عارف ليه يا مرام مش عاوزة تدينا الفرصة وبتهربي من الكلام معايا على فكرة انا من اول يوم شوفتك فيه السنة اللي فاتت وانا بتمنى تديني فرصة وتتعرفي عليا وتشوفيني مش مجرد زميل وخلاص يا مرام انا معجب بيكي وبحبك وبتمنى نرتبط ببعض" -حملقت مرام بوجه رامي الذي تحول في لحظة إلى عاشق ينظر لها بعيون لامعة مليئة بالحب فاحست بالذنب فهي لاحظت اهتمامه بها وملاحقته لها ولم تحاول مرة واحدة ان توضح له حقيقة الأمر وأنها تراه فقط زميل دراسة فهزت مرام رأسها تلوم نفسها ل**تها وسلبيتها في التعامل معه وقالت هي تشعر بالحزن لإن عليها ان تخبره بحقيقة مشاعرها وتعلم علم اليقين أن ما ستقوله سيؤلمه: -"رامي انا اسفة بس انت ليه مفكرتش مرة واحدة إني لما بتحاشى الكلام معاك بيبقى علشان اخليك تفهم ان العلاقة ما بينا عمرها ما هتتخطى علاقة زمالة وعلى فكرة انا حاولت كتير ابعد عن أي تجمع انت موجود بيه علشان لا احرجك ولا احرج نفسي انا كلامي مش رفض ليك انت بس اللي عوزاك تعرفه اني لو كنت بتعامل معاك او مع أي زميل فالدفعة فدا لاني بعتبركم اخواتي وعمري ما فكرت ان يبقى في اي حاجة بيني وبينك او بين اى زميل ليا انا مش عاوزة احس بالذنب انى اتعاملت معاك كأخ انا اسفة يا رامي بس انا جاية هنا اتعلم واخد شهادتى مش علشان احب واتحب عن اذنك" -انسحبت مرام ولم تدع اى فرصة لرامى للحديث معها فقالت تعاتب نفسها: -"عجبك سلبيتك وسكوتك و انك مش عاوزة تحرجى حد عجبك تفكيرك ان طالما بتتعاملى مع اللى ادامك بحسن نية هو كمان هيقدر دا اهو متعاملش معاكى على انك اخته لا دا شايفك حبيبته سكوتك وهروبك من مواجهة رامى حطتك فموقف وحش هتقولى ايه لنادر لو عرف ان رامى بيحبك هيقولك وقفتى معاه تانى ليه وانا قايل لك ابعدى عنه ونبهتك ان نظراته ليكى مش زمالة يبقى بلاش اقول لنادر اى حاجة عن كلام رامى صح لأنه اكيد هيزعل، طب وبعدين يا مرام هى الدنيا بتعمل معاكى كدا ليه كنت نقصاك انت كمان يا رامى اهدى كدا وافصلى دماغك هتعملى ايه دلوقتى هتحضرى الامتحان دا وانتى مفتحتيش كتاب ازاى اووووف يعنى لازم يا دكتور عصام تقرر ان يبقى فى امتحان النهاردة اعمل ايه بقى اتصل بنادر واعتذر انى مش هقدر اروح المكتب النهاردة وابقى اعوضه فاى وقت تانى، نادر واااه من نادر اللى قلت هيفهم مرام ويفهم انها استحالة تقبل مساعدة راح عمل ع** ما قولت له **م و نفذ و انا مفروض أقبل بالأمر الواقع، ولارا اللي عمرها ما قبلت من اى حد هدية فجأة كدا اتغيرت بس متنكريش انك دايما تدعى انها تتغير وترجع زى ما كانت لارا المرحة اللى الدنيا بتفرح لما تضحك ايوة ماشى لكن متحطنيش انا فموقف محرج بقبولها هدية نادر، بس يا مرام انتى اللي غلطانة كان مفروض قولتى ان نادر عاوز يرتبط بيكى ايوة بس ازاى اقول كدا ولارا فالحالة دى انا مش عاوزة اجرحها، وبعدين يا مرام دماغك بتفكر فمليون حاجة فوقت واحد وناسية انك مفتحتيش كتاب للامتحان ويا خبر ابيض انا نسيت اكلم نادر زى ما كنت عاوزة دا زمانه هيولع انى مردتش عليه" -بحثت مرام على هاتفها فى حقيبتها وهى تنتشل نفسها من دوامة تفكيرها و لكنها لم تجده فشهقت وهى تتذكر انها تركته على مكتبها فى غرفة نومها فهزت رأسها بيأس وقالت: -"هى كدا كملت امتحان من غير مذاكرة ومافيش موبايل ولا شركة ولا كلام مع نادر يبقى كدا الله يرحمك يا مرام" -تمالك نادر اعصابه وهو يراقبها من بعيد كاد ان يهجم عليهما سويا ليوسع هذا الغر ض*با لتجرأه والوقوف مع حبيبته وأخذ يفكر فيها ويحدث نفسه: -"وبعدين معاكى يا مرام بتعملى كل حاجة تخلينى اغضب واتعصب يعنى مش ملاحظة نظرات عينيه ليكى مش شايفة زمايلك بيبصوا عليكم ازاى ليه مش بتسمعى كلامى من غير نقاش ليه مش قادرة تفهمى انى عارف الدنيا اكتر منك واقدر اقرا الناس بسهولة ورامى دا شكله بيحبك بس معقول تكونى عارفة وفاهمة انه بيحبها وبردوا واقفة معاه لأ لأ هى قالت ان مافيش بينهم حاجة ايوة بس ما ممكن تكون بتقول كدا علشان مزعلش منها ما هو كمان رفضها انى ارتبط بيها انا مش مقتنع بيه هو انا بطلب منها تحبنى فالسر دا انا عاوزها فالنور علشان تقدر تفهمنى بدل ما هى واخدة كل حاجة بينا ند للند كدا ايه يا نادر مالك متغير ليه دا مكنش احساسك وانت بتتكلم مع سليم امبارح اوووف مجرد انى شوفتها مع الزفت دا خلتنى خلتك تقارن بينها وبين تصرفات سمر واللى كانت بتعمله سمر مش كدا فوق يا نادر مرام مش سمر متخليش اللى عملته سمر معاك تتخيل ان مرام بتعمله" -احس نادر انه على وشك الإنفجار وهو يتابع بحثها عن شىء ما بحقيبتها بعدما ابتعدت أخيراً عن رامى ليراها تبتعد صوب الكافيه فزفر فى ضيق وقرر أن يتوجه نحوها ليتحدث معها ولكن رنين هاتفه اوقفه ليستمع الى مدير مكتبه يحثه على الإسراع بالعودة إلى الشركة لارسال أحد العملاء عقدا جديدا يجب عليه مطالعته ومراجعته قبل ان يعرض على سليم ليتم التوقيع عليه فتحرك نادر مغادرا وهو يشعر بتزايد غضبه منها. -جلست لارا على المقعد الذى اهداها اياه نادر وقد امتلاء قلبها بالغبطة والسعادة وتعالت دقاته تشرق بداخلها بالاعجاب والحب فهى تشعر ان نادر يوليها عناية خاصة تذكرت لارا كفيه اللذان احتضنا كفيها وكيف سرت تلك القشعريرة بجسدها بقوة ويدها بين يديه ونظراته التى احستها تتابع كل سكناتها تمنت لارا ان تراه ترى عيناه التى اسرتها وسلبتها قلبها فغادرت غرفتها تبحث عن رويدا وبعدما اطمئنت انها تجلس برفقة سيف يتابعون دروسهم عادت الى غرفتها واخرجت هاتفها واخذت نفسا عميقا وضغطت على زر الاتصال انتظرت لارا برهة حتى سمعت صوته فشعرت بحرارة تغزو جسدها فهمست بصوت مرتجف: -"انا انا لارا يا استاذ نادر". -انتبه نادر الى محدثته وزفر يحاول ابعاد تصرفه الا**ق الذى جعله يض*ب بكلام مرام عرض الحائط ويقدم للارا مقعدا اخر ولكنه حتى اللحظة لم يدرى لما تحدث معها بتلك الطريقة بالأمس ولما مد يداه وحاوط يداها بين كفيه هل لأنها شقيقة حبيبته أم لانه أحس ان لارا تحتاج لمن يحنو عليها لفقدانها الثقة بنفسها أجاب نادر إتصال لارا محاولا جعل صوته ثابت وحذر فى حديثه وقال: -"ازيك يا لارا و بعدين إيه استاذ دى احنا مش بقينا صحاب ومينفعش تقولى لى استاذ على فكرة لو قولتيها تانى هزعل منك بجد ولا انتى مش قابلة بصداقتى ليكى" -حدق نادر فى شاشة هاتفه ينظر لها هل هذا صوته الذى تحدث به أم ماذا آلم يتخذ قراره بالتعامل الحذر لما إذن تبسط بحديثه مع لارا. -ارتبكت لارا فها هو نادر يطلب منها للمرة الثانية رفع الألقاب فشعرت ان عليها ان تحمل صوتها شىء من احساسها به فقالت: -" خلاص متزعلش هقولك نادر وبس وبعدين انا يشرفنى انك تبقى صديقى ووكل حاجة انا اصلا ماليش حد إلا اخواتى زى ما انت عارف". -اجابها نادر مندفعا حتى أنه شهق بعد قوله: -"وهو انتى عوزانى اكون كل حاجة يا لارا.. -لعن نادر تهوره واندفاعه في سؤاله ولام نفسه بشدة، زاد ارتباك لارا واحمر وجهها بشدة واخذت تتسائل كيف ستكون رده فعله ان اجابته بنعم وتخيلت همساته بالغزل لها ان بادلها احساسها لتعود إلى رشدها فاجابته وهى تهمل اجابه سؤاله : -"انا انا مش هعطلك انا بس حبيت اعتذرلك عن موقف مرام امبارح واشكرك على الكرسى بصراحة انا عمرى ما حد قدم لى هدية فا مش عوزاك تزعل ممكن ". -تن*د نادر وشكر لارا فى عقله انها لم تجيب سؤاله ولام اندفاعه في الحديث لكنه صدم من نفسه حين وجد عقله يقارن بين عذوبة ورقة لارا وبين قوة شخصية مرام وحدتها فى التعامل معه صحيح انها تذوب بين يديه الخبيرة ولكن فى احاديثهم سويا تقف امامه بندية انتبه نادر لنفسه فض*ب مقود سيارته يلوم نفسه فكيف له أن يكون بمثل هذا التناقض ف بالأمس و حين تحدث مع سليم احس أن عشق مرام يتغلغل به و لم يفكر فى لارا ولو لبرهة فلما الأن، نفض نادر عن عقله كل شىء وانتبه لصوت لارا التى كانت تحادثه فى شىء لم يسمع معظمه لشروده ولكنه سمع أخر ما قالت : -"واحب انك تشرفنا على الغدا ". -حك نادر رأسه واحس انه يحتاج للتحدث مع مرام قبل اى شىء ليزيل اى سوء فهم بينهما ويطلب منها ان تفاتح اشقائها بطلبه الارتباط بها حتى ينهى حالة التخبط التى ض*بته فجأة هكذا بلا داعا او معنى فقال يرفض دعوة لارا : -"حقيقة انا اسف يا لارا لانى مشغول جدا ومعايا عقد جديد متعطل ومحتاج مراجعة لو ينفع نأجلها يبقى تمام اراجع مواعيدى واشوف الوقت ال انا هبقى فاضى فيه اه قبل ما انسى هى مرام مش بترد على الموبايل ليه لانى محتجالها فالشغل النهاردة ". - احست لارا بالحزن لرفض نادر دعوتها وزمت شفتاها وهى تجيبه بعدما شعرت بألم قلبها لانها لن تراه : -"خسارة اننا يعنى مش هنقدر نشوفك معلش تتعوض مرة تانية". -احس نادر بالضيق لعدم اجابه لارا على سؤاله عن مرام وقال مرة اخرى : -"معلش يا لارا كنت بسئلك مرام مش بترد على الموبايل ليه انا محتاج لها فالشغل". -اجابته لارا بهدوء : -"مرام نزلت ونسيت موبايلها هنا دا حتى من الصبح مبطلش رن فرويدا قفلته لحد ما ترجع ". -زفر نادر وهو يرصف سيارته امام الشركة وقال وهو يغادرها : -"تمام سلام دلوقتى يا لارا ". -انهى نادر اتصاله و سلم مفاتيح سيارته الى حارسه واسرع فى خطاه يشعر بالضيق يزداد بداخله وهو يتوجه الى مكتبه .. -اغلقت لارا هاتفها واخذت تحدق فى شاشته بإحباط فسمعت صوت رويدا يقول: -"رجعنا للتكشيرة والسرحان تانى ايه يا لارا هو انتى خايفة تضحكى ". -تن*دت لارا التفتت الى رويدا وقالت : -"مافيش تكشيرة ولا حاجة بس يمكن اول مرة احس انى عاوزة اخرج بالكرسى الجديد لكن محصلش نصيب عارفة يا رويدا انتى مش متخيلة انا حاسة بايه جوايا حاجات كتيرة فهماها ومش فهماها خايفة منها ونفسى فيها حاجات حساها حقى وفنفس الوقت مرعوبة اخسرها واخسر الأمل اللى بدأ يعيشنى ك لارا من تانى اااه بصى سيبك من كلامى المهم ايه رئيك فعربيتى الجديدة تصدقى حاسة انى بسوق عربية ". -اقتربت منها رويدا واحتضنتها وقالت : -"انا مش هعلق على الكلام اللي مش فهماه لكن عوزاكى تعرفى ان انا فرحانة انك بتتغيرى يا لارا الواحد مشفتش ضحكتك الحلوة دى من زمان المهم قبل ما انسى اختك مرام اتصلت من موبايل واحدة زميلاتها على موبايلى لما لاقت موبايلك مشغول بتقول ان عندها امتحان مفاجىء فالكلية وهتتاخر يلا هسيبك بقى تسوقى عربيتك واروح اكمل مذاكرة مع الفاشل اللي جوا دا ". -جلست مرام تحدق بورقة الامتحان واحست انها ترى الاسئلة للمرة الاولى فادركت انها راسبة لا محالة فى ذلك الاختبار فها هو الوقت يكاد يمر وهى لم تجيب الا على اربعة اسئلة من اصل عشرة فعبست وقد احست بحاجتها للهرب والبكاء لتتفاجىء ب رامى يسحب ورقة اجابتها من امامها ويعطيها ورقة اجابته فنظرت له بصدمة واخذت تبحث عن المراقب بعيناها وكادت ان تعترض ولكن رامى اخذ يجيب باقى الأسئلة فى ورقتها بسرعة تنم على معرفته المسبقة بالاسئلة واجابتها فأزداد عبوسها وشعرت بالنفور من نفسها ومن رامى لفعلته ليمد يده بعد عشر دقائق يعطيها ورقتها ويستعيد ورقة اجابته فنظرت له مرام بغضب فوقفت فجأة جعلت الجميع يلتفت لها بحدة لتفاجئ رامى بتمزيقها ورقة الاجابة والاستئذان من المراقب لتغادر الامتحان وسط دهشتهم. -شعرت مرام بحاجتها إلى التنفس فابتعدت عن اسوار الجامعة ووقف تنظر بحيرة الى اين تتجه فأخذت عدة أنفاس سريعة وقررت أن تسير على قدميها حتى يصفو ذهنها . -حاول نادر أن يولى كامل تركيزه واهتمامه لذلك العقد الجديد ولكنه كان يشعر بحرب يدور سيجالها بداخله فترك الأوراق وهو ينظر إلى النافذة ليعود ببصره إلى الأوراق مادا يده واضعا إياها فى حقيبته ليقف وهو يحدث نفسه : -"انا مش هفضل قاعد مستنى تعطفها عليا لما تيجى خليها بمزاجها انا اصلا مش قادر اركز الأحسن ارجع الفيلا و أدى الورق ل سليم يراجعه وافكر بهدوء". -وبالفعل غادر نادر مقر عمله متوجها إلى فيلته فلمح باب تلك الغرفة التى تقبع بعيدا عن مبنى الفيلا مفتوحا فتوجه إليها فسمع صوت الموسيقى يص*ر منها فابتسم ودلف إليها ووقف يستمع إلى عزف شقيقه الحزين فتوجه إليه ووضع حقيبته على البيانو فرفع سليم وجهه نحوه مبتسما فجلس نادر بجواره يشاركه العزف متناسيا سبب حربه ومص*ر قلقه ليغمض عيناه و يذوب مع الموسيقى ولم يشعر كلاهما بمرور الوقت حتى انتبه نادر لتوقف أخيه عن العزف ففتح عيناه فوجد سليم يسند ذقنه إلى يده ويحدق به رافعا حاجبه منتظرا منه التوضيح فتحرك نادر ووقف بجانب النافذة ليكتشف انها تكشف خلفية الفيلا بأكملها فعاد ببصره إلى سليم وقال : -"وتقولى لا عاوز اشوفها ولا تشوفنى وانت كاشف كل حاجة من مكانك هنا إنما أنت غيرت الازاز دا أمته يا سليم.. -تحرك سليم ووقف بجانب نادر وقال : -"ليا سنة مغير الازاز طلبت من المهندس يغيره ويخليه عازل وفنفس الوقت يخليني اشوف اللى برا من غير ما يشوفنى واد*ك عرفت إجابة سؤالك انا شوفت مرام ازاى شوفتها وعرفت انها مش شبه سمر من أول لحظة". -عقد نادر حاجبه وقال : -"ايه يخليك تقول مش شبه سمر ومن أول لحظة ومن غير ما تتعامل معاها طب ازاى". -تن*د سليم وقال : -"لأن البنت اللي وقفت مع عمك عبد الله تجادل معاه علشان رافض يشغلها خدامه وهى قبلت لظروفها استحالة تبقى سمر اللى لعبت عليك ومثلت الحب وهى ماشية مع اتنين غيرك بتقلبهم غير كلام عبد الله عنها إنما سيبك من شوفتها والكلام دا مالك يا نادر ايه مغيرك انا حاسس ان فى حاجة يعنى مش انت اللى كنت بتتكلم امبارح بحماس وحب". -زفر نادر بضيق وقال : -"مش عارف يا سليم فجأة كدا لما مرام رفضت كل اتصالاتى حسيت بحاجة غريبة جوايا مش قادر افهمها قمت وانا مقرر أوضح لها وجه نظرى واتكلم معاها وعرفت انها راحت كليتها ومستنتش العربية توصلها روحت لها الكلية ولاقيتها واقفة مع زميلها اللى انا متكلم معاها بخصوصه لكن هى مهتمتش بكلامى وحسيت انى مخنوق من تصرفها وو". -ابتعد سليم عن النافذة وأكمل عنه وقال : -"و حسيت انك شايف سمر". -خفض نادر رأسه أرضا فعلم سليم أن نادر لم يتخطى بعد أزمة سمر وانها مازالت تسيطر عليه بدليل احساس نادر المتقلب فزفر سليم وقال : -"نادر انت لما كلمتنى عن حبك لمرام مرضتش اقولك انك بتتسرع لأن معداش على معرفتك بيها كتير واللى خلانى اسكت حماسك والشرارة اللى شوفتها فعنيك شوفت نادر بتاع زمان ليه بقى تسمح لعقلك يسيطر ويخليك تقارن بينها وبين غيرها". -زفر نادر وقال : -" مش عارف يا سليم بجد انا محتار خصوصا كمان لما اتعرفت على اخواتها مش عارف ليه حاسس انى ملزم بيهم ومرام مقيدانى لا عاوزة تعرفهم ولا عاوزة تخليني اساعدها انا عاوز ابقى براحتى معاها يا سليم بس هى بتتعامل معايا بنديه". -ابتسم سليم بسخرية وقال : -"وأنت عاوزها تتعامل معاك ازاى نادر مرام مش زى اى واحدة اتعرفت عليها وقضيت معاها وقتك وإنت فاهم كلامى طبعا ومش علشان حاسس انك بتحبها يبقى ايه يعنى تتعامل معاها براحتك يا نادر لازم تعرف تفرق بين المحترم واللى ". -صاح نادر متسرعا وقال : -"بس هى فالبداية مكنتش كدا يعنى سابتنى انطلق معاها واعبر لها عن حبى زى ما انا عاوز ". -عبس سليم ونظر إلى نادر بحدة وقال : -"يعنى ايه كلامك هى العلاقة بينكم وصلت لايه بالظبط". -ارتبك نادر وقال مصححا : -"لا تفكيرك ميروحش لبعيد مرام غير اى واحدة من اللى عرفتهم كل الموضوع انى يعنى بصراحة استغليت حالتها النفسية كذا مرة وبوستها وهى لما فاقت لنفسها قالت لى كلام حسستنى أنى عيل صغير مراهق بس انا حاسس انى متكتف معاها علشان كدا عاوز". -قاطعة سليم بغموض وقال مكملا الحديث بدلا منه : -"عاوز ترتبط بيها بسرعة علشان يبقى مافيش حاجز بينك وبينها وتبقى على راحتك معاها مش كدا". -نظر له نادر بتمعن واجابه : -"مالك يا سليم ". -اجابه سليم قائلا بهدوء : -"مافيش بس عاوزك تكبر شوية وتفهم ان لو مرام قبلت بحاجة بينكم فلانها وثقت فيك انك فهمتها وعرفتها فبلاش تخذل الثقة دى وبلاش تبص لمرام على أنها سمر وقبل ما تعترض انت من جواك شايفهم واحد نادر اقعد مع نفسك وراجعها لو هتظلم مرام ابعد ولو فعلا عاوز ترتبط انا هكلم عم عبد الله يفاتحها بالموضوع بالنسبة لرفضها اى مساعدة قلت لك عزة نفسها لازم تقدرها وتحترم كلمة لأ بالنسبة لزميلها متسبش الموضوع لازم تفهم كل حاجة عنه علشان ميبقاش جواك اى شك". -ابتسم نادر وقال : -"انا كنت عارف انك اللى هتحل كل حاجة وتخلينى اشوف الصورة صح بقولك يلا نشوف العقد الجديد دا علشان اخلصه واكلم مرام براحتى وبالى رايق". -ضحك سليم وقال : -"ومن أمته بالك مش رايق يا نادر اقولك اطلع ريح انت وانا هشوف العقد بنفسى". -ما إن غادر نارد حتى همس سليم وقال : -"ربنا يهد*ك يا نادر مش عارف هتفضل هوائى كدا لأمته تحب بسرعة وفالاخر تندم بس المرة دى هتندم بجد لو خسرت مرام اللى زيها ميتفرطش فيها أبدا". -أخذت مرام تسير بدون وجهه ولم تدرى بالخطوات التى تلاحقها إلا حينما شعرت بانفاس حادة خلفها فالتفتت بحدة وتراجعت للخلف بعدما رأت ثلاثة رجال ضخام الجسد اشداء البنية ينظرون إليها بنظرات غامضة مبهمة جعلت الخوف يتسلل إليها فأخذ عقلها يبحث عن مخرج و يحلل الموقف فإن حاولت ض*ب أحدهما لن تستطيع صد الآخرين، لتنتفض بقوة حينما شعرت بيد احدهم تقبض على ذراعها فوجدت جسدها دون وعى منها يقاوم فأخذت وضع الدفاع لتدفع بيدها الحرة ص*ر مهاجمها بدلا من جذب يدها الأخرى وهو الأمر الذى أربك مهاجمها فاختل توازنه وأطلق صراح يدها لترفع ركبتها سريعا وتض*به بكل قوة ما بين قدميه فانحنى الرجل يصرخ متألما فهجم عليها الرجلين الآخرين ليم**ها أحدهما ويكبلها من الخلف ويصفعها الآخر بقوة اشعرتها بالدوار بعدما نالت الصفعة من أذنها ولكنها قاومت دوارها لترمى بجسدها على مكبلها وترفع ساقيها معا وتدفع الآخر فى ص*ره بهما ليسقط أرضا ويختل توازن الرجل الذى ارتكزت عليه كذلك ليأخذها أرضا معه هو الآخر فحررت مرام نفسها منه ولكن دوارها تزايد أخذت مرام تبحث بعيناها عمن يساعدها ولكنها لم تلمح أحد إنما شاهدت الثلاثة رجال يتأهبون من جديد لمهاجمتها ليصدح فجأة صوت احسته مرام وسط دوارها مألوفا ولكنها لم تستطع بيان صاحبه لشعورها بض*بة قوية فوق رأسها أسقطتها فى بئر مظلم لتغلق عيناها وهى تلمح نظرات الشر فِى أعين مهاجميها. -صدح هاتف لارا ف*ناولته بأصابع مرتجفة وهى تحدق فى ساعة يدها بعدما تخطت التاسعة مساءا ولم تعد مرام بعد، فارتجفت بقلق خشيه أن يكون المتصل يحمل أخبارا سيئة ولكنها شعرت بالطمأنينة حينما أنار اسم نادر هاتفها فاجابت سريعا لتسمعه يقول: -"معلش يا لارا اصل كنت محتاج اتكلم مع مرام وموبايلها لسه مقفول ممكن اكلمها". -اجابته لارا بصوت مرتجف يسيطر عليه القلق : -"بس اصل مرام لحد دلوقتى مرجعتش يا نادر وانا مرعوبــ ". -اوقفت لارا كلماتها لصراخ نادر بها فى الهاتف فسمعته يقول: -"انتى بتقولى ايه مرام لحد دلوقتى مرجعتش منين من الكلية ". -اجابته لارا قائلة : -"ايوة لا اقصد اننا لما كلمنا صحبتها قالت انها مكملتش الامتحان ومشيت من بدرى و". -شعر نادر بالخوف والقلق يسيطر على قلبه فقال بصوت حاول ان يجعله ثابتا حتى لا يتسبب فى انهيار لارا : -"طيب ادينى سيف وانا هرتب معاه هنتصرف ازاى ". -اجابته لارا بقلق يتزايد : -"ما سيف مش هنا هو نزل يبص عليها ناحية الكلية لما الوقت عدا ميعاد رجوعها ". -اجابها نادر بهدوء لا يدل على حالته المشتعلة قلقا وخوفا : -"طب اطمنى انا كمان هدور عليها واشوفها فين متخافيش يا لارا مرام بخير اكيد لازم تكون بخير ". -اغلق نادر هاتفه و هرول إلى الحديقة لينادى بحدة مستدعيا فريق حراسته وقال: -"فظرف نص ساعة عاوز اعرف مرام صالح فين اتصرفوا وترجعوها سليمة". -وقف نادر يتابع انتشار الحرس وتحركهم لينفذوا أمره ولكنه عاد بانتباهه إلى هاتفه من جديد فوجدها لارا فاسرع يجيبها ظنا منه بعودة مرام وقال : -"رجعت يا لارا طمنيــ ". -اوقفته صرخات لارا ورويدا معا وحاول ان يفهم حوارهما ليصل الى اذنه : -"فى عسكرى جه وبيقول ان مرام فالمستشفى الحقنا يا نادر مرام هتضيع مننا". -احس نادر بألم يحتل قلبه ف حبيبته في المشفى أسرع نادر خطاه وهو يتصل بحراسه يبلغهم ما حدث وطلب من أحدهم أن يذهب إلى منزل مرام بعدما اعطاه عنوانها ليأتى بشقيقتيها الى المشفى .. -هرول نادر داخل اورقة المشفى يبحث عن غرفتها بعدما شرح له طبيبها المعالج انها اتت فى حادث وبرفقتها رجلا أخر مصاب بجروح عديدة فى جسده وان اصابتها فى رأسها كانت قوية سببت لها ارتجاجا فى المخ وشرخ فى يدها، دخل نادر اليها وقلبه ينتفض خوفا عليها فوجد رأسها ملفوفا بضمادات عديدة ويحيط بيدها جبيرة فنادى عليها بهمسات قلبه الخائف من خساراته لحبيبته : -"مرام حبيبتى ردى عليا يا قلبى مين عمل فيكى كدا مرام سمعينى صوتك علشان حياتى ترد لى ارجوكى ". -أنت مرام حينما أيقظها صوت نادر فحاولت فتح عيناها ببطء حتى لا يهاجمها الألم من جديد فرأت وجهه الملكوم حزنا عليها فحاولت رسم ابتسامة على وجهها ولكنها فشلت بسبب قوة الألم الذى شعرت به فعبست واطلقت صرخة متألمة فأسرع نادر الى الخارج يبحث عن طبيب ويصيح حتى أتت إليه احدى الممرضات وقالت : -"بالراحة يا فندم دى مستشفى " -اعتذر منها نادر وهو يقول : -"اسف بس مرام تعبانة وانا عاوز دكتور يطمنى عليها حالا " -ابتسمت الممرضة بهدوء وقالت : -"اطمن دا بس من شدة الض*بة اللي اخدتها على راسها اومال لو شوفت الشاب اللي جة معاها دا كان متشرح ولما الشرطة اخدت اقواله قال انه شاف تلت رجاله بيحاولوا يخ*فوها وهى كانت بتقاومهم ولما ادخل علشان يساعدها شرحوه احمد ربنا انهم خافوا لما الناس بدأت تتجمع وإلا مكنتش شوفتها تانى ". -ازداد قلق نادر على مرام بعدما سمع ما قصته الممرضة ليراها تدلف الى غرفة مرام تبتسم وتقول: -"البطلة الجميلة صحيت ها تسمح لى اد*كى شوية مسكن ف المحلول يلا شدى حيلك علشان تخرجى" -رمشت مرام بعيناها لعدم مقدرتها على التحدث ولكنها شعرت بالامان لوجود نادر معها وحينما غادرت الممرضة اقترب منها نادر وحدق بها بعيون دامعة ليميل عليها ملثما شفتيها لتتذوق مرام دموعه فرفعت يدها الثانية ولمست وجنته فابتعد عنها نادر وقال : -"اسف مقدرتش امنع نفسى خوفى عليكى ان كان ممكن اخسرك خلانى محتاج انى اطمن نفسى انك معايا " -احتوى نادر اصابع يدها السليمة ورفعهم الى شفتيه ليقبل كل اصبع منهم منفردا فارتجفت مرام بسبب لامسات شفتيه لها فسحبت يدها منه وقالت بصوت متألم وببطء : -"كنت خايفة انى مشفكش تانى يا نادر وخوفت اكتر على اخواتى لما لما هجموا عليا الحمد لله انها جت على قد كدا بس متعرفش مين الراجل اللي ساعدنى انا انا حسيت انى عرفاه " -وضع نادر اصبعه على شفتيها وقال : -"متتعبيش نفسك بالكلام خالص دلوقتى لان المهم انك ترتاحى وكمان كلها خمس دقايق وتلاقى اخواتك هنا انا بعت اجيبهم علشان متبقيش لوحدك اما بالنسبة للي عمل فيكى كدا ف ورحمة ابويا ما هسيبهم وهجيبهم لان اللي يمسك كأنه مسنى انا" -ابتعد نادر عنها حين وصل الى سمعه صوت لارا ورويدا لتندفع الشقيقتان وعيونهما تحمل الذعر والخوف على مرام وهرول سيف خلفهما وهو يلتقف انفاسه لتتحول الغرفة الى ساحة دموع وبكاء فانسحب نادر وهو يشير الى حارسه أن يتبعه ويقول : -"اظن مش هوصيك " -اجابه الحارس قائلا بجدية وبصوت صارم : -"متشلش هم اى حاجة يا نادر باشا العيال اللي عملت كدا هتبقى تحت ايدك والشاب اللي ساعد الانسة مرام هنعرف لك كل حاجة عنه تؤمرنى باى حاجة تانية يا باشا ". -هز نادر رأسه بالنفى فغادر الرجل بعدما ترك حارسان امام غرفة مرام ليعود نادر من جديد الى الداخل ويقف مستندا الى الباب وعيناه عالقة فى عينى مرام. -دلفت نعمة إلى شقتها وهى تشعر بالضيق لنقصان سعادتها فبعد أن اتصل بها ذلك الرجل وابلغها بما حدث وبتدخل ذلك الغريب لعنت الحظ الذى وقف فى صف غريمتها ولكنها تن*دت بشماته لاحساسها بان شىء من كرامتها رد اليها. -لاحظت نعمة ذلك الضوء المتسرب من غرفة ابنها توفيق فتوجهت صوبه وفتحت الباب فطالعها مشهده الذى أثار خوفها فاخذت تلطم على ص*رها وهى تنظر الى ابنها الممدد على فراشه وقد ملىء جسده بالرضوض والخدوش والضمادات فقالت: -"يالهوى يا لهوى ايه اللي عمل فيك كدا يا توفيق " -حاول توفيق أن يعتدل ولكن جروحه لم تمكنه من الاعتدال فأجاب على والدته بصوت متألم : -"انتى اللى بتسألى وانتى السبب يا اما في اللى انا فيه شوفتى جرالى ايه علشان بردوا بتتصرفى من دماغك ومن ورايا هقول ايه بس يعنى احسبن عليكى ولا اعمل ايه معاكى هو انا مش قلت لك ملكيش دعوة بموضوع مرام ولا حد من طرفها" -لطمت نعمة على وجهها و قالت : -"ياخبر اسود اوعى يا توفيق تكون عملت اللي فبالى " -تحامل توفيق اوجاعه وجلس امامها و قال : -"ايوة عملت واكتر كمان بقى انا اتفق مع عيل سيس علشان يعا** مرام وابان ادامها الواد الجدع الاصيل ابن البلد اللي بيحمى بنت حتته الاقيكى بتلعبى من ورايا وبعتالها تلت تيران يعدومنى العافية معاها دا انا اللي اسمى راجل خوفت منهم يا اما وبجد لولا الناس اللي ظهرت والتيران اللي بعتاهم خافوا ليتكشفوا وهربوا كان زمانك مشرفه فاللومان وبتقرى على روحى الفاتحة" -صاحت نعمة بغضب وهى تنظر الى ابنها بحدة : -"ما انت اللى اتأخرت عليا ومعملتش حاجة قولت بعتنى فاتفقت مع واحد كدا شديد بس يا معدول مكنتش اعرف انك هتبقى معاها فالوقت دا " -تمدد توفيق مرة أخرى يشعر بالضيق من والدته وقال: -"مكنتش معاها انا كنت واقف بشاور للواد سميح عليها شوفت التيران وهما بيحوطوها وابن اللذينا سميح خلع وطلع يجرى ولما لاقيت مرام بتض*ب فيهم قولت ادخل وقتها بصراحة يا اما معجبنيش الحوار حسيتهم ناويين على الغدر بالبت واحنا متفقناش على كدا اه كله الا الشرف يا اما " -سبته نعمة وقالت : -"كله الا الشرف ما اللي كان هيعملوه فيها هو اللي كان هيذلها وي**رها ويجيب لى حقى ويشفى ولو جزء من غليلى لكن اعمل ايه فبختى الاسود ان عندى عيل شبهك وجوده فالدنيا يضيع كل اللي بعمله نام يا توفيق نام على ما اروح اعملك حاجة تاكلها" -ناداها توفيق قبل ان تغادر وقال : -"اما بقولهالك لاخر مرة ملكيش دعوة بمرام تانى انا بالى عملته حطيت رجليا على اول الطريق فبلاش تبوظى اللي وصلت له فاهمة علشان ورحمة ابويا لو عرفت انك لعبتى من ورايا تانى لامشى و اتبرى منك وابقى اقعدى بقى مع حالك لوحدك" -سبته نعمة ولعنت مرام و اسرتها واتجهت صوب مطبخها تعد لابنها ما يقتات منه ليسترد صحته بعد ما نال منه رجالها. -حينما بلغ الخبر الى مسامع رامى لم يتوان عن الذهاب الى المشفى خاصة وانه استطاع استغلال نفوذ حما شقيقه الدكتور عصام ليذهب لزيارتها ليلا، وقف رامى خارج غرفتها بالمشفى وهو يحمل باقة من الازهار أتى بها خصيصا لعلمه بمحبتها للزهور الصفراء ليطرق الباب ويدلف اليها بعدما سمع صوت يدعوه للدخول وقف رامى امام الباب ليلتفت إليه أربعة أزواج من الأعين تحدق به منهما عينان حملت غضبا لرؤيته ولكن رامى لم يحفل بالجميع ليتقدم وكأن وجوده مرحب به مهملا تقديم نفسه للموجودين بالغرفة قائلا بصوت حمله كل مشاعره حتى يصل إلى مرام المغمضة لعيناها: -"مرام الف سلامة عليكى" -فتحت مرام عيناها بدهشة حين وصل اليها صوت رامى وحدقت به لتفاجىء الجميع بسؤاله بصوت ضعيف: -"رامى انت ايه اللي جابك دلوقتى وعرفت انى هنا من مين" -ارتبك رامى بسبب سؤالها ليمر ببصره على الموجودين حوله حتى علقت عيناه مع عينا نادر الذى قرأ في عيناه تهديدا له فحدق رامى فى عينا نادر بتحدى رافعا حاجبه ثم اشاح ببصره بعيدا وقال: -"واحد زميلى اخوه دكتور هنا بلغه بالحادثة اصله كان شافك السنة اللى فاتت فحفلة الكلية وعارفك وصاحبى عارف باللى بلغتك بيه الصبح فاتصل وبلغنى فاتصلت بدكتور عصام وسهلى اجيلك دلوقتى دا انا حتى اتحايلت عليه يعتبرك حضرتى الامتحان وينسى موضوع انك قطعتى ورقة الاجابة وشرحت له انك فالمستشفى وانه يديلك فرصة تانية تعيدى الامتحان انما انتى ليه قطعتى الورقة يا مرام" -رفعت مرام عيناها تنظر باتجاه نادر فاحست بأنه على وشك الانفجار فابتلعت ريقها بألم واجابت رامى بهدوء كأن كل ما قاله لا يعنيها لعل نادر يفهم أن لا ذنب لها فيما قيل: -"بردوا استغليت معرفتك بدكتور عصام يا رامى عموما هريحك انا قطعت الورقة لانى متعودتش اغش ولا اتعودت ان يتحل لى الامتحان ومقبلتش يا رامى انك تفرض نفسك وتاخد ورقة امتحانى تحل لى الاسئلة اللي دكتور عصام مبلغك بيها اصلا واظنك عارف ان مش مرام اللي تنجح على حساب غيرها ولا بالوسطة " -استندت نادر براحة على الحائط وهو يستمع الى توبيخ مرام لزميلها رامى وكاد يطلق صراح ضحكاته حينما تلون وجه رامى امامها كأنه طفل صغير تعاقبه والدته لتكمل مرام قائلة: -"وبعدين لو دكتور عصام هيدى الدفعة كلها فرصة تانية يبقى ماشى انما لو هيدينى انا بس يبقى انا برفض الفرصة دى يا رامى" -حدق رامى بمرام واحس بحيرة شديدة تجاهها فكيف لاى كان ان يرفض فرصة كالتى قدمها لها فشعر بحبه لها يتزايد واحس بانه يريدها حقا ان تعطية فرصة اخرى ليثبت لها صدق مشاعر الحب فى قلبه ويوضح لها كم يتمناها شريكة لحياته. بدلت رويدا نظرها بين مرام ونادر و رامى وأحست بأن الوضع على حافة الاشتعال فقالت فى محاولة للفت انتباه رامى بعيدا عن مرام: -"اتفضل ارتاح يا رامى تحب تشرب حاجة" -هز رامى رأسه بحرج وتقدم من مرام ليضع الزهور بجانبها وقال عيناه مثبته على وجه مرام وتن*د: -"شكرا انا بس مش هينفع افضل كتير هنا علشان المواعيد وعموما هبقى اجى تانى اطمن عليكى يا مرام والف سلامة عليكى عن اذنكم" -ما أن غادرهم رامى حتى صاحت لارا بدهشة: -"قطعتى ورقة الاجابة يا جبارة حد يجيله الامتحان محلول ويرفضه " -عبست مرام و اجابتها بشرود: -"وايه الافادة لما اقدم ورقة محلولة اضحك بيها على الدكتور اللي ضحك على الدفعة يا لارا بابا الله يرحمه قالنا لو قبلتم حاجة واحدة فحياتكم بالساهل من غير تعب عمركم ما هتعرفوا تشيلو مسئولية وانا مقدرش اخد اللى مش ليا حتى ولو هطلع بالمادة مش مهم " -رفعت مرام عيناها تجاه نادر بعتاب فنظر لها بنظرات مبهمة متوعدة فاغمضت عيناها فتابعت رويدا ما لاحظته بينهم وأحست بشيء ما يحدث.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD