سليم

4703 Words
-مرت الأيام بطيئة مليئة بالحيرة على نادر لعدم استطاعته التواجد مع مرام كما يريد ولعدم تمكنه من التحدث معها لشعوره أنها تتجنب الحديث معه وإزداد الأمر سوءا حينما تكررت زيارات رامي لها خاصة أنه أعاد عليها طلبه بتحاشيها الكلام معه ولكنها خالفت حديثه حين أتى لرؤيتها ليلا ووجده معها وحدهما فخرج دون ان يعقب على تلك الزيارة وتسائل نادر لما تخالفه مرام دوما ولما يشعر أن رامي هذا يوجه له رسالة بمجيئة ليل نهار كأنهما على علاقة معا ليزداد هو ضيقا وغيرة عليها. -وازدادت عصبية نادر أكثر حين فشل رجاله ولم يستطيعوا التوصل الى الجناة فلسوء الحظ لم يكن هناك أى كاميرات مراقبة حول مكان الحادث. -ولكن حينما أبلغه الطبيب المعالج لمرام بأنها بمقدورها المغادرة تن*د نادر بارتياح فقرر أن يتولى أمر عودتهم إلى منزلهم بنفسه ليقف أمام باب سيارته يشعر بالحيرة فأخذ يتابع بعيناه مرام التى وقفت تستند إلى رويدا وسيف ولارا التى جلست فوق معقدها تنظر له بخجل ليصارعه عقله في نهاية الأمر ويتوجه نحو لارا حاملا إياها وهو يتابع بعيناه رويدا وسيف يسندان مرام أمامه حتى جلست داخل السيارة بأمان ليتكرر نفس الموقف أمام منزلهم ليصعد حاملا لارا و يدخل بعد سيف الذى فتح باب الشقة سريعا فتوجه بها نادر صوب الاريكة يضعها بروية عليها ف*نهد بحزن فقد كان يتمنى ان تكون مرام هي التي بين يديه لينتبه لصوت سائقه فاتجه إليه يأخذ مقعد لارا ويضعه بجانبها فنظرت له لارا بحب وكادت عيناها تبوح بما تشعر به ولاحظت رويدا نظرات لارا التي ترمق بها نادر فشعرت بالخوف وبغصة في حلقها فقالت لتنهى ال**ت السائد : -"مرام تحبي اساعدك تدخلي تريحي فاوضتك ". -هزت مرام برأسها ببطء وقالت: -"ياريت لانى لسه حسه بدوخة". -تن*دت مرام بحزن لتجنبها الحديث مع نادر طوال الايام الماضية وتمنت ان تتاح لها قريبا فرصة الحديث معه فهى تشعر بالسوء تجاه هذا ال**ت الحرج بينهما، انتبهت مرام حين وقع عليها ظل نادر فرفعت عيناها واحست بان الزمن يتوقف بينهما لتراه كالحلم يميل بجزعه عليها حاملا إياها بين ذراعيه كما تمنت فاغمضت عيناها وهى تضع رأسها على ص*ره بطمأنينة وتتن*د بأرتياح فانتبهت مرام إلى نفسها وانها حقا بين ذراعيه وهى تسمع سؤاله لرويدا عن اتجاه غرفتها فأستكانت وهى تشعر بحرارة لذيذة تسيطر على حواسها. -اسرعت رويدا وأشارت الى غرفة مرام وتابعت بنظراتها انفعال لارا الواضح لتتأكد من ظنها وما ان همت لارا بالتحرك حتى عبست لأدراكها انها تجلس على الاريكة وليس مقعدها فقالت رويدا وهى تشاهد صراعها : -"هروح أعمل قهوة لنادر واجيلك". -حدق نادر بملامح مرام وشعر بسعادة تغمره لانها بين يداه اخيرا فألتف سريعا وهو يتوجه بها صوب فراشها ينظر بإتجاه الباب ليميل بوجهه مقتنصا من شفتيها قبلة زرعت اللون الأحمر فوق وجنتيها فهمست بإسمه بخجل فقال نادر وهو يعيد الكَرة: -"بعشق اسمى من شفايفك يا مرام اه لو تعرفى انا حاسس بايه دلوقتى وانتى بين ايدى عاوز اصرخ فالدنيا كلها واقول بحبك يا مرام بحبك". -وضعت مرام يدها على شفتيه وقالت : -"بس لحد يسمعك واهدى وبعدين نزلنى بقى انت هتفضل شايلنى كدا". مددها نادر على فراشها وخ*ف بصره سريعا نحو الباب ليميل عليها من جديد مقبلا اياها وهو يهمس لها بعشقه فارتبكت مرام من جرأته ورفعت كفها الحر ووضعته على ص*ره وقالت محاولة التقاط انفاسها بعيدا عن شفاهه : -"نادر ارجوك ابعد بقى ". -ابتعد نادر وهو يخلل اصابعه بين خصلات شعره وعيناه تتكلم بكل حب وقال : -"يا مرام خلينى اتكلم مع اخواتك واخطبك انا مش حابب الوضع السرى دا افهمينى وحسى بيا ارجوكى". -تلون وجه مرام بشدة وارتعشت بعدما وصلها معنى كلامه ولكنها عبست وشردت تفكر لما يركز نادر طلبه دوما بارتباطهما لحاجته أن يكون بحريته معها فاقلقها تركيز نادر على احتياجه الجسدى معها". -لاحظ نادر شرودها وعبوسها فمد اصبعه متلمسا جبهتها فنظرت إليه لتتن*د مبعدة تفكيرها هذا فسمعت صوت نادر يهمس لها ويقول : -"قولتى ايه هتكلميهم علشان نرتبط بقى". -اجابته مرام والحيرة تملائها : -"ان شاء الله بس اخف الأول وهتكلم معاهم واللى فيه الخير يكون ". -قبلها نادر على طرف انفها غافلا عن حيرتها و قال : -"طب ما انتى خفيتى اهو يا قلبى ". -رسمت مرام ابتسامتها المعهودة خاصة بعدما لمحت رويدا تقف بحرج على باب الغرفة تحمل فنجان القهوة فألتف لها نادر وهو يبتسم ليقف ويتوجه صوبها ويقول: -"هتعبك يا رويدا انا هشرب القهوة برا بعد ما انقل لارا اوضتها ". -عاد نادر ببصره إلى مرام وهمس لها بصوت خفيض : -"بعشقك اوى وبعد الساعات علشان نبقى سوا ". -وغادرها نادر لتغمض مرام عيناها تفكر هل حقا ما بينها وبين نادر حبا أم احتياج كلاهما للآخر. -حمل نادر لارا لتتشبث به وهى عابسة فنظر الى ملامحها وقال : -"مكشرة ليه كدا حد ضيقك ". -تن*دت لارا بحزن وقالت : -"مش عارفة يا نادر يمكن لما شوفت مرام لاول مرة ضعيفة كدا خوفت اوى لان مرام هى مص*ر قوتى ومص*ر امانى ولانى مش متخيلة لو كان حصل لها حاجة كان حالنا هيبقى ازاى وطول الايام ال فاتت بحاول افكر ازاى اقدر اخد دورى انا كمان فحياة اخواتى واشيل الحمل مع مرام لانها تعبت كتير اوى علشانا لدرجة انها نسيت تعيش حياتها و عاشت حياتنا احنا بدالها". -اجلسها نادر على طرف فراشها وركع امامها وقال : -"الاول انا عاوزك تطمنى ان مرام بخير ورغم ان لا انا ولا البوليس عرفنا نوصل لحاجة لكن متخافيش وعلشان تطمنى اكتر انا هخلى واحد من الحرس عندى يكون معاكم تحت من غير ما حد يلاحظ علشان محدش يضايقكم من اهل الشارع بالنسبة بقى لان مرام هى مص*ر قوتك وامانك فانا اتمنى تعتبرينى زيها امانك وسندك وعن انك تشيلى المسئولية معاها فدا ابعديه عن تفكيرك لان لارا من جواها حساسة والحياة بطبيعتها جامدة فمش هتقدرى علي العند وياها خصوصا انك قافلة على نفسك ليكى كام سنة وبعدين ما تسيبى لى دور المسئولية والسند دا يمكن اثبت نجاحى فيه ". -انهى نادر حديثه وحينما هم ان يقف تلمست لارا يده وقالت وهى تنظر الى عيناه: -"طيب هو انا ينفع اطلب منك طلب ". -ابتسم نادر وقال : -"انتى تؤمرينى مش تطلبى يا لارا ". -تن*دت لارا وقالت : -"انا عاوزة اجرب اشتغل يمكن اقدر اثبت انى مش ضعيفة ارجوك يا نادر ساعدنى اشتغل بص انا كملت كليه تجارة لحد سنة تلتة يعنى متخرجتش علشان الظروف وو .. -جلس نادر بجانبها وقال : -"طيب خلينى افكر فحاجة مناسبة وتنفعك وفنفس الوقت متتعبكيش ". -**ت نادر لبرهة وحدقت لارا بوجهه هائمة فى ملامحه ونظرت له وهو يقطع الغرفة بخطواته حتى توقف وقال : -"تمام لاقيت الحل المناسب واللى يخلينى ابقى مطمن عليكى انتى هتشتغلى معايا فالشركة بس اون لاين هبعتلك بكرة فريق من الشركة بللاب تبع الشركة ويظبطوا موضوع النت فالبيت هبعتلك الملفات الحسابيه تراجعيها وتظبطيها وترفعيها على اللاب بتاعى من عندك هنا ايه رئيك ". -ابتسمت لارا وانارت ضحكتها وجهها فبادلها نادر الابتسامة وقال : -"على فكرة ضحكتك حلوة قوي ومفروض متكشريش ابدا ماشى خلى بالك بقى من نفسك ومن مرام و انا هعدى عليكم كل يوم اطمن عليكم ماشى يا لارا ". -انتبه نادر الى حديثه وهو يحدق ب عينا لارا السوداء ف**ت واحس بان تلك العينان تلمعان لامعان لم يراه من قبل فابتعد عنها وقال محاولا اخفاء انفعاله الخفى: -"انا كدا هيبقى لى واحد قهوة عندك بدل الفنجان اللي زمانه بقى بارد عموما هشربها مرة تانية ان شاء الله خلى بالك من نفس" . -أومأت لارا برأسها بسعادة وهى تلاحق نادر بنظراتها حتى غادرها لتسمعه يلقى بالسلام الى رويدا وسيف ويغادر، فنادت على رويدا كى تساعدها على النوم وحينما دخلت عليها رويدا ولاحظت غبطة لارا واشراقة عيناها قالت : -"ملاحظة انك مش بتضحكى ووشك ينور الا لما نادر يكون هنا ياترى فى سر فالموضوع ". -عبست لارا وقالت بارتباك : -"مافيش سر كل الموضوع انى زى مرام حسيت ان نادر واحد اعرفه من زمان وصاحبى". -هزت رويدا بعدم تصديق رأسها وقالت : -"اااه قولتى لى صاحبك طيب اسمها صديقى مش صاحبى ويلا نامى انتى ليكى يومين منمتيش كويس تصبحى على خير ". -ضحكت لارا بسعادة وقالت : -"احلا حاجة فالبيت هنا انى بتعامل على انى اصغر الاخوات رغم انى اكبركم ". -رفعت رويدا حاجبها وقالت : -"ومين ضحك عليكى وقالك انك الكبيرة على فكرة عن نفسى طول عمرى شايفة مرام هى الكبيرة يا لارا الكبير مش بالسن ابدا انما بالتصرفات ومرام كانت على طول فظهر بابا وماما الله يرحمهم انما انتى كنتى قطعة البسكوت الرقيقة ودا مش عيب وزى ما بابا اتعود يدلعك واجبنا ندلعك يلا بقى الجميل ينام انا ورايا مذاكرة انا ثانوية عامة يا ناس وفى مستقبل هيضيع بسببكم ". -قبلتها لارا و قالت : -"انا بحبكم اوى تصبحى على خير". -وبالفعل أرسل نادر فى صباح اليوم التالى فريقا متخصصا رتب كل ما امرهم به وجلست لارا تتابع تحول غرفتها الى نصفين فقد وضع لها نادر مكتبا واعده بكافة الاجهزة التى ستحتاج لها لارا لمتابعة العمل من منزلها.. -افاقت مرام بعدما وصل لسمعها اصوات كثيرة متداخله فاستندت على حافة فراشها ووقفت وخطت ببطء حتى لا يهاجمها الدوار وفتحت باب غرفتها ووقفت تتابع حركة العديد من الاشخاص فزوت ما بين حاجبيها حينما وجدتهم يخرجون من غرفة لارا فزفرت بضيق وتوجهت الى هناك ووقفت وقد علت ملامحها الدهشة وهى ترى لارا تجلس خلف مكتب ويقف بجانبها احد موظفى الشركة يرشدها ويعلمها كيف تستخدم كل شىء بدقة فالتفتت تبحث بعيناها عن رويدا وحينها شهقت وهى ترى توفيق يقف بباب الشقة وامامه رويدا وقد التف وجهه وذراعه بضمادات فاغمضت عيناها ليتردد فى ذهنها صوتا ينهر مهاجميها لتتسع عيناها وهى تحدق به من جديد بعدما تأكدت ان ذلك الصوت هو لتوفيق لفت رويدا رأسها حين احست بقبضة فى ص*رها ورأت مرام تتجه صوبهم مترنحة فأسرعت اليها تسندها لتتفاجىء بيد توفيق تشارك يد شقيقتها وتساعدها على الوقوف ليسيرا بجانبها حتى جلست على اقرب مقعد حينها سئلته مرام مستفسرة : -"توفيق هو ينفع اسئلك حاجة يعنى هو انت ايه اللى عمل فيك كدا و جاى ليه". -احس توفيق بالحرج ولكنه تشبث بقراره فزفر يطرد حرجه وقال بصوت ثابت : -"هفهمك كل حاجة اولا انا جاى اطمن عليكى لما عرفت انك الحمد لله خرجتى من المستشفى اما اللى عمل فيا كدا فدا لانى يعنى بصى هو انا كنت رايح مشوار مع واحد صاحبى لما لمحتك ماشية مش مركزة ومحطتش فدماغى لكن لما لفيت ابص عليكى تانى شوفتهم وهما بيضايقوكى فبصراحة وقفت افكر اساعدك ولا هتفتكرينى بنتهز الفرصة لاقيت نفسى بجرى عليكى وقولت لنفسى يا واد يا توفيق دى بت حتتك واختك بس يخسارة معرفتش احميكى من الض*بة اللي اخدتيها المهم انك بخير يا مرام انا حبيت بس اطمن عليكى عن اذنكم بقى". -ابعدت مرام عيناها عن توفيق وقالت بدهشة : -"انا فعلا متخيلتش ان الصوت ال سمعته يكون ليك يعنى مجاش فبالى ابدا انك تساعدنى وتنقذنى يعنى خصوصا بعد اللى حصل بينا وو ". -اجابها توفيق قائلا : -"سيبك من اللى حصل بينا زمان دا حاجة وراحت لحالها خلاص بلاش نفتح فالقديم يا مرام لان القديم بيوجع عموما هى دى فرصتى كمان انى اعتذر لك عن الموقف اللى امى اتسببت فيه انا والله غلطت امى جامد واتعاركت معاها دا حتى كنت ناوى اسيب لها البيت بس فكرت هروح فين وانا عاطل ومش لاقى شغل فاضطريت افضل عايش معاها انما لو لاقيت اللي يساعدنى ويمد لى ايده علشان اتغير واشتغل واتحمل مسئولية نفسى و الله حتى لو كان الشغل فالفاعل معنديش مانع بس يلا كل واحد بياخد نصيبه ولا ايه يا انسة رويدا الا انتى بقيتى فسنة كام دلوقتى ". -اجابته رويدا وهى تنظر نحو مرام وقالت : -"انا فتالتة ثانوى ". -ابتسم لها توفيق وقال : -"ان شاء الله نفرح بنجاحك وتبقى الاولى وتنورى الشارع كله انما يعنى من غير زعل ولا تفتكروا انى بتدخل فحياتكم هو مين الرجالة دول انا اسف انى بسئل بس يعنى قولت اطمن ولو عاوزين مساعدة ولا حاجة ". -اجابته رويدا بتلقائية قائلة : -"دول ناس من الشركة اللي بتشتغل فيها مرام بيركبوا لنا نت علشان لارا هتشتغل مع مرام فالشركة بس من البيت عن طريق النت ". -وقع الخبر على مرام بصدمة وشعرت بالضيق فها هو نادر ولثانى مرة فى وقت قصير يتخذ قرارا بشأنهم دون ان يتحدث معها او يبلغها بالامر، لم تنتبه مرام لمغادرة توفيق حتى حدثها رويدا بصوت مرتفع وقالت : -"متخيلتش ابدا ان توفيق ابن نعمة هو اللي يساعدك ". -نهرتها مرام بشدة وقالت موبخة اياها : -"مسموش توفيق ابن نعمة عيب عليكى دا راجل على فكرة ومينفعش تنادية بالاسم دا اسمه توفيق ابن الحج لطيف ماشى يا رويدا انا مش عاوزة ل**نك ياخد على الاستخفاف بالناس فى الكلام ". -احست رويدا بالحرج من توبيخ مرام ولاحظتها مرام فقالت : -"انا اسفة حقك عليا بس حسه انى مضايقة ومتلغبطة مكنتش متخيلة ابدا ان توفيق بالذات هو اللى ينقذنى انا قولت هيسيبهم يخلصوا عليا لكن واضح ان لحد دلوقتى مش عارفة احكم على الناس المهم ايه بقى موضوه شغل لارا مع نادر وازاى تدخلوا حد البيت بالشكل دا من غير ما نحضر عم عبد الله معانا علشان محدش يتكلم ولا نسيتوا اللى فات ". -اتاها صوت لارا تضحك وتقول : -"محدش له عندنا حاجة يا مرام احنا مش بنعمل حاجة غلط مش هو دا كلامك وعموما دا مش عامل واحد دا فريق يعنى محدش يقدر يتكلم ". -رفعت مرام حاجبها متعجبه من حديث لارا فقالت تسئلها : -"كويس انك بتغيرى ارائك بسهولة با لارا انما يعنى مش كان مفروض نتناقش فموضوع شغلك قبل ما اتفاجىء كدا بكل دا ياترى فكرتى هتسدى ازاى كل الاجهزة اللى ركبت دى ولا مجاش فتفكيرك ان كل دا يعتبر دين علينا ". -تغيرت ملامح لارا وبهتت وقالت بصدق : -"تصدقى انى مخدتش بالى من النقطة دى ومجتش على بالى اصلا انا فرحة انى هشتغل واساعدك خلتنى مفكرش فاى حاجة تانية ". -زفرت مرام وهى تقف متوجهه الى غرفتها : -"خلاص يا لارا خليكى انتى بفرحتك ومتشغليش بالك باى حاجة تانية انا هتكلم مع نادر وارتب معاه طريقة سداد كل حاجة المهم انك تحققى اللى انتى عوزاه بصراحة الفرحة اللى شيفاها عليكى تخلينى اقبل باى دين واسده عن طيب خاطر طالما هتتغيرى و ترجعى لارا بتاعت زمان ". -سمعت مرام صوت رويدا يقول : -"بس يا مرام انتى مش هتعيشى حياتك كلها تسدى ديونا يعنى مفروض طالما لارا هتشتغل تساعدك ". -التفتت مرام وقالت : -"ومين قالك ان لارا مش هتساعدنى انا بقولهالك كلها فترة صغيرة ولارا هتشيل الحمل كله وبكرة تقولى مرام قالت مش كدا يا لارا ". -ابتسمت لارا بصدق وقالت : -"اكيد انا نفسى بقى ارجع الكبيرة والمسئولة عنكم نفسى اخليكى تعيشى حياتك بدل ما انت مضيعها علينا". -لم تدرى مرام لما احست بالحزن فجأة ولكنها اخفت احساسها وقالت : -"طيب انا هروح ارتاح شوية علشان اقوم اذاكر عن اذنكم ". -اغلقت مرام غرفتها عليها ونظرت الى هاتفها تبحث عن اتصال من نادر ولكنها لم تجد اى اتصال منه فتعجبت هل يتهرب منها ام ماذا .. -وفى مكتبه انشغل نادر بذلك العقد الذى انهك عقله مراجعا اياه بعدما وضع له سليم نقاط القوة والضعف فيه ورفع عيناه عن يشعر وكأنه يراها تحدق به ف*نهد ونظر الى هاتفه وقال محدثا نفسه : -"بتهرب صح انا عارف انك بتهرب خايف تتصل بمرام لانك عارف انها مش هتعدى الموقف خصوصا انها لحد دلوقتى متكلمتش عن اللى فات بس يا نادر الموضوع دا مش هينفع كدا لازم تقعد مع مرام وتتكلم معاها لازم تزيل اى سوء فهم حاصل بينكم زى ما سليم قالك و كمان لازم تتكلم معاها علشان الاستاذ اللى اقتحم حياتكم بالشكل دا وبيبص لك انك انت الدخيل مينفعش تهرب من المواجهة يا نادر مينفعش فعلا خصوصا انك بدأت تتعامل مع لارا بطريقة مبالغ فيها ولا مش حاسس بنفسك لا لا استنى لارا مين اللى ليها طريقة انا بتعامل معاها علشان خاطر مرام هى اختها ومحتاجة مساعدة ومحتاجة حد يرجع لها ثقتها بنفسها ابتسم ضمير نادر بسخرية وقال مجيبا عليه بالذمة انت مصدق نفسك واضح انك بدات تتوه فوق لنفسك يا نادر اوووووف ما انا فايق اهو طب بالعند فيك هتكلم مع مرام و اراضيها زى ما هى عاوزة وهطلب من سليم يكلم عم عبد الله ونروح نخطبها علشان تعرف انى مش هوائى ولا شايفها بصورة حد تانى وبتعامل معاها على اساسه ابتسم ضميره مرة اخرى وقال بس انا مجبتش سيرة انك بتعامل مرام على انها سمر شوفت بقى انك انت اللي جواك كتير و زى ما سليم قال بلاش تتسرع وبلاش تخسر مرام وانا مش هخسرها لانى فعلا بحب مرام وبعشقها كمان وبتمنى تبقى مراتى النهاردة قبل بكرة و دلوقتى سبنى اخلص العقد دا علشان اكلمها براحتى". -دلف توفيق الى منزله يشعر بالراحة بعدما اطمن ان والدته فى محلها، فهو يعلم أنها كانت سترفض زياراته لمرام وهو رأى انها خطوة مهمة لازاله قلقه على مرام بعدما شعر بالغدر من والدته ف*نهد بحزن وعقله يفكر فى كل السبل لما والدته تكن كل هذه الكراهية لمرام واسرتها ولما تريد ان ينالهم السوء دوما، ليبتسم فجأة وهو يتذكر ملامحها البرئية الرقيقة وصوتها العذب الهادىء وهى ترحب به وتقف بجانبه ليرتجف جسده فجأة وهو ينظر الى كفه متذكرا لمسه يدها الناعمة وعيناها التى تشابه عينا الملاك فى برائته ولكنه عبس مرة اخرى وهو يبوخ نفسه كيف له ان يفكر بها وهو بحالته تلك شاب فاسد عاطل يعيش عالة على والدته فتراجع على فراشة ينهر نفسه لقبوله بضياع مستقبله هكذا فلا احد يصدق ابدا انه خريج صنايع قسم الكترونيات فالكل ينظر له على انه فاشل لم يتعلم يقضى وقته بين الازقة و يصاحب اصحاب السوء تن*د توفيق و تذكر نظرة رويدا وهو يتحدث عن امنيته الصادقة بحصوله على عمل شريف اعتدل توفيق فجأة وتناول هاتفة وهو يحسم امره ف*نهد وهو يضغط زر الاتصال وانتظر حتى سمع صوتها فقال مرتبكا : -"انا انا توفيق يا مرام انا عارف ان مكنش مفروض اتصل بيكى بس انا بجد محتاج منك خدمة والخدمة دى فيها حياتى كلها مرام انا عارف ان مش من حقى اتكلم معاكى ولا اوريكى وشى بعد كل حاجة انما بصراحة انا عارف انك احسن من احسن صاحب فالمنطقة كلها وهتقفى جانبى و ". -قاطعته مرام بنفاذ صبر وقالت : -"توفيق ادخل فالموضوع على طول انت عاوز ايه ". -سحب توفيق نفسا عميقا وقال : -"انا عاوزك تشوفيلى شغل يرجعنى توفيق بتاع زمان ". -**ت بين الطرفين توفيق ينتظر اجابة مرام ومرام لا تصدق ان يطلب منها توفيق مساعدته فقالت تسئله : -"انت عاوزنى انا اللى اشوفلك شغل مش معقول يعنى توفيق قرر يلتزم بشغل ويسيبه من وقفة الشارع مع ال ". -قاطعها توفيق قبل ان تكمل حديثها و قال : -"ايوة يا مرام انا عاوز احس انى راجل وبتحمل المسئولية على فكرة انا غير ما انتى فاكرة مش علشان حاجة حصلت تحكمى عليا انى وحش ولا علشان امى تبقى نعمة هتبصى لى انى توفيق ابن نعمة زى ما الناس بتقول ". -اعترى مرام حرج شديد فقالت بصوت معتذر : -"انا اسفة والله ما اقصد اقولك ادينى فرصة وانا هشوفلك شغل مناسب ليك هيغير لك حياتك كلها بس توفيق انا مش عاوزة اى حد يعرف انى هشوف لك حاجة تمام وارجوك بلاش تصغرنى ولا تصغر نفسك ". -اجابها توفيق وهو يدعو الله أن توافق مرام على طلبه وقال : -"صدقينى يا مرام انتى لو فعلا شوفتى لى شغل انا هرفع رأسك وهتعرفى ان توفيق فعلا راجل يستحق". -احست مرام بصدق توفيق فقالت : -"خلاص انا هتصرف واستنى منى تليفون سلام يا توفيق ". -شردت مرام فى طلب توفيق وفكرت إن طلبت من نادر أن يساعد توفيق ستقف غيرته حائل وسيرفض طلبها ولن يقدم يد المساعدة ابدا لتوفيق فرأت أن عليها إما أن تتحدث مع عبد الله ويتوسط له لحصوله على عمل او تتحدث مباشرة مع سليم اخو نادر فهى تعلم انه بالفيلا فنادر دائما ما يتحدث عنه وهى على ثقة بأنه متواجد هناك فحسمت أمرها وتوجهت نحو خزانتها واخرجت ملابسها مقررة الذهاب الى فيلا الدهشورى لتتحدث اما مع عبد الله او مع سليم تنفيذا لوعدها لتوفيق .. -انهى نادر عمله بعدما فقد تركيزه فقرر الذهاب الى منزل مرام حتى يتابع ما نفذه فريقه بغرفة لارا وإيجاد فرصة للتحدث مع مرام لانهاء حالة التجاهل الجاف التى بدأت بينهما قاد سيارته وهو يمنى نفسه بالجلوس معها او الخروج بصحبتها ليتحدث معها كما يريد فاشتياقه اليها تعدا الحدود وبعدما وصل وصعد تلك الدرجات البسيطة وقف امام الباب ليتفاجىء بسيف يفتح الباب ويبتسم له ويقو: -"ازيك يا صاحبى معلش بقى ورايا درس ورويدا وقفالى زى العسكرى هروح ومش هغيب سلام يا صاحبى". -اختفى سيف سريعا فاقتربت رويدا مستقبله نادر وقالت : -"ازيك يا ابية عامل ايه اتفضل ". -شا**ها نادر وقال : -"مش قولنا بلاش ابية دى وخليها نادر اقولك ناديلى ندورة ولا صاحبى زى سيف". -ابتسمت رويدا و قالت : -"لا معرفش انا فالكلام دا انا هقولك نادر و خلاص ". -جلس نادر على الاريكة يمسد جبينه بعدما هاجمه الصداع و قال : -"هى مرام فين مش سامع صوتها ". -ابتسمت رويدا بحرج وقالت : -"خرجت قالت وراها مشوار مهم عموما مش هتتأخر على ما تشرب القهوة ان شاء الله تكون جت". -عبس نادر فكيف لها أن تخرج وهى بتلك الحالة وإلى أين ذهبت ولما لم تحادثه وتبلغه حتى يرسل معها احد لتأمينها الا تدرك خطورة الموقف ولم يتوصل أحد للجناة بعد فقال محاولا التحكم بنفسه : -"لا بلاش قهوة لو ممكن فنجان شاى واى مسكن لانى مصدع ". -ابتسمت رويدا و قالت : -"هجيبلك مسكن من لارا دى عندها مخزن مسكنات ". -اتاهم صوت لارا يقول : -"جايبين فسيرتى ليه ". -ونظرت تجاه نادر وقالت : -"ازيك يا نادر هو المسكن ليك ولا ايه ". - اشاح نادر عيناه عنها وقال : -"اه عندى شوية صداع مقريفنى من الصبح ". -اقتربت لارا بمقعدها منه وقالت: -"تعالى معايا شوف الموظفين بتوعك عملوا ايه على ما رويدا تحضر لك الشاى وانا هديلك مسكن فدقيقة صداعك هيروح وبالمرة تفهمنى شوية حاجات ". -وصلت مرام إلى فيلا الدهشورى وبحثت بعيناها عن عبد الله ولكنها لم تجده فقررت البحث عنه فى أنحاء المكان ولكن بحثها كان بلا جدوى فوقفت أمام باب المطبخ بحيرة فقررت انتظاره فى حديقة الفيلا وجلست أرضا وسط الزهور وكادت تغفل فالجو والهدوء جعلا عدم نومها يأتى بثماره عليها وهى تتقاوم غفوتها لتنتبه إلى صوت موسيقى فأخذت تتسمع وقد جذبتها نوعية الموسيقى الحزينة التى تسمعها فوقفت تبحث عن مص*رها لتشكر صاحبها على حسن اختياره فلمحت تلك الغرفة وشاهدت بابها مفتوحا نسبيا وقفت مرام خلف الباب تسمع الموسيقى مغمضة العين تسبح معها تشعر انها وسط بحر هادىء يهدهدها فألح عليها فضولها لمعرفة من بالداخل فتسللت ولمحته يجلس خلف البيانو مغمض العين مندمج بعزفه وكأن جسده فقط هو الجالس أما روحه فهى تحلق بالموسيقى اقتربت منه ووقفت خلفه وأحست بض*بات قلبها تعلو فجأة وبإضطراب يحتلها ليتوقف عن العزف ويستدير فجأة لتسمع صوته يقول بصدمة : -"مرام انتى ايه اللى جابك هنا وازاى دخلتى اصلا ". -حدقت مرام بوجهه فرأته يرفع كفه يخفى تلك الندبة التى سيطرت على نصف وجهه الايمن فاقتربت منه مرام وسط ذهوله وصدمته ورفعت اناملها لتبعد كفه عن وجهه وهى تبتسم بإشراق ولم تدرى مرام انها لم تفلت كفه بل قبضت عليه بشدة وعيناها مثبته على وجهه، ضاع سليم فى عيناها محدقا بها فعيناها قد تغير لونها ما بين الأخضر والأصفر والبنى وأحس أن الألوان اندمجت بداخلها لتكون لونا غريبا ليس لأحد من البشر وأحس بض*بات قلبه ترتعد بداخله وبعرق يغزو كفه فابتلع ريقه و لكن مرام كانت الأسرع فى قطع الاتصال بينهما بعدما انتبهت للحالة التى اصابتها فجأة ونهرت نفسها على ما فعلت فتركت يده التى امتزج فيها عرقهما معا و ابتلعت ريقها وقالت بهمس متحشرج : -"انت تعرفنى ازاى ". -انتبه سليم لصوتها فاستدار مبعدا نفسه عنها متلقفا أنفاسه وقال : -عم عبد الله كلمنى عنك وقت ما كنتى عاوزة شغل ولمحتك يعنى اظن انك عارفة مش هدخل اى حد بيتى يشتغل فيه ". -تحركت مرام فلم يعجبها أن يخفى وجهه عنها ووقفت أمامه من جديد وقالت : -"انت سليم اخو نادر صح انا مش مصدقة انى شوفتك عارف انا كنت جاية علشان اقابلك واشوفك اقولك انا فضلت اتخيل وافكر هل ياترى هتبقى شبه نادر ولا شكلك هيبقى ازاى و". -قاطعها سليم لينهى الموقف قبل أن يتملكه الغضب منها قائلا : -"وانتى جاية تقابلينى ليه يا انسة مرام ". -انتبهت مرام لحالتها وقالت وهى تخفض عيناها أرضا : -"يعنى كنت جيالك عاوزة من حضرتك خدمة ". -تن*د سليم متمالكا نفسه واستدار عنها مرة اخرى وقال : -" ومطلبتيش ليه من نادر ". -شعرت مرام بالضيق بسبب تصرفه واخفائه لوجهه عنها هكذا فمدت يدها ووضعتها على كتفه فأحست بتجمد جسده وكتفه تحت يدها فأبعدت يدها واستدارت له ووقفت امامه وقالت : -"ممكن الأول تبص لى وأنا بتكلم مع حضرتك أنا فعلا مش عارفة ليه إنت وأخوك بتهربوا بعنيكم عن اللى بيكلمكم ليه على فكرة اوعى تفتكر ان الجرح اللى فوشك مخلى شكلك وحش دا بالع** الجرح مخليك حلو اوى لدرجة انى بقول سبحان الله على درجة الجمال اللى وصلت لها حضرتك انت ازاى حابس نفسك كدا مخبى نفسك ازاى مش بتخرج عارف انا". -قاطعها سليم بحدة بعدما شعر بالاختناق فجاة من حديثها وقال : -"اسكتى انتى نسيتى نفسك فالكلام معايا ونسيتى حدودك يا انسة ازاى تسمحى لنفسك تدخلى فاللى ملكيش فيه مش معنى ان اخويا بيحبك يبقى سيادتك تشيلى الكلفة بينا وتتعدى حدودك معايا ولا انتى مش ملاحظة انك اقتحمتى اوضتى من غير استئذان حتى وبتتكلمى معايا كأنى سمحت لك تدخلى فشئونى من الأساس لو سمحتى يا انسة مرام التزمى بحدودك فالكلام معايا انا مش بحب الناس اللى بتفرض نفسها بالشكل دا على حياة غيرها فى حاجة اسمها احترام خصوصية دا لو تعرفيها اصلا ودلوقتى لو محتاجة اى خدمة اطلبيها من نادر مش منى اتفضل يا انسة اخرجى واقفلى الباب وراكى وبعد كدا متدخليش هنا تانى ولا تدخلى اى مكان فالفيلا الا بأذن اتفضلى برا ". -هرولت مرام من امام سليم تشعر بالاهانة فاصطدمت بعبد الله الذى اسندها وراى دموعها فوقف ينظر اليها بصدمة وقال : -"مرام انتى ايه اللى جابك هنا وبتعيطى ليه وازاى تخرجى وانتى تعبانة بالشكل دا يا بنتى". -لم تجيبه مرام ولكنها استمرت على حالتها تبكى فجذبها عبد الله الى باب المطبخ الخلفى ووضع لها أحد المقاعد وجلس بجانبها وقال : -"القعدة هنا مع شوية الهوا الحلوين دول هيهدوكى ها مالك يا مرام ممكن اعرف بتعيطى ليه فهمينى بقى يا بنتى ". -مسحت مرام دموعها و قالت : -"انا كنت جيالك علشان تشوف شغل لتوفيق لطيف ". -عقد عبد الله حاجبيه وقال بدهشة : -"توفيق وانتى تتوسطى لتوفيق فشغل ليه يا مرام هو انتى ناقصة رايحة برجليكى لوجع القلب مع نعمة ". -نظرت مرام الى عبد الله وقالت : -"توفيق غير والدته يا عم عبد الله طب انت عارف ان توفيق طلع هو اللى انقذنى من الناس اللي هجموا عليا ولولاه كان زمانى فخبر كان وهو قصدنى اشوف له شغل لانه عاوز يبعد عن والدته وعاوز يتحمل مسئولية نفسه ارجوك يا عم عبد الله ساعدنى نشوف له شغل لانه لما يتغير هيبقى عملنا خير بدل ما نسيبه يضيع اكتر ما هو ضايع ". -وقف عبد الله وأبتعد عن مرام فجأة بعدما أشار له سليم بتركهم وحدهم فنظرت مرام له باستغراب لتتفاجىء بصوت سليم يقول : -"خليه يروح بكرة الشركة قسم الشئون القانونية ويسلم ورقه وهما هناك هيشوفوله الوظيفة المناسبة له ". -لم ترفع مرام عيناها إليه واستمرت تنظر أرضا فسمعته يقول بعدما غادرهما عبد الله : -"اظن من الاحترام تبصى للى بيكلمك يا انسة ". -رفعت مرام عيناها له بدهشة فكيف له بهذا التناقض الغريب فقالت : -"انا اسفة انى دخلت اوضتك من غير اذنك واسفة إنى ضيقت حضرتك وعموما أنا مش هاجى هنا تانى اصلا انا كنت جاية لعم عبد الله وو ". -اخفى سليم إنفعالاته فأصبح وجهه أمامها غامض مبهم واشاح بوجهه عنها وقال : -"دا هيبقى بيتك تيجى فيه اى وقت واه صحيح انتى ليه مش عاوزة نادر يتقدم لك لحد دلوقتى على فكرة انا كنت هكلم عم عبد الله فالموضوع دا واتمنى انك تاخدى موضوع ارتباطك بنادر بجدية شوية عن كدا دا لو فعلا عاوزة ترتبطى بيه وبتحبيه زى ما بتقولى ". -رفعت مرام حاجبها بضيق فحديث سليم حمل نبرة استهزاء منها فقالت : -"طريقة كلامك على فكرة مش عاجبنى انا لو كنت مش عاوزة افاتح اخواتى فحاجة دلوقتى فدا لظروف خاصة بيا انا وبس انما ارتباطى بنادر دا شىء بتمناه النهاردة قبل بكرة انا بحب نادر وهو بيحبنى واكتر كمان ". -لمحة غضب لاحظتها مرام بعينا سليم ولكنها اختفت فى ومضة عين فحدقت بوجه سليم بتمعن واحست ان عليها ان ترد له اهانته لها فقالت له بتحدى وندية: -"عموما قريب اوى هشوفك تانى واحنا بنقرا الفاتحة انا ونادر ". - زفر سليم بضيق لم يدرى لما تملكه فجأة فقد شعر بتحديها له ولم يعجبه ذلك الأمر وقال : -"مب**ك مقدما يا انسة مرام". -استدار سليم مغادرا فتذكرت مرام أمر توفيق ونادر فان علم نادر بطلبها المساعدة لتوفيق سيقيم الدنيا عليها فأسرعت خلفه ووضعت يدها على كتفه وقالت : -"استاذ سليم استنى انا كنت عاوزة اطلب من حضرتك حاجة ارجوك". -ارتجف جسد سليم وابتعد عن يد مرام و اجابها دون أن يستدير لها فزفرت بضيق من فعلته المستمرة وقالت : -"هو ممكن يعنى نادر ميعرفش انى طلبت من حضرتك تشغل توفيق ارجوك ". -استدار سليم يمعن النظر فيها بحدة فأسرعت مرام تدافع عن نفسها أمام نظراته المتسائلة وقالت : -"انا مش بخبى عن نادر لكن أصل نادر بيغير اوى عليا وهيرفض يساعد توفيق علشان كدا بطلب من حضرتك ان بلاش نادر يعرف حاجة ممكن ". -اهمل سليم اجابتها وغادرها فنظرت مرام فى أثره وقالت : -"ايه دا مين دا و جه منين يا خبر ابيض لما هو كدا ووشة متعلم اومال كان ازاى من غيرها ايه يا مرام اتلمى ويلا سرعى وارجعى البيت قبل ما يقلبوا الدنيا عليكى ". -اسرعت مرام خطاها الى منزلها تشعر بسعادة لا تعلم مص*رها هل بسبب طلب سليم ان تتحدث مع اخوتها بشأن ارتباطها بنادر أم لتحقيق مسعاها بمساعدة توفيق لم تستطع مرام تحديد سر سعادتها حتى وصلت الى منزلها وفتحت باب الشقة ببطء خوفا من مواجهة لارا لخروجها وهى مريضة. -فأقتربت من غرفة لارا لتقف أمام بابها المغلق مصدومة وهى تستمع لاعتراف لارا تقول : -"أيوة أنا بحب نادر".
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD