واقع مرير

3900 Words
-" أيوة أنا بحب نادر . - رفعت مرام يدها إلى شفتيها تمنع أنفاسها عنها حتى لا تنتبه إليها لارا التى سمعتها تكمل و تقول : -بحبه يا رويدا وخايفة خايفة ميكونش من حقى إنى أتحب زى باقى البنات علشان عجزى خايفة يرفضنى لو لمحت له رغم إن إحساسى بيقولى إن نادر بيحبنى وانتى شوفتى بنفسك كلامه معايا وحكيت لك طريقته واسلوبه يوم ما خرجنا للغدا مسك ايدى ازاى وبص لى ازاى ولما اضايق من مرام انها رفضت الكرسى حسيت انى لازم اقف فصفة وقتها جيت على مرام واحرجتها لان مكنش ينفع احرج نادر ادمها محدش فاهم نادر زى ما فهمته من سكوته نادر انا حسيته تاية نفسه يرسى على بر حاسة ان فى واحدة جرحته زمان علشان كدا عارفة انى هعرف اداويه لانى اتجرحت زيه وانضحك عليا زى ما انضحك عليه ليه بقى يا رويدا مستخسرة فيا احب و بتقولى لى ميصحش ولا مينفعش انتى شيفانى ازاى لما انتى اختى اللى منى تشوفنى منفعش للانسان اللى بحبه يبقى عمر ما فى واحد هيرضى بيا انا ما صدقت نادر يرجع لى جزء من ثقتى بنفسى اللى ضاعت مع الندل اياد .. -احست رويدا بالحيرة فهى متيقنة من أن هناك علاقة متبادلة بين نادر ومرام هى لاحظت نظراتهما سويا والأن تلك المشاعر التى تنبض داخل لارا .. لارا التى انعدمت ثقتها بنفسها و بغيرها و انغلقت على نفسها مانعة الجميع من الدخول إليها لتصبح شبح يمر بينهم والان تراها لارا التى تشرق الشمس بأبتسامتها كيف توئد سعادة لارا التى عادت مرحة ومقدمة على الحياة .. ولكن هناك مرام التى ضحت بالكثير من اجلهم جميعا انتبهت رويدا و عادت الى واقعها تسمع شهقات بكاء لارا وعتابها لنفسها فوقفت رويدا تستمع لها بقلب متمزق تقول : -انتى معاكى حق ازاى واحدة زى على كرسى تفكر فواحد زى نادر شاب الكل بيتمناه مش معقول هيبص لى ولا يفكر فيا ابدا انتى صح يا رويدا مفروض مفكرش فيه وموهمش نفسى انه بيحبنى بس غصب عنى يا رويدا غصب عنى مشاعرى اتحركت له يارتنى ما شوفته ولا اتكلمت معاه انا كنت عايشة قافلة على نفسى ليه سمحت له يدخل حياتى علشان اتعذب تانى مش كفايا عذاب عليا ولا لسه مكتوب اكتر من اللى شوفته وعشته .. -انهمرت دموع مرام بالخارج حزنا على شقيقتها فانسحبت بهدوء إلى غرفتها و ما ان اغلقت بابها عليها حتى ارتفع رنين هاتفها فحدقت باسم نادر بحزن و اجابته وما ان استمع نادر الى صوتها حتى قال : -كنتى فين يا مرام ازاى تخرجى وانتى تعبانة بالشكل دا مرام ردى عليا مرام .. -تنفست مرام بهدوء و اجابته قائلة : -معاك يا نادر معلش كان مشوار ضرورى لازم اروحه المهم انا محتاجة اتكلم معاك ضرورى .. -ابتسم نادر و اجابها : -اخيرا هتحنى عليا ونتكلم انا كنت قلقان جدا بصراحة لاقيتك كدا واخدة جنب ومش عاوزة حتى تعاتبينى .. -تن*دت مرام و هى تشعر بصراع يدور بقوة داخلها فقالت لتنهى المحادثة : -نادر معلش انا مصدعة شوية و تعبانة بقولك ينفع اشوفك بكرة الصبح فالشركة . -اجابها نادر قائلا : -هعدى اخدك من تحت البيت على الساعة تسعة الصبح حاولى تريحى بقى يا قلبى مرام هتوحشينى اوى -اجابته مرام و هى تقاوم دموعها و قالت بصدق : -وانت كمان هتوحشنى اوى يا نادر .. -حدقت مرام بهاتفها لتفاجىء نفسها بتقبيله واندفاع دموعها بغزارة فحاولت تمالك نفسها و لكنها لم تستطع لينتشلها من بكاؤها رنين هاتفها مرة اخرى فعبست وهى ترى ذلك الرقم الغريب فاجابته بشرود و قالت : -الو مين معايا .. -استمعت مرام لصوت تنفس فازداد عبوسها فسئلت مرة اخرى فاجابها محدثها : -متقفليش يا مرام انا رامى .. زفرت مرام بضيق وقالت : -جبت رقمى منين يا رامى وبعدين مش هتبطل اسلوبك دا انا اخر مرة كلمتك بالذوق وطلبت منك تبعد عنى وبردوا م**م يا رامى لو سمحت انا مش هقدر اديلك المشاعر اللى بتدور عليها فيا دى صدقنى انا شيفاك زميل وبس .. -تنفس رامى بحدة واجابها بصوت غاضب : -كل دا علشان البية اللي على طول معاكى اوعى تفكرى انى مش عارف ان الاستاذ اللى اسمه نادر دا بيحبك انا فاهم ان حتى انتى بتحبيه يعنى اهو مش مقفلة بس انا بقولك ان اختيارك لنادر غلط نادر مش ليكى يا مرام لانى انا اللى بحبك بجد ومشاعرى كلها ملكك لوحدك من السنة اللى فاتت ابعدى عنه يا مرام وادينا فرصة سوا صدقينى هتكتشفى انك عمرك ما حبيتى نادر وانك بتحبينى انا و بس اقولك انتى لو غمضتى دلوقتى هتشوفى صورتى انا مش صورة نادر ودا دليل انك مش بتحبيه و كنتى منجذبة بس للشو اللى عامله حوالين نفسه مرام انا بحبك ولو كانت تصرفاتى بتضايقك انا مستعد اتغير علشانك مستعد اغير من نفسى فكل حاجة مش عجباكى بس ادينا فرصة سوا مرام ردى عليا و اتكلمى معايا ارجوكى .. -استمعت مرام الى كلمات رامى وتنفست بعمق وقالت : -ادينى فرصة مع نفسى افكر يا رامى ممكن انا المرة دى مش هرفض كلامك بس انا محتاجة فرصة من غير ضغط منك .. -اجابها رامى بسعادة : -خلاص خدى كل الوقت اللى انتى عوزاه وانا هستنى ردك مرام صدقينى مش هتندمى لانى فعلا بحبك .. -انهت مرام الاتصال شاردة لا تعلم لما اعطت الامل ل رامى لما لما ارتمت مرام على فراشها محتضنة وسادتها تكتم صوت صرخات الألم التى احتلت قلبها .. -حاول سليم أن يستسلم الى النوم ولكنه أبى ان ينال منه فابعد عن جسده الغطاء وتوجه نحو مرحاضة ليقف تحت رزاز الماء لعله يهدى من تلك الحرارة التى تغزو جسده مصدوما من حالته فخرج من مرحاضه وقطرات الماء تقطر منه ليرتدى ثيابه الرياضية ويخرج مسرعا الى غرفته الرياضية لعله يفرغ تلك الشحنة التى امتلائت بها جوراحه فأرتدى قفازيه لينهال ض*با على كيس الرمل امامه بلا وعى ممزقا اياه ليسقط أرضا فجأة وقد خارت قواه فأطلق صيحة ضجت الغرفة بها وامتص الجدار العازل صوته فخلع قفازيه ليدفن وجهه بين كفيه و يتمتم بصدمة : -ازاى ازاى انا مش فاهم .. -خرج سليم من الغرفة وحالته اسوأ مما دخلها ليرتطم بنادر الذى خرج من غرفته ونظر بتعجب إليه وقال : -سليم مالك فى ايه حصل .. -ابعد سليم نفسه عن شقيقه ونظر اليه بضعف لينهار أرضا امامه فشعر نادر بالخوف على شقيقه فجلس بجانبه حذرا من ان يلمسه حتى لا يثير غضبه وقال : -اهدى يا سليم فى ايه حصل انا مشفتكش بالشكل دا من يوم الحادثة ايه حصل علشان تبقى كدا طمنى عليك ارجوك .. -نظر سليم بعين دامعه فى وجه اخيه وقال : -انا السبب يا نادر انا السبب مكنش لازم اطاوعها ابدا كان لازم ا**م على راى مكنش لازم اسمع كلامها واخدها معايا انا اللى كان لازم اموت مش هى ابدا انا مش عارف ليه عايش ليه ربنا سايبنى عايش وانا ميت من جوايا انا انا -جذبه نادر اليه رغم معارضته و احتضنه بشدة لينهار سليم لاول مرة سامحا لنادر بلمسه واخذ ينتحب بقوة مغمضا عيناه يراها وهى تفارق الحياة بين يديه ومر الوقت بهما حتى هدأ سليم فأبتعد عن نادر وقال : -انا اسف مش عارف ليه حصل دا انا اسف يا نادر بس لو سمحت دخلنى اوضتى وسبنى لوحدى .. -ساند نادر سليم الى غرفته وساعده ليتمدد على فراشه وابتعد وهو يشعر بالحزن عليه ليغادر الغرفة كما طلب منه سليم .. -وقفت مرام بجانب باب منزلها تنتظر نادر الذى ابلغها انه على وشك الوصول اليها فلمحت نعمة تتوارى وهى تراقبها فنظرت لها بحدة لتختفى نعمة تماما من امامها في نفس اللحظة التى وصل فيها نادر وكانت ملامحه لا تبشر بخير فنظرت اليه وتحيرت ما الذى حدث له ليكون بتلك الحالة .. -انطلق نادر بسيارته مستلما طريق الاسكندرية وحين ادركت مرام انه سياخذها الى هناك لازت بال**ت مغمضة عيناها لتنتفض فجأة وتنظر الى نادر وكأنها ستجد اتهامه مسلط عليها ولكنها لاحظت شروده فحمدت الله انه لم يلحظ انتفاضتها فإن سئلها بما كانت ستجيبه انها كلما أغمضت طالعتها ندبة أخيه وهو الأمر الذى زاد حالتها سوءا .. -لم تنتبه مرام لتوقف نادر امام بنايه سكنية تطل على البحر ولكنها تفاجئت به يفتح باب السيارة من جهتها جاذبا اياها لتسير بجانبه وما ان صعد بهما الاسانسير وتوقف حتى خرج نادر وتوقف امام باب شقة ليخرج مفتاحها من جيبه ويفتح بابها فتجمدت مرام امامه فوقف نادر يحدق بها وسمعت صوته يقول : -مرام أظن انك بتثقى فيا لو سمحتى ادخلى وبلاش تفكيرك يخدك لبعيد .. -ابتلعت مرام ريقها وبادلته التحديق ب**ت ووجدت نفسها تدخل خلفه ليغلق نادر الباب ويتوجه صوب الشرفة ليفتحهها ويقف متأملا البحر أمامه فوقفت مرام بجانبه في **ت منتظره منه تفسير ما يحدث .. -قبض نادر فجأة على يد مرام وهو يلتفت لها وقال : -كنت محتاج اكون معاكى لوحدى و ميكونش معانا اى حد مرام انا محتاجلك اوى فحياتى انا تايه وحاسس انى مش لاقى نفسى حاسس انى بتخنق .. -تناست مرام كل قرار اخذته ليللا ووجدت نفسها تحتضن نادر الأمر الذى جعله يلفها بذراعيه وهو يطلق أنينه ويقول : -يااااه كنت خايف اخدك بين ايدى تفتكرى انى بستغل وجودنا لوحدنا مرام متبعديش عنى وتسبينى انا محتاج لك .. -همست مرام بضعف وقالت : -انا معاك يا نادر ومش هسيبك بس ارجوك طمنى في ايه حصل .. -تن*د نادر ليبعدها عنه ويدخل ويجلس على مقعد أمام الشرفة وأشار لمرام بجلوس بجانبه فجلست مرام وهى تشعر بنبضات قلبها تسرع بداخلها فسمعته يقول : -في حاجات كتير اوى يا مرام انتى متعرفيش حاجة عنها في حياتى يعنى انا مش مثالى زى ما انتى متخيلة انا عندى اسرار كتيرة متعرفيش عنها حاجة وعندى عيوب اكتر و عندى سليم اللى مش عارف اعمل ايه علشان اخرجه من اللى هوا فيه انا حاسس انى مربوط بحبال يا مرام وكل واحد بيشد فيا حاسس انى بتقطع لكن خلاصى كله فايد*كى انتى حاسس ان وجودك معايا وجانبى هيخلينى اتخطى اى حاجة وهيساعدنى اصلح حياتى .. -اجابته مرام وهى تحاول ابعاد صورة سليم عن ذهنها والجمت ل**نها من سؤاله عن سبب ندبة سليم ولما يختفى من الجميع فقالت : -انا معاك فكل حاجة بس يا نادر مفروض انك متوقفش حياتك على حد معين حتى ولو كان انا لازم حياتك تمشى وبعدين هو انا اللى هنصحك .. -حدق نادر بوجهها ليجذبها اليه واجلسها على ساقه فارتبكت مرام وحاولت ان تبتعد ولكنه كبلها بذراعيه بقوة فعقدت مرام حاجبيها وقالت : -نادر لو سمحت حقيقى اللى انت بتعمله دا مينفعش انت بتتجاوز حاجات كتير انا بقبل بيها منك غصب عنى وبحسها بتقتلنى لانها مرفوضة من جوايا .. -احس نادر انه لا يستمع إلى صوت مرام انما فقط يشعر بها بكيانه واحتياجه فقبض على رأسها بقوة وقرب وجهها منه لينهال مقبلا اياها وهو يهمس بانفعال واضح : -انا محتاجلك جانبى ومعايا مرام احنا لازم نتجوز فاقرب وقت ارجوكى انا مش عارف امنع نفسى واوقف احتياجى ليكى مش عارف ابعد ايدى عنك انا كدا بحب اعبر عن حبى بكل حاجة بقلبى وكلامى وحركاتى وايدى وجسمى كله ارجوكى بقى متحرمنيش منك خلينا نرجع القاهرة ونرتبط ونتجوز .. -دفعته مرام عنها ووقفت وص*رها يعلو ويهبط من شدة انفعالها فنادر سيطر عليها كليا وهى ترفض هذا الحب الذى يفرضه عليها هى تشعر به يسلبها حقها فى التفكير والإختيار يسلبها كل شىء حدق بها نادر وهو يتمالك نفسه فسمعها تقول : -روحنى يا نادر لو سمحت يا اما هنزل واسيبك ولو على موضوع الارتباط ادينى فرصة لحد اخر الاسبوع وهفاتح اخواتى وتيجى زى ما انت عاوز بس لو سمحت حاول تمسك نفسك شوية انا فعلا حاسة انك بتسرق الوقت منى ومش عارفة افكر.. -اجابها نادر وهو يقف امامها : -وتفكرى ليه وتتعبى نفسك انا افكر ليكى واكون لك العقل والجسم والقلب والزوج وكل حاجة .. -زفر نادر بحدة وهو يمرر يده متخللا شعره وهو يراها تبتعد عنه وقال بحدة : -افهمينى بقى بقولك محتاجلك معايا علشان اقدر اعيش واكمل حياتى وافكر فحل لسليم والشركة وابعد تفكيرى عنــ .. -**ت نادر فجأة واستدار عنها ينهر نفسه حتى لا تلاحظه مرام واحس بالصدمة من نفسه -حدقت مرام بظهره متحيرة فحديث نادر زاد حيرتها وزادها اصرارا على الابتعاد قليلا عنه لتفكر بالأمر بطريقة سليمة وصحيحة فهل ستقبل ان تتزوج به ولارا تكن له مشاعر الحب كما صرحت لرويدا احست مرام انها سقطت بين شقى الرحى فتحركت ووقفت امام نادر وقالت : -واضح ان انا وانت محتاجين فعلا نفكر لاخر الاسبوع يا نادر علشان الخطوة اللى هناخدها الرجوع فيها هيبقى صعب وهيجرحنا اوى وي**رنا لو اخدناها غلط .. -هرب نادر بعيناه عنها وقال : -يلا بينا يا مرام وفكرى كويس فكلامى وانا هستنى ردك .. -*-عادت مرام الى أرض واقعها الأليم على صوت طرقات عنيفة على باب غرفتها فنظرت حولها وهمست بألم: -دا مستناش لاخر الاسبوع علشان ياخد رأى انا مش عارفة ايه حصل علشان يوجعنى كدا لو كان قالى انه حاسس بميل بمشاعره للارا كنت هبعد إنما هو اختار يوجعنى نظراته ليا كانت كلها تشفى وشماته كأنه فرحان بحالى امبارح ياخدنى اسكندرية والنهاردة يتجوز لارا وي**رنى .. -توجهت مرام الى باب غرفتها تفتح الباب فطالعها وجه لارا وقد تبدلت ملامحها تماما لسعادة وفرح وجلست امامها بمقعدها وعلى وجهها ابتسامة لم تراها مرام على وجه لارا منذ سنوات فرسمت ابتسامتها هى الاخرى وقالت : -يعنى انا مش هعرف انام ولا ايه بقى هى عروستنا الحلوة منمتش لحد دلوقتى ليه.. -حركت لارا مقعدها ودلفت الى غرفة شقيقتها وقالت : -مش عارفة انام يا مرام مش عارفة بصراحة ومش قادرة خايفة انام اصحى الاقى كل دا حلم وان كل اللى حصل دا محصلش انا لحد دلوقتى مش مصدقة نفسى ان نادر بقى جوزى انا انا كنت لسه بقول لرويدا ياترى بيحبنى الاقيه بقى جوزى .. -احتضنت مرام لارا وتن*دت وهى تخفى وجهها بين احضان شقيقتها وقالت : -نادر محظوظ بيكى يا لارا اى راجل فالدنيا يتمناكى لانك تستحقى كل خير انا فرحانة اوى ان نادر قدر يخ*ف قلبك ربنا يسعدك يارب انما مقولتيش اتفقتم على الفرح امته .. -ارتبكت لارا واحمر وجهها وقالت بخجل : -نادر كان عاوز يعمل الفرح الاسبوع الجاى عاوز يعمل فرح كبير اوى بس انا قولت له مش عاوزة فرح قلت له هلبس فستان ابيض وانزل من هنا على بيته .. -عبست مرام وقالت : -ليه بقى يا لارا ازاى متعمليش فرح وتفرحى زى كل البنات هو احنا عندنا حد اغلا منك ولا ايه -راقبت رويدا ملامح مرام وهى تقف مستندة على باب غرفتها فهربت مرام من عيناها واكملت : -انا هتكلم معاه ويعمل لك فرح .. -تراجعت لارا بمقعدها وقالت : -مرام لو سمحتى انا فعلا مش هعمل فرح مش عاوزة فرح مش عاوزة احس انى قاعدة على كرسى والناس بتتف*ج عليا ويتصعبوا على العروسة اللى بكرسى.. -حدقت مرام بشقيقتها وقالت : -مليون مرة اقولك الكرسى عمره ما كان نقص فيكى ابدا وطول ما انتى شايفة نفسك كدا عمرك ما هتحسى السعادة .. -ابتسمت لارا وقالت : -بالع** انا ملكت السعادة كلها يا مرام لما نادر بقى جوزى وعلى فكرة لما اقتنع بفكرتى قالى ان بعد يومين هيجى وياخدنى على بيته .. -تجمدت مرام في مكانها وحاولت تمالك نفسها وقالت : -يومين .. -تدخلت رويدا في الحديث لتخفف عن مرام عذابها وقالت : -طالما فرحك بعد يومين يبقى تنامى وتريحى بقى ولا عاوزة نادر يقول العروسة عيونها محلقة يلا معايا يا اجمل لارا فالدنيا انيمك علشان اعرف انام انا كمان مش قلت لكم انا ثانوية عامة وفي مستقبل هيضيع .. -حالة **ت تام بعدما أبلغ نادر سليم انه عقد قرانه على لارا شقيقة مرام ليقف سليم أمام نادر وقد علت ملامحه الصدمة وما حدث تاليا تسبب في صدمة نادر كليا فقد توجه سليم إليه صافعا إياه بقوة وهو يصيح : -انت لا يمكن تكون بنى أدم تحب واحدة وتخدعها وتروح تتجوز اختها انت ازاى تعمل كدا هى دى الرجولة يا أستاذ يا خسارة تربيتى ليك يا نادر .. -خفض نادر يده عن موضع صفعة سليم وقال بحدة وغضب : -كان لازم اعمل كدا وارد لها القلم الهانم اللى زعلان عليها متفرقش كتير عن سمر مرام هى الوش التانى لسمر يا سليم مرام طلعت اب*ع منها متجوزة عرفى وبتبدل الرجالة و .. -كظم سليم غضبه أمام تصريح نادر لتصدح ضحكته فجأة فحدق به نادر بدهشة وفاجأه سليم بقوله : -مين الخايب اللى قالك الكلام الفارغ دا مرام مين اللى متجوزة عرفى يا نادر انت علشان تبرر لنفسك خستك وندلتك هتقول عنها الكلام دا .. -حدق نادر باستغراب بوجه سليم فوجد نفسه يريد وبقوة ايلامه فقال : -وانت بتدافع عنها ليه يا سليم ايه تكونش لفت عليك واخدتك جولة .. -ما ان انهى نادر جملته حتى شهق شاعرا بالذنب وهو يحدق بقسمات وجه شقيقه المعذبة فأقترب منه ولكن سليم فاجئه مرة اخرى بابتعاده عنه وبقوله : -لو كان ينفع مكنتش سمحت لك تقرب من مرام يا نادر وعموما انت عمرك ما حبيت مرام انت اتشديت ليها علشان هى نوع جديد ممرش عليك قبل كدا ولما معرفتش توصل للى انت عاوزه منها ض*بتها باختها زى اى ندل يا اخى كنت اختار واحدة غير اختها .. -دفع نادر المقعد من أمامه بغضب اعمى مطيحا به بدوى وهو يصيح : -متدافعش عنها يا سليم وتجننى بقولك متجوزة عرفى ولو مش مصدقى انا معايا عقد الجواز العرفى بينها وبين ابن جارتها توفيق .. -التفت سليم بحدة الى نادر وقال: -هو اسمه توفيق .. -**ت سليم ولم يشأ ان يكمل حديثه وشرد فيما حدث بينه وبين مرام وطلبها ايجاد عمل للمدعو توفيق وكانت حيرة نادر قد بلغت اقصى مدا لها فزفر بضيق وقال : -سليم بلاش تخلى مرام تخسرنا بعض خلاص اللى بينى وبينها انتهى وانا دلوقتى اتجوزت و و -سئله سليم بهدوء غريب : -وايه يا استاذ كمل .. -اجابه نادر وهو يشيح ببصره عنه : -لارا هتيجى تعيش هنا معايا بعد يومين احنا اتفقنا مش هنعمل فرح .. -هز سليم رأسه بأسف وقال : -هتندم يا نادر صدقنى وبجد انت صعبان عليا من اللحظة اللى هتكتشف فيها انك ظلمت مرام وظلمت اختها وظلمت كمان نفسك .. -وكأن الزمن عاند مع الجميع فمر سريعا بهم فوقفت مرام تحدق بوجه لارا وهى ترتدى فستانها الابيض تحاول التحكم في دموعها ووقفت رويدا بجانبها تساندها فنظرت لها مرام بأمتنان لدعمها ايها وما هى الا دقائق وارتفع رنين جرس الباب فاتجه سيف صوبه وفتحه وهو يبتسم في وجه نادر الذى وقف يحدق بوجه مرام بشماته وقد علت ملامحه السخرية منها فخفضت مرام عيناها وتوجهت صوب لارا وحضنتها فرفعت لارا عيناها الدامعة بسعادة وقالت : -ايه هو انتو مش هتيجو معايا ولا ايه على الاقل نسهر سوا و .. -قاطعهتها مرام وقالت : -مرة تانية وهو يعنى هنروح من بعض فين المهم متفكريش فينا ابدا فكرى فسعادتك وحياتك مب**ك يا لارا يا اجمل عروسة فالدنيا .. -قادت مرام مقعد شقيقتها ووقفت امام نادر وهى تحدق به بتحدى جعل ملامحه تتحول من السخرية الى الغضب وهو يراها تبتسم بسخرية منه وتقول : -اخدت اغلى كنز فبيتنا يا نادر خلى بالك عليها لان الدمعة اللى تنزل من عين اختى متكفنيش فيها حياتك .. -ابتسمت رويدا وقالت لتخفف حدة التوتر الذى ساد بعدما انهت مرام حديثها : -اكيد يعنى يا مرام نادر عارف انه اخد قلبنا مننا واكيد هيحافظ عليه مش كدا يا نادر -حاول نادر ابعاد عيناه عن مرام ونظر الى لارا وحدق بعيناها السوداء التى لمعت بسعادة وحب وقال : -اكيد لارا دى فقلبى وحبى ومشاعرى كلهم ليها وعلى فكرة قبل ما تنزل دمعة من عنيها انا هحاسب نفسى لان دموع لارا عندى بالدنيا كلها .. -واعقب نادر قوله بميله حاملا لارا مغادرا المنزل لتحدق مرام في اثرهم وتترنح بين ذراعى رويدا وتسقط في دوامه صراعها السوداء .. -تابعت نعمة من شرفتها نادر وهو يحمل لارا فاطلقت ضحكتها الشامته فحدق بها توفيق بدهشة وقال : -في ايه يا اما مالك شوفتى فيلم كوميدى ولا ايه .. -اغلقت نعمة ستائر الشرفة والتفتت الى ابنها وقالت : -لا يا حبيبى دى لارا راحت مع جوزها خلاص سبحان الله وانا اللى كنت فاكرة ان نادر باشا هيتجوز مرام اتاريه سابها واتجوز اختها .. -حدق توفيق في وجه والدته وقد ازدادت حيرته وقال : -اول مرة يعنى تبقى فرحانة علشان حاجة حصلت فبيت عمى صالح وبعدين مين قالك ان الاستاذ نادر كان هيتجوز مرام انا اللى اعرفه ان اهتمامه كله كان بلارا -حدقت نعمة بوجه توفيق بغل وقالت : -قصدك ايه يعنى هو مكنش هيتجوز مرام بس الواد سبرتو قالى انه عينه من مرام مش لارا ابدا -رفع توفيق حاجبه وقال : -وانتى مهتمة ليه عينيه من مين و احنا مالنا ما تسيبك بقى يا اما من القصة دى وخلينا فاكل عيشنا وحالنا وخرجيهم بقى من دماغك .. -احست نعمة بالضيق من ابنها وقالت : -قلبك حن يا توفيق يا ابن نعمة وماله يا حبيبى اسيبنى منهم وانا يعنى هعوز ايه منهم ما خلاص مبقناش قد المقام . -**تت نعمة واكملت تحدث نفسها : -اقطع دراعى اما كانت مرام اخدت على ايدى اكبر قلم فحياتها ولسه اللى جاى اكبر يا بت رشيدة .. -دلف نادر حاملا لارا بين ذراعيه وتوجه بها صوب غرفته في الدور العلوى واجلسها على فراشه وابتعد ليغادر فنادته لارا وقالت بخجل : -نادر انت انت رايح فين وسايبنى لوحدى .. -تن*د نادر يشعر بضيق في ص*ره واختناق فقال : -هجيبلك الكرسى بتاعك معلش احنا هنقعد فالجناح هنا لحد ما المهندس يخلص لنا جناح تحت علشان تقدرى تتحركى براحتك يا لارا وكمان علشان اشوف اخويا سليم ويجى يتعرف عليكى عموما انا مش هغيب .. -اسرع نادر مغادرا غرفته فوجد سليم يقف امامه عاقدا ساعديه ينظر له بتهكم وقال بصوت حمل توبيخا واضحا : -هربان وسايب عروستك لوحدها ليه يا استاذ نادر .. -بهتت ملامح نادر وقال مرتبكا : -انا انا مش هربان انا كنت رايح اجيب الكرسى للارا علشان تقدر تتحرك ووكمان علشان اناد*ك تتعرف عليها . -اتسعت ابتسامة سليم وقال : -لو على الكرسى فعم عبد الله هيجيبه متقلقش ولو عليا فانا مستعد اقابل مرات اخويا واتعرف على قدرت تخ*فه ويتجوزها .. -اغمض نادر عيناه فهو لم يحسب حساب سليم ابدا وبنى هروبه على انعزال سليم عن الجميع فنظر له وقال : -ايه اللى غيرك كدا يا سليم وفجأة بقى عادى عندك تشوف الناس والناس تشوفك ومتحبسش نفسك ايه ربنا استجاب لدعايا ونسيت .. -تجمد جسد سليم في مكانه لكلمات نادر المؤلمه له فعقد حاجبيه وقال رادا له صفعته بحديثه : -ويمكن افاجئك اكتر من كدا كمان يا نادر ودلوقتى استأذن من مراتك انى اتعرف عليها علشان اقدر اقدم لها هديتى .. -تن*د نادر بيأس وطرق باب غرفته ودلف الى لارا فنظرت له بخجل فابتسم لها بارتباك وقال : -سليم برا عاوز يتعرف عليكى .. -هزت لارا رأسها بخجل وابتسمت حينما لمحت سليم يدخل ولكن ابتسامتها تلاشت وهى تحدق بندبة وجهه فخفضت عيناها باضطراب فسمعت صوته يقول: -مب**ك يا لارا انا بصراحة معرفتش اناديلك ايه فقلت اسمك لوحده جميل مش محتاج اى لقب ادامه وعلشان كدا اتمنى ان هديتى تعجبك واهلا بيكى ببيتك وعاوز اطمنك انك فالبيت هنا مش هتحسى بوجودى الفيلا كلها ليكم انا نقلت نفسى للجناج اللى فالجنينة برا الف مب**ك -رافق نادر سليم واوقفه قبل ان يهبط وقال : -انت نقلت امته وانا معرفش .. -ابتسم سليم وقال : -في حاجات كتير للاسف انت متعرفهاش يا نادر عموما خد راحتك الفيلا ليك ومب**ك جوازك يا اخويا عاوزك ترفع راسنا ولا .. -عبس نادر في وجه سليم واجابه بقسوة : -متخافش يا سليم هخليك ترفع راسك وهعمل اللى محدش يقدر يعمله متخافش محدش هيقدر يقول نادر زى س .. -كفايا ومتنساش نفسك .. -صيحة سليم الجمت ل**ن نادر فخفض بصره وقال بخجل : -انا اسف حقيقى اسف يا سليم حقك عليــ .. -قطع نادر اعتذاره لمغادرة سليم فتملك نادر الندم لما قال واندفع الى غرفته يشعر بالغضب من كل شىء فنظر الى لارا بحدة جعلتها نظراته تتراجع الى الخلف في خوف وهمست باضطراب : -مالك يا نادر .. -ارتفعت حدة انفاس نادر فاغلق الباب بحدة وقال بلهجة اوقعت الرعب في قلب لارا: -مافيش غير انى لازم اخد حقى حالا منك ومن الدنيا بحالها .. -لاراااا .. -صرخة انطلقت من فم مرام وهى تستيقظ منتفضة فوجدت سيف ورويدا بجانبها وقد ارتسم على ملامحهما الحزن والخوف فنظرت لهم وهى انفاسها تتسارع ووضعت يدها على قلبها فحدقت بها رويدا بخوف وقالت : -اهدى يا مرام لارا فبيتها انتى كنتى بتحلمى. -هزت مرام رأسها بخوف وعيناها زائغة وقالت : -لا مكنش حلم دا كان كان مش عارفة بس لارا كانت بتصرخ وبتعيط يا رويدا كنت حاسة انى رميتها فالنار بايديا لارا بتتعذب بسببى يا رويدا دا اللى حساه لارا بتتعذب مكنش لازم اخليها تتجوز نادر كان لازم ارفض وامنع جوازها انا ضيعت لارا يا رويدا. -ربت سيف على يدها وقال : -اهدى يا مرام اهدى كل دا علشان اول مرة تفارقى لارا وبعدين ابيه نادر استحالة يعاملها وحش انتى مشفتيش كان بيبص لها ازاى اجمدى كدا مش كفايا خضتينا عليكى لما اغمى عليكى بعد ما مشيت لارا اطمنى بقى وبلاش تعملى حما على أبية نادر .. -حاولت مرام تناسى ما هاجمها اثناء نومها ولكن ض*بات قلبها التى لا تهدأ اعلمتها ان شقيقتها تعانى وتعانى بقسوة ايضا ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD