لن أيأس

4138 Words
اشارت مرام الى رويدا لتحلق بها وغادرت الغرفة متجهين الى غرفة سيف فلكزت رويدا كتف مرام وقالت : هنسيبهم لوحدهم كدا افرضى نادر اتحرش باختك فاوضتنا يبقى الحال ايه .. ض*بتها مرام على رأسها وقالت : نادر يتحرش بلارا اللى هى مراته يا بنتى انتى هبلة هى خمس دقايق ولارا نفسها هتتحرش بنادر انتى مش شايفة كل ما تقول اسمه عيونها تلمع ازاى وزعلها دا كله علشان بس نسى يطلق سمر اسكتى وبطلى وسيبيهم ربنا يهديهم احنا معندناش بنات تتطلق يا خبر دا كانت نعمة تشمت فينا وتقول بنات صالح رجعوا بعد شهرين مطلقين .. احتضنتها رويدا وقالت بجدية : طيب ما تجربى تتحرشى بأبيه سليم يمكن يتحرك .. توقفت مرام امام باب غرفة شقيقها وسحبت رويدا بعيدا عنه وهى عابسة الوجه وقالت بحدة : رويدا موضوع سليم ميتفتحش تانى لو سمحتى مش معنى انى فضفضت معاكى خلاص كل شوية هتتكلمى فيه وبعدين ايه اتحرش بيه دا كمان ليه معنديش كرامة يرفضنى مرتين واروح اجرى عليه بصى لو سمعتك بتتكلمى فالموضوع دا تانى هزعل منك بجد .. زمت رويدا شفتيها وقالت : انتى خايبة يا مرام بجد انتى شايفة نفسك قاعدة ازاى بنطلون وتى شرت شبه سيف كل لبسك كدا فين الانوثة اللى هتخلى ابيه سليم يغير تفكيره ويبص لك ها وشك من غير اى مكياج مافيش ادنى اهتمام بنفسك يا بنتى دى لارا لبساها كله فساتين و بتبقى ملاك كدا يتاكل أكل اعملى زيها وجربى دا حقك على فكرة أبيه سليم جوزك مش واحد غريب علشان نقول حرام و عيب ولو على الكرامة اظن ان كرامة الست من كرامة جوزها فلو انتى متحركتيش هتقضى طول حياتك الزوجة العذراء علشان خايفة تاخدى خطوة وانا شايفة انك لازم تخدى الخطوة دى ويا تكملى حياتك معاه زى ما انتى عاوزة يا تبعدى وتحاولي تنسيه وتشوفى حياتك ونصيبك مع حد يقدرك ويحبك انتى تستحقى تتحبى يا مرام مش تحبى انتى مشفتيش شكلك امبارح كان ازاى بجد انتى لازم تاخدى خطوة وحتى لو هتندمى انك اخدتيها فالاخر هترتاحى من العذاب دا بدل ما تضيعى اجمل سنين عمرك مع واحد مش حاسس بيكى وعايش فالماضى بتاعه .. حملقت مرام بوجه شقيقتها تتسأل متى نضجت رويدا هكذا لتعلم عن المشاعر والاحاسيس ف*نهدت بنفاذ صبر وقالت بيأس : مهما حاولت هيفضل شايفنى مرام اللى راحت اتجوزت توفيق علشان تصلح غلطتها و كانت بتحب اخوه .. ربتت رويدا على كتف مرام وقالت : لو على موضوع توفيق فاطمنى أبيه سليم عارف انك بريئة ومتأكد انك متجوزتيش حد وانك لسه بنت اما لو على موضوع نادر فدا فأيد*كى انتى تثبتى له انك بتحبيه هو وتحسسيه بالحب دا يا مرام دافعى عن حبك بدل ما يضيع منك .. عقدت مرام ساعديها ورفعت حاجبها و قالت : وسليم عرف منين موضوع توفيق يا استاذة رويدا .. ارتبكت رويدا واحمر وجهها وتن*دت بخجل وقالت : مكنش قدامى الا انى افهمه الحقيقة علشان متتظلميش اكتر من كدا مقدرتش اشوف حد بيظن فيكى وحش يا مرام دا واجبى وحقك عليا انى اقف فظهرك و اللى يقول حرف عليكى ادافع عنك واوضح الصح انتى اختى يا مرام مقدرش اشوفك مظلومة واسكت .. احتضنت مرام شقيقتها وقالت : ربنا يخليكى ليا يا رويدا وميحرمنيش منك بس قولى لى بقى بما انك طلعت عارف فمواضيع القلب والحب اخبار قلبك ايه .. شهقت رويدا حينما اقتحمت صورة توفيق الحوار فجأة وعقد حاجبيها وهزت رأسها نفيا وقالت : مافيش فالقلب حد يا مرام فى شهادة وكلية طب ومذاكرة كتير وسنين طويلة علشان احقق حلمى وطموحى وبعد كدا يبقى افكر ان كنت احب ولا لاء .. توترت اعصاب لارا لوقوف نادر امامها دون كلام واشاحت بوجهها عنه فسمعت تن*ده وصوته يقول : فكرتى فعقاب غير الطلاق يا لارا .. استدارت لارا تنظر اليه وقالت : لا هو الطلاق وبس يا نادر اللى فدماغى ومش انت لوحدك اللى هتطلق سليم كمان هيطلق مرام هنمشى من هنا .. اقترب منها نادر بوجه حزين وقال : يا لارا والله ما فى حاجة بينى و بين اختك وخلاص كان ساعة شيطان اللى هددتها فيها و راحت لحالها بصى لو عوزانى اعتذر لها واخليها تسامحنى انا مستعد اعمل كل اللى تطلبيه منى بس بلاش طلاق و بعدين افرضى انك حامل دلوقتى تحرمينى من ابنى اللى انتى حامل فيه .. شهقت لارا ووضعت يدها بتلقائية على بطنها وارتفع نبضها وانتبهت ليد نادر التى وضعها فوق يدها متحسسا بطنها معها فنظرت اليه وقالت : انا حامل معقول .. انتبهت لارا لنفسها فابعدت يد نادر عنها وقالت وهى تتحاشى النظر اليه : بس انا مش حامل يا نادر اطمن ومتخافش مش هكون حامل لانك هتطلقنى زى ما طلبت .. زفر نادر بضيق ومال عليها وقال : لارا اعقلى بقى بلاش تهدى اللى بينا علشان حاجات ملهاش اساس ولو على سمر انا خلاص طلقتها وبعت لها ورقتها على القسم يعنى ملهاش اى صفة فحياتنا يا لارا ساعدينى انا مادد لك ايدى بلاش ترفضيها طب اقولك جربينى ادينا فرصة ولو مطلعتش قد كلمتى وقتها اوعدك انى انفذ لك طلبك .. تن*دت لارا وقالت وهى تنظر فى عيناه : انت وعدتنى اهو يا نادر وهلزمنك بالوعد دا .. زم نادر شفتيه كطفل صغير وقال : انفذ لك اى حاجة حتى لو طلبتى عمرى كله الا انى اطلقك .. وسحبها نادر وشهقت لارا حينما اوقفها على قدميه واحتضنها مقبل جبهتها وقال بهمس : بحبك والله بحبك انتى يا لارا .. كالاسد الجريح يسير بلا هواده فى غرفته يريد ان يمزق قلبه عن ص*ره قلبه الذى صفعه وبقوة بعشقه لمرام وكيف هل جننت ان تعشق وخاصة الان كيف لك ان تنبض لغير سما كيف لك ان تنسى حبها الذى تغلغل الى اعماق روحك وجعلك حبيس غرفتك اعوام طويلة كيف لتلك الفتاة صاحبة العينان المتقلبه ان تختطف انفاسك هكذا كيف يا سليم تسلم راية حبك لمرام وانت تعلم استحالة خوضك ذلك المضمار اراد سليم ان يعذب قلبه وعقله لتسليمهما السلطة لمرام فتوجه صوب احد ادراج مكتبه و سحب شريطا لزوجته الراحلة سما ووضعه بأيد مرتعشة فى جهاز العرض وجلس يشاهدها لعل فى مشاهدتها دواء ينسيه مرار حبه المستحيل لمرام.. جلست مرام شادرة بجانب سيف تتباعه دون تركيز وهو يذاكر وانتبهت لصوته يقول : مقولتيش ايه رئيك فالجيم اللى فالفيلا هنا .. نظرت له مرام بعنيان فارغة تستمع لصوت رويدا الذى طالبتها بالذهاب الى سليم ومحادثته فهزت رأسها وقالت دون تركيز : حلو كل حاجة حلوة المهم تنجح انت وبس .. ضحك سيف وقال : لا انت مش هنا خالص المهم البت رويدا راحت فين فجأة كدا .. فتحت رويدا الباب فجأة وقالت : بتجيب فسيرتى ليه يا سيف انا كنت بعمل حاجة لمرام وجيت .. حدقت بها مرام ببلاهة وقالت : حاجة ايه انتى كنتى فين اصلا .. اجابتها رويدا بغموض وقالت : الحاجة اللى قولت لك عليها فاوضتنا روحى بقى وانا هقعد شوية مع سيف واروح اكمل مذاكرة وعلى فكرة الظاهر حصل اللى قولتى عليه لارا كلمتنى وهى متعصبة لما خبطت عليها فاوضتها .. غمزتها رويدا و احمر وجه مرام بقوة فاشاحت بوجهها ووقفت سريعا و قالت : ذاكروا المستقبل بيضيع ذاكروا .. نظر سيف الى رويدا والى فرار مرام من الغرفة وقال مستفسرا : هو فى ايه وليه حاسس انكم بتتكلموا بالالغاز .. بعثرت رويدا شعر اخيها وقالت : خليك فالمذاكرة واطمن مافيش اسرار و لا حاجة الامن مستتب والوضع متظبط .. هرولت مرام الى غرفتها وشهقت حينما شاهدت احد فساتين لارا موضوعا على الفراش فتوجهت اليه و حدقت به باعجاب ووضعته فوق ملابسها ونظرت الى صورتها فى المرآة وقالت بصوت هامس : معقول هنفذ كلام رويدا طب وافرضى رفض يسمعنى او يتكلم معايا ولا رفض وجودى هتقدرى يا مرام تسبيه وتمشى لا انا مقدرش اسيب سليم معقول بعد ما لاقيت الحب اللى بحسه دا وقلبى اللى بيطير لمجرد انه معايا فنفس المكان اسيبه. بهتت ملامح مرام فتركت الفتسان يسقط ارضا من يدها و نظرت الى عيناها وقالت: ايوة تسبيه اومال هتفضلى معلقة نفسك فحبال ملهاش اساس وهم جواكى انتى وبس افرضى سليم فضل على رأيه و**م عليه ان جوازكم ورق وبس ومافيش اى مشاعر بينكم هتقبلى الوضع دا يا مرام هتقبلى تضيعى عمرك ملكيش ولاد ملكيش حياة عايشة على امل يبتسم لك وبس هى دى هتبقى حياة. اشاحت مرام بعيناها بعيدا عن المرآة و دمعت عيناها و قالت : بس احساسى بيه امبارح مكنش كذب حضن سليم ليا مش مجرد حضن دا كان جواه كلام كتير ايوة بس سابك ومشى رفضك معنى كدا انه مكنش بيحضنك انتى كان حاسس بغيرك بين ايديه ولما فاق لنفسه هرب .. - .. اووووف ممكن تسكتى شوية يا نفسى و انت يا عقلى بص هى فرصة اخيرة لو حصل ورفضنى يبقى هفكر فحياتى بطريقة تانية و هحاول اشوف نفسى تمام .. - .. طيب هتفتحى معاه كلام ازاى بقى ومافيش بينكم اى حوار يا فالحة .. - .. امممم فكرى معايا بدل ما انتى عماله تيأسينى انزل لسليم باى حجة. لمعت عينا مرام وانخفضت ترفع فستان لارا الفيروزى وهى تبتسم بمكر و تقول : انا ليا عنده حق الحكم لان انا اللى **بته فالماتش ومأظنش ابدا سليم الدهشورى هيرجع فكلامه معايا . اردت مرام الفستان ووقفت امام المرآة تنظر الى نفسها وتعجبت كيف لها تخفى نفسها هكذت خلف البنطال والقميص وأنبت نفسها لاهمالها لنفسها هكذا ووقفت تضع رتوش بسيطة من الحمرة وارتدت حجابها وخرجت متسللة تشعر بخفقان قلبها يض*بها بقوة ونبضها ينبض كأنها تعدو وتوجهت مرام بخطى متثاقلة إلى جناح سليم تخشى مواجهته تخاف رفضها ككل مرة ولكنها تسلحت بوعده معها من يفوز يحكم دون أى إعتراض و لهذا ذهبت لتتخذ أول خطوة لإنقاذ حياتها أو تدميرها فلم يعد لأى شىء أهمية كفاها اختباء وتوراى انها حياتها وهو زوجها أن لم يعد يريدها فعليه أن يدعها ترحل خاصة بعد ما كشفت الحقيقة أمام لارا .. تنفست مرام بعمق وهى تقف أمام باب جناح سليم الذى يبدو أنه نسى تماما ان يغلقه ككل وقت ف بابه مغلق دوما خاصة بوجهها.. فدفعت الباب بهدوء و وقفت مكانها ترى قلبها يجرح من جديد ف خشت أن تص*ر اى صوت ورفعت يدها تمنع زفيرها و أنفاسها فأمامها جلس سليم أمام شاشة تلفازه يشاهد شريط ذكرياته مع زوجته الراحلة .. - .. حاولت مرام أن تغلق عيناها ولكنها لم تستطع فامالها تبعثرت امامها وهى تشعر بمدى تأثر سليم بما يشاهد تركيزه عيناه المحدقه بعشق بالصور المعروضة ولكن صدمتها كانت حين لمحت لمعان دموعه على جانب وجهه. خنجر غرس بقوة بداخلها وهى تقف ترى غريمتها التى لن تستطيع منافستها، فكيف لها أن تنافس من رحلت عن الحياة كيف لها أن تزرع ولو نبته صغيره داخل نفس سليم وهى تراه أمامها يتعذب لرحيل زوجته عنه تراجعت مرام وأغلقت الباب بهدوء واستدارت لترحل .. لتنتفض بقوة حين قبضت عليها يدان صارمتان ووجدت مرام نفسها تسجن داخل جسد يرتجف بقوة وتسحب إلى الخلف رغما عنها .. شعر بها سليم تقف عند الباب ولكنه خشى ان يلتفت لها فيضعف ولكن ما ان استدارت واغلقت الباب وجد قلبه يصرخ بداخله ان يلحقها فاندفع بسرعة ليفتح الباب ووجد نفسه يحبسها بين ذراعين ساحبا اياها الى الدخل مرة اخرى والتصق بها يخشى رؤيه عيناها التى علم انها تبكى من ارتجافها واهتزاز جسدها بين يديه ف*نهد ووجد نفسه يقول بصوت متألم : سما بنت عمى انا اللى مربيها على ايدى وصية عمى ليا من صغرى اتعلمت معاها الحب مكناش بنفارق بعض ولا لحظة اتجوزنا و هى فثانوى و ذاكرت معاها لحد ما اتخرجت من كلية التجارة كنت بخاف اسيبها لوحدها فكنت بخدها معايا الشركة والمصنع واى مكان كنت بعشقها يا مرام مافيش لحظة عدت علينا عرفنا فيها طعم زعل او حزن الحاجة الوحيدة اللى كانت ناقصة بينا هى الولاد كان عندها مشاكل فالحمل واتعذبت معايا عمليات حقن مجهرى وحمل وميكملش لحد ما ربنا اكرمنا وحملت حسيت وقتها انى امتلكت الكون بحالة لكن مافيش حاجة بتدوم كان عندى شحنة لازم انا اللى اروح بنفسى اسكندرية استلمها وكانت اول مرةهسيبها فيها علشان كنت خايف عليها من السفر لكن سما **مت وعيطت يومها مقدرتش اتحمل دموعها حسيت ان دموعها بتكوينى من جوا فوافقت انى اخدها و ركبنا العربية سوا وسقت بالراحة علشانها لكن القدر ظهرت عربية نقل معرفش جت منين دخلت فينا والعربية اتقلبت بينا كذا مرة الض*بة جت كلها ناحية الكرسى اللى سما كانت قاعدة عليه ماتت فلحظتها وانا فضلت خمس ساعات محبوس جوا الكرسى لما العربية اطبقت من ناحيتى جت قوات الحماية وفككوا العربية جزء جزء لحد ما خرجونى منها كنت مش حاسس بنفسى الا وانا بنادى عليها لما عرفوا يخرجونى كنت فحالة صعبة دخلت المستشفى وفضلت فغيبوبة عشر شهور عملوا لى عمليات كتير لحد ما قدرت ارجع اقف على رجليا تانى بس كنت خلاص رافض الحياة رافض اعيش من غير سما رفضت اكمل علاجى و رفضت اعمل اى عمليات تانى وحبست نفسى فاوضتى و سلمت كل حاجة ل نادر وانعزلت عن العالم لحد يوم كنت قاعد بعزف اللحن اللى انا وهى دايما كنا نعزفه سوا لمحت بنت واقفة عند باب المطبخ من ناحية الجنينة الخلفية استغربت مين دى و ايه اللى جايبها عندى ومين سمح لها تدخل اصلا الفيلا و بعدين لاقيتها بتكلم عم عبد الله وبتعيط وقتها مش عارف ايه جرا لى حسيت بوجع كأنى شايف سما ادامى وهى بتعيط كنت هطلع اشوفها مالها لكنها مشيت واتكلمت مع عم عبد الله وحكالى عنها و طلب انها تشتغل اى حاجة لاقيت نفسى بقوله يخليها تيجى تساعده فشغل الفيلا وفضلت مستنى تظهر تانى لحد ما ظهرت من جديد ولاقيتها بتجادل مع عم عبد الله اللى كان رافض انها تسيب كليتها وتشتغل خدامة فالفيلا و هى رفضت رفضه و**مت على رأيها واشتغلت طبعا انتى عارفة البنت دى تبقى مين يا مرام عرفها .. م**رة نعم انا م**رة بين ذراعى سليم يشدو بقصة عشقه وانا بين يداه يراها في ملامحى اهذا حكمك عليا يا ربى ان يرانى من احبه اخرى يعشقها ما هذا العذاب الذى كتب على قلبى ما هذا الذى سجن روحى بداخل حبه هو لما لما كتب عليا ان احب من ليس لى اااه ماهذا العذاب كيف سأتحمل كيف يعلم قلبه اننى احبه هل لى فرصة معه لا ليس لى اى فرصة فقلبه مغلق على حبها وحدها .. انتبهت مرام لسليم الذى ادارها لتواجهه وتألم لألمها حزن لحزنها ولكنه تشبث بقراره فنظرات الشفقة التى يراها تسكن عيناها لمجرد معرفتها جزء من الحقيقة يقتله اذا قراره صائب يجب الا تعلم شىء عن باقى الحقيقة شىء سيمنع عنها باقى حقيقته فهو يرفض شفقتها .. ابتعدت مرام عنه ووقفت تنظر اليه جريحة الفؤاد ولكن فجأة لمع في اعماق عقلها فكرة فسحبت نفسا عميقا و وجدت نفسها تقول بجدية : انا كنت جاية علشان الزمك بحكمى اللى انت الزمت نفسك بيه لما فوزت عليك فالماتش .. دقيقة مرت حتى استوعب عقله ما تقول ونظر لها بدهشة وانتظر ان تكمل حديثها فوجدها تكمل وتقول : انا جاية علشان اطلب منك تعمل عمليه تجميل علشان تخفى اثر الحادثة عن ملامحك و ترجع شغلك تانى علشان تكمل حياتك وترجع نفسك للحياة من تانى .. كتمثال نحت من صخر وقف امامها بلا تعابير مرتسمة على وجهه .. وجه جامد لا يوجد به حياة أرعب مرام وجعلها تخشى بطشه و لكن كان لقلبها قرارا آخر غير قرار عقلها الذى حثها على الإنسحاب و الإبتعاد عنه فعيناه التى دكن لونها ومع وجهه الذى شحب فجأة جعل قلبها يأن يطالبها من الاقتراب منه وإحتواءه بين يداها وما أن همت تنفذ ما يرغبه قلبها حتى فجأها سليم بإنطلاق ضحكته التى جعلتها تتجمد مكانها ليقترب منها وعيناه تنذر بالشر وقبض على كفها بغضب وأحسته سيتهشم بين أصابعه القوية وسمعت صوته الجليدى يقول : مرام مش عجبها شكلى اممم وعوزة تغيرنى ولا تكونى خايفة منى فعوزانى اعمل عمليه التجميل ولا شايفة انى لازم اكون زى الكتاب ما بيقول علشان تقدرى تتباهى بيا ادام صحابك تمام مش عوزانى أعمل حاجة تانية بالمرة يا مرام هانم .. مدت مرام كفها الآخر فِى محاولة يائسة منها لتحرير كفها من قبضته وتغضن جبينها ألما فسليم يضغط على اصابعها بقوة لا يدركها فهمست بصوت متألم رغما عنها ترجوه بضعف أن يترك يدها وقالت والدموع تلمع فى عيناها : سليم هت**ر صوابعى أرجوك انا انا مش قصدى المعنى اللى وصلك انا كل اللى اقصده انك تنفذ حكمك اللى انت ادتنى الحرية فيه وبعدين انا مش عوزاك تعمل العملية علشان خايفة ولا مش عجبنى شكلك ولا علشان اتباهى بيك ادام حد بالع** انا عوزاك ترجع شغلك تانى لنفسك علشان ترجع لحياتك وطالما قدرت انك تتخطى حاجز الجواز بعد مراتك اكيد هتقدر تتخطى اى حاجة تانية وترجع لحياتك اللى حرمتها على نفسك لمجرد خدش فوشك مش مقلل منك بالع** دا دا .. خفف سليم ضغطه ولكنه لم يتركها إنما قربها منه أكثر وامعن النظر فى عيناها وقال يسئلها بهمس مبالغ فيه رفضه عقله إنما اراد قلبه ان يشعر بها بالقرب منه : دا ايه يا مرام الجرح اللى انتى شيفاه خدش ماله .. اغمضت مرام عيناها هربا من أسر عيناه ولكن لمسة سليم بأصابع يده على عيناها جعلتها تفتحهما سريعا وهى ترتعد بقوة أثر لمسته لها وسمعته يهمس بالقرب من اذنها بعدما مال بوجهه صوب عنقها : عوزك دايما تبصى لى مش عوزك مغمضة وانتى بتتكلمى معايا وفهمينى ماله الخدش يا مرام .. ابتلعت مرام ريقها وهى ترفع رايه الاستسلام أمام عينا سليم وقالت : مخليك اجمل راجل فالدنيا و و .. ألهب سليم عنق مرام بأنفاسه ليبتعد عنها شيئا فشىء مراقبا لردة فعلها الرافضة إبتعاده فأبتسم بعدما أدرك تأثيره القوى عليها ليترك اصابعها فجأة ويكمل ابتعاده ووقف محدقا بها عاقدا لساعديه فجالت عيناه عليها ليدرك انها ترتدى فستان لارا وأحس بأن الفستان الذى ترتديه جعلها فائقة الانوثة فوجد نفسه يقول دون اى مبرر : مرام الفستان دا ميتلبسش تانى وترجعى للبسك اللى عندك ولو عاوزة فساتين فانا هجيب لك على زوقى انما متلبسيش من لارا تانى لو سمحتى .. عماذا يتحدث اى فستان ذلك الذى يرفض ان ارتديه ويريدنى ان ارتدى ملابسى رفعت مرام عيناها تنظر له لتتأكد انها سمعت حديثه حقا فوجدته يحدق بها ونظراته تؤكد حديثه فزمت شفتيها وقالت وهو تلتف حول نفسها : يعنى هو وحش عليا الفستان انا كنت فاكرة انه يعنى حلو و كدا .. استدار سليم عنها هربا من احاسيس قلبه وهى تتباهى بنفسها أمامه هكذا وقال : لا مش حلو عليكى وزى ما قولت لك عاوزة فساتين انا هجيب لك على زوقى انا مش زوقك و بعدين انتى لازم تعرفى انك متجوزة سليم الدهشورى ومينفعش تلبسى اى حاجة ملفتة تخلى العين تبص عليكى فاهمة .. خيبة امل اصابتها فطلبه ليس لغيرته عليها انما فقط من اجل مظهره الاجتماعى اردت مرام ان تصرخ بوجهه لضيقها من جموده معها فرفعت حاجبها مستسلمة لخيبة املها وقالت : وماله طالما علشان الشكل الاجتماعى انا هسيبك تلبسنى زى ما انت عاوز بس انت كمان تعمل العملية وإلا يبقى مالوش لزوم لا فساتين ولا حاجة لأن محدش من الناس اساسا هيعرف اننا متجوزين طول ما هما شايفنى لوحدى وانت مش معايا .. جلس سليم امامها ففعلت مرام المثل وقالت : قولت ايه يا سليم .. زفر سليم بضيق وقال : قولت انك تخليكى فمذكرتك وملكيش دعوة بشكلى انا عاجبنى شكلى كدا بالخدش اللى فوشى يا مرام .. وقفت مرام وعقدت ساعديها وقالت بلهجة طفولية : خلاص طالما هتمشيها ماليش دخل بيك يبقى انت كمان ملكش دخل بيا البس زى ما انا عاوزة واعمل اللى عوزاه ولو انت عاوز تعيش فسجن فانا مبحبش الحبسة ولا بطيقها .. مرااااام ... ندائه بصوته الغاضب اعلمها انها تخطت المسموح فمسحت بيدها وجهها وقالت خلاص متقلبش مرام ملهاش دعوة بيك بس هتنفذ اوامر معاليك اى اوامر تانية يا سليم باشا .. احس سليم انه احزنها فاقترب منها وقال بلهجة مرحة استغربها هو : احكمى بحكم تانى وانا اوعدك انفذه علشان بس اثبت لك انى بنفذ وعدى .. حدقت مرام به لا تعرف من الذى يتحدث معها كيف له ان يتغير هكذا بين الحدة والشدة والغضب الى ذلك الذى اختطف دقات قلبها واوقف انفاسها ف*نهدت مرام ليطول **تها وهى تحدق به فسمعت نفسها تقول : يبقى نسافر انا وانت شرم انا عمرى ما روحتها يا سليم وعاوزة اروحها معاك ولو مش عاوز شرم يبقى اختار انت اى مكان زى ما يعجبك لانى بصراحة محتاجة اغير جو قولت ايه .. حك سليم ذقنه ووقف امامها واحس انها طفلة صغيرة تنتظر موافقة والدها على خروجها للعب ولكنه راجع جو شرم فى ذهنه ووجد انه سيعانى من تحديق الرجال بها فاشتعل غيرة لمجرد تخيله تحديق الغير بها فقرر رفض شرم نهائيا فأبتسم لها يخفف رفضه عليها وقال : بصى شرم يعنى زحمة وناس كتير وبحر وهتقولى لى انزل المية والكلام دا انا مبحبهوش اقولك انا هاخدك المزرعة نقعد يومين قولتى ايه .. بهتت ملامح مرام بخيبة امل ولكنها ابتسمت من جديد وزال عبوسها فها هو وافق على مطلب لها وذلك بالنسبة إليها انجاز فقالت بسعادة : رغم ان يومين مش كفايا بس موافقة هروح معاك اى مكان المهم اننا سوا .. جالسة فى مكتبها بشركتها تدخن بشراهة عاقدة الحاجبين تحدق بذلك الذى اقتحم مكتبها ويجلس أمامها معطلا سير جدول أعمالها فهى تريد أن تصبح شركاتها من أهم الشركات خاصة بعد وفاة الفوال الذى أعطاها اسمه وكتب لها تلك الشركة كضمان لها فى الحياة فزفرت دخان سيارتها بنفاذ صبر وقالت : يعنى دخلت الشركة بطريقة بايخة وكمان من غير ميعاد ممكن اعرف انت مين وعاوز ايه انا مش فضيالك انا عندى مواعيد مهمة ف يا تتكلم يا تتفضل تمشــ .. قاطعها ببرود وقال : اهدى بس يا مدام سمر انا جايلك فمصلحة هتستفيدى منها كتير اوى وكمان انا هستفيد يعنى مصلحة متبادلة ها اكمل كلامى ولا امشى .. لمعت عينا سمر بطمع وقالت : طيب بما انك عارف اسمى مش تعرفنى على نفسك ولا نظامك ايه وبعدين مصلحة ايه دى اللى هتبقى بينا وانا معرفكش .. تراجع بظهره واستند على مقعده وقال وعيناه تحمل غموض وكراهية واضحة : مش مهم تعرفى انا مين انما المصلحة اللى هنستفيد منها سوا هتيجى من ورا نادر الدهشورى واخوه سليم .. حاولت رويدا أن تتناسى أمر توفيق لعدة أيام ولكنها تشعر بسوء فعلتها وبعدما انهكها التفكير وجدت نفسها تأخذ رقمه من هاتف شقيقتها مرام دون أن تخبرها وحدقت برقمه لحظات طويلة لتحسم أمرها متخذة قرار اتصالها به لتعتذر منه فضغطت رويدا على رقمه باصابع مرتعشة وانتظرت حتى سمعت صوته فقالت بصوت مرتجف : انا انا رويدا يا أبية توفيق .. استمع توفيق لصوت رويدا وحدق بالهاتف للحظات لا يصدق ان تتصل هى به فقال بلهفة متناسيا اهانتها له : رويدا معقول انتى بنفسك بتتصلى بيا .. ابتعلت رويدا ريقها واجابته : انا بتصل علشان يعنى اعتذر منك بصراحة انا كنت سخيفة اوى معاك ومكنش يصح اقولك اللى قولته فياريت تسامحنى وتقبل اعتذراى .. همس توفيق وقلبه ينبض بقوة : انا مقدرش ازعل منك يا رويدا خلاص اللى اتقال اتقال واتنسى وبعدين انتى كان معاكى حق لانك عارفة توفيق البلطجى اللى بيرازى فخلق الله وانا مكنش المفروض اقف كدا فالشارع ومراعيش الظروف فانا اللى بعتذر منك .. اضطرب قلب رويدا وقالت بخجل : حصل خير يا أبية و .. قاطعها توفيق وقال : لا بصى من الاول كدا بلاش أبية دى ارجوكى لانها بتكتفنى وانا .. قاطعته رويدا وقالت : لا ما هو انا مش بتصل علشان تقولى كدا انا متصلة بيك اعتذر منك لان اللى قولته غلط وغلط كبير كمان انما انا مش عاوزة اسمع منك نفس الكلام اللى قولته و احنا فالشارع لو سمحت يعنى .. تن*د توفيق بخيبة وقال : طيب ادينى فرصة اتعرفى عليا انسى توفيق القديم واتعرفى على توفيق اللى اتولد من جديد رويدا انا والله قصدى شريف انا بصراحة بحبك و .. ارتبكت رويدا ما ان سمعت اعترافه واحست بوجهها يشتعل خجلا وبحرارة تغزوها فقالت بكلمات غير مرتبة : لا ما اصل بص لا مينفعش لا بلاش تقول بتحبنى مينفعش يا توفيق بجد انا قصدى يوة بص لو فعلا عاوز يبقى فى كلام بينا بلاش موضوع الحب انا مش بفكر فالحب والكلام دا انا تفكيرى كله فمستقبلى ودراستى و . لم يمهلها توفيق فرصة إكمال حديثها فقاطعها وقال : اسمعينى طيب ادينى وادى نفسك فرصة خلينى اكلمك اطمن عليكى من وقت للتانى ولو مش عاوزة اكلمك فالتليفون يبقى اكلمك على الواتس اهو تتعرفى عليا بلاش تقطى الطريق من غير ما تعرفى ها قولتى ايه .. لم تدرى رويدا بما تجيبه فسمعت صوته يقول : رويدا ارجوكى انتى لو تعرفى مكالمتك دى عملت فيا ايه بجد مش هتبطلى تكلمينى انتى رجعتى لى الحياة تانى رويدا ردى عليا .. اجابته رويدا بتلعثم : هـ ش و ف .. ابتسم توفيق بسعادة وقلبه يتراقص فرحا وقال : وانا اوعدك لحد ما تعرفينى مش هتكلم معاكى عن مشاعرى نهائى ومش هعطلك عن مستقبلك ودراستك بس اعتبرينى صديقك فالبداية ونشوف الايام هتوصلنا لايه ها رئيك ايه .. تن*دت رويدا بحرج وقالت : هفكر و دلوقتى انا هقفل علشان ورايا مذاكرة .. تن*د توفيق براحة وقال : متنسيش عوزك الاولى يا رويدا .. ابتسمت رويدا و اجابته : ان شاء الله يا توفيق سلام بقى .. همس توفيق بحب : سلام يا رويدا وخلى بالك من نفسك .. ما ان انهت رويدا اتصالها مع توفيق حتى قبل هاتفه وهمس : بحبك يا بنت الاية والله بحبك .. سلامتك يا عين امك انت بتكلم نفسك ومين دى يا خايب الرجا الى بتحبها ماشاء الله عليك يا توفيق بقيت بتحب دلوقتى اه ما انت اشتغلت وبقيت مش محتاج امك فحاجة و .. استدار توفيق ونظر الى والدته وقال : خير يا امى مالك هو انا عاطل مش عاجبك بشتغل مش عجبك وبعدين فيها ايه لما احب ولا انا مش زى باقى الشباب مش من حقى احب واتحب ولا عوزانى افضل جانبك كدا من غير جواز ولا يبقى ليا بيت ايه مش عاوزة احفاد يقولولك يا تيتة .. ضحكت نعمة بسخرية وقالت : تيتة توفيق ابن لطيف بيقول دلوقتى تيتة وامى الله يرحم لما كنت تجعر وتقولى اماااا و .. اجابها توفيق بنفاذ صبر وقال : انسى توفيق بتاع زمان يا امى خلاص توفيق دا انا دفنته بايدى واللى ادامك توفيق اللى الكل بينادى له بشمهندس توفيق تمام ياريت بقى متنسيش الكلام دا توفيق بتاع زمان راح وراحت ايامه واللى ادامك عمره ما هيعمل حاجة تغضب ربنا تانى واظن انتى فهمانى كويس ولا كمان هسمح لك تأذى حد تانى حتى نفسك يا امى خلينا نعيش حياتنا من غير كره على الناس ونعامل ربنا بقى .. غادرها توفيق ودلف الى غرفته فوقفت نعمة عاقد حاجبيها وقالت بغموض : وهو انا هسكت على الكلام دا انا لازم اتصرف وامنعك من اللى انت ناوى عليه يا ابن نعمة ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD