درس جديد

3218 Words
-شارد فى سقف غرفته يراجع نفسه لاول مرة منذ تزوجها كيف لها أن تمتلك كل تلك البراءة وحدها لتداويه برقتها وتنسيه أحلامه المزعجة السابقة وتنسيه ألم قلبه وتجعله يعيد حساباته جميعا ليدرك ان الله كافئه بها دون غيرها فإن كان اكمل علاقته بمرام وتزوجها كان سيدمرها معه لشكه بها لأنها تشبه سمر، تن*د نادر وحمد الله أن لارا لم تعلم شيئا عن إعجابه بمرام ليبتسم لنفسه حين استقر عقله اخيرا على تلك الحقيقة أن ما كان يجمعه بمرام إعجاب ولا شىء آخر، فالتفت إليها وضمها إلى ص*ره وهو يتمتم بحب : -"بضعفك عرفتى ازاى تخلينى مفكرش إلا فيكى وفتحتى لى باب اول مرة هدخله واتمنى تفضلى معايا وفظهرى على طول. -كالشبح الهائم بلا روح غدت مرام بين ليلة وضحاها تتحاشى الجميع منزوية فى غرفة شقيقتها رويدا لا تخرج إلا للذهاب الى كليتها تتابع دروسها فى **ت تام او بين جدران جناح لارا الجديد تتولى تنظيمه كما ألحت عليها حقاً، انطفأت مرام بمعنى الكلمة بعدما صفعها سليم بسؤاله حاولت مرام لايام اغلاق عقلها عن تذكر تلك اللحظات المريرة التى تلت سؤاله وكلماته التى جلدتها كما السياط ورفضه ان يستمع اليها وتفاجأت وهى تقف امام جناحه بعد ان اغلق بابه خلفها بلا ندم بوجود نادر يقف يحدق بها وهاله نظرة الان**ار التى لمحها فى عيناها قبل ان تعتدل وتبتعد عنه وهى تنظر الى جناح سليم تخشى ان يراها معه فيظن بها أسوأ مما يظن. اغمضت مرام عيناها تمنعها من البكاء ولكن رغما عنها تذكرته وهو يضمها اليه يحملها فوق سحاب الحب يهديها وعدا بان القادم برفقته ولكنه وبعد ان حلق بها اسقطها لتعلم اين هو مكانها وموضعها فى حياته وقلبه سؤاله الذى جمدها وجعلها لا تدرى عن اى شىء يسئل وطالعتها عيناه الغائمة بنذير السوء وهو يعقد حاجبيه ويسئلها بصوته الحاد : جاوبينى استسلامك ليا ولا لنادر يا مرام ايه مالك متنحة كدا ليه مستغربة ولا مكنتيش متخيلة ان نادر هيحكى لى عن غزواته ومغامراته عن البت الجدعة اللى شايلة المسئولية وبتتحدا الظروف و تضحى بنفسها وازاى قدر يستغل لحظات ضعفها وحضنها واستسلمت لخبرته و لا انتى كنتى فاكرة ان نادر قديس و لا تكونى فاكرة انى اللى بينا هيبقى حياة وسعادة وحب بيرفرف حوالينا صدمتك مش كدا وهصدمك اكتر يا مرام لان كل اللى هيبقى بينى وبينك ورق وبس ورق انتى حكمتى على نفسك تعيشى بيه لما اختارتى تضحى بنفسك علشان خاطر اختك و انا هنفذ لك طلبك دا هحمى لارا من ان نادر يطلقها ويجرحها عارفة ليه لان جرحها هيبقى اصعب بكتير عن ما كنتى اعترفتى لها انك و نادر بينكم حب وجعها قبل ما تتجوز نادر كان هيبقى اهون بكتير من لو عرفت دلوقتى او ان نادر يسيبها و يحاول يرجعك ليه شوفتى دور المثالية والتضحية وصلك لايه وصلك انك تتنازلى اكتر عن نفسك وتقبلى بحاجات استحاله كنتى تفكرى فيها تقدرى تقولى لى يا مرام ايه نتيجة تضحيتك ولا حاجة عارفة ليه لان نادر فقد ثقته فيكى لما عرف بموضوع توفيق لانك لمستى وتره الحساس مفكرش كتير راح باعك واتنازل عنك و اختار اختك اللى انتى بتتنازلى عن كل حاجة ليها و محاولش يدور ان كان فعلا موضوعك مع توفيق حقيقة ولا لعبة و الغرض منها ايه وعارفة النتيجة التانية ايه يا مرام انك حولتى اخوكى لكائن منعزل عن الكل ظل ليكى ما انتى خلاص السند له بدل ما تخليه يشيل معاكى ويكون لك السند والظهر و ابسط حاجة لما نزلتى تاخدة حقك بنفسك من جارتك بعد ما هرب لانك سحبتى دوره وعشتيه انتى عارفة فاضل مين رويدا يا مرام ودى انا اللى همنعك تحويلها لنسخة من سيف او لارا او حتى منك انا هتولى امر رويدا بالكامل وحتى سيف هرجعله ثقته بنفسه واخليه يتحمل المسئولية وانتى ترجعى لدورك اللى يخصك وبس انا اسف يا مرام لو كلامى وجعك لكن هى الحقيقة كدا لازم تعلم جواكى علشان متنسيهاش محدش هيقف يصقف لك فالاخر انك ضحيتى واخر حاجة علشان متحلميش بأى مشاعر تكون بينا انا استحالة هفكر فواحدة اخويا حلم بيها وهى حبته وخلته يلمسها ودلوقتى روحى اوضتك وشوفى مذكرتك وحياتك .. تمنت مرام لو ان كلمات سليم تقتل لكانت ارحم من ان تقف امامه هكذا يكشف عورتها امام نفسها اغمضت عيناها واحست انها لا تريد المزيد من تلك الحياة فكلمات سليم واضحة وضوح الشمس لا حياة لها معه غير مسمى ورقى فقط ثار جزء صغير بداخل مرام يرفض كل ما قال وحثها على ان تثور امامه وترفض كل ما قاله وان تعلن تمردها لتدرك ان تمردها ذلك اذلها اكثر بكثير بعدما تحركت ووقفت امامه و قالت له وعيناها تحدق به بثبات : وانا ايه يجبرنى اعيش الحياة دى انا مش ملزمة اتحمل حياة باردة معاك بالشكل دا وزى ما انت قلت كفايا تضحية يبقى فعلا كفايا تضحية انا مش هضحى تانى يا سليم ولو اخوك عاوز يطلق لارا هو حر انما انا مش هلزم نفسى اعيش ميته معاك وانت عايش على ذكريات ماضيك .. ليتها ما قالتها فقد تجمد جسد سليم و كور يداه يمنع نفسه من البطش بها فماذا تعرف هى عنه حتى تتبجح بماضيه بسخرية هكذا حدق بها فارتعبت من عيناه المظلمه و لكنها لم تهاب غضبه فماذا سيحدث اكثر لها بعد كل تلك الاهانات التى طالتها على يده وعلى يد اخيه فقالت وهى لا تعى ان سليم على وشك الانفجار : انا هاخد اخواتى يا سليم ونمشى وهعمل بنصحيتك هخلى سيف يتحمل مسئولية نفسه ورويدا كمان وهبطل اتنازل علشان خاطر حد هبقى انانية يا سليم وافكر نفسى طالما انا خليت اخواتى لما شلت الحمل عنهم ضعاف وظل ليا اوعدك يا سليم ان مرام اللى شوفتها قبل ما تدخل عندك هقتلها بايدى واللى هتخرج هتبقى واحدة تانية محدش هيقدر ي**رها او يذلها تانى مهما كان .. ادرك سليم ان كلماته لم تأتى بالنتيجة التى يريدها وانه فى سبيله الى خسارتها فقبض على يدها وقال : هتبقى انانية وتسمحى لنفسك ت**رى اختك لما نادر يطلقها ويرجع يحوم حواليكى هتتحملى تشوفى قهرة اختك يا مرام ما تردى هو دا اللى انتى عوزاه. هزت مرام رأسها بالنفى وقالت بصوت مرتجف : لاء لاء انا مش وحشة للدرجة دى انت ليه مش عاوز تشوفنى صح وم**م تشوفنى بعيون اخوك وعيون موضوع توفيق ليه مش عاوز تشوف مرام من جواها ليه يا سليم .. احس سليم انه على وشك الاستسلام لمرام فمطلبها بسيط ان يرى حقيقتها ولكن كيف وهو يعى كامل الحقيقة ويدركها ويعلم ببرائتها ولكنه لن يتحمل ابدا ان تشفق عليه وتضحى من اجله كما ضحت من اجل شقيقتها فادرك ان عليه ان يكمل اهانتها حتى لا يدع لها اى فرصة عليه ان يوئد الامل بداخلها فكراهيتها له افضل بكثير من شفقتها عليه فاستدار عنها من جديد و قال : لانى مقدرش انسى انك سلمتى نفسك لتوفيق واستسلمتى لكلمتين حب اخويا قالهم وبعدين انا زى ما قولتى عايش للماضى وبس لو عاوزة تحمى اختك يا مرام انا معاكى بكل ثروتى ولو عاوزة تبقى انانية فانا مش هقدر امنعك وهقولك وقتك خلص معايا .. ابتسمت مرام بسخرية لتجد ابتسامتها تتحول الى بكاء هستيرى فاقترب منها سليم يلوم قسوته عليها ولكنها ابتعدت عنه و نظرت له بكراهية وقالت : بتقولى بطلى تضحى وفنفس الوقت بتجبرنى اضحى علشان خاطر اختى حاضر يا سليم انا هثبت لك انى مش انانية وعلشان خاطر لارا اقسم لك ان دى هتبقى اخر تضحية اقدمها لحد غير نفسى .. تمالك سليم مشاعره وادرك ان عليه ان يكبلها بعقد زواجه منها حتى لا يخسرها فقال : تمام يبقى اتفقنا .. واقترب منها بشكل خطر ومال عليها واكمل .. ولانى عارف ان الورقة اللى كانت بينك وبين توفيق ورقة شكلية لعلاج اللى كان بينكم فانا هكتب كتابى عليكى اول الشهر ودلوقتى اطلعى اوضتك لانى تعبان وعاوز اريح شوية .. وها هى الايام تمضى بها ورغم جهود رويدا وسيف لاخراجها من حالتها التى لم يعرفا سببا لها الا ان كافة جهودهما بأت بالفشل التام واحتار نادر يتأكله الشعور بالذنب تجاهها لاول مرة لمرأها وقد شحب وجهها وصبغ السواد اسفل عيناها ليهزل جسدها لم يعد يعرفها منذ رأها تقف بجانب لارا تنتقى معها د*كور الغرفة ولكن بلا روح وها هى تكاد تنهى تلك الغرفة فتحرك بإتجاهها وعيناه تبحث عن مراقب لهما وحينما تيقن من انها وحدها اقترب منها، تن*د نادر وهو يتذكر قسمه لأخيه اليوم اللى هتكون فيه مرام مراتك عمرى ما هفكر فيها وحمد الله انه لم يحنث بقسمه فمرام لم تتزوج من اخيه بعد، وقف نادر خلفها وهى تنهى طلاء الحائط واحست مرام بأحد معها فى الغرفة فاستدارت وشاهدت نادر بالقرب منها فارتجفت وهى تنظر صوب الباب فتركت فرشاة الطلاء تسقط من يدها ورفعت حاجبها وقالت وهى تنظر اليه بلا مبالاة : فى حاجة فالالوان عاوز تغيرها .. تن*د نادر وقال : بصراحة محدش يقدر يعدل عليكى كل حاجة معمولة بالميزان ماشاء الله عليكى انا كدا هفكر جديا انك فعلا تغير د*كور الشركة و .. اسرعت مرام ترفض طلبه وقالت : لا انا مش هعمل اى حاجة بعد ما اخلص اوضة لارا و لو عاوز تغير د*كورات شركتك شوف لك مكتب انا خلاص بطلت واعتزلت .. تعجب نادر من رفضها وقال بصدق : تعتزلى ايه بس حد يبقى عنده موهبة زى موهبتك دى ويفرط فيها .. استدارت مرام عنه وقالت : متهمنيش الموهبة .. سئلها نادر وقال : اومال ايه المهم عندك يا مرام .. زفرت مرام بضيق واجابته : يهمنى انك تبعد عنى وتسبنى فحالى يا نادر لو سمحت دا كل اللى يهمنى ممكن ولا طلبى مستحيل تنفيذه اظن عيب اوى كل ما ادير راسى الاقيك متنح لى يا اخى لو مش عامل حساب لمشاعر اختى فاعمل حساب اخوك اللى كلها كام يوم و يبقى جوزى .. تبدلت ملامح نادر وعقد حاجبيه وقال : انتى السبب فكل دا مش انا .. صاحت مرام بحدة تمنعه من الاسترسال : مافيش انت ومافيش انا فى انك تقدر الحياة اللى بقيت فيها و تخرجنى برا حساباتك ولو انت لسه شايفنى المستهترة اللى ممكن متصنش شرف اخوك فيا اخى متباقش انت اللى اخونه معاه صون انت شرف اخوك وابعد عنى .. لم يدرى لم ألمته كلمات مرام فمن الواضح انها استمعت لحديثه مع اخيه فكيف يعلمها ان الندم يتآكله لما قاله عنها فأقترب منها ووضع يده على كتفها وقال : كانت لحظة يأس لما قولت الكلام دا يا مرام وصدقينى انا فعلا حاسس انى ظلمتك واتمنى انك تسامحينى وتنسى الكلام اللى قولته و .. نادر ... شهقت مرام وهى ترى سليم امامهم يبادل عيناه بينهم بغضب فأبتعدت عن نادر وهمت ان توضح له ما يحدث ولكنه اشار اليها لت**ت وقال : هو انا مش قايلك تبعد عن مرام وايدك تخليها لنفسك ولمراتك وانت وعدتنى .. احس نادر بالخجل من نفسه فقال معتذرا : انا كنت بعتذر من مرام يا سليم وكنت عاوزها تفتح صفحة جديدة معايا وننسى اللى فات وبعدين انا منستش قسمى ولو انت فاكرة هتعرف انى لسه عند وعدى معاك .. لم يولى سليم لحديث نادر اى اهتمام ونظر الى مرام وقال : انا اتفقت مع المأذون هيجي النهاردة بعد العشا وكنت جاى اسئلك تحبى وكيلك يبقى عم عبد الله ولا سيف اخوكى .. ابتلعت مرام ريقها وقالت : اكيد سيف اخويا يا سليم لانه سندى بعد والدى الله يرحمه .. لمعة اعجاب طالت عيناه لاختيارها اخيها رغم صغر سنه فابتسم لها و قال : تمام يبقى عم عبد الله ونادر شهود العقد ودلوقتى اطلعى اوضتك اخواتك مستنينك.. اسرعت مرام من امامهم فوقف سليم يراقب ردة فعله اخيه ولكنه تفاجىء به يبتسم له رأه يتقدم منه ليحتضنه وهو يقول : والعريس مش هيوضب نفسه بقى لكتب كتابه هو كمان .. ارتبك سليم واجابه وهو يربت على ظهر اخيه : عادى بقى يا نادر دا كتب كتاب يعنى مش فرح ضحك نادر وقال : طب ليه ميبقاش فرح بالمرة ما تيجى نعمل لهم مفاجأة وناخدهم شرم رحلة اهو منها شهر عسل وفسحة .. عبس سليم واجابه : خد انت مراتك وسافر يا نادر وملكش دخل بيا انا ومرام .. انتبه نادر لما قاله فاسرع يعتذر من سليم وقال : انا مكنش قصدى والله يا سليم بس يعنى كنت اقصد تغيير جو عن التوتر والتنشنة وبالمرة مرام تاخد عليك وعلى طابعك انا شايفك بتتعامل معاها جامد ومش مديها فرصة تعرفك وتقرب منك .. تن*د سليم وقال بشرود : هنتعرف على بعض براحتنا المهم انت ولارا خلى بالك منها يا نادر لارا متستحقش منك انك تظلمها حقيقى انت معاك جوهرة حافظ عليها .. دلفت مرام الى غرفة رويدا فوجدت شقيقتيها يتطلعان الى علبه وضعت على الفراش فأقتربت منهم بعدما اشارات لسيف الا يتحدث وهجمت عليهم و قالت : بتعملوا ايه من غيرى .. استدارت لارا بمقعدها وهى تضحك وتقول : كنا بنقاوم نفتح العلبة من غيرك سليم طلعها وقال محدش يجى جانبها الا لما مرام هى اللى تفتحها يلا بقى افتحى العلبة خلينا نشوف سليم جايب لك ايه. جلست مرام على طرف الفراش وقلبها ينبض بسرعة فاحست بارتجاف يدها وهى تفتحها لترى فستان طوى بدقة فحدقت رويدا ولارا به وسمعت رويدا تقول : وااو ايه اللون التحفة دا هو ابية سليم عرف ازاى انك بتحبى النبيتى يا مرام .. تفاجأت مرام بسؤال شقيقتها فاحمر وجهها خجلا وقالت : مش عارفة بصراحة خصوصا ان الدرجة زى ما بحبها بالظبط . اسرعت لارا وقالت : طب يلا بقى نجهزك مافيش وقت انما انتى اخترتى مين وكيلك يا مرام عم عبد الله.. وقفت مرام واقتربت من سيف وقالت : لا انا وكلت سيف هو انا هلاقى وكيل احسن من اخويا حبيبى .. ارتمى سيف محتضنا شقيقته منخرطا فى البكاء لما سمعه منها لتشاركه الفتيات البكاء فقال لها وهو يحيطها بذراعيه : انا مش مصدق تخترينى انا يا مرام .. ابتعدت عنه مرام وجففت دموعها وقالت : وهو فى غيرك يا سيف مالك كدا مبذهل دا شكل وكيل عروسة يلا بقى روح اوضتك واجهز على ما نجهز وتيجى تاخدنى من ايدى زى الافلام وانزل معاك .. ضحكت لارا وقالت : رويدا بقى تصور المشاهد دى علشان تبقى احلا ذكرى لينا كلنا .. وأضيئت الانوان بألوان مبهجة ووقف سليم متوترا وعيناه معلقه بالدور العلوى فأقترب منه نادر وقال : ما تجمد شوية يا عريس ايه اللى يشوفك بالشكل دا يقول اول مرة تعملها .. التف اليه سليم وقال : عادى يا نادر يوووة بقولك روح خليك مع عمك احمد وشوف زمايل مرام جم ولا لسه انا عاوزها لما تنزل يكون الكل موجود، ضحك نادر وقال : متخافش البنات برا فالجنينة عملوا ليكم كوشة انما ايه تحفة تعرف مرام دى صحابها فنانين زيها يبختك يا عم متجوز فنانة .. عبس سليم واجابه شاردا : فعلا يا بختى بيها .. وهلت بطلة لم يكن يتوقعها فى تخيله لم يتخيل ان تفاجئه بإرتدائها الحجاب وان تحاكى الملائكة فى بهائها ونقاؤها كان يعتقد ان الفستان سيضيف اليها و لكنها هى من زانته واضافت اليه ببرائتها لم يستطع ان يشيح بعيناه عنها وذراعها متعلقه بيد اخيها الذى بدا على وجهه الفخر لما اوكلته اليه من مسئولية .. لم تعى مرام شىء مما حولها فقد اسرت عيناها بعين سليم الذى يحدق بها بغرابة فعلت ض*بات قلبها وارتجف جسدها وهى تهبط تلك السلالم البسيطة وتفاجئت بنادر يصعد فكادت تعبس ولكنها تن*دت بارتياح حينما تخطاها مكملا درجات السلم فعلمت انه ذهب الى شقيقتها فابتسمت بسعادة وعينها معلقه بعين أسرها حتى توقفت امامه فتسلمها سليم من يد شقيقها ليأخذ بيدها ومال عليها يهمس بهدوء وصوت أجش أصابها بقشعريرة حادة : مب**ك يا غرام .. انتبهت مرام الى الاسم الذى ناداها به سليم وكادت تعبس ولكنه أكمل وقال : كان مفروض يبقى اسمك غرام لانك بصورتك دلوقتى جسدتى الغرام بحق .. ارتجفت مرام اكثر وشعر بها سليم فابتسم بسعادة وهو يجلسها بجانبه فجالت بعيناها بين الحضور وشاهدت صديقتيها آلاء وسهيلة فنظرت الى سليم بدهشة فاجابها دون ان تسأل وقال : جمعت الناس اللى بتحبيهم علشان يبقوا معاكى فاليوم دا وكمان لان الجواز اشهار واعلان فلازم الكل يعرف انك اتجوزتى .. همست مرام بصوت مرتبك : شكرا يا سليم على كل حاجة بتعملها علشانى واوعدك ان عمرى .. رفع سليم اصبعه ووضعه على شفتيها وقال : مش عاوز منك اى وعد يا مرام يكفى النظرة اللى فعيونك بكل الوعود اللى انا منتظرها منك .. وما هى الى دقائق ودقائق ووقعت مرام بإسمها بجانب إسم سليم لتكون زوجته أمام الجميع وتفاجأت بصديقاتها يسحبونها عنوة من جانب سليم الى الخارج فوقفت وهى ترى المقاعد التى رست بشكل يخ*ف الانفاس والزهور التى زينت كل الاركان لتنساب الموسيقى العذبة وتختفى الانوار ويدا سليم تجذبها الى احضانه ليتمايل معها على انغام الموسيقى حاملا اياها الى عالم يجمعهما فقط فلم تعد تشعر بأحد معها الا يدا سليم التى تضمها الى جسده المرتجف .. تمددت مرام على فراشها فى غرفة رويدا لا تعى أكل ما عاشته فالساعات السابقة حلما ام واقعا فسليم الذى كانت بين ذراعيه يراقصها غير سليم الذى تعرفه وتعاملت معه فشعرت بقلبها يدق بقوة واحست وكأنها ملكت العالم فلم تنتبه الى صوت رويدا تقول : -احلا حاجة ان نادر اخد لارا وسافروا بس مش عارفة ليه رفضتى تسافرى معاهم يا مرام ما كنتى وافقتى على طلب سليم وسافرتم انتم كمان .. تن*دت مرام واجابتها قائلة : مكنش ينفع يا رويدا نسافر معاهم لاسباب كتير انتى عارفة اغلبها وبعدين دى فرصة ان لارا ونادر يكونوا مع بعض بعيد عننا خصوصا انا وبعدين لازم اراعى شعور سليم متنسيش انه عارف اللى كان بينى وبين نادر .. هزت رويدا رأسها وقالت لتربك مرام اكثر : مرام هو انتى ليه نايمة هنا ومنزلتيش جناح أبية سليم .. ابتلعت مرام ريقها وقالت بإضطراب : عادى يا رويدا انا وسليم متفقين اننا يعنى هناخد على بعض الاول وبعدين احتمال يعنى نعمل فرح وكدا . لم تقتنع بإجابة شقيقتها وقالت: طب ما كان ممكن تاخدوا على بعض وانتو سوا دا حتى دا المنطقى انك تبقى مع سليم علشان تاخدى عليه .. قذفتها مرام بوسادتها و قالت : ملكيش دعوة انتى بالكلام دا وخليكى فمستقبلك اللى بيضيع يا فاشلة .. ضحكت رويدا وقالت وهى تقذفها بالوسادة هى الاخرى : انا فاشلة لا طبعا انا يا ماما ناوية على طب و هتشوفى هبقى الدكتورة رويدا صالح ومحدش هيقدر يتكلم معايا بعد كدا .. تحولت الساعات المتبقية من الليل لحرب وسادات بين الشقيقتين ووقف بالخارج يستمع الى صوت ضحكاتها فابتسم بسعادة متمنيا ان تدوم ضحكتها تلك على شفتيها ليعود الى جناحه متوجها الى زاوية الغرفة ليجلس خلف البيانو مستسلما لحنين الموسيقى الذى يريح اعصابه ولكنه تفاجىء باناملة تعزف لحنا سعيدا مخالفا ما كان يعزفه فى الماضى .. اطلق صرخات الغضب يحاول ان يطفى نيران الغيرة التى استعرت بداخله وهو يراها بين ذراعى زوجها فقذف هاتفه مرتطما بقوة بالحائط وهو يحدق بصورتها التى ملاء غرفتها بها وقال بصوت معذب : ليه ليه تسبينى وتروحى لاحضان غيرى ليه انا حبيتك لا انا الوحيد اللى عشقك وكنت مستعد احارب الدنيا علشان بس وحياة حبى ليكى لاخلى ايامك جحيم هخليها تيجى لحد عندى تترجينى انى اد*كى الحب انتى ليا انا وبس فاهمة ليا انا وبس .. وقف نادر بشرفة غرفتهم المطلة على البحر يبتسم بسرور والتفت الى تلك النائمة لا يصدق انه ولاول مرة ينعم معها بساعات سعادة كالتى عاشها معها بين يداها ولم ينتبه اثناء تحديقه بها انها مستيقظة تبتسم له وقد انار حبها لها وجهها فنادته بصوت هامس : نادر مش هتيجى تنام .. انتبه لها وتوجه اليها يضمها بين ذراعيه وهو يقول : اكيد هنام طالما بين ايد*كى يا لارا.. وفى الصباح حملها نادر و رفض كليا ان تستخدم مقعدها وجلس برفقتها على الشاطىء ليفاجئها بحمله لها من جديد فقالت لارا معترضة : نادر انا مش عاوزة اطلع دلوقتى خلينا شوية وحياتى .. ارتفعت ضحكة نادر وقال : ومين قال اننا هنطلع اوضتنا دلوقتى يا قلبى انا هاخدك وانزل المية .. حدقت لارا به ببلاهة وقلبها ينبض فقد خ*فها نادر حين قال لها قلبى ولم تعى انها فى الماء معه فصرخت بخوف وقالت : لالالا انا بخاف من المية يا نادر وحياتى طلعنى لاقع منك و .. اسكتها نادر بتقبيله لها فتاهت لارا فى عيناه وسمعته يقول : معقول تخافى وانا معاكى يا لارا اياكى تقوليها تانى فاهمة. هزت لارا رأسها وهى تتشبث بعنقه تنعم بتلك اللحظات التى تشعر بها بانها حقا حبيبته ومر الوقت بهما حتى شعرت بالتعب فقالت له بصوت ضعيف : نادر انا تعبت ممكن تطلعنى .. قبلها نادر مرة اخرى وقال : حبيبتى تؤمر وانا انفذ .. ارتجفت لارا بين يديه واحست برجفة نادر معها فحدقت به وقالت بصوت يبحث عن الصدق معه : حبيبتك بجد يا نادر انا حبيبتك .. لم ينتبه نادر للعيون الحدقه به حاملا لارا ليسمع صوتا لم يسمعه من اعوام يقول: لا طبعا استحالة تبقى انتى حبيبته لان نادر محبش فحياته حد غيرى انا …
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD