الفصل التاسع عشر (19)

1577 Words
الحلقه الاخيرة (من قصه..زوجى ع**ط) بقلم سهير عدلى جلس حزينا فى صاله الانتظار، ينتظر اقلاع طائرته. كان بين الحين والحين، يراقب الناس لعلها تظهر من بينهم تجرى وتنادى عليه وتقول : "له سامحتك ياعمر" كما يحدث فى الافلام، لكنه فى الواقع ، وواقعه يعلن عن اقلاع طائرته المتجهه الى دبى ،لتعلن عن خسارته لمريم للابد . اتخذ مقعده ،وفى حلقه مرار الفراق والالم ،والدموع تتلألأ فى عينيه،قلبه ينطق بكلمه واحده..مريم..مريم.. وحال مريم لا يقل عن حاله، فهى حبيسه حجرتها والدموع مصاحبه لها لا ترى احد ولا تتكلم مع احد ،كل ما تفعله انها تنظر للسماء تشكو لها ماحدث ، تشكو حزنها الذى يجثم على قلبها كالجبال ، حتى سمعت طرق على باب حجرتها مريم وهى تكفكف دموعها : اتفضل. وجدت والدها يدخل وعلى وجهه ابتسامه رضا فقامت وجرت اليه ترتمى فى احضانه وتبكى ،فتلاقاها والدها بحب وضمها اليه وهو يربت على ظهرها ويقول بحنان ونبرة متفائله: حبيبه ابوكى ،ربنا يرفع عنك غمتك ياحبيبتى تعالى يامريم اقعدى جمبى. فجلست بجواره على الاريكه تشعر بالامان فى وقربه. قال الاب بابتسامه رضا: - يعنى ينفع ال انتى عملاه فى نفسك ده ،يامريم يابنتى لازم تنسى الحصلك ..ال حصل كل ده ابتلاء من ربنا بتاخدى عليه اجر اذا صبرتى ، لازم تثقى فى الله وتتاكدى انه مش حيتخلى عنك ابدا. ارتمت مريم فى حضن ابيهاتبكى تستمد منه القوة تقول وكانها تتمزق من الالم: -مش قادرة انسى يابابا.. ال حصل اقوى منى. الاب: وانتى لازم تكونى اقوى منه بالصبر والاستعانه بالله وتتاكدى ان ربنا مش حينساكى و حيعوضك خير ،وان الحصل ده ليه حكمه فيه احنا منعرفهاش ، وكله مع الزمن بيتنسى يابنتى. مريم وهى تبتسم لابيها : حاضر يابابا حاحاول انسى ..عارف يابابا برغم حالنا ال اتغير ،بقى عندنا فلوس ،وبيت واخواتى مابقوش محتاجين لحاجه ..لكن حاسه انى مش سعيدة مش فرحانه من قلبى ، حاسة انى ناقصنى حاجات كتير قوووى..زمان يابابا برغم الفقر ال كنا فيه ،لكنى كنت سعيدة ومرتاحه البال ،كنت فاكرة يبابا ان لما يبقى معانا فلوس مشاكلنا كلها حتتحل اتارى السعاده مش بالفلوس..السعادة فى احساسك بالامان وراحة البال. الاب طبعا :يابنتى السعاده عمرها ماكانت بالفلوس ..السعاده فى الرضا والقناعة،الحمد لله على كل حال ،لازم نحمد ربنا على كل ال يجيبو ونرضى بالمقسوم مهما كان. مريم :الحمد لله .. الاب بتردد:....مريم مريم : نعم يبابا الاب : اسمعينى يبنتى من غير متتعصبى .. مريم بقلق: في ايه يبابا؟ الاب : عمر ....باعتلك جواب . مريم بعصبيه: يبابا قلتلك متجبليش سيرة البنى ادام ده تانى . الاب خلاص يامريم اهدى : ده مجرد جواب ..اقريه وبعدين قطعيه ،مش حتخسري حاجه ،فوضعه على المنضده وتركها وخرج. ظلت تنظر الى الخطاب فى حيرة وتردد الفضول ياكلها.. ماذا يريد منها ؟ هى لا تريد ان تعود له.. تعود لذكرى الايام المؤلمه التى عاشتها، التقطت الخطاب بغيظ ومزقته اربا. مرات ايام وشهور ومريم تحاول النسيان ،الى ان دخلت يوما حجرتها وجلست على سريرها فوجدت عليه خطاب. اخذته وفضته.. انه من عمر ، كادت ان تمزقه ولكن شئ ما بداخلها جعلها تتراجع ويحثها على ان تقرأه، ففتحته قرات فيه اعتذاره لها، حكى لها تفاصيل محادثته لعبد العليم وهو يطلب منه ان يطلقها من حودة وخداع عبد العليم له بانه اوهمه بالموافقة، حتى ينفذ مخططه القذر، واقسم لها انه لم يكن يعلم بقصة الكنز ، ولا يعلم شئ عن مخطط امه واخيه وانه قد عرف كل القصة فى يوم الحادث ، قرات له ايضا جمل يبثها اشتياقه لها ، وصف لها عذابه فى بعدها عنه وعدم مسامحتها له، خفق قلبها لكلماته شعرت بالصدق فى محتواها اراد قلبها ان يصدقه لكن عقلها مازال يرفض مسامحته. كل اسبوع كانت تتلقى خطاب من عمر ،تقرا فيه حبه لها، يحكى لها كيف يسير يومه ؟ كيف يتقوت قلبه على ذكرى الايام التى قضياها معا؟ حتى اصبحت خطاباته جزء مهم فى حياتها ، تنتظرها كما تنتظر الماء الذى تشربه ،كثيرا طلب منها مسامحتها والرجوع اليه ،كان هناك شىء يرفض الرجوع. وفى يوم من الايام كانت تجلس تلعب مع اخوتها والحزن المحفور على وجهها لا يفارقها..وجدت ابيها يناديها: الاب :مريييم..مريم مريم :نعم يبابا الاب :تعالى اقعدى جمبى عايزك فى حاجه قامت مريم وجلست بجوار ابيها :نعم الاب: ايه رايك فى عمرة انا وانتى حاجه كده تغسل قلبك من الهم ال نتى فيه. انف*جت اسرير مريم وقالت بسعاده وهى ترتمى فى حضن ابيها : -بجد يبابا ....يااااه ...ياريت يبابا ثم التفتت لامها تسالها : ايه رايك ياماما ماتيجى معانا. الام: لا ياضانايا مينفعش اخواتك اسيبهم لمين؟ انتى ادعليلى ربنا يسامحنى، نظرت مريم لامها نظرة شفقة، لانها مازالت تعانى من الذنب ،فهى فضلت المال على راحة ابنتها ، قامت مريم واقتربت من والدتها تضمها بسماح فانسبت عيونهما بدموع التسامح. ابتسم الاب براحة ثم اردف : خلاص جهزى نفسك على اخر الشهر ..حنسافر . فرحت مريم فرحا شديدا ،واخذت تتجهز لهذه الرحله الربانيه. وصلا مريم وابيها المدينة المنورة ،رأت سيارة تقترب منهما، جحظت عيناها عندم رات عمر يخرج منها ، يبتسم لهما ثم يقترب وعيناه المليئة بالشوق والاعتذار مسلطة على مريم يقول وقلبه يخفق بشدة : - حمدلله على السلامه . نظرت مريم ال ابيها تستفسر منه، ماذا يحدث؟ اجاب الاب كانه قرا سؤالها في عينيها :عمر يبنتى هو ال بعتلنا التذاكر واقترح علينا العمرة وطلب منى اخليهالك مفاجاه ،مريم انتى حتقفى بين ايدين ربنا وحتطلبى منه السماح ، سامحى عشان ربنا يغفرلك..انا حسبقكم بقى على الفندق. لم تنكر مريم ان هناك سعاده خفيه لرؤيه عمر ..وعمر يقترب منها وينظر لها بحب يقبل يدها وهو يقول بشوق: - سامحينى يامريم. ابتسمت مريم له بحب ،وقالت له بعينيها "سامحتك ياحبيبى" والتقت العيون فى نظرة اشتياق .. نظرة طوييييييله...كأنها قبله اللقاء. تمت بحمد الله هدية اليوم _ ثلاث كلمات تلخص معنى الحياة : تألمت..، فتعلمت..، فتغيرت. _ الطيبة ليست غباء..، الطيبة نعمة فقدها الأغ*ياء. _ الطيبون لا يؤذون أحدا..، لكنهم يؤذون أنفسهم كثيرا و هم لا يشعرون. _ عندما تكون أصدق و أطيب مما ينبغي..، تتألم أكثر مما ينبغي. _ القلوب الطيبة مظلومة دائما..، لأنها أسرع من يفتح الأبواب، و أول من يتلقى الض*بات و الصدمات. _ لا شيء يعادل النية الطيبة..، افعل ما تشاء، و اتركهم يفهمونك كما يشاؤون. _ لا تندموا على حب أو معروف أو خير قدمتموه لأحدهم و لم يكن يستحقه، كونوا دائما معتزين بنقاء قلوبكم و إياكم أن تلوموا طهارتكم. _ القلوب التي تسامح كثيرا و تصبر طويلا و تتنازل دوما..، هي القلوب التي إن قررت الرحيل فلن تعود يوما. _ نسامحهم كثيرا..، و لكن سيأتي يوم لا نستطيع فيه حتى سماع أعذارهم. _ هم يقترفون الأخطاء الب*عة في حقنا لأنهم ليسوا ملائكة، نحن أيضا لا نستطيع مسامحتهم في كل الأوقات لأننا أيضا لسنا ملائكة..، هناك من يهد*ك الحب دون أن تهديه أي شيء، و هناك من يهد*ك الألم بعد أن تهديه كل شيء. _ بعض البشر ينطبق عليهم هذا المثل: أحسنت له دهرا و أسأت له يوما، فنسى الدهر و تذكر اليوم. _ لا تندم على نية صادقة منحتها ذات يوم لأحد لم يقدرها، بل افتخر أنك كنت و مازلت إنسانا يحمل قلبا من ذهب. _ الإنسحاب من حياة بعض الأشخاص لا يعني الإستسلام..، بل غالبا يعني أنك **دت طويلا من أجل شيء لا يستحق. _ لا تكره أحدا حتى و لو أخطأ في حقك لأن كل من يسيء تسيء له الدنيا، و أشفق على من يظلمك لأنه سيقف عاجزا أمام تسويات القدر. _ المعاملة ليست بالمثل بل بالحسنى، و البقاء ليس للأقوى و لكن للأتقى. _ لن أندم على أي شخص دخل حياتي و رحل..، فالمخلص أسعدني، و السيء منحني التجربة، و الأسوأ كان درسا لي، أما الأفضل فلن يتركني أبدا. _ بعض الناس سوف يؤذونك ثم يتصرفون و كأنك آذيتهم. _ الطيبون لا تتغير صفاتهم حتى و لو تغيرت أحوالهم..، فالكريم يظل كريم حتى لو افتقر، و المتسامح يظل متسامح حتى و لو ظلم. _ هناك أشخاص ظلموك بقدر ما كانت نيتك صافية تجاههم، و الأيام ستبين لهم نيتك البيضاء..، لا تتألم إذا أنكر أحدهم فضلك عليه، فأضواء الشوارع تنسى في النهار. تقول فتاة انها تزوجت شاب منذ اربعة سنوات .. و في كل مرة تحضر له ٱكلة يحبها يقول: طيبة، لكن أمي تطبخها أحسن من هذا فتبتسم و تنظر الى عينيه و تتمتم بعض الكلمات المرافقة لإبتسامتها البريئة .. و في كل مرة تضع عطرا جميلا يقول لها: راائع .. و كانه عطر أمي .. فتبتسم ايضا و تتمتم بنفس الكلمات .. و هكذا قضت كل حياتها معه تسمع كلمة أمي تفعل، امي تقول، تشبه امي، عطر امي، طبخ أمي..... و لم تغيب ابدا تلك البسمة و الكلمات التي تتمتم بها دائما .... بعد انقضاء 27 سنة على زواجهم .. توفيت أمه .. بعد الدفن و انقضاء مراسيم الجنازة.. جلس الزوج وحيدا .. فذهبت اليه زوجته تواسيه في محنته.. فقال لها: الآن أصبح طبخك كطبخ أمي، و كلامك ككلام أمي .. و ضحكتك.. و عطرك ايضا .. ابتسمت و قالت :لماذا؟ فقال لها: لقد تزوجتك في سن ال 27 سنة و قد مضت 27 سنة على زواجنا . اصبحتي متعادلة مع أمي.. فقالت: رغم انك استاذ في الرياضيات الا انك تجهل الحساب بعد .. لن أتعادل مع أمك ما حييت .. ف 54 سنة من العطاء لن تعادلها 27 سنة .. و من تحت قدمها الجنة لن تتعادل من مع سترافقك الجنة فقط.. ستبقى هي الأولى دائما و أبدا .. فسقطت دمعته و قبل رأسها و قال: الم تنزعجي يوما من تكرار تشبيه كل شيئ بأمي كما تفعل باقي النساء ! فقالت : لا أبداا ... بالع** .. فقال : و ما تلك الكلمات التي كنتي تتمتمينها و لم اسألك عنها طول حياتي؟ فقالت: في كل مرة كنت تتذكر امك و تقارني بها كنت اقول" اللهم إزرع حبي في قلب ابني.. كما زرعت حب جدته في قلب أبيه " .. فحبك لها فاق كل الحدود.. و كنت اتفاخر بك.. لانك نلت رضاها و علمت ابني كيف ينال رضاي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD