الفصل الأول (1)
كانت جالسة هدير على فراشها مندمجة في كتابها تقرأه بشغف ، هي فتاة نحيفة ولكن تملك وجه زو ملامح رقيقة وعيناها فيروزية ساحرة فوجئت هدير بوالدتها تدخل عليها حجرتها وهي في كامل أناقتها تقول لها بنبرة فيها محايلة:
علية :
_ يا بنتى قومى بقى ربنا يهد*كى تعبتينى معاكى
هدير وهي تزفر بضيق:
_ يا ماما قلت لك مش عايزة أروح بلاش تضغطى عليا بقى من فضلك .
علية والدة هدير وقد نفذ صبرها :
_ يا بنتي ده واجب دى بنت عمك واتخطبت ولازم تروحي تباركي ليها
هدير بعصبية:
_ أيوة بقى والعيله بقى كلها هناك يستلمونى بقي ، ال تغظني لأنها اتجوزت قبلي وهى اصغر مني..وال تفكرني انى كبرت و بقى عندي 28 سنه و لسه محدش حتى اتقدملى ..والي ..والي تبقى الأقعده كلها عليا أنا..مش كده لا يفتح الله..
كأن العيله كلها بتتجمع عشان يحرقو دمى وخلاص..ماما اتفضلى روحى انتى أنا مش ناقصه اسمع اى كلمه من أي حد خصوصا انهارده بقى .
تعلم علية أن ابنتها رأسها صلب لا ين**ر لذا قررت أن تجعلها تذهب معها رغما عنها:
_ بقولك ايه حتقومى , وحتروحى غصب عنك وبعدين مال يقول.. يقول ملكيش دعوه بيهم خليكي واثقة في ربنا ونفسك.
صرخت فيها بأمر وحزم :
_ يلا قومى فذى خمس دقائق وتكوني لابسه ومجهزة نفسك فاهمة....
هدير وهى تنهض من على سريرها بعصبيه وتتمتم بكلام من داخلها معترضه على الذهاب معها :
_ يا ربي هو بالعافية المرواح ده أنا زهقت من العيشة دي بقى وزهقت من كل العيلة.
قامت مضطرة وفتحت خزانتها واختارت فستان بعشوائية ، وجهزت نفسها بسرعه من غير اهتمام ،، مثل ما تفعل اى فتاه ذاهبة لهذه المناسبات.. فتهتم باختيار ثوبها بعناية شديدة ، وتجميلها بصورة أجمل وتكون حريصة على أن تكون أجمل فتاة في الحفلة.
وفى بيت عمها كل العائله اجتمعت لحضور حفل خطوبه سلوى ..وسلوى عمرها عشرون سنه فتاة جمالها متوسط تغار من هدير جدا ، وحرصت على أن توافق على أول عريس يتقدم لخطبتها ، حتى لا تصل ال سن هدير و تكون عانس مثلها كما تسمع من العائله كلها تقول ذلك بمناسبة وغير مناسبة ،
حتى جدها لما جاءت والدتها لتعلمه بأمر هذا العريس كان رافضا حتى نصحها قائلا:
_ يعنى سلوى وافقت على العريس عند فى هدير والسلام ، مش مهم بقى العريس اكبر منها بكتير ولا لأ، مش مهم مين هو ومن أي عيلة .. المهم انها تتخطب وخلاص وتتزوج وهى صغيرة بقى ده كلام.
ولكن كان رد والده سلوى هو :
_ اصلها مصرة عليه يا عمي اعملها ايه دماغها ناشفها.
قال جدها وهو يلوي فمه بغير رضا:
_ وانتو ايه ملكمش رأي طب هي صغيرة مش عارفة مصلحتها وانتو يا كبار يا عائلين.
ولما لم يجد أي فائدة من النصائح التي ض*بوا بها عرض الحائط قال في النهاية:
_ يلا ربنا يسعدها بس لو تعبت ذنبها حيبقى في رقبتكم.
ونعود لأجواء الحفلة وسلوى التي عندما رأت هدير ، ركضت نحوها واحتضنتها بطريقة مبالغة وقالت لها متعمدة أن تغيظها :
_هدهود حبيبتى شفتى الشبكه ده طقم ذهب كامل اسورة ، وسلسله ، وخاتم ،وحلق كمان تعرفى بكام ؟؛
هدير تقاطعها وهي تحاول أن تكون في ثبات انفعالي تام :
_ ألف مب**ك يا حبيبتى ربنا يتمم بخير ويهنيكى ، عن أذنك عشان اروح اسلم على البنات ، وتركتها حتى تتخلص من وصلة الغيظ التى كانت ستلقيها عليها ، وسلمت على عمتها وخالتها وبنت خالتها نهى التى ما إن رأتها قالت بصوت عالى لكى تسمعها هدير وقالت وهى توجه حديثها لام العروسه :
-ربنا يا طنط يتمم بخير لسلوى والله أحسن حاجه البنت تتجوز فى سن صغيرة بدل ما تفضل تتنعوط وترفض ده وده لحد ما تعنس.
ام العروسه :
_يوة يا نهى والله حتى العيال تخلفهم بدرى وهى فى عز شبابها .
وظلو يتكلمون ويثرثرون والكل يشارك فى موضوع واحد فقط، وهو زواج البنات فى سن مبكر ، كأنهم يتناقشون فى مصير الأمه ..وهدير تسمع ذلك والغيظ يفتك بها وقلبها يتمزق أربا.
وتسأل نفسها لماذا يتعمدون كل مرة أن يجرحوها ويضايقونها بمثل هذا الكلام ؟ لماذا يهينوها وهى طوال حياتها ما قالت كلمه سيئه فى حق احد ؟ إنها تحب الخير للجميع، ما ذنبها في أن تأخرت في سن الزواج، أهذا شى بإرادتها أليس كل شئ يحدث عندما يأذنا الله ، فلماذا يتعمدون أن يعكرون صفوها في كل مناسبة يرونها فيها.
تسأل نفسها مرار وتكرارا عقلها يعجز عن ايجاد اجابه لهذه الأسئلة
تشاهد سلوى وهي ترقص وهى فرحانه وتتمايل عليها لتغيظها اكثر وأكثر، وباقى بنات العيله يرقصون معها وينظرون لها بين الحين والحين ، كأنهم يتصيدون لمحات الغيظ والحزن على وجهاها ليشمتو فيها وقررت ان تمشى وتترك هذه العائله الغ*ية..التى تتعمد اغاظتها وكأنها ليست من هذه العائله كأنها منبوذه ..او لقيطه وقامت وهى تحاول كتم شعورها وترسم ابتسامه لا مبالاه على شفتيها :
-طب عن اذنكم بقى ياجماعه وألف ألف مب**ك ونظرت لسلوى وهى تقول ربنا يتتمملك بخير يا سلوى
سلوى بتودد مصطنع :
_ ليه يا دودو خليكى لسه بدرى اسنتى لما تشوفى خطيبى وتضغط على كلمه خطيبى وهو بيلبسني الشبكة.
هدير :
معليش يا سلوى بقى انتى عارفه انى بحب انام بدرى ربنا يخليكي حبيبتي.
سلوى وصوتها لا يخرج إلا بنبرة متعمدة لاغاظتها:
_ عقبالك يا حبيبتى متقلقيش بكرة ربنا يرزقك بابن الحلال ان شاء الله
هدبر بثبات :
_ إن شاء الله ياحبيبتى انا واثقه ان ربنا حيعوض صبرى خير، أنا اصلى محبش اتجوز وخلاص لازم عريسى يبقى نقاوة حسب ونسب جمال ومال هي الواحدة حتتجوز كل يوم ، تصبحى على خير بقى.
وتوجهت حيث أمها وقالت لها وعيناها تحثها على النهوض:
-يلا يا ماما
الأم وهى تنظر للجميع بإحراج:
_طب السلام عليكم يا جماعه وألف ألف مب**ك وربنا يتمم بخير
قالت هدير بعد أن ابتعدت عن أجواء الحفلة وصوتها معبئ بالحنق :
_ شفتى بقى يا ماما عشان انا قلتلك مش عايزة اروح الفرح الزفت ده.. وانتى ال**متى ، سمعتى كلامهم ال ذى السم وكل واحده كانت متعمده انها تغيظنى وانتى ولا اتكلمتي ولا أي كلمه.
علية بهدوء:
_ يا بنتى حتكلم أقول إيه مجبوش سيرتك ولا ذكرو اسمك في حاجة.. لو اتكلمت نبقى احنا ال على راسنا بطحه ،وحنبين ليهم ان احنا متغاظين بجد، اسمعى واسكتى وكل واحد بيقول كلمه ربنا بيجازيه عليها ، أنا واثقة إن بإذن الله يا حبيبتى ربنا حيعوضك، خلى ثقتك بالله كبيرة ربنا حيكرمك إن شاء الله أنا قلبى حاسس والله .
كانت تحاول أن تخفف عن ابنتها ، وقلبها يتمزق من أجلها ، ولكن ليس بيدها غير الدعاء لها ..وصلتا الى بيتهما فجرت هدير على حجرتها تبكى الما وتبكى غيظا وتبكى حظها.
الحلقه الثانيه
رن هاتف هدير ليقطع بكاءها ورأت اسم سارة صديقتها المقربه إليها يهتز على الشاشه مسحت دموعها واجابت
هدير: الو .
سارة : السلام عليكم
هدير وصوتها مختنق من اثر البكاء :
_ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ..ازيك ياسارة
سارة بقلق:
_ مالك يا بنتى انتى معيطه ولا ايه
هدير : مفيش حاجه متقلقيش
سارة : يا بنتي انطقى صوتك باين عليه أنه مخنوق
هدير تنفست وقالت بعد **تت لحظات لتستعيد هدوءها:
_احكيلك يا ستى ..وظلت تقص لها كل شئ حدث فى الخطبه ..كل كلمة قالوها ليغيظوها..كل حديثهم الذي كانوا يتغامزون به عليها.
سارة : يا ستى فقك منهم بقي وهى فى واحده منهم متجوزه جوازه عدله اصلا، عشان يبقالها عين تغيظ فيكى ولا تتباهى بجوزتها دى دول كلهم متغاظين منك عشان كده عايزين يغيظوكي.
هدير : انتى عارفه ان الموضوع ده مش فارق معايا، بس لما بشوفهم بيفكرونى بيه بيحسسونى انى انسانه مينفعش حد يفكر فيها اصلا ...كأنى ولا ليا لازمه فى الدنيا كأنى مش بنت ذي كل البنات ولم تستطيع أن تكمل كلامها فاكملت بالدموع
سارة بأسف: يبنت ايه الهبل ده.. ده انتى ست البنات ..الجواز ده قسمة ونصيب فرفشى بقى وأرمى ورا ضهرك والله مايستهلوش دمعه واحده منك .. .يلا اضحكى بقى ولا اقولك نكته ...مرة واحد اقرع طلعتله شعرايه عملها عيد ميلاد تنت رارام تنم تنم.
وضحكت هدير ثم قالت:
_انت مش حافظه غيرها كل ما تقوليلى نكته تقولى دى غيرى بقى ابو راخمتك ياشيخة.
وضحكت سارة وضحكت هدير بدورها، وظلتا تضحكان وتمزحان ونسيت هدير احزانها مع صديقتها كأن شئ لم يكن.
بعد أن انهت هدير مكالمتها مع صديقتها تناولت كتاب شعر لنزار قباني ورتحت تقرا فيه انه تخب هذا الشعر كثيرا وكان مما قرأت:
إجلسي خمس دقائق
لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش
في الغيبوبة الكبرى
سوى خمس دقائق..
لا يريد الشعر كي يثقب لحم الورق العاري
سوى خمس دقائق
فاعش*يني لدقائق..
واختفي عن ناظري بعد دقائق
لست أحتاج إلى أكثر من علبة كبريتٍ
لإشعال ملايين الحرائق
إن أقوى قصص الحب التي أعرفها
لم تدم أكثر من خمس دقائق...
صار عمري خمس عشرة
صرت أحلى ألف مرة
صار حبي لك أكبر
ألف مرة..
ربما من سنتين
لم تكن تهتم في وجهي المدور
كان حسني بين بين ..
وفساتيني تغطي الركبتين
كنت آتيك بثوبي المدرسي
وشريطي القرمزي
كان يكفيني بأن تهدي إلي
دمية .. قطعة سكر ..
لم أكن أطلب أكثر
وتطور..
بعد هذا كل شيء
لم أعد أقنع في قطعة سكر
ودمي .. تطرحها بين يدي
صارت اللعبة أخطر
ألف مرة..
صرت أنت اللعبة الكبرى لدي
صرت أحلى لعبة بين يدي
صار عمري خمس عشره
كانت هدير نائمه واضعه الوساده على رأسها ودافنه وجهها تحتها..دخلت عليها والدتها وأضاءت نور الحجرة، فتحت النوافذ لتسمح للشمس أن تفرش أشعتها في الحجرة وتطرد الهواء الفاسد، ثم أزالت الوساده من على رأسها وقالت وهى توقظها بعصبيه :
_ يا بنتى ..يا بنتى بقينا الضهر متصحى بقي ايه الوخم ده كله فزى قومى.
قالت هدير وهى مازال النوم يداعبها :
_ يا ماما سبينى بقى هو انا يعنى ورايا ايه اصحى الضهر ولا العصر براحتى بقى ثم أخذت الوساده من والدتها ووضعتها على وجهها مرة اخرى
الام بنرفزة :
_ والله ان مصحيتى لاجيب ميه برده واصبها عليكي قومى يا زفتة
هدير بضيق :
_ يووووه بقى ..يا ماما.. يا ماما عايزة انام بقى هو الواحد ميعرفش ينام فى البيت ده ولا ايه هوووووف .
الام بنفاذ صبر :
_ قومى بقولك عشان نحضر الشنط سوا
هدير باعتدال وقد فاقت مرة واحده :
_شنط ؟! تقصدي شنط السفر ليه أحنا مسافرين
امها ضاحكة :
_ ايوة يا ختى مسافرين فوقتى دلوقت على سيرة السفر
هدير بحماس :
_ فين ؟ هه فيين يا ماما
الام :مش حقولك
هدير بلهفه ورجاء :
_لا وربنا قوليلي وأنا حقوم اهو حالا وححاضر الشنط كمان بس قولي
امها :
_جدك عازمنا فى الفيلا بتاعته فى الغردقه حنقضى اسبوع هناك عشان نصيف عنده وعيشى بقى .
هدير تقوم بنشاط وتقفز من على سريرها كالاطفال وتصرخ بسعادة:
_ يا هوووووو...حبيبى ياجدو اهو دا الكلام ايوى بقى
تضحك امها على طفوليتها وتقول:
- ليه متخليكى نايمه
هدير وهى تذهب للحمام بخطوات مهرجلة: _ لا خلاص فوقت اهو ..ثوانى يا جميل وآجى احضر الشنط معاكى .
و اخذت تغنى سعيدة بالسفر للمصيف ورؤية جدها الحبيب .
وصلتا إلى الفيلا وما إن دخلت من بابها حتى توقفت هدير فجأة، وسقطت الحقيبة من يدها عندما فوجئت هدير بالعائله كلها جالسين مع جدها ، فرحتها كلها تلاشت مرة واحده ، واحتل الاكتئاب ص*رها ، همست لامها بعتاب مستنكرة ما تراه :
_ ايه يا ماما ال جاب العيله الزفت دى هنا
وتجيبها أمها بنفس الهمس :
_ جدك باينه عزمهم يابنتى عشان يتعرف على عريس سلوى .
هدير بغيظ :
_ طب أما انتي عارفة أنه عازمهم كنتي قلتي لي ما كنتش جيت
الام :
_ والله اتفاجأ ت يا بنتي زي زيك و هششششش اسكتى مش وقته ويلا بقى عشان بدأوا ياخدوا بالهم مننا وحيلحظوا أننا اديقنا لما شفناهم.
ودخلتا وبدأتا تلقيان السلام على الموجدين وهدير جرت على جدها واحتضنته وهى تقول له بحب :
_ وحشتنى قوووى ياجدو قوي
الجد وهو يشدد في احتضانها :
_ يبكاشه لو كنت وحشتك كنتى جيتى قعدتى معايى شويه
هدير :
_حقك عليا ياجدو والله انت كمان وحشنى اوووى بس انت عارف مقدرش اسيب ماما وحدها.
حب جدها لها وتدليله المبالغ فيه احد أسباب الغيرة التي تدب في قلوب الجميع منها، جدها بالفعل يعامل هدير معاملة خاصة دون عنهم لأنها عاقلة وتفهمه أكثر منهم.
ثم تركت جدها وقامت لتسلم على الموجدين سلمت على سلوى، التى كانت تتأبط ذراع خطيبها بطريقه مبالغ فيها لتغيظ هدير وتميل برأسها عليه بطريقة و**ة جعلت جدها يكتم غيظه منها وقد توعد لها بداخله.
هدير : ازيك يا سلوى عامله ايه
ازيك يا أستاذ وائل
سلوى وكلماته متفاخرة :
_ ازيك انتى يا هدير مشفتكيش يعني من يوم الحفله
هدير : تحت النظر اهو يا سلوى
وائل خطيب سلوى : اهلا بيكى يا أنسه هدير عامله ايه ؟
هدير : تمام كويسه
هدير لنهى: ازيك يانهى عامله ايه ؟
نهى :تمام ياحبيبتى وانتى عامله ايه ؟
هدير :ذى الفل
وسلمت هدير على باقى العائله وكذلك الأم سلمت عليهم وجلسو جميعا يتحدثون ....وسلوى تتحدث إلى جدها عن خطيبها كثيرا وتتحدث عن يوم زفافها وتفاصيله وهى بين الحين والحين تنظر لهدير وهي تتمنى أن تلمح نظرات الغيظ على وجهها ، اغلى اغن جاء الخادم يعلن عن الغداء
هدير فى الحجرة المخصصه لهما وهي في غاية الضيق :
_انا مش طايقة اقعد هنا ثانية وحدة عايزة أمشي.
والدتها:
_يا هدير اهدي بقى مينفعش نمشي بسرعة كده جدك يزعل خلاص استحملي عشان خاطري.. اضطرت أن ت**ت حتى لا تعكر صفو والدتها وحتى لا تغضب جدها منها..
كانت تظن انها ستكون المدعوه هى وامها فقط ، لكن رؤيه العائله عكر صفو الرحله فقالت لنفسها :
_ يلا اهو كام يوم ونتحجج انا وماما ونسافر ونسيب لهم الدنيا ونمشى يارب صبرني.
امها وكانت تفرغ الحقائب:
_ هدير مالك انتى بتكلمى نفسك انتي اتجننتي ولا ايه ؟
هدير:
_ خلاص بقى مفيش ياماما مضايقه شويه انا رايحه اتمشى على البحر
الام : طب خدى الكاب بتاعك عشان الشمس ومتتاخريش
هدير : حاضر
كانت هدير ترتدى بنطلون خروج قصير ولونه أ**د وقميصا يحدد جسدها لوبنه زهري فاتح وقد وضعت على رأسها ( الكاب) كانت فى منتهى الجمال والرقة اخذت تتمشى على البحر والهواء يداعب شعرها فيأتى على وجهها وهي تشاهد الأمواج تجري خلف بعضها ، كان منظر البحر رائع خاصة فى الصباح وعلى صخرة خاصة كانت هدير دائمة التعود الجلوس عليها كلما جاءت لزيارة جدها ، كانت الصخرة عاليه الى حد ما وتصعد عليها عن طريق حجا رة موضوعة على هيئه درجات سلم ، جلست عليها وأخذت تتأمل البحر وترى ، امواجه التي تعشقها وهى تتصارع ومع بعضها البعض وكل موجه تقفز لتسبق الموجه الاخرى، فنظرت الى مد بصرها تريد ان تصل لنهايه هذا البحر وقد حدث ذلك البحر وكأنه شخص أمامها :
_ ياه نفسى أشوف اخرك إيه نفسى أسافر واشوف بلاد تانيه غير البلاد ال انا فيها اشوفها واتفسح فيها وابقى حاجه مميزه تن*دت بتمني مستطردة :
_ نفسي اكون مع حبيبى مع انسان بيحبنى بجد يقدرنى ويرفع من شأنى ، انسان مميز فى كل حاجه أنا مش عايزه اتجوز وخلاص عايز اتجوز انسان بحبه ويحبنى فقير ...غنى مش مهم المهم ان قلبى يختاره وقلبه يختارني أعيش احلى لحظات حياتي معاه اخلصله ويخلصلي، ميبقاش شايف حد غيري..ثم زفرت بتمنى وهتفت
_ اه لكن هو فين؟
قطع افكارها رنين هاتفها وبفزع قالت:
- دى ماما يظهر انى اتاخرت
هدير وقد أجابتها :
_ ايوة يا ماما انا كويسه .
= ايه ال اخرك كده ؟
_معلش يا ماما الوقت سرقني ومحستش بنفسي
= طب يلا تعالي بسرعة جدك بيسأل عليكي
_حاضر يا حبيبتى ..جايه حالا ..
سلام
= سلام يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
_ حاضر يا ماما متخافيش والله
ولانها نهضت بسرعه تعثرت قدمها فى حجر صغير وفقدت توازنها ، فوقعت من على الصخره ، وجدت نفسها وقد تلقفتها يدان قويتان وكأنها طفله يحملها رجل قوى البنيان ، أما هذا الرجل وجد شئ يسقط من أعلى فتلاقاه بيديه وجد فتاه جميله فنظر الغى السماء وقال مازحاً :
_ الله هى السما بتمطر بنات ولا ايه ؟!
يا ترى مين الراجل ده ورد فعل هدير حيكون ايه استنونى بكرة بقى بااااااااى
الحلقه الرابعه.
(اريد حبا)..
بعد أن سقطت هدير وجدت نفسها فى حضن رجل تلقائيه وكرد فعل طبيعى شعرت بأن جسدها يرتعش ، ولا تعلم اهو من الخضه اغم إنها بين يدى رجل غريب ، تلعثمت وتخضب وجهها باللون الاحمر ، وارادت ان تجذب نفسها وتنهض فوجدته يتمسك بها فدب الخوف في قلبها وقالت متلعثمة :
_ ل لو سمحت س سبنى خلينى اقوم
الرجل وهو يحدق في وجهها وفي كل تفاصيلها :
_ تقومى بالساهل كده والخضه السببتهالى ده انا واكمل وهو ينظر لها بنظرات اعجاب قلبى وقع ف.......
فقاطعته هدير وقالت بحده وهي تركب بقدميها حتى تنفلت منه :
_ من فضلك بقى اوعى سبني.
واخذت تتلوى فى حركات عفوية لكى تتخلص من قبضته ولكن هيهات ان قبضته قويه
هو:
_متحاوليش انتى وقعتى من السما وانا استلقيتك
هدير وهى تصرخ :
_ انا وقعت غصب عنى رجلى اتكعبلت فى حجر اوعى سبنى الله انت بارد كده ليه
هو:
_ تؤتؤتؤ استحالة اسيبك.
فقامت هدير بعضه فى كتفه و استطاعت أن تتخلص منه وقامت وجرت بسرعة بعيدا عنه وسمعته من خلفها وهو يقول وهو يتألم :
_ اااى يا كتفى يبنت ال .....ولا بلاش اه يانا ايه البنت المفترسة دي................
وظلت هدير تلهث وكلما تذكرت العضه تضحك وتقول لنفسها احسن يستاهل استعادت هدوءها اخيرا واعادت ترتيب نفسها حتى لا تثير تسؤالات احد ودخلت وقالت :
_ السلام عليكم
الجميع:
_وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
مامت هدير :
_ اتاخرتى ليه يا هدير
هدير وقد شعرت أن قلبها ينبض من الجنون مازالت منفعلة من الموقف ولكن حاولت أن تبدو طبيعية :
_ ا ا.. ابدا يا ماما جذبني منظر البحر فنسيت نفسي في التمشية. . انا حاروح بقى اخد شاور.
اثناء صعودها على السلم رأت سلوى تميل على خطيبها قاصده وهى توسوس له وهو يضحك لكى تثير غضب هدير .
هدير وهي تسخر فى نفسها :
_ وحيات أمك ياختى مفايقة لكم .
ثم صعدت وهى تبتسم كلما تذكرت الموقف وبعد انتهائها من الحمام خرجت وجلست على سريرها وقالت تحدث نفسها :
_ أنا اروح بقى اكلم البت سارة واحكيلها ال حصل وظلت تبحث عن الفون ولم تجده فسألت نفسها بحيرة :
_ الله هو التليفون فين .
فتوقفت عن البحث .. وقد تذكرت ولطمت على خدها وهى تصرخ بصوت خفيض :
-يا نهاااااار اسووود الفون شكله وقع منى لما وقعت ...................
وعودة بقى للرجل عندما تركته هدير وجرت وقد تركت أثرا باسنانها وعندما ظل يتاوه قائلا:
_ يخرب بيتها دي سعرانة ولا ايه العضه كانت جامده قوي ، اثناء ذلك لمح الموبيل فتبسم بانتصار وقال :
_حلو وقعتى يا قطه تحت ايدي .
فتح الهاتف ودخل الاستوديو ، وتفقد الصور ووجد صور لهدير سلفى فهتف باعجاب :
_ واااو لا حلوة وعليها عنين يخرب بيت جمالها.
ثم حدق بانبهار وهتف ب:
_ أوبااااااا
عندما وجد فيديو لها وهى ترقص وظل يضحك وأخرج فونه وفتح البلوتوث واستلم من فونها جميع ماعليه ، وعاد إلى بيته وهو يكاد يموت من الضحك والإعجاب وأشياء أخرى لا يدري ما هي.
نعود لهدير التى كانت تموت رعبا وغيظا وظلت تحدث نفسها وتقول :
_ياربى وبعدين اعمل ايه؟ والتليفون بقى لو وقع فى ايده اعمل ايه ؟ ويا مصيبتي بقى لو شاف الصور والفيديوهات ال عليه يا خبر أبيض يارب استر ......
أتت بهاتف والدتها واتصلت من خلاله على هاتفها وقالت بلهفه وأمل :
_جرس اهو الحمد لله يلا رد بقى.
لكن لم يأتيها أي رد ، وكان الرجل عندما رأى الرقم الذي يتصل به وكان مسجل باسم ماما ظل يبتسم ويقول لنفسه :
_ خليكى كده على نار بقى شويه عشان تحرمى تعضى حد ويضع ايده على كتفه ويقول بألم اه يكتفى ووجدها تتصل مرة اخرى ومرات عديدة حتى اخيرا اجاب:
هو ببرود :
_ الووووووووو
هدير : السلام عليكم
هو : وعليكم
هدير باضطراب :
_لو سمحت ده الفون بتاعى وقع منى حضرتك
هو ببرود مستفز :
_ وانا ايه اليثبتلى حضرتك إن ده هو التليفون بتاعك.
هدير وهي تكتم غيظها :
_ بقولك حضرتك ده فونى وعايزاه
هو : خلاص تعالى خديه
هدير.. وهى تبتلع ريقها تحاول أن تمسك أعصابها وودت لو شتمته :
_ ف فييين ؟
هو ..وكاد ان يضحك :
_ مكان ما موقع منك.
ثم اغغلق الهاتف في وجهها
نظرت هدير للهاتف بحنق وهي تهتف :
_ .يا بن ال... ..اه هو انت .. انا تصبحت بوش مين النهارده ...اه هى مفيش غيرها ال*قربه سلوى واختها نهى اه يارب اعمل ايه مضطره اروح يارب استر وميكونش فتح الفون وشاف ال فيه ..
وظلت الليل كله تفكر والهواجس كادت أن تقتلها والشيطان يوسوس لها جعلها تسأل بانزعاج :
يا ترى حيعمل ايه حيديني الفون بسرعة؟
ولا حيستغل ال فيه..يارب أنا خايفة استرها يارب.
وفي اليوم الثاني ، وفى نفس الميعاد كانت واقفة على الصخره تنتظره ، واخذت تتلفت حولها تبحث عنه ولكن لم يظهر ، وكادت تجن حتى وجدت نفسها تبكى من الخوف والقلق ، وبعد أن يئست قررت العودة وقبل ان تخطو خطوة واحدة ، وجدت من يجذبها من مع**ها ويقول لها :
_ رايحه فين ؟ ايه مش عايزة الموبيل ؟
هدير بفزع :
_ آه هو أنت ..الفون معاك أنت
لم تكن تظن أن الهاتف وقع في يده كانت تحسب أن الهاتف سقط منها أثناء ركضها منه مثلا وجدته يقول بثقة وببردو مستفزين :
_ ايوة يا ستى بعد ما عملتى عملتك واشار على كتفه وأثر عضته وجريتى لقيت الفون مرمي على الأرض.
ابتلعت هدير احراجها عندما أشار على عضتها له فقالت وهي تبدي الثبات:
_ ممكن بقى تدهونى
هو : تدفعى كام
هدير باستغراب وقد ضيقت عينيها :
_ ايه؟؛
اقترب منها وفى عينيه نظرة إعجاب وقال بجرأه :
_ بقو ووووول تدفعى كااااام ؟
هدير بتعجب :
_ أنت عايز فلوس؟؛
هو بنظرة خبيثة جعلت أوصالها ترتجف :
_تؤتؤتؤ
هدير وهى تبتلع ريقها خوفا :
_ امااال عاعايز ايه ؟؛
هو.. وهو يقترب اكثر ويقرب وجهه من وجهها حتى لفحت أنفاسه وجهها هامسا بإعجاب واضح :
_ عايز اتعرف عليكى ..نتقابل مع بعض كام مرة كده عشان أعرفك أكتر .
تراجعت هدير خطوة للوراء وهي تحدق فيه بسخط ثم قالت بحده وقد عقدت ذراعيها أمام ص*رها :
_ نعم بقى هو ده غرضك أيوة أظهر على حقيقتك.. اسفه أنا مش بقابل حد معرفوش ولو سمحت بقى .. هات الموبيل عشان امشى .
هو بكل برود قال :
_اوكى مفيش مشكله ..ومفيش موبيل سلام.
وراته وهو يتوجه صوب سيارته وقبل أن يترجل بها قال بثقة قاتلة :
_ آه على فكرة انتى بتعرفى ترقصى كويس قوي..رقصك جنان.
ثم ضحك ضحكة استفزازية وأكمل بأسلوب آمر مليئ بالثقة :
_ بكرة حستناكى فى نفس الميعاد لو عايزة الموبيل بتاعك تعالى .
وقبل أن تنطق بكلمة واحدة.. انطلق سريعا وتركها متسمرة مشلولة التفكير ..وبعد اختفائه ظلت تركل الأرض بقدميها في حنق صارخة :
_ آه يا بارد يا مستفز يا أرخم خلق الله اتفوووا عليك ..
ولما لم تجد لصريخها ولا غيظها وحنقها فائدة عادت إلى البيت مدحورة وعفاريت الدنيا كلها تقفز أمام عينيها.
قصة فيها عبرة
فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ ??
لماذا قال تبارك وتعالى "فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ "؟!!!
-بالدراسه فى طبيعة الحيتان وجدت أن هناك مجموعة من الحيتان اسمها الحيتان الزرقاء
والحوت الأزرق أضخم حيوان خلقه الله تبارك وتعالى فهو أضخم من الديناصورات وأضخم من الفيلة
فطوله يمكن أن يصل إلى أكثر من 35 متراً ويمكن أن يصل وزنه إلى أكثر من مائة وثمانين طن
وهذا الحيوان على ضخامته لا يأكل إلا الكائنات الميكروسكوبية الضئيلة التي تسمي ( البلانكتون ) الكائنات الطافية الهائمة فهو لا يملك أسنان إطلاقاً وله ألواح رأسية يصطاد بها هذه الكائنات الطافية
وطريقة تناوله لطعامه كالآتى : يأخذ بفمه عدة أمتار مكعبة من الماء فيصطاد ما فيها من كانت طافية ويخرج الماء من جانبي الفم يعني لا تفلت منه واحدة بس من هؤلاء ( البلانكتون )
وعن قصة الحوت الأزرق وسيدنا يونس ....
هذا الحوت على ضخامته بلعومه لا يبلع إلا هذه الكائنات الدقيقة فإذا دخل فمه أي شيء كبير لا يُبتلع ولذلك بقي سيدنا يونس عليه السلام في فمه كاللقمة ولهذا قال الله ربنا الحق { فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ }
يعني لا هو قادر على بلعه ولا مضغه لأنه ( أهتم ) ليس له أسنان
والحوت يتنفس بالأو**جين ولذا فهو يرتفع فوق سطح الماء مرة كل خمسة عشرة دقائق
وقد قال علماء الحيوان : أن ل**ن الحوت يستطيع أن يقف عليه أكثر من رجل والفم مغلق مرتاحين بدون أي مضايقة بمعنى أن سيدنا يونس كان جالساً بما يشبه الغرفة الواسعه المكيفة
ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى { فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ } ولم يقل أبتلعه أو هضمه.
-ثم يقول الله رب العالمين بإيات أخرى { وأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ }
بعد خروجه ....
فلماذا اليقطين ؟
اليقطين هو القرع بأنواعه المختلفة ومنه القرع العسلي وهو يملك أكبر حجم لورقة نبات
ولآن الله تبارك وتعالى يريد أن يستر عبده ونبيه فستره بشجرة من يقطين تملك أكبر حجم لآوراق الشجر
ثم بدراسة متأنية لشجرة اليقطين نجد ان...
اليقطين ساقه وفروعه وأوراقه وثماره مليئة بالمضادات الحيوية ولهذا لا تقربه حشره
- كل كلمة وكل حرف في القرآن الكريم له حكمة بالغة تثبت صدقه
إلى اللقاء قريباً
سهير عدلي .