الفصل الثامن (8)

1889 Words
( زوجى ع**ط) هل أنا مستيقظة؟ أم نائمة يطاردنى كابوس رهييييب؟ هل هذا زوجى كما تدعى هذه المرأة ؟ هذا الشخص الأبله الع**ط الذى كلما نظرت إلى وجهه أصابني الإشمئزاز والق*ف ؟ زوووجى ؟ كيييييف؟ أجييييييبوني ياعالم كييييييف؟ هل اختل توازن الكون ؟ وكأن المرأة قرأت مايدور فى رأسى من صراع فقالت لى بعيون خبيثة: - بصى ياحببتى عشان نبقى على نور من أولها ...ده حوده ابنى وضنايه (قالت ذلك وهى تربت على ظهره بحنان) ده جوزك ياعروسة . وهذا الحوده يضحك بهبل ، صورته جعلتنى أريد أن افرغ محتويات معدتى ، والغيظ امسك ل**نى . رغم عنى وجدتنى انظر إلى ذلك الرجل ذو الجلباب الصعيدى ، وجدته يعرينى بنظراته الو**ة .. دب الخوف فى قلبى من جديد ، وانتفضت أوصالي فصرخت بعصبية وبصوت محتج : - أنا متجوزتش ابنك ده فين زياد جوزى ؟...فين زياد؟ ضحكت المرأة ضحكه شريرة ، وجلست على المقعد واضعة ساق فوق ساق وأحدى يديها فى خصرها ، واليد الأخرى تحت ذقنها تدعبه بالسبابة الإبهام واردفت بنبرة سوقية : -زياد ياعين امك ده ، واحد مدمن م**رات اديناله قرشين عشان يعمل دور الخطيب ،عشان لما تشوفيه يانونسه عينى توافقى ، مهو لو احنا جينالك وشفتى حوده وعرفتى إنه العريس اكيد حترفضى ،وخلاص ياحبيبتى انتى ماضيتى على عقد جوازك من حوده ، اسم النبى حارسه وصاينه وبقيتى بتاعتنا. ترضى بنصيبك بقى وتعيشى . اتسعت عيناى من هول ماسمعت ، مالذى تقوله هذه المرأة ؟ ما هذه الأنثى الخبيثة ؟ من أى طينة خلقوا؟ من قطعة صلبة لا تشعر ولا تحس ؟ كيف يتسنى لهم أن ي**عووونى ؟ ويستغلوا فقرى وحاجاتى ويزوجوزنى هذا الع**ط . لماذا انعدمت الرحمة من القلوب ؟ لماذا انعدم الضمير ؟ فسألتها وعيونى مليئة بدموع الظلم ونبرتى تتوسل لهم الرحمة: - لييييه عملتو فيا كده حرام عليكو ؟...ليه تضحكوو عليا أنا عملتلكو اييه؟ فوجدت تلك المرأة المتحجرة القلب تقف بحركة عصبية وتصفعنى صفعة قوية و تقول لى وعيناها مليئة بإنذار مخيف : -اسمعى انتى تحمدى ربنا ، انك حتعيشى هنا تاكلى وتشربى بعد ما كنتى جعانة فى بيت ابوكى . ولو لقيتك فتحتى بوقك بكلمة مش حقولك على اللي حعمله فيكى. فقلت بعصبيه وثورة :مش عايزة اكل ولا اشرب أنا عايزة اروح عند أهلى عايزة أمى. وركعت امامها أقبل يدها وانا ارجوها واتوسل لها عسى أن ترحمنى : - ابوس ايدك ودينى عند أمي. لكنها دفعتنى بقدمها دفعة قوية ، فوقعت على الأرض قبل أن تقول وهى تجز على أسنانها فى شر: -انتى تنسى أهلك خالص ، كأنك ملكيش أهل فاااااااهمة. ثم خرجو واغلقوا الباب خلفهم بالمفتاح ، تركونى على الأرض ابكى ،اصرخ ، انادى ، اطرق الباب بجنون ولكن لا حياة لمن تنادى. فى حجرتى ابكى حالى ، أتذكر كيف كنت بين اخوتى ؟ ضحكاتى تملئ البيت ، بيتنا الفقير ، ولكن كان غنى براحة البال . لم يسأل أحد عنى ، إلا إمرأة تجلب لى الطعام والشراب ثم تنصرف. انظر للطعام واشكاله والوانه الشهية، فراخ ولحم ، وفاكهة فابتسم بسخرية . تذكرت نفسى عندما كنت اشتهى لهذا الطعام الشهى ، كنت أتمنى ولو شئ بسيط منه..هاهو الطعام أمامي باشكاله ، والوانه الشهية ، ولكن هو فى حلقى مر بطعم الصبار اتجرعه ولا اكاد استسيغه.. تمنيت أن اعود لبيت أبى ، أعيش بين اخواتى اضحك معهم ونلعب سويا ، اعود للراحة البال . ظللت ابكى وأنا أرثى ذكرياتى ، اناجى الله أن يف*ج كربى ويرأف بحالى ، فهو وحده من يعلم بحالى وغنى عن سؤالى. مر الوقت بى وأنا على هذه الحالة ، بعدها وجدت الباب يفتح ، ويدلف منه عبد العليم اخو زوجى الع**ط ، يرتدى جلبابا ابيض ، وفى عينيه نظرة غريبة ، كنظرة ذئب سينقض على فريسته ..يقترب وهو يمسح فمه فى كم جلبابه يقول لى : -مساء الخير ياعسل...متخافيش أنا جيت اقعد معاكى قلت اونسك . قلبى انزلق من موضعه أصبح فى قدمى ، وقفت على الفراش ، وكأن ل**نى اصابه الخرس ،جسدى يرتجف بخوف، وانفاسى محبوسة فى جوفى كأن حاجز يمنع خروجها ، وجدته يجذبنى من يدى فطرحنى على الفراش ، وبرغبة محمومه يقول : - لا تخافي أنا أحبك .كنت أريد أن اصرخ واصرخ ، لكن صوتى حبس بداخل حنجرتى . ظللت اعافر واعافر حتى أتخلص منه .. حاولت أن أبعده بكل قوتى ، لكنه صفعنى صفعات متتالية على وجهى ، شعرت بدوار يهجم على رأسى وظلام يلفنى ، كأنى أسقط فى بئر ليس له قرار. (زوجى ع**ط) الحلقة الرابعة بقلم/ سهير عدلي عندما هجم عبد العليم ليعتدى عليا ، لم أشعر بنفسى ، وغبت عن الوعى بسبب صفعه لى . ولا أدرى كم غبت عن الوعى. لكنى شعرت بيد تهزنى برفق حتى افيق. فتحت عيونى فوجدته أمامي يمسك بعصى فى يده( شومة). لن تصدقو من ؛ إنه هو حوده ( زوجى الع**ط) هو من يقف وفى يده العصى، وبيده يهزنى حتى أفيق. وجوارى عبد العليم ، مسجى على الفراش غائب عن الوعى ورأسه تنزف منها الدماء.. كتمت فمى حتى أمنع صرخة خوف من الخروج. سمعت حوده يقول لى بنبرته المتعتعة وكلماته الغير مفهومة: --- يييا بببسيعه ابي مايصحا. يقصد (يلا قومى بسرعه قبل مايصحى). لم أفكر كيف ومتى فعل ذلك؟ كان كل همى أن افر من الحجرة قبل أن يستيقظ عبد العليم. ذهبت خلف حوده ، وهو يسير أمامي بخطوات بلهاء . دلفت فى حجرة خلفه ، قالى لى وهو فرحان كالطفل : -- تتى اواوتى..خافيش اتتتفييى(قصده دى اوضتى متخافيش اتفضلى ) . عندما تأملت الحجرة ، شعرت بأنى أشاهد حجرة م**مة لطفل .. رسومات كارتونية كثيرة زينت الحوائط ، ألوانها مبهجة ،بها لعب كثيرة . علمت أن حود طفل فى صورة رجل ، بعد أن كنت أخشاه واشمئز منه ، وجدتنى أشفق عليه ، وإنقاذه لي جعلنى اطمئن له. جلست على مخدعه وعليه مفرش به رسمة كارتونيه لميكى بالحجم الكبير ألوانه مبهرة . مازال القلق يسيطر عليا ، لم استوعب ما فعله عبد العليم معى حتى الآن.. إنسان قذر حقير كيف يتسنى له أن يفعل بى ما فعله؟ كيف يعتدى عليا وانا المفروض زوجة أخيه ؟ إذا كنت أعجبه ويريدنى ، فلماذا لم يتزوجنى هو ؟ لماذا خدعونى ؟ لماذا احضروا شخص يؤدى دور الخطيب المزيف ؟ ثم افاجأ بإنهم زوجونى بآخر من ذو الإحتياجات الخاصة ؟ ااااااه يكاد رأسى ينفجر . اخرجنى من دوامة هذه الاسئلة حوده عندما قالى لى وقد أتى بمكعبات كثيرة فى علبتها الخاصة بها: - تتتالى نيعب سوا ....انا انا مش حب ليم ....ههههو وحش بيبيضيبنى وووبييقول انا بيط(تعالى نلعب سوا ..انا مش بحب عبد العليم ..هو بيض*بنى وبيقول عليا ع**ط) . كنت افهمه بصعوبة ، ولكنى اعذره لمقته لأخيه . فيبدو أنه فظا غليظ القلب . زادت شفقتى عليه فوجدتنى أقول له حتى أخفف عنه : - لا أنت حلو ياحوده وشاطر ..عشان أنت انقذتنى منه. كلماتى اسعدته وجعلته يصفق كالطفل عندما يمدحه أحد. وجدته ذهب وأحضر لى البوم صور، فتحه على صورة معينة ..صورة لشاب أسمر وسيم ملامحه رقيقة، تبدو عليه الطيبة يشير عليه بإصبعه وهو يقول والحب يملئ صوته: -- بسى دددده عععمي ااااخويا ، اناحب عمييي اووووى خايص اد الدنياههو سافير وساب حوده ..قال الجمله الاخيرة بحزن(قصده يقول بصى ده عمر و اخويا ..أنا بحب عمرو اوووى خالص اد الدنيا ، وبحزن ..بس هو سافر وساب حوده). اردت أن اخفف عنه فقلت له كأنى اواسى طفل سافر أباه وتركه: - معلش هو حالا يرجع اكيد هو بيحب حوده وحيرجع عشانه ويجيب لحوده لعب وحاجات كتيييير قووووى . رأيت الفرحة على وجهه تشدو ، وصدقنى كأن اخيه اوصانى أن أقول له ذلك . نظر لى بحب وهو يسألنى؟ : -- انتى كيمى جد مييييم ..انا احبك اووووى مييييم ادددد الدددنيا...(انتى بتتكلمى جد مريم ....انا بحبك اووووى مريم اد الدنيا ) . ندمت على إنى اعطيته أمل ،وأنا لا اعلم هل سيتحقق ؟ أم لا.. مر وقت ثم سمعنا طرق على الباب قلبى فزع واختبئ خلف ضلوعى. شخص فتح الباب ، كانت الخادمة طلت برأسها منه ثم قالت: -- بتقولى أن ممتك مستنياكى فى اوضتك . فرحت فرحا كبيرا ، كأن أحد جاء يبشرنى أنه رفع عنى حكم الإعدام .ركضت إليها وعندما ابصرتها كأن غريب عاد لأوطانه ، ارتميت فى حضنها وانا أبكى بكاء مرير ، وقصصت عليها كل ما حدث. لن تصدقو ماذا قالت لى أمى: -- ايه يبت ماترضى بنصيبك ده انتى تحمدى ربنا على العز اللي انتى فيه ..مش احسن من الجوع والفقر اللي كنتى فيه. صدمنى رد فعلها لم أتخيل أن يكون موقفها هكذا ..صرخت فيها أناشد أمومتها النائمة: -- اميييي انتى بتقولى ايه ؟ عز ايه وزفت ايه ؟..أنا عندى اموت ولا افضل هنا . ركعت وقبلت يدهت ارجوها بأن تنقذنى من بين براثن هذه الع***ة: -- ابوس ايدك ياما خدينى معاكى ، خلصينى من هنا ددول جوزونى واحد ع**ط .. اهون عليكى ياما دانا بنتك . قطع توسلاتى لأمى دخول الشيطان عبد العليم وال*قربة حماتى ..فوجدت أمى تنصرف بعجلة وهى تقول: يلا يبنتى اسيبك أنا بقى عشان سيبه اخواتك لوحدهم... فتك بعافية. تركتنى بينى براثن الشيطان وال*قربة . وأنا مقيدة بسلاسل الذهول ، والإنهيار يذ*حنى . إلى اللقاء اقروا العظمة دي ? بكت زوجة ابي ذر وهو يحتضر فسألها ما يبكيك قالت تموت هنا في صحراء الربذة لا ثوب نكفنك فيه ولا احد يصلي عليك فقال لها ابشري هذا ما بشرني به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقد كنت انا وفلان وفلان وفلان وسماهم بالاسم ودخل علينا النبي فقال سيموت رجل منكم بالصحراء وسيصلي عليه جماعة عظيمة من المؤمنين وقد مات جميع الصحابة الذين كانوا معي اثناء تلك البشري النبوية ولم يبق الا انا فانا المقصود من تلك البشري فقالت و ماذا افعل الان ؟؟؟ قال وهو يلفظ انفاسه الاخيرة ضعيني علي قارعة الطريق فاول ركب قادم سيكون هم كبار الصحابة العظام الذين بشر بهم النبي محمد صلي الله عليه وسلم بانهم سيصلون علي بلا ادني ريب كما بشرني النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي الحال مر وفد قادم من العراق من الصحابة الكبار وفي مقدمتهم سيدنا عبد الله بن مسعود وكبار الانصار رضي الله عنهم جميعا فسالوها ما يبكيك قالت هذا زوجي ابي ذر لا نجد ثوبا نكفنه فيه زوجي فتسابق الانصار من يكفنه في ثوبه فكفنوه ثم صلوا عليه جميعا ودعوا له بالجنة والمغفرة و تذكر الصحابة يوم غزوة تبوك لما تاخر ابو ذر عندما تعثر بعيره وجاء ماشيا يلهث يجري تارة ويمشي تارة اخري وحيدا بلا انيس ولا جمل يركبه في الصحراء المحرقة يريد اللحاق بالنبي صلي الله عليه وسلم بتبوك وما ان راه النبي يومها حتي امتلا وجهه صلي الله عليه وسلم بالبشر والسرور ثم البسه تاج التميز والانفراد والاخلاص فقال يومها الرسول للصحابة (( يرحمك الله يا ابا ذر تمشي وحيدا وتموت وحيدا وتبعث يوم القيامة وحيدا ))) اي وحيدا اي متميزا من كثرة خصالك الحميدة وقد تحققت البشري سلام ثم سلام ثم سلام ثم سلام ثم سلام ثم سلام علي سيدنا ابي ذر الغفاري في الخالدين ما صلح بيت إلا و كانت فيه امرأة صالحة وما فسد بيت إلا و كانت فيه امرأة فاسدة ولو كان ربُّ البيت نبياً رسولاً .. قال تعالى : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا } وقال تعالى : {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } فالأم التي اعتادت أن تطبخ بالفلفل الحار أولادها سيكبرون وهم يحبون الفلفل الحار... والأم التي اعتادت أن تطبخ بملحٍ قليل أولادها سيحبون الطعام بملحٍ قليل والأم التي تتكلم عن الناس بسوء وتغتاب زوجها وأهل زوجها وجيرانها بسوء أولادها سيستحلون الغيبة والأم التي تشبع أطفالها لطفاً وحناناً سيكبرون أولادها مستقرين عاطفياً الأم التي تسرق أمام أولادها سيكبرون ويستحلون السرقة والأم التي لا يعجبها العجب وتنتقد كل شيء لن يكون ابناؤها قنوعين والأم الَتِي تكذب أمام أبنائها سيكبرون ويستحلون الكذب والأم التي تتشاجر مع الأب أمام ابناءها وعلى الملأ سيكبر ابناؤها لايحترمون قيمة الأسرة والأم التي تترك ما في يديها كي تصلي فأولادها سيعرفون قيمة الصلاة جيدًا والأم التي ل**نها يقطر عسلا سيكبر أولادها ويتحدثون بلطف مع الآخرين والأم التي تراقب الله في كلامها ولا تغتاب ولا تسخر من أحد سيكبر أولادها ويصبحون مثلها . والخلاصة أن الأم "مَدرسةٌ وكُلِّية وجامعة " حبايب قلبي احبكم في الله دمتم بخير يارب
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD