الفصل السادس (6)

2466 Words
.(اريد حبا) فى المستشفى وقفت هدير على باب العمليات تنتظر خروج عصام روحها معلقة في حبال الأمل الضعيف، قلق ،توتر ،اوصالها ترتجف من الخوف، دموعها لا تنقطع، تدعو الله أن ينجيه..وزير الخارجيه ..وعدد من رجال السفارة ينتظرون ..مصير رجلهم هدير عقلها فى غيبوبه الصدمه ...لا تصدق أن حبيب عمرها بين الحياه والموت ...هل سيموت عصام ويتركها؟ هل ستفقد حب عمرها ؟حبيبها...وزوجها ..وكل شئ لها فى الحياه قلبها ينبض بقوة.. متحجر ،متألم ، رافض أن يصدق النهايه بهذه الطريقه من قتله ؟من قتل حبيبها ؟..من قتل زوجها ؟ من حرمها من حب عمرها مرت ساعات بطيئه كثيرة لا تدرى كم عددها انها فقدت احساسها بالزمن ...واخيرا خرج الطبيب وجرى عليه الرجال يستطلعون الامر وهدير ...متخشبه مكانها لا تستطيع الحراك كأنها تخشى اغن تسمع ما يقوله الطبيب ...سمعتهم يتحدثون بالفرنسيه ...لم تفهم شئ من حديثهم ماذا يقولون؟... رأت الطبيب ينصرف وعلى وجهه الأسى قلبها انقبض حركت قدميها بمعجزة وسألت وزير الخارجيه : -الدكتور ..قال ايه؟ _ الوزير ن** وجهه فى الأرض يا بنتى شدى حيلك عصام تقريبا مات هو دلوقت ميت اكلنيكيا هدير بصدمه : يعنى ايه ؟انا مش فاهمه حاجه ؟يعنى عصام مات خلاص ..لا لأ عصام..مماتش عصام عايش حيرجعلي، انا لسة مفرحتش معاه..هو وعدني انه حيسعدني العمر كله، معقول يسبني كده وأنا لسة مدقتش طعم الفرحة وصرخت صرخة تمزق القلوب .وجرت عليه في الحجرة وبدأت الدموع تنساب من عينيها وتقول بصوت متشنج : - لا ..يعصام متسبنيش ياحبيبيى .. أنا اعيش اذاى من غيرك ..قوم يا عصام قوم عشان خاطرى ..عصام ..عصام قوم ياعصام انا حموت لوسبتنى وأخذت تقبل في يده حتى ملئت يده دموع ..انت حبيبى ازاى بعد مالاقى الحب يضيع منى ازاى بعد مالقيتك تسبنى .انا شفت الحب معاك..شفت السعاده .. قلبى دقق ليك انت....مشاعرى اتحركت معاك ....مش حقدر احب بعدك ياعصام ...متسبنيش ياحبيبي ..ابوس ايدك ارجعلي ارجعلي ياعصام . وظلت تبكي وتنتحب...وفجأه سمعت أصوات انذار من الاجهزة رفعت هدير رأسها ولم ترى شئ من الدموع التى ملئت عينيها وقالت بخوف : لا اوعو تقولو خلاص وتحدثت الممرضه بالفرنسيه وهدير لم تفهم شئ فوجدت الممرضه ، خرجت مسرعه من حجره العنايه والممرضين يجذبوا هدير الى خارج الحجرة ..وهدير تصرخ : -فيه ايييييييييييه ؟سبوني سبوني مع جوزي أودعه انا ملحقتش أشبع منه فضمها وزير الخارجية بأبوية وهو يقول : _اهدى يبنتى عصام اجهزته اشتغلت تانى والدكاترة بيساعدوه بصدمات كهربائيه يظهر ان فيه امل ادعيلو يبنتى وقولى يارب. وانتحبت هدير وجرت دموع الأمل والخوف فى حضن الوزير وظلت تبكى فى حضنه وهى تدعو بقوة : _ يارب..يارب ،يارب خلهولى عشان خاطر حبيبك محمد ..يااااارب ورأت الطبيب يخرج وعلى وجهه ابتسامه وفهمت ان ربنا نجاه . هدير بلهفه : أيه الدكتور قالك ايه : طمنى بالله عليك الوزير : الحمد لله عصام القلب وال*قل اشتغلوا تانى بيقولو دى معجزة بس هو لسه فى مرحله الخطر كام يوم لو عدو على خير عصام حيعيش باذن الله ...ادعيلو يبنتى . وظلت هدير تدعو الله وهى تراقب زوجها من خلال الزجاج ....وجاءت والدتها إليها بعد ما سمعت الخبر وارتمت هدير فى حضنها : _ ماما عصام حيروح منى أنا خايفه يا ماما ..خايفه عليه اوووووى علية: بعد الشر عليه يا حبيبتى ادعيلو يابنتى ربنا يقف معاه ومرت ثلاث أيام من غاصعب الأيام التى مرت عليها فى عمرها كله، وهى تنام وتصحو على قلق يمزق قلبها خوفا من أن تفقد أغلى انسان لديها فى الدنيا ..لكن القدر كان رحيما بها ونجى عصام..خرج من غرفه العنايه المركزة إلى حجرة عاديه وكاالعاده يتحدث الطبيب مع الوزير وهى لا تفهم شئ من الحوار لكن قلبها اعتصر خوفا الوزير بحزن :هدير يبنتى مهما كان ال حقولهولك ده صعب بس لازم تعرفى انه احسن بكتييير من اننا لا قدر الله كنا نفقده هدير بقلق : فيه ايه ساعتك ؟ الوزير بأسف: عصام حيفضل مشلول . هدير تضع يدها على فمها ...ترتمى فى حضن امها تبكى ... لا لا لا اه اه ياعصام .....ياحبيبيى الام تبكى لبكاءها .....اهدى ياهدير واحمدى ربنا انها جت على قد كده . _مش مصدقة يا ماما انا زي ما تكون في كابوس ياارب ارحمني أنا مش حمل ده كله وظلت تفوز بحضن أمها عسى أن تذوب فيه كل ما بداخلها. من قصه ...اريد حبا نزل الخبر على هدير كالصاعقة، كيف سيعيش عصام بقية حياته مشلول؟ شعرت بالعجز تسأل ترى كيف ستمضي الأيام بهذه الأحداث المؤلمة، وكأن الدنيا استكثرت عليها السعادة.. قالت تحدث نفسها: -ليه كل ما أفرح الاقى خبطه على دماغى تفوقنى .. ليه الدنيا كأنها بتكره انها تشوف سعادتي ، كأني مش مكتوبلي أفرح..يارب صبرنى يارب ..يارب مش قادره استحمل والله ..انا تعبت .. ظلت هدير تحدث نفسها وتبكى وأمها تواسيها وتأخذها فى حضنها ولكن كل ذلك لا يخفف عنها. أيام العذاب تمر بطيئة ، بدأ عصام في التحسن ..وعلم انغه لن يستطيع الحراك واغنه أصيب بالشلل ، ظنت هدير انه سيثور ويغضب ولكن الغريب انه لم يحرك ساكن وذلك جعلها تقلق أكثر ، فماذا سيكون رد فعل عصام بعد هذا ال**ت الرهيب رجع عصام بيته محمول على كرسى متحرك صامت لا يبدى أى فعل ..وزير الداخليه توصل الى الجناه ......وعلمت هدير منه أن من ألقى الرصاص عليه عصابه مأجورة من دوله معاديه ، لأن السفير المصرى قام باعمال عظيمه لبلده فى فرنسا فكانت نتيجتها انها وطدت العلاقه بين البلدين ..والدوله المعاديه طبعا لا تر يد ذلك فقررو اغتيال هذا السفير النشط هكذا حال الرجال المخلصين دائما يتم تصفيتهم ... قرر عصام الرجوع الى بلده .....التى اغلقت ملف القضيه وقيد ضد مجهول ...فلن يحاربو دوله من اجل فرد هذا الموضوع اثر فى نفسية عصام جدا وجعلتها فى الحضيض هدير تدخل على عصام وفى يدها صنيه عليها طعام وضعتها على المنضده وقالت برقه وحب: حبيبى تعالى بقى اتعشى عشان تاخد الدواء عصام لا يجيب ...جالس على كرسيه يتأمل السماء من الشرفة هدير تقترب منه فتركع على ركبتيها وتضع يدييها على فخذيه وتقول بحنان: عصام يا حبيبى ساكت ليه .. .يلا يا روحى عشان ناكل مع بعض عصام ينظر لها نظرات بلا معنى ثم يعود...ينظر للسماء وهو يقول :مش عايز اكل خدى الاكل واخرجى وسبينى لوحدى هدير: ياعصام ياحبيبيى مش حينفع ال انت عامله فى نفسك ده ..ده قضاء ربنا لازم نرضى بيه وفجأه وجدته يمسكها من مع**ها بعنف ويقول بمنتهى الغضب :بقولك ايه مش عايز مواعظ ومش عايز شفقه من حد انتى فاهمه ومن دلوقت انتى حرة تلمى هدومك وتروحى بيت اهلك انا مش عايز حد معايا حتى انتى مش عايزك ..مش عايزك ..والقى بصنيه الطعام ..وقال بثورة عارمه ..اطلعى برة ..اطلعى برة سبينى لوحدى ..برة برة ..برررررررة ..واخذ يهشم كل ما تطوله يده وهدير خرجت وهى لا تصدق ما حدث ...ودخلت حجرتها تبكى وهى غاضبة ليس من عصام ومما قاله.. ولكنها غاضبة على الحاله التي وصل لها عصام لا تعلم كيف تتصرف وماذا تفعل له؟ شعرت أن قلبها كاد أن ينفجر من الحزن فلم تجد وسيله تخفف عن نفسها الا أن تفزع إلى لصلاه.. وطتوضأت وصلت ، وظلت تدعو ربها أن يرفع عنها وعن زوجها البلاء وأخيراً نامت . وجاء صباح جديد ذهبت هدير الى عصام لكى تطمئن عليه .. وظنت ان ماحدث امس كان ذوبعه غضب فجرها فى وجهها وانتهت وجدته خارج حجرته موجود فى الصاله وبجانبه شنط سفر قالت باستغراب: -ايه ده ياعصام انت مسافر؟ عصام بجمود: وهو ينادي على محمود السائق الخاص به : -محموووود وصل الهانم لبيت ولدتها . هدير وهى تنظر لعصام بذهول عصام : - انت بتقول ايه؟؛ مين قال انى عايز اروح عند ماما واسيبك دلوقت عصام بنفس الجمود خلاص يا مدام مهمتك انتهت كل حقوقك حتوصلك مينفعش تعيشى مع انسان مشلول اتفضلى ملكيش عيش معايا من دلوقت. ركعت هدير وقالت والدموع تملئ عينيها : يا عصام حرام عليك ال بتعملو فى نفسك وفيا ده أنا مراتك .. أنا بحبك ..مقدرش اسيبك لو كل الناس سابيتك مقدرش انا اسيبك انا بحبك ياعصام ايا كان الوضع ال انت فيه انا لو سبتك حموت ..والله حبقى انا المشلوله ..حرام عليك ياعصام متبعدنيش عنك ، يعنى لو كنت انا مكانك كنت تقبل انى اعمل فيك كده ..عصام انا عايزه افضل جمبك. نظر لوجهها التى اختفت معالمه بفعل الدموع الغزيرة وكاد أن يضعف ..كاد ان يضمها ..بل كاد اغن يقبل يدها حتى لا تتركه ولا تستجيب لتهديده انه لم يفعل ذلك إلا من اغجلها فكيف ؟...بعد ان كان مص*ر سعادتها حمايتها.....يتنظر منها عطفها وحنانها وهل ستتحمل شلله ؟والى متى ستتحمل ؟ انه لن يقبل ذلك ..حتى لو حرم نفسه منها ..استطاع ان يخفى ضعفه وقال بكل برود: - دورك انتهى يا مدام ..اتفضلى متتعبيش السواق اكتر من كده....وقفت هدير على قدميها وقالت وهى تصرخ لا ياعصام دورى منتهاش ومش حينتهى غير بموتى وحفضل جمبك حتى لو مش عايزنى حتى لو طلقتنى ...انت فاه..........وقبل ان تكمل سقطت مغشيا عليها صرخ عصام ونادى عليها بلهفه:هدييييييييييييير محموووووود اتصل بالدكتور بسرعه........ فاقت هدير وفتحت عيونها لتجد نفسها على سريرها ، وعصام جالس على كرسيه امامها ويمسك بيدها يقول بكل حب: _ سلامتك حبيبتى الف سلامه هدير باستغراب:حبيبتك؟! عصام ودموع فى عينيه :ايوة حبيبتى وروحى وام ابنى او بنتى معرفش هدير بشهقه فرح :ايه ام ابنك عصام هو انا......... اكمل عصام :ايوة انتى حامل هدير وهى تضع يدها على بطنها كأنها تتأكد من صدق كلامه :عصام انا مش مصدقه انا حامل انا حبقى ام ..بجد أنا حامل عصام: سامحينى ياهدير سامحينى ياحبيبتى انا كنت عايزك تسبينى مش عايزك تتعذبى معايا ..لكن قلبى كان بيدعى انك تفضلى . هدير بحب : ياحبيبى انا مقدرش اسيبك حد يسيب روحه بردوه بس انت اوعدنى بقي انك متسبنيش مهمها حصل عصام وهو يقبل يدها اوعدك ياحياتى انى مسبكيش ابدا انا بحبك قوي يا هدير بحبك قوي مسحت هدير على شعره بحنان وهى تقول :ربنا ميحرمنيش منك ابدا يارب عايزاك تثق فى ربنا ورحمته وتؤمن بقضاءه وان ربنا قادر يشفيك ان شاء الله بس انت ادعيه بثقه وقول يارب عصام برجاءوهو يرفع عينيه الى السماء: - يااااااااارب.. يا رب ومرت خمس اعوام منذ الحادثه استطاعوا ان يتحملوا البلاء بصبر ورضا حتى من الله عليهم ومنحهم اربع اولاد.. ولدان، وبنتان واه صحيح عصام عمل عمليه وبقى يجرى ورا اطفاله الاش*يه ******************************** وتنتهي حكايتنا ولكن لا ينتهي الأمل، هذه القصة مستوحاه من قصة حقيقية ..سمعتها من أحدى صديقاتي..عندما حكت لي أن هناك سفيرا قد تزوج من فتاة عادية خريجة دبلوم تجارة..ولكن احداثها من وحي خيالي..انا اهدي هذه القصة الى كل فتاة تاخرت في سن الزواج وقد تعمدت في المبالغة في الحلم ..لكي امنحكن الأمل و السعادة وابشركم ان الله لن ينسى خلقه وانه يحمل لكم في جيوب الغيب مفاجأة عظيمة على قدر صبركن . اللهم ارزق كل بناتنا الأزواج الصالحة يا الله. انتهت قصة اريد حبا ومن بكرة حنبدأ قصة جديدة اسمها( زوجي ع**ط) وده اقتباس منها عشان تستنوني هل أنا مستيقظة؟ أم نائمة يطاردنى كابوس رهييييب؟ هل هذا زوجى كما تدعى هذه المرأة ؟ هذا الشخص الأبله الع**ط الذى كلما نظرت إلى وجهه أصابني الإشمئزاز والق*ف ؟ زوووجى ؟ كيييييف؟ أجييييييبوني ياعالم كييييييف؟ هل اختل توازن الكون ؟ وكأن المرأة قرأت مايدور فى رأسى من صراع فقالت لى بعيون خبيثة: - بصى ياحببتى عشان نبقى على نور من أولها ...ده حوده ابنى وضنايه (قالت ذلك وهى تربت على ظهره بحنان) ده جوزك ياعروسة . وهذا الحوده يضحك بهبل ، صورته جعلتنى أريد أن افرغ محتويات معدتى ، والغيظ امسك ل**نى . رغم عنى وجدتنى انظر إلى ذلك الرجل ذو الجلباب الصعيدى ، وجدته يعرينى بنظراته الو**ة .. دب الخوف فى قلبى من جديد ، وانتفضت أوصالي فصرخت بعصبية وبصوت محتج : - أنا متجوزتش ابنك ده فين زياد جوزى ؟...فين زياد؟ ضحكت المرأة ضحكه شريرة ، وجلست على المقعد واضعة ساق فوق ساق وأحدى يديها فى خصرها ، واليد الأخرى تحت ذقنها تدعبه بالسبابة الإبهام واردفت بنبرة سوقية : -زياد ياعين امك ده ، واحد مدمن م**رات اديناله قرشين عشان يعمل دور الخطيب ،عشان لما تشوفيه يانونسه عينى توافقى ، مهو لو احنا جينالك وشفتى حوده وعرفتى إنه العريس اكيد حترفضى ،وخلاص ياحبيبتى انتى ماضيتى على عقد جوازك من حوده ، اسم النبى حارسه وصاينه وبقيتى بتاعتنا. ترضى بنصيبك بقى وتعيشى . سهير عدلي وادي القصة العوتكم بيها كل يوم *بعد وفاة السيدة فاطمة بنت سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ، تزوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بخولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ( من بني حنيفة ) فولدت له ولداً سمّاه ( محمداً ) ، فهو ( محمد بن علي بن أبي طالب ) غير أنَّ الناسَ أرادوا التفريقَ بينه وبين ذرية فاطمة - رضي الله عنها - فسموه ( محمد بن الحنفية ) .* *واشتُهر بها أبداً - رضي الله عنه - ، ولم يكن يكبُرُه أخواه الحسن والحسين - عليهما السلام - بأكثر من عشرة أعوام . * *ونشأ محمدُ بن الحنفية نشأةَ أبيه فروسيةً وبطولةً وشدةً وشكيمةً ، فكان أبوه يُقحِمه في الشدائد والمعارك ...* *فقال له بعضهم يوماً ? *- لِمَ يُقحمك أبوك في مواطن لا يُقحم فيها أخويك الحسن والحسين ؟! * *فكان جوابه عجباً من الفصاحة الهاشمية ، قال : * *لأن أخَوَيَّ هما عينا أبي وأنا يده ، فهو يقي عينيه بيديه ...* *فتأمل كيف تجاوز حظ نفسه ، وكيف فضّل أخويه ، وكيف التمس العذر لأبيه ، وكيف لم يسقط في فخ النميمة ، وتأمل عبارته وإيجازها وإعجازها .* *ووقع بينه وبين أخيه الحسن خلافٌ ، فكتب إليه ? *( السلام عليكم فإنّ اللهَ تعالى فضّلك عليّ ، فأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، وأمي امرأة من بني حنيفة ، وجدك لأمك رسول الله ، وصفوة خلقه ، وجدي لأمي جعفر بن قيس ، فإذا جاءك كتابي هذا فتعال إليّ وصالحني حتى يكون لك الفضل علي في كل شيء ) .* *فلما بلغ كتابُه أخاه الحسنَ - رضي الله عنه - بادر إلى بيته وصالحه ...* *سبحان الله ، ذرية بعضها من بعض ، وعجبٌ في التربية ، فقد كان فَطِناً إلى درجة أن جعل الفضلَ كلَّه لأخيه ، ولم يبادر هو إلى مصالحة أخيه حتى لا يكون له الفضلُ عليه ، وأعطاه فرصةً لذلك ، ونبّههُ على فضل السبق ، وأدبه هذا ليس مجرد أدب الأخ مع أخيه الأكبر ، بل كان أدباً مع ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلَّم - .* *فليتنا نأخذ قبساً من هذا الطهر والتربية النبوية .* *رضي الله عنه وعن إخوته وكل الآل الأطهار والصحابة الأبرار ، ما تعاقب الليل والنهار .* *وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين) منقول وقد لا يدرك معناها الحقيقي إلا القلة. #معركة_الوعي قصة المصلحين: كان أهلُ البصرةِ يعيشون حياتهم العادية، بينما الحسن البصري مطاردٌ من الحجاج لا يستطيع حتى الخروج لدفن إبنته، وكان أهلُ مكةَ يتمتعون، وسعيد بن جبير مختبئٌ في بعض دورها هاربا من الحجاج لسبع سنين، لا يستطيع الذهاب إلى الحرم إلا متخفيا. وكان أهل بغداد يعيشون حياتهم، بينما الإمام أحمد بن حنبل ينتقل من جلاد إلى جلاد، وأهل دمشق في مشاغلهم اليومية بينما ابن تيمية يلفه ظلام سجن قلعة دمشق . وكذا الناس في أحوالهم عندما سجن ابن الجوزي ومالك وأبوحنيفة، حتى خُلعت أكتافهم من الأصفاد كالإمام مالك، وهزلت وضعفت أبدانهم كآلاف المصلحينَ على مرّ الزمان . وليس انشغال الناس بحياتهم عن المصلحين الذين كانوا ملء السمع والبصر هو لِهوان أولئك المصلحين على الله، لكنّها رسالةُ الله على مرّ العصور، أنّ قدرَ المصلحِ ومنزلته بالجنة لا هنا . وأنّ المصلح يأخذهُ اللهُ إلى بعض مصانع إصلاحه وتربيته ولو كان نبياً، فيُهذبُ له نفسه، ويطهرُ له قلبهُ، ويفيضُ عليه من علمه، حتى يخرجَ أنقى قلبا وأهذبَ نفسا وأشدَ صبرا. أما الأعمار فببركتها لا بكثرتها، وأما الأهل فيعوضهم الله في الدنيا والاخرة، وهذا ما يُلقيه اللهُ في روعِ المصلحينَ فيثبتون، وللأجر يحتسبون، وإلاّ ماتوا حسرةً وكمدا. سهير عدلي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD