(زوجى ع**ط)
بقلم/ سهير عدلى
انصرفت أمى ، ولا أستطيع أن اصف لكم شعورى وقتها..شعرت إني يتيمة ، وحيدة ليس لى أحد فى الدنيا ، ليس لى سند ولا أحد يقف بجوارى ، لا أحد يدافع عنى ، من ذا الذى يدافع عنى ؟ وقد تخلت عنى أمى.أصبحت الدنيا سوداء فى وجهى.
وجدت تلك ال*قربة تقترب منى ، وبنظرات خبيثة تقول لى:
- اهمدى بقي محدش حينجدك مننا واهى أمك مشيت وسابتك .
شعرت بجسدى يرتجف من الخوف، كالكتكوت الضعيف لكنى التزمت ال**ت ..
فخرجت من الحجرة وهى تضحك بشر بعد أن قالت لابنها:
- يلا يبنى نشوف الشغلانة اللي ورانا دى .
أما عبد العليم كان ينظر لى بغل ، والجرح الذى برأسه مغطى بالشاش يقول لامه:
- خمسه ياما وححصلك.
وانا قلبى يرتعش ، وجسدى ينتفض كأنى اصبت بحمى ،وجههى تصبب عرقا بفعل الخوف.
يقترب منى وأنفاسه الكريهة تحرق وجهى يقول كأنه شيطان يتحدث:
-- اوعى تكونى فاكرة أن جوزك الع**ط ده حيقدر يحميكى منى (ويضحك ضحكة مقززة ) فيكمل بتوعد
-بس اخلص من اللي فى ايدى الأول ، وبعدها ودينى محدش حينجدك منى .
ثم سمعت ال*قربة تنادى عليه من الخارج :
-عبد العليييييم ..اخلص يلا مش وقتك.
عبد العليم يم**ص شفتاه برغبة قذرة وهو يرد على امه:
-ايوة ياما جاى اهو .
ثم التفت لى وقال وهو يغمز بعينه بوقاحة:
-مش هسيبك...
وعندما اغلق الباب ، لطمت على وجهى ، وشددت شعرى ، وبكيت بكاءا مريرا ، لكن من سينجدنى ؟ من سيرد الظلم عنى؟ من ؟ من ياااربى من؟
وشعرت أن قلبى يكاد يتصدع من كثرة البكاء والنحيب، فألهمنى ربى ان اقوم اتوضأ واصلى ، لعل الله يرأف بحالى ، وكانت الصلاة هى السلوى لى، صليت كثيرا ولا اعلم كم عدد الركعات التى صليتها ، لكن قطع صلاتى طرقات على الباب، دب الخوف فى قلبى من جديد ، ظننته عبد العليم قد عاد . إذ به حوده يقولى لى من الخارج:
- ميييم ..تحى ....ميييم تحى ..انا هوده(مريم افتحى .مريم افتحى ..انا حوده)
فتحت له ثم اغلقت الباب وقلت له:
- تعالى ياحوده ....ادخل
-- حوده: اممممك فيييين ...مست( امك فين مشيت)
تذكرت أمى والذى فعلته بى فقلت له وانا ابكى:
- ايوة ياحودة مشيت ..مشيت وسابتنى اوجه مصيرى لوحدى.
- حودة: اتى ..ابكى ميييم (انتى ابكى مريم؟)
كفكفت دموعى ثم قلت له :لا أنا كويسه ياحوده ....قولى بقى أنت كنت جاي ليه .
- حوده : انازحلان مييم(انا زعلان مريم)
- سالته بشفقه: ليه ياحوده ؟
- حوده: أنا كحان وووقلت لماما تتتاملى باسمل. ليم قلها لا مس عمللو هو بيط حوده هابيط( انا جعان وقلت لماما تعملى بشامل ..عبد العليم مرضيش قال ده حود ع**ط).
وجدتنى ابكى ..اه يامسكين ..ابتسمت فى وجهه وقلت له: - خلاص متزعلش تعالى ناكل أى حاجة ..ونلعب سوى ايه رايك؟
- حوده : بيسقف هه ههه هه هه اه العب سوا
و***بت أنا وحودة حتى اندمجنا سويا، لقد خفف عنى ، وأيقنت أنه مسكين مثلى ، إنه ضحية لأم قاسية ، واخ شيطان.
مر يومان وعبد العليم لم يظهر ، لكنهما يومان صعيبان ، كنت احيا فيهما برعب ، أى حركة أى صوت يصيبانى بفزع، فاظنه هو ذالك العبد العليم .
روادتنى فكرة الهرب من هذا البيت المرعب ، وفكرت فلم اجد حل أخر غير الهرب..
وفى الليل فى وقت متاخر سمعت أصوات ضجيج ، شاهدت من شرفة حجرتى ، عربة نقل كبيرة محملة بأتربة كثيرة ظهرت من العدم لا اعلم من أين اتت؟ وفى لحظة لمعت الفكرة فى رأسى ، وهى أن اخرج مع هذه العربة ، ارتديت عبائتى بسرعة واخرجت راسى من بابا غرفتى انظر يمينا وشمالا ، فلم اجد أحد ، تسللت وأنا اسير على أطراف اصابعى حتى لا يشعر بى أحد .. حتى وجدتنى فى حديقة البيت ، اختبئت خلف شجرة بجانب باب البيت وانتظرت حتى تخرج العربة ، وانا بجانبها اخرج معها واستعين بها لاتوراى عن العيون ، حتى وجدتنى فى الشارع ، ادمعت عينى بالفرحة وكأنى كنت حبيسة وتحررت ، رايت النور والحرية .صرت اركض واركض بكل قوتى، حتى وصلت بيت أبى.
طرقت الباب بجنون ورعب كأن وحوشا مفترسة كانت تطاردنى اصرخ بفزع :
-- ياما ...افتحيييييييى افتحيييييى انا مريم.. افتحى بسرعة.
.فتحت امى الباب ..ض*بت على ص*رها بخوف ، تقول بدهشة :
-- مرييييم؟ ؟؟؟؛؛؛ ايه ال جابك الساعةدى سبتى بيت جوزك ليه؟؟
صرخت بها وأنا مقطوعة الأنفاس :
-- حرام عليكى ياما ..جوزى مييين ..حرام عليكى دانا فى جحيم ، انتى بتعملييييى كده ليه فييا ؟
وجدتها تلطم وتبكى بهستريا وتقول:
- طب اعمل ايه قوليلى دول هدودونى لو وفتحت بوؤى حيقتلونى ويشردو اخواتك اااااااااه ، يامرارى ....يلا قووومى ارجعك قبل ما يحسو بيكى وتبقي مصيبه على دماغى ودماغ ال جابونى ....استنينى اجيب العبايه .
صدمنى رد فعل أمى ..هل هذه ءمى حقا أم إمراة غريبة وجدتنى فى الشارع لذلك هى قاسية عليا.
خرجت بسرعة قبل أن تأتى ، وانا عازمة على الإنتحار.
الحلقه السادسه .
(من قصه زوجى ع**ط)
بقلم سهير عدلى
بعد ان تركت بيت أبى ، كانت الدنيا سوداء فى وجهى، صرت اركض وأركض، وأنا هائمة على وجهى ، حائرة ماذا أفعل؟ هل اعود لبيت زوجى ، كيف اعود لهذا البيت المخيف ؟ هل اعود للشيطان لكى يعتدى عليا؟ او ال*قربة التى تبث فى قلبى الرعب ، كلما نظرت لوجهها الق**ح ، لالا لن اعود الموت اهون لى .
مضيت فى طريقى وانا عازمة على الانتحار ، وتوجهت فعلا تجاه كرنيش النيل لكى القى بنفسى فى مياهه ، التى قد تكون ارحم عليا منهم، حتى اتخلص من العذاب الذى انا فيه.
وعلى كرنيش النيل ..يجلس شاب يتأمل مياهه فى **ت ، كان ذهنه شارد ، يبدو على وجهه الضيق ، لفت انتباهه فتاة تقف على سور الكرنيش ، تهم ان تلقى بنفسها فيه ..تعجب من تصرفها ، وسال نفسه بدهشة:
- ايه ده هى حترمى نفسها ؟ دى مجنونه ولا ايه.؟
وبدون تفكير ، اسرع اليها وجذبها من يدها .صرخت مرييم وقد تفاجات بذلك الشخص الذى امسك يدها فصرخت فيه تعنفه:
- اوعى سبنى .
الرجل وهو يتشبث بها ويحملها وهو يقول: انتى اتجننتى عايزة تموتى نفسك..
مريم بغيظ: وانت مالك اش دخلك ...هو انت تعرفنى
الرجل : عايزة تموتى نفسك روحى موتى نفسك بعيد عنى لو حد شافك ممكن يشك فيا ، انتى عايزة تجيبيلى مصيبة ولا أيه؟.
نزعت مريم يدها منه وهى تبتعد عنه بضع خطواات وظلت تبكى ووتنتخب .
اقترب منها الرجل وقال بشفقه:
- ياانسه مفيش حاجه تستاهل انك تموتى نفسك عشانها.
مريم ببكاء : لا فيه لما تبقي حياتك جحيم يبقى الموت اهون
اخرج الرجل منديل واعطاه لمريم وهو يقول:اتفضلى ممكن تهدى اكيد كل حاجة ليها حل .
ولكن بكيت اكثر أكثر فأنا اصبحت وحيدة لا ملاذ لى كدت على وشك الانهيار .
سمعته يقول : تعالى يلا اوصلك لبيتكم وتروحى لاهلك احكيلهم مشكلتك ، هما اكتر ناس حيساعدوكى.
وجدتنى اصرخ فى وجهه بعصبيه وخوف:
-ا نا مليش اهل ...مليش اهل ..اهلى اتخلو عنى .. هى الناس ليه بقت وحشة ، كدابة ، غشاشة محدش عايز يراحمنى ليه ، ليه بيضحكو عليا وليه اهلى بيتخلو عنى ليييييه؟؟؟؟ ..لييييه ؟ كنت فى حالة هسترية .حتى غبت عن الوعى ولا اعلم ماذا حدث بعد ذلك.
بدأت افيق رويدا رويدا ، وعندم فتحت عيناى ابصرت نفسى فى حجرة نوم لم اراها من قبل ، فخفق قلبى بقلق فصرخت باعلى صوتى:
- انا فيين ؟ انا فيييين؟
رايت ذلك الرجل الذى انقذنى يدلف من الباب وهو يقول بانزعاج:
- اهدى ياأنسة من فضلك اننتى بخير صدقينى مفيش أى حاجة وحشة حصلتلك؟
دثرت نفسى وانا مزعورة ، ولكن شعاع من الاطمئنان تسلل الى قلبى وشعرت انه صادق .
وجدته يناولنى كوب من الماء :
- خدى اشربى عشان تهدى .
تناولته منه وشربت .. فسألنى
- هاه احسن دلوقت؟
- قلت ومازال الخوف يراودنى:
-اااانا ايه ال جابنى هنا وانا فيين؟
-انتى امبارح فضلتى تصرخى ،وتصرخى وتقولى الناس ظلمتنى، الناس اتخلت عنى واهلى سابونى، وكلام من ده لحد ما أغمى عليكى. اطضريت بصراحة اجيبك على ببببيتى يعنى كنتى فى حالة انهيار تام جبتلك دكتور ادالك حقنة مهدئة ونمتى لحد الصبح .
صرخت بغضب:
- انا لازم امشى من هنا .
وهممت ان انهض ولكنى شعرت بضعف شديد ، ودوار يهجم على رأسى فجلست مكانى مرة اخرى. وانا أمسك براسى.
فسمعته يقولى لى كانه يرجونى:
- ارجوكى ثقى فيا ، اعتبرينى زى اخوكى ولو تحبى اخرج من الشقة خالص حخرج ، وكمان الاوضة ليها مفتاح تقدرى تقفلى على نفسك عشان تتطمنى لغاية ماتشدى حيلك . وامشى زى مأنتى عايزة .
شعرت بصدقه ، وقد اطمأن قلبى اليه نوعاما وعلم من **تى انى اقتنعت بحديثه.
فتابع حديثه:
- جمييل...اكيد انتى جعتى ..لانك ماكلتيش حاجة من امبارح أنا حاروح اجيبلك تاكلى عشان تاخدى العلاج .
وتركنى وخرج وأنا اتنفس الصعداء ، اشعر بتعب فى جميع انحاء جسدى ، وصداع فى رأسى رهييب ..اسال الغيب :
ترى ماالذى يخبئه لى القدر؟
هدية اليوم
( البطل من اصطلح مع الله في وقتٍ مبكر )
قصة حقيقية مؤثرة يرويها أحد الشباب :
يقول هذا الشاب : نحن 5 شباب أصدقاء، خرجنا في صباح أحد الأيام إلى البحر، ونصبنا خيمتنا على الشاطئ، وكالعادة رتبنا الطعام والحاجيات وما إلى ذلك.
وأنا بصراحة وأعوذ بالله، كنت الوحيد من بين أصدقائي الذي لا يصلي نهائياً ..
يعني وقتها كان عمري 21 سنة ولم أركع ركعة واحدة في حياتي، مع أن والدي إمام مسجد !!
كنت أطيعه في كل شي يقوله لي، ويأمرني به، إلا الصلاة !
وفي حياتي كلها ما سمعته يدعو عليّ، دائماً يدعو ويقول :
( الله يهد*ك ويصلحك بس )
كان كلما يوقظني للصلاة، أذهب وآخذ جولة بالسيارة إلى أن ينتهي وقت الصلاة وأرجع للبيت، لأن والدي هو أول شخص يدخل المسجد، وآخر شخص يخرج منه، فلذلك لن يشعر متى خرجت ومتى عدت للبيت ..
يعني كنت عاصي لدرجة غير معقولة !!
المهم بعد ما أكلنا، جهز أصدقائي عدتهم من أجل أن ينزلوا البحر في رحلة غوص، فبقيت أنا في الخيمة لأني بصراحة لا أجيد الغوص كثيراً ..
جلست لوحدي في الخيمة، وكان بجانب خيمتنا شباب، فسمعت أحدهم يؤذن للصلاة، خرجت خارج الخيمة فرأيتهم يتجهزون للصلاة !!
قلت في نفسي : تجنباً للإحراج سأنزل إلى البحر أسبح قليلاً إلى أن ينتهوا !!
وفعلاً نزلت للبحر وبدأت أمشي في الماء إلى أن وصلت إلى منطقة جيدة للسباحة، ليست عميقة ولا قريبة من الشاطئ !!
سبحت وسبحت وسبحت، إلى أن تعبت، فقلت لأسترح قليلاً على ظهري، واسترخي بجسمي، إلى أن أستعيد نشاطي !!
وكانت هذه المنطقة التي نحن فيها معروفة لدينا بالأجراف والدوامات، وفجأة شعرت كأن شخصاً سحبني ونزلت تحت لعمق الماء !!
حاولت أن أقف على أرض البحر لأدفع نفسي إلى فوق، معتقداً أن المسافة مترين تقريباً، ولكني فوجئت بأني ابتعدت ونزلت في جرف ودوامة، وعلقت في منطقة عمقها 5 أمتار تقريباً !!
حاولت أدفع نفسي، حاولت وحاولت، وكنت أشعر كأن هناك شخص فوقي يمسك برأسي ويدفعني إلى الأسفل !!
حاولت بكل الطرق التي تعلمتها في نادي السباحة، ولم تفلح محاولاتي!!
والله، كنت في حالة لا أُحسد عليها، شعرت وقتها أني أضعف من ذبابة، شعرت بالعجز التام !!
بدأ النفَس يضيع مني وبدأت أُحِسّ بالدم يحتقن في رأسي بالعربي : (( بدأت أُحِسّ بالموت ) )
بدأت أتذكر أبي وأمي وإخواني وأقاربي وأصحابي وأصدقاء الحارة والعامل في البقالة، وكل شخص مرَّ عليّ بحياتي، شعرت كأني شاهدت حياتي كلها على فيلم فيديو .
تذكرت كل شيء فعلته وكلها في ثواني معدودة والله ..
تذكرت نفسي، سألت نفسي: صليت؟ لا
**ت؟ لا
حججت ؟ لا
تصدقت ؟ لا
أنت في طريقك لربك، انتهى، مفارق لدنياك، مفارق لأصحابك، كيف ستقابل الله ؟؟؟؟
أقسم لكم بالله كل هذا مرّ عليّ في ثواني معدودة !!
وفجأة سمعت صوت أبي وهو يناديني باسمي ويقول : قم صلّي !!
تكرر الصوت بأذني ثلاث مرات بعدها سمعت صوته وهو يؤذّن !!
شعرت أنه قريب مني جداً، وأنه جاء ليخرجني، صرت أنادي عليه وأصيح باسمه، ومياه البحر تدخل في فمي !!
أصيح وأصيح ولكن ما من مجيب ؟
شعرت بملوحة المياه في أعماق جسمي، وبدأ النفس يتقطع، وشعرت إنها سكرات الموت، أيقنت بالهلاك ..
حاولت أنطق بالشهادة.. نطقت بـ أشهد ولم أستطع أن أكملها، كأن يد قابضة على حلقي تمنعني من نطقها، شعرت أن روحي بدأت تخرج، وتوقفت عن الحركة، وهذا آخر شي كنت أتذكره .
صحيت بعد وقت في الخيمة، ورأيت عند رأسي جندي من خفر السواحل، والشباب الذين كانوا بجانب خيمتنا ..
أول ما صحيت قال لي الجندي : حمداً لله على السلامة، ثم ذهب !!
سألت الشباب الموجودين : ماذا جرى ؟ من هذا ؟ ومتى جاء ؟ وكيف ؟
قالوا : والله، ما ندري
ظهر فجأة من البحر وأنت معه بين يديه في هذه الحالة !!
سألتهم : ألم تروني أو تسمعوا صوتي وأنا في البحر بهذه الحالة أغرق ؟
قالوا : مع إننا كنا على الشاطئ لكن نقسم لك بالله ما رأيناك يا أخي، ما علمنا بحالك إلا عندما جاء بك جندي خفر السواحل وأخرجك من البحر ..
مع العلم إن مركز خفر السواحل يبعد عن خيمتنا تقريباً حوالي 20 كيلو متر طريق بري
يعني يحتاج تقريباً ثلث ساعة من أجل أن يصل إلينا في حال أتاه بلاغ !!!!!!
وحادث الغرق صار في دقائق معدودة، والشباب الذين بجانب الخيمة هم أقرب إليّ وقتها، ويحلفون أنهم ما رأوني، فكيف رآني ذلك الجندي وأنقذني ؟!!!!!
والله الذي خلقني، ليومكم هذا ما عرفت كيف وصل إليّ وأنقذني !!
رن جوالي الذي تركته مع أغراضي وإذا به والدي !!
الأمور بدأت ترتبك عندي، وبدأ التشويش في عقلي، قبل قليل سمعت صوته في البحر، والآن يتصل؟؟
رددت عليه، فسألني : كيف حالك يا ولدي ؟ أنت بخير ؟أخبارك جيدة ؟
قال : أنت بخير ؟ وكررها كذا مرة …!!
طبعاً ما أردت أن أُعلمه كي لا يقلق، كنت مصدوم ومشوش، فقلت له : بخير والحمد لله
أغلقت الخط، وقمت صلّيت ركعتين، في حياتي كلها ما صليت مثلها، ركعتين جلست أصليهم في نصف ساعة، ركعتين صليتها من قلب صادق، وبكيت فيهما كثيراً، إلى أن اختفى صوتي من النحيب والبكاء .
وأول مارجعت البيت كان والدي ينتظرني، أول ما فتحت الباب رأيته في وجهي، يقول لي : تعال أريدك !
جلست بجانبه، فقال لي : أمّنتك وسألتك بالله، ماذا حصل معك اليوم العصر ؟
تفاجأت واندهشت وارتبكت ولم أستطع أن أتكلم !!شعرت كأن عنده خبر بما جرى
كرر السؤال مرتين ؟؟فحكيت له ما حدث بالتفصيل قال لي : والله يا ولدي، إني سامعك تناديني وأنا ساجد السجود الثاني في آخر ركعة، وكأنك في مصيبةٍ مابعدها مصيبة، تناديني بصياح، وشعرت بأن قلبي يتقطع وأنا أسمع صوتك، وسجدت لله وشعرت بغصّة ..
فدعيت لك كعادتي، ولكن هذه المرة قلت :
((ربّي، أستودعك ولدي، جسده، وقلبه، وإيمانه، فاحفظه من مكروهاً يبكيني )) فاختنقت وقتها وحضنته وأجهشت بالبكاء وقبلت رأسه ويديه، وعاهدته وعاهدت نفسي وعاهدت الله على الصلاة والاستقامة التامة .
هذه قصتي
هل يتّعظ الغافلون مثلي ؟!
————————
العبرة :
قال تعالى :
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
إمّا أن تأتيه طائعاً، أو أن يسوقك إليه بسلاسل المصائب .
إمّا أن تأتيه طوعاً، مُبادرةً، رغبةً، طمعاً، شوقاً، محبةً
وإمّا أن يُؤتى بك إليه على أثر مُشكلة
أو على أثر مرض
أو على أثر ضائقة
أو على أثر ضغط
أو على أثر مصيبة
والله عزَّ وجلّ يعلم تماماً كيف يأتي بك، ويعلم كيف يخوفك، ويعلم كيف يجعل ركبتيك ترتجفان من الخوف، ويعلم كيف يجعلك تسمع الخبر فتقع مغشيّاً عليك.
فالبطولة هي أن تأتيه أنت بنفسك طائعاً،
أن تأتيه مسرعاً بمبادرةٍ منك قبل أن يأتي بك مسرعاً ذليلاً، م**وراً، جراً إليه .
فنصيحتي لكم :
أقبل على الله بإرادتك
طائعاً، منيباً، تائباً، نادماً، بمبادرةٍ منك، فهو الأجدى والأسلم لك .
البطل : من اصطلح مع الله في وقتٍ مبكر
? قصة الإمام أحمد و الخباز و هي قصة حقيقية ?
حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل
رحمه الله تعالى☝️
كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد?
ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد?
حاول مع الإمام ولكن لا جدوى?
فقال له الإمام سأنام موضع قدمي?
وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه?
فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد?
وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر?
فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت?
وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز فأكرمه ونعّمه?
وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز?
المهم الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر?
ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل?
فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل?
فأجابه الخباز :~ أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر?
فسأله الإمام أحمد :~ وهل وجدت لإستغفارك ثمره?
والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار?
يعلم فضل الإستغفار يعلم فوائد الإستغفار?
? فقال الخباز :~ نعم والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت
إلا دعوة واحد☝️
فقال الإمام أحمد :~ وما هي ؟؟
فقال الخباز :~ رؤية الإمام أحمد بن حنبل
? فقال الإمام أحمد :~ أنا أحمد بن حنبل
والله إني جُررت إليك جراً?
? أخواتي واخواني :~أعلم أن البعض سيقول قصة غير دقيقه?
? أو سيقول حدثت مع الإمام الشافعي . أو. أو. أو.
اخوتي هذه قصة من التراث الإسلامي?
? تخلو من أي ايه كريمه أو حديث شريف
? للقصة عبره . والعبره قد أوصلت
ما هو الرشد؟
ما الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف وهم في شدة البلاء والملاحقة .... ؟
إنهم سألوا اللّه " الرُشد" دون أن يسألوه النصر، ولا الظفر، ولا التمكين !!!
" ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة ًوهئ لنا من أمرِنا رشدا "
" رشدا ".
وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة... ؟
طلبوا " الرشد " قالوا :
( إنّا سمِعنا قرآنا ًعجبا يهدى إلى الرُشد فآمنا به ).
وفي قوله تعالى :
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"
" الرشد ".
فما الرشد ؟
*الرشد :
*- إصابة وجه الحقيقة..
- هو السداد ...
- - هو السير في الاتجاه الصحيح ...
فإذا أرشدك اللّه فقد أوتيت َخيرا ًعظيما.ً.. و بوركت خطواتك !!
وبهذا يوصيك اللّه أن تردد :
" وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا ".
بالرشد تختصر المراحل ، و
يختزل كثير من المعاناة ، وتتعاظم النتائج
... حين يكون اللّه لك
" وليا ًمرشدا ً".
لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلاّ أمرا ًواحدا ًهو :
" هل أتبعك على أن تُعلِـّمَن ِمِمّا عُلَِّمت َرُشداً "
فقط رُشداً ...
فإن اللّه إذا هيأ لك أسباب الرشد ، فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي
زدني علما
اللّهـُمّ هيئ لنا من أمرِنا رشداً
.