بعد ما امير أتأكد أن زهدي قفل و مشي اخد شادي و فتحوا المحل و بقى يتسحبوا زي الحرامية و دخل امير على المخزن على طول و كان فيه صندوق قديم اوي و زهدي بيشيل فيه كل الحاجات المهمة .. امير فتحه و بدأ يفضي اللي فيه حاجة حاجة لغاية ما وصل للي بيدور عليه و بص ل شادي و هو بيضحك و في عينيه نظرة انتصار أنه لاقى القميص ..
و مراد فاضل في مكتبه كان بيكلم شيرين في التليفون اللي كانت بتسأل زهدي عن القميص العثماني و كان مراد بيقول لها ..
مراد : شيرين .. انا مش محتاج افهمك مدى أهمية الموضوع ده بالنسبالي احنا مستنيين اللحظة دي من سنين
شيرين : اتمنى أننا نكون بندور في المكان الصح المرة دي .. انا متفائلة جدا لاني لاحظت أن الشاب ده و هو بيتكلم عن وجود القميص كان بيتكلم ب ثقة جدا و كأن متأكد أنه موجود و في نفس الوقت كان باين في عينيه لهفته على الفلوس و الفرصة اللي جاتله لأن شاكله ظروفه صعبة زي اي شاب في البلد و انا متأكدة أنه هيكلمني قريب اوي و هيجيلي بيه .. و انا هتصل بيك اول ما أتأكد أنه هو القميص اللي احنا عاوزينه
و فعلا معداش وقت و كان امير اتواصل معاها و في طريقه ل مقابلتها هو و شادي و راحوا لها في مطعم راقي و شيك جدا و من اول ما قعدوا شادي اللي بدأ الكلام ب تفاهته و انبهاره ب الجو اللي اول مرة يقا**ه في الحقيقة لانه متعود يشوف ده في التليفزيونات و بس و تقريبا أنضف مكان راحه كان النايت اللي اشتغل فيه و كان كلامه كا الآتي
شادي : انا كنت بعدي من المكان ده كتير جدا لكن دي اول مرة الحقيقة نقعد هنا .. هو انا ينفع اطلب كباب ؟
شيرين بتتجاهل شادي و بتبص ل امير اللي كان قاعد مش طايق صاحبه و عايز يخبطه ب اي حاجة على دماغه من كتر الرغي و الاحداث اللي بيتكلم بيه
شيرين : لو سمحت ممكن اشوفه ؟
امير بيفتح الشنطة و بيخليها تبص جواها : على ما اظن ان هو ده اللي انتي بتدوري عليه .. "و بيقفل الشنطة بسرعة" .. انا عايز اعرف المبلغ المعروض كام ؟! انا محتاج حافز و دافع قوي جدا عشان اقدر أقنع ابويا لأنك زي ما شوفتي كده هو انكر وجوده ازاي و ده معناه أنه مش هيوافق ب الساهل
شيرين ب خبث : ايه رأيك في مبلغ من سبع ارقام ؟ يقنعه مش كده !
امير مصدوم من حجم الرقم اللي ميعرفش هيبقى كام بالظبط و ب فضول : معلش بس هو انا عندي فضول غريب اني اعرف سبب أهمية القميص ده ؟؟!
لكن قبل ما شيرين ترد كان زهدي واقف في دماغهم و بيسحب الشنطة من ايد امير و هو منفعل و بيسأله
زهدي : انتوا بتهببوا ايه هنا ؟!
امير بيبص له و هو متفاجئ من وجود زهدي و ازاي عرف مكانهم ده كان قفل المحل و مشي قدامه
امير : بابا .. انت عرفت اننا هنا ازاي ؟؟
زهدي ب نفس نبرة و نظرة الغضب : انا كنت متأكد أن انت و الفاشل ده بتخططوا ل حاجة
شيرين بتدخل : لو سمحت ...
زهدي مش بيعيرها اي اهتمام : ياللا انت و هو قدامي امشوا
شيرين : طيب اقعد بس خلينا نتكلم ب هدوء الناس بدأت تبص علينا
زهدي : القميص ده مش للبيع يا هانم
و بيكمل كلامه و فجأة شاف راجل ملثم واقف مستخبي بعيد و خرج مسدسات من جيبه و وجههم ناحيته و هو من خوفه على امير وطى عليه حضنه عشان يحميه لكن الطلق جه فيه هو و بدأ صوت ض*ب النار يعلى و يسيطر على المكان كله و امير بقى كل اللي هامه هو زهدي و قام بيه و هو بيتفادى الرصاص و سانده لحد ما وصل مطبخ المطعم و قعده و كل ده هو مش واخد باله أن زهدي اتصاب و كان فاكر أن اللي هو فيه ده نوبة قلبية و بدأ يتكلم معاه و يسأله .. "بابا انت كويس ؟!" .. لكن هو طبعا مش قادر يتكلم و وقتها لاحظ امير الدم اللي مغرق هدومه و شايله على كتفه و خرج بيه من باب المطبخ اللي بيودي على الشارع الخلفي للمطعم و حاطه في العربية اللي زهدي جه بيها و بقى سايق بسرعة و بجنون رهيب عشان يلحق أبوه و هو بيحاول يقويه ب كلامه و يقول له
امير : اتماسك يا بابا بالله عليك استحمل احنا خلاص قربنا نوصل
زهدي و هو بيطلع في الروح و الكلام طالع منه بالعافية : لا متودينيش المستشفى اطلع على الشارع اللي جنب المحل فيه صيدلية هناك اعرفها خدني عندها
امير ب انفعال و هو بيخبط ب كل قوته على دري**يون العربية : صيدلية ايه اللي بتتكلم عنها !! احنا محتاجين مستشفى
زهدي و هو مازال متمسك ب الشنطة اللي فيها القميص : دايما كنت بقول ل نفسي اني هييجي عليا الوقت اللي لازم هصارحك فيه ب الحقيقة كلها لكن مفيش وقت .. نفذ اللي بقولك عليه من غير ما تجادلني
امير ب نفس اللهفة و الانفعال : حقيقة ايه يا بابا بس انت مصدوم من اللي حصل و مش في وعيك ولا عارف انت بتقول ايه دلوقتي انت بس متتعبش نفسك و خليك ساكت لحد ما نوصل
زهدي : وديني الصيدلية يا أمير
امير خلاص مبقاش عارف يرد و حس ان زهدي فعلا بيموت و أن دي نهايته و من كتر خوفه و زعله و إحساسه ب الذنب بقى يعيط بس .. و في مكتب مراد كان قاعد ماسك التابلت بتاعه و بيتف*ج على حاجة ب تركيز و دخلت عليه اروى و هي في ايديها ملفات و بتقول له و هي بتقعد
اروى : صباح الخير مراد بيه
مراد مردش عليها لكن اداها التابلت تتف*ج على الڤيديو اللي كان فيه امير بينقذ البنت الصغيرة في اللوبي بتاع الفندق بتاعه
اروى : ده مدخل الاستقبال ؟
مراد : أيوة
اروى ب تساؤل : هو ده الشاب اللي كان عندي امبارح ؟!
مراد : انتي تعرفيه ؟
اروى : اتقدم للوظيفة في قسم الاتصالات
مراد : اترفض ليه ؟
اروى : لأنه مش مناسب للوظيفة يعني هو يادوب ممكن يكون في اصتف الخدمة
مراد : قصدك أن هو مش معاه مؤهل ؟
اروى بتحط التابلت على المكتب و بترد ب ارتباك : لا شهادة ولا شبكة معارف ولا اي حاجة مميزة فيه تخلينا نقبله
مراد ب سخرية : كأنك بتوصفيني بالظبط
اروى ب احراج : اكيد لأ الموضوع مختلف تماما و مفيش اي وجه مقارنة بينه و بين حضرتك في الاول و في الاخر انت مراد فاضل من انجح رجال الاعمال في العالم كله
مراد : شكرا انك فكرتيني .. لما هتوصلي لعمري و تكوني في نفس السن ده هتلاقي نفسك نسيتي كل اللي قولتيه
اروى : بس ده شاب عادي جدا و بيشتغل في السوق يعني اكيد سلوكه و تصرفاته مش هتكون مناسبة للمكان اللي هيكون فيه
مراد : بس هو بطل
اروى مستغربة من التشبيه و شايفة أنه مبالغ فيه : اي حد كان هيعمل اللي عمله ده معناه اننا نشغل اي حد !
مراد : لا مش اي حد البنت كانت هتموت قدام مية واحد في الاوتيل و مش اتحرك و بما فيهم أهلها غير الشاب ده اللي مهموش أن ممكن هو نفسه ميقدرش يلحقها و كان ممكن يموت معاها أو يجراله عجز يعيش بيه طول عمره يبقى بطل ولا مش بطل ! كلميه و تعرضي عليه الشغل معانا
اروى : حضرتك بتتكلم بجد يا فندم ؟
مراد : و انا من امتى بهزر و خصوصا في الشغل ! اه صح ب المناسبة .. رشدي فين ؟
اروى : اكيد معرفش
مراد بيسحب التابلت ب ايديه من على المكتب و بيتف*ج على الڤيديو تاني .. و رشدي بعد ما خلص مهمته كان بيتكلم في التليفون و بيقول
رشدي : سيبتيهم يهربوا و القميص معاهم مش كده ؟! .. اسمعي يا شيرين وجودك على وش الدنيا لغاية دلوقتي دي مش الحاجة اللي تفرحني انا اللي يفرحني هو وجود القميص ده بين ايديا .. فهمتي ؟ .. تمام .. باي
و في الصيدلية اللي زهدي طلب من امير أنه يروح عليها كانوا وصلوا و كان موجود فيها دكتور كبير في السن نوعا ما و بنت سكرتيرة عمرها صغير و اول ما دخل امير ب زهدي اتخضوا و جروا عليهم و امير عمال يقول و يكرر في كلمة واحدة بس
امير : الحقونا
الدكتور ب خضة و هو بيسنده مع امير : زهدي ! زهدي ايه اللي حصل ؟!
امير : كان فيه ض*ب نار و اتصاب ب رصاصة
الدكتور اخد زهد من امير : فيه حد كان وراكم و انتوا جايين ؟
امير : معرفش .. انت واخده على فين ؟! انا كمان جاي معاكم
الدكتور : لا انت خليك هنا يا أمير .. انا هعمل كل اللي اقدر عليه انت متتحركش .. و انتي يا زينب اقفلي باب الصيدلية
زينب : حاضر حاضر .. و اول ما دخلوا هي بصت ل امير عشان تشوفه متصاب هو كمان ولا لأ و بقت تسأله .. انت كويس مش متصاب ؟!
امير ب عصبية : انتي مين انتي كمان و ايه اللي خلى ابويا يطلب اني اجيبه هنا و هو في الحالة دي
زينب : اهدى بس اهدى و استنى الدكتور دلوقتي هيخرج و يطمنا .. انت بس متأكد أن مفيش حد كان بيراقبكم ؟!
امير بيبص على المكان اللي الدكتور دخله هو و زهدي و رايح ناحيته : معرفش