امير بيكمل كلامه : هما راحوا فين ؟!
زينب : استنى بس
لكن امير موقفش و دخل بص ملاقاش حد جوا بقى هيتجن و فضل ينادي عليهم لكن مش بيرد و فجأة شاف انوار الصيدلية كلها بتتطفى و سمع صوت مفاتيح عشان يخرج يبص يلاقي زينب بتقفل الصيدلية عليهم بص لها ب استغراب و سألها
امير : انتوا مين ؟!
زينب : اهدى
امير فقد أعصابه تماما و بيطلع تليفونه و بيتصل ب حد : ودتوه فين ؟!
زينب : اهدى و هات تليفونك
امير : ابعدي عني انا هتصل ب البوليس .. ابعدي عني بقولك
زينب : يا أمير بقولك اهدى اللي انت بتعمله ده غلط
لكن امير مكانش سامعها اصلا و راح ناحية الباب و حاول يفتحه ب القوة و ساعتها زينب ملاقيتش حل تاني غير أنها تض*به و تخليه يغيب عن الوعي .. في الوقت ده كانوا رجالة شيرين خ*فوا شادي و بيعرضوه ل كل انواع الت***ب عشان يف*ن و يبلغهم ب مكان امير
شادي : يا باشا انا معرفهمش و قولت الكلام ده ل رجالتك برضه والله ما اعرفهم
ماهر : و هو فيه حد يقعد على ترابيزة في مطعم مشهور زي ده مع ناس ميعرفهمش
ماهر : انا كنت قاعد على ترابيزتي و هما اللي جم هجموا عليا و قعدوا معايا ب الغصب و انا كده كده مش فاهم انتوا بتتكلموا عن مين ولا بتسألوا على مين انا معرفش حاجة و معرفش حد و ض*ب النار اشتغل و انا كنت قايم عشان امشي اصلا
ماهر بيقوم يقف قدامه : تمام
و راح ضاربه ب البو** في وشه و الرجالة فضلوا يض*بوا فيه تاني .. و في الصيدلية كانت زينب بتفوق امير و اول ما فاق سألته
زينب : بقيت احسن ؟
امير : انتي عملتي فيا ايه ؟!
زينب : لو فضلت هادي و قدرت تتحكم في اعصابك اكتر من كده وقتها هقدر اخدك عند باباك
امير بيقوم من على الأرض : بابا فين ؟! انا عايز اشوفه بس
زينب : طب ياللا تعالى
اخد امير الشنطة اللي كانت مرمية على الأرض و دخل ورا زينب اللي فتحت له باب و قالت له ادخل من هنا و اول ما دخل لاقى قدامه حمام ف بقى يبص لها ب خوف و افتكر انها هتعمل فيه حاجة و بعدين هي دخلت وراه و زاحت ب ايديها المراية اللي كانت متعلقة على الحيطة و جات عند البلاطة اللي تحتها و ضغطت عليها عشان يظهر من تحتها زرار اول ما تدوس عليه الحيطة بتلف و بيلاقي نفسه في مكان غريب جدا و كبير اوي و كأنه مكان تاريخي أو اثري و فيه تماثيل كتير و مكتب عليه اوراق ياما و سبورة مكتوب عليها احصائيات كتير مش مفهومة ل امير و فضل باصص للمكان ب استغراب اوي و هو متنح و سألها
امير : ايه المكان ده ؟؟! بابا فين ؟؟
شاورت له ب ايديها على مكانه و اول ما دخل المكان ده شاف اوضة زي اوضة العمليات بالظبط و مجهزة ب جميع الأجهزة الطبية و زهدي كان نايم على السرير و الدكتور واقف جنبه و امير اول ما شافه جري عليه و سأل الدكتور
امير : حالته ايه دلوقتي ؟!
الدكتور : انا طلعت الرصاصة من جسمه و ل سوء الحظ أنه نزف دم كتير
امير بينفعل تاني : طب مستنيين هنا ليه ما ننقلوه المستشفى .. اتصلوا ب عربية الاسعاف اعملوا اي حاجة
الدكتور : انا اسف بس منقدرش نعمل كده
امير بيمسك الدكتور من ياقة البالطو : قصدك ايه ب اللي بتقوله ده ؟! انت بتتكلم عن ايه انا ابويا بيموت هنا
زهدي : امير
امير بيبص له و بيعيط : بابا .. احنا ليه مرحناش مستشفى ؟ مين الاتنين دول و ايه سبب وجودنا هنا يا بابا ؟!
زهدي بيتكلم ب العافية : الوقت أتأخر اوي يا أمير لكن انت في ايد أمينة .. انا عارف ان فيه مليون سؤال بيدور في بالك دلوقتي .. هما هيجاوبوك عليهم و هقولولك كل حاجة .. امير .. اوعى تشك لحظة في قوتك .. قوتك هي مصيرك
و دي كانت اخر حاجة زهدي ينطق بيها و كان اخر نفس يخرج منه و بعدها قابل وجه رب كريم .. امير وقتها نسي كل اللي زهدي قاله و بقى يفوق فيه و هو مصدوم و مش مصدق ان أبوه اللي رباه مات
امير ب دموع و توسل : بابا .. بابا لا بابا متموتش و تسيبني لأ انا ماليش حد غيرك .. بابااا خليك معايا ابوس ايدك انا اضيع لو انت مش في الدنيا .. اعمل حاجة يا دكتور بالله عليك .. بابااااااا
بقى يحضنه و يصرخ ب علو صوته و زينب و الدكتور بقوا يبعدوه عنه و يشيلوه بالعافية .. قعد امير في الأرض جنب الحيطة وحضن نفسه و هو مفلوق من العياط و كل حتة في جسمه بترتعش و إحساسه أن هو السبب في موت الشخص الوحيد اللي كان بيحبه بجد و اللي قضى عمره كله في تربيته ده كان بيموت فيه بالبطيء
عند شادي اللي كان ماهر واقف قدامه و بيمسح ايديه من دمه اللي كان ملطخها و كان بيقول له
ماهر : احنا عندنا حكمة كده بنقولها دايما في شغلنا و في مجالنا و هي أن الكداب الشاطر هو اللي يقدر يقنعك أن امك اللي ولداك متبقاش امك الحقيقية .. لكن انت فاشل مبتعرفش تكذب ف بطل ملاوعة .. انا هسألك ب ادب مين الاتنين اللي كانوا معاك و راحوا فين و أنت ب نفس الأدب هترد عليا و تجاوب على اسئلتي
شادي اللي كان خلاص استوى من كتر الض*ب و الت***ب : حاضر .. حاضر يا باشا انا هقولك كل اللي انت عايزه
ماهر : براڤو عليك انت كده بدأت تفهمني
شادي ب ابتسامة و كأنه بيقول له مش هريحك برضه : انا كنت مع امك و اختك و الصراحة كانت حاجة جامدة اوي مش عارف اوصفلك ازاي
ماهر بعد اللي سمعه الدم غلي في عروقه و راح لطشه ب القلم و نزل فيه ض*ب هو و رجالته .. ساعتها امير كان قاعد في المكان اللي كان فيه و هو حاضن الشنطة و مش مصدق اي حاجة من اللي حصلت و كان الدكتور عامل له حاجة سخنة يشربها عشان تهديه و قال له و هو بيمد له ايديه ب المج
الدكتور : خد اشرب ده هيهدي اعصابك شوية عشان تعرف تمسك نفسك اكتر من كده
امير بيمسح دموعه و بدأ يبص حواليه و يركز اكتر في المكان و رجع بص للدكتور اللي حط المج على الترابيزة اللي جنب امير بعد ما تجاهله و ساعتها امير سأله
امير : انتوا مين ؟!
الدكتور بيبص ل زينب و بيرجع يبص ل امير تاني : هنجاوبك على كل اللي انت عايز تعرفه لك الاول و قبل اي حاجة تانية فيه شيء مهم جدا انت لازم تعرفه .. فين القميص ؟!
امير : قميص ايه اللي بتتكلم عنه ؟! انا ابويا مات
الدكتور : القميص فين يا أمير ؟
زينب : شكله ميعرفش اي حاجة عنه
الدكتور : اسمع .. احنا هنقول لك كل حاجة ، لكن القميص فين انت لازم تقول لنا .. هو معاك صح ؟
امير : القميص في امان
الدكتور بيقلع البالطو اللي غرقان ب دم زهدي : انت زي ابوك بالظبط
امير : بس ده مش ابويا الحقيقي
الدكتور : نعم !
امير : زهدي مكانش ابويا الحقيقي
الدكتور : عارف .. احنا مستنيين اللحظة دي من سنين
امير بيقوم يقف : انتوا مين و عايزين ايه ؟!
الدكتور : خلينا نبدأ من الاول خالص و اعرفك .. انا كمال و دي بنتي زينب
زينب : احنا المخلصين
امير ب استغراب : مخلصين ! مخلصين ازاي يعني و ل مين ؟!
زينب بعد لحظات **ت : ليك انت
الدكتور : قصدها "للمنقذ" .. الشنطة اللي معاك دي فيها ايه ؟!
امير لسه مش فاهم حاجة لكن التعب و الحزن اللي حاسس بيهم خلوه ميهتمش ل اي حاجة و كان شايف أن دول جوز مجانين و بيقولوا اي كلام و راح حادف ل كمال الشنطة و هو بيقول له : خد القميص اللي بتسأل عليه اهو اعملوا اللي انتوا عايزينه و سابهم و راح وقف جنب أبوه اللي مازال نايم على السرير و بقى حاطط ايديه على دماغه و رايح جاي مش عارف هيعمل ايه من غيره و ساعتها كان كمال و زينب و بيفحصوا القميص ب اهتمام اوي و بعدين لاحظ امير تصرفات كمال و بنته و بدأ يركز معاهم و راح ناحيتهم و سمع زينب و هي بتقول ل ابوها
زينب : انا مش مصدقة عيني !
امير ب عصبية : خرجونا من هنا انا بقولكوا خرجونا من هنا
كمال رايح ناحيته : مش هينفع تهرب يا امير ده مصيرك
زينب بتدخل : و مصيرنا هو حمايتك زي زهدي بالظبط
كمال : ابوك زهدي كان هو كمان مخلص ليك
امير : انتوا مجانين صح ! اكيد مجانين انا حاسس اني بتف*ج على فيلم في التليفزيون أو بقرا كتاب ل كاتب مش طبيعي مثلا ايه اللي انتوا بتقولوه ده ؟! مخلصين و المنقذ ايه معنى الكلام ده !!
زينب : امير .. اسمعني كويس انت المنقذ و من واجبك انك متهربش و تواجه الواقع اللي هتعيشه من اللحظة دي و الواقع ده هو منعك للخالد
امير : ايه ! خالد ايه ولا خالد مين ده ! مش بقولكم انتوا مجانين
كمال : زينب .. مش كده احنا هنفهمه كل حاجة خطوة خطوة لكن مينفعش يعرف كل حاجة مرة واحدة كده هو مش هيتسوعب
زينب م**مة على موقفها : لازم يعرف كل حاجة في اقرب و اسرع وقت ممكن