"المنقذ" الجزء الاول
سأخبركم قصة .. قصة الخير و الشر .. انا متأكد انكم لن تصدقوا ما أخبركم به و يحق لكم ذلك .. لو كنت مكانكم فلن اصدق أيضا .. و حتى اليوم كنت شخصاً مثكلم شخص طبيعي و متوسط و عادي .. في الواقع ، ظننت ذلك ..
تظهر ايد بتحاول تقفل صوت المنبه لكن التليفون بيقع على الأرض وسط مجموعة كبيرة من الكتب و الروايات و المجلات .. و يظهر "امير" بطل قصتنا و هو عمال يحدف الكتب دي يمين و شمال عشان يدور على تليفونه اللي مش عايز يبطل رن لغاية ما لاقاه و فصله و حط راسه على المخدة ب **ل و تذمر و فضل يتقلب يمين و شمال و يحط المخدة على وشه لكن النهار كان طلع و ملى الاوضة و معرفش ينام تاني ف قرر أنه يقوم .. بدأ يعمل تمارين رياضية عشان يستقبل يومه ب نشاط و جسم حيوي و اثناء ما هو بيعمل التمارين دي نده على "شادي" صاحبه اللي كان نايم في الصالة على الكنبة و غرقان في سابع نومة .. و خرج من الاوضة و فضل ينادي عليه و يصحيه لكن طبعا مفيش فايدة .. امير دخل الحمام اخد دش و بقى بيفوق نفسه ب كام قلم على وشه كده خفاف عشان يصحصح .. خلص الدش و خرج على المطبخ عمل ل نفسه ساندوتش و بعدين طلع على الصالة و كانت الكورة في الأرض بدأ ينططها على رجليه و رجع يصحي شادي تاني و هو بيقول اسمه بصوت عالي و بشكل متكرر لغاية ما الكورة لبست في وش شادي ده .. لكن شادي تقريبا كان مقتول مش نايم بس و برضه مش حاسس ب حاجة ف اتخنق امير منه و راح شادد البطانية من عليه .. جهز امير و اخيرا شادي كمان قام و جهز هو كمان و خرجوا من البيت .. امير في قمة الروقان و الشخصية و الكاريزما اللي طاغية على كل حاجة و شادي خارج وراه نايم و مش حاسس ب الدنيا عشان يقابلوا اطفال ولاد جيرانهم بيلعبوا ب الكورة في الشارع قدام البيت و بدأ امير يلعب معاهم شوية و يرقص الكورة شوية و الاطفال كانوا بيحبوه اوي و كمان الجيران و بقى طول ما هو ماشي في الشارع جيرانه كلهم بيسلموا عليه و اللي واقفين في بلاكوناتهم بيعزموا عليه يطلع يفطر معاهم و كان في منتهى النشاط و البهجة باينة عليه و هو بيسلم و يصبح عليهم .. شادي طبعا ماشي وراه مش دريان ب حاجة غير أنه عايز ينام بس ، وصلوا قدام محل بابه ازاز و مقفول و محطوط عليه يافطة مكتوب عليها للايجار .. كانوا واقفين هما الاتنين قدام الباب و بيتف*جوا ب تركيز و امير بيقول ل شادي
امير : بص كده شايف الجنب الشمال ده ؟
شادي : هنعمل بورسلين في الجزء ده
امير : طبعا و كمان ممكن نعمل رفوف من اول الأرض لحد السقف
شادي : تمام اوي .. و نحط باقي الحاجة في الجنب اليمين و بعد كده يا صاحبي تيجي بقى الفلوس .. يااااه
امير : و زباييننا هيكونوا حاجة فخمة كده و من كل الطبقات الراقية و الناس اللي مبنشوفهاش غير في التليفزيون بس دي .. انا متأكد من ده و متفائل جدا
و هتشوف ، اه صح و بالمناسبة هتكون تحت ضل مثلك الاعلى مباشرة كده
شادي : أيوة عشان كده انا المكان عجبني .. قول لي بس ايه اللي عند الراجل ده مش موجود عندنا احنا ؟!
امير ب ضحك : والله انا مش فاهم يا بني
شادي ب تريقة : اه فعلا عنده ايه مش عندنا .. ماعدا الشركات و المليارات اللي ب العملة الصعبة طبعا
كانوا ساعتها واقفين باصين ل كام مبنى حوالين المكان و بيقولوا ل بعض الكلام ده و بعدين شادي قال ل امير أنه رايح الشغل و سابه و مشي و امير بعدها اتحرك و بقى يلف و يتمشى في الشوارع و الأسواق لحد ما وصل مكان كده ماليان محلات و قهاوي و كان عارف كل الناس اللي هناك و كلهم بيسلموا عليه لغاية ما طلع سلم كده و بعدين قابل القهوجي اللي كان باين أنه يعرفه و كان شايل صينية عليها كوبايات شاي و امير اخد منه كوبايتين و قاله هحاسبك عليهم بس مش دلوقتي .. عشان نروح ل ست كوكب اللي كانت قاعدة بتقرا الفنجان ل واحدة ست و امير دخل عليها ب كوبايتين الشاي
امير ب هزار : ست كوكب .. مش انا رحت ل واحدة عرافة و قالتلي أن فيه باب محل كبير باين في الفنجان بتاعي
كوكب : امير قرب تعالى هنا
امير بيروح لها : اؤمريني
كوكب بتمسك ايديه : امير .. انت مصيرك بيتغير لكن الموضوع مش متعلق ب باب محل كبير لا انت اللي هتعمله اكبر من كده ب كتير .. انت مكتوبلك انك تعمل حاجة مختلفة ، حاجة مهمة
امير ب استهزاء : كفاياكي يا كوكب ارحميني .. كل يوم ب طالع و مصير جديد ما انتحر اسهل ربنا يستر و المرة الجاية متقوليليش اني هيظهر لي جناحات و هطير
و سابها و مشي و راح ل محل تحف و انتيكات كده باين عليه أنه قديم اوي و صاحبه راجل كبير في السن و اسمه "زهدي" و الراجل ده يبقى ابو امير
امير : صباح الفل يا عم زهدي
زهدي : كنت فين يا بني مختفي كل ده ليه ؟
امير : بابا .. انا و الواد شيكو لاقينا محل كده مساحته حلوة على قدنا و موقعه تحفة بس ايجاره غالي شويتين
زهدي : خلاص قول ل سي شيكو ده يقدم على قرض من البنك ب اسمه عشان تأجروا المحل و تملوه بضاعة
امير حط الشاي على المكتب و بيقلع الچاكيت : يا بابا قرض ايه و بنك ايه انا بتكلم جد دلوقتي .. يعني اكيد احنا محتاجين شوية فلوس و لو عرفنا نجمع المبلغ اللي يسمح لنا أننا نفتح و نشتغل اول كام شهر كده لغاية ما نتعرف و المحل يجيب المطلوب ف الدنيا هتتحسن واحدة واحدة و ساعتها مش هنحتاج ل حد
زهدي : احنا كام مرة اتكلمنا في الموضوع ده يا أمير ؟
امير : كتير يا بابا مبعدش من كترهم
زهدي : و كل مرة كنت بقولك ايه ؟
امير : كنت بترفض
زهدي : يبقى انت عارف ردي
امير بيقوم يقف جنبه و هو قاعد على كرسي المكتب : يا بابا احنا فعلا عايزين نعمل المشروع ده مش كلام و خلاص و شيكو لاقى شغلانة بيدخل له منها شوية فلوس و بيحوشهم عشان المشروع ده
زهدي : اه لاقى شغلانة .. مش الشغلانة دي اللي في الكباريه ولا المكان اللي استغفر الله العظيم الناس بتروح تشرب فيه محرمات و تعمل حاجات مالهاش لازمة
امير : أيوة بالظبط
زهدي : و انت عايز تعمل مشروعك ده مع اللي اسمه شيكو ؟
امير : أيوة
زهدي : تاني ! هو انتوا مش عملتوا مشروع تجارة التليفونات ده و طلعتوا منه مفلسين ؟! مش شيكو ده اللي عملت انت و هو مشروع القارب السياحي و فشل و طلعتوا منه مفلسين برضه ؟! قولي كده ايه هي اطول مدة قعدتوها مع بعض في شغلانة ؟! اسبوعين باين مش كده ؟
امير بيفتح تليفونه و بيوريه ل زهدي : طب اتف*ج بس شوف المحل متوضب ازاي ده ولا شقة عريس و شوف مساحته و مكانه الاول و بعدين احكم .. ده المكان الوحيد اللي انا حاسس أنه هيكون فاتحة خير علينا
زهدي : امير يا بني .. مش معنى أنه جديد و متوضب توضيب حلو ده هيخليني اوافق بص كده للسوق اللي احنا فيه ده عمره 600 سنة
امير بيمشي من جنبه و بيلف في المحل : هايل يا بابا تحفة .. بس احنا هنعمل ايه برضه بص ل حالنا كده انا حاسس ان المكان ده اتفرض علينا خلاص هنعيش و نموت جواه .. احنا لازم نخرج من هنا و ندور على حاجة احسن و نعمل خطوات إيجابية اكتر و نطور من نفسنا ؟
زهدي : طيب أخرج من هنا و روح سلم الطلبية دي
امير : طلبية ايه ؟
زهدي : السجادة اللي طالبتها الخواجاية امبارح .. انت مش فاكر ؟!
امير ب هزار : انا فاكر الخواجاية
زهدي بيضحك : هو ده اللي انت فالح فيه يا دونچوان جيلك